المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تميز الشخص النصاب - نصائح كي لا تقع ضحية للنصب !!!!!



جورج عساف
18/12/2007, 11:15 AM
تحية للجميع :
لقد أعددت أبحاثا ودراسات في مجال القانون والاقتصاد والإدارة وقد كانت لي وجهة نظر شخصية في موضوع جريمة النصب أرغب في عرضها عليكم وخاصة المختصين منكم في علم النفس والطب والتحليل النفسي طالبا منكم تدقيق وجهة نظري هذه وفق الأسس العلمية في مجال علم النفس وما سأعرضه عليكم يعبر عن وجهة نظر شخصية توصلت إليها من خلال بعض الأبحاث :

ملاحظات تساعد في تمييز الشخص النصاب :
1- الشخص النصاب يخبرك من تلقاء نفسه أن لديه حاجة ملحة لأمر ما ويريد مساعدتك مقابل أن يعطيك المال الكثير ، أو يعرف أن لديك حاجة ملحة تريد تحقيقها بشدة فيعرض عليك مساعداته مستخدما كل الوسائل الممكنة لاقناعك . وكلما زادت رغبتك في ما يعرضه النصاب كلما سهّلت عليه تنفيذ جريمته .
2- الشخص النصاب يمهد للنصب على الضحية بالتحدث في موضوع معين حتى يخلق نوعا من الود بينه وبين الضحية .
3- قد يستخدم النصاب الآخرين ليقوموا بعملية التعريف بينه وبين الضحية .
4- يعمل النصاب على إقناع الضحية بأنه القادر على تحقيق حاجته وأنه لا يريد منه شيئا بالمقابل وأنه سبق ونفذ مثل هذه الحاجة مرات عديدة وأنها أمر بسيط عنده أو بالعكس يقنع النصاب الضحية أن الأمر المطلوب معقد ويحتاج إلى أموال طائلة لحله ( النصاب يقرب للضحية الشيء وان كان بعيدا ويبعده وان كان قريبا ) .
5- الشخص النصاب يتمتع بطلاقة لسان قوية جدا بحيث يستطيع أن يتكلم بدون توقف لمدة طويلة وأن ينتقل من موضوع إلى آخر بسهولة فائقة .
6- في معظم حالات النصب تكون هناك عصابة للنصب ؛ حيث يوجد شخص نصاب ( رئيس للعصابة ) ومساعد له أو أكثر . ويكون دور أفراد العصابة مساعد رئيسها في إيقاع الضحية ومن أشكال المساعدة أن يقوم الفرد بتأييد كلام رئيس العصابة أو دور الوسيط بينه وبين الضحية فيعرف ما يفكر به هذا الأخير وينقله لرئيسها الذي يكون غالبا الأذكى في العصابة .
7- عيون النصاب تتحرك في كل الاتجاهات باستمرار عندما يتكلم مع الضحية ( كالثعلب ) فهو يراقب كل حركة حوله .
8- النصاب لا يترك مجالا للضحية كي تحاوره في أمر ما فكلما بدأت الضحية بالكلام قاطعه النصاب .
9- الشخص النصاب يتكلم في مواضيع مختلفة خلال دقائق وذلك بهدف أن يشغل تفكير الشخص الضحية فلا يجعله يفكر أو يناقش ما يقوله النصاب ( يريد النصاب إيقاف دماغ الضحية عن العمل وذلك بالكلام الكثير والمواضيع المتنوعة ) .
10- الشخص النصاب يكرر أثناء كلامه مع الضحية عبارات محددة ( والسبب هو أنه يستخدم هذه العبارات في عمليات النصب التي يقوم بها مرات كثيرة فتغلب على لسانه ) .
11- الشخص النصاب يحلف ويقسم مرات كثيرة خلال كلامه مع الشخص الضحية .
12- يحاول الشخص النصاب مرات كثيرة أن يقنع ضحيته أنه يريد منفعته ويقسم على ذلك وأن جميع الناس الآخرين كاذبين ولصوص وهو الشخص الوحيد الذي يريد الخير للضحية .
13- الشخص النصاب يسأل ضحيته عن أمور شخصية جدا ( زوجه أولاده عددهم أعمارهم مهنة الضحية سكنه أحواله المالية... ) .
14- الشخص النصاب يختار لتنفيذ جريمته الأماكن التي يعيش أو يعمل فيها الأغنياء عادة كما يختار الأشخاص الذين يدل ظاهر حالهم على الغنى واليسر ويكثر النصابون أمام البنوك وأماكن الصرافة ( يتحرك النصابون حيث يوجد المال ) .
15- النصاب شخصيته قادرة على التعامل مع شخص الضحية فإذا كانت الضحية شخصا ضعيفا استخدم النصاب طابع الشدة في كلامه وحركاته وإذا كان الشخص الضحية قويا استخدم النصاب أسلوب اللين والطيبة معه.
16- الشخص النصاب يفضل أن ينصب على أناس غريبين عن المنطقة والبلد .
17- الشخص النصاب غالبا لا ينظر في وجه ضحيته أثناء النصب وغالبا ما يركز بصره على الأرض .
18- النصاب – بصورة عامة - شخص ذكي جدا .
19- يركز النصاب خلال كلامه مع الضحية على المال الذي سيكون محلا للنصب ( مقداره – كيفية دفعه – من سيتسلمه – متى التسليم ...) .
20- الشخص النصاب يخاف من الجهات الرسمية ( دائرة حكومية – قسم شرطة ....) ؛ فهو يعمل بكل الطرق على عدم إدخال أي جهة رسمية في علاقته مع الشخص الضحية .
21- عندما يتكلم رئيس العصابة مع الضحية : يتبادل أفراد العصابة النظرات والابتسامات على أساس أن الفريسة في طريقها للوقوع في الشبكة وأن رئيسهم عبقري في النصب .
22- الشخص النصاب يعتمد على الكذب ؛ وبالتالي يظهر تناقض واضح خلال كلامه مع الشخص الضحية ، والشخص سريع البديهة وقوي الملاحظة يستطيع أن يدرك هذا التناقض في كلام النصاب.
23- الشخص النصاب يعمل جاهدا ليجعل الضحية مطمئنا إليه حتى اللحظة الأخيرة فمثلا بعد أن يتسلم من الضحية المال يعيده إليه مظهرا عدم تمسكه في أخذه قائلا : ( إذا كنت غير واثقا مني خذ أموالك ) فلا يكون من الضحية إلا أن يعيدها إليه فورا وقد وثق به.
24- الشخص النصاب وخلال كلامه مع الضحية يبدو عليه التوتر والقلق والخوف ويرتبك فورا إذا وجه له الشخص سؤالا بعيدا عن هدفه لأنه يكون قد وضع كل تركيزه وفكره على عملية النصب .
25- غالبا ما يستخدم النصاب في تنفيذ عمليته سيارة للتنقل بها بسرعة والهروب عند الحاجة .
26- النصاب قد يلجأ للعنف عندما ينكشف أمره أو لا يستطيع أن يحتال على ضحيته ويجد المال معه والفرصة مواتية لأخذه دون أن يقبض عليه ولذلك غالبا ما يكون النصاب قوي البنية وسريع الحركة وغدار .

كيف تتجنب الوقوع ضحية للنصب :

أقدم عددا من النصائح التي توصلت إليها في كيفية تجنب الوقوع ضحية لعمليات النصب وهي تعبر عن وجهة نظري الشخصية :
1- استفد من الملاحظات التي ذكرتها آنفا حول تمييز الشخص النصاب لتعرفه قبل فوات الأوان ولا تقع ضحية لعملياته .
2- لا تثق بأي شخص كان من اللقاء الأول معه ومهما كانت ظروفك .
3- قال العرب : لا تتحدث عن ذهبك ومذهبك وذهابك ، وقال الإيطاليون لا تر أحدا قرارة كيسك ولا قرارة نفسك . الكتمان أمر ضروري للسلامة ولتحقيق الأهداف فاستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان .
4- لا تقم علاقة صداقة مع شخص غريب إلا بعد معرفته جيدا .
5- تعاملوا كالغرباء : عندما تسلم أو تستلم مالا أو شيئا من أي شخص كان ولو كان قريبا لك عليك أن توثق ذلك أصولا ( بالكتابة والشهود المعروفين ولدى موظفين رسميين مختصين ) واتخذ كل الإجراءات القانونية لضمان حقك دوما .
6- كن واعيا عندما يطلب منك شخص واقف بالقرب من بنك أو محل صرافة معونة أو يعرض عليك أمرا ما .
7- احترم القانون في كل ما تقوم به من تصرفات فهو موضوع لحمايتك وحماية مصالحك وإذا جهلت حكم القانون في أمر ما فاستعن بأهل العلم والخبرة واسأل أكثر من شخص منهم حول ما تريد معرفته لتصل إلى الجواب الأكثر دقة ويقينا .
8- إياك أن تظهر ضعفك أو طيبة قلبك عندما تقوم بعملية مالية أو تطلب من أحد حاجة ما مهما كنت مندفعا إليها ؛ بل احتفظ بهدوء أعصابك وعقلانية تفكيرك وأظهر له صلابة شخصيتك لمنعه من أن يستغلك .
9- تجنب التعامل مع الأشخاص الذين يمارسون عملهم بدون ترخيص رسمي .
10- تجنب إخبار الآخرين وخاصة الغرباء عن شؤونك الشخصية وأسرارك وهمومك فهي المفتاح للدخول إلى نفسك ومالك .
11- القناعة كنز لا يفنى : لا تجعل حب المال والطمع والرغبة في الوصول السريع يعميان بصرك وبصيرتك فتقع في شرك النصابين .
12- لا تركب سيارة شخص ما لا تعرفه وخاصة إذا عرض عليك ذلك وخاصة إذا كان معك مبلغ من المال .
13- النصيحة الأهم : كن مع الله دوما وجل جلاله سيجعل بصرك وبصيرتك في حالة يقظة دائمة مما يمنع الوقوع في شرك النصابين .

يرجى من جميع القراء الكرام وخاصة المحللين والمختصين في علم النفس أن يدققوا ما كتبته في هذا الموضوع ويقدموا لي ملاحظاتهم العلمية حوله وأن يضيفوا ما يريدونه لاغناء هذا الموضوع .

مع كل الشكر والتقدير والاحترام للجميع . :good: :good: :good: :vg: :vg: :vg: :fl: :fl: :fl:

جورج عساف
شهادة في الحقوق – شهادة عليا في الإدارة العامة INA – شهادات دورات في القانون الدولي والإدارة والسياسات

آداب عبد الهادي
18/12/2007, 01:02 PM
الأخ الكريم جورج عساف المحترم
أهلاً بك في منتدى التحليل النفسي ونرجو من سيادتك الكريمة نشر صورتك الشخصية في الخانة الخاصة بنشر الصور ونكون لك من الشاكرين.
الاستاذ الكريم جورج نشكرك على هذه المعلومات القيمة التي قدمتها فيما يخص النصاب والنصابين وفي الواقع هي صحيحة وجيدة وتعكس بحق خبرتك الكبيرة وإطلاعك الواسع في الحياة هذه الخبرة الناتجة عن ثقافتك وشهادتك وطبيعة عملك.
لكن هناك إضافة بسيطة،للموضوع.
النصاب بشكل عام عندما يقع أحد ما في شراكه لا بد عليه في البداية أن يفكر بطريقة لفتح علاقة معينة مع المنصوب عليه وإقناعه به،من خلال تبادل الزيارات والعزائم كي يقنع المنصوب عليه بفكرته المراد النصب من خلالها.
كما ان النصاب يعطي صورة مغايرة لحقيقته،فمثلاً يكون قلق من الداخل ومتوتر ولكن ما يظهر عليه هو الهدوء والسكينة.
والنصاب لا ينسى أبداً الشكل فهو دائماً يبالغ في ترتيب نفسه وهندامه إذا كان من النصابين رفيعيي المستوى بعكس النصابين الصغار .
كما ان النصاب يظهر كرماً لا مثيل له في بداية وقوع الصيد تحت يده،فلا يتوانى عن تقديم هدية معينة له بغية إدخال الأطمئنان إلى نفسه.
وهناك أمر مهم إن النصاب نصاب بالوراثة وقد أثبتت الدراسات النفسية أن هناك75% من النصابين يملكون في دمائهم مورثات النصب وهناك 25% بالمائة نصب مكتسب.
والنصاب ينمو وينشأ على النصب من سنوات حياته الأولى ،ويبدأ بالنصب على زملاء الصف في المدرسة ويتطور تدريجياً ليصبح النصب عنده في مستواه المتقدم .
من الصفات السيكولوجية للنصاب:النصاب شخص ضعيف ،فهو ضعيف في العقل وضعيف في التحكم بذاته بشكل عام،وهو ضعيف في ضبط نوازعه وتوجيهها وفق ماهو مثمر ومناسب.
للنصاب ضعف في الحس الشخصي والشعور الاجتماعي بالواجبات الاجتماعية ومكانة الآخرين ومصالحهم.
النصاب ضعيف من الناحية الوجدانية والأخلاقية ولا يملك الاستجابة على النواهي الإخلاقية.
النصاب شخص تحجرت عواطفه ونزع إلى الإنتقام بدلاً من التسامح وإلى الكره بدلاً من المحبة ،والنصاب ليس شخص مضطرب وحسب بل إنه شخص غيرمستقر من الناحية الإنفعالية والوجدانية .
وهنك نقطة سنبحثها لا حقاً بين علاقة نسبة الذكاء والنصب وهل النصابين يتمتعون بذكاء عالي أم منخفض وما علاقة نسبة الذكاء بالنصب.
أشكرك مرة أخرى أخي العزيز جورج على طرحك هذا الموضوع الحساس والجميل ولنا معاً متابعة إن شاء الله.
تحياتي

أسماء حسن محمد
18/12/2007, 01:58 PM
شكرا أستاذ جورج على هذه النصائح الثمينة



النصاب ضعيف من الناحية الوجدانية والأخلاقية ولا يملك الاستجابة على النواهي الإخلاقية.
النصاب شخص تحجرت عواطفه ونزع إلى الإنتقام بدلاً من التسامح وإلى الكره بدلاً من المحبة ،والنصاب ليس شخص مضطرب وحسب بل إنه شخص غيرمستقر من الناحية الإنفعالية والوجدانية .



صدقت والله أستاذة آداب

اضافة لما أدرجت النصاب شخص يهوى التمثيل ويتقنه ببراعة مطلقة والنصاب كذلك شخص نرجسي سيكوباتي ولاؤه لمذاته وشهواته وليس لديه ولاء لأي كان ميت الضمير ولا يشعر بالذنب تجاه ضحاياه ولا بأي حال من الأحوال.. فريسته المثالية الأشخاص الطيبون بالدرجة الأولى

أماني محمد ناصر
18/12/2007, 06:16 PM
الفاضل جورج
شكرا لهذه الملاحظات والنصائح القيمة
كم نحن بحاجة لها بل ولحفظها عن ظهر قلب
مرة ثانية شكرا لك

سهيل عيساوي
21/12/2007, 12:33 PM
نصائح هامة , لكن اهل الاحتيال والنصب وان عممت على الخلائق بامكانهم ابتكار طرق جديدة والاتفاف على معلومات عامة الناس حول النصب

جورج عساف
30/12/2007, 12:34 PM
شكرا لكم زملائي الكرام على ما اضفتموه من معلومات هامة تدعم وتؤيد وجهة نظري التي ذكرتها وأرغب في أن أضيف أن من بين أساليب النصب وأدواته ما يلي :
- اعطاء شيك بلا رصيد للضحية
- تقديم وثائق مزورة لأخذ المال من الضحية
- بيع عقار يملكه النصاب الى عدة أشخاص بعقود عادية وقبض مبالغ من المشترين .
الاستعانة بشهود يؤيدون كلام النصاب .
استدرار العطف من خلال التظاهر بالاصابة بالعاهات كالعجز عن النطق والصمم والشلل
طلب استعارة شيء ما من الضحية وبعد ذلك أخذه والهرب به
مع تمنياتي باستمرار المتابعة في بحث هذا الموضوع لما في ذلك من فائدة في منع تمكين هؤلاء ضعاف النفوس من الاستيلاء على أموال الآخرين بالنصب وكي يأخذوا فكرة عامة عن هذا النوع من الجرائم وكيفية التعامل معه .

جورج عساف
30/12/2007, 12:34 PM
شكرا لكم زملائي الكرام على ما اضفتموه من معلومات هامة تدعم وتؤيد وجهة نظري التي ذكرتها وأرغب في أن أضيف أن من بين أساليب النصب وأدواته ما يلي :
- اعطاء شيك بلا رصيد للضحية
- تقديم وثائق مزورة لأخذ المال من الضحية
- بيع عقار يملكه النصاب الى عدة أشخاص بعقود عادية وقبض مبالغ من المشترين .
الاستعانة بشهود يؤيدون كلام النصاب .
استدرار العطف من خلال التظاهر بالاصابة بالعاهات كالعجز عن النطق والصمم والشلل
طلب استعارة شيء ما من الضحية وبعد ذلك أخذه والهرب به
مع تمنياتي باستمرار المتابعة في بحث هذا الموضوع لما في ذلك من فائدة في منع تمكين هؤلاء ضعاف النفوس من الاستيلاء على أموال الآخرين بالنصب وكي يأخذوا فكرة عامة عن هذا النوع من الجرائم وكيفية التعامل معه .

د.ماهر الصيفي
19/02/2008, 09:45 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

بخصوص الموضوع المطروح أود التنوية بشكل علمي بهذا الخصوص عسى أن يكون ذا فائدة يمكن الاستعانه به
التكوين الطبيعي لمن يتصف بحالة النصب
1- تمهيد وتقسيم :
يقصد بالتكوين الطبيعي للموصف الخصائص والصفات الخلقية التي تصاحب الشخص منذ ولادته ، سواء ما يتعلق بتكوينه العضوي أو العقلي أو النفسي.
وهناك مبحث علمي قام به العلامة الإيطالي لومبروزو في " تنبيه الأذهان إلى علاقة التكوين العضوي للفرد بالسلوك" معلناً وجود ما أسماه النصاب بالتكوين أو بالميلاد. وأشار إلى أن هذه الفئة لهم صفات بيولوجية جسدية ونفسية تميزهم عن الأشخاص العاديين ، وأن توافر هذه الصفات في شخص معين لابد وأن تقوده حتماً إلى القيام بعمليات الاحتيال والنصب
ولما قد تم الإشارة إلية من نظرية الحالة بالفطرة أو بالميلاد التي قال بها لومبروزو " وقد انتقدت" ، ويكفي الإشارة هنا إلى أن الجريمة ( النصب ) هى عبارة عن مخلوق قانوني اصطنعه المشرع ، بحيث لا يتصور القول بأن توافر صفات بيولوجية معينة في الشخص هي التي تدفعه إلى ارتكاب السلوك الإحتيالي أو عملية النصب ، ذلك أن تلك الصفات كانت موجودة فيه قبل إصباغ وصف الحالة على فعله المرتكب .
ومن بعد جاء العالم الأمريكي هوتون Hooton – في مؤلفه "الجريمة والإنسان Crime and the Man" الصادر عام 1939 والذي أعاد طباعته باسم "المجرم الأمريكي The American Criminel" – منتهياً في أبحاثه إلى أنه لا توجد صفات عضوية معينة كتلك التي ذكرها لومبروزو تميز المحتالين عن غيرهم من المجرمين. وكل ما ثبتت ملاحظته أن المحتال ( النصاب ) عادة ما يكون أقل وزنا في المعتاد من الشخص العادي وأقل في القامة ، خاصةً بالنسبة لطائفة المجرمين التي تبتعد كثيراً عن الشخص العادي إذا ما قورنوا بمرتكبي جرائم النصب. وإلى هذا سبق وانتهى العالم الإنجليزي تشارلز جورنج Goring.
ولقد توصل العالمان الأمريكيان وليام شلدون جلوك Sheldon Glueck وزوجته إليانور جلوك Eleanor Glueck – أستاذة الأنثروبولوجيا بجامعة هارفارد وزميلا هوتون - إلى نتائج مغايرة من خلال دراستهم التي شملت نحو خمسمائة من كبار المحتالين ومقارنتهم بمجموعة منضبطة من الأشخاص العاديين. فقد أشارت الدراسة إلى أن 60% من المحتالين المعتادين يتميزون بقوة البدن مقابل 31% من الأشخاص غير المحتالين ، وأن 14% من المحتالين مقابل 31% من غير المحتالين يتميزون بالضعف ، الأمر الذي يقطع بأن الخصائص البدنية وحدها لا يمكن أن تكون الفيصل الذي يميز المحتالين عن غير المحتالين
وهكذا لم يثبت وجود علاقة بين التكوين العضوي والسلوك الإحتيالي ، بل على فرض وجود تلك العلاقة فمن الخطأ اعتبارها سبباً مباشراً للإحتيال . فاجريمة الإحتيال لا تعبر عن صفات تشريحية أوعيوب عضوية بقدر ما تعبر عن شخصية إجرامية في نواحيها العقلية أو النفسية.
وفي ضوء ذلك فإننا سوف نكتفي في شأن العلاقة بين التكوين الطبيعي العضوي ، قاصرين دراسة التكوين الطبيعي لشخص المحتال على بعض العوامل التي قيل بصلتها بالسلوك الإجرامي ، وهي على الترتيب ، الخلل في وظائف الأعضاء ، والشذوذ الغريزي ، ومستوى الذكاء.
2- الخـلل فـي وظـائـف الأعـضـاء
ربط بعض علماء الإجرام – وعلى رأسهم البروفسور بندا ودي توليو وماكس شلاب ولويس برمان - بين الخلل في وظائف أجهزة الجسم الداخلية ، كالجهاز العصبي والجهاز التناسلي والجهاز الدوري ، وبين السلوك الإحتيالي . ولعل أهم ما أشير إليه في هذا الصدد هو الربط من ناحية بين خلل الجهاز الغددي وبين السلوك الإحتيالي ، ومن ناحية أخرى بين الأمراض التي تصيب الجسم وأجهزته وبين هذا الأخير.

أولاً : خلل الجهاز الغددي :
الغدد ، وفق ما يقرره علماء الطب ، نوعين : غدد قنوية وغدد صماء Ductless glands. وتشتمل الغدد القنوية على قنوات تنقل عن طريقها افرازات معينة ، إما إلى داخل الجسم كالغدد اللعابية أو الكبد والبنكرياس ، وإما إلى خارجه كالغدد العرقية والدمعية والدهنية.
أما الغدد الصماء فلا تشتمل على قنوات خارجية ، بل تقوم بتحويل المواد الغذائية التي ينقلها إليها الدم إلى هرمونات كي تعيد نقلها مرة ثانية إلى الدم الذي يوزعها بدوره على الجسم. والغدد الصماء تضم : الغدة الدرقية Thyriod الموجودة في مقدمة الجزء الأسفل من الرقبة على جانبي القصبة الهوائية ، والغدة المجاورة لها Parathyroid ، والغدة النخامية Pituitary الموجودة في مؤخرة الرأس ، والغدة الصنوبرية Pineal التي توجد في وسط المخ في أعلى اتجاه العمود الفقري ، والغدة الكظرية Surrenal أو الادرينالية Adrenals ، والغدد الجنسية Sex glands.
وقد خلص علماء الإجرام إلى أن افرازات الغدد الصماء له أثر كبير على السلوك الإحتيالي . ذلك أن افرازات هذه الغدد تؤثر تأثيرا مباشراً على الكفاءة الوظيفية لأجهزة الجسم المختلفة ، التي تؤثر بالسلب على التكوين العضوي والنفسي للفرد ، مما يجعله سهل الاستجابة للمؤثرات الخارجية ، ومن ثم يسهل ترديه في سبيل تنفيذ عمليات الاحتيال .
وعلى سبيل المثال فإن ازدياد افرازات الغدد الدرقية يؤدي إلى الاندفاع الشديد والقلق والشعور بعدم الاستقرار والتوتر العصبي مما يدفع الشخص إلى ارتكاب حالات الاعتداء على الأشخاص ، في حين أن قلة إفرازها يؤدي إلى الخمول الذهني وإلى نوع من البلادة الذهنية عند الأطفال في بعض الأحيان وإلى فقدان الذاكرة في الحالات المرضية الشديدة.
كما تبين أن النقص في افرازات الغدد النخامية يؤدي إلى شعور أصحابها بالجبن والانعزالية والانطواء. كما قد يؤدي ذلك إلى اضطرار بعض الفتيات إلى الانحراف الخلقي عندما يبحثن عن الصلة بالجنس الأخر كنوع من التعويض العاطفي بسبب إحساسهن الدفين بالنقص.
كما تبين أيضا أن زيادة إفراز الغدة فوق الكلية لمادة الأدرينالين يؤدي إلى تمتع الشخص بقدرة عالية على التركيز والاستجابة ، بعكس ما لو نقص هذا الإفراز.
ويعتقد البعض من أطباء النفس وعلماء السيكولوجية الهرمونية Psychoendocrinology أن ضمور الغدة الصنبورية في بداية مرحلة المراهقة يمنع من النضج الجنسي الطبيعي ، وأن ورم الغدة الصنبورية قد يؤدي إلى النضج الجنسي قبل الأوان ، الأمر الذي يؤثر في الحالتين على الناحية النفسية للفرد المصاب
والواقع أنه لا يجب التسرع في الربط بين الخلل في وظائف الغدد وبين السلوك الإحتيالي ، ذلك أن كثير من الغدد يفرز أكثر من هرمون والهرمونات المفرزة من كل غدة تتأثر بدورها بما تفرزه الغدد الأخرى ، والجهاز العصبي بدوره يؤثر في هذه الافرازات ويتأثر بها. فضلاً عن أن غموضاً ما زال يكتنف علم وظائف الغدد ومدى تأثير افرازات هذه الغدد على نمو الإنسان ونضجه وحالته العضوية والنفسية والعقلية.
ثانياً : الأمراض العضوية :
يقصد بالمرض العضوي الخلل الذي يصيب أحد أجهزة الجسم. ولقد كشفت الدراسات عن أن هناك من الأمراض العضوية ما يرتبط بالسلوك الإحتيالي والاجرامي ، ومنها على الأخص : الزهري ، السل ، الحميات ، إصابات الرأس والتهابات أغشية المخ .
فلقد ثبت أن ميكروب مرض الزهري Syphilis يحدث لدى المصاب به اضطراباً في الجهاز العصبي مما يجعله عرضة للإصابة بأحد الأمراض العقلية كالشلل الجنوني العام والصرع ، أو عرضة للتقلبات المزاجية وعدم اتساق الأفكار. كما ينتج عن هذا المرض آثاراً نفسية تضعف لدى المصاب به السيطرة على رغباته وكبح جماح نفسه ، فيسهل انقياده لسبيل القيام بعمليات الاحتيال والاجرام والاعتداء الخ .
كما أكد البعض وجود صلة بين مرض السل Tuberculose والسلوك الإحتيالي . والقول بذلك إنما مرجعه ما يسببه المرض من ضعف في قدرة الشخص على التحكم والسيطرة على غرائزه وميوله وشدة حساسيته وسرعة استجابته للمؤثرات الخارجية. ويحدث مرض السل بصفة خاصة خللاً في الغريزة الجنسية ، مما يدفع المريض به إلى ارتكاب جرائم أقوى من الاحتيال والنصب والسرقة وهى ( هتك العرض والاغتصاب الخ .
ولقد دلل دي توليو على أنه يوجد من بين كل ألف سجين ما لا يقل عن 203 منهم مصاب بمرض السل. كما أثبت العالم البلجيكي فيرفاك Vervaeck أن 10% من بين 1613 سجين بلجيكي ينتمون إلى اسر مصابة بالسل ، وانتقل المرض بين أبنائها عن طريق الوراثة لإصابة أحد الأبوين به.
كما أن الإصابة ببعض الحميات يمكن أن يتسبب في إحداث بعض الاضطرابات في الإدراك والإرادة ، كاضطراب الذاكرة وشرود الذهن التفكير والهذيان. ومن بين الحميات التي يمكن أن تحدث خللاً في الجانب الإرادي للشخص الملاريا والتيفود والحمى الشوكية أو الحمى المخية. ولعل هذا النوع الأخير هو الأخطر من بينها ، إذ تنال من صفات الشخصية فتغير في طباعها وانفعالاتها وتنال من القدرة على التحكم في الغرائز والميول. وهكذا يمكن أن يقدم المصاب بها على ارتكاب أشد أنواع الجرائم خطورة كالقتل والعاهات المستديمة والسرقة بالإكراه والجرائم الجنسية.
وتأتي إصابات الرأس والتهابات في أغشية المخ كأحد العوامل التي قد تقف وراء الظاهرة الإجرامية لما تحدثه هذه الإصابات والالتهابات من اختلالات نفسية وتغيرات حادة في الشخصية. وعادة ما تكون هذه الإصابات مرتبطة بخلل أو مرض أصاب الأم في فترة الحمل. ولعل هذا يقف وراء اختلاف السلوك الإجرامي للتوائم المتماثلة رغم وحدة الظروف البيئية ،وبصفة عامة يجب التحرز من اطلاق القول بالصلة الحتمية بين السلوك الإجرامي وبين المرض العضوي ، ذلك أن تلك الصلة ما زالت محل شك نظراً لأن ما أجرى من بحوث في هذا الصدد كان قد تم على نزلاء السجون بما لا يقطع ما إذا كان المرض سابقاً على دخول المؤسسة العقابية أم لاحقاً عليها.
ثالثاً : الصلة بين الشذوذ الغريزي والسلوك الإحتيالي :
في الواقع أن ما تقدم لا يقطع بوجود علاقة حتمية بين الشذوذ الغريزي والسلوك الإجرامي ، فهذه العلاقة تقوم فقط عندما يكون اضطراب الغريزة أو شذوذها هو الدافع إلى سلوك طريق الجريمة. فالميل ناحية فعل معين لا يعني حتمية وقوعه La tendance à l’action n’implique pas la fatalité de l’action. فالصلة إذا بين الأمرين صلة احتمالية بحيث لا يمكن تفسير الظاهرة الإحتيالية على مجرد التكوين الغريزي للفرد ، فالأمر يتوقف على مشاركة عوامل أخرى بعض منها فردي وبعض منها اجتماعي.
فقد يتوافر لدى شخص ما اضطراب أو شذوذ غريزي دون أن يؤدي ذلك إلى ارتكاب الفعل الاحتيالي ، ويتحقق ذلك عندما يتوافر لدى الشخص غريزة أخرى سامية يستطيع هذا الشخص من خلالها السيطرة على سلوكه وكبح جماح غريزته الشاذة أو المنحرفة.
ومن ناحية أخرى قد لا يكون الشخص مصاباً باضطراب أو شذوذ غريزي ومع ذلك نراه يرتكب السلوك الإحتيالي بفعل عوامل أخرى فردية أو اجتماعية. ومن قبيل ذلك من يرتكب جريمة الاحتيال المصاحبة لجرائم العرض أو يأتي أفعال جنسية شاذة تحت تأثير الخمر أو لضعف عقلي أو خلل في الشعور. وهذا بالفعل ما أثبتته دراسة أجريت في السويد على مرتكبي الاتصال الجنسي بالمحارم ، إذ تبين أن عدد كبير منهم يعاني ضعفاً عقلياً وأكثرهم ينتمي إلى الطبقات الدنيا في الأحياء المكدسة سكانياً التي تعاني "الأسودين" الجهل والفقر.وأخيراً فقد تصدر عن الشخص تصرفات جنسية شاذة دون أن يعبر ذلك عن انحراف حقيقي للغريزة الجنسية. فالميل نحو ذات الجنس - وإن بدا شذوذا غريزياً - قد يكون مجرد بديل عن إشباع الغريزة الجنسية بالشكل الطبيعي إذا لم تكن هناك وسيلة مشروعة لإشباعها ، الأمر الذي يحدث في الأماكن التي يجتمع فيها حشد كبير من نفس الجنس ، كالمدارس الداخلية والسجون والثكنات العسكرية. لذا فسرعان ما تختفي هذه التصرفات الجنسية الشاذة بزوال الدافع إليها. كما أن الميل نحو الأطفال الذي يظهر بالنسبة للمراهقين في فترات البلوغ قد لا يعبر عن شذوذ غريزي بقدر ما يعبر عن مجرد حب استطلاع لكوامن غريزة نضجت مبكراً لدى المصابين ...
رابعاً مــســتــوى الــذكــاء
أولاً : المقصود بالذكاء وطرق قياسه :
يرتبط الذكاء L’intelligence بمجموعة من الإمكانيات والقدرات المستقبلة Réceptrices التي تمكن الشخص من انتهاج سلوك معين يتفق ويتلاءم مع ظروف بيئته وما يصادفه من مواقف. وقد عرفه Wechsler بأنه القدرة الإجمالية والمعقدة للشخص على التصرف لتحقيق غاية معينة والتفكير بطريقة عقلانية وإقامة صلات مفيدة مع الوسط الذي يعيش فيه . ومن بين الإمكانيات أو القدرات التي تكون الذكاء الإدراك الحسي أو الوعي ، وما يشمله من ملكة الانتباه وسرعة التذكر وتداعي الأفكار ، والتصور والتخيل ، وطريقة التفكير ، والقدرة على التحليل والتأصيل.
ولا شك أن الناس يختلفون فيما بينهم في قدر ما يتمتعون به من ذكاء. فمنهم العباقرة النابغون ، وهم يمثلون الفئة الضئيلة من المجتمع ، ومنهم متوسطي الذكاء وهم الكثرة الغالبة ، ومنهم ضعاف العقول أو قليلو الذكاء وهم الذين يعانون عجزاً أو نقصاً في قدراتهم العقلية يعوقهم عن انتهاج سلوك السبيل الذي يعينهم على التكيف والتلاؤم مع البيئة الخارجية ، وهم كالفئة الأولى عددهم قليل بين الناس.
ويمكن التمييز بين عدة أنواع من الذكاء. فهناك الذكاء العملي والذكاء الفكري والذكاء الفني. ومن هنا يتنوع الأفراد في مهنهم فنجد منهم المفكرون والفنانون ، الذين يتميزون بتفوق في قدرات الذكاء الفكري والفني ، كالتفكير وملكة التذكر والتخيل والتصور ، ونجد منهم الحرفيون أو المهنيون الذين يمكنهم استخدام ذكائهم العملي في الأنشطة المادية بدرجة عالية من المرونة تناسب حاجات المجتمع.
ويختلف الأفراد من حيث نطاق الذكاء ، فنجد من الناس من يتميز بذكاء عام يشمل كافة الإمكانيات والقدرات العقلية ، ونجد منهم من يكون الذكاء لديه خاصاً ، أي يتعلق بكفاءة أو قدرة خاصة ، كالقدرة على الإبداع
ولقد أمكن للباحثون قياس معدل الذكاء Quotient intellectuel لدى الأفراد عن طريق ما يعرف باختبارات الذكاء أو الاختبارات العقلية Mental Tests ، وأهمها ما يعتمد على المقابلة بين العمر العقلي والعمر الزمني. ويعبر العمر العقلي عن الملكات الذهنية للفرد كما هي موجودة بالفعل بصرف النظر عن العمر الحقيقي له. ويتم قياس العمر العقلي من خلال مجموعة من الأسئلة ، يتم ترجمة معدل الإجابات الصحيحة وسرعة الإجابة عليها إلى درجات ، يساعد مجموعها على تحديد معدل ذكاء الفرد بغض النظر عن عمره الزمني ، أو المقارنة بين معدل ذكاء شخص وآخر أو بين مجموعة من الأفراد وأخرى.
وقد استخدم العالم الألماني ولهلم شتيرن Stern Wilhelm هذه الطريقة في صياغة قانونه حول قياس معدل الذكاء.
فلديه أن معدل الذكاء = (العمر العقلي ÷ العمر الزمني ) × 100
ويتحدد العمر العقلي للفرد عن طريق وضع عدة اختبارات تناسب أعماراً مختلفة تقارب السن الذي بلغه الفرد وقت الاختبار ، ويمكن تحديد مستوى ذكائه عن طريق المقارنة بين عمره العقلي وعمره الزمني. فإذا قدم لشخص عمره عشرون سنة عدة اختبارات أعدت لسن 15 سنة و 20 سنة و 30 سنة ، أمكن قياس معدل ذكائه كما يلي : إذا اجتاز الاختبار المعد لسن 15 سنة وأخفق في الأعمار اللاحقة ، فمعنى ذلك أن معدل ذكائه 75% أما إذا اجتاز الاختبار الثاني أي المعد لمن هم في مثل سنه ، فإن معدل ذكائه يكون 100% ، أي أن عمره العقلي يكون مساوياً لعمره الزمني. أما إذا اجتاز الاختبار المعد لسن 30 سنة فإن معدل ذكائه يكون 150%.
ويحدد علماء النفس الذكاء المتوسط بما يتراوح بين 90% و100% والذكاء الخارق بما يزيد عن 120 % والذكاء الأقل من العادي بما يقل عن 80% وهو ذكاء ضعاف العقول.ويتدرج ذكاء ضعاف العقول بدوره إلى ثلاثة درجات : ذكاء المعتوهين ، ويتراوح بين صفر% و25% وهي نفس النسبة التي يكون عليها ذكاء الأطفال في الثانية أو الثالثة من عمرهم ، وتنعدم مسئولية هؤلاء الجنائية ، فهم غير قادرين على القيام بأعبائهم الشخصية ووقاية أنفسهم وتكون لغتهم غير مفهومة. وهناك ذكاء البلهاء ، وهو الذي يعادل ذكاء الأحداث في سن السادسة ويتراوح بين 25% و50% ، وتخفف بعض التشريعات المسئولية الجنائية لهؤلاء ، فهم عادة يكونوا قادرين على القيام بأعبائهم الشخصية ووقاية أنفسهم من أخطار الحياة اليومية ، ولكنهم عاجزين عن تعلم القراءة والكتابة. وأخيراً هناك ذكاء الحمقى ، ويتراوح بين 50 % و80% وهي نسبة تقارب ذكاء طفل العاشرة ، وهولاء تظل مسئوليتهم الجنائية كاملة ، إذ أنهم قادرين تماماً على القيام ببعض الأعمال البسيطة دون إشراف متواصل ، ولكنهم يحتاجون إلى إشراف عام إذ من اليسير إغراء البنين منهم على ارتكاب جرائم معينة وخاصة النصب والاحتيال والسرقة ، وإغواء البنات على ممارسة الرذيلة.
ثانياً - الصلة بين مستوى الذكاء والسلوك الإجرامي:
توزع الباحثون في مجال الدراسات الإجرامية حول تأصيل العلاقة بين الضعف أو التخلف العقلي Arriération mentale والظاهرة الإجرامية على رأيين. فقد اتجه البعض من التقليديين إلى التقرير بوجود علاقة مطلقة ووثيقة بينهما ، في حين أنكر البعض الآخر من أنصار الاتجاه الحديث وجود مثل هذه العلاقة المطلقة.

أسف على الإطاله .............. تعبت لنا تعقيب بعد سماع وقراءة تعليقاتكم .....!

د.ماهر الصيفي
19/02/2008, 09:45 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

بخصوص الموضوع المطروح أود التنوية بشكل علمي بهذا الخصوص عسى أن يكون ذا فائدة يمكن الاستعانه به
التكوين الطبيعي لمن يتصف بحالة النصب
1- تمهيد وتقسيم :
يقصد بالتكوين الطبيعي للموصف الخصائص والصفات الخلقية التي تصاحب الشخص منذ ولادته ، سواء ما يتعلق بتكوينه العضوي أو العقلي أو النفسي.
وهناك مبحث علمي قام به العلامة الإيطالي لومبروزو في " تنبيه الأذهان إلى علاقة التكوين العضوي للفرد بالسلوك" معلناً وجود ما أسماه النصاب بالتكوين أو بالميلاد. وأشار إلى أن هذه الفئة لهم صفات بيولوجية جسدية ونفسية تميزهم عن الأشخاص العاديين ، وأن توافر هذه الصفات في شخص معين لابد وأن تقوده حتماً إلى القيام بعمليات الاحتيال والنصب
ولما قد تم الإشارة إلية من نظرية الحالة بالفطرة أو بالميلاد التي قال بها لومبروزو " وقد انتقدت" ، ويكفي الإشارة هنا إلى أن الجريمة ( النصب ) هى عبارة عن مخلوق قانوني اصطنعه المشرع ، بحيث لا يتصور القول بأن توافر صفات بيولوجية معينة في الشخص هي التي تدفعه إلى ارتكاب السلوك الإحتيالي أو عملية النصب ، ذلك أن تلك الصفات كانت موجودة فيه قبل إصباغ وصف الحالة على فعله المرتكب .
ومن بعد جاء العالم الأمريكي هوتون Hooton – في مؤلفه "الجريمة والإنسان Crime and the Man" الصادر عام 1939 والذي أعاد طباعته باسم "المجرم الأمريكي The American Criminel" – منتهياً في أبحاثه إلى أنه لا توجد صفات عضوية معينة كتلك التي ذكرها لومبروزو تميز المحتالين عن غيرهم من المجرمين. وكل ما ثبتت ملاحظته أن المحتال ( النصاب ) عادة ما يكون أقل وزنا في المعتاد من الشخص العادي وأقل في القامة ، خاصةً بالنسبة لطائفة المجرمين التي تبتعد كثيراً عن الشخص العادي إذا ما قورنوا بمرتكبي جرائم النصب. وإلى هذا سبق وانتهى العالم الإنجليزي تشارلز جورنج Goring.
ولقد توصل العالمان الأمريكيان وليام شلدون جلوك Sheldon Glueck وزوجته إليانور جلوك Eleanor Glueck – أستاذة الأنثروبولوجيا بجامعة هارفارد وزميلا هوتون - إلى نتائج مغايرة من خلال دراستهم التي شملت نحو خمسمائة من كبار المحتالين ومقارنتهم بمجموعة منضبطة من الأشخاص العاديين. فقد أشارت الدراسة إلى أن 60% من المحتالين المعتادين يتميزون بقوة البدن مقابل 31% من الأشخاص غير المحتالين ، وأن 14% من المحتالين مقابل 31% من غير المحتالين يتميزون بالضعف ، الأمر الذي يقطع بأن الخصائص البدنية وحدها لا يمكن أن تكون الفيصل الذي يميز المحتالين عن غير المحتالين
وهكذا لم يثبت وجود علاقة بين التكوين العضوي والسلوك الإحتيالي ، بل على فرض وجود تلك العلاقة فمن الخطأ اعتبارها سبباً مباشراً للإحتيال . فاجريمة الإحتيال لا تعبر عن صفات تشريحية أوعيوب عضوية بقدر ما تعبر عن شخصية إجرامية في نواحيها العقلية أو النفسية.
وفي ضوء ذلك فإننا سوف نكتفي في شأن العلاقة بين التكوين الطبيعي العضوي ، قاصرين دراسة التكوين الطبيعي لشخص المحتال على بعض العوامل التي قيل بصلتها بالسلوك الإجرامي ، وهي على الترتيب ، الخلل في وظائف الأعضاء ، والشذوذ الغريزي ، ومستوى الذكاء.
2- الخـلل فـي وظـائـف الأعـضـاء
ربط بعض علماء الإجرام – وعلى رأسهم البروفسور بندا ودي توليو وماكس شلاب ولويس برمان - بين الخلل في وظائف أجهزة الجسم الداخلية ، كالجهاز العصبي والجهاز التناسلي والجهاز الدوري ، وبين السلوك الإحتيالي . ولعل أهم ما أشير إليه في هذا الصدد هو الربط من ناحية بين خلل الجهاز الغددي وبين السلوك الإحتيالي ، ومن ناحية أخرى بين الأمراض التي تصيب الجسم وأجهزته وبين هذا الأخير.

أولاً : خلل الجهاز الغددي :
الغدد ، وفق ما يقرره علماء الطب ، نوعين : غدد قنوية وغدد صماء Ductless glands. وتشتمل الغدد القنوية على قنوات تنقل عن طريقها افرازات معينة ، إما إلى داخل الجسم كالغدد اللعابية أو الكبد والبنكرياس ، وإما إلى خارجه كالغدد العرقية والدمعية والدهنية.
أما الغدد الصماء فلا تشتمل على قنوات خارجية ، بل تقوم بتحويل المواد الغذائية التي ينقلها إليها الدم إلى هرمونات كي تعيد نقلها مرة ثانية إلى الدم الذي يوزعها بدوره على الجسم. والغدد الصماء تضم : الغدة الدرقية Thyriod الموجودة في مقدمة الجزء الأسفل من الرقبة على جانبي القصبة الهوائية ، والغدة المجاورة لها Parathyroid ، والغدة النخامية Pituitary الموجودة في مؤخرة الرأس ، والغدة الصنوبرية Pineal التي توجد في وسط المخ في أعلى اتجاه العمود الفقري ، والغدة الكظرية Surrenal أو الادرينالية Adrenals ، والغدد الجنسية Sex glands.
وقد خلص علماء الإجرام إلى أن افرازات الغدد الصماء له أثر كبير على السلوك الإحتيالي . ذلك أن افرازات هذه الغدد تؤثر تأثيرا مباشراً على الكفاءة الوظيفية لأجهزة الجسم المختلفة ، التي تؤثر بالسلب على التكوين العضوي والنفسي للفرد ، مما يجعله سهل الاستجابة للمؤثرات الخارجية ، ومن ثم يسهل ترديه في سبيل تنفيذ عمليات الاحتيال .
وعلى سبيل المثال فإن ازدياد افرازات الغدد الدرقية يؤدي إلى الاندفاع الشديد والقلق والشعور بعدم الاستقرار والتوتر العصبي مما يدفع الشخص إلى ارتكاب حالات الاعتداء على الأشخاص ، في حين أن قلة إفرازها يؤدي إلى الخمول الذهني وإلى نوع من البلادة الذهنية عند الأطفال في بعض الأحيان وإلى فقدان الذاكرة في الحالات المرضية الشديدة.
كما تبين أن النقص في افرازات الغدد النخامية يؤدي إلى شعور أصحابها بالجبن والانعزالية والانطواء. كما قد يؤدي ذلك إلى اضطرار بعض الفتيات إلى الانحراف الخلقي عندما يبحثن عن الصلة بالجنس الأخر كنوع من التعويض العاطفي بسبب إحساسهن الدفين بالنقص.
كما تبين أيضا أن زيادة إفراز الغدة فوق الكلية لمادة الأدرينالين يؤدي إلى تمتع الشخص بقدرة عالية على التركيز والاستجابة ، بعكس ما لو نقص هذا الإفراز.
ويعتقد البعض من أطباء النفس وعلماء السيكولوجية الهرمونية Psychoendocrinology أن ضمور الغدة الصنبورية في بداية مرحلة المراهقة يمنع من النضج الجنسي الطبيعي ، وأن ورم الغدة الصنبورية قد يؤدي إلى النضج الجنسي قبل الأوان ، الأمر الذي يؤثر في الحالتين على الناحية النفسية للفرد المصاب
والواقع أنه لا يجب التسرع في الربط بين الخلل في وظائف الغدد وبين السلوك الإحتيالي ، ذلك أن كثير من الغدد يفرز أكثر من هرمون والهرمونات المفرزة من كل غدة تتأثر بدورها بما تفرزه الغدد الأخرى ، والجهاز العصبي بدوره يؤثر في هذه الافرازات ويتأثر بها. فضلاً عن أن غموضاً ما زال يكتنف علم وظائف الغدد ومدى تأثير افرازات هذه الغدد على نمو الإنسان ونضجه وحالته العضوية والنفسية والعقلية.
ثانياً : الأمراض العضوية :
يقصد بالمرض العضوي الخلل الذي يصيب أحد أجهزة الجسم. ولقد كشفت الدراسات عن أن هناك من الأمراض العضوية ما يرتبط بالسلوك الإحتيالي والاجرامي ، ومنها على الأخص : الزهري ، السل ، الحميات ، إصابات الرأس والتهابات أغشية المخ .
فلقد ثبت أن ميكروب مرض الزهري Syphilis يحدث لدى المصاب به اضطراباً في الجهاز العصبي مما يجعله عرضة للإصابة بأحد الأمراض العقلية كالشلل الجنوني العام والصرع ، أو عرضة للتقلبات المزاجية وعدم اتساق الأفكار. كما ينتج عن هذا المرض آثاراً نفسية تضعف لدى المصاب به السيطرة على رغباته وكبح جماح نفسه ، فيسهل انقياده لسبيل القيام بعمليات الاحتيال والاجرام والاعتداء الخ .
كما أكد البعض وجود صلة بين مرض السل Tuberculose والسلوك الإحتيالي . والقول بذلك إنما مرجعه ما يسببه المرض من ضعف في قدرة الشخص على التحكم والسيطرة على غرائزه وميوله وشدة حساسيته وسرعة استجابته للمؤثرات الخارجية. ويحدث مرض السل بصفة خاصة خللاً في الغريزة الجنسية ، مما يدفع المريض به إلى ارتكاب جرائم أقوى من الاحتيال والنصب والسرقة وهى ( هتك العرض والاغتصاب الخ .
ولقد دلل دي توليو على أنه يوجد من بين كل ألف سجين ما لا يقل عن 203 منهم مصاب بمرض السل. كما أثبت العالم البلجيكي فيرفاك Vervaeck أن 10% من بين 1613 سجين بلجيكي ينتمون إلى اسر مصابة بالسل ، وانتقل المرض بين أبنائها عن طريق الوراثة لإصابة أحد الأبوين به.
كما أن الإصابة ببعض الحميات يمكن أن يتسبب في إحداث بعض الاضطرابات في الإدراك والإرادة ، كاضطراب الذاكرة وشرود الذهن التفكير والهذيان. ومن بين الحميات التي يمكن أن تحدث خللاً في الجانب الإرادي للشخص الملاريا والتيفود والحمى الشوكية أو الحمى المخية. ولعل هذا النوع الأخير هو الأخطر من بينها ، إذ تنال من صفات الشخصية فتغير في طباعها وانفعالاتها وتنال من القدرة على التحكم في الغرائز والميول. وهكذا يمكن أن يقدم المصاب بها على ارتكاب أشد أنواع الجرائم خطورة كالقتل والعاهات المستديمة والسرقة بالإكراه والجرائم الجنسية.
وتأتي إصابات الرأس والتهابات في أغشية المخ كأحد العوامل التي قد تقف وراء الظاهرة الإجرامية لما تحدثه هذه الإصابات والالتهابات من اختلالات نفسية وتغيرات حادة في الشخصية. وعادة ما تكون هذه الإصابات مرتبطة بخلل أو مرض أصاب الأم في فترة الحمل. ولعل هذا يقف وراء اختلاف السلوك الإجرامي للتوائم المتماثلة رغم وحدة الظروف البيئية ،وبصفة عامة يجب التحرز من اطلاق القول بالصلة الحتمية بين السلوك الإجرامي وبين المرض العضوي ، ذلك أن تلك الصلة ما زالت محل شك نظراً لأن ما أجرى من بحوث في هذا الصدد كان قد تم على نزلاء السجون بما لا يقطع ما إذا كان المرض سابقاً على دخول المؤسسة العقابية أم لاحقاً عليها.
ثالثاً : الصلة بين الشذوذ الغريزي والسلوك الإحتيالي :
في الواقع أن ما تقدم لا يقطع بوجود علاقة حتمية بين الشذوذ الغريزي والسلوك الإجرامي ، فهذه العلاقة تقوم فقط عندما يكون اضطراب الغريزة أو شذوذها هو الدافع إلى سلوك طريق الجريمة. فالميل ناحية فعل معين لا يعني حتمية وقوعه La tendance à l’action n’implique pas la fatalité de l’action. فالصلة إذا بين الأمرين صلة احتمالية بحيث لا يمكن تفسير الظاهرة الإحتيالية على مجرد التكوين الغريزي للفرد ، فالأمر يتوقف على مشاركة عوامل أخرى بعض منها فردي وبعض منها اجتماعي.
فقد يتوافر لدى شخص ما اضطراب أو شذوذ غريزي دون أن يؤدي ذلك إلى ارتكاب الفعل الاحتيالي ، ويتحقق ذلك عندما يتوافر لدى الشخص غريزة أخرى سامية يستطيع هذا الشخص من خلالها السيطرة على سلوكه وكبح جماح غريزته الشاذة أو المنحرفة.
ومن ناحية أخرى قد لا يكون الشخص مصاباً باضطراب أو شذوذ غريزي ومع ذلك نراه يرتكب السلوك الإحتيالي بفعل عوامل أخرى فردية أو اجتماعية. ومن قبيل ذلك من يرتكب جريمة الاحتيال المصاحبة لجرائم العرض أو يأتي أفعال جنسية شاذة تحت تأثير الخمر أو لضعف عقلي أو خلل في الشعور. وهذا بالفعل ما أثبتته دراسة أجريت في السويد على مرتكبي الاتصال الجنسي بالمحارم ، إذ تبين أن عدد كبير منهم يعاني ضعفاً عقلياً وأكثرهم ينتمي إلى الطبقات الدنيا في الأحياء المكدسة سكانياً التي تعاني "الأسودين" الجهل والفقر.وأخيراً فقد تصدر عن الشخص تصرفات جنسية شاذة دون أن يعبر ذلك عن انحراف حقيقي للغريزة الجنسية. فالميل نحو ذات الجنس - وإن بدا شذوذا غريزياً - قد يكون مجرد بديل عن إشباع الغريزة الجنسية بالشكل الطبيعي إذا لم تكن هناك وسيلة مشروعة لإشباعها ، الأمر الذي يحدث في الأماكن التي يجتمع فيها حشد كبير من نفس الجنس ، كالمدارس الداخلية والسجون والثكنات العسكرية. لذا فسرعان ما تختفي هذه التصرفات الجنسية الشاذة بزوال الدافع إليها. كما أن الميل نحو الأطفال الذي يظهر بالنسبة للمراهقين في فترات البلوغ قد لا يعبر عن شذوذ غريزي بقدر ما يعبر عن مجرد حب استطلاع لكوامن غريزة نضجت مبكراً لدى المصابين ...
رابعاً مــســتــوى الــذكــاء
أولاً : المقصود بالذكاء وطرق قياسه :
يرتبط الذكاء L’intelligence بمجموعة من الإمكانيات والقدرات المستقبلة Réceptrices التي تمكن الشخص من انتهاج سلوك معين يتفق ويتلاءم مع ظروف بيئته وما يصادفه من مواقف. وقد عرفه Wechsler بأنه القدرة الإجمالية والمعقدة للشخص على التصرف لتحقيق غاية معينة والتفكير بطريقة عقلانية وإقامة صلات مفيدة مع الوسط الذي يعيش فيه . ومن بين الإمكانيات أو القدرات التي تكون الذكاء الإدراك الحسي أو الوعي ، وما يشمله من ملكة الانتباه وسرعة التذكر وتداعي الأفكار ، والتصور والتخيل ، وطريقة التفكير ، والقدرة على التحليل والتأصيل.
ولا شك أن الناس يختلفون فيما بينهم في قدر ما يتمتعون به من ذكاء. فمنهم العباقرة النابغون ، وهم يمثلون الفئة الضئيلة من المجتمع ، ومنهم متوسطي الذكاء وهم الكثرة الغالبة ، ومنهم ضعاف العقول أو قليلو الذكاء وهم الذين يعانون عجزاً أو نقصاً في قدراتهم العقلية يعوقهم عن انتهاج سلوك السبيل الذي يعينهم على التكيف والتلاؤم مع البيئة الخارجية ، وهم كالفئة الأولى عددهم قليل بين الناس.
ويمكن التمييز بين عدة أنواع من الذكاء. فهناك الذكاء العملي والذكاء الفكري والذكاء الفني. ومن هنا يتنوع الأفراد في مهنهم فنجد منهم المفكرون والفنانون ، الذين يتميزون بتفوق في قدرات الذكاء الفكري والفني ، كالتفكير وملكة التذكر والتخيل والتصور ، ونجد منهم الحرفيون أو المهنيون الذين يمكنهم استخدام ذكائهم العملي في الأنشطة المادية بدرجة عالية من المرونة تناسب حاجات المجتمع.
ويختلف الأفراد من حيث نطاق الذكاء ، فنجد من الناس من يتميز بذكاء عام يشمل كافة الإمكانيات والقدرات العقلية ، ونجد منهم من يكون الذكاء لديه خاصاً ، أي يتعلق بكفاءة أو قدرة خاصة ، كالقدرة على الإبداع
ولقد أمكن للباحثون قياس معدل الذكاء Quotient intellectuel لدى الأفراد عن طريق ما يعرف باختبارات الذكاء أو الاختبارات العقلية Mental Tests ، وأهمها ما يعتمد على المقابلة بين العمر العقلي والعمر الزمني. ويعبر العمر العقلي عن الملكات الذهنية للفرد كما هي موجودة بالفعل بصرف النظر عن العمر الحقيقي له. ويتم قياس العمر العقلي من خلال مجموعة من الأسئلة ، يتم ترجمة معدل الإجابات الصحيحة وسرعة الإجابة عليها إلى درجات ، يساعد مجموعها على تحديد معدل ذكاء الفرد بغض النظر عن عمره الزمني ، أو المقارنة بين معدل ذكاء شخص وآخر أو بين مجموعة من الأفراد وأخرى.
وقد استخدم العالم الألماني ولهلم شتيرن Stern Wilhelm هذه الطريقة في صياغة قانونه حول قياس معدل الذكاء.
فلديه أن معدل الذكاء = (العمر العقلي ÷ العمر الزمني ) × 100
ويتحدد العمر العقلي للفرد عن طريق وضع عدة اختبارات تناسب أعماراً مختلفة تقارب السن الذي بلغه الفرد وقت الاختبار ، ويمكن تحديد مستوى ذكائه عن طريق المقارنة بين عمره العقلي وعمره الزمني. فإذا قدم لشخص عمره عشرون سنة عدة اختبارات أعدت لسن 15 سنة و 20 سنة و 30 سنة ، أمكن قياس معدل ذكائه كما يلي : إذا اجتاز الاختبار المعد لسن 15 سنة وأخفق في الأعمار اللاحقة ، فمعنى ذلك أن معدل ذكائه 75% أما إذا اجتاز الاختبار الثاني أي المعد لمن هم في مثل سنه ، فإن معدل ذكائه يكون 100% ، أي أن عمره العقلي يكون مساوياً لعمره الزمني. أما إذا اجتاز الاختبار المعد لسن 30 سنة فإن معدل ذكائه يكون 150%.
ويحدد علماء النفس الذكاء المتوسط بما يتراوح بين 90% و100% والذكاء الخارق بما يزيد عن 120 % والذكاء الأقل من العادي بما يقل عن 80% وهو ذكاء ضعاف العقول.ويتدرج ذكاء ضعاف العقول بدوره إلى ثلاثة درجات : ذكاء المعتوهين ، ويتراوح بين صفر% و25% وهي نفس النسبة التي يكون عليها ذكاء الأطفال في الثانية أو الثالثة من عمرهم ، وتنعدم مسئولية هؤلاء الجنائية ، فهم غير قادرين على القيام بأعبائهم الشخصية ووقاية أنفسهم وتكون لغتهم غير مفهومة. وهناك ذكاء البلهاء ، وهو الذي يعادل ذكاء الأحداث في سن السادسة ويتراوح بين 25% و50% ، وتخفف بعض التشريعات المسئولية الجنائية لهؤلاء ، فهم عادة يكونوا قادرين على القيام بأعبائهم الشخصية ووقاية أنفسهم من أخطار الحياة اليومية ، ولكنهم عاجزين عن تعلم القراءة والكتابة. وأخيراً هناك ذكاء الحمقى ، ويتراوح بين 50 % و80% وهي نسبة تقارب ذكاء طفل العاشرة ، وهولاء تظل مسئوليتهم الجنائية كاملة ، إذ أنهم قادرين تماماً على القيام ببعض الأعمال البسيطة دون إشراف متواصل ، ولكنهم يحتاجون إلى إشراف عام إذ من اليسير إغراء البنين منهم على ارتكاب جرائم معينة وخاصة النصب والاحتيال والسرقة ، وإغواء البنات على ممارسة الرذيلة.
ثانياً - الصلة بين مستوى الذكاء والسلوك الإجرامي:
توزع الباحثون في مجال الدراسات الإجرامية حول تأصيل العلاقة بين الضعف أو التخلف العقلي Arriération mentale والظاهرة الإجرامية على رأيين. فقد اتجه البعض من التقليديين إلى التقرير بوجود علاقة مطلقة ووثيقة بينهما ، في حين أنكر البعض الآخر من أنصار الاتجاه الحديث وجود مثل هذه العلاقة المطلقة.

أسف على الإطاله .............. تعبت لنا تعقيب بعد سماع وقراءة تعليقاتكم .....!

محمود حازم
19/02/2008, 10:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أشكركم جميعا على الملاحظات الهامة التي أبديتموها على هذه الفئة آسف أن أقول أنها من البشر ..

أردت أن أضيف أن النصاب لايبدي في البداية أنه مهتم بأمرك الذي يشغلك وربما يظهر أنه مخالف لك فيه ثم يوافق من أجل مكانتك لديه ( كما يزعم ) وهذا بداية الطريق إلى الهاوية.

تقلوا مروري

محمود حازم

محمود حازم
19/02/2008, 10:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أشكركم جميعا على الملاحظات الهامة التي أبديتموها على هذه الفئة آسف أن أقول أنها من البشر ..

أردت أن أضيف أن النصاب لايبدي في البداية أنه مهتم بأمرك الذي يشغلك وربما يظهر أنه مخالف لك فيه ثم يوافق من أجل مكانتك لديه ( كما يزعم ) وهذا بداية الطريق إلى الهاوية.

تقلوا مروري

محمود حازم