المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هتاف الحجيج- قصيدة



أيمن أحمد رؤوف القادري
08/12/2007, 03:09 PM
هُتاف الحجيج
د. أيمن أحمد رؤوف القادري
**=**
هَتَفَ الصَّوْتُ في الضُّحى والغُروبِ= بَشِّرُوا كُلَّ مُثْقَلٍ بالذُّنُوبِ
بَشِّرُوا مَنْ (سرى) بِعَيْنَيْهِ دَمْعٌ =(عَرَجَ) الصَّوْتُ إثْرَهُ في نَحِيبِ
بَشِّرُوا مَنْ لِتَوْبَةِ اللَّهِ شاقَتْ= مُقْلَتَاهُ، وقَلْبُهُ في لهيبِ
كعبةُ اللَّهِ ههنا، فَتَقَدَّمْ= وَامْحُ ما كانَ، وانْجُ مِن تَـثْرِيبِ
ههنا مِن كُلِّ الذُّنُوبِ تُـنَقَّى= فارْمِ عنْكَ الأوزارَ قَبْلَ المَشيبِ
طُوِيَ الأَمْسُ، فَافْتَحَنْ صَفَحاتٍ= أَشْرَقَتْ فيها شمسُ طهَ الحبيبِ
أُذِّنَ الفَجْرُ بالحجيجِ، وهذا= فَجْرُ أعمالٍ ذاتِ ثوبٍ قَشيبِ
**=**
بَيْنَ جَمْعِ الأَبْرارِ لّبِّ وَوَحِّدْ= بشفاهٍ مُشتاقةٍ، بل قلوبِ:
ربِّ لَبَّيْكَ أنتَ مالكُ أَمْري= ولك الحُكْمُ دونما تعقيبِ
لا شريكَ ارْتَضَيْتَ، فَهْوَ مُحالٌ= والأُلى ضَلُّوا ما لَهُمْ مِنْ مُجيبِ
أنا يا رَبِّ جِئْتُ أَدْعُوكَ، لكِنْ= خلفَ ظهري دُعاةُ إِفْكٍ مُرِيب
وَعَظُوا النَّاسَ واستطالَتْ لِحَاهُمْ= ثمّ خَانُوكَ مُنْذُ عَهْدٍ قَريبِ
حَذَّرُونا الشَّيْطانَ باللَّفْظِ، لكِنْ= بايَعُوهُ ببالِغِ التَّهْذِيبِ
أرضُ حُجَّاجِ البَيْتِ صارَتْ مَطَافاً= لِجُنُودِ المَاْرِنْزِ دُونَ رَقِيبِ
قِبْلَةُ المُسْلِمينَ قد جَعَلُوها= قَلْعَةَ المُشْرِكينَ، أهلِ الصَّلِيبِ
تَسْرَحُ الطَّائِراتُ فيها، وتَلْهو= وتُشَنُّ الحُرُوبُ إِثْرَ الحُرُوبِ
يا لبغدادَ! مِنْ هُنَا دَمَّرُوها= وأحالُوا إِشْراقَها لشُحوبِ
كيف لا؟ و(الفِقْهُ) الحِجَازِيُّ أَوْصى= أن يَسُوقَ الطّاغوتُ كُلَّ الشُّعوبِ
**=**
تَسْأَلُ «المَرْوَةُ» الجِبالَ: أفيكُمْ= مِنْ حُشُودِ السُّعاةِ مِثْلُ نَصيبِي؟
وتقولُ «الصَّفَا»: تَذَكَّرْتُ طَهَ= يُنْذِرُ الأَقْرَبِينَ ما في الغُيُوبِ
ههنا قد (تَبَّتْ يدا) مَنْ تَوَلَّى= و(سَيَصْلَى نَاراً) مِنَ الـتَّعْذِيبِ
مَنْ لهُ جُرْأَةٌ فَيَصْرُخَ: «تبّاً= يا ملوكَ الآبارِ!» دُونَ هُروبِ؟
أين أحزابُ المُسْلِمينَ؟ أَتَبْقَى= في فِراشِ السُّلْطَانِ مِثْلَ عَرُوبِ؟
**=**
رَبِّ أَقْبَلْتُ بالحَصَى أَتَوَخَّى= رَجْمَ إِبْليسَ، في اندفاعِ مُنيبِ
كُلُّ قُطرٍ بالضّادِ يَنْطِقُ، حاوٍ= شَخْصَ إبليسَ فَوقَ عَرْشٍ سَليبِ
أَوَلَيْسَتْ تِلك الشّياطينُ أَوْلى= بِرُجُومٍ من كَفِّ كُلِّ لبيبِ؟!
**=**
يا جُموعَ الحَجيجِ أَثْلَجْتِ صَدْري= وتَقَصَّيْتِ غايَةَ المَطْلُوبِ
اختلافُ اللِّسانِ واللَّوْنِ والعِرْقِ= تَجَلَّى ائْتِلافَ شوقٍ غريبِ
وَحْدَةُ الأُمَّةِ ارْتَدَتْ ثَوْبَ عِزٍّ= وتَخَطَّتْ حواجزَ (التَّنْقِيبِ)
اَلْحُدُودُ الشَّوْهَاءُ، في الحَجِّ ذابَتْ= فمتى تأتي دولةُ (التَّذْوِيبِ)؟!
ومتى هذه الجموعُ تُناجي= قائداً فيهِ رُوْحُ ليثٍ مَهيبِ؟
ومتى هذه الجموعُ أراها= زحفتْ للجِهادِ والتَّأديبِ؟
ومتى صَرْخةُ الخِلافةِ تعلو= صوتَ أمريكا في الحجازِ الكَئِيبِ؟
**=**
هَتَفَ الصَّوْتُ، دارُ أَرْقَم تَدْري= من يُنادي، فاسْلُكْ أَشَقَّ الدُّرُوبِ
وَتَذَكَّرْ في الحَجِّ تاريخَ أرضٍ= حَلَّ فيها رَسولُ خَيْرٍ صَبيبِ
ولتكنْ بَعْثَةُ الأشاوِسِ منها= في جهادٍ، يمحو الطغاةَ، عصيبِ
**=**
العَروب: المتحبّبة للذَّكر
صبيب: مُنْصَبّ
الأشاوس: الأبطال
عصيب: شديد الهَوْل

عمار القحطاني
08/12/2007, 04:24 PM
بارك الله فيك ايها القلب العامر بالإيمان
والقلم السابح بذكر الرحمن
تحية من القلب

هلال الفارع
08/12/2007, 05:32 PM
من يا ترى يقف على صخرة شماء هناك، فيلقي على الحجيج هديتهم؟!
هذه هدية عيد أيها الشاعر الملتزم،
تتناهى فيها الشفافية،
ويتهادى إليها الوله..
ليتنا نستطيع سبر غور الشعر بمثل هذا..
لك الفصاحة يا أخي.. والبيان.
تحيتي إليك.

طه خضر
08/12/2007, 06:31 PM
أي شوق ٍ يسكن الضلوع ؟!

دمت مبدعا ملتزما في زمان ٍ بات فيه الملتزم نسيجا وحده !

احترامي وتقديري ..

لطفي منصور
08/12/2007, 09:30 PM
أي نسيج قدسي وطني هذاالإبداع ....
وقفات روحيّة صادقة فيها جلال الموقف ....
صرخة امتزج فيها الألم مع الإيمان النابض والغيرة الملتهبة على الأمّة ومقدساتها ...

جزاك الله خيرا على عطائك الدائم .

لطفي منصور

سعيد نويضي
08/12/2007, 10:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

الأخ د.أيمن...بارك فيك و في قلمك الفياض بكل خير...صورة من الواقعية بمكان عن أعظم بقعة جغرافية فوق الأرض...يا ليتهم يستوعبوا ما تخطه يمناك...يا ليتهم يقرؤوا وجه الحقيقة في شعرك...

دمت شاعرا مبدعا لكل الأجيال...

أيمن أحمد رؤوف القادري
09/12/2007, 12:01 PM
الأخ عمار قحطاني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر مرورك البهي
وأعتزّ بما سطرت فيه
حياك الله وبيّاك

أيمن أحمد رؤوف القادري
09/12/2007, 12:04 PM
أخي هلال الفارع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تواضعك يقتلني
وحضورك يُحييني
فما أعجبك! تجمع النقيضين، ولا عيب فيك!
أشكرك دوماً

أيمن أحمد رؤوف القادري
09/12/2007, 12:05 PM
الأخ طه خضر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية صافية مني إلى صاحب الكلمات الهادئة
أشكر مرورك بالغ الشكر

أيمن أحمد رؤوف القادري
09/12/2007, 12:07 PM
أخي لطفي منصور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على ما أفضلت من الأدب الفائق
بارك الله فيك، كلّ حين
ولا حرمنا إطلالتك

أيمن أحمد رؤوف القادري
09/12/2007, 12:09 PM
أخي سعيد نويضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلام لامس الحقيقة وأصاب كبد الحقيقة
فلتبثق كلماتنا إذاً محرِّك الأمة، ووقودَ أفكارِها، لعل الأمل يبقى