المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزء الأول من الباب العاشر من كتاب (مقالات بطرس) للأديب الباكستاني (بطرس بخاري)



إبراهيم محمد إبراهيم
26/11/2007, 09:02 AM
الجزء الأول من الباب العاشر
في ذكرى المرحوم
ذات يوم كنت أنا و " السيد مرزا " نجلس في صمت على كرسيين في الردهة ... واقع الأمر أنه عندما يمضي على الصداقة زمن طويل ، فإنه لا تبقى هناك ضرورة للحديث ، ويستطيع كل صديق أن يستمتع بصمت صديقه .... كان كل منا مستغرقاً في أفكاره ... يعلم الله ما الذي كان " السيد مرزا " يفكر فيه في ذلك الوقت ، أما أنا فكنت أفكر في تصاريف الزمن ... ومن بعيد تمرّ في الشارع سيارة بين الفينة والفينة ، وأنا – بالفطرة – عندما أرى سيارة أحدٍ ما ، تتسلط على ذهني فكرة تقلبات الزمن وتغيراته ... عندئذ أبدأ في التفكير في حيلة يُمكن من خلالها تقسيم ثروات العالم أجمع بالتساوي بين بني الإنسان ، فإن كنت أسير في الشارع ، ومرقت بجانبي سيارة تدفع الغبار إلى رئتي ورأسي ومعدتي ، وحتى طحالي ، فإني أعود فوراً إلى البيت ، وأخـرج كتاب " الكيمياء " الذي كنت أدرسه في المرحلة المتوسطة ، وأبدأ في مطالعته ، على أمل أن أتوصل إلى صناعة قنبلة .
بقيت أتنهد لفترة ، لكن " السيد مرزا " لم يلتفت إليّ ، وفي النهاية قطعت أنا هذا الصمت قائلاً لـ " السيد مرزا " :
* ما الفرق بيننا وبين الحيوانات ؟!.
فقال " مرزا " :
* يا أخي ، لا بدّ أن هناك فرقاً بالتأكيد .
قلت :
* أنا أقول لك ما الفرق .
قال :
* قل .
فقلت :
* لا فرق مطلقاً بيننا وبين الحيـوانات . أتسمعني يا " مرزا " . لا فرق بيننا وبين الحيوانات ، على الأقل لا فرق بيني أنا وبين الحيوانات ... صحيح أنا أعرف أنك ماهر في الجدال والسفسطة ، وستقول أن الحيوانات تسترجع الطعام من معدتها وتعيد مضغه ، بينما أنت لا تفعل ذلك ... وللحيوانات ذيل ، بينما أنت تفتقده . ولكن ما الفرق الذي يترتب على هذه الأشياء سوى أنها تثبت أن الحيوانات أفضل منّي . لكن هناك أمراً آخر أنا والحيوانات فيه سواء ، فأنا أسير على قدميّ ، وهي كذلك ، فهل عندك ردٌّ على هذا الكلام ؟!!. طبعاً ليس عندك ردٌّ . إن كان لديك شيء فقله ... إذاً فاصمت ، لأنك لا تستطيع أن تقول شيئاً ، فأنا أسير على قدميّ منذ أن خلقني الله وحتى يومنا هذا .
آه ... أسير على قدميّ ... أنت لا تعرف معنى السير على الأقدام ... إنه يعني أن تتحـرك على وجه الأرض بطريقة تجعل إحدى قدميك – تأكيداً – على الأرض ، والثانية في الهواء ... واحدة إلى الأمام ، والأخرى إلى الخلف ... قسماً يا أخي ، إن الحياة بهذا الشكل تجعل الذهن عاجزاً عن التفكير ، وتشلّ الحواسّ عن العمل ، وتميت الخيال ، وتُصيِّر الإنسان أسوأ من الحمار .
أما " السيد مرزا " فكـان يدخّن سيجارة ، ولم يبال بخطبتي العصماء هذه ... إن القلب ليتمزّق من مثل هذه اللامبالاة من الأصدقاء . لقد حوّلت وجهي عنه بكل احتقار ونفور . كان يبدو أن " مرزا " غير مقتنع بما أقول ، وكأن متاعبي التي أُفضي بها إليه وهمٌ وخيالٌ ... وكأن شكايتي من السير على الأقدام لا تستحق الاهتمام ... وكأنني لا أستحق أن تكون لديّ سيارة .. قلت في نفسي " حاضر يا مرزا ... سترى ما سأفعل !! " .
ضغطت على أسناني ، واتكأت على مسند الكرسي منحنياً تجاه " مرزا " ، حتى اقتربت منه ، وأدار " السيد مرزا " هو الآخر رأسه تجاهي ، فابتسمت له ، لكنها ابتسامة تمتلئ سُمّاً . وعندما صار " السيد مرزا " مستعداً لسماعي قلت بتؤدة شديدة :
* يا مرزا ، سأشتري سيارة .
ثم أدرت وجهي إلى الناحية الأخرى بلا مبالاة شديدة . قال " مرزا " :
* ماذا قلت ؟!. ... ماذا ستشتري ؟!.
قلت :
* ألم تسمع ؟!. سأشتري سيارة ... أتوموبيل ... التي يسميها بعض الناس سيارة ، والبعض يسميها أتوموبيل ، ولكن لأنك بطئ الفهم فقد استخدمت اللفظتين معاً حتى لا تجد صعوبة في فهم ما أقول .
قال " مرزا " :
* هه .....
هذه المرة أشعلت أنا – وليس مرزا – سيجـارة ، ورفعت حاجبيّ إلى أعلى ، وكنت أُحرّك يدي التي تمسك بالسيجارة من وإلى فمي بطريقة يحسدني عليها كبار الممثلين . وبعد برهة قال " مرزا " :
* هه .......
تصورت أن " مرزا " في حـالة من التـأثر ، وأنه منبهـر بما قلت . كنت أتمنى أن يقول " مرزا " شيئاً حتى أعرف إلى أي مدى أبهرته ، لكن " مرزا " لم يزد على :
* هه .....
قلت :
* يا " مرزا " ، على حسب معلوماتي فأنت قد تعلمت عدة لغات في المدرسة والكلية ، وبالإضافة إلى ذلك فإنك تعرف الكثير من الألفاظ التي لا تستخدم في أي مدرسة أو كلية أو بيت من البيوت المحترمة ، ومع ذلك فإن كلامك الآن لا يتعدى " هه " ... أتحقد عليّ يا مرزا ؟!!. إن الحالة المسيطرة على ذهنك في هذه اللحظة يسمونها في اللغة العربية " حسد " .
عندئذ قال " مرزا " :
* كلاّ ، كلاّ ، ليس هذا أصل الموضوع ، إنما كنت فقط أتمعّن في لفـظ " سأشتري سيارة " ... إذاً اسمع يا أمير ... الشراء فعل يقتضي تصريفه نقودٌ وما شابه ذلك . أما فيما يتعلق بـ " وما شابه ذلك " فيمكن تدبيره بسهولة ، ولكن كيف ستدبّر أمر النقود ؟!!.
صحيح أنني لم أفكر في هذه النقطة ، ولكني لم أيأس ، وقلت :
* سأبيع بعض الأشياء الثمينة التي أمتلكها .
قال " مرزا " :
* مثل ماذا ؟!.
قلت :
* سأبيع علبة سجائري .
فقال " مرزا " :
* طيّب ...جميل .... صار لديك الآن روبية ، لو أن الألفي أو الثلاثة آلاف روبية الباقية تُدبّرها هكذا فسيكون كل شيء على ما يرام !!!.
وبعدها رأيت من المصلحة أن يتوقف هذا الحوار قليلاً ، وهكذا أصابني الملل من " مرزا " ، فلذت بالصمت ... يا أخي ، لا أفهم من أين يأتي الناس بكل هذه النقود .... فكرت كثيراً ، وفي النهاية وصلت إلى نتيجة مفادها أن الناس يسرقون بالتأكيد !!!... واطمأن قلبي بهذا التبرير إلى حدٍّ ما .
ثم قال " مرزا " :
* هل أدلّك على شيء ؟!... اشتر دراجة .
قلت :
* ستبقى إذاً قضية النقود كما هي ....
فبادرني قائلاً :
* مجاناً .
قلت مندهشاً :
* مجاناً ؟!. كيف ذلك ؟!!!.
قال :
* اعتبرها مجاناً ، فليس من الشهامة أن آخذ ثمنها منك وأنت صديق ، أما إذا لم تقبل أنت هذا الجميل مني فذاك موضوع آخر .
في مثل هذه الظروف تعتريني موجة من الضحك ، تمتزج فيها سعادة الأطفال ، وانطلاقة الشباب ، وموسيقى مياه النافورات ، وأنغام البلابل .... ضحكت هكذا ، وكانت ضحكة لم تعد بعدها فكّاي الفاغرتان إلى حالتهما الطبيعية إلاّ بعد ساعات طوال . وعندما تأكدت أن قلبي لن يتوقف من سماع مثل هذه المفاجأة السارة سألته :
* دراجة من هذه ؟!!.
فقال " مرزا " :
* عندي دراجة مهملة ، خذها أنت .
قلت :
* قل مرة أخرى ... قل مرة أخرى !!.
قال :
* يا أخي ، عندي دراجة ، وطالما هي دراجتي ، فكأنها دراجتك أنت ...... خذها .
صدقني ... كنت كمن سُكب عليه دلو ماء من الخجل . أين مثل هذه التضحية وهذا الإيثار في القرن الرابع عشر الهجري ... جذبت الكرسي الذي أجلس عليه تجاه " مرزا " ، ولم أدر كيف أعبر له عن امتناني وندمي في نفس الوقت . قلت :
* سيد مرزا ، أولاً : أعتذر إليك عن سوء أدبي ، وغلظتي في الحديث معك . وثانياً : أريد أن أعترف أمامك اليوم ، وآمل أن تلقى صراحتي لديك تقديراً ، وأتمنى أن تغفر لي زلتي بقلب مفتوح ، ولقد كنت أعتبرك دائماً غاية في الخسة والبخل والأنانية والمكر . أنظر ... لا تغضب ، فكل ابن آدم خطّاء ، لكنك اليوم أثبت أنك شهم ومحبّ لأصدقائك ، وفي نفس الوقت أشعرتني إلى أي مدى أنا حقير وضيّق الأفق وبغيض ... أرجوك سامحني .
واغرورقت عيناي بالدموع ، وكدت أنحني على يد " مرزا " أقبّلها ، وأدفن رأسي بين أحضانه لأخفي دموعي ، لكن " السيد مرزا " قال :
* يا سلام يا أخي ... ليس في الأمر فضلٌ أو ما شابه ... الحكاية ببساطة أنني عندي دراجة ، تركبها أنت كما ركبتها أنا .
قلت :
* ولكن يا مرزا ... لن آخذها مجاناً ... لا يمكن ...
فقال " مرزا " :
* هذا ما كنت أخشاه ، فأنت حساس لدرجة لا تقبل معها إحساناً من أحد ، في حين – يشهد الله – أنه ليس في الموضوع أي إحسان .
قلت :
* على أية حال ، مهما يكن ، أخبرني صراحة بثمنها .
قال " مرزا " :
* إنك بحديثك عن الثمن وكأنك تجرّني فوق الأشواك . لقد اشتريتها بثمن مرتفع في وقتها ، ولكنها الآن ليست في نفس حالتها الأولى
سألته :
* بكم اشتريتها ؟.
قال :
* بمائة وخمس وسبعين روبية . لكن الدراجات لم تكن منتشرة في ذلك الوقت ، ولهذا كان ثمنها مرتفعاً بعض الشيء .
قلت :
* هل هي قديمة جداً ؟!.
قال :
* لا ، ليست قديمة إلى هذا الحد . كان ابني يذهب عليها إلى الكلية ، ولم تمض سنتان على تخرجه الآن ، لكنها بالتأكيد مختلفة قليلاً عن دراجات هذه الأيام ، فدراجات هذه الأيام تُصنع من المعدن ، ولذا يُقبل عليها شباب الكليات على أنها رخيصة . أما الدراجات القديمة فإن جسمها قويّ للغاية .
* لكن يا مرزا ، أنا لا أستطيع أن أدفع لك مائة وخمساً وسبعين روبية ، فليس عندي كل هذا المبلغ ، بل إنني لا أستطيع أن أدفع حتى نصف ثمنها .
عندئذ قال " مرزا " :
* وهل طلبت منك يا أخي ثمنها كله . أولاً : أنا لا أريد أن أتقاضى منك الثمن أصلاً ، ولكن ...
قلت :
* لا يا مرزا ، لا بد أن تأخذ شيئاً ... حسنٌ ... سأضع في جيبك بعض الروبيات ، وعندما تذهب إلى البيت عُدّها ، فإن وافقت فأرسل الدراجة إليّ غداً ، وإلاّ ردّ إليّ الروبيات ... ليس من المناسب أن نتحدث هنا في البيع والشراء ، فهذا يشعرني بأننا في دكان !.
قال " مرزا " :
* كما تحب يا أخي ، ولكن سأقول لك مرة أخرى ، دعك من موضوع الثمن هذا ، وإن كنت أعرف أنك سترفض .
نهضت متجهاً إلى غرفتي .... قلت لنفسي " إن الناس يشترون الأشياء المستعملة بنصف قيمتها ، ولكن بما أنني قلت لـ " مرزا " بأنني لا أستطيع أن أدفع حتى نصف ثمنها ، ولم يعترض المسكين ، بل كان يُصرّ على أن آخذها مجاناً .. ولكن كيف ذلك ؟!!. على أية حال إنها دراجة .. مركبة ... مثلها مثل الحناطير والخيل والسيارات . وفتحت " الحصالة " فوجدت كل ما بها لا يزيد على ست وأربعين روبية ... ست وأربعون روبية ليست مبلغاً مناسباً على ما أعتقد . ينبغي أن تكون إما خمسين ، وإما خمساً وأربعين ، ولا يمكن أن تكون خمسين على أية حال ... وإذا كنت سأعطيه خمساً وأربعين روبية ، فلماذا لا تكون أربعين فقط ، فالأرقام التي في آخرها صفرٌ تبدو أرقاماً معقولة . إذاً ، لا بأس ، سأعطيه أربعين روبية ... ربنا يسهل ويقبل " مرزا " بذلك .
وخرجت من الحجرة ، ثم طويت الأربعين روبية في يدي ، ودسستها في جيب " مرزا " قائلاً :
* لا تظن هذا هو الثمن يا مرزا ، لكن اقبله كمبلغ بسيط من صديق مفلس ، وإن لم تجد في نفسك غضاضة ، أرسل إليّ الدراجة غداً .
وخرج " مرزا " ، فودعته قائلاً :
* أرسل الدراجة غداً يا مرزا .
ثم ذكّرته ثانية :
* أرسلها غداً حتى الثامنة أو التاسعة صباحاً . لا تتأخر عن هذا . مع السلامة . اسمع يا مرزا ، تأكد أن نقودي القليلة هذه مبلغ كبير ... مع السلامة ، وأشكرك كثيراً ، وممنون للغاية . سامحني على سوء أدبي ، فأحياناً كما تعرف يحدث مثل هذا عفوياً " بين الأصدقاء " . غداً الثامنة ، أو التاسعة صباحاً ... لازم ... مع السلامة .
فقال " مرزا " :
* إنها تحتاج إلى التنظيف قليلاً ، كما تحتاج إلى بعض الزيت وما شابه ، على أية حال ، لو كان هناك وقت سأجعل خادمي يضع الزيت فيها ، وإلاّ ضعه أنت فيما بعد .
قلت :
* حسن ، حسن ، سيكون كل شيء على ما يرام . المهم أن ترسلها أنت غداً ، ويجب أن تصلني حتى الثامنة أو الثامنة والنصف ..... مع السلامة .
وعندما استلقيت على الفراش ليلاً ، ظللت طيلة الليل أعدّ برنامج النزهات التي سأقوم بها على الدراجة . قـررت أن أزور جميع الأماكن والآثار التاريخية من جديد في الأيام القليلة القادمة ، وأخرج بها كل يوم في الصباح الباكر إلى شاطئ النهر ، لاستنشاق الهواء الطازج ، وفي المساء أخرج للنزهة في الأماكن التي يرتادها الناس للتريّض ، وسأجري أنا أيضاً – بالدراجة – في الشوارع الناعمة الملساء بخفة وصمت ، مثل كرة صنعت من عاج سن الفيل !!!.... وسوف تتلألأ الدراجـة عندما تسـقط على أجزائها أشعـة الشمس وقت الغروب ، وستبدو كأنها طائر " النورس " يطير بخفة قرب سطح الأرض !!...
وما زالت الضحكة التي حدثتكم عنها سابقاً مرتسمة على شفتيّ ، وكم وددت لو أنهض الآن فوراً ، وأذهب إلى " مرزا " آخذه بين أحضاني ... وظللت أدعو الله ليلاً – حتى وأنا نائم – أن يوافق " مرزا " على إعطائي الدراجة . ثم استيقظت في الصباح ، وعندها زفّ إليّ الخادم البشرى :
* سيدي ، جاءت الدراجة .
فقلت :
* في هذا الوقت المبكر ؟!!.
فقال الخادم :
* بل جاءت منذ الليل ، لكن حضرتك كنت نائماً ، فرأيت أنه ليس من المناسب أن أوقظك ، وقد أعطاني الرجل الذي جاء من طرف " السيد مرزا " بعض المفاتيح والمفكّات لربط أجزاء الدراجة وإحكام صواميلها .
تملكتني حـيرة شديدة . لماذا أرسـل " السيد مرزا " الدراجة بهذه السرعة ؟!!. لكني خرجت بنتيجة أن الرجل شهم ، وضميره حيّ . لقد أخذ النقـود ، فلماذا يؤخر إرسـال الدراجة ؟!. قلت للخادم :
* أترك هذه " العدّة " هنا ، ونظف الدراجة جيداً بقطعـة من القمـاش ، ثم اذهب إلى " العجلاتي " على الناصية ، واشتر منه زيتاً لتزييت الدراجة . واسمع ... إلى أين أيها الأحمق .. ما زلت أكلمك في أشياء هامة ... هات معك من " العجلاتي " علبة الزيت ، وضع الزيت في كل الأماكن المخصصة لوضع الزيت ، وقل لـ " العجلاتي " أن لا يعطيك زيتاً رديئاً ، فيخرّب كل أجزاء الدراجة . إن أجزاءها رقيقة للغاية ... ضـع الدراجة في الخارج ، سأبدل ملابسي وآتي حالاً ، فإني أريد أن أخرج للتنزه قليلاً ... واسمع ... نظفها جيداً ، ولا تحكّها كثيراً بالقماش حتى لا يتآكل لونها .