محمد فؤاد منصور
15/12/2007, 01:29 PM
تحت تأثير العولمة وبفعل الهيمنة الغربية وسيطرة الإمبريالية الأمريكية على مقدرات الشعوب وسيادة شعار"دعه يعمل ،دعه يمر" تبدلت منظومة القيم التى عشنا عليها دهوراً طويلة فرسمت أخلاقنا وحكمت طرائق تفكيرنا.
ومنظومة القيم لأى كتلة من البشر هى صمام الأمان لهم جميعاً ، هى التى تجعلهم يحددون المفاهيم الأساسية التى تحكم حركتهم ،هى التى تحكم نظرتهم للأشياء فيتواضعون على أن الفعل القبيح قبيحاً حتى لو كان له سدنة ومريدين من شعوب أخرى.
وبقدر حاجة الشعوب إلى منظومة القيم الثابتة التى تضبط حركتهم وتحدد مواقفهم من العالم من حولهم بقدر مايمثل تبدل تلك المنظومة وبشكل مفاجئ وسريع كارثة بكل المقاييس تعانى منها الشعوب التابعة إزاء سطوة وسيطرة القيم الوافدة للسيد الجديد للعالم.
من هنا نرى بجلاء أن منظومة القيم فى المجتمعات العربية قد تغيرت تماماً أو هى تمشياً مع أكثر الآراء تفاؤلاً فى سبيلها إلى التغير، لم تعد الأشياء ولاالسلوكيات تحمل أسماءها القديمة، أصبحت الرشوة تسمى إكرامية والسرقة تدعى عمولة والكذب والخداع سعة حيلة وبعد نظر! أما الغش والتدليس فقد بات يحسب من قبيل الفطنة وتشغيل المخ.
وإذ تتبدل القيم على هذا النحو تصبح الأخلاق التى تربينا عليها فى خبر كان.
إنجاز أى عمل لم يعد مرتبطاً بقانونيته ولابمشروعيته..يكفى فقط أن تملك السبيل للوصول إلي ماليس حقاً لك بالرشوة أو المحسوبية أو بكليهما ليصبح حقك دون منازع .
أصبحت قدرة أى شخص لاتقاس بعلمه أو بأخلاقه وإنما بمدى نفوذه لدى أولى الأمر وقدرته على توظيف دولاب العمل بالكامل لصالحه سواء بشراء الذمم أو بكسر عين القائمين على الأمر بالمال أوبكسر رقابهم بالنفوذ.
هذه هى آليات السوق اليوم وأخلاقيات هذا الزمن..لذلك لاتندهش إذا وجدت القانون فى أجازة ورجال القانون يهانون.. لاتتعجب إن حكمت لك المحكمة ثم لم تجد من ينفذ لك الحكم لأن للمسألة جوانب أخرى لاعلاقة لها بموقفك من الحق أوموقف الحق منك ، وإذ يهتز ميزان العدالة على هذا النحو فقل على الدنيا الاسلام.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية
ومنظومة القيم لأى كتلة من البشر هى صمام الأمان لهم جميعاً ، هى التى تجعلهم يحددون المفاهيم الأساسية التى تحكم حركتهم ،هى التى تحكم نظرتهم للأشياء فيتواضعون على أن الفعل القبيح قبيحاً حتى لو كان له سدنة ومريدين من شعوب أخرى.
وبقدر حاجة الشعوب إلى منظومة القيم الثابتة التى تضبط حركتهم وتحدد مواقفهم من العالم من حولهم بقدر مايمثل تبدل تلك المنظومة وبشكل مفاجئ وسريع كارثة بكل المقاييس تعانى منها الشعوب التابعة إزاء سطوة وسيطرة القيم الوافدة للسيد الجديد للعالم.
من هنا نرى بجلاء أن منظومة القيم فى المجتمعات العربية قد تغيرت تماماً أو هى تمشياً مع أكثر الآراء تفاؤلاً فى سبيلها إلى التغير، لم تعد الأشياء ولاالسلوكيات تحمل أسماءها القديمة، أصبحت الرشوة تسمى إكرامية والسرقة تدعى عمولة والكذب والخداع سعة حيلة وبعد نظر! أما الغش والتدليس فقد بات يحسب من قبيل الفطنة وتشغيل المخ.
وإذ تتبدل القيم على هذا النحو تصبح الأخلاق التى تربينا عليها فى خبر كان.
إنجاز أى عمل لم يعد مرتبطاً بقانونيته ولابمشروعيته..يكفى فقط أن تملك السبيل للوصول إلي ماليس حقاً لك بالرشوة أو المحسوبية أو بكليهما ليصبح حقك دون منازع .
أصبحت قدرة أى شخص لاتقاس بعلمه أو بأخلاقه وإنما بمدى نفوذه لدى أولى الأمر وقدرته على توظيف دولاب العمل بالكامل لصالحه سواء بشراء الذمم أو بكسر عين القائمين على الأمر بالمال أوبكسر رقابهم بالنفوذ.
هذه هى آليات السوق اليوم وأخلاقيات هذا الزمن..لذلك لاتندهش إذا وجدت القانون فى أجازة ورجال القانون يهانون.. لاتتعجب إن حكمت لك المحكمة ثم لم تجد من ينفذ لك الحكم لأن للمسألة جوانب أخرى لاعلاقة لها بموقفك من الحق أوموقف الحق منك ، وإذ يهتز ميزان العدالة على هذا النحو فقل على الدنيا الاسلام.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية