المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لمـّّا طغى اللهيب / الشاعر محمود النجار



شعراء بلا حدود
26/11/2007, 08:48 AM
لمـّّا طغى اللهيب ..


أزفَ اقتران النار بالماءِ
انـحنى حرف اللهيبِ
على ضفاف النهرِ
كان معلقا بالشمسِ
أفلت من مدار الدهرِ
شاق الماءُ رغبته الشقيةَ
فار تنورُ الضلوعِ
فهبت النيران زافرة صديّةْ
العشب أحنى ظهره المبتل بالطلِ ..
احتمى بتراب دوحتهِ النديةْ
النرجس المفتون ألقى زهوَه في الماءِ
وارتعش المكانْ
صبّتْ عروقُ النار جامَ لهيبِها
دوّى الزمانُ مقهقهاً
خرجتْ عقاربُ ساعتي من معصمي
جفتْ عروقي
صار جسمي خارج الوقتِ
احتملتُ الموتَ
كنتُ أنا .. وكان ربيعُنا .. وحدائقُ العشاقِ ..
أحلامُ المواعيد الصغيرةْ ..
وجهي المقيدُ بالمرايا الساجيات هي الضحيةْ
أفرغتُ جيبي من يدي
لم أدرِ كم يوما
بذلتُ لأستعيدَ يدي
وكم أعطيتُ من قلبي الرهيفِ
لأعزف اللحن الأخير على بقايا
الهاجعين بلا حراكٍ
كم سأقضي في اجتراحِ وصيتي
للقادمين من السديمِ
وكم .. وكم .. ؟!
http://wwwdelivery.superstock.com/WI/223/463/PC/SuperStock_463-6477.jpg
الشارع المصلوب خلف محطة التاريخِ
دوني قابع في الصمتِ
وامرأةُ الضحى والقهوةُ التركيةُ
الفنجانُ يبرق من بعيدٍ ..
وجهُها المسكون بالتفاحِ ..
بسمتُها الخجولةُ ..
لم يعد شبّاكُها السحريُّ ..
ينضو ثوبَه الشفافَ ..
عن محرابها الورديِّ ..
أدمنتُ امتصاصَ الوقت والفنجانِ
في آنٍ معًا
كان الضحى نجمَ النهارِ
وكنتُ نجمَ العاشقينَ
ألملم الأسواقَ
أختصرُ الأزقةََ والدكاكينَ التي وثبتْ على
كتفِ الشوارعِ
والمعاملَ والمتاهاتِ الصغيرةَ
كنتُ أختصرُ المدينةَ
كي أحسَّ بشهد فتنتها
وأقترف الفضيلةْ
ما عاد في هذا الفراغِ ضحىً
ولا أشياؤه ابتلت بماء الوقت
قد نزف الوجود ولم تعد
فيه الأماني الحالمات
لكي أحطُّ على تورّد روحِها روحي
وأمضي باحثاً عن إخوتي وفصيلتي
وحبيبتي ..
عن صحبة الأرض اليبابِ
فلا نجاة .. !
http://www.firstscience.com/SITE/IMAGES/ARTICLES/asteroid/asteroid2.jpg

محمود النجار