المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أتتك بخائن رجلاه . جاسم الرصيف



جاسم الرصيف
25/11/2007, 05:51 AM
جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــــــــ
( أتتك بخائن رجلاه !! )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مثل عربي قديم ، دام بدوام فعل الخيانة البشرية ، واطرف مافي الخائن انه يخوّن غيره ببساطة إشعال ( سيكارة ) ، او ارتشاف ( كأس ) من كؤوس المال الأجنبي الموظف ضد بلده ومن يفترض انهم ( اهله ) وهم يذبحون من الوريد الى الوريد دون ان يهز ّ ذلك ضميره المجيّر لعالم ( الشيزوفرينيا الوطنية ) الذي تحلّق في فضائه اسماء تعددت جنسياتها ، وتعددت ولاءاتها ، تدّعي انها ما زالت ( عراقية ) ، رغما عن كل العراقيين الرافضين لمن وظفوا انفسهم أشرطة احذية لجنود الاحتلال .

( المجلس العراقي للثقافة ) ، الذي زف ّ نفسه في ( عمان ) قبل عام تحت علم اميركي وعلم عراقي مستعار ، معززا بوجوه مازال غبار دبابات الاحتلال يكسو ملامحها ، ظاهرا وباطنا ، ووجه برفض شبه مطلق من اكثرية مثقفي العراق التي حرصت على ابداعها وقيمها الابداعية والأخلاقية في آن قبل الحرص على جيوبها التي وعدت بالامتلاء اذا ما قبلت دعوات سخية من الصحفي المغمور ابداعيا ، والمثقف المقبور وطنيا ، ( ابراهيم الزبيدي ) راح عقده ينفرط قبل خط ّ النهاية المرسوم على خلافات حادّة في تقاسم ( المقسوم ) ، والمقسوم هنا تعددت معانيه عراقيا ومنها واحد فريد على معنى : الرشوة .

لم يستقطب مجلس ( الزبيدي ) غير من تصيدوا الأكل من( كتف دسم ) ، فقع بغتة ، من اعماق المياه العكرة للاحتلال ، على إدعاء انه ( المالك والممول الوحيد ) الفريد ، في زمن موائد الاحتلال العامرة بالثريد ، وهو الذي لم يكن معروفا بثراء ، ولاترك احدا من قبل ومن بعد يحمده عن طيبة وسخاء ، ولم يكن على قوائم امامية او خلفية لأي ابداع ( ثقافي ) ترك اثرا في الساحة العراقية وظل في تطوره محصورا بين بدء ( نكرة ) ونهاية ( منكر ) ، ولكنه اغدق العطايا على من لبّوا دعوته وهم يعرفون ، طبعا وطبيعة ، كل مواصفات من دعاهم .

مثقفو ( الزبيدي ) ، من ( آكلات الأكتاف الدسمة ) ، ملأوا الأسماع وسوّدوا الأوراق الكثيرة في مديح ( حاتم الطائي المنتظر ) لمحترفي صيد الطرائد ( الثقافة العراقية الجديدة ) بعد الاحتلال على مدى اشهر فارغة معانيها من مبانيها الثقافية ، ولم يتجاوزوا في كل ما ابدعوه حاجز ال ( 300 ) دولار عن كل مقال يمجّد منجزات الاحتلال الذي قتلت اكتافه الدسمة ، ومنها كتف ( الزبيدي ) ، مليونا وشردت اربعة ملايين عراقي عربي ، ولكن نفد وقود طيرانهم في فضاء الثقافة العراقية المفتوح على حسد لص للص وشحاذ لشحاذ في ذات الزقاق ، فتكاثرت الاستقالات وكثرت الانتقادات ومضاداتها ممن استقال ومن بقي مستفيدا من التحليق في ( طائرة الزبيدي ) الثقافية بلا مثقفين .

دمّر ( حسد العيشة ) عش الثقافة المفعول به مرتين ، مرة من الممول الأمريكي الأصلي ومرة من وكيله ( العراقي ) الذي فاز بجائزة ( اللّواتة ) المليونية ، واراهن ان لا ( الزبيدي ) ولا ( مثقفوه ) يعرفون معنى كلمة ( لوتي ) ادّعى ان ( مالك ) له وحده ( حق التصرف والقرار ) وليس مملوكا ينفذ اوامر مالكه بكل امانة كما يعرف اعضاء المجلس مؤسسين وثانويين !! . وتبادل الأعضاء ( النشامى ) صواريخ التهم بأرخص الطرق واكثرها اضحاكا لأي مثقف ، عراقي او غير عراقي ، مما اضطر ( الزبيدي ) لإلقاء المزيد من الأضواء على نفسه ( مالكا مملوكا ) ومجلسه فاعلا مفعولا به في عالم ( شيزوفرينيا ) الثقافة العراقية بعد الاحتلال .

يقول ( الزبيدي ) ، فعوا رؤية الفتى ، وعوا ركاكة التفكير والتعبير ، عن زمانه وزمان المثقفين ، مالم يقله ( ابا نؤاس ) في هوى الصبيان : ( ان الذين اتهاما الى تمويل المجلس بأن مصدره اميركي يتجاهلون ان اميركا تمول عشرات الدول والمنظمات .. وجميع الذين موّلتهم اميركا ، ولديها علاقات تحالف معها لم تنتهك كرامتهم.. ولم تطلب منهم شيئا ضد مصالح بلدانهم ) !!؟؟ . ( مظلومية الزبيدي ) هذه في تزكية العطايا الأمريكية حق ّ لها ان تكون معلّقة العصر على اكتاف كعبة الحمقى من عملاء الاحتلال وحدهم .

الا تبدو معلّقة ( الزبيدي ) وكأنها قد صدرت عن ناطق رسمي اميركي ومن عمق البيت الأبيض ؟! . يستهين علنا ، وعبر موقع ( عراقي ) مستأجر لهذا الغرض ، بعقولنا ومشاعرنا الوطنية ، كما استهان بمن تحلّقوا حوله على دسم ، و ( ينصحنا ) ، غير مشكور ، ان ( كرامتنا لن تنتهك ) ، ونحن ندس في جيوبنا دولارات مغموسة بدماء اهلنا ، اذا ماجيرنا اقلامنا لمالكه ، ولن يطلب هذا منا ( تغيير هويتنا ) ، بل مسحها ونسيانها كما فعل ( الزبيدي ) واصحابه ، كما لن يطالبنا مالكه ( بان نفعل شيئا ضد اوطاننا ) ، لأن علينا ان نؤمن بأن لاوطن لنا يستحق ان ندافع عنه ، ونحن نتعاطى عطايا المالك ووكيله الذي استعار لقب ( زبيدي ) ولقب ( عراقي ) ايضا ( !؟ ) .

ولمزيد من الأنوار يضئ لنا مهذار ( الزبيدي ) الطريق فيقول ، غير مشكور مرة اخرى ــ وارجو من مصحح اللغة العربية في الجريدة ان ينتبه الى ان ركاكة وفقر لغة مجلس الثقافة العراقية جاءت في نصها المعلن عن ثورة التنوير العقلاني القادمة : ( ان التوجهات الأميركية العلمانية العقلانية التنويرية التي سبق لها ان هزيمة النازية الهتلرية ، والفاشية ، والشيوعية ، ونظامي طالبان وصدام حسين .. تعد ّ في مقاييس القيم.. اعمالا نبيلة خيرة خدمة ملايين البشر وانقذة حياتهم والحضارة الانسانية ) .

يا لضياع حرف ( التاء ) في لغتنا في تأتأة بيان ( مجلس ثقافي ) لايجيد استعمال حتى لغته الأم والأب والمصير والقدر !! .
ويالضياع ( القيم ) والأعمال النبيلة الخيرة في قتل اكثر من مليون وتهجير اربعة ملايين ( حشرة ؟! ) عراقية من اعشاشها لم تخدش مأساتها خلايا الابداع في مخ فاعل ومفعول به يتبادلان الأدوار في قتلنا هنا وهناك ، افقيا على الأرض وعموديا في حرب الثقافة مدفوعة الثمن !! .
يا لضياع من باعوا حتى ابداع الله في خلقهم بشرا مقابل ( 300 ) دولار عن كل مقال يمجد الاحتلال والقتل والنهب والسلب والعنصرية !! .

وختم ( الزبيدي ) ركاكته ، وفجاجة رؤاه ، ودونية نظرته للعراق والعراقيين في آن ، في ( نصيحة ) اوجزت كل شئ عن مجلسه المجرثم بتعدد الولاءات وموت الغيرة على العراق والعراقيين ، في قوله :
( لايوجد خلاص للعراق الا باقامة علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة .. فهذه فرصة تأريخية لن تتكرر للعراق ، حينما تتاح له الفرصة للإستفادة من امكانات وخبرات اميركا التي تعتبر اعظم بلد على وجه الأرض ) !!؟؟ .

واترك التعليق لمن يقدّم العليق .

jarraseef@yahoo.com

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=212554&Sn=CASE