المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "رَجَعَ كَيوْمَ وَلَدَتْهُ أمّه" ...(كيوم) بالكسر أم بالفتح ؟



راضي عبد المنعم
17/12/2007, 03:37 PM
بسم الله .. والحمد لله ..

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من حَجَّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " متفق عليه . (البخاري 1521، مسلم 1350) .

فهل (كيوم) مضبوطة بالفتح أم بالكسر ؟

قال الإمام السِّندي في "حاشية النسائي" (5/121-ط.دار المعرفة) :
[ وَقَوْله : "كَيَوْم" يحْتَمل الْإِعْرَاب وَالْبِنَاء عَلَى الْفَتْح وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَم ] .

وقال الشيخ عبد الله الفوزان في "شرح مختصر قواعد الإعراب" :
[ الفائدة الثانية:
نسمع في أيام العشر (عشر ذي الحجة) قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:(( من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه )) الخطباء بعضهم يقول: كيومَ. وبعضهم يقول: كيومِ. فما الأرجح من هذين الإعرابين؟

الأرجح كيومَ، تكون الكاف حرف جر، ويوم: ظرف مبني على الفتح في محل جر، أما كيومِ الكاف: حرف جر، ويوم: اسم مجرور بالكاف وعلامة جره الكسرة. لكن الإعراب الأول أحسن، لماذا؟ الفعل اللي بعد يوم ما هو؟ (ولدَ) ولد: فعل ماض، وتعرف أن الفعل الماضي حكمه إنه مبني، فكونك تبني الظرف يتناسب مع بناء الفعل، هذا أحسن، لكن لو كسرت الظرف صار معربا الآن؛ لأنه مجرور، وبعده فعل مبني ما يصير فيه تناسب هنا، ها... ما فيه تناسب، إذن الأحسن أن الخطيب يقول: رجع من ذنوبه كيومَ ولدته أمه ] . انتهى .

يقول ابن هشام في التوضيح : ( فصل ويجوز في الزمان المحمول على إذا -إذا أضيف إلى جملة- الإعراب على الأصل والبناء حملا عليهما - أي على إذ وإذا - فإن كان ما وليه فعلا مبنيا فالبناء أرجح للتناسب ..)

قال ابن مالك في باب الإضافة:
وابنِ أو اعرب ما كإذ قد أجريا == واختر بنا متلو فعل بنيا

نخرج من هذا أنه يجوز الإعراب بالكسر أو البناء على الفتح ، والفتح أرجح لأنه في الحديث قد تلاه فعل ماضي فيناسب البناء أكثر .

منذر أبو هواش
20/12/2007, 11:28 AM
العرب الفصحاء يكرهون كسر ما قبل الواو
ويستثقلون مجيء الواو بعد الكسر
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من حَجَّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيومَ ولدته أمه " متفق عليه . (البخاري 1521، مسلم 1350) . فهل (كيومَ) مضبوطة بالفتح أم بالكسر ؟

كلمة (يوم) ليست من الأسماء الممنوعة من الصرف، لذلك يتم إعرابها فتحا وضما وكسرا وتنوينا في كل أوضاعها تقريبا. لكن فصحاء العرب ينطقونها في هذه الحالة المخصوصة، وفي هذا الحديث الشريف على وجه التحديد مضبوطة بالفتح، فيقولون (كيومَ ولدته)، فهم يجرون الميم بالفتحة ولا يكسرونها رغم جرها بالكاف، مع أن (يوم) ليست من الأسماء الممنوعة من الصرف.

علة ذلك أن العرب الفصحاء يكرهون كسر ما قبل الواو، ويستثقلون مجيء الواو بعد الكسر.

نرى مثل هذه الظاهرة في جمع المؤنث السالم للاسم الثلاثي صحيح العين ساكنها غير مضعَّفهَا، ومضموم الفاء، أو مكسورها، إذ يجوز في عينه الفتح أو الإتباع لحركة الفاء، أو التسكين، نحو: غُرْفة (غُرَفَات، غُرُفات، غُرْفات)، إلا إذا كان مكسور الفاء لامه واو نحو (رِشْوة) فلا تأتي فيهما لغة الإتباع ولا يقول العرب (رِشِوات) لثقل الكسرة قبل الواو، بل يجمعونها على (رِشَوات) أو (رِشْوات) فقط.

وقد وجدنا العرب الأوائل يتخلصون من الواو بعد الكسرة في المعتل الأقوى فيبدلون مكانها الياء نحو قيام وعياد واحتياز وانقياد وديار ورياح وجياد وسياط وثياب ورياض. لكن تبديل واو الفعل الماضي هنا غير ممكن لأنه مبني حكما.

والله أعلم،

منذر أبو هواش

:fl:

راضي عبد المنعم
22/12/2007, 02:27 AM
جزاك الله خيرًا يا أستاذي الكبير ،
جعل الله هذا العلم في ميزان حسناتك .

الواقع أني تعلمت من هذه الفائدة التي لم أكن أعلمها أبدًا من قبل !