المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هدهــدة البصـــلNanas de Cabolla



عبدالسلام مصباح
20/12/2007, 05:37 PM
أغنيــــة البصــــل
NANAS DE LA CEBOLLA
للشاعـــــر الإسبانــــــي
ميغيــل هرنانديـث

ترجمهــــــــا
عــــن
الإسبانيـــــــــــة
و
قــــــــدم لهـــــا
عبد السلام مصباح

إضـــــاءة كان الشاعر ميغيل إرنانديث Miguel Hernandez(الذي ولدفي31/10/1910 بأوريهويلاOrihuela، ومات في سجن أليكانطيAlicanteفي الساعة الخامسة والنصف من صبيحة يوم 28/03/1942)يعيش أحلك أيامه في حالة بين المرارة والألم داخل سجن طوريخوس Torrijosبمدريد؛حيث يصعب تخيل الحياة في السنوات الأولى من انتهاء الحرب الأهلية الإسبانية(18/07/1936- 01/04/1939)بين جدران أورقت عليها العفونة وأزهرت بها رائحة الرطوبة، وأصبح منظرها يثير القرف ويصلك من ورائها أنفاس اليأس الجنائزي ورائحة الموت.
في هذا الجو المشحون القاتم ذو الأحلام المجهضة والأشواق اليابسة؛ يتسلم الشاعر، الذي فقد كل أمل في رؤية الشمس...رسالة من زوجته خوسيفينا Josefina ، تخيره فيها أن وحيده وفلذة كبده لا يجد ما يأكل، وقد أصبح البصل والخبز اليابس كل زاده...
وفي يوم 1/09/1939 - وقد بلغت مأساته ذروتها - يرد على زوجته برسالة تحفل بآلام الجراح التي عصفت بكل ما كان يشعر به نحو الحياة والحب من حيوية دفاقة وآمال مشرقة؛ رسالة تجسد كل لحظات الكدر ولحظات الصفاء.
إن هذه الرسالة تعتبر مفتاحا تساعد كل من يريد دراسة أدبه وفهم شعره خلال هذه المرحلة من حياته، حيث تكشف لنا عن نضج فكره ووعيه السياسي، وتبلور رؤاه الشعرية،وبالتالي تكشف عن العمق الإنساني والحس الفريد الخافق بالحنين والحب وبأحاسيس الأمل، وبالكوابيس المتراصة بألوان اليأس الذي ولدت فيه الكثير الكثير من قصائده داخل السجن المطبوعة بالمرارة والعذاب الروحي، أحيانا بأحلام الخلاص المشعة، ومن هذه القصائد الني كتبها داخل السجن:
أغنيـــة البصـــل
ولما كانت تلك الرسالة تتعرض من قريب جدا إلى فكرة هذه القصيدة، فإني ارتأيت أن أقتطف منها هاتين الفقرتين القصيرتين تعميما للفائدة :
"هذه الأيام قضيتها متأملا في حالتك، كل يوم يزداد شقائي ويعضم يأسي، رائحة البصل الذي تأكلينه وصلتني إلى هنا، وطفلي أحسه ساخطا من رضع واستخراج عصارة البصل عوض الحليب.
"لقد قضيت ساعات طويلة أفكر في هذا الطفل وفي ذلك المستقبل الذي ينتظره، أنت بانتباهك وحرسك، وأنا بجهدي وسعيي العقيمين...إني أريد مستقبلا مشرقا، مستقبلا رائعا من أجل طفلنا"
والآن...
كيف يرى الشاعر ميغيل إرنانديث/الشاعر السجين مستقبل ابنه من خلف القضبان، في عتمة زنزانته؛ بعد أن لحقته لعنة الحديد والرطوبة والظلمة،وقد أصبحت اسبانيا، بلاده،تحت رحمة البنادق الكتائبة الحاقدة وكرابيج القمع الفرنكوي...


القصيـــــدة :

الْبَصَـلُ صَقِيـع
مُغْلَـقٌ وَضَعِيـف،
صَقِيـعُ أَيَّامِـك وَلَيَالِـيَّ،
جُـوع ٌوََبَصَـل
جَلِيـدٌ أسْـوَدٌ وَصَقِيـع
كَبِيـرٌ وَمُسْتَدِيـر.

فِـي مَهْـدِ الْجُـوع
يُوجَـدُ طِفْلِـي
مَـعَ دَمِ البَصَل
يَرْضَعُـه
لَكِـنَّ دَمُـكِ
مُغَطَّـى بِسُكَّـرِ الصَّقِيـع
بَصَـلٌ وَجُـوع.

امْـرَأَةٌ سَمْـرَاء
ثَابِتَـةً فِـي الْقَمَـر
تَـذُوبُ خَيطـاً خَيْطـاً
فَـوْقَ الْمَهْـد.
اضْحَـكْ يا طِفْلِـي
سَتَبْلُـعُ الْقَمَـر
حِيـنَ يَكُـونُ ضَرُورِيّـاً.

اضْحَـكْ
قَبَّـرَةَ بَيْتِـي كَثِيـراً،

ضِحْكَتُـكِ فِـي الْعُيُـون
لِلْعَالَـمِ نُـور.
اضْحَـكْ كَثِيـراً
حَتَّـى إِذَا سَمِعَتْـكَ رُوحِـي
رَفْرَفَـتْ فِـي الْفَضَـاء.

ضِحْكَتُـكَ تَجْعَلُنِـي حُـرّاً
تَمْنَحُنِـي أَجْنِحَـةً،
تُبْعِدُنِـي عَـنِ الْوَحْـدَة
وَمِـنَ السِّجْـنِ تَقْتَلِعًنِـي...
يَطِيـرُ ثَغْـرٌ
وَبَيْـنَ شَفَتَيْـكَ يُومِـضُ قَلْـبٌ.

ضِحْكَتُـك
هِـيَ السًّيْـفُ الأَكْثَـرُ انْتِصَـاراً
يَا مُنْتَصِـراً عَلَـى الأَزْهَـار
عَلَـى الْقُبَّـرَّات
يَا مُنَافِـسَ الشَّمْـس
وَمُسْتَقْبَـلَ حُبِّـي
وَعِظَامِـي.

اللَّحْـمُ الْمُرَفْـرِف
الْجَفْـنُ الْمُبَاغِـت
الْحَيَـاةُ الْمُلَوَّنَـةُ
كَمَـا لَـمْ تُعَـشِ أَبَـداً
كَـمْ طَائِـرٍ يُرَفْـرِفُ
يَرْتَفِـعُ مِـنْ جِِسْمِـك.


اسْتَيْقَظْـتُ مِـنْ طُفُولَتِـي
لاَ تَسْتَيْقِـظْ أَبَـداً.
أَحْمِـلُ الثَّغْـرَ حَزِينـاً:
اضْحَـكْ دَوْمـاً،
دَوْمـاً فِـي الْمَهْـد
مُدَافِعـاً عَـنِ الضَّحْكَـةِ
رِيشَـةً رِيشَـة.

كُـنْ ذَا تَحْلِيـقٍ عَـالٍ
مُتَعَـدِّد
فَلَحْمُـكَ هُـوَ السَّمَـاء،
سَمَـاءٌ مَوْلُـودَةٌ حَدِيثـاً.
لَـوْ أَنَّنِـي اسْتَطَعْـتُ
ارْتَفَعْـتُ إِلَـى بِدَايَـةِ طَرِيقِـك.

فِـي شَهْـرِكَ الثَّامِـن
ضَحِكْـتَ بِخَمْـسِ زَهَـرَاتٍ
بِخَمْـسِ شَرَاسَـاتٍ صَغِيـرَة
بِخَمْسَـةِ أَسْنَـان
مِثْـل خَمْـسِ يَاسمِينَـاتٍ
ياَفِعَـات.

حِيـنَ تُحِـسُّ بِسِـلاَحٍ
تُحِـسُّ بِنَـارٍ
يَجُـولُُِ عَبْـرَ أَسْنَانِـك
بَاحِثَـةً عَـنِ الْمَرْكَـز،
تَصِيـرُ حُـدُودُ الْقُبُـلاَتِ غَـداً


حَلِّـقْ يَاطِفْلِـي بِأَسْنَانـك.
بَيْـنَ قَمَـرَي الصَّـدْرِ،
هُـوَ، مِـنَ البَصَـلِ حَزِيـن
أَنْـتَ رَاضٍ.
لاَ تَنْهَـرْ.
لا َتَعْـرِف مَـا يَحْـدُث
وَلاَ مَـا يَجْـرِي.

NANAS DE CEBOLLA

La cebolla es escarcha
cerrada y pobre.
Escarcha de tus dias
y de mis noches.
Hambre y cebolla,
hielo negro y escarcha
grande y redonda.
En la cuna del hambre
mi nino estaba.
Con sangre de cebolla
se amamantaba.
Pero tu sangre,
escarchada de azucar,
cebolla y hambre.

Una mujer morena
resuelta en luna
se derrama hilo hilo
sobre la cuna.
Rieste, niño,
que te tragas la luna
cuando es preciso.

Alondra de mi casa,
riete mucho.
Es tu risa en tus ojos
la luz del mundo.
Riete tanto
que en el alma al oirte
bata el espacio.

Tu risa me hace libre,
me pone alas.
Soledades me quita,
carcel me arranca.
Boca que vuela,
corazon que en tus labios
relampaguea.

Es tu risa la espada
màs victoriosa,
vencedor de las flores
y las alondras.
Rival del sol.
Porvenir de mis huesos
y de mi amor.
La carne aleteante,
subito el pàrpado,
el nino como nunca
coloreado.
Cuànto jilguero
se remonte, aletea,
desde tu cuerpo!

Desperté de sre nino:
nunca despiertes.
Triste llevo la boca:
riete siempre.
Siempre en la cuna,
defendiendo la risa
pluma por pluma.

Ser de vuelo tan alto,
tan extendido,
que tu carne es el cielo
recién nacido.
Si yo pudiera
remontarme al origen
de tu carrera!

Al octavo mes ries
con cinco azahares.
Con cinco diminutas
ferocidades.
Con cinco dientes
como cinco jazmines
adolescentes.

Frontera de los besos
seràn manana,
cuando en la dentadura
sientas un arma.
Sientas un fuego
correr dientes abajo
buscando el centro.

ٍVuela nino en la doble
luna del pecho;
él, triste de cebolla,
tu, satisfecho.
No te derrumbes.
No sepas lo que pasa
ni lo que ocurre.

ملاحظــــة

تعتبر هذه القصيدة من أشعار ميغيل إرنانديث التي كتبها في السجن، وقد نشرت بعد موته إلى جانب أخواتها...اعتمدت في ترجمتها على أعماله الشعرية الكاملة.الطبعة الخامسة التي صدرت في دجنبر 1979.صفحات:473 /476

رامز الحداد
27/12/2007, 09:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ترجمة موفقة ورائعة أستاذي العزيز
جميلة جداً واختيار موفق
رامز الحداد