المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثورة يوليو 1952



سهيل عيساوي
22/12/2007, 02:43 AM
ثورة يوليو 1952



الضباط الأحرار

****

" كنا نقول : نحن الشبح الذي يؤرق به الطاغية أحلام الشعب , وقد آن لهذا الشبح أن يتحول إلى الطاغية فيبدد أحلامه هو ... "

جمال عبد الناصر

فلسفة الثورة



مما لا شك فيه أن ثورة الضباط الأحرار في مصر تركت بَصماتها , ولا تزال على الأمة العربية وعلى القارة الأفريقية , لم يسجل التاريخ العربي الحديث بطلا قوميا وطنيا يقف في وجه الإمبريالية مثل : جمال عبد الناصر.

رغم الفشل العسكري الذي مر به عام 1967 ظل حتى بعد مماته قدوة للكثيرين , ويفتقده بعضهم في ذروة الأزمات والخنوع العربي للبيت الأبيض , والتشرذم العربي المحزن .



أسباب الثورة

***

1) استغلال الطبقة البرجوازية والإقطاعية للفلاحين, وخاصة أن جمال عبد الناصر ينتسب إلى قرية بني مر, إحدى قرى الصعيد المصري(211).

2) الاستهتار الإنجليزي بالشعب المصري , وحتى بالملك فاروق وخاصة عندما قام السير " مايلز لا مبسون " بمحاصرة القصر وإذلال الملك في 4 فبراير 1942 .(212)

3) التبذير والفسق الذي غرق به الملك فاروق وحاشيته في القصر .

4) حرب فلسطين والحصار في الفالوجة , أثار سخط الجيش والشعب .

5) الاستهتار بمطالب الجنود المصريين مثل حل مجلس إدارة نادي ضباط الجيش فقد شعر جمال عبد الناصر إهانة وبمس بكرامتهم وكرامة الشعب.

6) التكاتف بين فئات الشعب المصري ومن ضمنهم حركة الأخوان المسلمين والتي جندت عددا كبيرا من الشباب للدفاع عن فلسطين , كان للجيش المصري 12 كتيبة مشاة في فلسطين عام 1948 وكان لحسن البنّا 3 كتائب مشاة تقاتل مع الجيش المصري , ولكن رئيس الوزراء وبإيحاء من الملك فاروق الذي لوح له الإنجليز بخطورة الإخوان المسلمين (213) فقام بحل حركة الإخوان المسلمين وبعدها تم اغتيال الإمام حسن البنّا 12-2- 1949 - مما زاد من سخط حركة الإخوان والشعب المصري . ويشار إلى أن عبد الناصر نفسه قام بتدريب مجموعة من شباب الإخوان على استعمال الأسلحة .(214) وعندما نفذت الثورة 22-23 يوليو 1952 بواسطة 99 ضابطا من ضباط الجيش معظمهم من الإخوان (215) .

7) رغبة المصريين بالحصول على الاستقلال الحقيقي والتنصل من

التبعية والهيمنة الأمريكية – البريطانية .

8) اقتصار السياسات البرلمانية على نخبة صغيرة من الشعب (216) .

9) رفض بريطانيا الانسحاب من قناة السويس .

1) القضاء على الفساد الداخلي كما وضح قادة الثورة للسفارة البريطانية في القاهرة (217) .



نتائج الثورة

***

1) سيطرة الضباط وكانوا حوالي الألف على مرافق الدولة الحيوية .

2) ملاحقة الحزب الشيوعي والزج بأعضائه في غياهب السجون .

3) إلغاء الملكية والقضاء على أُسرة محمد علي باشا .

4) فك الشراكة مع الإخوان المسلمين الذين رأى بهم جمال عبد الناصر خطراً على مجلس الثورة ولا سيما أنهم يملكون تنظيما دقيقا مبني بشكل هرمي ويملكون السلاح والإرادة , فقد ذاقوا أبشع صنوف العذاب ... والتجويع ...والاعتقال وتهديد الأهل , استعمال أساليب البطش والضغط على الأُسر والزوجات ليطلبن الطلاق من أزواجهن المسجونين . (218)

5) تشجيع حركات التحرر الوطنية في العالم العربي .

6) إقصاء محمد نجيب عن الحكم عام 1954 بسبب الخلاف مع عبد الناصر وكان عبد الناصر هو الحاسم والآمر في مصر .

7) توزيع الأراضي على الفلاحين الصغار ومصادرة أراضي الملاكين الكبار الذين ازدادوا غنىً على أكتاف الشعب المصري .

8) تأميم قناة السويس , مما أدى إلى حرب السويس 1956 العدوان الثلاثي على مصر ( إسرائيل – فرنسا – بريطانيا ) رغم نجاح الدول عسكرياً إلا أنهم فشلوا سياسياً , حيث أدانت كل من روسيا والولايات المتحدة الهجوم وكانت الأزمة نصرا لعبد الناصر وسياسته مما رفع من مكانته في العالم الثالث .(219)

9) إنشاء سد السويس لتأمين حاجة مصر من المياه وإيقاف الفيضانات المدمرة , إقامة محطات لتوليد الطاقة , تطوير طرق المواصلات النهرية , استغلال بحيرة ناصر , كمصدر للثروة السمكية وجذب للسياح مما ينعش خزينة الدولة(220), وقد قارن المصريون إنجازه في عهد عبد الناصر كأهرامات مصر بالرغم من بعض السلبيات التي رافقت إنجازه .

10) حاول عبد الناصر تطبيق الوحدة مع سوريا 1958- 1961 لكن الفكرة فشلت .

11) قاد عبد الناصر سياسة عدائية تجاه إسرائيل .

12) هزيمة حزيران 5. 6 . 1967 , اعتقد عبد الناصر بأن بإمكانه الانتصار عسكريا على إسرائيل لكن المفاجأة أن سوريا ومصر والأردن تحطمت جيوشهم أمام جيش الدفاع الإسرائيلي فخسرت مصر شبه جزيرة سيناء , والأردن للضفة الغربية , وسوريا للجولان .

وكانت لهذه الحرب تداعيات كبيرة لا تزال تثقل كاهل الشعوب العربية, ولا تزال إسرائيل تحتل الضفة الغربية والجولان السوري , ولم تنجح الدول العربية باسترداد هذه المناطق لا سياسياً ولا دبلوماسياً ولا عسكرياً وقد قدم عبد الناصر استقالته ولكن المظاهرات الشعبية أدت إلى سحبه للاستقالة (221).

كتب محمد حسنين هيكل:- " إن التاريخ سوف ينصف جمال عبد الناصر حتى في هزيمة سنة 1967 .. ابسط ما سوف يقال عنه ! أنه رجل تحمل المسؤولية بشجاعة , وتقبل الحساب عنها في كبرياء .

ومَثل كرامة وإرادة أمة بأسرها في يوم من أحلك أيامها وكان وسط الظلام والعواصف والمؤامرات الدولية " .(222)

13) ظهر جمال عبد الناصر كصاحب رغبة عامة في النفوذ , وتقديس لشخصه (223) .

14) حاول عبد الناصر إن يزعم المثلث العربي والإسلامي والإفريقي كتب في كتابه فلسفة الثورة :- " أيمكن إن نتجاهل أن هناك دائرة عربية -, وأن هذه الدائرة منا ونحن منها , امتزج تاريخنا بتاريخها وارتبطت مصالحنا بمصالحها ... أيمكن أن نتجاهل أن هناك قارة افريقية شاء لنا القدر أن نكون فيها ... أيمكن أن نتجاهل أن هناك عالما إسلاميا تجمعنا وإياه روابط لا تقر لها العقيدة الدينية فحسب , وإنما تشهدها حقائق التاريخ"(224) .

15) عام 1953 شرعت إذاعة القاهرة ببث برامج تحت اسم " صوت العرب " بغرض إعلاء شأن عبد الناصر ومحاربة وفضح وكلاء الاستعمار أمثال ( الملك حسين , كميل الشمعون , ونوري السعيد ) وكانت تحث على اغتيال بعض الزعماء المشبوه بهم , وقد لاقت هذه المحطة رواجا كبير عند العرب والمسلمين , وأثارت انتباه المخابرات الأمريكية والبريطانية , التي فكرت في نسف الإذاعة أو إقامة إذاعة منافسة , ودرست تأثيرها على المثقفين العرب ( ومثلا حاول الإنجليز قصف الإذاعة عام 1956 لكنهم ضلوا الهدف )(225).

16) نجح عبد الناصر سياسيا ودبلوماسيا أن يكون هدفا في الحرب الباردة,ولاعبا مركزيًا في الحلبة الدولية المعسكر الشيوعي والولايات المتحدة يتسابقان على طلب وده, فقد وصلت مساعدات الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة 1958- 1962 2,3 مليار دولار أمريكي (226) في تدخل في ألازمة اللبنانية 1952- 1957 , واليمن أرسل 15 ألف جندي لدعم الانقلاب الجديد .

*موت جمال عبد الناصر كان كالصاعقة على قلوب ملايين المصريين والعرب , 28 سبتمبر 1970 , وشاءت الأقدار أن يقرأ بيان وفاته أنور السادات الذي قرأ بيان الثورة :" لقد تعرض البطل الذي سيبقى ذكره خالداً إلى الأبد في وجدان الأمة والإنسانية – لنوبة قلبية حادة ... إن جمال عبد الناصر كان أكبر من كل الكلمات , وكان مجاهدا عن الحرية مناضلاً من أجل الحق والعدل, مقاتلاً من أجل الشرف إلى آخر لحظة من عمره "(227).

17) قام العديد من الشعراء والمفكرين بتناول الثورة وشخصية عبد الناصر بين المؤيد والمعارض , أما الشاعر السوري الكبير نزار قباني فخصص له إحدى المجموعات الشعرية بعنوان " لا " وفي قصيدة جمال عبد الناصر (228) -

قتلناك .. يا آخر الأنبياء

قتلناك ..

ليس جديداً علينا

اغتيال الصحابة والأولياء

فكم من رسول قتلنا ..

وكم من إمام ..

ذبحناه وهو يصلي صلاة العشاء

فتاريخنا كله محنة

وأيامنا كلها كربلاء ..

***

قتلناك ..

يا جبل الكبرياء

وآخر قنديل زيت ..

يضيء لنا ليالي الشتاء

وآخر سيف من القادسية

قتلناك بكلتا يدينا

وقلنا المنية ..

لماذا قبلت المجيء إلينا ؟

فمثلك كان كثيراً علينا ..

سقيناك سم العروبة حتى شبعت ..

رميناك في نار عمانَ .. حتى احترقت

أريناك غدر العروبة حتى كفرت

لماذا ظهرت بأرض النفاق ..

لماذا ظهرت ؟

فنحن شعوب من الجاهلية

ونحن التقلب ..

نحن التذبذب ..

والباطنية ..

نُبايع أربابنا في الصباح

ونأكلهم حين تأتي العشية ..

***

قتلناك ..

يا حبنا وهوانا ..

وكنت الصديق , وكنت الصدوق ,

وكنت أبانا ..

وحين غسلنا يدينا .. اكتشفنا

بأنا قتلنا منانا ..

وأن دماءك فوق الوسادة ..

كانت دمانا

نفضت غبار الدراويش عنا ..

أعدت إلينا صبانا ..

--------------------------------------------------------------------------------

(211) - بثينة عبد الرحمن الشكريتي , جمال عبد الناصر , ص 63 .

(212) - محمد حسنين هيكل , سقوط نظام , ص 92 .

(213) - حسين محمدي احمد حمودة , أسرار حركة الإخوان والضباط الأحرار , ص 68 .

(214) - ن.م , ص 73 .

(215) - ن.م. , ص 152 .

(216) - دانييل د. بروار, العالم في القرن العشرين , ص 381 .

(217) - بثينة عبد الرحمن التكريتي , جمال عبد الناصر , ص 157 .

(218) - محمد حامد أبو نصر , الإخوان المسلمين وعبد الناصر , ص 161

(219) - دانييل . ر. براوند – العالم في القرن العشرين , ص 391 .

(220) - ارنون سوفيير , تحولات في جغرافيا الشرق الأوسط , ص 68 .

(221) - بثينة عبد الرحمن التكريتي , جمال عبد الناصر , ص 306 .

(222) - محمد حسنين هيكل , لمصر لا لعبد الناصر , ص 150 .

(223) - صلاح شادي , صفحات من التاريخ , ص 320 .

(224) - جمال عبد الناصر , فلسفة الثورة , ص 40 .

(225) - مايلز كويلاند , لعبة الأمم , ص 260- 282 .

(226) - ن.م , ص 278 .

(227) - مصطفى بكري , يوم الوداع , ص 24 .

(228) - نزار قباني , لا , ص 11- 16 .

عادل صياد
22/12/2007, 11:41 AM
لكن هل حققت الثورة فعلا ما كانت تصبو إليه ؟ أم أن أحلامها تبخرت مع الأيام ؟ أسئلة بريئة

معتصم الحارث الضوّي
22/12/2007, 04:17 PM
الأخ الفاضل عادل صياد
تساؤلاتك غير بريئة يا سيدي :) ليتك تعود بتوسع للإجابة عليها للفائدة العامة. من ناحية أخرى أرجو نشر الصورة الشخصية تقيّداً بقواعد المنتديات.

مع فائق التقدير، وكل عام أنتم بخير

سهيل عيساوي
22/12/2007, 08:55 PM
لكن هل حققت الثورة فعلا ما كانت تصبو إليه ؟ أم أن أحلامها تبخرت مع الأيام ؟ أسئلة بريئة

الاستاذ عادل, يقينا انها الثورة العربية الوحيدة التي لم تكن تهدف الى الاستيلاء فقط على العرش , وتنتهي ايديولوجية الثورة, لا بد انها حققت العديد من اهدافها وتجاوز مداها مصر الى الامة العربية والاسلامية وافريقيا, ومن الاهداف ما لم يتحقق , لكنها ثورة تعطشت لها نفس الحقبة الزمنية , وشخصية ناصر الخزماتية كانت وقودها وشريانها المتدفق, رغم اخفاقات الثورة وناصر هنا وهناك والماخذ من قبل عدة تيارات مصرية الا ان مكاسبها كانت اكبر من ان تختصر او تقزم ومن بعدها العالم العربي يعيش في فراغ سياسي


**********www.sohel.info

سهيل عيساوي
22/12/2007, 08:58 PM
الأخ الفاضل عادل صياد
تساؤلاتك غير بريئة يا سيدي :) ليتك تعود بتوسع للإجابة عليها للفائدة العامة. من ناحية أخرى أرجو نشر الصورة الشخصية تقيّداً بقواعد المنتديات.

مع فائق التقدير، وكل عام أنتم بخير

ملاحظتك في مكانها استاذ معتصم, من الواضح ان الاستاذ عادل له راي مخالف وهذا حقه , وعليه ان يستعرض اخفاقات الثورة وموقفه منها , مستندا للادلة والبراهين

عادل صياد
24/12/2007, 06:38 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد
ردا على الرد المتعلق بموضوع ثورة يوليو 1952
و بناء على طلب الإخوة بالتوسع في الموضوع
الأخ الكريم الذي كتب موضوع ثورة يوليو 1952 ابتداء بمسلمة افترضها قائلا " مما لا شك فيه أن ثورة الضباط الأحرار في مصر تركت بَصماتها , ولا تزال على الأمة العربية وعلى القارة الأفريقية , لم يسجل التاريخ العربي الحديث بطلا قوميا وطنيا يقف في وجه الإمبريالية مثل : جمال عبد الناصر. " و هي عبارة على قصرها فإنها توجه الدراسة وجهة معينة لا تقتضيها الموضوعية والحياد العلمي و غالبا ما تكون هذه الوجهة مدعات للتمجيد بدلا من النقد الموضوعي الذي يفيدنا في معرفة الإيجابيات و السلبيات
إذن لقد حكم الأخ الكريم و منذ البداية على بحثه أو دراسته بأنها ستسلك مسلكا تمجيديا للثورة و هذا مما يعود عليها بالسلب و من عدة نواحي
أولا سيتكلم فقط على الإجابيات و هذا ما حصل تقريبا
ثانيا سيصرف كل من له رأي مخالف في الثورة عن متابعة القراءة في موضوعه
ثالثا المواضيع التمجيدية قد تؤرخ و قد تصف لكنها قليلا ما تعطي الحلول
و لعل الذي يدعوني إلى هذه المناقشة هو و جودي في منتدى ينطلق من الأزمة التي تعيشها أمتنا العربية و الإسلامية
بغية التفاعل معها بشكل إيجابي لحلها أو التقليل منها في أسوأ الأحوال
لذا ينبغي أن يكون صدرنا واسعا حتى لبعض الشدة لأن الغرض شريف
استمر الأخ الكريم في موضوعه و تحدث عن شخصية جمال وكيف أن الجماهير بقيت متعلقة بشخصيته الكرازمتية حتى بعد انهزام 67 و لكن السؤال الذي يلح علينا في طرح نفسه لمذا حدث الإنهزام ؟ ألأن العدو فعلا أقوى منا ؟ أم لأننا مازلنا لم نتخلص بعد من عقليتنا العاطفية المندفعة ؟ لقد شارك في هذه المعركة العشرات من أبناء العرب و المسلمين فمذا كانت النتيجة ؟ هزيمة مرة سميناها استحياء نكسة
بعد هذه الهزيمة أو النكسة قرر جمال عبد الناصر الإنسحاب أو الإستقالة بتعبير أدق و قد يرى البعض أن هذا التصرف بطولي و البعض الآخر يرى أنها تمثيلية لكسب التأييد الجماهيري و لا نريد أن نجزم بهذا أو ذاك بل نتساءل فقط ألا يعد هذا نوعا من أنواع الهروب من المسؤولية
عندما خسر اليابان في الحرب العالمية الثانية تحمل ضباط الجيش مسؤليتهم و ظهر ما عرف فيما بعد بالعمليات الكاميكازية
و عندما خسرت ألمانيا انتحر هتلر و أتباعه النازيين
و عندما نخسر نحن ؟؟؟؟
إن ديننا الإسلامي يحرم الإنتحار
لكنه في الوقت ذاته يدعو إلى تحمل المسؤلية كاملة في نطاق الوسع و الطاقة
فلمذا نحمل أنفسنا فوق طاقتها ثم ننسحب و كأن شيئا لم يحدث
و لو رجعنا إلى تاريخ عبد الناصر لوجدناه يستخدم هذا الأسلوب دائما قبل الثورة كان يشيع في وسط الضباط بأنه إن نجحت الثورة سيرتدي جلبابه و يعود إلى الريف و أثناء الثورة لم يعين نفسه زعيما مباشرة بل انتظر أن يقوم رفاقه بذلك على الرغم من أنه كان المرشح الأول لآنه يعد حلقة وصل بين الجميع و في 67 أعلن تخليه عن السلطة و طبعا كان عبد اناصر الفائز دائما في هذه المحطات . إن الذي يعنينا الآن ليس نية عبد الناصر بقدر ما يعنينا قدرته الشخصية على تحمل المسؤولية فإذا كان قادرا فعلا على تحمل مسؤولياته كاملة لمذا لا يتأخر عن التلويح بالتخلي عن السلطة كلما سارت الأوضاع في غير صالحه و إن لم يكن قادرا على ذلك فما مدعاة الإقتحام منذ البداية
و أذا واصلنا في الموضوع وانتقلنا إلى عنوان أسباب الثورة فلعنا نجد العناصر التي ذكرها الأخ الكريم نفسها عناصر يمكن من خلالها أن ننتقد ثورة يوليو -- ومن غير تحامل --
أولا الثورة قامت لكسر شوكة البرجوازية و الإقطاعية فلم يمنع ذلك من ظهور برجوازيين و إقطاعيين جدد و خير دليل على ذلك أن مظاهر الطبقية لا تزال إلى اليوم
ثانيا الإستهتار الإنجليزي والغربي عموما بالشعب و القيادة المصرية كان شبه معلن في عهد فاروق و صار شبه مخفي في عهد الثورة و ما السبب العاشر منا ببعيد حيث اضطر الضباط لأن يوضحوا أسباب الثورة لسفارة دولة يلومنها على الا ستهتار بالملك و يلمونه على الخضوع لها فلمذا تلوم الناس على شيء أنت فاعله
ثالثا التبذير والفسق الذي غرق به الملك فاروق وحاشيته في القصر . كلمتي ( التبذير و الفسق ) من المصطلحات المستخدمة في القرآن الكريم و بالتالي فهي مصطلحات ذات طابع شرعي و هو ماقد يوحي إلى أن بعض منطلقات الثورة كانت موافقة لما هو عليه الشعب المصري من تمسك بالدين الإسلامي إذ أن المسلم لا ينظر إلى الفساد على أنه فساد و انتهى الأمر بل لأن الله عز و جل لا يرضاه لعباده . كان بإمكان قادة الثورة أن تكون لهم مصطحات أخرى تدعم سعيهم لكن مادام المصطحات ستكسبهم تأييد شعبيا فلا بأس بها إلى حين أما في حواراتهم الخاصة فهذا أحد أعضاء مجلس الثورة من الضباط يقول عن الإخوان كما ورد في مذكرات حسن العشماوي " لا لداعي لمجادلتي .. فكلهم سخيف ، سيطلبون إقفال البنوك و قطع يد الفقراء و تخريب البلاد اقتصاديا "
سواء أكان هذا من برنامج الإخوان أم لا فلا يكفي مبررا لاعتبار بعض أحكام الشريعة سخفا و لايخفى على الجميع وعيد الله عز و جل و الرسول صلى الله عليه و سلم في الربا و اعتباره أشد من الزنا
ثم إن ممارسات الضباط على أرض الواقع لم تكن ملائكية و لعلها لا تخل من فسق و تبذير خاصة عندما نسمع من هنا وهناك أخبار يصعب الحكم عيها جميعا بالكذب أن وسائل الفسق إياها استعملت في الاستنطاق و التعذيب فما المانع في أن تستعمل في غيرهما . قد أسهبت في هذه النقطة لأنه لا ينغي بأي حال أن نلبس الناس غير لباسهم
لقد كانت الثورة أقرب إلى الإشتراكية أو العلمانية أو إلى أي شيء آخر إلا الدينية و المذاهب التي ذكرنا لا تعاقب على الفسق و لاتعتبره جرما أما التبذير فما محله من الإعراب و إذا كان رأس المال شائعا بين الجميع فلا مانع من احتساء الخمر حتى الثمالة .
رابعا سخط الجيش على الأوضاع لم يمنعه من الانهزام عند محاولات الرد حين صار الأمر إليه
خامسا هل حقق جمال كل مطالب مجنديه عند مصير الأمور إليه ؟ : هل كان للجيش ناد يجتمع فيه بحرية تامة و بلا رقيب و لاحسيب ؟ هل كانت أوضاع الجيش في عهده
فعلا أحسن حالا ؟ هل كان كل المجندين يشعرون بالكرامة ؟ هل سمح مثلا لبقايا النظام الخاص داخل الجيش بمزاولة أعمالهم فيه ؟ أم أنه الحذر و الحيطة فلمذا لا تعبر إجراءات الملك إذن إجراءات وقائية غرضها الحذر و الحيطة و إلا حلال علينا حرام عليكم
سادسا العنصر السادس يجيب عن نفسه فعلاقة جمال مع الإخوان و بعض الفصائل الأخرى بعد الثورة لم تكن جيدة ولا فرق في ذلك بينها و بين العلاقة في عهد الملك و لعل إعدام عبد قادر عودة الذي كانت تعقد في بيته اجتماعات التحضير للثورة و سيد قطب الذي كان مقترحا لمنصب أمين عام هيئة التحرير خير دليل على ذلك
سابعا أما ما يسمى الاستقلال السياسي فنعم مع التحفظ و أما الفكري فلا مصر و لا غيرها حصلت عليه من بلداننا العربية و لا أدري ما قيمتنا ؟ و ما قيمة استقلالنا و سياستنا ؟ من غير الفكر الذي يوجهنا
ثامنا هل أدى البرلمان دوره زمن عبد الناصر ؟ هل كان فعلا يمثل كل فصائل الشعب المصري ؟ لمذا يحظر على الإخوان إلى اليوم دخول البرلمان إلى تحت مسميات أخرى؟ رغم أنهم يمثلون شريحة مهمة من الشعب المصري .
تاسعا انسحبت بريطانيا من قناة السويس و لعل هذا الأمر إيجابي لكنه مع التحفظ فقد جاء بعد انتظار دام أربع سنوات وبخسائر لابأس بها في الأرواح رغم الاتفاق على كل التفاصيل بما فيها كلمة السر ( و من يدري لعل الملك كان من برنامجه تأميم القناة بعد أربع سنوات أيضا )
عاشرا هل من الضروري أن نوضح لسفارة نعيب على الملك خضوعه لها أمورا تتعلق بإزالته لأنه فاسد ؟
و إذا كانت جولتنا في أسباب الثورة قد أوصلتنا إلى كل هذا النقد فإلى أى مدى ستوصلنا النتائج يا ترى ؟
أولا لاأدري إن كانت سيطرة ألف من الضباط على مرافق الدولة الحيوية أمرا إيجابيا ؟ فمنذ أيام قلائل استمعت إلى الدكتور فاروق الباز في برنامج بلا حدود الذي تبثه الجزيرة يجري شبه مقارنة بين وضع التعليم العالي و البحث العلمي في أمريكا و في مصر و كيف أنهم هناك يوظفون عالما يعي تماما أنه لابد من النقاش الجاد و المبني على الأسس العلمية و المنطق لأن طبيعة التطوير في الميدان العلمي تقتضي ذلك ، أما المسؤول عن التعليم العالي في عهد الثورة فقد كان بكباشي ينتظر من الجميع أن يستقبلوا الأوامر ب( تمام يا أفندم ) و في اعتقادي أن كل ميادين الحياة لابد لها من مختصين لا ضباط وعسكريين و قد قال تعلى " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "
ثانيا لا أدري أيضا إذا كان حل الحزب الشيوعي أمرا يحسب للثورة أم عليها ففي تقديري أنه أقرب للأنتقام منه إلى الإنجاز و تغليب لأيديولجية على حساب أخرى بسبب مصالح ظرفية سرعان ما تزول ثم ما دوافع التشدق بالحياد الإيجابي في باندونق ؟ أم أن حل الحزب الشيوعي إجراء استثنائي لسواد عيون المعسكر الغربي ؟؟.
ثالثا إلغاء الملكية ليحكم مصر ملوك جدد في ظل الديمقراطية و القضاء على أسر الباشوات ليحل محلها أسر جديدة هي أسر الضباط
رابعا أما النتيجة الرابعة فهي تجيب عن نفسها " فك الشراكة مع الإخوان المسلمين الذين رأى بهم جمال عبد الناصر خطراً على مجلس الثورة ولا سيما أنهم يملكون تنظيما دقيقا مبني بشكل هرمي ويملكون السلاح والإرادة , فقد ذاقوا أبشع صنوف العذاب ... والتجويع ...والاعتقال وتهديد الأهل , استعمال أساليب البطش والضغط على الأُسر والزوجات ليطلبن الطلاق من أزواجهن المسجونين . "
خامسا ما من شك في أن لثورة يوليو تأثير كبير في حركات التحرر دون استثناء و لكنها في مقابل ذلك رسخت لنمطية الزعامة و التي لا تزال مرضا نعاني منه إلا اليوم .
سادسا النتيجة السادسة تجيب عن نفسها أيضا فإذا كان الخلاف يؤدي إلى الإقصاء و إقصاء الرموز تحديدا و إذا كان الأمر و الحسم بيد واحد لا بيد الجماعة فما جدوى الثورة و مجلس الثورة فلندعها ملكية و السلام
سابعا هل كان التوزيع في ظل الثورة عادلا فعلا
ثامنا ما أشبه الإدانات الدولية بقول جرير للحسين القلوب معك و السيوف مع بني أمية أما أميركا فلن تستبدل مصر بشركائها الإستراتيجين و قد عاقبت اليابان قبل ذلك لأنه وقف في الجبهة المضادة لجبهتهم و أما روسيا فقد صدرت لنا فيما بعد بارودا فاسد لنرد به الإعتداء
تاسعا لا أحد ينكر أن سد السويس أو السد العالي و ما إلى ذلك من إنجازات كانت إنجازات إيجابية و رغم هذا فالأخ الكريم نفسه أشار إلا أن هناك سلبيات رافقت الإنجاز
عاشرا الوحدة مع سوريا لم تدم طويلا
إحدى عشر " قاد عبد الناصر سياسة عدائية تجاه إسرائيل ." زالت بوفاته و حل محلها التطبيع
إثنى عشر جزء منها يجيب عن نفسه و الآخر متروك للتاريخ
ثالث عشر تجيب عن نفسها
رابع عشر مالذي تحقق على أرض الواقع من كلام عبد الناصر هيكل إفريقي بلا روح جامعة عربية تحترف التنديد منظمة مؤتمر إسلامي لا يعرفها إلا بعض المختصين
خامس عشر لابد من تحديد معيار العمالة بدقة
سادس عشر الكثير من غير عبد الناصر كانوا أهدافا في الحرب الباردة لكلا المعسكريين بل و من غير جهد لأن طبيعة الصراع تقتضي ذلك فما الميزة إن كان هو أحد الأهداف
أما آخر الأنبياء فقد كان محمد صلى الله عليه و سلم و لا عبرة بكلام نزار فقد يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره في حدود المعقول لا في الخروج عنه .
و أخيرا و ليس آخرا
لقد قال الشاعر قديما
وعين الرضى عن كل عيب كليلة و عين السخط تبدي المساويا
لم أرد بكلامي السابق أن أسخط على الثورة أو أن أبخسها حقها فما يضيرها و ما يضير عبد الناصر و هو نائم في قبره أن ينتقد أو تنتقد ثورته
بل أردت فقط رفع القدسية عن محطة من محطات تاريخنا بمناقشة أسبابها ونتائجها و ذلك بغية استلهام العبر و استخلاص الدروس و التخلص من عقدة العكوف على تمجيد الإنجازات من غير نقد و لاتقويم فإننا لن نسأل عما كان بل سنسأل عما هو كائن بأيدينا نحن و لا يتأتى لنا ذلك إلا إذا نقدنا تاريخنا و عرفنا أخطاءنا بل و ركزنا عليها حتى لا نعيدها و إذا كانت الكتابات في تمجيد الثورة كثيرة جدا فإن الكتابة في نقدها الموضؤعي إن وجدت قليلة جدا و كثيرا ما تغلب عليها ردات الفعل تصديقا للقانون الفيزيائي ولقد انتقدت أعز فترات تاريخنا الإسلامي كصفين و الجمل و هي أحداث من القرن الأول المشهود له بالخيرية فما زاد النقد أصحابها إلا رفعة و الله أعلم.

عادل صياد
24/12/2007, 06:38 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد
ردا على الرد المتعلق بموضوع ثورة يوليو 1952
و بناء على طلب الإخوة بالتوسع في الموضوع
الأخ الكريم الذي كتب موضوع ثورة يوليو 1952 ابتداء بمسلمة افترضها قائلا " مما لا شك فيه أن ثورة الضباط الأحرار في مصر تركت بَصماتها , ولا تزال على الأمة العربية وعلى القارة الأفريقية , لم يسجل التاريخ العربي الحديث بطلا قوميا وطنيا يقف في وجه الإمبريالية مثل : جمال عبد الناصر. " و هي عبارة على قصرها فإنها توجه الدراسة وجهة معينة لا تقتضيها الموضوعية والحياد العلمي و غالبا ما تكون هذه الوجهة مدعات للتمجيد بدلا من النقد الموضوعي الذي يفيدنا في معرفة الإيجابيات و السلبيات
إذن لقد حكم الأخ الكريم و منذ البداية على بحثه أو دراسته بأنها ستسلك مسلكا تمجيديا للثورة و هذا مما يعود عليها بالسلب و من عدة نواحي
أولا سيتكلم فقط على الإجابيات و هذا ما حصل تقريبا
ثانيا سيصرف كل من له رأي مخالف في الثورة عن متابعة القراءة في موضوعه
ثالثا المواضيع التمجيدية قد تؤرخ و قد تصف لكنها قليلا ما تعطي الحلول
و لعل الذي يدعوني إلى هذه المناقشة هو و جودي في منتدى ينطلق من الأزمة التي تعيشها أمتنا العربية و الإسلامية
بغية التفاعل معها بشكل إيجابي لحلها أو التقليل منها في أسوأ الأحوال
لذا ينبغي أن يكون صدرنا واسعا حتى لبعض الشدة لأن الغرض شريف
استمر الأخ الكريم في موضوعه و تحدث عن شخصية جمال وكيف أن الجماهير بقيت متعلقة بشخصيته الكرازمتية حتى بعد انهزام 67 و لكن السؤال الذي يلح علينا في طرح نفسه لمذا حدث الإنهزام ؟ ألأن العدو فعلا أقوى منا ؟ أم لأننا مازلنا لم نتخلص بعد من عقليتنا العاطفية المندفعة ؟ لقد شارك في هذه المعركة العشرات من أبناء العرب و المسلمين فمذا كانت النتيجة ؟ هزيمة مرة سميناها استحياء نكسة
بعد هذه الهزيمة أو النكسة قرر جمال عبد الناصر الإنسحاب أو الإستقالة بتعبير أدق و قد يرى البعض أن هذا التصرف بطولي و البعض الآخر يرى أنها تمثيلية لكسب التأييد الجماهيري و لا نريد أن نجزم بهذا أو ذاك بل نتساءل فقط ألا يعد هذا نوعا من أنواع الهروب من المسؤولية
عندما خسر اليابان في الحرب العالمية الثانية تحمل ضباط الجيش مسؤليتهم و ظهر ما عرف فيما بعد بالعمليات الكاميكازية
و عندما خسرت ألمانيا انتحر هتلر و أتباعه النازيين
و عندما نخسر نحن ؟؟؟؟
إن ديننا الإسلامي يحرم الإنتحار
لكنه في الوقت ذاته يدعو إلى تحمل المسؤلية كاملة في نطاق الوسع و الطاقة
فلمذا نحمل أنفسنا فوق طاقتها ثم ننسحب و كأن شيئا لم يحدث
و لو رجعنا إلى تاريخ عبد الناصر لوجدناه يستخدم هذا الأسلوب دائما قبل الثورة كان يشيع في وسط الضباط بأنه إن نجحت الثورة سيرتدي جلبابه و يعود إلى الريف و أثناء الثورة لم يعين نفسه زعيما مباشرة بل انتظر أن يقوم رفاقه بذلك على الرغم من أنه كان المرشح الأول لآنه يعد حلقة وصل بين الجميع و في 67 أعلن تخليه عن السلطة و طبعا كان عبد اناصر الفائز دائما في هذه المحطات . إن الذي يعنينا الآن ليس نية عبد الناصر بقدر ما يعنينا قدرته الشخصية على تحمل المسؤولية فإذا كان قادرا فعلا على تحمل مسؤولياته كاملة لمذا لا يتأخر عن التلويح بالتخلي عن السلطة كلما سارت الأوضاع في غير صالحه و إن لم يكن قادرا على ذلك فما مدعاة الإقتحام منذ البداية
و أذا واصلنا في الموضوع وانتقلنا إلى عنوان أسباب الثورة فلعنا نجد العناصر التي ذكرها الأخ الكريم نفسها عناصر يمكن من خلالها أن ننتقد ثورة يوليو -- ومن غير تحامل --
أولا الثورة قامت لكسر شوكة البرجوازية و الإقطاعية فلم يمنع ذلك من ظهور برجوازيين و إقطاعيين جدد و خير دليل على ذلك أن مظاهر الطبقية لا تزال إلى اليوم
ثانيا الإستهتار الإنجليزي والغربي عموما بالشعب و القيادة المصرية كان شبه معلن في عهد فاروق و صار شبه مخفي في عهد الثورة و ما السبب العاشر منا ببعيد حيث اضطر الضباط لأن يوضحوا أسباب الثورة لسفارة دولة يلومنها على الا ستهتار بالملك و يلمونه على الخضوع لها فلمذا تلوم الناس على شيء أنت فاعله
ثالثا التبذير والفسق الذي غرق به الملك فاروق وحاشيته في القصر . كلمتي ( التبذير و الفسق ) من المصطلحات المستخدمة في القرآن الكريم و بالتالي فهي مصطلحات ذات طابع شرعي و هو ماقد يوحي إلى أن بعض منطلقات الثورة كانت موافقة لما هو عليه الشعب المصري من تمسك بالدين الإسلامي إذ أن المسلم لا ينظر إلى الفساد على أنه فساد و انتهى الأمر بل لأن الله عز و جل لا يرضاه لعباده . كان بإمكان قادة الثورة أن تكون لهم مصطحات أخرى تدعم سعيهم لكن مادام المصطحات ستكسبهم تأييد شعبيا فلا بأس بها إلى حين أما في حواراتهم الخاصة فهذا أحد أعضاء مجلس الثورة من الضباط يقول عن الإخوان كما ورد في مذكرات حسن العشماوي " لا لداعي لمجادلتي .. فكلهم سخيف ، سيطلبون إقفال البنوك و قطع يد الفقراء و تخريب البلاد اقتصاديا "
سواء أكان هذا من برنامج الإخوان أم لا فلا يكفي مبررا لاعتبار بعض أحكام الشريعة سخفا و لايخفى على الجميع وعيد الله عز و جل و الرسول صلى الله عليه و سلم في الربا و اعتباره أشد من الزنا
ثم إن ممارسات الضباط على أرض الواقع لم تكن ملائكية و لعلها لا تخل من فسق و تبذير خاصة عندما نسمع من هنا وهناك أخبار يصعب الحكم عيها جميعا بالكذب أن وسائل الفسق إياها استعملت في الاستنطاق و التعذيب فما المانع في أن تستعمل في غيرهما . قد أسهبت في هذه النقطة لأنه لا ينغي بأي حال أن نلبس الناس غير لباسهم
لقد كانت الثورة أقرب إلى الإشتراكية أو العلمانية أو إلى أي شيء آخر إلا الدينية و المذاهب التي ذكرنا لا تعاقب على الفسق و لاتعتبره جرما أما التبذير فما محله من الإعراب و إذا كان رأس المال شائعا بين الجميع فلا مانع من احتساء الخمر حتى الثمالة .
رابعا سخط الجيش على الأوضاع لم يمنعه من الانهزام عند محاولات الرد حين صار الأمر إليه
خامسا هل حقق جمال كل مطالب مجنديه عند مصير الأمور إليه ؟ : هل كان للجيش ناد يجتمع فيه بحرية تامة و بلا رقيب و لاحسيب ؟ هل كانت أوضاع الجيش في عهده
فعلا أحسن حالا ؟ هل كان كل المجندين يشعرون بالكرامة ؟ هل سمح مثلا لبقايا النظام الخاص داخل الجيش بمزاولة أعمالهم فيه ؟ أم أنه الحذر و الحيطة فلمذا لا تعبر إجراءات الملك إذن إجراءات وقائية غرضها الحذر و الحيطة و إلا حلال علينا حرام عليكم
سادسا العنصر السادس يجيب عن نفسه فعلاقة جمال مع الإخوان و بعض الفصائل الأخرى بعد الثورة لم تكن جيدة ولا فرق في ذلك بينها و بين العلاقة في عهد الملك و لعل إعدام عبد قادر عودة الذي كانت تعقد في بيته اجتماعات التحضير للثورة و سيد قطب الذي كان مقترحا لمنصب أمين عام هيئة التحرير خير دليل على ذلك
سابعا أما ما يسمى الاستقلال السياسي فنعم مع التحفظ و أما الفكري فلا مصر و لا غيرها حصلت عليه من بلداننا العربية و لا أدري ما قيمتنا ؟ و ما قيمة استقلالنا و سياستنا ؟ من غير الفكر الذي يوجهنا
ثامنا هل أدى البرلمان دوره زمن عبد الناصر ؟ هل كان فعلا يمثل كل فصائل الشعب المصري ؟ لمذا يحظر على الإخوان إلى اليوم دخول البرلمان إلى تحت مسميات أخرى؟ رغم أنهم يمثلون شريحة مهمة من الشعب المصري .
تاسعا انسحبت بريطانيا من قناة السويس و لعل هذا الأمر إيجابي لكنه مع التحفظ فقد جاء بعد انتظار دام أربع سنوات وبخسائر لابأس بها في الأرواح رغم الاتفاق على كل التفاصيل بما فيها كلمة السر ( و من يدري لعل الملك كان من برنامجه تأميم القناة بعد أربع سنوات أيضا )
عاشرا هل من الضروري أن نوضح لسفارة نعيب على الملك خضوعه لها أمورا تتعلق بإزالته لأنه فاسد ؟
و إذا كانت جولتنا في أسباب الثورة قد أوصلتنا إلى كل هذا النقد فإلى أى مدى ستوصلنا النتائج يا ترى ؟
أولا لاأدري إن كانت سيطرة ألف من الضباط على مرافق الدولة الحيوية أمرا إيجابيا ؟ فمنذ أيام قلائل استمعت إلى الدكتور فاروق الباز في برنامج بلا حدود الذي تبثه الجزيرة يجري شبه مقارنة بين وضع التعليم العالي و البحث العلمي في أمريكا و في مصر و كيف أنهم هناك يوظفون عالما يعي تماما أنه لابد من النقاش الجاد و المبني على الأسس العلمية و المنطق لأن طبيعة التطوير في الميدان العلمي تقتضي ذلك ، أما المسؤول عن التعليم العالي في عهد الثورة فقد كان بكباشي ينتظر من الجميع أن يستقبلوا الأوامر ب( تمام يا أفندم ) و في اعتقادي أن كل ميادين الحياة لابد لها من مختصين لا ضباط وعسكريين و قد قال تعلى " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "
ثانيا لا أدري أيضا إذا كان حل الحزب الشيوعي أمرا يحسب للثورة أم عليها ففي تقديري أنه أقرب للأنتقام منه إلى الإنجاز و تغليب لأيديولجية على حساب أخرى بسبب مصالح ظرفية سرعان ما تزول ثم ما دوافع التشدق بالحياد الإيجابي في باندونق ؟ أم أن حل الحزب الشيوعي إجراء استثنائي لسواد عيون المعسكر الغربي ؟؟.
ثالثا إلغاء الملكية ليحكم مصر ملوك جدد في ظل الديمقراطية و القضاء على أسر الباشوات ليحل محلها أسر جديدة هي أسر الضباط
رابعا أما النتيجة الرابعة فهي تجيب عن نفسها " فك الشراكة مع الإخوان المسلمين الذين رأى بهم جمال عبد الناصر خطراً على مجلس الثورة ولا سيما أنهم يملكون تنظيما دقيقا مبني بشكل هرمي ويملكون السلاح والإرادة , فقد ذاقوا أبشع صنوف العذاب ... والتجويع ...والاعتقال وتهديد الأهل , استعمال أساليب البطش والضغط على الأُسر والزوجات ليطلبن الطلاق من أزواجهن المسجونين . "
خامسا ما من شك في أن لثورة يوليو تأثير كبير في حركات التحرر دون استثناء و لكنها في مقابل ذلك رسخت لنمطية الزعامة و التي لا تزال مرضا نعاني منه إلا اليوم .
سادسا النتيجة السادسة تجيب عن نفسها أيضا فإذا كان الخلاف يؤدي إلى الإقصاء و إقصاء الرموز تحديدا و إذا كان الأمر و الحسم بيد واحد لا بيد الجماعة فما جدوى الثورة و مجلس الثورة فلندعها ملكية و السلام
سابعا هل كان التوزيع في ظل الثورة عادلا فعلا
ثامنا ما أشبه الإدانات الدولية بقول جرير للحسين القلوب معك و السيوف مع بني أمية أما أميركا فلن تستبدل مصر بشركائها الإستراتيجين و قد عاقبت اليابان قبل ذلك لأنه وقف في الجبهة المضادة لجبهتهم و أما روسيا فقد صدرت لنا فيما بعد بارودا فاسد لنرد به الإعتداء
تاسعا لا أحد ينكر أن سد السويس أو السد العالي و ما إلى ذلك من إنجازات كانت إنجازات إيجابية و رغم هذا فالأخ الكريم نفسه أشار إلا أن هناك سلبيات رافقت الإنجاز
عاشرا الوحدة مع سوريا لم تدم طويلا
إحدى عشر " قاد عبد الناصر سياسة عدائية تجاه إسرائيل ." زالت بوفاته و حل محلها التطبيع
إثنى عشر جزء منها يجيب عن نفسه و الآخر متروك للتاريخ
ثالث عشر تجيب عن نفسها
رابع عشر مالذي تحقق على أرض الواقع من كلام عبد الناصر هيكل إفريقي بلا روح جامعة عربية تحترف التنديد منظمة مؤتمر إسلامي لا يعرفها إلا بعض المختصين
خامس عشر لابد من تحديد معيار العمالة بدقة
سادس عشر الكثير من غير عبد الناصر كانوا أهدافا في الحرب الباردة لكلا المعسكريين بل و من غير جهد لأن طبيعة الصراع تقتضي ذلك فما الميزة إن كان هو أحد الأهداف
أما آخر الأنبياء فقد كان محمد صلى الله عليه و سلم و لا عبرة بكلام نزار فقد يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره في حدود المعقول لا في الخروج عنه .
و أخيرا و ليس آخرا
لقد قال الشاعر قديما
وعين الرضى عن كل عيب كليلة و عين السخط تبدي المساويا
لم أرد بكلامي السابق أن أسخط على الثورة أو أن أبخسها حقها فما يضيرها و ما يضير عبد الناصر و هو نائم في قبره أن ينتقد أو تنتقد ثورته
بل أردت فقط رفع القدسية عن محطة من محطات تاريخنا بمناقشة أسبابها ونتائجها و ذلك بغية استلهام العبر و استخلاص الدروس و التخلص من عقدة العكوف على تمجيد الإنجازات من غير نقد و لاتقويم فإننا لن نسأل عما كان بل سنسأل عما هو كائن بأيدينا نحن و لا يتأتى لنا ذلك إلا إذا نقدنا تاريخنا و عرفنا أخطاءنا بل و ركزنا عليها حتى لا نعيدها و إذا كانت الكتابات في تمجيد الثورة كثيرة جدا فإن الكتابة في نقدها الموضؤعي إن وجدت قليلة جدا و كثيرا ما تغلب عليها ردات الفعل تصديقا للقانون الفيزيائي ولقد انتقدت أعز فترات تاريخنا الإسلامي كصفين و الجمل و هي أحداث من القرن الأول المشهود له بالخيرية فما زاد النقد أصحابها إلا رفعة و الله أعلم.

عادل صياد
24/12/2007, 06:59 AM
ملاحظة كلامي عن الثورة كان فقط مناقشة من وجهة نظر عكسية لأسباب و نتائج الثورة التي اختارها الأستاذ سهيل العيساوي أما النقد الفعلي للثورة و بشكل موضوعي فإنه أمر يطول و قد يحتاج إلى تأليف مفرد أو مايزيد
تقبلو تحياتي

عادل صياد
24/12/2007, 06:59 AM
ملاحظة كلامي عن الثورة كان فقط مناقشة من وجهة نظر عكسية لأسباب و نتائج الثورة التي اختارها الأستاذ سهيل العيساوي أما النقد الفعلي للثورة و بشكل موضوعي فإنه أمر يطول و قد يحتاج إلى تأليف مفرد أو مايزيد
تقبلو تحياتي

ابراهيم عبد المعطى داود
24/12/2007, 10:22 PM
وراء الجنازة .. سارت قريش
فهذا هشام ... وهذا ذياد
وهذا يريد بعدك ملكا
وبعدك كل الملوك رماد
نزار قبانى

ابراهيم عبد المعطى داود
24/12/2007, 10:22 PM
وراء الجنازة .. سارت قريش
فهذا هشام ... وهذا ذياد
وهذا يريد بعدك ملكا
وبعدك كل الملوك رماد
نزار قبانى

سمير الشريف
25/12/2007, 12:21 AM
أيها الأحبة....................
قيل وكتب ونشر الكثير حول هذا الموضوع الذي يؤكد أن الكثير من أوراق تاريخنا المعاصر يحتاج لمراجعة .
مما إستوقفني في هذا السياق:كتابيّ
-لعبة الأمم لمايلز كوبلاند
-كلمتي للمغفلين لمحمد جلال كشك
اللذان اضافا الكثير حول تقييم تلك التجربة وإضاءة جوانبها.................
أتمنى على أهل الاختصاص تنويرنا.................................

سمير الشريف
25/12/2007, 12:21 AM
أيها الأحبة....................
قيل وكتب ونشر الكثير حول هذا الموضوع الذي يؤكد أن الكثير من أوراق تاريخنا المعاصر يحتاج لمراجعة .
مما إستوقفني في هذا السياق:كتابيّ
-لعبة الأمم لمايلز كوبلاند
-كلمتي للمغفلين لمحمد جلال كشك
اللذان اضافا الكثير حول تقييم تلك التجربة وإضاءة جوانبها.................
أتمنى على أهل الاختصاص تنويرنا.................................

سهيل عيساوي
25/12/2007, 11:52 AM
أيها الأحبة....................
قيل وكتب ونشر الكثير حول هذا الموضوع الذي يؤكد أن الكثير من أوراق تاريخنا المعاصر يحتاج لمراجعة .
مما إستوقفني في هذا السياق:كتابيّ
-لعبة الأمم لمايلز كوبلاند
-كلمتي للمغفلين لمحمد جلال كشك
اللذان اضافا الكثير حول تقييم تلك التجربة وإضاءة جوانبها.................
أتمنى على أهل الاختصاص تنويرنا.................................

الأستاذ سمير الشريف , شكرا على مساهمتك ولفتتك الكريمة,إن كتاب لعبة الأمم هو كتاب رائع , رغم قدم إصداره إلا انه مرجع هام يكشف خفايا السياسة الأمريكية , والوجه الآخر للهيمنة الأمريكية على شعوب العالم وعلى الشرق الأوسط خاصة, قال زكريا محي الدين, عام 1962 " لكل لاعب في هذه اللعبة أهدافه الخاصة والتي تختلف عن أهدافه الخاصة التي تختلف هن أهداف الآخرين, كما تحقيق هذه الأهداف هو مقياس نجاحه, إن الهدف المشترك لجميع اللاعبين في لعبة الأمم , هو رغبتهم في المحافظة عليها مستمرة, دون توقف, ذلك إن توقف هذه اللعبة يعني الحرب"

وكتب مؤلف الكتاب" إذا أردت أن تفهم لعبة الأمم فعليك أن تضع نصب عينك القواعد التالية :

1- إن من أول أهداف أية امة أن تبقى في اللعبة ولا تخرج منها .
2- وغالبا ما تتصرف الأمة بصورة لا تهدف معها إلى إحراز أي نجاح في داخل اللعبة بقدر ما تهدف إلى استمرار التأييد الجماهيري لزعيمها,
3- من السذاجة الخاطئة بمكان أن يفسر أي تصريح رسمي حول السياسة الخارجية بصفاء النية وخلوص السريرة, فالمناورة لأي زعيم في اللعبة فهو يظهر ما لا يبطن يقول شيئا ويعني شيئا آخر"
هذه وقفة عاجلة مع الكتاب , وحبذا لو يقم احد الاخوة بعرضه وتحليله للمنفعة العامة .

سهيل عيساوي
25/12/2007, 11:52 AM
أيها الأحبة....................
قيل وكتب ونشر الكثير حول هذا الموضوع الذي يؤكد أن الكثير من أوراق تاريخنا المعاصر يحتاج لمراجعة .
مما إستوقفني في هذا السياق:كتابيّ
-لعبة الأمم لمايلز كوبلاند
-كلمتي للمغفلين لمحمد جلال كشك
اللذان اضافا الكثير حول تقييم تلك التجربة وإضاءة جوانبها.................
أتمنى على أهل الاختصاص تنويرنا.................................

الأستاذ سمير الشريف , شكرا على مساهمتك ولفتتك الكريمة,إن كتاب لعبة الأمم هو كتاب رائع , رغم قدم إصداره إلا انه مرجع هام يكشف خفايا السياسة الأمريكية , والوجه الآخر للهيمنة الأمريكية على شعوب العالم وعلى الشرق الأوسط خاصة, قال زكريا محي الدين, عام 1962 " لكل لاعب في هذه اللعبة أهدافه الخاصة والتي تختلف عن أهدافه الخاصة التي تختلف هن أهداف الآخرين, كما تحقيق هذه الأهداف هو مقياس نجاحه, إن الهدف المشترك لجميع اللاعبين في لعبة الأمم , هو رغبتهم في المحافظة عليها مستمرة, دون توقف, ذلك إن توقف هذه اللعبة يعني الحرب"

وكتب مؤلف الكتاب" إذا أردت أن تفهم لعبة الأمم فعليك أن تضع نصب عينك القواعد التالية :

1- إن من أول أهداف أية امة أن تبقى في اللعبة ولا تخرج منها .
2- وغالبا ما تتصرف الأمة بصورة لا تهدف معها إلى إحراز أي نجاح في داخل اللعبة بقدر ما تهدف إلى استمرار التأييد الجماهيري لزعيمها,
3- من السذاجة الخاطئة بمكان أن يفسر أي تصريح رسمي حول السياسة الخارجية بصفاء النية وخلوص السريرة, فالمناورة لأي زعيم في اللعبة فهو يظهر ما لا يبطن يقول شيئا ويعني شيئا آخر"
هذه وقفة عاجلة مع الكتاب , وحبذا لو يقم احد الاخوة بعرضه وتحليله للمنفعة العامة .

سمير الشريف
25/12/2007, 03:09 PM
أخي سهيل..........
ماذا عن علاقة الثورة بالامريكان؟
وما رأيك بكتاب محمد جلال كشك أيضأ(كلمتي للمغفلين) الذي يؤكد مقولة كوبلاند؟؟

سمير الشريف
25/12/2007, 03:09 PM
أخي سهيل..........
ماذا عن علاقة الثورة بالامريكان؟
وما رأيك بكتاب محمد جلال كشك أيضأ(كلمتي للمغفلين) الذي يؤكد مقولة كوبلاند؟؟

سهيل عيساوي
25/12/2007, 04:38 PM
أخي سهيل..........
ماذا عن علاقة الثورة بالامريكان؟
وما رأيك بكتاب محمد جلال كشك أيضأ(كلمتي للمغفلين) الذي يؤكد مقولة كوبلاند؟؟

الاستاذ سمير , واضح من الاسئلة التي تطرحها للنقاش انك تفترض ان علاقة متينة كانت تربط الامريكان مع الثورة او مع عبد الناصر, من الماكد ان البيت الابيض لا يقف موقف المتفرج الابله , اتجاه ما يدور حوله, بل المراقب الحذر الذي يحاول تحريك الخيوط وفق هواه ومصالحه, وخاصة ان الولايات المتحدة دولة عظمى لها رؤ يتها الخاصة اتجاه شعوب العالم ومنطقة الشرق الاوسط, واضح ان الضباط الاحرار امدوا السفارات الغربية ببعض التطمينات حول السياسة الداخلية والخارجية , لضمان حيادها, بواسطة محمد نجيب , وواضح ان محمد نجيب كان الستار الذي يخفتفي حوله عبد الناصر لاسباب تطلبتها الثورة لتسويقها للشعب , وكا نت الاستخبارات الامريكية تعلم هذا الشيئ لكنها اخفته واحجمت عن الاتصال مع ناصر كي لا تتضرر الخطوة,
يقول مؤلف كتاب لعبة الامم " وفيما يخصنا نحن الامريكيين, فكل ما نطمح اليه لا يتتعدى العثور على لاعب ملائم وماهر, يشاركنا الجلوس الى طاولة" لعبة الامم"
ويؤدي دوره بكل انسجام وهدوء , فعلى صعيد السياسة الداخلية, لم نكن لنتدخل في قرارات عبد الناصر وتصرفاته اطلاقا, ولم تكن تعنيينا شيئا طالما انها لا تضع
مخططات سياستنا الخارجية موضعا يتعارض مع سياستنا الخارجية, ويعرض مصالحنا للخطر, وليس لنا ان نوجه اي انتقاد بخصوص طريقة توطيده لدعائم سلطته الداخلية. واتباعه اساليب بونابرتية, ... ولم نفكر ابدا في امتحان اخلاصه هذا سوى لانه لم يخطر ببالنا طرقا افضل ووسائل انجح, ليسلكها بدل وسائله, ويستخدمها لتحصيل ما يخططه لنفسه"

مع ذلك لا مجال للمقارنة بين عبد الناصر وثورة الضباط الاحرار, وبين اي قائد عربي او اي ثورة حديثة, وتبقى هذه وجهة نظر السياسة الامريكية اتجاه الرجل اوردتها نزولا عند طلب الاخ سمير الشريف, اما تصوراتي للثورة عرضتها اعلاه, اما الكتاب الثاني للاسف لا ملكه حاليا,

www.sohel.info

سهيل عيساوي
25/12/2007, 04:38 PM
أخي سهيل..........
ماذا عن علاقة الثورة بالامريكان؟
وما رأيك بكتاب محمد جلال كشك أيضأ(كلمتي للمغفلين) الذي يؤكد مقولة كوبلاند؟؟

الاستاذ سمير , واضح من الاسئلة التي تطرحها للنقاش انك تفترض ان علاقة متينة كانت تربط الامريكان مع الثورة او مع عبد الناصر, من الماكد ان البيت الابيض لا يقف موقف المتفرج الابله , اتجاه ما يدور حوله, بل المراقب الحذر الذي يحاول تحريك الخيوط وفق هواه ومصالحه, وخاصة ان الولايات المتحدة دولة عظمى لها رؤ يتها الخاصة اتجاه شعوب العالم ومنطقة الشرق الاوسط, واضح ان الضباط الاحرار امدوا السفارات الغربية ببعض التطمينات حول السياسة الداخلية والخارجية , لضمان حيادها, بواسطة محمد نجيب , وواضح ان محمد نجيب كان الستار الذي يخفتفي حوله عبد الناصر لاسباب تطلبتها الثورة لتسويقها للشعب , وكا نت الاستخبارات الامريكية تعلم هذا الشيئ لكنها اخفته واحجمت عن الاتصال مع ناصر كي لا تتضرر الخطوة,
يقول مؤلف كتاب لعبة الامم " وفيما يخصنا نحن الامريكيين, فكل ما نطمح اليه لا يتتعدى العثور على لاعب ملائم وماهر, يشاركنا الجلوس الى طاولة" لعبة الامم"
ويؤدي دوره بكل انسجام وهدوء , فعلى صعيد السياسة الداخلية, لم نكن لنتدخل في قرارات عبد الناصر وتصرفاته اطلاقا, ولم تكن تعنيينا شيئا طالما انها لا تضع
مخططات سياستنا الخارجية موضعا يتعارض مع سياستنا الخارجية, ويعرض مصالحنا للخطر, وليس لنا ان نوجه اي انتقاد بخصوص طريقة توطيده لدعائم سلطته الداخلية. واتباعه اساليب بونابرتية, ... ولم نفكر ابدا في امتحان اخلاصه هذا سوى لانه لم يخطر ببالنا طرقا افضل ووسائل انجح, ليسلكها بدل وسائله, ويستخدمها لتحصيل ما يخططه لنفسه"

مع ذلك لا مجال للمقارنة بين عبد الناصر وثورة الضباط الاحرار, وبين اي قائد عربي او اي ثورة حديثة, وتبقى هذه وجهة نظر السياسة الامريكية اتجاه الرجل اوردتها نزولا عند طلب الاخ سمير الشريف, اما تصوراتي للثورة عرضتها اعلاه, اما الكتاب الثاني للاسف لا ملكه حاليا,

www.sohel.info

سهيل عيساوي
26/12/2007, 12:57 PM
الاستاذ عادل الصياد
شكرا على ردك المطول , ان دل على شيئ انما يدل على الاهتمام والجدية, اسمح لي ان اقف عن بعض النقاط,
ان هذا البحث المتواضع حول الثورة , لا يمجدها , يعرض الخائق لا غير بقدر كبير نت الموضوعية, بل بينت مثالب ومناقب الثورة على حد سواء,
لكل نطام اخطاء , في الدولة الاسلامية منذ تاسيسها , تقع اخطاء هنا وهناك, كلنا بشر نصيب و نحيد عن الصواب, وانا لم اعرض عبد التاصر كبقرة مقدسة , ايضا في كتاب اخر لي استعرضت معركة الحمل وصفين, نظام ناصر حقق الكثير من النجازات للشعب المصري, ونجح في ادخال مفاهيم جديدة للحياة في مصر, اذا ما قارنا الانظمة الرجعية في زمنه, ونجح عبد الناصر في التاثير على السياسة الخارجية العالمية, وان كنا حتى اليوم نتحفظ من دور البرلمان المصري وفي جميع الدول العربية, اما بالنسبة لهزيمة حزيران هل يتحمل وحده ناصر الهزيمة ؟؟ الم تكن الهزيمة سببا في تقوية الجيش واعادة ترميمه ؟؟ ويقول كاتب كتاب لعبة الامم ص 321 " هل ربحت اسرائيل الحرب ؟؟ انني ارجع الى قول " اندريه بوفر" وهو استراتيجي فرنسي عظيم يعرف النصر: ع هو اما ان تحطم عدوك تماما او تجعله في موقف يقبل ما تمليه عليه من شروط الاستسلام" فاذا اخذنا بهذا التعريف وجدنا ان الاسرائيليين لم ينتصروا حقا وذلك حين تراقب الكلام الذي جرى بينهم وبين العرب في اعقاب الحرب, كما ان موقف ناصر في بلاده بعد الحرب اصبح اشد صلابة من موقفه لو لم تقع الحرب" ...انه - ناصر - من اكثر من بين الزعماء جرأة , لا يقبل الشاوى ميال للخير العام والاصلاح الاجتماعي لا يتصرف بدافع غل او حقد او هوى او غير ذلك من دوافع الدنيا"

هذا راي الامريكان مما راقبوا سلوك الرجل. وما رأي الشارع العربي به وقتها وما رأي ملايين المصريين به ؟؟ وما راي زعماء العالم به

هل يمكن انكار والتنكر لحقيقة الرجل ودوره في بلاده والمنطقة والعالم بجرة قلم ؟

ابراهيم خليل ابراهيم
25/01/2008, 01:57 AM
ثورة 23 يوليو عام 1952 كانت منطلق الثورات التحريرية فى الوطن العربى
والكلام عن الثورة يحتاج الى مجلدات
والتاريخ لايسجل الا العمال الخالدة والانجازات التى تفيد الانسانية
مع اطيب تحياتى

سهيل عيساوي
27/01/2008, 01:32 PM
ثورة 23 يوليو عام 1952 كانت منطلق الثورات التحريرية فى الوطن العربى
والكلام عن الثورة يحتاج الى مجلدات
والتاريخ لايسجل الا العمال الخالدة والانجازات التى تفيد الانسانية
مع اطيب تحياتى

اوافقك الرأي ان الثورة كانت البئر يرتوي منها الثائر , وحزام الامام وصملم الامان للامة العربية

سهيل عيساوي
27/01/2008, 01:32 PM
ثورة 23 يوليو عام 1952 كانت منطلق الثورات التحريرية فى الوطن العربى
والكلام عن الثورة يحتاج الى مجلدات
والتاريخ لايسجل الا العمال الخالدة والانجازات التى تفيد الانسانية
مع اطيب تحياتى

اوافقك الرأي ان الثورة كانت البئر يرتوي منها الثائر , وحزام الامام وصملم الامان للامة العربية