المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ألفاظ الجنّ في العربيّة



غالب ياسين
15/12/2007, 10:12 AM
( مقتطفات من كتابي : ألفاظ الجن في العربية : ط المكتبة العصرية بجدة )
1425هـ/2004م
المقدمة
بسم الله الرّحمن الرّحيم.

الحمد لله خالق الإنس والجن، والصّلاة والسلام على نبيّه محمد ابن عبد الله النّبيّ الأميّ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛ فقد أجمع الثّقات من أهل العلم ـ منذ الصّدر الأوّل ـ على وجود عالم الجنّ والشّياطين مستقلاً عن عالم الإنس، ولم ينكر وجودهم سوى طائفة من الفلاسفة وأصحاب بعض الفرق، من المعتزلة والجهميّة، وأفراد من الجُهّال، كما أقرّ عامّة العرب منذ عصور الجاهليّة بوجود عالم الجنّ، فشاع في لغتهم ألفاظ تدلّ على هذه المخلوقات الخفيّة، كأنواعها وأسمائها وأوصافها وقبائلها ومواضعها ودوابها وحكاية أصواتها وأشيائها، مما له حقيقة ثابتة، أو اخترعوه اختراعاً في أقاصيصهم وآدابهم، فعَلِقَ بلغتهم، وأخذ طريقه إلى معجماتها، وكان كثير من ذلك قبل أن ينير الإسلام عقولهم بنور الإيمان، وينبذ من أذهانهم الخوف من تأثير العوالم الخفيّة في غير ما ثبت في الشرع المطهّر.
وجاء قدر صالح من تلك الألفاظ في القرآن الكريم والسّنة النبويّة المطهرة، وورد جمهورها في تراث العربيّة الزاخر، كمعاجم اللغة، وكتب الأدب، والشعر، والتّاريخ، والأخبار.
ومن هذه الألفاظ ما يغلب استخدامه في الجنّ، ومنها ما يستخدم للجنّ وغيرها، ومنها ما تتعدّد معانيه فيكون استعماله للجّن واحداً من معانيه.
وقد رغّبني في الكتابة في هذا الموضوع: طرافته، وجدّته، إذ يلج باباً تحاماه الدارسون غفلة عنه، أو رهبة منه، أو ظنّاً بقلة المادة اللغوية فيه.
ولهذه الدّراسة أهداف، من أهمها:
1- جمع الألفاظ المتعلقة بالجن من مظانها المختلفة، قدر الطّاقة، وتصنيفها تصنيفاً علمياً يقرب متناولها، مع توثيقها وبيان معناها واشتقاقها قدر الإمكان.
2- دراستها دراسة لغويّة صرفيّة دلاليّة.
3- إبراز أسماء الجنّ وأوصافها لتّجنّبها حين تسمية المواليد.
وليس من أهدافها التّحقّق مما وراء كلّ اسم أو لفظ من تلك الأسماء أو الألفاظ من حقيقة في الوجود أو عدمه، لأني أبحث في شأن لغويّ يصوّر فكر أمّه عريقة، ومن فكرها المؤثر في لغتها:أقاصيصها وأساطيرها وتصوّراتها عن عالم خفيّ عنها، أثار في نفوس أبنائها الخوف والرهبة، وحسبي أنّ للجنّ بعامّة حقيقة ثابتة بالقرآن والسّنة، وأنّ تلك الألفاظ وردت في لغة العرب على وجه من الوجوه، كأن تكون في المعاجم أو كتب التّفسير أو دواوين اللّغة والأدب أو الشّعر، مما يثبت أنّ العرب نطقت بها أو نطق بها بعضهم في زمن الفصاحة.
ولذا جاءت هذه الدّراسة اللّغويّة في جملتها في فصلين، تسبقهما مقدمة وتمهيد، وفقاً للخطّة التّالية:
المقدّمة.
التّمهيد: تعريف الجنّ وحقيقة وجودهم.
الفصل الأول:ألفاظ الجنّ جمعاً وتصنيفاً.
المبحث الأوّل: أجناس الجنّ وأصنافهم ومراتبهم.
المبحث الثّاني: أسماء الجنّ وأعلامهم وما يجري مجراها.
المبحث الثالث: أوصافهم وما يجري مجراها.
المبحث الرّابع: أسماء شياطين الشعراء وأوصافهم.
المبحث الخامس: قبائل الجنّ
المبحث السّادس: حكاية أصوات الجنّ.
المبحث السّابع: مواضع الجنّ.
المبحث الثّامن: أشياء الجنّ وما يجري مجراها.
المبحث التّاسع: أسماء ما قد يصيب الإنسان من الجنّ.
المبحث العاشر: كُنى إبليس.
المبحث الحادي عشر: ألفاظ الإتباع.
المبحث الثّاني عشر: الألفاظ المشتركة بين الجنّ والإنس.
المبحث الثّالث عشر: الأفعال المسندة للجنّ وما يجري مجراها.
الفصل الثّاني: بنية ألفاظ الجنّ ودلالتها.
المبحث الأوّل: بنية ألفاظ الجنّ.
أوّلاً:- المجرّد.
ثانياً:- المزيد.
ثالثاً:- ما يحتمل أصلين.
المبحث الثّاني: دلالة ألفاظ الجنّ.
أوّلاً: دلالة الألفاظ.
ثانياً: تعميم الدّلالة.
فهرس الألفاظ المتعلّقة بالجنّ.
فهرس المصادر.
فهرس الموضوعات.
وفي الختام أرجو من الله العليّ القدير أن ينفع بهذه الدّراسة، وألا يحرمني ثوابها، وآمل ممن ينظر فيها أن يرقع ثقوبها، ويستر عيوبها؛ بإصلاح ما طغى به القلم، وزاغ عنه البصر، وقصّر عنه الفهم، فالإنسان محل النسيان.
وعلى الله التّكلان ومنه العون والتّوفيق وهو حسبي.


المدينة المنوّرة
15/9/1422هـ.

غالب ياسين
15/12/2007, 10:15 AM
التّمهيد: تعريف الجنّ وحقيقة وجودهم


أوّلاً: تعريف الجنّ لغةّ واصطلاحاً:

الجنّ في اللّغة كلمة تدلّ على جنس خلاف الإنس، وأحدها جنّيٌّ على النّسب، واشتقاقها من قولهم: جَنَّ فلانٌ الشّيءَ يجنّه جنّاً؛ أي: سَتَرَهُ وأخفاه. وسمّي الجنّ بذلك لاستتارهم عن أعين الإنس. وكلّ مستجنّ فهو جنّ أوجانّ، كالشّياطين والمردة والعفاريت والغيلان والسّعالي.
وللجنّ في الاصطلاح تعريفات مختلفة، من أجمعها وأدقّها تعريف السّيد سابق – رحمه اللّه – وهو قوله: ((الجنّ: نوع من الأرواح العاقلة المريدة على نحو ما عليه الإنسان، ولكنّهم مجرّدون عن المادّة البشريّة، مستترون عن الحواسّ، لا يرون على طبيعتهم، ولا بصورتهم الحقيقيّة، ولهم قدرة على التّشكّل)).
وهم أنواع، ولهم مراتب، وأوصاف، وأسماء متعددة، ومواضع، وأصوات، سيأتي ذكرها ـ إن شاء اللّه ـ في الفصل الأوّل من هذه الدّراسة.
ثانياً: حقيقة وجود الجنّ:
أقرّ العرب وسائر الأمم القديمة بوجود مخلوقات لا تُرى على خلقتها الأصليّة، منها الجنّ، وأجمع أهل العلم من الثّقات منذ الصّدر الأوّل للإسلام على الإيمان بوجود عالم الجنّ والشّياطين مستقلاً عن عالم الإنس. ولم ينكر وجودهم سوى طائفة من الفلاسفة وأصحاب بعض الفرق من المعتزلة والجهميّة وغيرهم، وأفراد من الجهّال.
وليس لمسلم عاقل يؤمن بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم أن يشك في وجود الجنّ للدّلالة القطعيّة من القرآن والسّنّة وإجماع أهل السّنّة والجماعة على إثبات خلقهم ووجودهم.
وأبرز الأدلّة على ذلك ما يلي:
أ- دلالة القرآن الكريم:
الآيات القرآنيّة الدّالة على الجنّ والشّياطين كثيرة، ومنها قوله تعالى:
1- وَمَا خَلَقْتُ الجِنّ والإنسَ إلاّ لِيَعْبُدُون .
2- قُلْ أُوْحِيَ إليّ أنّه اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنّ فَقَالُوا إِنا سَمِعْنَا قُرْآنا عَجَباً.
3- وإذ صَرَفْنَا إِليكَ نَفَراً مِنَ الجِنّ يَسْتَمِعُون القرآن .
4- وأنّه كانَ رِجَالٌ مِنَ الإنسِ يَعُوذُون بِرِجَالٍ مِنَ الجنّ فَزَادُوهُم رَهَقا
5ـ والجانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ من نارِ السَّمُوم .
6- فَسَجَدُوا إلاّ إبليسَ كانَ مِنَ الجنّ فَفَسَقَ عنْ أَمْرِ رَبّهِ .
7- قَالَ عِفْرِيتٌ منَ الجنّ أنا آتيكَ به قَبْلَ أن تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ .
8- ولَقَدْ عَلِمْتِ الجنَّةُ إِنَّهُم لَمُحْضَرُونَ .
9- أولئك الّذين حَقّ عليهم القَوْلُ في أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الجنّ والإنس.
10- يا مَعْشَرَ الجنِّ والإنس إن اسْتَطَعْتُم أن تَنْفُذُوا من أَقْطَارِ السّمواتِ والأَرْضِ فانفُذُوا لا تنفُذُونَ إلاّ بسُلْطَان .
ووجه الاستدلال من هذه الآيات الكريمة، أن الجنّ خلق ثابت من خلق الله ، وأنّهم موجودون في ملكوت الله، بدليل إشارة الخلق والجانّ خلقناه، والخطاب: يا معشر الجنّ، وكذلك حكاية الحال والتكلّم: قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الجِنِّ...

ب- دلالة السّنة المطهّرة:
وهي ما جاء في الأحاديث الصّحيحة مما يُثْبِتُ وجود الجنّ،ومنها:
1- روى مسلم في صحيحه عن عائشة ـ رضي اللّه عنها ـ أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ((خُلقت الملائكة من نور، وخُلق الجانّ من مارج من نار، وخُلق آدم مما وُصِفَ لكم)).
2- روى البخاري في صحيحه عن ابن عبّاس ـ رضي اللّه عنهما ـ أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول : ((أعوذ بعزّتك الّذي لا إله إلاّ أنت، الّذي لا يموت، والجنّ والإنس يموتون)).
3- روى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال: قال لي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : ((إنّي أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك وباديتك فأذنت بالصّلاة فارفع صوتك بالنّداء، فإنّه لا يسمع مدى صوت المؤذن جنّ ولا إنس إلاّ شهد له يوم القيامة)).
4- روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنهعن النّبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنّ عفريتا من الجنّ تفلّت عليّ البارحة – أو قال كلمة نحوها – ليقطع عليّ الصّلاة، فأمكنني اللّه منه، فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتّى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخي سليمان ربِّ اغْفِرْ لي وَهَبْ لي مُلكاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي . قال رَوْح :فردّه خاسئا)).
5- وفي الصحيحين عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما قال: ((انطلق النّبيّ صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشّياطين وبين خبر السّماء، وأرسلت عليهم الشّهب، فرجعت الشّياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ فقالوا حيل بيننا وبين خبر السّماء، وأرسلت علينا الشّهب، قالوا: ما حال بينكم وبين خبر السّماء إلاّ شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الّذي حال بينكم وبين خبر السّماء.
فانصرف أولئك الّذين توجّهوا نحو تهامة إلى النّبي صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلمّا سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا: هذا واللّه الّذي حال بينكم وبين خبر السّماء، فهنالك حين رجعوا إلى قومهم وقالوا: يا قومنا إنّا سمعنا قرآنا عجبا، يهدي إلى الرّشد فآمنّا به ولن نشرك بربّنا أحدا. فأنزل اللّه تعالى على النّبي قل أوحي إليّ.... وإنّما أوحي إليه قول الجنّ)) .
ج- الإجماع:
انعقد إجماع أهل العلم الثّقّات من غير أهل الأهواء والنّحل على وجود الجنّ كما ذكر ذلك ابن حزم، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وسعد الدّين التّفتازاني، وجلال الدّين السّيوطي، وذكر بدر الدّين الشّبلي نقلاً عن إمام الحرمين الجويني أنّه قال: ((والتّمسّك بالظّواهر والآحاد تكلّف منّا مع إجماع كافة العلماء في عصر الصّحابة والتّابعين على وجود الجنّ والشّياطين، والاستعاذة باللّه تعالى من شرورهم، ولا يراغم مثل هذا الاتّفاق متدين متشبث بمسحة من الدّين)).
وبالاستناد إلى هذه الأدلّة المتنوّعة من القرآن والسّنة والإجماع يصحّ الجزم بأنّ الجنّ خلق موجود على وجهٍ من الوجوه، كما أنّه لا ينكر ذلك إلاّ من عميت بصيرته عن الحقّ.
وللعلماء ردود مفصّلةعلى منكري وجود الجنّ لا مجال لذكرها في هذه الدّراسة اللغوية.

غالب ياسين
15/12/2007, 10:16 AM
الفصل الأوّل
ألفاظ الجنّ جمعاً وتصنيفاً


أذكر في هذا الفصل ما جمعته من ألفاظ تتعلق بالجنّ، بوجه من الوجوه؛ كأجناسهم وأصنافهم ومراتبهم، وأسمائهم، وكناهم، وأوصافهم، وقبائلهم، ومواضعهم، وحكاية أصواتهم، وأشيائهم، وأسماء ما قد يصيب الإنسان منهم، وألفاظ الإتباع، مصنفاً بحسب دلالة كل لفظ، ومرتباً في كل صنف على حروف المعجم، من غير تجريد للكلمة من زوائدها ولا اعتداد بأداة التعريف، مع توثيق اللفظ، وبيان أصله واشتقاقه اللغويّ حين يظهر لي ذلك، متجنّباً الإطالة المملة والإيجاز المخلّ.
وفيما يلي ذلك:


المبحث الأوّل : أجناس الجنّ وأصنافهم ومراتبهم

الجن أجناس وأصناف ومراتب، من أهمّها: الجنّ، والجمّ، أو الخوافي، والشياطين، والمَرَدة، والعفاريت، والأرواح، والعُمّار، والغيلان، والسعالي.
ويروى عن ابن عبد البرّ أنه قال: ((الجنّ عند أهل الكلام والعلم باللسان منَزّلون على مراتب، فإذا ذكروا الجنّ خالصاً قالوا: جنّيّ، فإن أرادوا أنه ممن يسكن مع الناس قالوا: عامر، والجمع عُمّار، فإن كان ممن يعرض للصبيان قالوا: أرواح، فإن خبث وتعزّم فهو شيطان، فإن زاد على ذلك فهو مارد، فإن زاد على ذلك وقوي أمره قالوا: عِفْريت، والجمع: عفاريت)).
وفيما يلي ما جمعته من ألفاظ هذا الصنف، أعني: أجناس الجن وأصنافهم ومراتبهم:

(الأرواح) جمع روح، وهي كناية عن الجنّ، كما ذكر أهل اللغة. لأنّ الجنّ لا تُرى أجسادُهم، فكأنّها أرواح بلا أجساد.
وأصل اشتقاقه من: ((الرّيح)) الهواء. وأصل الياء في ((الرّيح)) الواو، قلبت ياء للكسرة قبلها. والعلاقة بين الرّوح والرّيح ظاهرة، والجامع بينهما هو الخفاء واللّطافة.

(أَهْلُ الأرض) وهم الخافية، أي: الجنّ الذين يسكنون الأرض دون أن يراهم الإنس، قال الجوهري: ((الخَبَل ـ بالتّحريك ـ: الجنّ، يقال: به خَبَل؛ أي: شيء من أهل الأرض)).
وقالوا لمن به مَسٌّ: أُرِضَ فهو مأروض، أي: به مَسٌّ من أهل الأرض، وهم الجنّ، وقد أُضيفوا إلى الأرض لاستتارهم بها.

(التّابعة) قال ابن سيده: ((التّابعة: الرَّئيُّ من الجنّ، ألحقوه الهاء للمبالغة، أو لتشنيع الأمر، أو على إرادة الداهية)).
قال الشّاعر:

إنّـي امرؤ تابَعَني شيطانيَهْ *** آخيتُهُ عُمري وقـد آخانيَهْ
يَشْرَبُ في قَعْبي وقد سقانيَهْ


ويروى: تابِعتي، وهو صحيح.
والتّابع جني يتبع المرأة، والتّابعة جنّية تتبع الرّجل. وفي الأثر أنّ أوّل خبر قدم المدينة بمبعث النّبيّ r أنّ امرأة من أهل المدينة كان لها تابع من الجنّ جاء في صورة طير حتى وقع على جذع لهم فقالت له: ألا تنْزل إلينا فتحدّثنا ونحدّثك، وتحذّرنا ونحذّرك؟ فقال: لا. إنّه قد بعث بمكّة نبيّ حرّم الزّنا، ومنع منا القرار.
قال ابن الأثير: التّابع هاهنا جنّيّ يتبع المرأة يُحبُّها، والتّابعة جنّية تتبع الرّجل تُحبّه.
واشتقاق ((التّابعة)) من ((التَّبع))، وهو التُّلُوّ والقَفْو. قال U: ]فأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ [، أي: لحقه. وهي بمعنى قَفاه، فإن قصد بها المذكر فالتاء للمبالغة لتشنيع الأمر كما قال ابن سيده.

(الجانّ) ذكر أهل العلم أنّ الجانّ هو أبو الجنّ، وأنّ الجِنّان جمع جانّ، قال الشّاعر:
صحارٍ تَغَـوَّلُ جِنّانُـها *** وأحداب طَوْدٍ رفيعِ الجبالِ
وقالوا: إنّ الجانّ ضرب من الحَيّات، وروي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنّه كان يقتل الحيّات، ويأمر بقتلها، ويقول: الجانّ مسخ الجنّ، كما مسخت القردة والخنازير من بني إسرائيل.
والجانّ على زنه (فاعل) من جنّه يجنّه إذا ستره، كأنّه بمعنى مفعول؛ أي: مستور، أو هو اسم جمع للجنّ، كما يرى بعض العلماء.
واشتقاقه من الجَنّ بمعنى السّتر، والتّستّر، سُمّوا بذلك لاجتنانهم عن الأبصار؛ ولأنهم استجنّوا من النّاس فلا يُرون.

(الجِمّ) قال الأزهريّ: الجِمّ: الشّياطين، والجِمّ الغوغاء والسّفلة.
ولعلّ اشتقاقه من قولهم: الجَمّ الغفير: للدّلالة على الكثرة والاجتماع، ويجوز أن تكون الميم فيه مبدلة من النّون في ((الجنّ)) والتّبادل يبنهما يقع كثيراً في اللّغة.

(الجِنّ) وهو اسم جنس مشهور لذلك النّوع من المخلوقات العاقلة المريدة المكلّفة على نحو ما عليه الإنس، وهم مستترون عن الحواس ولهم قدرة على التّشكّل، ومنهم الشّياطين والمردة والسّعالي والغيلان. وقيل: هم ولد الجانّ.
وللعلماء القدامى والمعاصرين مذاهب في اشتقاق ((الجنّ)):

المذهب الأوّل: وهو الأشهر والأظهر والأقرب إلى الصواب أنهم سمّوا جنّاً لاجتنانهم عن الأبصار؛ أيّ: استتارهم، فاشتقاقهم من مادة ((جنن)) وهي تدلّ على أصل واحد وهو السّتر والتّستّر، يشتق منها الجنّ والجنّة والجنين والمجنون والمِجَنّ: التّرس، وجَنان الأرض: سواده، ونحو ذلك. وجميعها تؤول إلى السّتر والخفاء وعدم الظهور.
وعلى هذا تكون كلمة ((الجنّ)) عربيّة محضة.

غالب ياسين
15/12/2007, 10:17 AM
والمذهب الثّاني: أنّها كلمة معرّبة من كلمة ((genius)) اليونانيّة، وإلى هذا ذهب مكدنونالد ((D.B Macdonald)) في دائرة المعارف الإسلاميّة، وقد علّق عليه أحمد شاكر بأنّه رأي لا دليل عليه، ولم يُبن على بحث علميّ.
والمذهب الثّالث: أنّها من الكلمات السّاميّة القديمة؛ لأنّ الإيمان بالجنّ من العقائد القديمة المعروفة عند قدماء السّاميّين وعند غيرهم. وهذا هو الرّاجح عند الدّكتور جواد عليّ.
وأرى أنّ هذا المذهب لا يتعارض مع رأي جمهور المعجميّين العرب؛ لأنّ العربيّة من أقدم اللّغات السّاميّة وأرقاها، وهي شقيقتهن الكبرى، فلعلّهن أخذنها منها منذ النّشأة الأولى.

(الحَيّة) وهي من أكثر الهوامّ وروداً في القصص العربي الذي يرويه بعض الرّواة عن الجنّ، وقد جعلوها فصيلة مهمّة من فصائل الجنّ، ونوعاً بارزاً من أنواعها؛ قال بعض العلماء: فسّروا بها الجانّ، وأنّه حية بيضاء، وقيل: هو ـ أي: الجانّ ـ ضرب من الحيات. ويزعمون أنّ الجنّ كثيراً ما تتشكل في صورة الحية.
واشتقاقها من ((الحياة)) ضدّ الموت، لقولهم في النّسب إلى من اسمه ((حَيّة)): حَيَويٌّ، ويجوز أن يكون من التّحوّي، لانطوائها وتثنّيها، ولعلّ سبب ارتباط الحيّة بالجنّ وجود العداوة والكراهية والشّرّ والأذى فيها تجاه الإنس، ومشابهتها في كلّ ذلك بالجنّ.

(الخابل) جنس من الجنّ يخبّلون الناس، قال الجاحظ: ((وأمّا الخابل والخَبَل فإنّما ذلك اسم للجنّ الذين يخبّلون النّاس بأعيانهم دون غيرهم)).
وقال الجوهري: ((الخَبَل ـ بالتّحريك ـ: الجنّ، يقال: به خَبَل؛ أيّ: شيء من أهل الأرض)).
وقال ابن سيده: ((الخَبَل الجنّ، وهم الخابل، وقيل: الخابل الجنّ، والخَبَل: اسم للجمع، كالقَعَد والرَّوَح اسمان لجمع قاعد ورائح، وقيل: هو جمع)).
وفي اللسان: ((الخابل: الشّيطان، والخابل: المُفْسدة)).
واشتقاق الخابل والخَبَل من أصل معنى الخاء والباء واللام، وهو فساد الأعضاء، ومنه قالوا: الخَبَل: الجنون؛ لأنّه فساد في العقل، وفاعل ذلك ((خابل)) وهو الجنّ، ومنه قالوا: اختبلته الجنّ، وخبّلته، أي: أفسدت عقله.

(الخافي) روى أبو عبيد عن الأصمعي أنّ الخافي: جنس الجنّ، وأنشد:

ولا يُحَسُّ مِنَ الخافي بها أَثَرُ
والخافية ـ أيضاً ـ الجن، أو ما يخفى في بدن الإنسان من الجنّ، والخافي ـ أيضاً ـ الإنس، والجمع: الخوافي.
واشتقاق ((الخافي)) والخافية)) من الخفاء وهو الاستتار، وله معنى آخر وهو الظّهور، فهو من الأضداد، قال ابن سيده في اشتقاق الخافي: ((وعندي أنّهم إذا عنوا بالخافي الجنّ؛ فهو من الاستتار، وإذا عنوا به الإنس فهو من الظّهور والانتشار)).

(الرَّئِيُّ) مضعّف الياء، على وزن (فعيل) وقد تكسر راؤه إتباعاً لما بعدها، وزعموا أنّ الجنّيّ إذا أَلِفَ إنساناً وتعطّف عليه وخبّره ببعض الأخبار وجد حسَّه، ورأى خياله، فإذا كان عندهم كذلك قالوا: مع فلان رَئِيّ من الجنّ، يخبره بما وقع من الأسرار.
واشتقاقه من الرّؤية، ومنه قالوا: أرأى الرّجل؛ إذا صار له رَئِيّ من الجنّ، سُمّي به، لأنّه يتراءى لمتبوعه، أو هو من الرّأي من قولهم: فلان رَئِيّ قومه؛ إذا كان صاحب رأيهم.

(سَراة الجنّ) أي: أشرافها وخيارهم، قال الشّاعر:
أَتَوا ناري فقلتُ: مَنُونَ؟ قالوا: *** سَراةُ الجنّ، قلت: عمُوا ظلاما
فَقُلْتُ: إلـى الطّعامِ فقالَ منهم *** زعيمٌ: نَحْسُدُ الإنسَ الطّعاما

وسَراة جمع سَريّ، بمعنى شريف، وإنّما قال لهم: ظلاماً؛ لأنّهم جنّ، وانتشارهم يكون باللّيل، فناسب أن يذكر الظّلام، كما يقال لبني آدم إذا أصبحوا وانتشروا: عِمُوا صباحاً.

(السِّعلاة) وهو اسم جنس يرد كثيراً في كتب اللّغة والأدب والأخبار، ويقال فيه: السِّعلاة والسِّعلى، يمدّ ويقصر، وذكروا أنّ السِّعلاة ساحرة الجنّ، وقيل: هي أخبث الغيلان، وكذلك السِّعلى، والجمع سعالٍ وسِعْليات، وأنّها إذا ظفرت بإنسان ترقّصه وتلعب به كما يلعب القطّ بالفار. وقيل: إنّ السِّعلاة الواحدة من نساء الجنّ إذا لم تتغوّل لتفتن السُّفّار، فإذا فعلت ذلك فهي الغول.
وقال أبو عليّ القالي: إنّ السِّعلى ذكر الغيلان، والأنثى سعلاة.
وذكر ابن فارس في اشتقاق أصلها الثّلاثيّ (سعل) أنّه ((أصل يدلّ على صخب وعلوّ صوت، يقال للمرأة الصّخّابة قد استسعلت، وذلك مشبّه بالسِّعلاة)).

(السَّمَرْمَرَة) ذكر اللّغويّون أنّ السَّمَرْمَرَة هي الغول. ولفظها مزيد بالتّكرار، للإلحاق بشمردل على وزن (فَعَلْعَل) ولعلّ اشتقاقها يكون من ((السَّمَر)) سواد اللّيل؛ لأنّ الغول يكثر ظهورها في اللّيل.

(السَّمَرْمَلَة) ذكر بعض المعجميّين أنّ ((السَّمَرْمَلَة)) اسم من أسماء الغول. ويبدو أنّ اللام مبدلة من الرّاء الثّانية في ((السَّمرمرة)) وقد تقدّم ذكرها آنفاً، والإشارة إلى اشتقاقها.

(شِقّ) وهو جنس من أجناس الجنّ تزعم العرب أنّ صورة الواحد منهم على نصف صورة الإنسان، وأنّه كثيراً ما يعرض للرّجل المسافر إذا كان وحيداً، فربما أهلكه فزعاً، وربما أهلكه ضرباً وقتلاً، ورووا في ذلك قصصاً، للخيال فيها نصيب وافر.
واشتقاقه من قولهم: شققت الشّيء أشقّه شقّاً إذا صدعته، فقالوا لنصف الشّيء: الشِّقّ، غيروه عن المصدر بكسر أوّله، وبه سمّوا ذلك الجنس من الجنّ؛ لأنّ نصفه على صورة الإنسان.

(الشَّهام) نقل الجوهريّ عن الأصعميّ أنّ الشَّهام: السِّعلاة، وروى ذلك بعض اللّغويّين.
وقال ابن فارس في اشتقاقه: ((الشّين والهاء والميم أصل يدلّ على ذكاء، يقال: رجل شَهْم، وربّما قالوا للمذعور مشهوم، وهو قياس صحيح؛ لأنّه إذا تفزّع بدا ذكاء قلبه. ويقولون: إنّ الشّهام: السّعلاة، فإن صحّ هذا فهو ـ أيضاً ـ من الذكاء)).

(الشَّيْطَان) واحد الشّياطين؛ جنس من الجنّ، توسعت العرب في استعماله، وأطلقته على كلّ عات متمرّد من الجنّ والإنس والدّواب، يقال: تشيطن الرّجل وشيطن؛ إذا صار كالشّيطان وفعل فعله.
والأظهر في اشتقاقه أنّه من قولهم: شَطَنَتْ داري من دارك؛ أي: بعدت، ونوًى شَطُون؛ أي: بعيدة، وعلى هذا قول النّابغة:
نَأَتْ بسُعَادَ عَنْكَ نَوًى شَطُون *** فبانَتْ والفُؤادُ بـها رَهيـنُ
والشّيطان بعيد من رحمة الله، بعيد من الحقّ بتمرّده وطغيانه، فهو على هذا الاشتقاق (فيعال).
ويـحتمل وزنـاً آخر يأتي ذكره في الفصل الثّاني ـ إن شاء الله ـ.

(شيطانُ الحماطة) أو شيطان الحماط، يعنون به الشّيطان أو ضرباً من الحيات له عرف، يسمّونه شيطاناً، والحماطة شجرة شبيهة بالتين، تألفها الحَيّات. وقيل: هو الأفانَى إذا يبس، يقال: شيطان حماط، كما يقال: ذئب غضا، وتيس حُلّب، قال راجز وقد شبه امرأة بحيّة ذات عرف:
عُنجَرِدٌ تـحلِفُ حين أحلِفُ
كمثلِ شيطانِ الحَمَاطِ أعرِفُ

(عِفْرِيت) وهو جنس الشّيطان المتمرّد الخبيث، وهو من الجنّ، قال U: ] قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الجِنِّ أنا آتيكَ بِهِ [ .
واشتقاقه من مادّة (عفر)، ومن معانيها: الشِّدّة والقوّة، أو من: عَفَرَ خصمَه في التّراب، والتّاء في ((عِفْريت)) زائدة للإلحاق بقِنْدِيل.

(العَكَنكع) قال أهل اللّغة: ((العَكَنكَع)) هو الذكر من الغيلان أو الخبيث منها، ويقال له: ((الكَعَنْكَع)) على القلب، وسيأتي في حرف الكاف من هذا المبحث.
وروى الأزهريّ عن الفرّاء أنّه قال: ((الشّيطان هو الكَعَنْكَع والعَكَنْكَع والقازّ)).
وهو ثلاثيّ مزيد بالنّون، وكُرِّرَت الكاف فيه إلحاقاً بالخماسيّ ((شَمَرْدَل)).

(عُمّار) جمع: عامر، وهو صنف من الجنّ يسكنون مع الناس في بيوتهم، كما يقول ابن عبد البر؛ أي: يعمرونها. وقال اللّحياني: ((دار معمورة: يسكنها الجنّ)). وقال الجوهري: ((عُمّار البيوت سُكّانها من الجنّ)).

(العَيْهَرَة) قال ابن دريد: ((العَيْهَرَة: الغول في بعض اللّغات، والذّكر منها ـ زعموا ـ العَيْهران، والجمع: العَيَاهر)).
ونقله ابن سيده، وابن منظور، والزَّبيدي.
واشتقاقه من (العَهْر) بمعنى: الشّرّ والفجور، ومما يفسّره ما رواه ابن فارس عن المُنتَجِع قال: ((كلُّ من طلب الشّرّ ليلا من سَرَقٍ أو زِنْيٍ فهو عاهر)).

(الغُول) ذكروا أنّ الغول جنس من الشّياطين والجنّ، وقيل: الغول: هَمْرَجَةٌ من الجنّ. والهَمْرَجَة: الالتباس والاختلاط، وقيل: الغول الذّكر من الجنّ، والسّعلاة: الأنثى، وقيل: الغول ساحرة الجنّ، تتلوّن للإنس، وكانت العرب تقول: إنّ الغول تتراءى للناس في الفلاة، فتغوّل تغوّلاً؛ أي: تتلوّن تلوّناً في صور شتى، وتغُولُهُم أي: تضلّهم عن الطّريق، وتهلكهم، وذكرها في أخبارهم وأشعارهم فاشٍ.
والأعراب تزعم أن الغول تتصوّر في أحسن صورة، إلاّ أنّه لا بدّ أن تكون رجلها رجل حمار، وروى الجاحظ عن الخليل أنّ أعرابيّاً أنشده في صفة الغول:

وحـافرِ العيـرِ في سَاقٍ خدلّجةٍ

غالب ياسين
15/12/2007, 10:18 AM
وجَفْنِ عينٍ خلافَ الإنس في الطّول.
ووصفها تأبّط شراً في قصة رواها أهل الأدب، وملخّصها: أن تأبّط شراً لَقِيَ الغول في ليلة ظلماء، في موضع يقال له:رَحَا بطان، في بلاد هذيل، فأخذت عليه الطّريق، فلم يزل بها حتّى قتلها، وبات مُتّكئاً عليها ليراها في ضوء النّهار، فقال في ذلك قصيدة طويلة مشهورة منها قوله:


ألا مَنْ مبلغٌ فـتيان قومي *** بـما لاقيتُ عند رَحَا بِطان؟
فإنّي قد لقيت الغُولَ تهوي *** بسَهْبٍ كالصّحيفةِ صَحْصَحَانِ
فشَدَّت شَدَّةً نحوي فأهْوَى *** لـها كفّي بـمصقول يماني
فأضربُها بلا دهشٍ فخرّتْ *** صريـعاً لليديـن وللجـرانِ
فلم أنفكُّ متَّكـئاً عليـها *** لأنظر مُصبحاً مـاذا أتانـي
إذا عينانِ فـي رأسٍ قبيحٍ *** كرأسِ الـهِرِّ مشقوقِ اللّسانِ
وساقا مُخْدَجٍ وشواةُ كلب *** وثـوبٌ مـن عَباءٍ أو شِنانِ

ورويت هذه القصيدة لأبي الغول الطّهويّ.
ولعلّ هذا من تكاذيبهم أو أوهامهم وخيالهم، لشدّة خوفهم من الغول.
واشتقاق الغول من: التَّغوّل، وهو التّحوّل، أو الغَوْل، وهو الهلاك، وهو اسم لا صفة، قال ابن جنّيّ: ((والغُول في الحقيقة ليست صفة، لكنها لما كانت إلى النُّكر والدّعارة دخلت طريق الوصف من هذا الوجه، كما أَلْحَقَ من منع من العرب أَفْعَى الصّرف من جهة المعنى، لا من جهة اللّفظ، ألا ترى أنّ معنى الغول عندهم: الخبث والنّكارة، فجرى مجرى الخبيث والمنكر، كما أنّ الفِنْد دخلته اللاّم لما فيه من معنى الصفة؛ ألا تراه مشبهاً بالفِنْد من الجبل، فكأنّه الضخم أو العظيم)).

(غُول القَفْرَة) ذكره الجاحظ، والقَفْرة مثل: القَفْر، وهي الخلاء من الأرض المفقرة من النبات والماء والنّاس، تظهر فيه الغيلان، فأضيفت إليه، فقيل: غول القَفْرَة.

(القُطْرُب) ذكروا أنّ من معاني ((القُطْرُب)) الذكرَ من السّعالي، أو ذكر الغيلان، وقيل: هم صغار الجنّ.

وهو اسم منقول، لأنّ القُطْرب في أصل اللّغة دويبّة يزعمون أنّها لا تستقرّ نهارها سعياً ونشاطاً، وهو ـ أيضاً ـ الصّغير من الكلاب.

(القِلَّوط) ذكر أهل اللّغة أنّ ((القِلَّوط)) هو من أولاد الجنّ والشّياطين، وهو نظير سِنّور في الوزن.
ولعلّ اشتقاقه من القَلَطِيّ أو القُلاط، ومعناهما: القصير المجتمع من الناس والسّنانير والكلاب، أو هو مرتجل من مادة (قلط).

(الكَعَنْكَعُ) هو الذكر من الغيلان. قال الفراء: الشّيطان: هو: الكَعَنْكَع والعَكَنكع.
وقد تقدم ((العكنكع)) في رسمه، وأحدهما مقلوب من الآخر.

(المَلْد) ذكر الصّغانيّ أنّ المَلْد هو الغول أي: جنس الغول، ونقله الفيروزابادي والزَّبيدي .
وهو من قولهم: صحراء إمليد؛ أي لا شيء فيها، وهو قريب من استعمال الأملد الذي لا شيء فيه، ومنه قالوا: امرأة ملداء، أي: ناعمة، وغصن أملود: ناعم، وكذلك الصّحراء التي لا جبال فيها يهتدى بها، ومعلوم ما بين الغول والصّحراء من ارتباط.

(الهُراء) جنس من الشياطين، وهو شيطان الأحلام القبيحة. قال الحربي: ((الهُراء: شيطان وُكِّلَ بالنّفوس فهو يخيل إليها بينها وبين أن تنتهي إذا عُرِج بها، فإذا انتهت فما رأت حَسَناً فهو الرُّؤيا)) . وقاله ابن الأثير، وقال ابن منظور: ((هو شيطان مُوكَّلٌ بقبيح الأحلام)).
والهُراء في اللّغة: المنطق الفاسد، واسم هذا الشيطان منقول من هذا المعنى.

(الهَيْعَرَة) قال الصّغاني:((الهَيْعَرَة:الغول)). ونقله الفيروزابادي . وقد تقدم ذكر ((العَيْهَرَة)) بهذا المعنى، ولعلّ أحدهما مقلوب من الآخر.
واشتقاقه من الهيعرة، بمعنى: الخفة والطّيش، ومنه قولهم: هَيْعَرَتِ المرأة وتهيعرت، إذا كانت لا تستقرّ في مكان، وكذلك عَيْهَرَت وتعيهرت، كأنّه مقلوب منه .

يحي غوردو
05/01/2008, 03:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذنا الفاضل غالب ياسين تتحفنا دائما بالمواضيع القيمة...

أرجو ألا تبخل علينا بباقي فصول الكتاب...

مودتي

غالب ياسين
05/01/2008, 03:27 PM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته اخي يحي
ان شاء الله ساتابع الموضوع لاحقا
اشكرك جزيل الشكر سيدي الفاضل على اهتمامكم