المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من خلف الأبواب



ركاطة حميد
14/12/2007, 01:27 AM
من خلف الأبواب
- 0- صوت نشاز

بينما كانوا جالسين داخل غرف دافئة ليلة عرس بهيج، يحتسون كؤوس الشاي بالنعناع وهم يتبادلون أطراف الحديث ، بغثة صدح صوت خطيب ، وطفق يتوعدهم بالويل والعذاب والحريق . لما جن الليل داهمته أطباق الدجاج المحمر ، فتصدى لها بحيوية ونشاط مداعبا مرافقيه بقوله ، كأنها حلقت من الجحيم .فأجابه سيخ وقور بقوله بل إلى أصحاب السعير وحطب جهنم .

-1-من خلف الستار

نهض متأخرا ، احتسى قهوته واقفا قرب دكة المقهى ، حمل كومة من جرائد مستعملة و بعض صفحات من الكلمات المسهمة ثم توجه إلى العمل في انتظار أجرته ا لشهرية .

-3-اجتماع مغلق

وهو يعبر باب مكتبه رفقة كاتبته مخمورا ، أشار العون بإغلاقه وصرف كل من يسأل عنه .بينما هو ينتظر لساعات فلكية ، كان العون يصوغ آخر الحلقات من مسلسل فضائح الرئيس.

-4- خارج الإطار

نبت أمامها بقامته النحيفة ، وشعره الأشعث طالبا إسقاط اسمه من الحالة المدنية ، صدته الموظفة بقوة ثارت ثائرتها ، ولحظة فكرت في التخلص منه ،فطالبته بلباقة ، الإدلاء بشهادة الوفاة . فبسطها أمامها مع بطاقته الوطنية بسرعة .
-5-
هاجر الرجال القرية فجأة بعدما طالت سنوات الجفاف تاركين الأطفال والنساء في عهدة المقدم وشيخ القبيلة ، .لما عادوا بعد سنوات وجدوا مزارعهم قد تحولت إلى ضيعا بها صبيان كالورود وصبيات كالزهور.بينما أبواب المنازل خلعت من مكانها ونوافذها أضحت شبابيك
للفرجة المفتوحة .

-6- وجهة نظر

بينما كان يتابع حركة المدينة من فوق سور عتيق ، وهو منكمش من جراء القر والزمهرير ، كان اللقلاق يلتمس الأعذار لخمول السكان ، وحدهم أطفال المدارس من نهضوا يكسرون كسل المدينة نحو فصولهم ،وهم يئنون تحت أعباء المحافظ الثقيلة ، بينما أرجلهم الثابتة تقودهم نحو المجهول.

-7-في مواجهة الصمت

وهو وراء مكتبه المكيف كان سيادته مبحرا في موقع الكتروني يقدم عروضا مغرية لعطل خيالية ، في الخارج كان في انتظاره مند الساعات الأولى من الصباح عشرات المتضررين من ارتفاع فاتورة الماء والكهرباء .وحده رجل بصير حول المكان إلى حلقة للاحتجاج لا للفرجة .

-8-نجوى

التقاه في بهو إدارة ، قبل أن يصافحه أسر في نفسه =إرهابي قذر= . وبينما كان الآخر يودعه بفتور قال في نفسه ملحد وكافر .التفت الأول وراءه وهو يجر خطواته بسرعة وقد انزاح جبل الجليد من فوق صدره متحسرا على غباء الرجل .كان التاني يردد بحسرة = زنديق ..زنديق ،لا فرق بينه وبين البهيمة =

-9- أريد أمي-

وهو يمزق قصصه المصورة ويعبث بأثاث غرفته الجديدة ، كان طفل لا يزال هائجا ومغتاظا ..دخلت عليه ممرضة فجأة احتضنته وهدأت من روعه ، وهي تبكي بكاء صامتا ، سألته :
- ما اسمك ؟
نظر في وجهها فابتسمت ، وأخذت تقرأ له قصة .لما انتهت طلبت منه أن يحكي لها قصة . وهي تنتظر موشحه بوجهها نحو النافذة ، عاد لشغبه وحالته الأولى وهو يصرخ :
- كرهت كل القصص المزيفة ، ما أريده قصة لا تتكرر ، أريد أمي.......

ركاطة حميد قاص من المغرب

دكتور/ مخلص أمين رزق
14/12/2007, 04:11 AM
تعليقاً على الأقصوصة الأخيرة "9- أريد أمي"

نعم ؛ القصة الحقيقية التى لم ولن تتكرر بالنسبة للطفل هى أمه ؛ فهى كل عالمه وأبعاد تفكيره.

أعجب بطفل يطلب ويصر على حقه ؛ وأدهش لرجل يتناسى ويتنازل عن حقه ؛ وأصدم لشعب يتهاون ويغفو عن حقه.
فلنتعلم من فطرة ذلك الطفل الذى يثور لحقه.

محمود عادل بادنجكي
14/12/2007, 12:10 PM
صوت نشاز, من خلف الستار,اجتماع مغلق, خارج الإطار, للفرجة المفتوحة... وجهة نظر, في مواجهة الصمت.
بينما نجواه... أريد أمي!!