المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحقوق الصحية للانسان في الاسلام



د- صلاح الدين محمد ابوالرب
28/11/2007, 11:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعرض بين ايدكم ورقة بحث قدمتها ف عدد من المؤتمرات عن الحقوق الصحية للانسان في الاسلام ولان الوقت المتاح في كل مؤتمر لا يتجاوز الربع ساعة فلذلك كنت اخص المؤتمر بجزء من هذه الورقة واقدمها لكم على اجزاء خوفا من الملل مع خالص تحياتي لكم جميعا

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
28/11/2007, 11:59 AM
الحقوق الصحية للإنسان في الإسلام




الدكتور صلاح الدين محمد أبو الرب



بسم الله الرحمن الرحيم

(وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً)
( الإسـراء 82)

خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وسخر له ولذريته الأرض وما عليها بيئة طيبة ليعيش فيها, مستمتعاً بما سخر له من نبات, وحيوان, وماء وهواء، وبما وهبه من معرفة, ومن مقدرة على البحث والإستنباط والإستنتاج.

وطرأت متغيرات على الحياة في هذا الكوكب, تراوحت بين التغيرات البطيئة والسريعة, مما أدى إلى التغير في السلوك البشري وعلاقته مع نفسه أو مع غيره, مما أحدث تأثيراً مباشراً على الإنسان ,فأختلفت مفاهيمه ونظرته للأشياء, بما فيها صحته والتي كان يحاول دائماً أن يصل فيها إلى درجة عالية من القوة, تمنحه فرصة البقاء حياً للتمتع في مباهج الحياة، فأتبع بذلك وسائل عديدة تختلف بإختلاف علومه ومداركه وما توفره له البيئة من مواد أوليه، تحقيقاً لمصالحه الشخصية الفردية والجماعية ، متعاوناً بذلك مع غيره من بني البشر.

يقول الشاعر :

الناس للناس من بدو ومن حضر بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم

وكانت الصحة أحد أهم الأمور لتي بحثها وخاض فيها العلماء من بني البشر, وأختلف مفهوم الصحة مع إختلاف الحضارات, وتطور العلم وتعديل سلم الأولويات بين فترة وأخرى... فنجد في الحضارة الفرعونية, الحث على النظافة الشخصية في الإستحمام اليومي والحمية والصحة الغذائية وكانوا يهتمون بأكل الخبز بكامل مكوناته ,حتى أطلق عليهم البعض " أكلة الخبز ".

وجمع المصريون كل ما عرفوه من أعراض الأمراض, وما توصلوا إليه من علاجات, في كتاب السفر المقدس, فكان الطبيب منهم يلتزم بما ورد بهذا الكتاب حرفياً ولا يحيد عنه, وإلا إعتبر مخالفاً يتحمل وزر موت المريض.

وفي العهد البابلي ظهرت قوانين حمورابي, وهي قوانين صارمة لمزاولة مهنة الطب, فيها عقوبات شديدة, كانت من أسباب عزوف الناس عن مهنة الطب والعلاج.

وجاء أبقراط الذي أعتبره المؤرخون أبو الطب, بقسمه المشهور ,فكانت بنوده ذات إلتزام أدبي أكثر من تحديد المسؤولية والعقوبات على الخطأ الطبي.

وفي الحضارة الصينية كانت هناك دعوات للإبتعاد عن وصف الدواء بقدر الإمكان والإهتمام بالأغذية الضرورية, واللازمة .

وأهتم اليونانيون بالمدن,فكانوا يفضلون المنازل الواسعة والأجواء المفتوحة,والمعرضة للشمس, وأهتم الرومان بالصحة البدنية والرياضية.

- 1 -
أما في أوروبا في العصور المظلمة فقد سادت الخرافات والسحر والشعوذة وأختفت القوانين الطبية، حتى أنه في بعض الأماكن إذا مات المريض أثناء العلاج,كان يسلم الطبيب المعالج لأهل المتوفى ولهم الخيار بين تركه أو قتله.

وفي بيت المقدس في القرن الثالث عشر كانت المحاكم الصليبية تحكم بمسؤولية الطبيب عن كل ما يظهر بأنها أخطاء وتصل العقوبة فيها للقتل.

وفي الجزيرة العربية لم يكن هناك حضارة ذات أقدام ثابتة, فأنتشرت الشعوذات والعادات السيئة, مع البيئة غير الصحية, فكثرت الامراض,وزادت وفيات الأطفال لأسباب مرضية, وكان الإعتقاد أن الشيطان يسكن في جسم الإنسان ويسبب له الأمراض .. وكانت مهنة الطب في الغالب حكراً على الكهنة.

وبدأ يتغير الأمر مع ظهور الدين الإسلامي وإنتشاره, والذى كان من أهدافه إقامة مجتمع مثالي, معتمداً على تشريع إلهي, مصدره القرآن الكريم والسنة النبوية, والرأي والإجتهاد،لإدارة شؤون المجتمع في كافة نواحيه ومنها النظام الصحي .. فكان لهذا النظام العقائدي مفعول المعجزة.

وقبل الحديث عن صحة الإنسان والمجتمع, علينا أن نتعرف على بعض المفاهيم التي لها علاقة:

فالصحة وحسب تعريف منظمة الصحة العالمية, هى : حالة السلامة والكفاية البدنية والنفسية والإجتماعية وليس مجرد الخلو من المرض والعجز.

وفي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صدر في 12/1948 نجد مجموعة من الأمور يرى الموقعون على هذا الإعلان أنها حقوق للإنسان, ولا يوجد فيها نص واضح للإلتزام فى التنفيذ إلا في المادة 29 :

أ‌- على كل فرد واجبات إزاء الجماعة.
ب‌- لا يخضع أي فرد في ممارسة حقوقه وحرياته إلا للقيود التي يقررها القانون مستهدفاً منها ضمان الإعتراف بحقوق وحريات الآخرين.

ولم يختلف كثيراً الميثاق العربي لحقوق الإنسان الذي نشر في سبتمبر / 1997 فهو يحتوي على مجموعة من الحقوق وكثير من البنود بدأت بكلمة لا يجوز.

أن حقوق الإنسان وحرياته جاءت في القوانين والتشريعات المدنية والعهود والمواثيق , تعداداً ومناشدة, ليس لها صفة الإلزام سوى الإلتزام الأدبي فقط ,وحتى البنود الخاصة بذلك في العهود والمواثيق, ما هي إلا جمل إعلامية رنانة, بقيت دون تفعيل ولم تبين أي من هذه القوانين أو المواثيق كيفية الحصول على هذه الحقوق، وما هي الطرق الواجب إتباعها في حال إنتهاك هذه الحقوق ، سوى الإلتجاء للقضاء أوالشكوى للجمعيات الاهلية, أوالإقتناع بحملة ( الشكوى لغير الله مذلة).

أما الإسلام فقد إرتقى بهذه الحقوق إرتقاءا كاملاً وطرحها بصورة مختلفة، فوضع تصوراً عاماً للحياة الدنيا, ينبثق من العقيدة ويهتدي بهداها.
- 2 -
ومن أجل ذلك نجد أن العبد المسلم يحاسبه الله على كل أفعاله إن كانت له أو عليه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيما فعل فيه وعن ماله من أين إكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه".

ولكي يحاسب الإنسان على كل أعماله كان من المنطقي والضروري أن يكون التشريع الإسلامي شاملاً جميع جوانب الحياة وليس الروحي منها فقط. فلم يغفل الإسلام عن أمر من أمور الدنيا والآخرة لنا فيها منفعة إلا أشار إليها أو فصلها.

قال تعالى :
" ويوم نبعث في كل أمة شهيداً عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيداً على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين"
( سورة النحل آية 89)

لقد بين الدين الاسلامي موضوع الحقوق بالشكل التالي:

1- نعم وهبات منحها الله للإنسان مسلما كان أو غير مسلم, وهذه الهبات إما أن تكون في ذات الإنسان كنعمة البصر والسمع وبقية الحواس، ونعمة ذاتية الدفاع ضد الأمراض بما ينتجه الجسم من مضادات للجراثيم، وهناك التشريعات التي أمر بها لله الإنسان في الأديان السماوية ومنها الدين الإسلامي بأمر إفعل ولا تفعل، وفيها العبادات وتحريم بعض الأفعال، وبعض الطعام وبذلك تتحقق أسس وظيفة الخلافة في الأرض وإعمار هذا الكوكب، وعلى الإنسان بعد ذلك أن يسعى لحماية صحته وإصلاح بدنه ليستمر في هذا العطاء وهي التي يسأل عنها العبد( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) (سورة التكاثر آية 8)

2- وهناك واجبات على الفرد أن يقوم بها، هي عبادات يتعبد بها المسلم ويتقرب بها إلى الله جل وعلا، من ناحية ومن ناحية أخرى هي أعمال تصب في فائدة الأفراد الآخرين لتغطي نقصاً لديهم في أمر مهم لإستمرارالحياة, وهي التي تسمى حقوق الإنسان، ويحصل عليها الفرد في المجتمع المسلم من خلال أداء الغير لواجباته، وعليه نستطيع أيضاً أن نقول بأن كل حق هو واجب للغير، وكل واجب تجاه الغير هو حق ينتفع به العبد.

أما إنتهاك حقوق الإنسان فهي شكل من أشكال(البغي، الظلم، العدوان، الإفساد في الإرض) وعليه نستطيع القول إن حقوق الإنسان في الإسلام:
" هي الواجبات والمباديء والتعاليم التي لا يمكن أن يعيش بدونها الإنسان ولا تستمر الحياة كما يصورها الإسلام إلا بتوفرها ... ومنها حق الصحة والحياة.

نستطيع القول أيضاً بأن أي إنتهاك لحق من حقوق الإنسان في المجتمع الإسلامي هو سقوط في الجاهلية وخروج عن تعاليم الدين فقد حفظ الإسلام للإنسان كرامته، فمن حق الإنسان أن يستمتع بالهواء النقي ويشرب الماء النقي ويأكل طعاماً جيداً ويسكن مسكناً جيداً ويستمتع ببيئة جميلة وأن الذي يفكر بإنتهاك حقوق الإنسان بأي صورة من صورها فهو ينتهك حرمة المجتمع وتكاتفه وترابطه فنعتبره بذلك هو الضحية الأولى لهذا الإنتهاك،إن أرقى مظاهر التدين وهي حالة حفظ وإحترام حقوق الإنسان.

- 3 -
وحسب الشريعةالإسلامية فإن الحقوق التي تجب على الإنسان المسلم هي أربعة أقسام :
- حقوق الله من عبادات وواجبات.
- حقوق النفس
- حقوق الغير من العباد.
- حقوق الغير من غير بني البشر (الحقوق البيئية).

هذه الحقوق تفسر على شكل قوانين وتعليمات يبين بعضها القرآن والسنة صراحة وبعضها ضمناً أو قياساً وهذه شرائح هي لحفظ الضروريات الخمس (الدين ، والنفس والنسل والمال والعقل) أما حفظ النفس والنسل والعقل فلا تتم إلا بحفظ الصحة مما ممكن أن نسميه فقه الصحة.

تقول الدكتورة عائدة عبد العظيم البنا في كتاب الإسلام والتربية الصحية وهو أصلاً رسالة دكتوراه قدمت لجامعة أنديانا الأمريكية تقول:
" يحتوي القرآن والسنة على العديد من التعاليم الصحية .... فإذا ما جمعت هذه التعاليم الصحية وصنفت على نحو صحيح فسوف تكون أساسا يبنى عليه برنامج متطور شامل للتربية الصحية، ... وفي نهاية الأمر فسوف تصبح السلوكيات والإتجاهات الصحية السليمة جزءاً من أسلوب المسلم في حياته وليس مجرد مادة يتم تدريسها في المدارس".
ولما كانت الصحة نعمة من نعم الله فعلى الإنسان أن يحافظ عليها بما وهبه الله من مقومات الحفاظ المادية المحيطة به وبإتباع التعليمات والنواهي التي أمره بها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعمتان مغبون فيها كثير من الناس الصحة والفراغ " (رواه البخاري)

أما ذاك الذي ينفر بنفسه وبقوته وبشبابه ويتبع الأسلوب العكسي مستهلكاً فيه قواه في الملذات من الطعام والشراب وينغمس بالكحول والمحرمات ويقبل على التدخين متحدياً الأمراض عليهم أن ينتبهوا للآيه:

"ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
(سورة الأنفال آية53)

لقد إهتم الإسلام بصحة الفرد وصحة المجتمع، بما قدم من توجهات قرآنية لحماية صحة الإنسان بطريق مباشر أو غير مباشر فكان القرآن بذلك منهاج حياة نستمد منه الهداية والدستور الذي نسير عليه في مختلف نواحي الحياة ... ويقر الإسلام بوجود المرض فإذا حدث المرض على المسلم أن يسعى للعلاج وعليه أن يتحمل الألم ويعتبره نوع من الإبتلاء يكفر الذنوب، وهو فرصة للثواب إن صبر وإحتسب ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلــم " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياها".

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص حيث أصيب بمرض ما :
"إنك رجل مفؤود فأتى الحارث بن كلده أخا ثقيف ، بأنه رجل يتطبب" وفيها دعوة صريحة للعلاج والبحث عن الطبيب الماهر.
- 4 -
ويروي الإمام أحمد في مسنده عن أسامة بن شريك قال " كنت عند النبي وجاءت الأعراب فقالوا يا رسول الله انتداوى قال نعم يا عباد الله تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داءا إلى وضع له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله.

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
28/11/2007, 12:01 PM
الحقوق الصحية للانسان في الاسلام (2)


أما القواعد التي وصفها الإسلام لطلب الصحة والعافية فمنها:
1- تدريب الجسد والنفس وترويضها مسبقاً لمواجهة الصعاب والأمراض.
2- الإبتعاد عن مسببات الأمراض التي حددها الدين بأمر لا تفعل، أوالتي يتم إكتشافها فيما بعد عن طريق العلم.
3- الإقبال على الأوامر التي أمر بها الله بأمر إفعل سعياً وراء الطاعة أولاً ولما وراء هذه الطاعة من فوائد جسدية ونفسية يعلمها الله ويكشفها لنا وقت يشاء.
4- التداوي عند حدوث المرض والإلتجاء لمن لديهم خبرة في ذلك.
5- الإلتجاء بداية للتداوي بالغذاء تحت أوامر الشريعة في التحريم والتحليل من الطعام والشراب.
6- التداوي بالعلاج البسيط بداية.
7- ظهر أثر العلاج النفسي والروحي عند أطباء المسلمين.

يذكر د. عبد الله عبد الرزاق في كتاب الإسلام ومؤسساته التعليمية الطبية نقلاً عن العالم سان جورجيو أنه قال:
"ثبت أن تعاليم صحية ودينية في آن واحد ... كانتا من الموضوعات الرئيسة التي عالجها الرسول..."
في الشريعة الإسلامية نجد هناك تعاليم وإرشادات دينية يدعو إليها الإسلام سعياً إلى الصحة السليمة ومن هذه السلوكيات.

(النظافة والطهور):
إعتبر الإسلام النظافة من الإيمان وأمتدت النظافة لتشمل الجسم والنفس والطعام والشراب والبيئة من شوارع ومنازل.

في نظافة الجسم : دعى الإسلام للإستحمام والغسل لثلاثة وعشرين سبباً سبعة منها موجبة وستة عشرة مستحبة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه للأنصار:
" يا معشر الأنصار إن الله قد أثنى عليكم في الطهور فما طهوركم؟ قالوا نتوضأ للصلاة، ونغتسل من الجنابة، ونستنجي بالماء فقال ذالكم فعليكموه".

ولإن نظافة الجسد حق على الإنسان ليحافظ به على نفسه نجد أن تنظيف الجسم والطهارة شرط لقبول الصلاة والطاعات.

ومن أجل أن يسهل الله عملية الطهور أنزل من السماء الماء
" وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان..."
( سورة الأنفال آية 11)

ومن الطهور الوضوء وهو غسل جميع الأعضاء القابلة للإتساخ وتراكم الجراثيم، وفيها تدليك الأطراف وفحص لباطن القدم والتي تفيد جداً مرضى السكري للتعرف على الجروح قبل إلتهابها.
- 5 -
وفي نظافة الأيدي: حق على الجسم أن نقدم له طعاماً نظيفاً خالياً من الأمراض فكانت الدعوة لنظافة الأيدي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قام أحدكم من نومه فليغسل يديه فلا يدري أحدكم أين باتت يداه".

ويحث الإسلام على إستعمال اليد اليسرى في تنظيف السبيلين وإستعمال اليد اليمنى للطعام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك"
(رواه البخاري ومسلم) .

الصوم
جميع الكائنات تصوم وتدخل في فترة تمتنع فيها عن الأكل في صوم تلقائي رتبت حياتها عليه مع وجود الغذاء من حولها، حتى الحشرات تمر بفترة الشرنقة وفيها تصوم لتعود أكثر نشاطاً، وحيوية وعلى ذلك ف إن الإنسان المسلم يصوم كما أمره الله صوماً بكامل إرادته طاعة وإمتثالاً. ثم نجد أن العلم يكتشف أن الصوم مفيد للتخلص من السموم المتراكمه لطيلة العام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صوموا تصحوا"

الرياضة
كذلك دعى الإسلام للرياضة لتقوية الجسم ورفع كفاءته في مواجهة الظروف الصحية الصعبة.

الصلاة
إن الصلاة عبادة يؤديها الإنسان إمتثالاً لأمر الله تعالى، ومع ذلك فنجد أن في الصلاة فوائد صحية جسدية وروحية علمنا بعضها من القرآن
( وأستعينوا بالصبر والصلاة وإنها كبيرة إلا على الخاشعين) ( سورة البقرة آية 45)

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " اللهم بارك لأمتي في بكورها" لقد ثبت علمياً بأن هرمون الكورتيزون والذي يسمى هرمون النشاط يزداد مع دخول الفجر لذلك يشعر الإنسان بالنشاط وفي نفس الفترة يرتفع مستوى الأوزون في الجو.

وعند الضحى وبعد ذلك يقل تركيز الكورتيزون فيشعر الإنسان بالإرهاق وتأتي صلاة الظهر للراحة والسكينة أما عند العصر فيزداد الأدرينالين ويحدث نشاط في الجسم خاصة في القلب وتأتي الصلاة للتهدئة.ثم يبدأ الكورتيزون بالتناقص وتزداد مادة الميلانونين المشجعة للإسترخاء .

أما الفوائد البدنية للصلاة ففيها:
- تحسين عمل القلب وتوسيع للأوعية الدموية
- إزالة العصبية والأرق
- تقوية العضلات ومنع الترهل وزيادة مرونة المفاصل
- لياقة بدنية وذهنية وشد للعضلات.
- تقوية ملكة التركيز.


- 6 -


دور الدولة الإسلامية في الحفاظ على الحقوق الصحية
لقد كانت الدولة الإسلامية هي أول دولة يخضع فيها الحاكم للقانون وكان يمارس سلطاته حسب قواعد تقيده ولا يستطيع الخروج عنها، فنجد أن جميع حقوق الناس ومنها الحقوق الصحية الخاصة والعامة أصبحت مصانة.

وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يحث المسلمين على التداوي عند من عرف عنهم هذا العلم، ومنهم كانت الشفاء بنت عبدالله والتي إهتمت بأمراض الجلد واقطعها الرسول عليه السلام دارا عند الكحالين لتمارس فيها علاجها، وأيضاً كانت هناك أم عطية الأنصارية ورفيدة الأسلمية رضي الله عنهن جميعاً. وكان الرسول عليه السلام إذا أستعصى المرض على أحد من الصحابة يوصيه أن يعالج عند الحارث بن كلده وكان طبيباً ماهراً..

ومنعاً لظهور فئة من مدعي الطب نهى الرسول أن يقوم أحد بهذه المهمة إلا بعد أن يعرف عنه الحذق والمهارة فيه وفي ذلك حماية لأرواح الناس.
قال عليه الصلاة والسلام: " من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن"

وبإعتبارالتطبيب ضرورة إجتماعية يحتاج إليها المجتمع بأكمله فإن الرأي الفقهي يعتبر دراسة الطب فرض كفاية عكس المواثيق والعهود الحديثة التي تعتبره حق من حقوق الإنسان أن يتعلم ما يريد.

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
28/11/2007, 12:03 PM
الحقوق الصحية للانسان في الاسلام (3)




التعليم والتدريس الطبـــي في الإسلام
أما في مجال تعليم مهنة الطب والعلاج فلقد كان الطبيب في البدايات الحديثة لهذه المهنة يمارس عمله بعد قراءة بعض الكتب وبعد السعي الحثيث وراء المعرفة فيما يسمى بالمدارس البيتية، ثم إنتقل الأمر للمساجد في حلقات درس علمية وعلاج ...مثل حادثة إصابة الصحابي سعد بن معاذ يوم الخندق، فضرب له الرسول عليه السلام خيمة في المسجد ليعوده من قريب.
وحفاظاً على حقوق الناس الصحية وفي تلقي علاج طبي سليم حسب علومهم في حينها بدأ يظهر نوع من المراقبة على العمل الطبي فيما عرف بنظام الحسبة.. فنجد أن الطبيب أصبح يمر بمراحل إختبار العلم والقدرات قبل أن يرخص له بمزاولة المهنة.

يقول الطبيب العلامة أبو بكر الرازي في إختبار الأطباء :
"فأول ما نسأله عن علم التشريح ومنافع الأعضاء، وهل عنده علم بالقياس وحسن فهم ودراسة في معرفة كتب القدماء ، فإن لم يكن عنده فليس بك حاجة إلى إمتحانه في المرضى، وإن كان عالماً بهذه الأشياء فأكمل إمتحانه حينئذ بالمرض وإن رأيته يدري ففي الأدوية".

ويذكر التاريخ أنه حفاظاً على صحة الناس تم إستحداث إمتحاناً لإجازة الأطباء في أيام المقتدر وكان الذي يجري الإمتحان رئيس الأطباء، أما في أيام المأمون فقد بدأ إمتحان إجازة الصيادلة.



- 7 -


المدارس الطبية والبيمارستانات
كانت المدارس الطبية والمستشفيات في البداية بسيطة ثم أخذ الإهتمام بها يزداد مع تقدم العلم والمعرفة وظهور الحاجة الملحة لمثل هذه المؤسسات للحفاظ على حياة المرضى ومتابعة حالاتهم.
وكانت أول مدرسة طبية ظهرت في الإسلام في أنطاكية في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز، وكثيراً ما الحقت هذه المدارس بالمستشفيات التي كانت تسمى البيمارستانات التي أشهرها البيمارستان الصلاحي في بيت المقدس والذي أقامه صلاح الدين الأيوبي، والعضدي في بغداد، أما أول مستشفى حربي فكان في خيمة السيدة رفيدة الأسلمية.

لقد كان للبيمارستانات في العهد الإسلامي نظاماً دقيقاً جميلاً في التعامل مع المرضى نفتقد الكثير منه الآن ومن هذه الأمور:

- العلاج بالمجان ويصرف في بعض الأحيان أموال لأسرة المريض.
- نظام حلقات الدرس حول المرضى.
- توفير الطعام المناسب للمرضى.
- توزيع المرضى على أقسام تتناسب مع أحوالهم ويعزل فيها الرجال عن النساء.

الطبيب المسلـــم
يقول الإمام الشافعي رحمه الله " لا أعلم علماً بعد الحلال والحرام أنبل من الطب"... من أجل ذلك وحفاظاً على حقوق المرضى وحتى يتسنى لهم تلقي العلاج بهدوء وإطمئنان حدد الإسلام صفات خاصة يجب أن تتوفر في الطبيب بداية لتصبح في النهاية حق من حقوق المرضى والمجتمع وتستمد هذه الصفات من الشريعة الإسلامية نفسها، وفيها الخطوط الأساسية في أمور التحريم والتحليل ومن هذه الصفات:-

1- وجوب تقديم الخدمة عند تواجد الطبيب في حضرة المريض ويعتبر العلاج في هذه الحالة فرض كفاية لو تواجد أكثر من طبيب.
2- بدء الفحص بذكر إسم الله وبصوت عالي فالله هو الشافي والمعافي ، قال الرسول عليه السلام : " كل عمل ذي بال لم يبدأ فيه بحمد الله فهو أبتر" . ومن ناحة أخرى ذكر إسم الله أمام المريض يدخل في نفسه الراحة والهدوء ، ومن ناحية ثانية كل عمل نبدأه بإسم الله فنحن نطلب الثواب من الله عليه.
3- الإستئذان قبل العمل.
4- أن يكون مخلصاً في عمله يقدم كل خبرته وطاقته من أجل المريض والمجتمع. يقول الرسول عليه الصلاة والسلام " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً".
5- حفظ حق المريض في الإستقلالية وإتخاذ الخيار الذي يريد فيما يخص الإجراء الطبي وحتى إختيار الطبيب إن كان هناك مجال لذلك.
6- حفظ حق المريض في معرفة ما يجري حوله من إجراءات وكيفية القيام بها، وخطورة الأدوية ومضاعفاتها، مع الأخذ بعين الإعتبار أنه في بعض الأحيان يضطر الطبيب لإخفاء معلومة عن المريض نفسه وليس عن ولي أمره سعياً لرفع معنويات جسم المريض وقدرته على مقاومة المرض
7- أن يتصف بالعطف والرحمة للمريض ، يقـول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام : " لن تؤمنوا حتى تراحموا" ويقول عليه السلام : " ليست الرحمة أن يرحم الرجل قومه إنما يرحم الناس جميعاً".
- 8 -

8- سعة الصدر مع المريض وأهله والمحيطين.
9- التواضع وغض البصر، عدم كشف العورة إلا للضرورة القصوى قــال تعالـــــــــى : " وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم"
(سورةالنور آية 30)
10- حفـــظ أســرار المريض وعــــدم فضحــه ، قـــال الرســول الكريـــم عليـــه الســلام " من ستر مسلماً ستره الله يوم القيام".
11- الأمانة في تقديم الإستشارة حين تطلب منه.
12- تجنب الممارسات غير المباحة شرعاً أو قانوناً كالإجهاض.
13- معالجة العدو كما يعالج الصديق.
14- العمل على تنمية خبرته بالدراسة والبحث والعمل.
15- أن يدرس العلوم الشرعية ما أمكن وبالذات تلك التي من الممكن كوصف بفقه الطب وهذه مسؤولية كليات الطب والجامعات الحكومية.

هذا الميراث السلوكي والأخلاقي هو الذي يحفظ للمريض حقه وحرمته وكرامته وصحته لكن نحن مازلنا حتى هذا اليوم وفي كثير من دولنا الإسلامية نعتبر أن قسم أبقراط هو البداية. مع أن قسم الطبيب المسلم الحديث فيه ملخص لكل هذه الأمور.
قسم الطبيب
أقسم بالله العظيم
• أن أراقب الله في مهنتي
• وان أصون حياة الإنسان في كافة أدوارها، في كل الظروف والأحوال باذلا وسعي في إستنقاذها من الهلاك والمرض والألم والقلق.
• وأن أحفظ للناس كرامتهم وأستر عورتهم وأكتم سرهم.
• وأن أكون على الدوام من وسائل رحمة الله، باذلاً رعايتي الطبية للقريب والبعيد ، للصالح والخاطيء والصديق والعدو.
• وأن أثابر على طلب العلم أسخره لنفع الإنسان.. لا لأذاه .
• وأن أوقر من علمني ، وأعلم من يصغرني، وأكون أخاً لكل زميل في المهنة الطبية متعاونين على البر والتقوى.
• وأن تكون حياتي مصداق إيماني في سري وعلانيتي ، نقية مما يشينها تجاه الله ورسوله والمؤمنين.
والله على ما أقول شهيد

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
28/11/2007, 12:04 PM
الحقوق الصحية للانسان في الاسلام (4)


المسؤولية الطبية في الإسلام
مع أن اليقين بأن الشافي هو الله (وإذا مرضت فهو يشفين) (سورة الشعراء آية80)
إلا أن ذلك لا يعفي الطبيب من المسؤولية إذا أخطأ ، قال تعالى " ومن قتل مؤمناً خطأ فتحرير رقبة مؤمنة" (سورة النساء آية 92).
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" من طب ولم يعرف عنه طب فهو ضامن"

الأصل في التشريع الإسلامي أن الطب وسيلة للشفاء بإذن الله، فالمريض مخدوم والطبيب يكرس علمه وجهده ووقته لخدمته، أي أن الطبيب موجود من أجل المريض وليس العكس...ورغم القناعة بأن الأطباء يبذلون كل جهدهم ووقتهم في عملهم ، إلا أن الخطأ وارد، لذلك نجد أن الإسلام يؤكد على ضرورة محاسبة الطبيب الذي يحصل منه التقصير الواضح.
- 9 -
قال تعالى : " ومن قتل مؤمناً فجزاؤه جهنم خالداً فيها" (سورة النساء آية 93)

وإن كان نظام الحسبة يسعى لعدم السماح لطبيب غير مؤهل أن يزاول هذا العمل، إلا أنه وفي نفس الوقت يراقب الأطباء العاملين بإستمرار، ويحاسبهم على أخطاؤهم، بل ويراقب تطبيقهم لقواعد الشريعة في عملهم.. ويهتم أيضاً بالتجديد ولا يحارب الإجتهاد عندما يخضع لمنطق علمي يحدد بطريقة خاصة.. لذلك نجد أن الإسلام يحث العلماء على البحث عن أسباب المرض وتحديد علاجه. يقول إبن رشد " أما الطبيب وما أشبه إذا أخطأ في فعله وكان من أهل المعرفة فلا شيء عليه في النفس". وهناك إجماع على منع الطبيب الجاهل أو متعمد الخطأ مزاولة العمل في هذا المجال، يقول الإمام أحمد " إذا قام بأعمال التطبيب شخص غير حاذق في فنه ، فإن عمله يعتبر عملاً محرما".
قال الرسول عليه الصلاة والسلام " إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله". وقال عليه السلام " من إجتهد فأخطأ فله أجر ومن إجتهد فأصاب فله أجران".

حق الحياة والقتل الرحيم
خرج علينا البعض بإصطلاح الموت الرحيم ، وهنا نلاحظ الآراء القديمة التالية:
1- يرى أفلاطون بأنه لا يحق لأحد أن يقضي حياته بين الأمراض والأدوية .. وطالب بوضع قانون من ضمنه أن الذين تنقصهم سلامة الأجسام فيجب ان يتركوا للموت. كذلك فإن أفلاطون يرى أنه من الواجب إجهاض المـــرأة التـــي تحمـــــل سفاحــــــاً (أي قتل الجنين).
2- سقراط قتل نفسه بالسم أثناء محاكمته وأسماه التبرير الذاتي للموت الشريف.
3- العرب في الجاهلية إنتشر بينهم وأد النبات.
4- حالياً إنتشر موضوع القتل الرحيم للمرضى الميؤوس من شفاءهم حسب العلم المتاح أو حتى التخلص من المعاقين عقلياً، كما حدث في ألمانيا حيث تبنت الحكومة الألمانية قتل المعاقين عقلياً عام 1936.

ويأتي الإسلام ليحافظ على حياة الإنسان ويصونها من كل ضرر، فمنع الإضرار بالنفس وحرم الإنتحار، ومنع الأضرار بالغير وأعتبرها جريمة قتل، لأن الحياة هي هبة من الله ولا يجوز التصرف بها لأن واهب الحياة هو وحده الذي يتصرف بها متى يشاء.
قال تعالى : " أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا". ( سورة المائدة آية 32)

قال الرسول عليه السلام : " قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا" .
وقال عليه السلام " من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة".
وقال عليه السلام في الإنتحار " من قتل نفسه فهو في نار جهنم".

حق الإنسان في بيئة صحية
حيث أن الكرة الأرضية هي مكان حياة الإنسان، ومقر خلافته، وتعتبر جزيرة كونية كبيرة أودع الله فيها كل العوامل الأساسية والضرورية لحياة الإنسان من تربة وزرع وحيوان وهواء وحرراة وبرودة وغيرها مما عرفنا ومما لم نعرف، وعلينا أن نقر بأن هذه النعم لا نستطيع أن نعيش بدونها فعلينا أن نعقد مع ما يحيطنا عقد محبة وألفة إحتراماً لخلق الله وشكراً لنعمه التي أنعم علينا، مع الأخذ بعين الإعتبار أن أي إخلال في هذه المكونات هو إفساد في الأرض.
- 10 -

قال تعالى في( سورة البقرة آية 205)
" ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد".

ومن الصور الإسلامية في المحافظة على البيئة :
1- الحفاظ على حق الآخرين في المياه :
مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسعد بن أبي وقاص وهو يتوضأ فقال لـــه " لا تسرف في الماء ، فقال سعد وهل في الماء إسراف قال عليه السلام : نعم وإن كنت على نهر جــار". إهتم الإسلام بحفظ الماء وعدم إفساده فالماء من مقومات الحياة ، قال تعالى " والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها" (سورة فاطر آية 9) ومن أجل الحفاظ على هذا الماء وعدم العبث به أمرنا الرسول بالحفاظ عليه وعلى نظافته ، قال الرسول عليه السلام " لا يبولن أحدم في الماء الدائم ثم يتوضأ فيه فإن عامه الوسواس منه".

2- حق المجتمع في شارع نظيف:
قال الرسول عليه السلام " من سمى الله ورفع حجراً أو عظماً أو شجراً من طريق الناس مشى وقد زحزح نفسه من النار " (رواه مسلم)
وقال " من آذى المسلمين في طريقهم وجبت عليه لعنتهم" (رواه مسلم)
وقال " البصاق على الأرض في المسجد خطيئة كفارتها ردمها".
وقال عليه السلام في حديث رواه أبو داود عن أبي ذر " إماطة الأذى عن الطريق صدقــة".

3- حفظ حقوق الغير بموارد البيئة وعدم إستهلاكها وإفسادها
" ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها" (سورة الأعراف آية 85).

4- الزرع والشجــر
قال صلى الله عليه وسلم " لا يغرص المسلم غرساً ولا يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان ولا دابة إلا كانت له صدقة". (رواه مسلم)

5- المحميـــــــات
كان الرسول صلى الله عليه وسلم سباقاً في مفهوم المحميات حيث تبين السيرة في حديث عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كما روى أبو داود أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينهى أن يقطع من شجر المدينة شيء.

6- حق الناس بحفظ سمعهم ومحاربة الضوضاء
قال تعالى"إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً"(الإسراء آية 36) يقول د. أحمد شوقي الفنجري في كتابه الطب الوقائي في الإسلام " من أخطر الأمور الأ يأخذ الإنسان حظه من الراحة بسبب الضجيج.. والضوضاء من أهم أسباب إنتشار الأمراض النفسية".
- 11 -


ويرفع الإسلام من شأن الذين يبتعدون عن الصخب غير المبرر ، يقول الله تعالى: " وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً) (سورة الفرقان آية 63)
ويقول في (سورة لقمان آية 19)
" وأقصد في مشيك وأغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير".
وعلينا أن ننتبه أن إهمال موضوع البيئة وإفسادها سيؤدي إلى عواقب وخيمة قال تعالى " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون" (سورة الروم آية 41)
وإن كانت القاعدة الشرعية تقول ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب فعلينا أن نهتم بالتثقيف في المجال البيئي وهو الطريق الفعلي إلى المحافظة على البيئة كما يرى الدكتور عز الدين الخطيب التميمي.

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
28/11/2007, 12:07 PM
الحقوق الصحية لانسان في الاسلام (5)



الوقاية من الأمراض في المفهوم والأثر الإسلامى
الوقاية في المفهوم الصحي هي المحافظة على الفرد والمجتمع في أحسن حالاته الصحية، ومن الممكن القول أنها التوجهات والأوامر والتعليمات التي تؤدي إلى منع ظهور وإنتشار الأمراض وبالذات تلك الأمراض المعدية.

لقد وضع الإسلام من آيات وأحاديث اللبنات الأولى لعلم الصحة الوقائية ومن هذه التعليمات والتلميحات :

• دفن الموتى تحت التراب، كان من التشريعات الهامة للمحافظة على البيئة والحماية من التلوث الجرثومي والنفسي وعليه فقد تم تحريم نبش القبور.
قال تعالى " .. فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه.."
( سورة المائدة آية 31)
• إهتم الإسلام بنظافة المسلم الشخصية وطهارته قال تعالى :
" يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فأغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وأمسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنباً فأطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النسام فلم تجدوا ماءا فتيمموا صعيداً طيباً فأمسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ، ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون" ( سورة المائدة آية 6).

وقال تعالى في (سورة المدثر آية 1-4)
" يا أيها المدثر ، قم فأنذر ، وربك فكبر ، وثيابك فطهر"
وقال عليه السلام :
" من بات وفي يديه غمر لم يغسله فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه"

• وأهتم الإسلام بنظافة مكان التجمع العام وهو هنا المسجد قال تعالى فــي (سورة التوبة آية 108)
" لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه، فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين"

وقال عليه السلام " البصاق على الأرض في المسجد خطيئة كفارتها ردمها"

- 12 -
• وأهتم الإسلام بتوفير طريق نظيف للمسلمين وأعتبر تنظيف الشارع عبادة. قال عليه السلام " إماطة الأذى عن الطريق صدقة" وقال عليه السلام (إتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد وفي الظل وفي طريق الناس) " (رواه ابو داود وإبن ماجة)

• كذلك إهتم بتنشئة الجيل في بيت نظيف. قال عليه السلام :
" إن الله طيب يحب الطيب ، نظيف يحب النظافة كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا اليهود".

• وأهتم الإسلام بتقديم طعام نظيف، وبوسيلة مناولة نظيفة، قبل أن يكتشف علماء الغرب أن هناك جراثيم لا ترى بالعين المجردة، هي من أحد الأسباب المجهولة في نقل الأمراض وأن لها مواسم معينة تنتشر فيها، نجد الرسول عليه السلام يقول: "غطوا الإناء واوكئوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء" (رواه مسلم)

• أما في الوقاية من الأمراض الجنسية : قال تعالى:
" ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً" (الإسراء آية 32)
وقال تعالى " ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن" (سورة الأنعام آية 151) وقال الرسول عليه السلام" إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط".

• أما في مجال الحجر الصحي : فقد وضع الرسول عليه السلام أقوى وأوضح قانون في الحجر الصحي . روى البخاري ومسلم عن عبد الرحمن بن عوف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " إذا نزل الوباء بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها فراراً منه، وإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليها".
وقال عليه السلام " لا يوردن ممرض على مصح " (رواه البخاري ومسلم)
وقال عليه السلام " فر من المجذوم كما تفر من الأسد" (رواه البخاري ومسلم)
وفي الصحيحين عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه سمعه يسأل أسامة بن زيد ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعون فقال أسامة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الطاعون رجز أرسل على طائفة من بني إسرائيل، وعلى من كان قبلكم فإذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فراراً منه".

ويروي التاريخ الإسلامي أن أول من طبق قانون الحجر الصحي إنقاذا لحياة الناس وحفاظاً على صحتهم كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث ظهر الطاعون في الشام وقت خلافته فأصدر أمرا بمنع الدخول أو الخروج لأي بلد حل به الطاعون ليكون بذلك أول حجر صحي كامل طبق.

الإسلام وصحة الغذاء
إهتم الإسلام بطعام المسلمين، فحرم الله بعض أنواع الطعام، ثبت فيما بعد أموراً في ذات هذا الطعام تجعله غير صالح للتناول فهو ليس من الطيبات، وذكر الإسلام بعض أنواع من الطعام ليشد إنتباه الناس لها لإنها من الأغذية الجيدة والمهمة ولكل منها صفات.

- 13 -

الإرشادات الغذائية الإسلامية:
- عدم الإسراف بالأكل والشرب: قال تعالى " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا وأشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" (سورة الأعراف آية 31)

وقال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام:
" ما ملأ إبن آدم وعاء شر من بطنه بحسب إبن آدم لقيمات يقمن أوده فإن كان لا بد فاعل فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه".
- وأمر النبي أن يغطى إناء الطعام والشراب وأمر بغسل اليدين قبل الطعام وبعده وأمر بالأكل باليد اليمنى وإستعمال اليسرى لتنظيف السبيلين.
- وكان عليه السلام في غذائه لا يحبس نفسه على نوع واحد وكان عليه السلام يحسن الجمع بين الأغذية وإصلاح تأثير بعضها على الآخر.
- وأمر عليه السلام أن يذبح الحيوان بطريقة يحترم فيها ويسمح للدم بالسيلان منه.
- الدعاء عند بداية الطعام وعند نهايته.
- ويكفينا قصة الأمن الغذائي في التصرف عند الشدائد والتي وردت في قصة سيدنا يوسف عليه السلام.
- وقال عليه السلام" إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء"
- حث الإسلام علــــــــى التغذية المتوازنة
" كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه" ( سورة طه آية 81)

لقد وضع الإسلام لنا قانونا وقواعد للصحة الغذائية إن إلتزمنا بها صحت أبداننا .. والتزامنا بهذه القواعد هو بالدرجة الأولى إلتزام بالقواعد الإسلامية علمنا أسرارها أم لم نعلم .
قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم وأشكروا الله إن كنتم إياه تعبدون" (سورة البقرة آية 172)

وكانت القاعدة " يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث" (سورة الأعراف آية 157)

وبين لنا الخبائث في (سورة المائدة آية 30)
" حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة" .

وفي (سورة المائدة آية 90)
" يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فأجتنبوه لعلكم تفلحون"

وفي المقابل يبين الله الطعام الحلال بقوله:
" يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات" (سورة المائدة آية 5)
وقال تعالى " كلوا مما رزقكم الله حلالا طيباً" (سورة المائدة آية 88)
وقال تعالى " يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين" ( سورة البقرة آية 168)

- 14 -

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
28/11/2007, 12:08 PM
الحقوق الصحية للانسان في الاسلام (6)




في موضوع الخمر : أثبتت الدراسات أن من أضراره :

- أمراض فقدان الشهية ونقص الفيتامينات وتشمع الكبد والأمراض السرطانية والتشوه الخلقي والتخلف العقلي لأطفال المدمنات.
- له تأثير سيء على خلايا المخ يقول تقرير المجلس الوطني البريطاني لمكافحة الخمور: (إن شرب الخمر لمدة طويلة يؤدي إلى تحلل الشخصية، وأن مدمن الخمر لا يمكن الوثوق بوعوده حتى في صحوته).

في أمر الخنزيــر :
- يكفي أن نعرف أن دهن الخنزير الذي يتداخل مع اللحم خلافا لدهن الماعز والأغنام والأبقار فيترسب في جسم الإنسان كما هو عند أكله ولا يتحول إلى دهون إنسانية.
يقول دكتور هانس هايترسن :
( إن الذين يأكلون شحم الخنزير من منطقة ما من جسمه فإنها تترسب في المنطقة ذاتها عند الأكل).

من الأطعمة التي حث على تناولها الدين الإسلامي لما فيها من مصلحة لصحة الإنسان:
- العسل : قال تعالى " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس وإن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" (سورة النحل آية 69)
وقال عليه السلام " أن يكون في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة عسل أو لذغة بنار توافق الداء وما أحب أن أكتوي) ( رواه البخاري)

وأثبت العلم:
- أن العسل فيه مضاد حيوي فعال
- والعسل مطهر
- يعالج قروح الفراش والتهاب الجلد والحروق والتهابات الجهاز الهضمي وبعض أمراضه.
- يحسن من وظائف الكبد ويقوي القلب.
- له تأثير إيجابي على أمراض المفاصل.
- له دور في علاج التوتر والقلق والأرق وبعض الحالات النفسية.

تعليمات وإرشادات لصحة الفم والأسنان:
وإن كان الفم والأسنان هو جزء من الجسم إلا أن هناك بعض الخصوصيات وبعض الإرشادات دعى إليها الرسول الكريم خاصة بالفم والأسنان منها :

- قال عليه السلام " إن فضل الطعام الذي يبقى في الأسنان يوهن الأضراس"
ويقول عليه السلام " تخللوا على أثر الطعام وتمضمضوا فإنه مصحة للناب والنواجذ" وهذه من أوائل الدعوات لما يسمى الآن بالخيط الصحي .

وقال عليه السلام ( طيبوا أفواهكم بالسواك فإنها طرق القرآن ).


- 15 -

وكان الرسول عليه السلام يستاك من شجر الآراك الذي يثبت العلم أن فيه فوائد كثيرة منها:
- أثبت العالم رودات مدير معهد الجراثيم في جامعة روستوك أن لمادة الآراك مفعول مضاد للجراثيم يشبه مفعول البنسلين.
- يحتوي الآراك (شجر السواك) على مواد مضادة للتعفن ومطهره ، ومانعة لنزف اللثة ومواد قابضة وفيتامين (ج)
- كذلك ومن تجربة دولة الإمارات العربية في زراعة الآراك إتضح أنه شجر يكافح التصحر فقد زرعت الإمارات مليوني شجرة آراك بإتجاه الربع الخالي ، أي أننا إذا دعونا لإلغاء التعامل بزراعة الدخان فإن الآراك يقدم للمزارعين حلولا وتجارة تعوضهم عن الدخان سيء الذكر الذي يسلب الآخرين حقوقهم بالتمتع بجو سليم وهواء نظيف.

الصحة النفسيــة
يهتم الإسلام بتهذيب النفس البشرية، هذه النفس التي يختلط فيها الفطرة الطيبة والنزعات الطائشة التي يوسوس من خلالها الشيطان.
" ونفس ما سواها فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من سواها وقد خاب من دساها "
( سورة الشمس آية 7-9)

وقد رسم لنا الإسلام طريق الخلاص
" إن الذين قالوا ربنا الله ثم إستقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
( سورة الأحقاف آية 13)

وقال تعالى في الغيظ والغضب :
" والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا غضبوا هم يغفرون"( سورة الشورى آية 42)
وقال النبي عليه السلام :
" ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" (رواه البخاري ومسلم)
وقال عليه السلام ( من كثر همه سقم بدنه)

ومن تعاليم الإسلام الأخرى أنه يدعو للمحبة والتعاون والتراحم، ورفض اليأس والقنوط
قال تعالى " الا بذكر الله تطمئن القلوب" (سورة الرعد آية 28)
وقال " لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خير منهم" (سورة الحجرات آية 11)

ويدعو للصبر والإحتساب قال الرسول الكريم عليه السلام " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هــم ولا حــزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه" ( رواه البخاري)

أما التاريخ المسجل، فيبين أن أول مراكز العلاج النفسية أنشأت في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، حيث بنى مستشفى دمشق وفي نفس الوقت بنى مستشفى بغداد حيث خصص فيها لكل مريض من يهتم بنظافته وطعامه ويبقى المريض تحت العلاج حتى يتفق الأطباء مع القاضي أن المريض أصبح جاهزاً لمواجهة الحياة الخارجية فكان يمنح خمسة دنانير من الذهب ليبدأ حياته من جديد.

- 16 -

أما في موضوع الصحة الجنسية:
لم يترك الإسلام ناحية في وظائف الجسد البشري إلا ذكر عنها ومنها الصحة الجنسية، وهي قمة الرغبة الجسدية، وهي الوسيلة لإستمرار النسل والجنس البشري، بينها الإسلام وحدد حولها حدود حتى لا تطغى على العقل البشري وبالتالي السلوك العام مثلما يحدث حالياً في المجتمعات الإباحية ، فدعى الإسلام للزواج .
قال الرسول الكريم " يا معشر الشباب من إستطاع منكم البائة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج"
وقال عليه السلام (.. لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" (أخرجه الشيخان)

ومن الآداب في موضوع العلاقة بين الرجل والمرأة :

قال تعالى " والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانهم فإنهم غير ملومين فمن إبتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون" ( المؤمنون 5-7)

- تحريم اللواط والسحاق والعلاقات غير الشرعية بأي صورة كانت وأمامنا مرض الإيدز خير دليل على خطورة هذه العلاقة.

وهذا الأمر يتداخل فيه حق الزوجة على الزوج وحق الزوج على الزوجة ومنها :

• حق الإستمتاع كل بالآخر فيما أباح الله.
• حــق عـــدم إجبار المرأة على الجماع وقت الحيض بل هو محرم شرعاً . قال تعالـــى " فأعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن" ( سورة البقرة آية 222)
• حسن العشرة بالعلاقة المشتركة. قال عليه السلام " لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر" ( رواه احمد ومسلم)
• كذلك يمنع الإسلام المثيرات الجنسية غير الشرعية فيحد من العلاقات غير المبررة بين الرجال والنساء ويمنع تبرج النساء والإختلاط غير المنطقي حفاظاً على الجيل.
• حث على الزواج دون وضع قيود منفره . قال عليه السلام " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه".
• وفي العلاقة الجنسية الحميمة حفظ الإسلام حق الزوجة في الإستمتاع يقول الإمام الغزالي : " ... ثم إذا قضى وطره فليتمهل على أهله حتى تقضي هي أيضها نهمتها"
• وقال عليه السلام " أستوصوا بالنساء خيراً".
• أباح الإسلام للمرأة أن تطلب التفريق إذا خشيت على صحتها من مرض زوجها.
• وحفاظاً على صحة المجتمع في إنجاب أطفال غير سليمين دعى الإسلام للتباعد في الإنجاب.
• ولعل في الدعوة لختان الذكر حفظ لحق المرأة في عدم الإصابة بالأمراض كما يبين العلم الحديث.

حقوق الطفل:
قال تعالى " والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمت الله هم يكفرون" (سورة النحل آية 72)
وقال الرسول عليه السلام"ليس منا من لم يرحم صغيرنا"
( رواه الترمذي وقا ل حديث حسن صحيح)

- 17 -
حق الطفل في الحياة :
قال تعالى " قد خسر الذي قتلوا أولادهم سفها بغير علم " (سورة الأنعام آية 140)
وقال تعالى " لا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئاً كبيراً" ( سورة الإسراء آية 30)
وفي هذا تحريم قتل الأولاد ذكوراً وإناثاً ومنها تحريم الإجهاض خوفاً من الفقر.

- عدم التمييز بين الذكور والإناث.
- حق الطفل في الرضاعة مع تحديد فترة الرضاعة لأهميتها " والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين" ( سورة البقرة آية 233)
وهذا الحق يعود بالنفع للطفل والأم فقد أثبتت الدراسات أن الرضاعة الطبيعية لمدة عامين قد خفضت خطر إلتهابات المفاصل لدى الأمهات حوالي 20%.

حق كبار السن في الرعاية:
- أمر الإسلام برعاية كبار السن والإهتمام بأمرهم وبالذات الوالدين وحذر من عقوقهم وعدم أداء حقوقهم.
روى الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما أكرم شاب شيخا لسنه إلا قيض الله له من يكرمه في سنه" .
وقال عليه السلام " ... إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف... فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير ..."

حق المريض والتعامل معه:
- السعي لراحة المريض جسدياً
- ستر العورة بقدر الإمكان وعدم الكشف على النساء إلا للضرورة.
- عدم السخرية بحالة المريض ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونا خيراً منهم " ( سورة الحجرات آية 11)
- أعطى الإسلام المريض رخصه في الصلاة والصوم حتى يشفى.
- عدم إكراه المرضى عل الطعام والشراب بل يترك لهم تحديدما يريدونه وقت ما يريدون. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشرب فإن الله عز وجل يطعمهم ويسقيهم".
- حق زيارة المريض وعيادته ، قال عليه السلام حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المرضى وإتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس".
(رواه البخاري ومسلم).
- الدعاء للمريض والسؤال عن حاله.
- حق الجريح الأسير في العلاج والتعامل معه: الإسلام يحدد أن الجريح في حمى جرحه والأسير في حمى أسره وعلى الطبيب أن يعالج الجريح بكل علمه وبكل ما لديه من وسائل علاج.



- 18 -

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
28/11/2007, 12:10 PM
الحقوق الصحية للانسان في الاسلام (7)



وعند الختام ولنبين عظمة الفكر عند الأطباء المسلمين القدامى والذي ما زال فكرهم يدرس قال ثابت بن قرة الحراني :

- راحة الجسم في قلة الطعام .
- وراحة النفس في قلة الآثام.
- وراحة القلب في قلة الإهتمام.
- وراحة اللسان في قلة الكلام.

قال تعالى " ... كنتم خير أمة أخرجت للناس "

وذلك بما لدينا من علم وتعليمات ومنها التعليمات الصحية وكيفية التعامل مع المرض ولو طبقناها مع ما لدينا من علم حديث لسبقنا الكثير من الدول المتقدمة ولتوقف الحديث عن مطالبة البعض بالحقوق الصحية وغير الصحية لأن الجميع يقوم بواجبه كما أمره الله وكل أداء لواجب هو تقديم لخدمة أو لحق وبشكل آخر كل حق تم التقصير فيه يعني أن هناك من لم يقم بواجبه ... وهنا يأتي دور الحاكم في المراقبة والمحاسبة.

يقول الله تعالى في (سورة النحل آية 116 – 112 )

" وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون" . صدق الله العظيم