المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما رأيكم بمفهوم الغيرة !!!!؟؟؟....



بنت الشهباء
17/12/2007, 10:44 PM
المرأة بمكوناتها التي فطرها الله عليها تختلف عن الرجل وذلك بما تمتاز به من عاطفة ومشاعر مرهفة لا يملكها الرجل بحكم تكوينه الذي فطره الله عليه ...
وهنا تكمن الحكمة حينما يستوعب الرجل مشاعر المرأة وأحاسيسها , ويحتويها في إطار العقل والحكمة , لا في إطار التهور والانفعال .....
والغيرة عند النساء لم تكن حديثة اليوم بل ديننا الحنيف , ونبينا الأمي يبين لنا هذه الصفة التي كانت موجودة عند أحسن نساء العالمين أمنا عائشة – رضي الله عنها – وكيف كان يتعامل معها ويحتويها معلم البشرية نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم –
ولنتأمل معا هذه الأحاديث الشريفة
عَنْ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَنَسٌ ، قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَأَرْسَلَتْ أُخْرَى بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ ، فَضَرَبَتْ يَدَ الرَّسُولِ ، فَسَقَطَتِ الْقَصْعَةُ ، فَانْكَسَرَتْ ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْكِسْرَتَيْنِ ، فَضَمَّ إِحْدَاهُمَا إِلَى الأُخْرَى ، فَجَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ ، وَيَقُولُ : غَارَتْ أُمُّكُمْ ، كُلُوا ، فَأَكَلُوا ، فَأَمْسَكَ ، حَتَّى جَاءَتْ بِقَصْعَتِهَا الَّتِي فِي بَيْتِهَا ، فَدَفَعَ الْقَصْعَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الرَّسُولِ ، وَتَرَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْهَا.
كما جاء في المسند الجامع

وعن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا قالت : فغرت عليه فجاء فرأى ما أصنع فقال :
" ما لك يا عائشة أغرت ؟ " فقلت : وما لي ؟ لا يغار مثلي على مثلك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد جاءك شيطانك " قالت : يا رسول الله أمعي شيطان ؟ قال : " نعم " قلت : ومعك يا رسول الله ؟ قال : " نعم ولكن أعانني عليه حتى أسلم " .
رواه مسلم
وهذه أم المؤمنين " أم سلمة " رضي الله عنها تعترف أمام الرسول –صلى الله عليه وسلم – قبل أن يخطبها لنفسه بأنها " غيورة "
وَرَوَى ابْنُ سَعْدٍ فِي " الطَّبَقَاتِ " فِي تَرْجَمَةِ أُمِّ سَلَمَةَ " أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ عَنْ حَبِيبِ بْنِأَبِي ثَابِتٍ ، قَالَ :

{ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتِي مِنْ أَبِي سَلَمَةَ أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَنِي ، بَيْنَهُ وَبَيْنِي حِجَابٌ ، فَخَطَبَ إلَيَّ نَفْسِي ، فَقُلْت : يَا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي امْرَأَةٌ أَدْبَرَ مِنِّي سِنِّي ، وَإِنِّي أُمُّ أَيْتَامٍ وَإِنِّي امْرَأَةٌ شَدِيدَةُ الْغَيْرَةِ ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَمَّا مَا ذَكَرْت مِنْ غَيْرَتِكِ فَسَيَدْفَعُهَا اللَّهُ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنْ أَيْتَامِكِ ، فَعَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ ، قَالَتْ : فَأَذِنْتُ لَهُ فِي نَفْسِي ، فَتَزَوَّجَنِي }
ولكن هناك مما لا شكّ فيه الغيرة المستحسنة عند النساء , والغيرة القاتلة التي قد تودي بالحياة الزوجية إلى الدمار والهلاك .... وخاصة إذا كانت المرأة تتصف بالأنانية وحب التسلط .. فإننا نرى أن مثل هذه النساء تشكل عقبة كبرى في طريق الحفاظ على الحياة الزوجية المستقرة الهادئة وخاصة إذا ما بقيت معها تلازمها ...أما إذا ما حاولت أن تهذّب من نفسها , وتعود إلى رشدها وصوابها , وتعلم بأنها كانت على غير صواب حينها نستطيع أن نحدد المعادلة المتوازية فيما بين الرجل والمرأة ليكونا سكن هادئ وآمن لبعضهما البعض ...
وبذلك نكون قد أنصفنا المرأة والرجل على السواء , وسعينا إلى تحقيق هدف وغاية الحياة الزوجية


فما رأيكم بمفهوم الغيرة !!!!؟؟؟......

راضي عبد المنعم
17/12/2007, 11:48 PM
قال ابن القيم رحمه الله :
أصل الدين الغيرة ، ومن لا غيرة له لا دين له ؛ فالغيرة تحيي القلب فتحيا له الجوارح ، فتدفع السوء والفواحش ، وعدم الغيرة تميت القلب فتموت له الجوارح ؛ فلا يبقى عندها دفع ألبته .
ومثل الغيرة في القلب مثل القوة التي تدفع المرض وتقاومه ، فإذا ذهبت القوة وجد الداء المحل قابلاً ولم يجد دافعًا ، فتمكن فكان الهلاك . انتهى

لهذا كان أشرف الناس وأعلاهم همة أشدهم غيرة على نفسه وخاصته وعموم الناس ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أغير الخلق على الأمة ، والله عز وجل أشد غيرة منه ، كما في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أتعجبون من غيرة سعد ؟ لأنا أغير منه ، والله أغير مني "
وفي الصحيحين كذلك : " لا أحد أغير من الله ، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن "
وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال في خطبة الكسوف : " يا أمة محمد ، ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته "

بنت الشهباء
18/12/2007, 12:57 AM
قال ابن القيم رحمه الله :
أصل الدين الغيرة ، ومن لا غيرة له لا دين له ؛ فالغيرة تحيي القلب فتحيا له الجوارح ، فتدفع السوء والفواحش ، وعدم الغيرة تميت القلب فتموت له الجوارح ؛ فلا يبقى عندها دفع ألبته .
ومثل الغيرة في القلب مثل القوة التي تدفع المرض وتقاومه ، فإذا ذهبت القوة وجد الداء المحل قابلاً ولم يجد دافعًا ، فتمكن فكان الهلاك . انتهى

لهذا كان أشرف الناس وأعلاهم همة أشدهم غيرة على نفسه وخاصته وعموم الناس ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أغير الخلق على الأمة ، والله عز وجل أشد غيرة منه ، كما في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أتعجبون من غيرة سعد ؟ لأنا أغير منه ، والله أغير مني "
وفي الصحيحين كذلك : " لا أحد أغير من الله ، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن "
وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال في خطبة الكسوف : " يا أمة محمد ، ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته "


جميل ورائع ما نثرته لنا أخي الكريم
راضي عبد المنعم
عن مفهوم الغيرة بشكل عام في الإسلام .....
فالغيرة على الدين والحرمات والبلاد ووووو هي أصل القوة والثبات التي يجب أن يلتزم بها الإنسان ليثبت وجوده ....

ولكن يا أخي الكريم
نريد أن نعرف مفهوم الغيرة بشكل خاص عند النساء
وهل هناك فرق بين الغيرة والاستحواذية التي تريد المرأة من خلالها أن تملك الرجل , وتقيده بهدف أن تحافظ عليه ولا يلتفت إلى غيرها !!!؟؟؟.......

نريد مزيدا من المشاركات حول مفهوم الغيرة عند النساء
من خلال مشاركة الطرفين على السواء

ولك مني كل التقدير
وكل عام وأنت بألف خير

راضي عبد المنعم
18/12/2007, 01:30 AM
ولكن يا أخي الكريم
نريد أن نعرف مفهوم الغيرة بشكل خاص عند النساء
وهل هناك فرق بين الغيرة والاستحواذية التي تريد المرأة من خلالها أن تملك الرجل , وتقيده بهدف أن تحافظ عليه ولا يلتفت إلى غيرها !!!؟؟؟.......

نريد مزيدا من المشاركات حول مفهوم الغيرة عند النساء
من خلال مشاركة الطرفين على السواء

ولك مني كل التقدير
وكل عام وأنت بألف خير

معذرة يا أختاه !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن من الغيرة ما يحبها الله ، ومنها ما يبغضها الله ، فالتي يبغضها الله الغيرة في غير ريبة "

فكما يوضح الحديث الشريف فإن الغيرة غير المبررة ، والتي تكون ضد زوج غير مريب وغير موضع شبهة ، = هي غيرة مذمومة .
وإن كثيرات ممن تشتد غيرتهن تحملهن شدة الغيرة على سرعة الثورة وإيقاع العقوبة من غير إعذار منهن ، ولا قبول لعذر ، بل قد يكون لضحية الغيرة في نفس الأمر عذر ولا تدعه شدة الغيرة أن يُقبل عذره ..
وعلى الجانب الآخر فإن كثيرات ممن يقبلن المعاذير يحملهن على قبولها قلة الغيرة حتى تتوسع في طرق المعاذير ، وترى عذرًا ما ليس بعذر ..
وكل منهما غير ممدوح على الإطلاق !

إنما الممدوح اقتران الغيرة بالعذر ، فتغار في محل الغيرة ، وتعذر في موضع العذر ، ومن كانت هكذا استحقت المدح حقًا .

وبمناسبة الغيرة المذمومة فالعلامة الإمام ابن حزم كان مصابًا بغيرة شديدة حتى كانت تمنعه من تزويج من تحت ولايته ، يقول رحمه الله تعالى في (الأخلاق والسير) :
كانت فيّ عيوب ، فلم أزل بالرياضة واطلاعي على ما قالت الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم والأفاضل من الحكماء والمتأخرين والمتقدمين في الأخلاق وفي آداب النفس ، أعاني مداواتها حتى أعان الله عز وجل على أكثر ذلك بتوفيقه ..... ومنها إفراط في الأنفة بغّضت إليّ إنكاح الحُرم بكل وجه ، وصعّبت ذلك في طبيعتي ، وكأني توقفت عن مغالبة هذا الأفراط الذي أعرف قبحه لعوارض اعترضت عليّ ، والله المستعان . انتهى

وما ابتلى الله به النساء من الغيرة فقد ابتلى الرجال بأشد منه ، يقول ابن القيم :
أنت إذا قايستَ بين تعب الرجال وشقائهم وكدهم ونصبهم في مصالح النساء وبين ما ابتلي به النساء من الغيرة : وجدتَ حظ الرجال من تحمل ذلك التعب والنصب والدأب أكثر من حظ النساء من تحمل الغيرة ، فهذا من كمال عدل الله وحكمته ورحمته ، فله الحمد كما هو أهله . انتهى

ولله الحمد كما هو أهله .

بنت الشهباء
20/12/2007, 12:54 AM
معذرة يا أختاه !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن من الغيرة ما يحبها الله ، ومنها ما يبغضها الله ، فالتي يبغضها الله الغيرة في غير ريبة "

فكما يوضح الحديث الشريف فإن الغيرة غير المبررة ، والتي تكون ضد زوج غير مريب وغير موضع شبهة ، = هي غيرة مذمومة .
وإن كثيرات ممن تشتد غيرتهن تحملهن شدة الغيرة على سرعة الثورة وإيقاع العقوبة من غير إعذار منهن ، ولا قبول لعذر ، بل قد يكون لضحية الغيرة في نفس الأمر عذر ولا تدعه شدة الغيرة أن يُقبل عذره ..
وعلى الجانب الآخر فإن كثيرات ممن يقبلن المعاذير يحملهن على قبولها قلة الغيرة حتى تتوسع في طرق المعاذير ، وترى عذرًا ما ليس بعذر ..
وكل منهما غير ممدوح على الإطلاق !

إنما الممدوح اقتران الغيرة بالعذر ، فتغار في محل الغيرة ، وتعذر في موضع العذر ، ومن كانت هكذا استحقت المدح حقًا .

وبمناسبة الغيرة المذمومة فالعلامة الإمام ابن حزم كان مصابًا بغيرة شديدة حتى كانت تمنعه من تزويج من تحت ولايته ، يقول رحمه الله تعالى في (الأخلاق والسير) :
كانت فيّ عيوب ، فلم أزل بالرياضة واطلاعي على ما قالت الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم والأفاضل من الحكماء والمتأخرين والمتقدمين في الأخلاق وفي آداب النفس ، أعاني مداواتها حتى أعان الله عز وجل على أكثر ذلك بتوفيقه ..... ومنها إفراط في الأنفة بغّضت إليّ إنكاح الحُرم بكل وجه ، وصعّبت ذلك في طبيعتي ، وكأني توقفت عن مغالبة هذا الأفراط الذي أعرف قبحه لعوارض اعترضت عليّ ، والله المستعان . انتهى

وما ابتلى الله به النساء من الغيرة فقد ابتلى الرجال بأشد منه ، يقول ابن القيم :
أنت إذا قايستَ بين تعب الرجال وشقائهم وكدهم ونصبهم في مصالح النساء وبين ما ابتلي به النساء من الغيرة : وجدتَ حظ الرجال من تحمل ذلك التعب والنصب والدأب أكثر من حظ النساء من تحمل الغيرة ، فهذا من كمال عدل الله وحكمته ورحمته ، فله الحمد كما هو أهله . انتهى

ولله الحمد كما هو أهله .

يتبين لي أخي الكريم
راضي عبد المنعم
من خلال مشاركتك الكريمة والواعية النزيهة أن أهم شيء يهذّب الغيرة , ويجعل منها غيرة حسنة غير مذمومة هو تهذيب النفس , والالتزام بالآداب والأخلاق الجمة ....
وذلك من خلال تعاليم ديننا الحنيف , وإتباع سنة نبينا الحبيب مصطفى صلى الله عليه وصحبه وسلم
وهنا يخطر بالبال سؤال أوجهه لكل رجل عربي مسلم :
ترى لو فعلت زوجتك , مثل ما فعلته أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – هل ستذكر حالا كيف كان موقف سيد البشرية ومعلمها , وتتصرف كما علمتك المدرسة المحمدية!!!؟؟؟...
أم أنك ؟؟؟؟؟؟.............
ومما لا شك فيه أخي الكريم أن الغيرة المذمومة قد تودي إلى هلاك وضياع الأسرة ...وقد عرف بعضهم الغيرة بأنها تؤول بالحرص
قال بعضهم :
ما أحَسنَ الغيرةَ في حِينها ** وَأقبحَ الغيرةَ في كلِّ حِينْ
مَنْ لمْ يزَلْ مُنْهماً عرسهُ ** مناصباً فيها لرِيب الظُّنونْ
أوْشك أنْ يُغريها بِالذِي ** يَخافُ أنْ يُبرزها لِلعيونْ
حَسبكَ مِنْ تحصينها وَضْعُها ** مِنكَ إلى عِرضٍ صَحيح وَدينْ
لاَ تَطَّلعْ مِنكَ عل رِيبةٍ ** فيتبعَ المقرونُ حَبلَ القَرينْ

ومما جاء تصديقا لكلامك أن الرجال هم أشد غيرة من النساء , هذا لا يعني أنها غيرة مذمومة بل هي غيرة حميدة يتصف بها الإنسان العربي الشهم ....
والحديث يا أخي الكريم عن الغيرة أراه قد شمل الطرفين على السواء .., والأساس كما قلت أولا وأخيرا يجب أن يكون قائما على بناء النفس وتهذيبها .. وهنا البيئة السليمة تلعب دورها في الحياة بهدف بناء أسرة متكاملة قائمة على المودة والحب والتفاهم فيما بين الطرفين ...

وكل عام وأنت بألف خير