المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هدي



اشرف الخريبي
09/12/2007, 11:29 PM
هدى
آخر مرة في الحكاية.. لمحتها في الطريق، أوقفت الميكروباص ونزلت
سألتني.ما الذي جاء بي هنا ؟
فقلت أنها التي جاءت بي إلىّ
وأنها مهما فعلت تطاردنىفى الأحلام وتقف على حد اليقظة والوعي ولا تجئ أبدا، كنت أراها فأسقط في حوار عينيها وأنسى ما تقول.. أتأملها. بعمري وليلى، أفرش القمر، السماء \النجوم والليالي، أبتلع ريقي ألاف المرات.أقف أمامها كتلميذ يتهجى الكلمات والحروف ليقع في مصيدة الزال و الذين، زى ما أنتي عارفة أنا.. أسقط في محاورات عينيها أخيرا فأنسى، تضحك مثلما كنا قديما نضحك، تلعب الشطرنج في ذاكرتي بعناد حقيقي تتأمل نزق الشوق في عيوني وتوتري المستمر حين أراها أصمم على المشهد الأخير في فيلم عبد الحليم حافظ وهو يعانق البطلة عناقا فاحما صاخبا ويكتب المخرج النهاية عند الشفاه المتقابلة وبالضرورة في أماكن أخرى
تقول أنى لن أتغير
وأنى صعلوك كبير هكذا كانت دائما تقول
لا تهمني الحكاية ولا التفاصيل الدقيقة ولا حتى التفاصيل الهامة يدها وهي تمتد تتلمس أصابعي.تقيم حوارا تاريخيا بين جميلة الجميلات وشهريار تجمع بين العلويين والعباسيين.هذا هو الأهم.حين تجمع أطراف التناقض في حوار تاريخي طويل ينتهي بمعاهدة صلح وعناق، بروتوكولات دولية لا أول لها ولا أخر يشاهدها الناس عبر إذاعات ومحطات العالم بين الأشقاء والأشقياء معا، في النهاية أحضنها في حجرة دافئة خاصة. بعد أن تسكت كل الطبول والمزامير ويتوقف الآخرون عن النظر إلينا،
-أين أنت ذاهب ؟
-أبحث عنك في كل ركن
-عنى أنا
-نعم عنك معي وأنت وأنا معا
ولماذا الآن ؟
لأنني لم أعد أطيق أن تمتد يدي فلا أراك، أن أنظر لجسد سيدة تمر في شارعنا ألمح بعض خطوتك أوحاجب يشبه حاجبك أو نظرة عين من عينيك أو أي شئ يتجادل معك هل أنام في عيون غزال برى متوحش وأنت هنا هكذا أمامي.تقفين وتحاكمين أيامي التي مرت.. تحاصرين الظلال الوقت والمساء والطريق تقيمين لحظة أخرى للوجود..
أنا وحدي خائف فزع تائه في غيم وسحابة تمطر أو كأنها ستمطر/ تضاريس أفريقيا حين أشرحها في الفصل للأولاد تسقط من يدي نحو غرب أوربا ولا يفهمون معنى أن يتحرك الثلج ليصير نارا أو بركانا ينفجر الآن الأرض لا تطيق وأنت جذوتي وشوقي الدائم فهل تقولين لي كيف تمر اليد على الأخاديد و البساط على الماء. في ألف ليلة وليلة
"سهر الشوق في العيون الجميلة..حلم الآه.. ترى الهوا ما أن يطيل و حديث في الحب إن لم نقله أوشك الصمت حولنا 000"
لا أفهم كيف لا يفهمون خطوط الطول ودوائر العرض التي قضيت عمري أحكيها لك.كيف أنها تمر عبر سحابات عمري فتصنع الفصول والأيام من حيث كنا قد وقفنا في منتصف الحواس في أخر طريق طويل مضيت أبحث عن الأصدقاء القدامى الغائبين أبحث في المتاهة في العلاقة نفسها تدوسني التفاصيل و يمضى صمتها مع زينب وسعاد وآخرون كثيرون يمضون تنقطع العبارة والحديث. البسمة الخفيفة بحركة الجسد الدائري كاسطوانة حديدية أراني في هذه الأيام حفنة من الوجع الابدى في فناء واسع نقيم حولنا حصون من ردود الأفعال حول ما قيل في الندوة الأخيرة وعن رأى الدكتور سامي في شعر أيمن وعن رأيه فيما قاله كريم
نفس ذلك الحماس الخالد والسذاجة الخطوات الأولى الحثيثة نحو مالا نعرف كي نرى نخط أبجديات الصبا.الالتفاف حول عناصر الموقف نتحدث بشكل نهائي عن قناعتنا وعلاقتنا بذواتنا المليئة بالإبر الصينية عن الوجع والعتمة الطريق الطويل كنا نضحك كثيرا....اخذ هدى في ناحية خفية وألثمها بسرعة على وجهها تنظر في فرح خائف وتقول أنى صعلوك كبير وبعدين أخرتها أمسك يدها وأجذبها إلى وأهيم بكلمات جميلة لعيونها العسلية وأقول أنه مشهد في فيلم عربي قديم.تحدثني عن الأساطير والحكايات التي ملأت رأسي تقول أنى خرب بما يكفى حد الهوس وأن أسمى كأسماء الآخرين و لكنه ملئ بالشجن أسألها عن حبي لها و كيف تراه ؟
تجرى و تقول أن ميعاد الندوة يحين الآن. ولكنى أحن ألاف المرات لعيونك
جسدك الزئبقي يفر من بين أصابعي ناشرا في صدري رائحة الحياة مفعما بالضجيج اللذيذ أتمنى أن أخذك في عمري كل عمري
تقول: أنها لا تزال تحترمني و إذا لم أبطل هذا سوف....
أنا لا أضحك يا هدى أنت الأولى والأخيرة في حروفي أنت القاعدة فوق وسادتي وكتبي. أشواقي وحصاري على هذا الورق الجميل أسمع صوتك صراخ في كل المنحنيات في الأماكن الفارغة وشوقي إليك بلا حدود يسألني نبيل السؤال ذاته 00 أتحبها ؟
أفتح عيوني على أخرهما وأود أن أبكى أود أن أصرخ في وجه العالم في العلاقة بين اللغة و الكلام. بين الكلام و بين الكلام هكذا يا هدى من حيث كنا قد وقفن في منتصف الحواس نعبر بوابة الحلم القديم ندفن كل شئ للرمال أسافر في رحلة لبلاد الذهب الأسود لكنه كان لعينا بما يكفى كي أمر من ثقب ضيق تحطني رحلة وتأخذني أخرى ولا أفقدك أبدا أضع صورتك أمامي حين أخلو لنفسي أعبر فوق كل ما مر بخاطري من شعر وأغاني تلتصق بالذاكرة بملابسي المعطرة علبة السجائر المارلبور والولاعة الأنيقة الشارب الطويل ووجهي الأحمر المتورد.جسدي الضخم بما يكفى كي تنسد الدنيا في وجهي أعود أحمر كتراب الوطن بلا رائحة تفرح أمي نعم يفرح أخوتي نعم أحمل الهدايا لهم، أترك كل شئ وأذهب لحجرتي كي أنام\ أضع يدي فوق مفتاح الكهرباء القديم المكسور. أحن لهذه اللحظة في الذاكرة أسكت وأتظاهر ببراعة الفهم لمعرفة الفرق بين هذا المكان وبين التكييف فى غرف الخمس نجوم أبحث عنك في أركان هذا المنزل القديم زمان. وصور معلقة على الحائط المشروخ الموجوع بما يكفى أو فوق قلبي المجروح وعمري الفائت أفرح حين أراك أخر ما تبقى من عناقيد الكلام صور وحكايات و ذاكرة ساذجة، مطر يتساقط من الغيم ،حين نجلس متجاورين، في التاسعة صباحا تجيئين أعبر معك كل المسائل ثم ترحلين ثانية في حدود الرابعة حتى لا تغضب أمك أظل في تيه وحدي أمر من حائط لحائط من حوار إلى حوار من نبيل إلى جمال إلى على ألمح عينيك في الحوار والضحك... وأسرح أسكت أقول أنى معهم و لكنى لم أكن أعرف إلا ابتسامتك العذبة وعيناك الصافيتان أمد يدي نائما
فيضربني نبيل و يقول اصح أنت فين. أضحك و تضحكين من هزاري الدائم
يا أخي و لا كلمة واحدة جد،
الجد أنى أجيد التواجد في جمال جدائلك الجليلة وأجمل من جمال وجهك ما يجاوره الجنون وأتعامل مع عينيك بحق وحقيقي أفهم رقتك على حقيقتها رقتك اللاذعة لكل الحواس، الفاتحة نهرا متوهجا في شراييني المطمئنة لتفتح أوردتي على رائحة زهورك التي ابتلعت ندى أنفاسي. هاأنذا أقبلك قبلة واحدة على جبينك..أفتح ذراعي على أخرهم باسطا أصابعي ناحيتك ولكنك تهربين ضاحكة....- (مفيش فايدة )
هل هكذا أكون جادا يا هدى.
حين ذهبت أقص حدودي وأنت تروحين تضيعين منى تتزوجين واحدا غيري وتنجبين طفلا على أسمى تسميه. تبقين رائعة كي تبقى الدهشة في أفقي ترجمان أخير للحواس الناضجة أبحث عن سبب أخر للوجع سبب حقيقي وجاد لكنى أسقط في منتصف الحواس باحثا عن الأصدقاء القدامى، في هذا الليل المتوحش. نفس ذلك الحصار \ حصار الأنفاس التي تتفاوض مع الكمبيوتر ليحسبها له.بين تراب الوطن في حجرتي القديمة وغرف التكييف في كل مكان.كم بقى من اليوم ؟عدد غير كاف من الساعات.مساحة أخرى تتخدر في الذاكرة تزيد باسقة، مُعلنة عن الضجيج عن روعة الحوار وفخ البحر
ماذا تقولين في الهاتف: آمي ماتت. جارتكم الوحيدة نعم ومفتاح الكهرباء القديم لا معنى له،والبيت أبو سلالم طينية أصبح شقة فاخرة.وأنا في الأربعين ولم أتزوج بعد.هكذا تغير كل شئ يا عمري وأنت مزروعة فى كياني يا هدى.

ابراهيم عبد المعطى داود
11/12/2007, 08:08 PM
ببراعة وعشق وهيام سطًر الكاتب نصه المتميز أدبا ونثرا وجملا جمالية وتشبيهات
لغوية رائعة أفادت النص ووضعته فى مقدمة النصوص الموجودة حاليا , لأنه يشرح
بالتفصيل خفايا النفس وعشقها وحنانها وغرامها وشوقها ,
هو خاطرة جميلة أعادت إلى الإنسان ذكرياته القديمة مع .....هدى
وتقبل خالص ودى وتقديرى
ابراهيم عبد المعطى داود

محمد فؤاد منصور
12/12/2007, 12:54 AM
أخى أشرف
تاسرنى كلماتك يشدنى أسلوبك الشجى وعزفك المنفرد على أوتار القلوب ،حالة من العشق المعجون بالشجن نتوه فيها ونتوحد معها فتتلبسنا حالة الوجد التى أملت عليك هذا النص الرائع ..أحييك على إبداعك القيم وتقبل تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :fl:

زاهية بنت البحر
12/12/2007, 02:08 AM
وعند النهاية تأثرت كثيرًا ..
قصة مليئة بالشجن كأغنية يصدح بها عصفور فقد وليفته ..
دمت مبدعًا أخي المكرم أشرف الخريبي
أختك
زاهية بنت البحر

مصطفى ابووافيه
12/12/2007, 01:25 PM
الاخ الفاضل / اشرف الخريبى
اقدم تحيلتى اليك وعميق اعجابى بهذا النص الرائع
واقدم هذه الكلمات تحيه الى حبيبت قلبك هدى
هدى -- ياعظمة الجمال وكبريائه
انى اليك تائه
فأشعلى بقلبك الفناره
حتى -- يهتدى اليك البحاره
وتصيح الاصداف والمحاره
هدى -- يا شمس بلا لهيب
اشرقى قد جاء الحبيب

بديعة بنمراح
12/12/2007, 11:29 PM
:fl:
الأخ المبدع أشرف الخريبي
استمتتعت بين ظلال نص عميقة معانيه .. بهية حروفه .
رائع ان يكون للإنسان شيء يشغله و يهمه لدرجة التحليق في دنيا البهاء و الجنون.
دمت متألقا

سعدية اسلايلي
14/12/2007, 09:06 PM
نص مفعم بالإحساس ولغة جريئة نشم منها طابعا خاصا متميزا أصيلا....علامتان على ولادة مبدع له نفسه الخاص وتتسم كتابته بنكهة مميزة.
كان من الممكن ان يكون النص اكثر تركيزا لمضاعفة المتعة.
تحياتي الإبداعية الخالصة للكاتب المتالق.

اشرف الخريبي
15/12/2007, 02:04 PM
ببراعة وعشق وهيام سطًر الكاتب نصه المتميز أدبا ونثرا وجملا جمالية وتشبيهات
لغوية رائعة أفادت النص ووضعته فى مقدمة النصوص الموجودة حاليا , لأنه يشرح
بالتفصيل خفايا النفس وعشقها وحنانها وغرامها وشوقها ,
هو خاطرة جميلة أعادت إلى الإنسان ذكرياته القديمة مع .....هدى
وتقبل خالص ودى وتقديرى
ابراهيم عبد المعطى داود

:vg:


شكرا لمرورك الدافىء الجميل
اتمنى وجودك على الدوام
محبتى
اشرف

اشرف الخريبي
01/01/2008, 02:11 PM
أخى أشرف
تاسرنى كلماتك يشدنى أسلوبك الشجى وعزفك المنفرد على أوتار القلوب ،حالة من العشق المعجون بالشجن نتوه فيها ونتوحد معها فتتلبسنا حالة الوجد التى أملت عليك هذا النص الرائع ..أحييك على إبداعك القيم وتقبل تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :fl:


الدكتور محمد
عيد سعيد عليك
وارجو معذرتى فى التأخر عن الرد
وعزفكالرائع على النص يزيده بهاء

شكرى عميق لمرورك الكريم
اشرف

مالكة عسال
30/01/2013, 05:05 PM
كما عهدتك دائما أخي أشرف تنسج اللغة بخيوط حريرية مرصعة بالألماس ،فتنهمر شلالا من الحرير الدافق في انسياب ، تهز القارئ على أوتارها في رقصات مدهشة ..
أحييك