المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمة / الخطاب والمنهجية .. (3)



حسن سلامة
13/12/2007, 12:10 PM
الأمة - الخطاب والمنهجية ../ 3


تحيتي إلى الذين قرأوا الحلقتين السابقتين .
وتحية خاصة للذين علقوا وأبدوا ملاحظاتهم ، خصوصاً أخي الاستاذ / وائل عبد السلام محمد ، حيث أتطرق ، في حلقة لاحقة ، لبعض الملاحظات التي طرحها تعليقاً على الحلقة الثانية .. خصوصاً حول الخطاب القديم ، السلوكيات السياسية والبشرية والمعارضة العربية .. ونأمل مداخلات جادة مماثلة ، مع الأخذ بعين الاعتبار أنني أكتب مباشرة على الشاشة ، وأية ملاحظة سآخذها بالحسبان ، مع التقدير سلفاً ..
لكن لا بد من مدخل آخر :

1 - تندرج هموم الإنسان في تحقيق حاجته النفسية والمادية / حاجة الروح والنفس وحاجة الجسد ، بالترتيب .. وحين خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا وأبانا آدم ، كانت بدايات المعرفة ، ضمن البرنامج الذي وهبه الخالق ، فعلم آدم الأسماء كلها ( المعرفة ) بدرجة ميزته عن المخلوقات الأخري ، هذه المعرفة التي شملت خياري الخير والشر إلى يوم القيامة ، وبذلك ، كانت مسيرة البشر على مدى التاريخ تشمل هذين الوجهين بما يحملان من سلوكيات وأفعال وقيم .. وكانت بداية سلوك الاعتداء ( الدرس ، الذي تم التحذير منه في كل الديانات والقيم الأخلاقية ) هي قتل قابيل لأخيه هابيل ، والقصة معروفة ، لكن أود التركيز هنا على أمر ( ينفي من الأساس نظرية النشء والتطور ويسقطها إلى غير رجعة ) حيث رأينا يقيناً في القصة القرآنية في هذه الحادثة أن صفات عديدة كانت لدى قابيل وهابيل ، لم تتغير حتى اليوم نظراً لأنها كانت في سياق ( تعليم آدم الأسماء كلها / المعرفة ) .. فوجدنا غريزة الغيرة ، الحقد ، التخطيط لجريمة قتل ، البحث عن وسيلة ، الحوار ، المعاتبة ، ثم الفعل والحزن والندم وحمل الجسد ، والحيرة والتعلم من الطير سلوكا ، لفعل ، ليس له سابق ( دفن الميت ) ..
منذ ذلك الوقت ، كانت غريزة ( الأنا ) .. وما أريد ، وكيف أحقق ذلك ..!
الأمر الآخر ، أن الله سبحانه وتعالى منح المرأة / الأنثى لآدم ، ومنه ، ومن تركيبته الأساس ( دون المعرفة الكاملة التي تمتع بها آدم مسبقاً) لتكون أنيسته ووليفته وسكنه وشريكته في تعمير الكون ، فهي منه ومساوية له في الهيئة ، والسلوك الذي اكتسبته منه ، وله من حيث الحماية والرعاية والصون ( القوامة ) ..
2 – على مدار هذا التاريخ البشري ، تفكر الإنسان في ذاته ، ما يريد تحقيقه ، وكيف يحقق ذلك .. هي نزعة وغريزة البقاء المتميز ، ومن أجل ذلك تسلسلت الأحداث البارزة ، الأخلاقية والشريرة ، وبقيت على صراعها ، وبرز محركو الجانب الأخلاقي ( الأنبياء والرسل والصالحون ) على وجه الخصوص ، في مقابل مرتكبي جرائم القتل وغير ذلك من سلوكيات شريرة تحت مسميات عدة ، كالاستكشاف والاستعمار ، والحروب من أجل المصالح .. وصارت ( الأنا / نحن ) بحيث كانت النتائج جمعية يحققها أفراد بعينهم ، يقودهم في النهاية فرد ( الأنا ) ..
لن نذهب بعيداً ، لنسأل :
أين أنا / أنت ، من كل ما يحدث ..؟!
هل نحن فاعلون في خضم هذه الأحداث ، أم يقع علينا الفعل ..؟
وماذا نفعل إذا كنا من الصنف الأخير .. وكيف نتحرر من فعل ظالم أو قامع ، يقع علينا لمجرد أننا ضمن منظومة مجتمع أو فئة أو عرق معين ..؟
لتحقيق ذلك ، يجب إدراك أن التاريخ ( أحداث وحركة الزمن في مكان محدد ) سجل لنا تجارب لا تحصى على المستويين : الأخلاقي أوالشرير .. لذلك ، يجب أن نستفيد من تلك التجارب ( أخذ ونبذ ) .. ضمن منهجية واضحة .. مركزها الأنا / الفرد ، في دائرة صغيرة تتسع لتشمل الأسرة ، ثم الجوار فالمنطقة . وهكذا حتى تعم فكرة معينة.
3 – منذ بداية خلق آدم عليه السلام ، أمرنا الخالق أن نتفكر ، باعتبارنا ( أولو الألباب ) وأن نتعقل ، بإشغال العقل ، في اتجاهين محددين تماماً : في الآفاق ، وفي أنفسنا .. الآفاق / البيئة ، السماء ، الأرض ، النجوم ، وما عليها وبينها .. وفي أنفسنا / الذات ، الأنا ، النفس والروح وحاجتهما ، وداخل الجسد وما يطرأ فيه أو ما يتعرض له ..
ثنائية الخارج والداخل ، كما الليل والنهار ، المادة والمعنى ، الخير والشر ..
هنا تكمن أهمية المحرك العام / الأنا ، بحيث يتحقق لي ما أريد ، فردياً ثم جمعياً ..
4 – الأنا / أنت ، هو ، هي .. من بعيد لا تختلف أشكال الأجساد كثيراً ، وكلما ابتعدت قل الاختلاف ، ومن قريب ، ينشغل المرء بالآخر ، ضمن الثنائية المحددة : يحاوره أو يستمع إليه ، يوافقه أو يختلف معه ، يحبه أو يبغضه ، يأخذ ويعطي .. من خلال الوجه ( مساحة الكف ) وما فيه من أجهزة الحواس ، هنا تكمن / الأنا / المحور / الكاريزما الخاصة / تنمية الذات التي يعبر عنها الوجه و/ الحواس / بأساليب لا متناهية ، ويقوم باقي الجسد بدور مساعد في حالات التعبير الحركي .. فما هي المنهجية / المحرك ، حتى أحقق ما أريد ..؟!
ما أريد ، موجود حولي ، في أسرتي ، مجتمعي ، وطني .. الفاعل في كل ذلك ، أنا ، أنت ، هو ، هي ، هم ، هن ، المسؤول / الحكومة ، تحت مظلة القانون وفوق أديم الوطن ..
هل يعجبنا ما نحن فيه ..؟
ماذا سنفعل إذا كان ذلك لا يعجبنا ، بل نريده أفضل من ذلك ..؟!
ماذا نفعل ، إذا كان لا يعجبنا ولن يصبح أفضل من ذلك ، ويصير أسوأ ، وأدفع أنا / أنت ثمناً فادحاً / معنوياً ومادياً / مقابل أمور لا تخدمني ، بل تفيد فئة بعينها ..؟!
هناك أجوبة كثيرة على تلك الأسئلة ، لكن لكل جواب / فعل ، من منهجية محددة تخضع لأسئلة العقل : لماذا وكيف ومتى وأين و.. ، ..؟
هنا ، نعود إلى البداية / الأنا ..
5 – لا بد من التساؤل المفضي إلى اليقين ، تساؤل قديم منذ خلق الله سبحانه الإنسان ، ليطمئن قلبه ، باليقين الذي يدفع إلى العمل الأخلاقي ويحفزه ..
في الثمانينات ، طرحت فكرة مثلث النجاح ( الفكرة ، الهدف ، النتيجة ) لتحقيق ما يريده المرء ، مهما كان المشروع أو الطموح .. فالبداية هي إشغال العقل رأس المثلث / الفكرة ، في موضوع محدد ، ثم التساؤل عن الهدف منه ، ثم قراءة النتيجة ومعرفة مدى توافقها مع الفكرة والهدف .. هنا يجب أن تفوق النتيجة جهود التنفيذ ، سواء على صعيد الفرد أو الجماعة ..
هي المنهجية المطلوبة لتنفيذ رغبة ما أو مشروع ما ، وكل ما حولنا يقع تحت مفهوم هذه الرغبة أو المشروع ..
نعود إلى الأمة والخطاب ..

.. لاحق بعون الله
حسن سلامة
13 / 12 / 2007

علاء البشبيشي
15/01/2008, 02:04 PM
نعم فالأهداف الكبيرة تحتاج إلى (فهم عميق وتكوين دقيق وعمل متواصل دؤوب)
وينبغى لنا أن نعي أن أهدافنا لن تحقق إلا بمجموع جهود المسلمين .
( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز). / الحج (40) .

علاء البشبيشي
15/01/2008, 02:04 PM
نعم فالأهداف الكبيرة تحتاج إلى (فهم عميق وتكوين دقيق وعمل متواصل دؤوب)
وينبغى لنا أن نعي أن أهدافنا لن تحقق إلا بمجموع جهود المسلمين .
( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز). / الحج (40) .