مائن السليم
03/12/2007, 08:28 PM
انتهت الرحلة ...
ربما كان الطريق محرقة لتلك الخطى الحثيثة
ربما كانت اللهثات المختنقة في حنجرة الرغبة تغرز في شهوة اللقاء آلامها..
ربما لم تستطع الروح أن تلامس في نشوة الحلم أطرافها...
ربما لم تميز الخطوات بين صلابة الصدق و بين هشاشة أوهامها..
ربما لم نكن ندرك أن الذي يمضي يسرق من أعماقنا ما حملناه ..
ما حملناه..!!
يضحكني ما حملناه
لم يكن إلا بضع محجرات مزيفة مرت عليها أقدام التاريخ دون أن تتحسسها
وكنا ننوء بتبعاته, كلما اهتز غصن على حافة الطريق ألقيناه و إذا ركنا إلى أوهامنا عدنا لنلتقطه ...
لم أميز حينها بين الغابة المحيطة بنا و بين غبار الطريق
لم أميز بين رغبتي و حبائلها...أو استسلامي و استدراجها
كنت أحملها و أتخطى خوفي بلمسة عابرة تكفيني لأقطع عاما من الذهول
كيف كنت أتماهى في مخيلتي دون أن تلفظني و لا حتى نغمة نشاز واحدة؟
كيف كانت تغافل المنطق و تخرج من السحر دون أية غفوة؟!
لست أدري من أين انطلقت و لم أشأ أن أدري , ما أعرفه أنني مررت من هنا و كانت معي هنا
و خلف هذه الشجرة قالت لي:
ـ يعجبني ما أسمع من شجن هذا الطير على هذه الشجرة
ـ لم أسمع منك ذلك من قبل؟!
ـ لا أدري ... ولكن لامس شيئا في أعماقي لا أعرفه
ـ إذا فقد بدأنا نفقد ما نحمل معنا؟!!
ـ لا أظن ... ولكن الراحة تداعب جفني..مجرد مداعبة ..لا تقلق..!!
و حملنا أشياءنا كما حملتني مخيلتي و عدنا إلى طريقنا...
هي ... لازالت ملامحها الطفولية تنسج صورة كل فتاة عرفتها بعدها بشعرها الكستنائي بعينيها الخضراوين
بابتسامتها التي أنست عنترة قبلي صليل السيوف ...
لم أكن شاعرا لأجعل الكلمات تنتشي من حمل صفاتها
و لم أكن موسيقارا لأجعل النغمات تتراقص على إيقاع قدها
كنت عاشقا..!!
فقط عاشقا
ها أنذا الأن بعد أن خرجت من كفنها ... أقف في المحطة ذاتها التي استرحنا فيها
أقصد استراحت فيها ...
هذه هي الشجرة ...و هذا هو الطير و هذه كلماتها لا تزال تنشب في أذني ..!!
نعم تنشب ...
لأني لم أدرك حينها أنني سأحمل التماثيل وحدي
لم أدرك أن ما كان يسير معي هو ظلها فقط
لم أدرك أن تلك الكلمات كانت نهاية النهاية و ليست بدايتها
لم أدرك حين سقطت من على الجسر الذي يفصلنا عن هدفنا ببضع خطوات
أن صوت هذا الطير سيعريني أمام أوهامي
سيقتلع ذاكرة كاملة من حياتي ليغرس فيلسوفا آليا مكانها
ليركز في أنقاض الاحساس أرقاما و عمليات حسابية ...
ما أتذكره من ذلك العالم كان لحظة سقوطي فقط
كان سقوطا إلى الأعلى
كان انطلاقا من فوهة البركان إلى فوهة الحياة
كان الفيلسوف الوليد في أعماقي يشحذني
يردد على مسامعي عبارته الوحيدة
(إذا لم تمت في هذا السقوط فسوف يكون لك شأن آخر)
ما أذكره عندما كنت أهوي من على ذلك الجسر هو أنها عندما دفعتني بكل قوتها لأهوي تعثرت
وكادت أن تسقط معي لولا أن دفعتها بكل قوتي
بعد أن أمنت على نفسها ... ضحكت و نظرت إلي و أنا أهوي و رمت بالتماثيل فوقي قائلة :
( خذ هذه الأشياء الغبية معك ... لا أريد لغبي مثلك أن يحملها مرة أخرى ).
تمت .
ربما كان الطريق محرقة لتلك الخطى الحثيثة
ربما كانت اللهثات المختنقة في حنجرة الرغبة تغرز في شهوة اللقاء آلامها..
ربما لم تستطع الروح أن تلامس في نشوة الحلم أطرافها...
ربما لم تميز الخطوات بين صلابة الصدق و بين هشاشة أوهامها..
ربما لم نكن ندرك أن الذي يمضي يسرق من أعماقنا ما حملناه ..
ما حملناه..!!
يضحكني ما حملناه
لم يكن إلا بضع محجرات مزيفة مرت عليها أقدام التاريخ دون أن تتحسسها
وكنا ننوء بتبعاته, كلما اهتز غصن على حافة الطريق ألقيناه و إذا ركنا إلى أوهامنا عدنا لنلتقطه ...
لم أميز حينها بين الغابة المحيطة بنا و بين غبار الطريق
لم أميز بين رغبتي و حبائلها...أو استسلامي و استدراجها
كنت أحملها و أتخطى خوفي بلمسة عابرة تكفيني لأقطع عاما من الذهول
كيف كنت أتماهى في مخيلتي دون أن تلفظني و لا حتى نغمة نشاز واحدة؟
كيف كانت تغافل المنطق و تخرج من السحر دون أية غفوة؟!
لست أدري من أين انطلقت و لم أشأ أن أدري , ما أعرفه أنني مررت من هنا و كانت معي هنا
و خلف هذه الشجرة قالت لي:
ـ يعجبني ما أسمع من شجن هذا الطير على هذه الشجرة
ـ لم أسمع منك ذلك من قبل؟!
ـ لا أدري ... ولكن لامس شيئا في أعماقي لا أعرفه
ـ إذا فقد بدأنا نفقد ما نحمل معنا؟!!
ـ لا أظن ... ولكن الراحة تداعب جفني..مجرد مداعبة ..لا تقلق..!!
و حملنا أشياءنا كما حملتني مخيلتي و عدنا إلى طريقنا...
هي ... لازالت ملامحها الطفولية تنسج صورة كل فتاة عرفتها بعدها بشعرها الكستنائي بعينيها الخضراوين
بابتسامتها التي أنست عنترة قبلي صليل السيوف ...
لم أكن شاعرا لأجعل الكلمات تنتشي من حمل صفاتها
و لم أكن موسيقارا لأجعل النغمات تتراقص على إيقاع قدها
كنت عاشقا..!!
فقط عاشقا
ها أنذا الأن بعد أن خرجت من كفنها ... أقف في المحطة ذاتها التي استرحنا فيها
أقصد استراحت فيها ...
هذه هي الشجرة ...و هذا هو الطير و هذه كلماتها لا تزال تنشب في أذني ..!!
نعم تنشب ...
لأني لم أدرك حينها أنني سأحمل التماثيل وحدي
لم أدرك أن ما كان يسير معي هو ظلها فقط
لم أدرك أن تلك الكلمات كانت نهاية النهاية و ليست بدايتها
لم أدرك حين سقطت من على الجسر الذي يفصلنا عن هدفنا ببضع خطوات
أن صوت هذا الطير سيعريني أمام أوهامي
سيقتلع ذاكرة كاملة من حياتي ليغرس فيلسوفا آليا مكانها
ليركز في أنقاض الاحساس أرقاما و عمليات حسابية ...
ما أتذكره من ذلك العالم كان لحظة سقوطي فقط
كان سقوطا إلى الأعلى
كان انطلاقا من فوهة البركان إلى فوهة الحياة
كان الفيلسوف الوليد في أعماقي يشحذني
يردد على مسامعي عبارته الوحيدة
(إذا لم تمت في هذا السقوط فسوف يكون لك شأن آخر)
ما أذكره عندما كنت أهوي من على ذلك الجسر هو أنها عندما دفعتني بكل قوتها لأهوي تعثرت
وكادت أن تسقط معي لولا أن دفعتها بكل قوتي
بعد أن أمنت على نفسها ... ضحكت و نظرت إلي و أنا أهوي و رمت بالتماثيل فوقي قائلة :
( خذ هذه الأشياء الغبية معك ... لا أريد لغبي مثلك أن يحملها مرة أخرى ).
تمت .