بروفيسور اشتية
07/12/2007, 04:33 PM
الجزر المجهولة
في عام 1738كان الكابتن بيري بوفيت في طريقه لاستكشاف القطب الجنوبي. وعلى بعد 1500ميل من جنوب افريقيا رأى مجموعة من الجزر المجهولة (دعيت لاحقا باسمه). ورغم أنه لم ينزل عليها إلا أنه حدد موقعها بدقة ووصفها بأنها جزر صخرية تغطيها الثلوج. وحينها اهتمت بريطانيا بهذه الجزر وامرت الكابتن جيمس كوك (مكتشف استراليا) بالاستيلاء عليها. غير أن كوك وصل إلى المنطقة مرتين (في عام 1772و1775) ولم يجد شيئا..
وفي عام 1808أبلغت سفن صيد عديدة عن رؤية الجزر في نفس المنطقة التي حددها بوفيت. كما أبلغ عن رؤيتها الأدميرال الأمريكي بنجامين موريل عام 1822وحدد مكانها بدقة. وفي عام 1825أبلغت خمس سفن اخرى عن رؤية الجزر - وأكد قبطان يدعى جورج نورس بقاءه فيها لثلاثة عشر يوما!!
وإزاء هذه الشهادات قررت بريطانيا إرسال بعثة بحرية ثانية ولكنها - مرة أخرى - لم تعثر على شيء.
ورغم أن الموقع الذي حدده بوفيت بعيد عن الخطوط التجارية المهمة إلا أن احتلال الجزر كان يضمن لبريطانيا جسرا نحو القارة الجنوبية. وفي عام 1843علمت بريطانيا أن سفنا عسكرية هولندية شاهدت الجزر وحددت موقعها بدقة. وخوفا من استيلاء الهولنديين عليها أرسلت بعثة ثالثة زودتها ببينات واحداثيات الرحلة التي قام بها بوفيت نفسه - ولكنها كسابقاتها لم تعثر على شيء..
وبعد فشل المهمة الأخيرة خف اهتمام لندن بالموضوع ولم ترسل أي بعثات أخرى.. إلا أن فشل بريطانيا في اكتشاف جزر بوفيت لا يعني انها تنكر وجودها؛ فقد تثبتت لاحقا من تقارير صدرت من سفن عديدة أبلغت عن رؤيتها (مثل جولدن ويست عام 1878وديلا تشريش عام 1882وفرانك ألين التي رسمت قسما من سواحلها عام 1893). كما ظهرت مواقع الجزر على خرائط البحرية الملكية خلال الحربين العالميتين وحرب الفوكلاند..
وفي عام 1965حدث تطور مهم كان يفترض به حسم القضية؛ فقد بدأت أمريكا بإطلاق أقمار مسح اصطناعية تدور حول الأرض. كما اعتمدت اساطيل بحرية عديدة على طائرات المسح الجوي.. ولكنء أي منهما لم ير شيئا يذكر!!
على أي حال؛ جزر بوفيت ليست المكان الوحيد الذي يظهر ويختفي بلا سبب معقول؛ فمواقع كثيرة تم رصدها وفقدها في بحار العالم. ففي مثلث برمودا مثلا (في البحر الكاريبي) أبلغ بعض الشهود عن رؤية جزر مجهولة وسفن قديمة - من المفروض - أنها غرقت قبل ثلاثين عاما.. وهناك من يعتقد أن الأمر برمته مجرد سراب وخداع بصري، وهناك من يقول أن المياه في تلك المناطق تنخفض في أوقات معينة فتكشف عن رؤوس صخرية، وهناك من يفترض أن جزر بوفيت مجرد كتل جليدية ضخمة انفصلت عن القطب الجنوبي!!
.. أما شخصي المتواضع فلا يستبعد وجود جزر بوفيت في منطقة ذات أبعاد فيزيائية شاذة وبالتالي لا يمكن رؤيتها في الأحوال العادية؛ فحين تعجز البعثات البحرية عن رؤية هذه الجزر - رغم تحديد موقعها - يبقى هناك عدم التوافق في البعد الزماني (بمعنى لا يتوافق ظهور الجزر مع حضور البعثات)!
.. واختلال البعد الزماني يحدث في مواقع استثنائية وظروف فيزيائية خاصة بحيث يظهر الماضي في الحاضر (كما ظهرت السفن القديمة في مثلث برمودا). وبناء عليه يحتمل أن تكون جزر بوفيت قد غرقت قبل آلاف السنين ولكن "صورتها" هي التي تظهر في ظروف استثنائية وغير مفهومة إلى الآن...!!
في عام 1738كان الكابتن بيري بوفيت في طريقه لاستكشاف القطب الجنوبي. وعلى بعد 1500ميل من جنوب افريقيا رأى مجموعة من الجزر المجهولة (دعيت لاحقا باسمه). ورغم أنه لم ينزل عليها إلا أنه حدد موقعها بدقة ووصفها بأنها جزر صخرية تغطيها الثلوج. وحينها اهتمت بريطانيا بهذه الجزر وامرت الكابتن جيمس كوك (مكتشف استراليا) بالاستيلاء عليها. غير أن كوك وصل إلى المنطقة مرتين (في عام 1772و1775) ولم يجد شيئا..
وفي عام 1808أبلغت سفن صيد عديدة عن رؤية الجزر في نفس المنطقة التي حددها بوفيت. كما أبلغ عن رؤيتها الأدميرال الأمريكي بنجامين موريل عام 1822وحدد مكانها بدقة. وفي عام 1825أبلغت خمس سفن اخرى عن رؤية الجزر - وأكد قبطان يدعى جورج نورس بقاءه فيها لثلاثة عشر يوما!!
وإزاء هذه الشهادات قررت بريطانيا إرسال بعثة بحرية ثانية ولكنها - مرة أخرى - لم تعثر على شيء.
ورغم أن الموقع الذي حدده بوفيت بعيد عن الخطوط التجارية المهمة إلا أن احتلال الجزر كان يضمن لبريطانيا جسرا نحو القارة الجنوبية. وفي عام 1843علمت بريطانيا أن سفنا عسكرية هولندية شاهدت الجزر وحددت موقعها بدقة. وخوفا من استيلاء الهولنديين عليها أرسلت بعثة ثالثة زودتها ببينات واحداثيات الرحلة التي قام بها بوفيت نفسه - ولكنها كسابقاتها لم تعثر على شيء..
وبعد فشل المهمة الأخيرة خف اهتمام لندن بالموضوع ولم ترسل أي بعثات أخرى.. إلا أن فشل بريطانيا في اكتشاف جزر بوفيت لا يعني انها تنكر وجودها؛ فقد تثبتت لاحقا من تقارير صدرت من سفن عديدة أبلغت عن رؤيتها (مثل جولدن ويست عام 1878وديلا تشريش عام 1882وفرانك ألين التي رسمت قسما من سواحلها عام 1893). كما ظهرت مواقع الجزر على خرائط البحرية الملكية خلال الحربين العالميتين وحرب الفوكلاند..
وفي عام 1965حدث تطور مهم كان يفترض به حسم القضية؛ فقد بدأت أمريكا بإطلاق أقمار مسح اصطناعية تدور حول الأرض. كما اعتمدت اساطيل بحرية عديدة على طائرات المسح الجوي.. ولكنء أي منهما لم ير شيئا يذكر!!
على أي حال؛ جزر بوفيت ليست المكان الوحيد الذي يظهر ويختفي بلا سبب معقول؛ فمواقع كثيرة تم رصدها وفقدها في بحار العالم. ففي مثلث برمودا مثلا (في البحر الكاريبي) أبلغ بعض الشهود عن رؤية جزر مجهولة وسفن قديمة - من المفروض - أنها غرقت قبل ثلاثين عاما.. وهناك من يعتقد أن الأمر برمته مجرد سراب وخداع بصري، وهناك من يقول أن المياه في تلك المناطق تنخفض في أوقات معينة فتكشف عن رؤوس صخرية، وهناك من يفترض أن جزر بوفيت مجرد كتل جليدية ضخمة انفصلت عن القطب الجنوبي!!
.. أما شخصي المتواضع فلا يستبعد وجود جزر بوفيت في منطقة ذات أبعاد فيزيائية شاذة وبالتالي لا يمكن رؤيتها في الأحوال العادية؛ فحين تعجز البعثات البحرية عن رؤية هذه الجزر - رغم تحديد موقعها - يبقى هناك عدم التوافق في البعد الزماني (بمعنى لا يتوافق ظهور الجزر مع حضور البعثات)!
.. واختلال البعد الزماني يحدث في مواقع استثنائية وظروف فيزيائية خاصة بحيث يظهر الماضي في الحاضر (كما ظهرت السفن القديمة في مثلث برمودا). وبناء عليه يحتمل أن تكون جزر بوفيت قد غرقت قبل آلاف السنين ولكن "صورتها" هي التي تظهر في ظروف استثنائية وغير مفهومة إلى الآن...!!