المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حماس الإصلاح والتغيير في ذكرى انطلاقتها العشرين



د. محمد اسحق الريفي
11/12/2007, 11:57 PM
حماس الإصلاح والتغيير في ذكرى انطلاقتها العشرين

انطلقت حركة حماس بالتزامن مع اشتعال الانتفاضة المباركة لتطورها إلى مقاومة مسلحة ومنظمة ضد الاحتلال، فشكلت هذه المقاومة تهديداً استراتيجياً للاحتلال الذي لجأ إلى تغيير أطراف المعادلة الداخلية الفلسطينية للقضاء على المقاومة، فرفعت حماس لواء الإصلاح والتغيير لحماية المقاومة، فشهدت القضية الفلسطينية تغييرات هامة على كل المستويات.

لم يبخل الشعب الفلسطيني على قضيته العادلة – خلال مسيرة جهاده الطويلة – بتقديم التضحيات الجسيمة وتحمل شتى صنوف المعاناة من أجل تحرير وطنه ونيل حقوقه، إلى أن اندلعت الانتفاضة الأولى "المباركة" ضد الاحتلال الصهيوني، فانطلقت حركة حماس لتصنع من أشبال الانتفاضة وشبابها مقاومين ومجاهدين، ليصبحوا أبطال المقاومة وقادتها، وليستنزفوا الاحتلال ويسددوا له الضربات القاسية، الأمر الذي أدى إلى تقهقر المخطط الصهيوني.

وقد نجحت أجنحة فصائل المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها كتائب الشهيد عز الدين القسام، في تحقيق إنجازات كبيرة أدت إلى هزيمة جيش الاحتلال في غزة واندحاره عنها وتدهور معنويات جنوده وسقوط أسطورة الجيش الصهيوني في أذهان العرب والمسلمين، فواجه الاحتلال الصهيوني هذه المقاومة – بمساعدة ما يسمى المجتمع الدولي – بتنصيب سلطة فلسطينية بمواصفات صهيونية على الشعب الفلسطيني، لإجهاض انتفاضته والقضاء على مقاومته وتصفية قضيته.

وأدرك الشعب الفلسطيني أهمية حماية المقاومة وإنجازاتها وتضحياته، وذلك عبر التصدي لزمرة الفساد والسماسرة الذين يتاجرون بالشعب وتضحياته ويعبثون بقضيته ومصيره، وعبر اختيار من يقود مسيرة جهاده ويمثله لدى المجتمع الدولي ويسعى لتحقيق طموحاته وأهدافه. فاختار الشعب الفلسطيني قائمة الإصلاح والتغيير وعقد على حركة حماس آماله وحمَّلها همومه، فأصبح التغيير عنواناً لهذه المرحلة الحاسمة من تاريخ شعبنا وضرورة ذاتيه لاستمرار الجهاد والمقاومة.

وتسبب هذا التغيير في حراك سياسي شديد في المنطقة برمتها، فحرص الولايات المتحدة الأمريكية على مصلحة الكيان الصهيوني وعلى استمرار نفوذها وولاء الأنظمة السياسية العربية لها، أعطى لهذا التغير الذي تضطلع به حركة حماس أبعاداً إقليمية معقدة، فكان لذلك تأثير بالغ الأهمية على سياسات الإدارة الأمريكية وحلفاؤها والكيان الصهيوني وسلطة أوسلو.

فقد شهدت الساحة الفلسطينية في الآونة الأخيرة تغييراً، عبر مباحثات سرية بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني، من سلطة أنشأها المجتمع الدولي تقتصر وظيفتها على إدارة الأمور الحياتية للفلسطينيين في الضفة وغزة، وتوفير الحماية للكيان الصهيوني وردع أي هجمات ضده، إلى حكومة شرعية مجاهدة اختارها الشعب الفلسطيني ومنحها ثقته، لتدافع عنه ضد العدوان الصهيوني وتتصدى للفئة الفاسدة التي تعبث بمصير الشعب الفلسطيني.

كما شهدت الساحة الفلسطينية تغييراً استراتيجياً من سلطة أرادها شارون أن تتكيف مع مطالب الكيان الصهيوني، وتلبي احتياجاته الأمنية، وتغطي على عدوانه ضد الشعب الفلسطيني، وتحقر المقاومة، إلى حكومة ترعى المقاومة وتمجدها وتطلق لها العنان وتوفر لها كل سبل العمل والتطوير ...

أما على مستوى الحقوق الفلسطينية، فبعد أن جعل فريق أوسلو قضية اللاجئين والقدس قابلة للتفاوض مع الاحتلال، ترفض الحكومة الشرعية التي تتولاها حماس المس بحق العودة وتؤكده وترفض التنازل عن أي بقعة من أرض فلسطين، خاصة القدس المحتلة.

ولقد أصبح المجتمع الدولي يستجدي حماس الاعتراف بشرعية ذلك الكيان الغاصب والتنازل عن الأرض التي يغتصبها منذ العام 1948م، في حين أن منظمة التحرير الفلسطينية اعترفت بشرعيته دون أي مقابل وتنازلت له عن معظم الأراضي الفلسطينية التي يحتلها!!

وأحدثت حماس تغييرا هاماً على مستوى الثقافة والموقف فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وذلك من ثقافة الاستسلام لضغوط الأعداء ورضوخ مبني على مفهوم مادي مختزل للقوة، إلى ثقافة الجهاد والمقاومة التي تقوم على أساس الحق والشرعية والثبات في معركة الإرادات...

وعلاوة على ذلك، هناك تغيير على مستوى توحيد الهم الفلسطيني في مواجهة التحديات، فبعد أن اختزل فريق أوسلو الشعب الفلسطيني في الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية وقطاع غزة وهمش اللاجئين وأقصاهم وألغى وجودهم، أصبح الآن يشغل الفلسطينيين هم واحد على اختلاف أماكن تواجدهم وظروفهم وانتماءاتهم، ويتمثل هذا الهم في إثبات وجود الشعب الفلسطيني والتصدي للتهويد والاستيطان والتهجير.

أما على مستوى النظام الرسمي العربي، ساعدت حركة حماس على زيادته هشاشة الأنظمة الموالية للأمريكيين وذلك بعد أن تبين من خلال تعاطي هذه الأنظمة دورها في قمع الشعوب ومنعها من نصرة الشعب الفلسطيني ومساهمتها في إحكام الحصار الظالم على قطاع غزة، فقد أظهرت حماس خطورة هذه الأنظمة على أمتنا وتواطئها مع الاحتلال والأمريكان.

ولقد ساهمت حركة حماس إلى حد كبير في تعرية الولايات المتحدة الأمريكية وفضح صورتها الدموية المقززة لدى العرب والمسلمين وكشف زيف تشدقها بالإنسانية والرقي والتحضر، الأمر الذي أدى إلى خسارتها في حرب الوجدان والأذهان، مما ساهم في إحباط المخطط الأمريكي الرامي إلى إقامة ما يسمى الشرق الأوسط الكبير.

وعالمياً، أصبحت حركة حماس رمزاً لمناهضة العولمة الأمريكية والأمركة والهيمنة الأمريكية على العالم، وأصبحت رمزاً لتحدي التغول الأمريكي على الشعوب المستضعفة، شاهد على زيف الديمقراطية الأمريكية ومنظومة القيم الغربية المتعلقة بحقوق الإنسان وكرامته...

إن أهم تغيير أدى إليه وصول حركة حماس إلى الحكم والسلطة هو استعصاء هذه الحركة المجاهدة على محاولات القضاء عليها، فلقد فشلت كل محاولات الولايات المتحدة وحلفائها والاحتلال الصهيوني في تغيير المعادلة الداخلية الفلسطينية وأطرافها لتمرير المؤامرات الصهيوأمريكية.

لقد أرادوا تغييراً يخدم مخططاتهم الشريرة، فأرادت حماس تغييراً يعزز صمود شعبنا ويدعم ثقافة المقاومة والممانعة ويعيد للقضية الفلسطينية مكانتها التي تستحقها، فسجلت حماس انتصارات جديدة في ذكرى انطلاقتها العشرين وباءت جهود الأشرار بالفشل الذريع.

11/12/2007م

حسن المعيني
12/12/2007, 01:08 AM
وكأني بقضية الأمة الكبرى تخاطبنا :


وبلغت سن اليأس في سجني ولم=أر من يدافع غير طفلٍ ثائر
يرمي بمقلاع الكرامة شامخاً=ويثور في وجه الرصاص الهادر
و(حماس ) من في الساح ارخصت الدما=هي غصةٌ في حلق وغدٍ فاجر
هي صفحةٌ في سفر تاريخ الفدا=خُطّتْ بأحمر من زنود مصابر
(ياسين) أسسها وربى جيلها=ورمى بها نحر العدو الكافر
قد كان يحلم بالشهادة شدْوُهُ=إن تقتلوني ليس ذاك بضائري
فاتاه ما يبغي وخلّف قادةً=من كل ليثٍ في المعارك كاسرِ
فلتدركوا أهل العقيدة قدسكم=لا تتركوها للعميل الغادر
أخشى وربك أن تزال معالمٌ-خوفي على الأقصى مصير البابري


تحية لحماس وكل حماس
تحية لياسين والرنتيسي وعياش
وتحية لكل حرٍّ مناضلٍ درج على ثرى فلسطين
وتحيةٌ لكل يدٍ نزيهةٍ شريفةٍ طاهرةٍ لم توقع على وثيقة تنازل أبداً
وتحيةٌ لكل مجاهدٍ عرف دوره وكان عند ظن الأمة به فما خان ولا لان ولا هان
وتحية لك أيها الفاضل د . محمد الريفي ، وكثّر الله من أمثالك وثبتك وحقق أمانيك
ودمت والنضال وقادك عزمك ومضاؤك وكل أحرار الأمة إلى خير منقلبٍ وأحسن مآل


تحية حماسيّة القسمات


نديم السها /* حسن المعيني

حسام الدين مصطفى
12/12/2007, 01:15 AM
أستاذنا الدكتور محمد الريفي
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
لك كل التحية والتقدير على مقالك وما أوردته به من عميق نظرة وجميل عرض
ورغم أني قد طالعت لسيادتكم الكثير من مقالاتكم ومشاركاتكم القيمة إلا أن هذا الموضوع تحديداً قد أيقظ الكثير من الفضول المعرفي الكامن لدي .... ورأيت أنه يعرض لنقاط كثيرة وتساؤلات عديدة انبثقت عن ذلك الغموض والتضارب الذي يغلف حركة هي من أهم الفاعلين الدوليين في وقتنا الحالي بل وهي بؤرة الاهتمام فيما يتعلق بالصراع في منطقة الشرق الأوسط عامة و الصراع العربي- الصهيوني على وجه الخصوص
لذلك وددت أن أستأذنكم في مناقشتكم في بضع أمور تتعلق بحركة حماس وذلك لسببين رئيسيين أولهما ما تلمسته لديكم من عميق معرفة وعلم بشأنها وثانيهما هو أنكم تفضلتم بطرح موضوعكم ضمن باب فرعي من "النقاش المفتوح"
وما قصدي من نقاشكم إلا الاستزادة من فضل علمكم، والوقوف على ما أغلق علي فهمه وادراكه، واستبيان الحق والصواب، وإثراء النقاش حول حركة حماس وما يرتبط بها من موضوعات وما يثار حولها من ادعاءات ... وهي غايات لا أنبل منها لكل ساع للعلم والمعرفة ...
وما القصد من النقاش هو الخوض في الجدال العقيم أو العبث فيما يدركه العقل السليم، وما السعي هنا إلى التحدي أو الاعتراض أو الإساءة إلى كيان أو جهة أو تحقير نضال أو مجهود حركة باتت ولا شك هي الأبرز على الساحة في وقتنا المعاصر ...
فإن أذنتم لي بهذا فإنه فضل ومكرمة وعسى الله أن يأجرك عنها خيراً وأصيب منك علماً ... واضعاً نصب عيني قواعد النقاش الأساسية التي تقوم على إحترام الرأي والسعي الخالص للحقيقة وأن الاختلاف لا يؤدي إلى الشقاق والخلاف ...
وإن ارتأيتم خلاف ذلك فلا أقل من أن أكرر تحيتي وثنائي على مقالكم الطيب ...
حسام الدين مصطفى

د. محمد اسحق الريفي
12/12/2007, 09:36 PM
وكأني بقضية الأمة الكبرى تخاطبنا :


وبلغت سن اليأس في سجني ولم=أر من يدافع غير طفلٍ ثائر
يرمي بمقلاع الكرامة شامخاً=ويثور في وجه الرصاص الهادر
و(حماس ) من في الساح ارخصت الدما=هي غصةٌ في حلق وغدٍ فاجر
هي صفحةٌ في سفر تاريخ الفدا=خُطّتْ بأحمر من زنود مصابر
(ياسين) أسسها وربى جيلها=ورمى بها نحر العدو الكافر
قد كان يحلم بالشهادة شدْوُهُ=إن تقتلوني ليس ذاك بضائري
فاتاه ما يبغي وخلّف قادةً=من كل ليثٍ في المعارك كاسرِ
فلتدركوا أهل العقيدة قدسكم=لا تتركوها للعميل الغادر
أخشى وربك أن تزال معالمٌ-خوفي على الأقصى مصير البابري


تحية لحماس وكل حماس
تحية لياسين والرنتيسي وعياش
وتحية لكل حرٍّ مناضلٍ درج على ثرى فلسطين
وتحيةٌ لكل يدٍ نزيهةٍ شريفةٍ طاهرةٍ لم توقع على وثيقة تنازل أبداً
وتحيةٌ لكل مجاهدٍ عرف دوره وكان عند ظن الأمة به فما خان ولا لان ولا هان
وتحية لك أيها الفاضل د . محمد الريفي ، وكثّر الله من أمثالك وثبتك وحقق أمانيك
ودمت والنضال وقادك عزمك ومضاؤك وكل أحرار الأمة إلى خير منقلبٍ وأحسن مآل


تحية حماسيّة القسمات


نديم السها /* حسن المعيني


الأستاذ الفاضل الشاعر الكبير حسن المعيني،

حركة حماس رأس حربة العرب والمسلمين في الصراع مع أعداء أمتنا، ومهما حاول أعداء هذه الأمة تشويه صورتها، فإن حماس تبقى مصدر فخر وعزة لكل مسلم صادق من أبناء هذه الأمة، لأنها الحركة التي لا تعرف الخنوع والاستسلام، ولأنها أحيت الجهاد والمقاومة في نفوس أبناء هذه الأمة، ولأنها تقول لا للهيمنة الأمريكية ولا للنظام الصهيوني ولا للمفسدين المستبدين...

بارك الله فيك أخي الأستاذ الكريم على قصيدتك الرائعة وكلماتك الصادقة المعبرة، وجعلك الله ذخرا للإسلام والمسلمين، وكثر الله من أمثالك المجاهدين بكلمة الحق الصادقين، وثبتنا الله وإياك على الحق المبين.

تحية قسامية.

د. محمد اسحق الريفي
12/12/2007, 09:51 PM
أستاذنا الدكتور محمد الريفي
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
لك كل التحية والتقدير على مقالك وما أوردته به من عميق نظرة وجميل عرض
ورغم أني قد طالعت لسيادتكم الكثير من مقالاتكم ومشاركاتكم القيمة إلا أن هذا الموضوع تحديداً قد أيقظ الكثير من الفضول المعرفي الكامن لدي .... ورأيت أنه يعرض لنقاط كثيرة وتساؤلات عديدة انبثقت عن ذلك الغموض والتضارب الذي يغلف حركة هي من أهم الفاعلين الدوليين في وقتنا الحالي بل وهي بؤرة الاهتمام فيما يتعلق بالصراع في منطقة الشرق الأوسط عامة و الصراع العربي- الصهيوني على وجه الخصوص
لذلك وددت أن أستأذنكم في مناقشتكم في بضع أمور تتعلق بحركة حماس وذلك لسببين رئيسيين أولهما ما تلمسته لديكم من عميق معرفة وعلم بشأنها وثانيهما هو أنكم تفضلتم بطرح موضوعكم ضمن باب فرعي من "النقاش المفتوح"
وما قصدي من نقاشكم إلا الاستزادة من فضل علمكم، والوقوف على ما أغلق علي فهمه وادراكه، واستبيان الحق والصواب، وإثراء النقاش حول حركة حماس وما يرتبط بها من موضوعات وما يثار حولها من ادعاءات ... وهي غايات لا أنبل منها لكل ساع للعلم والمعرفة ...
وما القصد من النقاش هو الخوض في الجدال العقيم أو العبث فيما يدركه العقل السليم، وما السعي هنا إلى التحدي أو الاعتراض أو الإساءة إلى كيان أو جهة أو تحقير نضال أو مجهود حركة باتت ولا شك هي الأبرز على الساحة في وقتنا المعاصر ...
فإن أذنتم لي بهذا فإنه فضل ومكرمة وعسى الله أن يأجرك عنها خيراً وأصيب منك علماً ... واضعاً نصب عيني قواعد النقاش الأساسية التي تقوم على إحترام الرأي والسعي الخالص للحقيقة وأن الاختلاف لا يؤدي إلى الشقاق والخلاف ...
وإن ارتأيتم خلاف ذلك فلا أقل من أن أكرر تحيتي وثنائي على مقالكم الطيب ...
حسام الدين مصطفى


أخي الأستاذ الفاضل المجاهد حسام الدين مصطفى،

بداية أشكرك جزيلا على مشاركتك القيمة وكلماتك النبيلة، وإنه ليشرفني أخي الكريم أن أجيب على أي تساؤلات تتفضل بها من باب أنني أعيش في غزة وأواكب خطوات حماس ومواقفها عن كثب. وللحق والأمانة، فإنني لست ناطقا باسم حماس ولا تمثل آرائي آراءها بالضرورة، ولذلك فسأجيب على أسئلتك أخي الكريم بقدر ما أعلم أو كما يقال to the best of my knowledge.

ولا أخفي عليك أيها الفاضل أن عملي في الجامعة الإسلامية وقربي من العديد من قادة حماس ووزراء الحكومة الشرعية، الذين عدد منهم هم أصدقاء لي منذ كنا طلابا في الجامعات المصرية والأمريكية، لا أخفي عليك أن هذا جعلني أطلع على العديد من التفاصيل وفهم حقيقة مواقف الحركة وسياساتها.

ولهذا أخي الفاضل، فعلى الرحب والسعة، تفضل بأسئلتك وسأتعامل معها إن شاء الله بصدر واسع ونفس طويل، وقبل كل شيء، بصدق وأمانة.

تحية صادقة.

د.سعد عاشور
13/12/2007, 09:07 AM
هناك سؤال يتداول بين المراقبين و المتابعين وهو ماذا لو لم توجد حركة حماس على الساحة الفلسطينية؟؟
اعتقد بان الاجابة عن هذا السؤال لكل من يريد الاجابة الصادقة و المنطقية عليه ان يراجع تاريخ هذه الحركة الاسلامية منذ انطلاقتها قبل عشرين سنة و لكن يجب ان تكون هذه المراجعة بكل شفافية و بعيدة عن التحييز .فلا اخفى عليكم بانني كنت من الذين يحملون ميكروسكوبات لمراقبة و متابعة افعال هذه الحركة عندما انطلقت في 1987 لنستخدمها في حربنا الاعلامية ضدها لاننا فعلا شعرنا كابناء للحركة الوطنية الفلسطينية بان هناك خطر على شعبيتنا من هذه الحركة و خصوصا باننا كنا نعرف اننا نغرق في الفساد من جميع النواحي و على مستوى جميع التنظيمات الفلسطينية و كنا نعرف بان هذا الغول القادم سوف يعرينا.
حاولنا و عملنا كل ما اتينا من قوة و امكانيات للتشكيك بتاسيس الحركة ومن يقف وراءها و اهدافا و لكنها كانت تسير بقوة جارفة تجرف كل اكاذيبنا و تجرف شعبيتنا و ايقن البعض منا هذا و اعترف بصدق و روعة هذا الحركة الحمدلله كنت من هؤلاء المعترفين و كابر البعض حتى 25/1/2006 عندما صحوا من غفلتهم عندما ضربهم شعبهم على روؤسهم .

كل التحية لحماس و لذكرى اطلاقتها العشرين
و احترامنا للدكتور محمد الريفي

حسام الدين مصطفى
13/12/2007, 01:15 PM
أستاذنا الدكتور محمد الريفي ...
سلام الله عليك ورحمته وبركاته ...
عدت كي أنعم بمطالعة موضوعكم الكريم ... يحدوني الأمل في أن أنال فضل قبولكم لمطلبي ..
والحق أستاذنا أنك ما خيبت ظني ولا يقيني بسعة صدركم وبالغ كرمكم ....
بارك الله فيك ... وزادك من علمه وفضله ...
هذه تحية مؤقتة عاجلة لحين عودتي لأتشرف بأن أنهل من علمكم ....
وسآتي بقلب مفتوح .. وعقل لا تغلفه القناعات المسبقة، وفكر لا تكسوه ستائر الإنغلاق ....
ودعائي ....رب هبني من العلم حقيقه ونافعه
أكرر بالغ شكري أستاذنا ... ولولا بعض إنشغالات يضج بها يم الحياة كما لا يخفى على حكمتكم لكنت " وقفت" بباب مشاركتكم منذ اللحظة
تلميذك
حسام الدين مصطفى

د. محمد اسحق الريفي
13/12/2007, 05:25 PM
أستاذنا الدكتور محمد الريفي ...
سلام الله عليك ورحمته وبركاته ...
عدت كي أنعم بمطالعة موضوعكم الكريم ... يحدوني الأمل في أن أنال فضل قبولكم لمطلبي ..
والحق أستاذنا أنك ما خيبت ظني ولا يقيني بسعة صدركم وبالغ كرمكم ....
بارك الله فيك ... وزادك من علمه وفضله ...
هذه تحية مؤقتة عاجلة لحين عودتي لأتشرف بأن أنهل من علمكم ....
وسآتي بقلب مفتوح .. وعقل لا تغلفه القناعات المسبقة، وفكر لا تكسوه ستائر الإنغلاق ....
ودعائي ....رب هبني من العلم حقيقه ونافعه
أكرر بالغ شكري أستاذنا ... ولولا بعض إنشغالات يضج بها يم الحياة كما لا يخفى على حكمتكم لكنت " وقفت" بباب مشاركتكم منذ اللحظة
تلميذك
حسام الدين مصطفى


أخي الفاضل الأستاذ حسام الدين مصطفى،

لقد أخجلتم تواضعي والله، فنحن هنا إخوة نسعى للفائدة والاستفادة، وكلنا يتعلم من الآخر، وهدفنا في النهاية هو استنهاض الأمة وإنقاذها من المخطط الأمريكي للهيمنة على أوطاننا وشعوبنا، وتحرير كل الأوطان العربية والإسلامية من الاحتلال الأجنبي، وتحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها وطرد الصهاينة المحتلين منها، ومساعدة الشعب الفلسطيني في تحقيق مصيره على تراب وطنه...

ولهذا كله فليس بيننا حواجز، ونحن دائما متفاهمون، وخلافاتنا دليل على اجتهاداتنا ولا يمكن أن تعكر صفو أخوتنا...

سيدي العزيز الأستاذ حسام، أنت ممن أشهد لهم بالعلم الواسع والوفير، وأنت صاحب العطاء الكبير في في هذه المنتديات الحضارية في الدفاع عن أمتنا وتعرية الغول الأمريكي المترنح والثعلب الصهيوني النذل، فلك مني كل التحايا والاحترام والتقدير.

وأنتظر أسئلتك على أحر من الجمر علنا نستفيد منها...

تحية مودة وصفاء.

د. محمد اسحق الريفي
13/12/2007, 05:30 PM
هناك سؤال يتداول بين المراقبين و المتابعين وهو ماذا لو لم توجد حركة حماس على الساحة الفلسطينية؟؟
اعتقد بان الاجابة عن هذا السؤال لكل من يريد الاجابة الصادقة و المنطقية عليه ان يراجع تاريخ هذه الحركة الاسلامية منذ انطلاقتها قبل عشرين سنة و لكن يجب ان تكون هذه المراجعة بكل شفافية و بعيدة عن التحييز .فلا اخفى عليكم بانني كنت من الذين يحملون ميكروسكوبات لمراقبة و متابعة افعال هذه الحركة عندما انطلقت في 1987 لنستخدمها في حربنا الاعلامية ضدها لاننا فعلا شعرنا كابناء للحركة الوطنية الفلسطينية بان هناك خطر على شعبيتنا من هذه الحركة و خصوصا باننا كنا نعرف اننا نغرق في الفساد من جميع النواحي و على مستوى جميع التنظيمات الفلسطينية و كنا نعرف بان هذا الغول القادم سوف يعرينا.
حاولنا و عملنا كل ما اتينا من قوة و امكانيات للتشكيك بتاسيس الحركة ومن يقف وراءها و اهدافا و لكنها كانت تسير بقوة جارفة تجرف كل اكاذيبنا و تجرف شعبيتنا و ايقن البعض منا هذا و اعترف بصدق و روعة هذا الحركة الحمدلله كنت من هؤلاء المعترفين و كابر البعض حتى 25/1/2006 عندما صحوا من غفلتهم عندما ضربهم شعبهم على روؤسهم .

كل التحية لحماس و لذكرى اطلاقتها العشرين
و احترامنا للدكتور محمد الريفي

حسام الدين مصطفى
17/12/2007, 02:47 PM
أستاذنا الجليل الدكتور محمد الريفي
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أكرر شكري لسعة صدركم وجام فضلكم ...
إن مما لاشك فيه أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي وضع لبنتها الشهيد الشيخ "أحمد ياسين" –رحمه الله- قد استطاعت من خلال مقاومتها وجهادها للوجود الصهيوني أن تصبح أحد أهم فاعلين رئيسيين في إدارة ملف القضية الفلسطينية خاصة وأنها قد إمتزت عن غيرها من الفصائل الفلسطينية الأخرى بأنها (خاصة في بداياتها) قد حولت "مفهوم و فاعلية المقاومة" إلى نشاط حياتي جماعي يقوم به الشعب كله بعد أن كان نشاط المقاومة وتناول ملف القضية قاصراً على فصيل بعينه...والحديث عن نشاط الحركة على صعيد المقاومة قد يمتد ويمتد ولا يمكن إغفاله أو نكرانه، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نخفف من بالغ التأثير الذي لعبته الحركة في مؤازرة القضية الفلسطينية من خلال الضغوط التي مارستها أنشطتها الاستشهادية التي قضت مضجع الكيان الصهيوني ...ولعل أهم الأحداث التي شهدها التاريخ السياسي للحركة هو صعودها للتبوء سدة الحكم وفوزها في الانتخابات التشريعية الأخيرة .... والتي شكلت لطمة وصدمة لأبواق دعاية الديمقراطية الزائفة من الأمريكان والصهاينة حين فضحت زيف دعواهم من خلال ما أبدوه من اعتراض على وصولها للسلطة رغم أنها وصلت إلى ذلك عبر انتخابات حرة...كل ذلك وغيره من الحقائق لا يمكن نكرانه أو جحده سواء اتفقنا مع الحركة أو اختلفنا بشأن تقييمها ....
ولكنني أركز على أن معظم مآثر حركة المقاومة الإسلامية التي أقصدها كانت مع بداياتها وما أنا بصدد مناقشته مع سيادتكم الآن هو واقع و حال الحركة خاصة في الآونة الأخيرة .....
والنقطة الأولى في نقاشي هي:
إننا إذا عدنا إلى اتفاق مكة الموقع بين طرفي السلطة الفلسطينية بتاريخ 8 فبراير 2007 لوجدنا من بين بنوده القليلة والتي تضمنت عبارات صريحة ومكثفة ما يلي:
في البند الأول: " التأكيد على تحريم دم الفلسطيني، واتخاذ كافة الإجراءات والترتيبات، التي تحول دون إراقته مع التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية،كأساس للصمود الوطني والتصدي للاحتلال، وتحقيق الأهداف الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، واعتماد لغة الحوار كأساس وحيد لحل الخلافات السياسية في الساحة الفلسطينية."
فما مدى التزام حركة حماس بتطبيق هذا البند، وهل ما قامت به في غزة يعكس التزامها تجاه ما جاء بكلماته ؟؟؟
وما هي الأسباب التي دعت الحركة إلى " استخدام سياسة جديدة غير لغة الحوار"
كذلك ... فإن ما كانت تقوم به الحركة فيما مضى قد جعل جموع الشعب الفلسطيني المناضل تلتف حولها... فهل ترى الحركة في سياساتها ووضعها الحالي أنها تخدم القضية ؟؟؟
هل تكفي المرجعية الدينية للحركة وتاريخ نضالها لتراهن بهما على استمرارية تمثيلها لجموع الشعب الفلسطيني؟؟

وإلى لقاء مع بعض أسئلة أخرى ونقاش نسعى من خلاله الوقوف على الحقيقة ...
ولك مني أستاذنا الجليل كل شكر وتقدير
حسام الدين مصطفى

د. محمد اسحق الريفي
24/12/2007, 11:57 AM
هناك سؤال يتداول بين المراقبين و المتابعين وهو ماذا لو لم توجد حركة حماس على الساحة الفلسطينية؟؟
اعتقد بان الاجابة عن هذا السؤال لكل من يريد الاجابة الصادقة و المنطقية عليه ان يراجع تاريخ هذه الحركة الاسلامية منذ انطلاقتها قبل عشرين سنة و لكن يجب ان تكون هذه المراجعة بكل شفافية و بعيدة عن التحييز .فلا اخفى عليكم بانني كنت من الذين يحملون ميكروسكوبات لمراقبة و متابعة افعال هذه الحركة عندما انطلقت في 1987 لنستخدمها في حربنا الاعلامية ضدها لاننا فعلا شعرنا كابناء للحركة الوطنية الفلسطينية بان هناك خطر على شعبيتنا من هذه الحركة و خصوصا باننا كنا نعرف اننا نغرق في الفساد من جميع النواحي و على مستوى جميع التنظيمات الفلسطينية و كنا نعرف بان هذا الغول القادم سوف يعرينا.
حاولنا و عملنا كل ما اتينا من قوة و امكانيات للتشكيك بتاسيس الحركة ومن يقف وراءها و اهدافا و لكنها كانت تسير بقوة جارفة تجرف كل اكاذيبنا و تجرف شعبيتنا و ايقن البعض منا هذا و اعترف بصدق و روعة هذا الحركة الحمدلله كنت من هؤلاء المعترفين و كابر البعض حتى 25/1/2006 عندما صحوا من غفلتهم عندما ضربهم شعبهم على روؤسهم .

كل التحية لحماس و لذكرى اطلاقتها العشرين
و احترامنا للدكتور محمد الريفي


الأخ الفاضل الدكتور سعد عاشرو،

بداية أعتذر لك أخي الفاضل عن الخلل في الرد على مشاركتك الكريمة، فيبدو أن خللا فنيا قد حدث وأدى إلى عدم ظهور ردي الاول.

على أي حال، سعدت كثيرا بمرورك الكريم ومشاركتك النيرة التي كشفت ما ما يلتبس على كثير من الناس، خاصة أنك مطلع على خفايا الأمور وأدق التفاصيل، ولذلك فشهادتك أمر في غاية الأهمية وذات قيمة كبيرة.

ودمتم بعز وخير.

د. محمد اسحق الريفي
24/12/2007, 11:57 AM
هناك سؤال يتداول بين المراقبين و المتابعين وهو ماذا لو لم توجد حركة حماس على الساحة الفلسطينية؟؟
اعتقد بان الاجابة عن هذا السؤال لكل من يريد الاجابة الصادقة و المنطقية عليه ان يراجع تاريخ هذه الحركة الاسلامية منذ انطلاقتها قبل عشرين سنة و لكن يجب ان تكون هذه المراجعة بكل شفافية و بعيدة عن التحييز .فلا اخفى عليكم بانني كنت من الذين يحملون ميكروسكوبات لمراقبة و متابعة افعال هذه الحركة عندما انطلقت في 1987 لنستخدمها في حربنا الاعلامية ضدها لاننا فعلا شعرنا كابناء للحركة الوطنية الفلسطينية بان هناك خطر على شعبيتنا من هذه الحركة و خصوصا باننا كنا نعرف اننا نغرق في الفساد من جميع النواحي و على مستوى جميع التنظيمات الفلسطينية و كنا نعرف بان هذا الغول القادم سوف يعرينا.
حاولنا و عملنا كل ما اتينا من قوة و امكانيات للتشكيك بتاسيس الحركة ومن يقف وراءها و اهدافا و لكنها كانت تسير بقوة جارفة تجرف كل اكاذيبنا و تجرف شعبيتنا و ايقن البعض منا هذا و اعترف بصدق و روعة هذا الحركة الحمدلله كنت من هؤلاء المعترفين و كابر البعض حتى 25/1/2006 عندما صحوا من غفلتهم عندما ضربهم شعبهم على روؤسهم .

كل التحية لحماس و لذكرى اطلاقتها العشرين
و احترامنا للدكتور محمد الريفي


الأخ الفاضل الدكتور سعد عاشرو،

بداية أعتذر لك أخي الفاضل عن الخلل في الرد على مشاركتك الكريمة، فيبدو أن خللا فنيا قد حدث وأدى إلى عدم ظهور ردي الاول.

على أي حال، سعدت كثيرا بمرورك الكريم ومشاركتك النيرة التي كشفت ما ما يلتبس على كثير من الناس، خاصة أنك مطلع على خفايا الأمور وأدق التفاصيل، ولذلك فشهادتك أمر في غاية الأهمية وذات قيمة كبيرة.

ودمتم بعز وخير.

د. محمد اسحق الريفي
24/12/2007, 12:14 PM
الفاضل الأستاذ حسام الدين مصطفى،

حماس الشيخ أحمد ياسين هي حماس الآن، لا فرق بينهما إلا في اتساع دائرة عمل الحركة وانطلاقها نحو الميادين السياسية، فسياستها واحدة وأهدافها لم تتغير ولم تتبدل.

حرمة الدم الفلسطيني مؤكدة من جميع أبناء الشعب الفلسطيني الأحرار والشرفاء، وما جاء اتفاق مكة والتأكيد على حرمة الدم الفلسطيني إلا بعد أن استقوى التيار المتصهين على شعبنا بأموال الولايات المتحدة الأمريكية وسلاحها وخططها العسكرية التي كان يشرف عليها الجنرال الأمريكي كيث دايتون، حيث أخذ هذا التيار يفرض سيطرته العسكرية على الشارع الغزي ويحتل الأبراج العالية ويقطع الطريق ويقيم الثكنات العسكرية في منازل أفراد فرقة الموت، وأخذ هذا التيار يعترض الناس ويعتقلهم على اللحية والانتماء، فقتل بعضهم وعذب البعض الآخر. ولم يمض إلا وقت قليل على احتفال شعبنا بتوقيع صلح مكة قبل أن تقوم عصابات الإجرام بقتل المجاهد القسامي محمد أبو كرش وبعض مرافقيه وإصابة البعض الآخر بينما كانوا يمرون في طريقهم، علما بأن الشهيد محمد أبو كرش كان على رأس قائمة المطلوبين للاحتلال، وقد تكررت حوادت أخرى مشابهة لهذه الحادثة، وبدأت عصابات الإجرام وفرق الموت تعتدي على الأئمة في المساجد وتقتلهم، كما حدث للشهيد الإمام زهير المنسي والشهيد الإمام محمد الرفاعي... وغيرهم الكثير.

في هذه الحالة جاء الحسم والتطهير للبلد من هذه العصابات ردا طبيعيا، فالدفاع عن النفس والدين والكرامة مشروع في الإسلام، والقصاص مشروع في الإسلام أيضا، وقطع دابر المحاربين لله ورسوله والمفسدين في الأرض مشروع في الإسلام كذلك، ولا يمكن لأي عاقل أن يقبل أن تكون حرمة الدم الفلسطيني مقدسة وفوق القانون وفوق حقوق الشعب، فالمعتدي والباغي والمتآمر يجب أن يحارب حتى يكف عن عدوانه وبغيه وتآمره.

وسأعود لأضع هنا بعض ما كتبته حول أحداث الحسم والتطهير في غزة.

إلى اللقاء.


أستاذنا الجليل الدكتور محمد الريفي
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أكرر شكري لسعة صدركم وجام فضلكم ...
إن مما لاشك فيه أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي وضع لبنتها الشهيد الشيخ "أحمد ياسين" –رحمه الله- قد استطاعت من خلال مقاومتها وجهادها للوجود الصهيوني أن تصبح أحد أهم فاعلين رئيسيين في إدارة ملف القضية الفلسطينية خاصة وأنها قد إمتزت عن غيرها من الفصائل الفلسطينية الأخرى بأنها (خاصة في بداياتها) قد حولت "مفهوم و فاعلية المقاومة" إلى نشاط حياتي جماعي يقوم به الشعب كله بعد أن كان نشاط المقاومة وتناول ملف القضية قاصراً على فصيل بعينه...والحديث عن نشاط الحركة على صعيد المقاومة قد يمتد ويمتد ولا يمكن إغفاله أو نكرانه، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نخفف من بالغ التأثير الذي لعبته الحركة في مؤازرة القضية الفلسطينية من خلال الضغوط التي مارستها أنشطتها الاستشهادية التي قضت مضجع الكيان الصهيوني ...ولعل أهم الأحداث التي شهدها التاريخ السياسي للحركة هو صعودها للتبوء سدة الحكم وفوزها في الانتخابات التشريعية الأخيرة .... والتي شكلت لطمة وصدمة لأبواق دعاية الديمقراطية الزائفة من الأمريكان والصهاينة حين فضحت زيف دعواهم من خلال ما أبدوه من اعتراض على وصولها للسلطة رغم أنها وصلت إلى ذلك عبر انتخابات حرة...كل ذلك وغيره من الحقائق لا يمكن نكرانه أو جحده سواء اتفقنا مع الحركة أو اختلفنا بشأن تقييمها ....
ولكنني أركز على أن معظم مآثر حركة المقاومة الإسلامية التي أقصدها كانت مع بداياتها وما أنا بصدد مناقشته مع سيادتكم الآن هو واقع و حال الحركة خاصة في الآونة الأخيرة .....
والنقطة الأولى في نقاشي هي:
إننا إذا عدنا إلى اتفاق مكة الموقع بين طرفي السلطة الفلسطينية بتاريخ 8 فبراير 2007 لوجدنا من بين بنوده القليلة والتي تضمنت عبارات صريحة ومكثفة ما يلي:
في البند الأول: " التأكيد على تحريم دم الفلسطيني، واتخاذ كافة الإجراءات والترتيبات، التي تحول دون إراقته مع التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية،كأساس للصمود الوطني والتصدي للاحتلال، وتحقيق الأهداف الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، واعتماد لغة الحوار كأساس وحيد لحل الخلافات السياسية في الساحة الفلسطينية."
فما مدى التزام حركة حماس بتطبيق هذا البند، وهل ما قامت به في غزة يعكس التزامها تجاه ما جاء بكلماته ؟؟؟
وما هي الأسباب التي دعت الحركة إلى " استخدام سياسة جديدة غير لغة الحوار"
كذلك ... فإن ما كانت تقوم به الحركة فيما مضى قد جعل جموع الشعب الفلسطيني المناضل تلتف حولها... فهل ترى الحركة في سياساتها ووضعها الحالي أنها تخدم القضية ؟؟؟
هل تكفي المرجعية الدينية للحركة وتاريخ نضالها لتراهن بهما على استمرارية تمثيلها لجموع الشعب الفلسطيني؟؟

وإلى لقاء مع بعض أسئلة أخرى ونقاش نسعى من خلاله الوقوف على الحقيقة ...
ولك مني أستاذنا الجليل كل شكر وتقدير
حسام الدين مصطفى

د. محمد اسحق الريفي
24/12/2007, 12:14 PM
الفاضل الأستاذ حسام الدين مصطفى،

حماس الشيخ أحمد ياسين هي حماس الآن، لا فرق بينهما إلا في اتساع دائرة عمل الحركة وانطلاقها نحو الميادين السياسية، فسياستها واحدة وأهدافها لم تتغير ولم تتبدل.

حرمة الدم الفلسطيني مؤكدة من جميع أبناء الشعب الفلسطيني الأحرار والشرفاء، وما جاء اتفاق مكة والتأكيد على حرمة الدم الفلسطيني إلا بعد أن استقوى التيار المتصهين على شعبنا بأموال الولايات المتحدة الأمريكية وسلاحها وخططها العسكرية التي كان يشرف عليها الجنرال الأمريكي كيث دايتون، حيث أخذ هذا التيار يفرض سيطرته العسكرية على الشارع الغزي ويحتل الأبراج العالية ويقطع الطريق ويقيم الثكنات العسكرية في منازل أفراد فرقة الموت، وأخذ هذا التيار يعترض الناس ويعتقلهم على اللحية والانتماء، فقتل بعضهم وعذب البعض الآخر. ولم يمض إلا وقت قليل على احتفال شعبنا بتوقيع صلح مكة قبل أن تقوم عصابات الإجرام بقتل المجاهد القسامي محمد أبو كرش وبعض مرافقيه وإصابة البعض الآخر بينما كانوا يمرون في طريقهم، علما بأن الشهيد محمد أبو كرش كان على رأس قائمة المطلوبين للاحتلال، وقد تكررت حوادت أخرى مشابهة لهذه الحادثة، وبدأت عصابات الإجرام وفرق الموت تعتدي على الأئمة في المساجد وتقتلهم، كما حدث للشهيد الإمام زهير المنسي والشهيد الإمام محمد الرفاعي... وغيرهم الكثير.

في هذه الحالة جاء الحسم والتطهير للبلد من هذه العصابات ردا طبيعيا، فالدفاع عن النفس والدين والكرامة مشروع في الإسلام، والقصاص مشروع في الإسلام أيضا، وقطع دابر المحاربين لله ورسوله والمفسدين في الأرض مشروع في الإسلام كذلك، ولا يمكن لأي عاقل أن يقبل أن تكون حرمة الدم الفلسطيني مقدسة وفوق القانون وفوق حقوق الشعب، فالمعتدي والباغي والمتآمر يجب أن يحارب حتى يكف عن عدوانه وبغيه وتآمره.

وسأعود لأضع هنا بعض ما كتبته حول أحداث الحسم والتطهير في غزة.

إلى اللقاء.


أستاذنا الجليل الدكتور محمد الريفي
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أكرر شكري لسعة صدركم وجام فضلكم ...
إن مما لاشك فيه أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي وضع لبنتها الشهيد الشيخ "أحمد ياسين" –رحمه الله- قد استطاعت من خلال مقاومتها وجهادها للوجود الصهيوني أن تصبح أحد أهم فاعلين رئيسيين في إدارة ملف القضية الفلسطينية خاصة وأنها قد إمتزت عن غيرها من الفصائل الفلسطينية الأخرى بأنها (خاصة في بداياتها) قد حولت "مفهوم و فاعلية المقاومة" إلى نشاط حياتي جماعي يقوم به الشعب كله بعد أن كان نشاط المقاومة وتناول ملف القضية قاصراً على فصيل بعينه...والحديث عن نشاط الحركة على صعيد المقاومة قد يمتد ويمتد ولا يمكن إغفاله أو نكرانه، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نخفف من بالغ التأثير الذي لعبته الحركة في مؤازرة القضية الفلسطينية من خلال الضغوط التي مارستها أنشطتها الاستشهادية التي قضت مضجع الكيان الصهيوني ...ولعل أهم الأحداث التي شهدها التاريخ السياسي للحركة هو صعودها للتبوء سدة الحكم وفوزها في الانتخابات التشريعية الأخيرة .... والتي شكلت لطمة وصدمة لأبواق دعاية الديمقراطية الزائفة من الأمريكان والصهاينة حين فضحت زيف دعواهم من خلال ما أبدوه من اعتراض على وصولها للسلطة رغم أنها وصلت إلى ذلك عبر انتخابات حرة...كل ذلك وغيره من الحقائق لا يمكن نكرانه أو جحده سواء اتفقنا مع الحركة أو اختلفنا بشأن تقييمها ....
ولكنني أركز على أن معظم مآثر حركة المقاومة الإسلامية التي أقصدها كانت مع بداياتها وما أنا بصدد مناقشته مع سيادتكم الآن هو واقع و حال الحركة خاصة في الآونة الأخيرة .....
والنقطة الأولى في نقاشي هي:
إننا إذا عدنا إلى اتفاق مكة الموقع بين طرفي السلطة الفلسطينية بتاريخ 8 فبراير 2007 لوجدنا من بين بنوده القليلة والتي تضمنت عبارات صريحة ومكثفة ما يلي:
في البند الأول: " التأكيد على تحريم دم الفلسطيني، واتخاذ كافة الإجراءات والترتيبات، التي تحول دون إراقته مع التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية،كأساس للصمود الوطني والتصدي للاحتلال، وتحقيق الأهداف الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، واعتماد لغة الحوار كأساس وحيد لحل الخلافات السياسية في الساحة الفلسطينية."
فما مدى التزام حركة حماس بتطبيق هذا البند، وهل ما قامت به في غزة يعكس التزامها تجاه ما جاء بكلماته ؟؟؟
وما هي الأسباب التي دعت الحركة إلى " استخدام سياسة جديدة غير لغة الحوار"
كذلك ... فإن ما كانت تقوم به الحركة فيما مضى قد جعل جموع الشعب الفلسطيني المناضل تلتف حولها... فهل ترى الحركة في سياساتها ووضعها الحالي أنها تخدم القضية ؟؟؟
هل تكفي المرجعية الدينية للحركة وتاريخ نضالها لتراهن بهما على استمرارية تمثيلها لجموع الشعب الفلسطيني؟؟

وإلى لقاء مع بعض أسئلة أخرى ونقاش نسعى من خلاله الوقوف على الحقيقة ...
ولك مني أستاذنا الجليل كل شكر وتقدير
حسام الدين مصطفى

د. محمد اسحق الريفي
24/12/2007, 11:35 PM
فيما يلي مقالة كتبتها لتشخيص حالة الفلتان الأمني التي كانت سائدة قبيل أحداث الحسم في غزة:

حمل السلاح للارتزاق والعربدة

فوضى السلاح في المجتمع الفلسطيني تشكل ظاهرة خطيرة تهدد أمن الفلسطينيين واستقرارهم، وتتمثل هذه الظاهرة، التي نشأت في ظروف خاصة وفرتها الانتفاضة الفلسطينية الأولى، في اتخاذ السلاح مهنة للارتزاق والعربدة على الآخرين، ومنذ ذلك الوقت أخذت هذه الظاهرة تضرب جذورها في المجتمع الفلسطيني حتى كادت أن تصبح ثقافة شعبية راسخة.

الفقر والعنف وغياب التربية الصحيحة هي أهم خصائص البيئة التي تنشأ فيها هذه الظاهرة التي تنتشر بقوة بين المراهقين ممن يجدون في حمل السلاح واستخدامه وسيلة لتحقيق الذات والأمنيات، ويتسم الأشخاص الذين تستحوذ عليهم هذه الظاهرة بالفراغ الثقافي وضعف الشخصية والطيش والفشل المدرسي والظروف العائلية القاسية، الأمر الذي يجعل منهم فريسة سهلة لبعض الجهات التي تستدرجهم وتجعل منهم "عناصر فوضى" فعالة يتولون نشر فوضى السلاح.

في أثناء الانتفاضة الأولى التي سميت بـ "انتفاضة المساجد"، وفي ظل الفوضى الكبيرة التي صاحبتها، لجأ الكثيرون من الصبيان الذين كانوا يعانون من ظروف عائلية سيئة ويعانون من تعثر دراسي وبطالة إلى إطلاق النار في الهواء إيذاناً منهم بتحول جوهري في مسيرة حياتهم، حيث يصبح كل من يطلق النار في ذلك الوقت مطلوباً لدى قوات الاحتلال ويسمى "مطارَداً".

وشكل أولئك المطاردون نواة للفوضى وفرق الموت التي أخذت على عاتقها تطبيق القانون بطريقة فوضوية إلى أبعد الحدود، باستثناء المطاردين الذين كانوا مجاهدين بحق وكانوا يطارِدون قوات الاحتلال ويتصدون لها، وقد شكل هؤلاء المجاهدون نواة لعدد من الأجنحة العسكرية والكتائب الجهادية التي أجبرت الكيان الصهيوني فيما بعد على الانسحاب من بعض مناطق قطاع غزة والضفة الغربية.

هواية حمل السلاح واتخاذه وسيلة للحصول على مكانة اجتماعية وكسب احترام الآخرين وتقديرهم هو أحد أهم الأسباب التي حولت كثيراً من المراهقين والأطفال إلى عناصر فوضى، فيعتبر حمل السلاح والسير به في الطرقات عند هؤلاء العابثين أمنية سامية وغاية عظيمة، أضف إلى ذلك أن هناك من يدفع الأموال لعناصر الفوضى مقابل قيامهم بـ "طلعات" فوضوية واعتداء على الآخرين وتخريب للمرافق العامة، بل إن هناك ممن ينتسبون إلى بعض الأجهزة الأمنية من يبيع ما لديه من رصاصات بثمن باهظ مدعياً اشتراكه في طلعة أو تسببه في تخريب وفوضى فيقوم جهازه بإعطائه رصاصات عوضاً عنها.

وقد ساهم التنافس المحموم بين التنظيمات الفلسطينية المختلفة على استقطاب أكبر عدد من الأعضاء في صفوفها إلى لجوء بعض التنظيمات للتفريط بجودة عناصرها ومؤهلاتهم النفسية والأخلاقية وكفاءاتهم العلمية، مما أدى إلى انتساب عناصر الفوضى إلى تلك التنظيمات، خاصة في ظل وجود حوافز وإغراءات كثيرة أهمها المال والسلاح.

كما أن انتشار البطالة شجع بعض العائلات الفقيرة على السماح لأبنائها بالانخراط في بعض الأجهزة الأمنية ليصبحوا بعد ذلك من أهم عناصر الفوضى ووبالاً على المجتمع، ولم تسلم تلك العائلات من شر أبنائها الذين ورطوا أنفسهم وعائلاتهم في عمليات قتل غير شرعية، الأمر الذي ألجأ بعض العائلات على تسليح أبنائها وانضمامهم إلى بعض الأجهزة الأمنية وبعض التنظيمات بهدف الحصول على "غطاء تنظيمي" لإكساب جرائمهم الصفة التنظيمية "المقدسة" وحمايتهم من الصراعات العائلية المسلحة.

وقد استفحل الأمر ببعض العائلات حتى تحولت إلى ما يشبه عصابات المافيا، خاصة في قطاع غزة، فقد استغلت بعض العائلات الغطاء التنظيمي الممنوح لها من الأجهزة الأمنية والتنظيمات للاعتداء على حقوق الآخرين والعربدة والاستقواء على أفراد المجتمع، مستهترة بالقيم الدينية والمجتمعية والعرفية، فاستولت على أراضي عائلات ضعيفة وأملاك غائبين وتعسفت في استخدام السلاح في الثأر وحل خصوماتها ونزاعاتها وتجاوز القانون والاعتداء على حرية الآخرين وممتلكاتهم وأموالهم.

وبسبب هذا التعسف في استخدام السلاح، تحولت بعض البيوت التابعة لتلك العائلات، وهي محدودة العدد ومعروفة جيداً لدى المجتمع الغزي، إلى ثكنات عسكرية يكتظ محيطها بعناصر الفوضى المدججين بالسلاح، ليقيموا الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش في الشوارع المؤدي إلى تلك البيوت، وليزرعوا الألغام في محيطها ويعرقلوا المرور ويقطعوا الطريق، وليرهبوا المارة والجيران. كما أن العديد من هذه العائلات الفوضوية وجدت من تجارة السلاح والمخدرات، وسيلة فعالة لتحقيق الأرباح الطائلة والثراء الفاحش.

لذلك تحرص تلك العائلات على استمرار الظروف التي تتيح لها ممارسة سلوكها الشائن من خلال إشاعة الفوضى والتخريب ونشر الرعب والذعر بين أفراد المجتمع ومحاربة سيادة القانون، ومما يثير الدهشة أن تلك العائلات تجد من يدعمها ويشجعها من بعض الأجهزة الأمنية التي استطاعت التغلغل فيها بشكل عنقودي حتى أصبح الانتساب إلى تلك الأجهزة الأمنية أمراً وراثياً في تلك العائلات.

والقاسم المشترك بين تلك العائلات الفوضوية والأجهزة الأمنية التي ترعاها وتغذي طغيانها هو استغلال فوضى السلاح في تحقيق أغراض شخصية وأجندات سياسية داخلية وخارجية، وعلى رأسها إسقاط الحكومة الفلسطينية وإفشال جهودها في الإصلاح وإلهائها في مشاكل داخلية معقدة، وبذلك تعمل تلك الأجهزة "الأمنية" على نشر الخوف والرعب بطريقة مناقضة لمسمياتها، وذلك انسجاماً مع الطريقة الأمريكية في اختيار المسميات والمصطلحات !!

ومع الأسف الشديد، تقوم الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول العربية بتزويد الأجهزة الأمنية التي ترعى عناصر الفوضى وتضمها في صفوفها بالسلاح الذي يصل إلى العائلات الفوضوية لتصبح كأسافين قد دُقت في جسم المجتمع الفلسطيني لتمزق نسيجه الاجتماعي وتضعف جبهته الداخلية، وهذا بدوره يخدم مصلحة الاحتلال والدول المعادية لشعبنا الفلسطيني من خلال "الفوضى الخلاقة" التي خلقتها الإدارة الأمريكية في المجتمع الفلسطيني، والحقيقة أنها "فوضى حلَّاقة" لأنها تحلق الهدوء والأمن والاستقرار، وكل ذلك يأتي في سياق المحاولات الأمريكية لعولمة الفوضى والتخريب !!

كما أن الاحتلال شجع ظاهرة فوضى السلاح بكل السبل، وسمح لعناصر الفوضى بالتنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة والسفر إلى الخارج، حتى قبل مجيء السلطة الفلسطينية إلى الأراضي المحتلة، كما أن الاحتلال لا يزال يسهل لهم تلقي التدريب على الفوضى والتخريب في بعض الدول العربية المجاورة لفلسطين، ويساعد الاحتلال أيضاً في وصول الأسلحة والعتاد العسكري والأموال بسهولة إلى تلك العناصر.

ومن هنا يتحمل شعبنا الفلسطيني بكل فئاته وتنظيماته مسؤولية التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة التي باتت تهدد تضحيات الشعب الفلسطيني وإنجازاته وصموده، وتعرض أمنه للخطر، وتنشر الذعر والرعب في مجتمعنا الذي هو أحوج ما يكون إلى جبهة داخلية متماسكة تعزز صموده في وجه الاحتلال الغاشم، لذلك فإن التصدي لتلك الظاهرة ومحاربتها يجب أن يكون على رأس الأولوية في أي مشروع فلسطيني للإصلاح.

إن القضاء على هذه الظاهرة هو تحد كبير يواجه الحكومة الفلسطينية اليوم، وما يزيد هذا التحدي صعوبة وتعقيداً الحملات الإعلامية المناوئة للحكومة الفلسطينية والتي تظهر عناصر الفوضى على أنهم عناصر أمنية محترمة تعمل في أجهزة السلطة الفلسطينية وأن أي محاولة لتحجيمهم والحد من ممارساتهم الساقطة ستؤدي إلى حرب أهلية فلسطينية، ويبقى السؤال "إلى متى يتحمل الشعب الفلسطيني أذى هذه العناصر وعبثها وفوضتها" مطروحاً إلى أن تجد هذه الظاهرة من يعالجها بقوة وحكمة، وهو سؤال ستجيب عليه الأحداث التي ستشهدها الساحة الفلسطينية في الأشهر القادمة.

5/10/2006م

د. محمد اسحق الريفي
24/12/2007, 11:35 PM
فيما يلي مقالة كتبتها لتشخيص حالة الفلتان الأمني التي كانت سائدة قبيل أحداث الحسم في غزة:

حمل السلاح للارتزاق والعربدة

فوضى السلاح في المجتمع الفلسطيني تشكل ظاهرة خطيرة تهدد أمن الفلسطينيين واستقرارهم، وتتمثل هذه الظاهرة، التي نشأت في ظروف خاصة وفرتها الانتفاضة الفلسطينية الأولى، في اتخاذ السلاح مهنة للارتزاق والعربدة على الآخرين، ومنذ ذلك الوقت أخذت هذه الظاهرة تضرب جذورها في المجتمع الفلسطيني حتى كادت أن تصبح ثقافة شعبية راسخة.

الفقر والعنف وغياب التربية الصحيحة هي أهم خصائص البيئة التي تنشأ فيها هذه الظاهرة التي تنتشر بقوة بين المراهقين ممن يجدون في حمل السلاح واستخدامه وسيلة لتحقيق الذات والأمنيات، ويتسم الأشخاص الذين تستحوذ عليهم هذه الظاهرة بالفراغ الثقافي وضعف الشخصية والطيش والفشل المدرسي والظروف العائلية القاسية، الأمر الذي يجعل منهم فريسة سهلة لبعض الجهات التي تستدرجهم وتجعل منهم "عناصر فوضى" فعالة يتولون نشر فوضى السلاح.

في أثناء الانتفاضة الأولى التي سميت بـ "انتفاضة المساجد"، وفي ظل الفوضى الكبيرة التي صاحبتها، لجأ الكثيرون من الصبيان الذين كانوا يعانون من ظروف عائلية سيئة ويعانون من تعثر دراسي وبطالة إلى إطلاق النار في الهواء إيذاناً منهم بتحول جوهري في مسيرة حياتهم، حيث يصبح كل من يطلق النار في ذلك الوقت مطلوباً لدى قوات الاحتلال ويسمى "مطارَداً".

وشكل أولئك المطاردون نواة للفوضى وفرق الموت التي أخذت على عاتقها تطبيق القانون بطريقة فوضوية إلى أبعد الحدود، باستثناء المطاردين الذين كانوا مجاهدين بحق وكانوا يطارِدون قوات الاحتلال ويتصدون لها، وقد شكل هؤلاء المجاهدون نواة لعدد من الأجنحة العسكرية والكتائب الجهادية التي أجبرت الكيان الصهيوني فيما بعد على الانسحاب من بعض مناطق قطاع غزة والضفة الغربية.

هواية حمل السلاح واتخاذه وسيلة للحصول على مكانة اجتماعية وكسب احترام الآخرين وتقديرهم هو أحد أهم الأسباب التي حولت كثيراً من المراهقين والأطفال إلى عناصر فوضى، فيعتبر حمل السلاح والسير به في الطرقات عند هؤلاء العابثين أمنية سامية وغاية عظيمة، أضف إلى ذلك أن هناك من يدفع الأموال لعناصر الفوضى مقابل قيامهم بـ "طلعات" فوضوية واعتداء على الآخرين وتخريب للمرافق العامة، بل إن هناك ممن ينتسبون إلى بعض الأجهزة الأمنية من يبيع ما لديه من رصاصات بثمن باهظ مدعياً اشتراكه في طلعة أو تسببه في تخريب وفوضى فيقوم جهازه بإعطائه رصاصات عوضاً عنها.

وقد ساهم التنافس المحموم بين التنظيمات الفلسطينية المختلفة على استقطاب أكبر عدد من الأعضاء في صفوفها إلى لجوء بعض التنظيمات للتفريط بجودة عناصرها ومؤهلاتهم النفسية والأخلاقية وكفاءاتهم العلمية، مما أدى إلى انتساب عناصر الفوضى إلى تلك التنظيمات، خاصة في ظل وجود حوافز وإغراءات كثيرة أهمها المال والسلاح.

كما أن انتشار البطالة شجع بعض العائلات الفقيرة على السماح لأبنائها بالانخراط في بعض الأجهزة الأمنية ليصبحوا بعد ذلك من أهم عناصر الفوضى ووبالاً على المجتمع، ولم تسلم تلك العائلات من شر أبنائها الذين ورطوا أنفسهم وعائلاتهم في عمليات قتل غير شرعية، الأمر الذي ألجأ بعض العائلات على تسليح أبنائها وانضمامهم إلى بعض الأجهزة الأمنية وبعض التنظيمات بهدف الحصول على "غطاء تنظيمي" لإكساب جرائمهم الصفة التنظيمية "المقدسة" وحمايتهم من الصراعات العائلية المسلحة.

وقد استفحل الأمر ببعض العائلات حتى تحولت إلى ما يشبه عصابات المافيا، خاصة في قطاع غزة، فقد استغلت بعض العائلات الغطاء التنظيمي الممنوح لها من الأجهزة الأمنية والتنظيمات للاعتداء على حقوق الآخرين والعربدة والاستقواء على أفراد المجتمع، مستهترة بالقيم الدينية والمجتمعية والعرفية، فاستولت على أراضي عائلات ضعيفة وأملاك غائبين وتعسفت في استخدام السلاح في الثأر وحل خصوماتها ونزاعاتها وتجاوز القانون والاعتداء على حرية الآخرين وممتلكاتهم وأموالهم.

وبسبب هذا التعسف في استخدام السلاح، تحولت بعض البيوت التابعة لتلك العائلات، وهي محدودة العدد ومعروفة جيداً لدى المجتمع الغزي، إلى ثكنات عسكرية يكتظ محيطها بعناصر الفوضى المدججين بالسلاح، ليقيموا الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش في الشوارع المؤدي إلى تلك البيوت، وليزرعوا الألغام في محيطها ويعرقلوا المرور ويقطعوا الطريق، وليرهبوا المارة والجيران. كما أن العديد من هذه العائلات الفوضوية وجدت من تجارة السلاح والمخدرات، وسيلة فعالة لتحقيق الأرباح الطائلة والثراء الفاحش.

لذلك تحرص تلك العائلات على استمرار الظروف التي تتيح لها ممارسة سلوكها الشائن من خلال إشاعة الفوضى والتخريب ونشر الرعب والذعر بين أفراد المجتمع ومحاربة سيادة القانون، ومما يثير الدهشة أن تلك العائلات تجد من يدعمها ويشجعها من بعض الأجهزة الأمنية التي استطاعت التغلغل فيها بشكل عنقودي حتى أصبح الانتساب إلى تلك الأجهزة الأمنية أمراً وراثياً في تلك العائلات.

والقاسم المشترك بين تلك العائلات الفوضوية والأجهزة الأمنية التي ترعاها وتغذي طغيانها هو استغلال فوضى السلاح في تحقيق أغراض شخصية وأجندات سياسية داخلية وخارجية، وعلى رأسها إسقاط الحكومة الفلسطينية وإفشال جهودها في الإصلاح وإلهائها في مشاكل داخلية معقدة، وبذلك تعمل تلك الأجهزة "الأمنية" على نشر الخوف والرعب بطريقة مناقضة لمسمياتها، وذلك انسجاماً مع الطريقة الأمريكية في اختيار المسميات والمصطلحات !!

ومع الأسف الشديد، تقوم الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول العربية بتزويد الأجهزة الأمنية التي ترعى عناصر الفوضى وتضمها في صفوفها بالسلاح الذي يصل إلى العائلات الفوضوية لتصبح كأسافين قد دُقت في جسم المجتمع الفلسطيني لتمزق نسيجه الاجتماعي وتضعف جبهته الداخلية، وهذا بدوره يخدم مصلحة الاحتلال والدول المعادية لشعبنا الفلسطيني من خلال "الفوضى الخلاقة" التي خلقتها الإدارة الأمريكية في المجتمع الفلسطيني، والحقيقة أنها "فوضى حلَّاقة" لأنها تحلق الهدوء والأمن والاستقرار، وكل ذلك يأتي في سياق المحاولات الأمريكية لعولمة الفوضى والتخريب !!

كما أن الاحتلال شجع ظاهرة فوضى السلاح بكل السبل، وسمح لعناصر الفوضى بالتنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة والسفر إلى الخارج، حتى قبل مجيء السلطة الفلسطينية إلى الأراضي المحتلة، كما أن الاحتلال لا يزال يسهل لهم تلقي التدريب على الفوضى والتخريب في بعض الدول العربية المجاورة لفلسطين، ويساعد الاحتلال أيضاً في وصول الأسلحة والعتاد العسكري والأموال بسهولة إلى تلك العناصر.

ومن هنا يتحمل شعبنا الفلسطيني بكل فئاته وتنظيماته مسؤولية التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة التي باتت تهدد تضحيات الشعب الفلسطيني وإنجازاته وصموده، وتعرض أمنه للخطر، وتنشر الذعر والرعب في مجتمعنا الذي هو أحوج ما يكون إلى جبهة داخلية متماسكة تعزز صموده في وجه الاحتلال الغاشم، لذلك فإن التصدي لتلك الظاهرة ومحاربتها يجب أن يكون على رأس الأولوية في أي مشروع فلسطيني للإصلاح.

إن القضاء على هذه الظاهرة هو تحد كبير يواجه الحكومة الفلسطينية اليوم، وما يزيد هذا التحدي صعوبة وتعقيداً الحملات الإعلامية المناوئة للحكومة الفلسطينية والتي تظهر عناصر الفوضى على أنهم عناصر أمنية محترمة تعمل في أجهزة السلطة الفلسطينية وأن أي محاولة لتحجيمهم والحد من ممارساتهم الساقطة ستؤدي إلى حرب أهلية فلسطينية، ويبقى السؤال "إلى متى يتحمل الشعب الفلسطيني أذى هذه العناصر وعبثها وفوضتها" مطروحاً إلى أن تجد هذه الظاهرة من يعالجها بقوة وحكمة، وهو سؤال ستجيب عليه الأحداث التي ستشهدها الساحة الفلسطينية في الأشهر القادمة.

5/10/2006م

د. محمد اسحق الريفي
24/12/2007, 11:38 PM
والمقال التالي يتحدث عن مرحلة ما بعد الحسم:

الوضع الفلسطيني.. إلى أين؟!

ماذا بعد... سؤال يطرح نفسه بقوة على الجميع في ظل ما شهدته الساحة الفلسطينية من تطورات في أعقاب نجاح حركة حماس في إنهاء تمرد عصابات الأجهزة الأمنية التي تولت تنفيذ مؤامرة أمريكية صهيونية معلنة لتصفية قادة حركة حماس وعناصرها، وهو سؤال يفرضه استمرار مسلسل التآمر الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد حركة حماس، خاصة في ظل القرارات الباطلة التي أصدرها محمود عباس والتهديدات التي أطلقها الاحتلال الصهيوني.

وفي البداية، تجدر الإشارة إلى أن إنهاء حالة الفلتان التي كانت تقودها عصابات تعمل في الأجهزة الأمنية، وتتخذ من حركة فتح مطية لها وغطاء تنظيمي لإجرامها، قد أصبح مطلباً شعبياً وهدفاً استراتجياً لحركة حماس منذ أن حالت تلك العصابات دون مزاولة الحكومة الفلسطينية العاشرة أعمالها والتمتع بكامل صلاحياتها، فتحولت تلك الحكومة إلى رأس بلا جسد وفق مخطط أمريكي صهيوني أشرف على تنفيذه التيار المتصهين في فتح.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد من الانقلاب على شرعية الحكومة، فقد تحولت تلك العصابات إلى أداة لنشر الفلتان الأمني بذريعة تأخر رواتبها، رغم أنها أنفقت على نشر الفلتان أضعاف مرتباتها، الأمر الذي أدى إلى تقويض أسس السلم والأمن في المجتمع الفلسطيني، وتمزيق نسيجه الاجتماعي، وتحويل غزة – تحديداً – إلى بيئة خصبة للإجرام والإفساد، فكان لا بد من وضع حد لهذه العصابات والتيار المتصهين الذي يرعاها وإخضاع الأجهزة الأمنية لوزارة الداخلية.

ولذلك فإن الحالة التي وصل إليها شعبنا في الضفة والقطاع جاءت نتيجة طبيعية وحتمية لتآمر الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها على القضية الفلسطينية، ورعاية ما يسمى "المجتمع الدولي" لتلك العصابات ودعمها بالمال والسلاح والعتاد، لتصفية حماس، وارتكاب الجرائم البشعة بحق شعبنا وقتل العشرات من أبنائه دون أي ذنب.

ولقد كثف العدو الأمريكي والصهيوني في الآونة الأخيرة من تحريضه لتلك العصابات ودفعه لها إلى ارتكاب المزيد من الجرائم البشعة ضد شعبنا وقادة حماس وكوادرها، فوجدت حماس نفسها بين خيارين اثنين: إما السكوت على جرائم تلك العصابات خشية اندلاع حرب أهلية، وإما مواجهة تلك العصابات والسيطرة على الأجهزة الأمنية التي تحتضنها حفظاً للأمن ولوضع حد لمؤامرة أمريكية صهيونية إجرامية.

الخيار الأول كان سيؤدي إلى شق صف حماس وتمرد مجاهديها الذين نالوا النصيب الأكبر من إجرام تلك العصابات وعدوانها المتواصل، وهذا ما كان يسعى إليه الأمريكيون والصهاينة ويروجوا له، مستخدمين كل إمكاناتهم وإمكانيات عملائهم، طمعاً في خروج بعض عناصر كتائب القسام عن طاعة قيادتها العسكرية والسياسية وتحولها إلى خلايا منفلتة، وبالتالي تشويه صورة المقاومة الفلسطينية تمهيداً للقضاء عليها.

وقد كان العدو الأمريكي والصهيوني يأمل في أن يؤدي الخيار الثاني إلى اندلاع حرب أهلية تخرج منها الأجهزة الأمنية منتصرة على حماس ومجاهديها رغم أن المواجهات السابقة أكدت عكس ذلك تماماً، فقد أظهرت كتائب القسام في تلك المواجهات قدرة عسكرية فائقة وتمكنت من السيطرة على العديد من مواقع الأجهزة الأمنية بسرعة وبسهولة واستولت على أسلحتها وعتادها العسكري.

لم يسع حماس إزاء هذه المؤامرة الخطيرة سوى تدارك الأمر بسرعة، والحفاظ على الحد الفاصل بين الصبر والعجز، والعمل بحنكة على حماية وحدة صفها ووجودها، والحفاظ على التأييد الشعبي الذي تحظى به، فضربت ضربتها الحاسمة، فأذهلت العالم، وخيَّبت ظن العدو الأمريكي والصهيوني، وقلبت الموازين الأمريكية والصهيونية، ووضعت المجتمع الدولي وجهاً لوجه أمام تعديه على حقوق شعبنا وفشله في كسر إرادته... وحق للجميع أن يسأل: "ماذا بعد".

ومن البديهي القول أنه لا يوجد خيارات كثيرة أمام حركة حماس وشعبنا المجاهد غير الصبر والثبات، وإعادة بناء الثقة وتمتين الجبهة الداخلية، والعمل على رفع معاناة شعبنا من خلال تكافله وتلاحمه، ونقل صورة الأوضاع في الضفة وغزة للعرب والمسلمين وكل العالم، وكشف حقيقة الدور الخياني الذي يمارسه محمود عباس وتياره المتصهين، وفضح المجتمع الدولي الذي توحد على انتهاك حقوق شعبنا والتنكيل به والتآمر عليه، وتعرية الاحتلال الصهيوني وفضحه، والتصدي للهجمة الإعلامية الشرسة ضد حماس والحكومة الشرعية التي تتولاها...

وفي ذات الوقت لا بد من مواصلة المقاومة ضد الاحتلال حتى دحره، وبذل كل الجهود الممكنة لكسر الحصار الاقتصادي والسياسي المفروض على شعبنا وحكومته الشرعية، والعمل على فتح الحدود بين مصر وغزة لينال شعبنا حقه في السفر والتنقل والتجارة أسوة بكل شعوب الأرض ووفقاً للقوانين والمعاهدات الدولية والأعراف الإنسانية والشرائع السماوية...

وتجدر الإشارة إلى ضرورة قيام الأحزاب والتنظيمات والحركات العربية والإسلامية، والمؤسسات الفكرية والثقافية والسياسية العربية والإسلامية، والقادة السياسيين والمفكرين والمثقفين والعلماء والدعاة المسلمين بدورهم في نصرة شعبنا ودعمه، وتحمل مسؤولياتهم القومية والدينية والإنسانية، والضغط على النظام الرسمي العربي من أجل كسر الحصار عن شعبنا ورفع الظلم عنه.

وهنا يحق لنا التساؤل عن سبب تجاهل بعض الفضائيات العربية المشهورة لمعاناة شعبنا، ونقلها المشوه والمختزل وغير الحيادي لحقيقة الأوضاع في الضفة وغزة، وعدم التزامها بالمصداقية، وتبنيها لوجهة النظر الأمريكية والصهيونية ورواية التيار المتصهين للأحداث...!!

إن أكبر تحدي يقف اليوم في وجه حماس وشعبنا المجاهد هو وجود فئة من أبناء الشعب لا تنظر إلى القضية الفلسطينية إلا من خلال معايير غير وطنية تتعلق بحياتها المعيشية، فمثل هذه الفئة لا تؤمن بمعاني التضحية والصبر وتحمل المعاناة والاحتساب عند الله عز وجل، وتعتبر مصالحها فوق كل الاعتبارات الوطنية والدينية. وعادة لا تشعر هذه الفئة بتضحيات الشهداء وما يلاقيه المعتقلون واللاجئون من شتى صنوف الذل والمهانة والعذاب.

وهذه الفئة هي مادة الآلة الإعلامية الصهيونية التي تشن حرباً نفسية على شعبنا وتسعى إلى النيل من إرادته وعزيمته، وهي وسيلة الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي لتأليب شعبنا وتحريضه ضد حكومته الشرعية.

أما التحدي الثاني، فهو يكمن في أن شريحة واسعة من الشعوب العربية والإسلامية لا تعرف حقيقة ما يجري في فلسطين وتستقي معلوماتها من وسائل الإعلام التي تزور الحقائق وتشوه الصورة، إضافة إلى اعتمادها في فهم الأمور على الأقلام التي تمارس الإرجاف والتثبيط، الأمر الذي يؤدي إلى تثبيط الهمم وتخلي العرب والمسلمين عن مسؤولياتها تجاه شعبنا، وإطلاق العنان للنظام الرسمي العربي للمساهمة في حصار شعبنا والتآمر على حكومته الشرعية التي تقودها حماس.

أما بالنسبة لخيارات العدو الأمريكي والصهيوني فهي كثيرة، وهي تتراوح بين خنق غزة وتجويعها حتى الاستسلام أو الموت وبين مساومة حماس على المعابر والحدود في مقابل وقف إطلاق صواريخ القسام على المغتصبات الصهيونية وإطلاق سراح الجندي الصهيوني الأسير...

وبين الخنق والمساومة، ستجيش الولايات المتحدة الأمريكية وسائل الإعلام العربية التي تمولها وأبواق الدعاية الصهيونية التي تمتلكها لشن حرب نفسية على شعبنا، وتشويه صورة حماس لدى العرب والمسلمين والعالم، وربطها بأحداث العنف في لبنان وانتشار الإرهاب في العالم، والطعن في استقلالية مواقفها وقراراتها...

وسيحاول العدو الصهيوني إحكام سيطرته على الضفة الفلسطينية لمنع تكرار الحالة الغزية فيها، وسيستغل العدو الأمريكي والصهيوني فلول التيار المتصهين الذي فر إلى الضفة ويوظفه في محاولة تصفية حماس والقضاء على ذراعها العسكري.

كما أن الجيش الصهيوني قد أعد خطة عسكرية لإنشاء شريط حدودي على أراضي قطاع غزة، لمنع إطلاق صواريخ القسام على المغتصبات المجاورة للقطاع، واستخدام فلول التيار المتصهين دروعاً بشرية لحماية مغتصبة اسديروت ومرتزقة لمحاربة كتائب القسام...

وفي ظل استمرار مسلسل المؤامرات على القضية الفلسطينية، لا يوجد أمام شعبنا سوى التمسك بالثوابت والحقوق وعدم الرضوخ لإملاءات المجتمع الدولي ومطالبه وشروطه...

ولا يوجد أمام الحكومة الشرعية التي تتولاها حماس سوى الاستمرار في عملها وأخذ صلاحياتها كاملة – على الأقل في قطاع غزة – رغم المرسوم العبثي الذي أصدره عباس وتمخض عنه ولادة حكومة عبثية باطلة بكل المعايير، ولا يوجد أمام الحكومة الشرعية غير المبادرة إلى إنجاز برامجها للإصلاح والتغيير، ورفض مخطط فصل الضفة عن غزة أو إقامة دولة فلسطينية في غزة.

ومع حسم الأمور في غزة لصالح شعبنا وحركته المقاومة، والقضاء على أدوات التآمر الأمريكي الصهيوني هناك، وانتهاء ظاهرة الفلتان واختفاء أسبابها، فلن يضر شعبنا العزل والخنق والتآمر، طالما أن جبهته الداخلية موحدة وعصية على الاختراق والتمزيق، وليذهب الصهاينة والأمريكان وعملاؤهم وحلفاؤهم ومؤامراتهم إلى الجحيم.

18/06/2007م

د. محمد اسحق الريفي
24/12/2007, 11:38 PM
والمقال التالي يتحدث عن مرحلة ما بعد الحسم:

الوضع الفلسطيني.. إلى أين؟!

ماذا بعد... سؤال يطرح نفسه بقوة على الجميع في ظل ما شهدته الساحة الفلسطينية من تطورات في أعقاب نجاح حركة حماس في إنهاء تمرد عصابات الأجهزة الأمنية التي تولت تنفيذ مؤامرة أمريكية صهيونية معلنة لتصفية قادة حركة حماس وعناصرها، وهو سؤال يفرضه استمرار مسلسل التآمر الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد حركة حماس، خاصة في ظل القرارات الباطلة التي أصدرها محمود عباس والتهديدات التي أطلقها الاحتلال الصهيوني.

وفي البداية، تجدر الإشارة إلى أن إنهاء حالة الفلتان التي كانت تقودها عصابات تعمل في الأجهزة الأمنية، وتتخذ من حركة فتح مطية لها وغطاء تنظيمي لإجرامها، قد أصبح مطلباً شعبياً وهدفاً استراتجياً لحركة حماس منذ أن حالت تلك العصابات دون مزاولة الحكومة الفلسطينية العاشرة أعمالها والتمتع بكامل صلاحياتها، فتحولت تلك الحكومة إلى رأس بلا جسد وفق مخطط أمريكي صهيوني أشرف على تنفيذه التيار المتصهين في فتح.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد من الانقلاب على شرعية الحكومة، فقد تحولت تلك العصابات إلى أداة لنشر الفلتان الأمني بذريعة تأخر رواتبها، رغم أنها أنفقت على نشر الفلتان أضعاف مرتباتها، الأمر الذي أدى إلى تقويض أسس السلم والأمن في المجتمع الفلسطيني، وتمزيق نسيجه الاجتماعي، وتحويل غزة – تحديداً – إلى بيئة خصبة للإجرام والإفساد، فكان لا بد من وضع حد لهذه العصابات والتيار المتصهين الذي يرعاها وإخضاع الأجهزة الأمنية لوزارة الداخلية.

ولذلك فإن الحالة التي وصل إليها شعبنا في الضفة والقطاع جاءت نتيجة طبيعية وحتمية لتآمر الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها على القضية الفلسطينية، ورعاية ما يسمى "المجتمع الدولي" لتلك العصابات ودعمها بالمال والسلاح والعتاد، لتصفية حماس، وارتكاب الجرائم البشعة بحق شعبنا وقتل العشرات من أبنائه دون أي ذنب.

ولقد كثف العدو الأمريكي والصهيوني في الآونة الأخيرة من تحريضه لتلك العصابات ودفعه لها إلى ارتكاب المزيد من الجرائم البشعة ضد شعبنا وقادة حماس وكوادرها، فوجدت حماس نفسها بين خيارين اثنين: إما السكوت على جرائم تلك العصابات خشية اندلاع حرب أهلية، وإما مواجهة تلك العصابات والسيطرة على الأجهزة الأمنية التي تحتضنها حفظاً للأمن ولوضع حد لمؤامرة أمريكية صهيونية إجرامية.

الخيار الأول كان سيؤدي إلى شق صف حماس وتمرد مجاهديها الذين نالوا النصيب الأكبر من إجرام تلك العصابات وعدوانها المتواصل، وهذا ما كان يسعى إليه الأمريكيون والصهاينة ويروجوا له، مستخدمين كل إمكاناتهم وإمكانيات عملائهم، طمعاً في خروج بعض عناصر كتائب القسام عن طاعة قيادتها العسكرية والسياسية وتحولها إلى خلايا منفلتة، وبالتالي تشويه صورة المقاومة الفلسطينية تمهيداً للقضاء عليها.

وقد كان العدو الأمريكي والصهيوني يأمل في أن يؤدي الخيار الثاني إلى اندلاع حرب أهلية تخرج منها الأجهزة الأمنية منتصرة على حماس ومجاهديها رغم أن المواجهات السابقة أكدت عكس ذلك تماماً، فقد أظهرت كتائب القسام في تلك المواجهات قدرة عسكرية فائقة وتمكنت من السيطرة على العديد من مواقع الأجهزة الأمنية بسرعة وبسهولة واستولت على أسلحتها وعتادها العسكري.

لم يسع حماس إزاء هذه المؤامرة الخطيرة سوى تدارك الأمر بسرعة، والحفاظ على الحد الفاصل بين الصبر والعجز، والعمل بحنكة على حماية وحدة صفها ووجودها، والحفاظ على التأييد الشعبي الذي تحظى به، فضربت ضربتها الحاسمة، فأذهلت العالم، وخيَّبت ظن العدو الأمريكي والصهيوني، وقلبت الموازين الأمريكية والصهيونية، ووضعت المجتمع الدولي وجهاً لوجه أمام تعديه على حقوق شعبنا وفشله في كسر إرادته... وحق للجميع أن يسأل: "ماذا بعد".

ومن البديهي القول أنه لا يوجد خيارات كثيرة أمام حركة حماس وشعبنا المجاهد غير الصبر والثبات، وإعادة بناء الثقة وتمتين الجبهة الداخلية، والعمل على رفع معاناة شعبنا من خلال تكافله وتلاحمه، ونقل صورة الأوضاع في الضفة وغزة للعرب والمسلمين وكل العالم، وكشف حقيقة الدور الخياني الذي يمارسه محمود عباس وتياره المتصهين، وفضح المجتمع الدولي الذي توحد على انتهاك حقوق شعبنا والتنكيل به والتآمر عليه، وتعرية الاحتلال الصهيوني وفضحه، والتصدي للهجمة الإعلامية الشرسة ضد حماس والحكومة الشرعية التي تتولاها...

وفي ذات الوقت لا بد من مواصلة المقاومة ضد الاحتلال حتى دحره، وبذل كل الجهود الممكنة لكسر الحصار الاقتصادي والسياسي المفروض على شعبنا وحكومته الشرعية، والعمل على فتح الحدود بين مصر وغزة لينال شعبنا حقه في السفر والتنقل والتجارة أسوة بكل شعوب الأرض ووفقاً للقوانين والمعاهدات الدولية والأعراف الإنسانية والشرائع السماوية...

وتجدر الإشارة إلى ضرورة قيام الأحزاب والتنظيمات والحركات العربية والإسلامية، والمؤسسات الفكرية والثقافية والسياسية العربية والإسلامية، والقادة السياسيين والمفكرين والمثقفين والعلماء والدعاة المسلمين بدورهم في نصرة شعبنا ودعمه، وتحمل مسؤولياتهم القومية والدينية والإنسانية، والضغط على النظام الرسمي العربي من أجل كسر الحصار عن شعبنا ورفع الظلم عنه.

وهنا يحق لنا التساؤل عن سبب تجاهل بعض الفضائيات العربية المشهورة لمعاناة شعبنا، ونقلها المشوه والمختزل وغير الحيادي لحقيقة الأوضاع في الضفة وغزة، وعدم التزامها بالمصداقية، وتبنيها لوجهة النظر الأمريكية والصهيونية ورواية التيار المتصهين للأحداث...!!

إن أكبر تحدي يقف اليوم في وجه حماس وشعبنا المجاهد هو وجود فئة من أبناء الشعب لا تنظر إلى القضية الفلسطينية إلا من خلال معايير غير وطنية تتعلق بحياتها المعيشية، فمثل هذه الفئة لا تؤمن بمعاني التضحية والصبر وتحمل المعاناة والاحتساب عند الله عز وجل، وتعتبر مصالحها فوق كل الاعتبارات الوطنية والدينية. وعادة لا تشعر هذه الفئة بتضحيات الشهداء وما يلاقيه المعتقلون واللاجئون من شتى صنوف الذل والمهانة والعذاب.

وهذه الفئة هي مادة الآلة الإعلامية الصهيونية التي تشن حرباً نفسية على شعبنا وتسعى إلى النيل من إرادته وعزيمته، وهي وسيلة الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي لتأليب شعبنا وتحريضه ضد حكومته الشرعية.

أما التحدي الثاني، فهو يكمن في أن شريحة واسعة من الشعوب العربية والإسلامية لا تعرف حقيقة ما يجري في فلسطين وتستقي معلوماتها من وسائل الإعلام التي تزور الحقائق وتشوه الصورة، إضافة إلى اعتمادها في فهم الأمور على الأقلام التي تمارس الإرجاف والتثبيط، الأمر الذي يؤدي إلى تثبيط الهمم وتخلي العرب والمسلمين عن مسؤولياتها تجاه شعبنا، وإطلاق العنان للنظام الرسمي العربي للمساهمة في حصار شعبنا والتآمر على حكومته الشرعية التي تقودها حماس.

أما بالنسبة لخيارات العدو الأمريكي والصهيوني فهي كثيرة، وهي تتراوح بين خنق غزة وتجويعها حتى الاستسلام أو الموت وبين مساومة حماس على المعابر والحدود في مقابل وقف إطلاق صواريخ القسام على المغتصبات الصهيونية وإطلاق سراح الجندي الصهيوني الأسير...

وبين الخنق والمساومة، ستجيش الولايات المتحدة الأمريكية وسائل الإعلام العربية التي تمولها وأبواق الدعاية الصهيونية التي تمتلكها لشن حرب نفسية على شعبنا، وتشويه صورة حماس لدى العرب والمسلمين والعالم، وربطها بأحداث العنف في لبنان وانتشار الإرهاب في العالم، والطعن في استقلالية مواقفها وقراراتها...

وسيحاول العدو الصهيوني إحكام سيطرته على الضفة الفلسطينية لمنع تكرار الحالة الغزية فيها، وسيستغل العدو الأمريكي والصهيوني فلول التيار المتصهين الذي فر إلى الضفة ويوظفه في محاولة تصفية حماس والقضاء على ذراعها العسكري.

كما أن الجيش الصهيوني قد أعد خطة عسكرية لإنشاء شريط حدودي على أراضي قطاع غزة، لمنع إطلاق صواريخ القسام على المغتصبات المجاورة للقطاع، واستخدام فلول التيار المتصهين دروعاً بشرية لحماية مغتصبة اسديروت ومرتزقة لمحاربة كتائب القسام...

وفي ظل استمرار مسلسل المؤامرات على القضية الفلسطينية، لا يوجد أمام شعبنا سوى التمسك بالثوابت والحقوق وعدم الرضوخ لإملاءات المجتمع الدولي ومطالبه وشروطه...

ولا يوجد أمام الحكومة الشرعية التي تتولاها حماس سوى الاستمرار في عملها وأخذ صلاحياتها كاملة – على الأقل في قطاع غزة – رغم المرسوم العبثي الذي أصدره عباس وتمخض عنه ولادة حكومة عبثية باطلة بكل المعايير، ولا يوجد أمام الحكومة الشرعية غير المبادرة إلى إنجاز برامجها للإصلاح والتغيير، ورفض مخطط فصل الضفة عن غزة أو إقامة دولة فلسطينية في غزة.

ومع حسم الأمور في غزة لصالح شعبنا وحركته المقاومة، والقضاء على أدوات التآمر الأمريكي الصهيوني هناك، وانتهاء ظاهرة الفلتان واختفاء أسبابها، فلن يضر شعبنا العزل والخنق والتآمر، طالما أن جبهته الداخلية موحدة وعصية على الاختراق والتمزيق، وليذهب الصهاينة والأمريكان وعملاؤهم وحلفاؤهم ومؤامراتهم إلى الجحيم.

18/06/2007م

د. محمد اسحق الريفي
24/12/2007, 11:42 PM
وهذا المقال يتحدث عن سبب الخصومة بين حركتي فتح وحماس، مع اعترافي بإساءة استخدام تعبير "قميص عثمان" فيما يتعلق بحادثة قتل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه:

كم قميص عثمان سيرفع عباس وحزبه؟!!

منذ وصول حركة المقاومة الإسلامية «حماس» إلى الحكم والسلطة بقوة وجدارة، لجأت حركة "فتح"، وباقي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، إلى سياسة رفع قميص عثمان والتلويح به في وجه حماس، لفرض مواقفهم السياسية عليها وإلزامها بالاتفاقيات التي وقعت عليها المنظمة مع الاحتلال الصهيوني، ولا يكاد يبلى قميص حتى تبدأ فتح وحلفاؤها بالتلويح بقميص آخر، مبررين بذلك سعيهم التعسفي لإفشال حماس ومصادرة شرعيتها.

فقد رفض زعيم حركة فتح ورئيس سلطة أوسلو "محمود عباس" مشاركة حزبه في الحكومة التي كلف حماس بتشكيلها، لما تنطوي عليه هذه المشاركة من كسر ما دأبت فتح على ممارسته من احتكار السلطة والحكم والهيمنة على القرار السياسي. وكان عباس يعول على إسقاط حكومة حماس في مدة لا تتجاوز الشهرين من تشكيلها، نتيجة للضغوط التي كان يعلم عباس أن الولايات المتحدة عازمة على ممارستها على تلك الحكومة.

ولما قرر ما يسمى "المجتمع الدولي" الامتناع عن تقديم أمواله لسلطة أوسلو، بسبب رفض حماس الإذعان لشروط اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، وما ترتب عل ذلك من تأخر صرف رواتب موظفي الحكومة والأجهزة الأمنية التابعة لعباس، رفع عباس وحزبه قميص عثمان "أزمة رواتب الموظفين"، التي ساهم في خلقها إلى حد كبير.

فقد ساهمت سلطة محمود عباس بفعالية في منع وصول الأموال التي تبرعت بها دول عربية وإسلامية إلى الشعب الفلسطيني، واحتجزت أجهزة عباس هذه الأموال قبل دخولها إلى غزة عند معبر رفح، وزعمت أنها أموال مهربة، إذعاناً من سلطة عباس لمطالب الإدارة الأمريكية والاحتلال الصهيوني بتحريض الشعب على التظاهر ضد الحكومة، وحرصاً من عباس على استمرار أزمة الرواتب ومساهمة في إحكام الحصار الجائر على شعبنا المجاهد.

وعندما أبدى معظم أبناء شعبنا صموداً أسطورياً إزاء الآثار المؤلمة التي خلفتها أزمة الرواتب، وبدأت تتبدد أوهام المعولين على انهيار الحكومة الشرعية، بدأ عباس يوجه عصاباته، التي تتخذ من الأجهزة الأمنية ملاذاً آمناً لها ومنطلقاً لأعمالها الإجرامية، بإثارة الفوضى والفلتان الأمني، ملوحاً في وجه حماس بقميص عثمان "الفلتان الأمني".

فأخذت السلطة تحرض موظفيها وأفراد أجهزتها الأمنية على إثارة الفوضى المسيسة والفلتان الأمني، فاعتدت تلك العصابات وفرق الموت المنتمية لفتح على وزارات الحكومة الشرعية بتخطيط وتوجيه من عباس وفريقه، لمنع الحكومة من ممارسة أعمالها ولمصادرة صلاحياتها.

وانتشرت هذه العصابات وفرق الموت في شوارع غزة واعتلت أبراجها، وانتشرت في مناطق عديدة من قطاع غزة، لتروع المواطنين وتعتدي على حقوقهم وممتلكاتهم وحياتهم.

وقبل اندلاع ما بات يعرف الآن بأحدث غزة، توصلت حركتا حماس وفتح إلى اتفاق بوساطة سعودية، أسفر هذا الاتفاق عن التوصل إلى حكومة وحدة وطنية في مقابل إسقاط قميص عثمان "الفلتان الأمني"، ولم يستمر الأمر طويلاً قبل أن ترفع فتح ورئيسها عباس هذه المرة قميص عثمان "الحصار" وإغلاق المعابر، حيث برر عباس تلويحه بذلك القميص بعجز حكومة الوحدة عن فك الحصار، علماً بأن عباس طرف أساس في فرض هذا الحصار.

فعادت الفوضى المسيسة والفلتان الأمني من جديد، وبدأت أجهزة عباس بتنفيذ خطة الجنرال الأمريكي كيث ديتون الهادفة إلى تقويض حركة حماس وتصفيتها وتمكين فتح من السيطرة على قطاع غزة، لتبدأ في تنفيذ بنود خريطة الطريق الأمريكية التي تقتضي أن يقوم عباس بتجريد المقاومة الفلسطينية من سلاحها وتفكيك فصائلها وملاحقة المجاهدين.

والآن، وبعد أن نجحت حركة حماس في حسم الأمر ووقف مظاهر الفوضى والفلتان واستئصال شأفة العصابات وفرق الموت، رفعت فتح قميص عثمان "الحسم العسكري"، الذي وصفته فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بالانقلاب الدموي، زاعمة أن حماس قد انقلبت على الشرعية..!! وهو زعم تدحضه الوقائع والأحداث.

ولا تزال فتح ترفع هذا الشعار، مطالبة حماس بعودة عصابات الفلتان الأمني وفرق الموت إلى وضعها السابق في غزة، ومطلقة حملة تحريضية ضد حماس، وقد وصلت هذه الحملة التحريضية إلى حد دفع أفراد فتح للقيام بأعمال إرهابية وتخريبية في غزة.

وقد انكشف زيف قميص عثمان "أزمة الرواتب" التي رفعه عباس وحزبه عدة أشهر، وذلك بعد أن استمر عباس في دفع رواتب أفراد أجهزته الأمنية ممن أضربوا عن العمل وجلسوا في بيوتهم استجابة لأوامره، فلم تكن أزمة الرواتب السبب الحقيقي للانفلات الأمني الذي قادته الأجهزة الأمنية لعباس..!!

والعجيب أن حركة فتح قد وصل بها حد المناكفات والتحريض ضد حماس إلى اختزال القضية الفلسطينية في قضية الحسم العسكري، وكأن القضية الفلسطينية قد بدأت لحظة الحسم العسكري وانتهت عنده، ملغية بذلك ذاكرة الشعب وحقبة مهمة من التاريخ فيما يتعلق بالأحداث الرهيبة التي بدأت بفوز حركة حماس في الانتخابات وانتهت بالحسم العسكري.

ولا شك أن عباس وفريقه سيستمرون في التلويح بقمصان عثمان جدد في وجه حماس، كلما بلي القميص الذي يرفعونه، وقميص عثمان الجديد في هذه المرة سيكون "العصيان المدني"، وقد وضعت فتح الخطط التحريضية، ورصدت الميزانيات الهائلة، وسخرت الوسائل الإعلامية، واستأجرت الأقلام المرتزقة، للتلويح بهذا القميص، ولكن ما من شك أن هذا القميص سيبلى ويحترق كسابقيه، فمن لا يملك ما يقدمه لشعبنا سوى قمصان عثمان، سيفشل حتماً.

18/10/2007م

د. محمد اسحق الريفي
24/12/2007, 11:42 PM
وهذا المقال يتحدث عن سبب الخصومة بين حركتي فتح وحماس، مع اعترافي بإساءة استخدام تعبير "قميص عثمان" فيما يتعلق بحادثة قتل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه:

كم قميص عثمان سيرفع عباس وحزبه؟!!

منذ وصول حركة المقاومة الإسلامية «حماس» إلى الحكم والسلطة بقوة وجدارة، لجأت حركة "فتح"، وباقي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، إلى سياسة رفع قميص عثمان والتلويح به في وجه حماس، لفرض مواقفهم السياسية عليها وإلزامها بالاتفاقيات التي وقعت عليها المنظمة مع الاحتلال الصهيوني، ولا يكاد يبلى قميص حتى تبدأ فتح وحلفاؤها بالتلويح بقميص آخر، مبررين بذلك سعيهم التعسفي لإفشال حماس ومصادرة شرعيتها.

فقد رفض زعيم حركة فتح ورئيس سلطة أوسلو "محمود عباس" مشاركة حزبه في الحكومة التي كلف حماس بتشكيلها، لما تنطوي عليه هذه المشاركة من كسر ما دأبت فتح على ممارسته من احتكار السلطة والحكم والهيمنة على القرار السياسي. وكان عباس يعول على إسقاط حكومة حماس في مدة لا تتجاوز الشهرين من تشكيلها، نتيجة للضغوط التي كان يعلم عباس أن الولايات المتحدة عازمة على ممارستها على تلك الحكومة.

ولما قرر ما يسمى "المجتمع الدولي" الامتناع عن تقديم أمواله لسلطة أوسلو، بسبب رفض حماس الإذعان لشروط اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، وما ترتب عل ذلك من تأخر صرف رواتب موظفي الحكومة والأجهزة الأمنية التابعة لعباس، رفع عباس وحزبه قميص عثمان "أزمة رواتب الموظفين"، التي ساهم في خلقها إلى حد كبير.

فقد ساهمت سلطة محمود عباس بفعالية في منع وصول الأموال التي تبرعت بها دول عربية وإسلامية إلى الشعب الفلسطيني، واحتجزت أجهزة عباس هذه الأموال قبل دخولها إلى غزة عند معبر رفح، وزعمت أنها أموال مهربة، إذعاناً من سلطة عباس لمطالب الإدارة الأمريكية والاحتلال الصهيوني بتحريض الشعب على التظاهر ضد الحكومة، وحرصاً من عباس على استمرار أزمة الرواتب ومساهمة في إحكام الحصار الجائر على شعبنا المجاهد.

وعندما أبدى معظم أبناء شعبنا صموداً أسطورياً إزاء الآثار المؤلمة التي خلفتها أزمة الرواتب، وبدأت تتبدد أوهام المعولين على انهيار الحكومة الشرعية، بدأ عباس يوجه عصاباته، التي تتخذ من الأجهزة الأمنية ملاذاً آمناً لها ومنطلقاً لأعمالها الإجرامية، بإثارة الفوضى والفلتان الأمني، ملوحاً في وجه حماس بقميص عثمان "الفلتان الأمني".

فأخذت السلطة تحرض موظفيها وأفراد أجهزتها الأمنية على إثارة الفوضى المسيسة والفلتان الأمني، فاعتدت تلك العصابات وفرق الموت المنتمية لفتح على وزارات الحكومة الشرعية بتخطيط وتوجيه من عباس وفريقه، لمنع الحكومة من ممارسة أعمالها ولمصادرة صلاحياتها.

وانتشرت هذه العصابات وفرق الموت في شوارع غزة واعتلت أبراجها، وانتشرت في مناطق عديدة من قطاع غزة، لتروع المواطنين وتعتدي على حقوقهم وممتلكاتهم وحياتهم.

وقبل اندلاع ما بات يعرف الآن بأحدث غزة، توصلت حركتا حماس وفتح إلى اتفاق بوساطة سعودية، أسفر هذا الاتفاق عن التوصل إلى حكومة وحدة وطنية في مقابل إسقاط قميص عثمان "الفلتان الأمني"، ولم يستمر الأمر طويلاً قبل أن ترفع فتح ورئيسها عباس هذه المرة قميص عثمان "الحصار" وإغلاق المعابر، حيث برر عباس تلويحه بذلك القميص بعجز حكومة الوحدة عن فك الحصار، علماً بأن عباس طرف أساس في فرض هذا الحصار.

فعادت الفوضى المسيسة والفلتان الأمني من جديد، وبدأت أجهزة عباس بتنفيذ خطة الجنرال الأمريكي كيث ديتون الهادفة إلى تقويض حركة حماس وتصفيتها وتمكين فتح من السيطرة على قطاع غزة، لتبدأ في تنفيذ بنود خريطة الطريق الأمريكية التي تقتضي أن يقوم عباس بتجريد المقاومة الفلسطينية من سلاحها وتفكيك فصائلها وملاحقة المجاهدين.

والآن، وبعد أن نجحت حركة حماس في حسم الأمر ووقف مظاهر الفوضى والفلتان واستئصال شأفة العصابات وفرق الموت، رفعت فتح قميص عثمان "الحسم العسكري"، الذي وصفته فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بالانقلاب الدموي، زاعمة أن حماس قد انقلبت على الشرعية..!! وهو زعم تدحضه الوقائع والأحداث.

ولا تزال فتح ترفع هذا الشعار، مطالبة حماس بعودة عصابات الفلتان الأمني وفرق الموت إلى وضعها السابق في غزة، ومطلقة حملة تحريضية ضد حماس، وقد وصلت هذه الحملة التحريضية إلى حد دفع أفراد فتح للقيام بأعمال إرهابية وتخريبية في غزة.

وقد انكشف زيف قميص عثمان "أزمة الرواتب" التي رفعه عباس وحزبه عدة أشهر، وذلك بعد أن استمر عباس في دفع رواتب أفراد أجهزته الأمنية ممن أضربوا عن العمل وجلسوا في بيوتهم استجابة لأوامره، فلم تكن أزمة الرواتب السبب الحقيقي للانفلات الأمني الذي قادته الأجهزة الأمنية لعباس..!!

والعجيب أن حركة فتح قد وصل بها حد المناكفات والتحريض ضد حماس إلى اختزال القضية الفلسطينية في قضية الحسم العسكري، وكأن القضية الفلسطينية قد بدأت لحظة الحسم العسكري وانتهت عنده، ملغية بذلك ذاكرة الشعب وحقبة مهمة من التاريخ فيما يتعلق بالأحداث الرهيبة التي بدأت بفوز حركة حماس في الانتخابات وانتهت بالحسم العسكري.

ولا شك أن عباس وفريقه سيستمرون في التلويح بقمصان عثمان جدد في وجه حماس، كلما بلي القميص الذي يرفعونه، وقميص عثمان الجديد في هذه المرة سيكون "العصيان المدني"، وقد وضعت فتح الخطط التحريضية، ورصدت الميزانيات الهائلة، وسخرت الوسائل الإعلامية، واستأجرت الأقلام المرتزقة، للتلويح بهذا القميص، ولكن ما من شك أن هذا القميص سيبلى ويحترق كسابقيه، فمن لا يملك ما يقدمه لشعبنا سوى قمصان عثمان، سيفشل حتماً.

18/10/2007م