ناهد هاشم
22/12/2007, 07:22 AM
تركت أمل كتاب جبران الهة الارض ملقى على الطاولة وقد أسعفها سيل الدموع في اجتثاث ذاك الوحش القابع في أعماقها المسمى الألم , حنونة هي دموعنا ودافئة أحياننا. بقي الكتاب مفتوحًاً وكأن مازال بجعبته شئ يريد أن يقوله.بينما كانت تفكر بكلمات جبران في تلك الخاطرة الوجدانية في مجموعة السابق " اليقظة الاخيرة " تتسارع الاصوات خارجة من الكتاب ويصيح صوت جبران الأتي من البعيد , تتدفق مساحات من الذاكرة على مرأى الخيال وتصبح كل الأشياء مرهونة باللحظة , تفيق وتعود وتشعر أنها نامت لقرون . لقرون وهي غافلة والمغول أتوا وأتى بعدهم غيرهم . ومحرقة الذاكرة ارتوى منها دجلة ... " ماهذا اللهو السريالي " أين انا ؟ لا لست أهلوس لكني مرهقة . الصباح قادم وخيوط الفجر الأولى بزغت . لم أنهي واجباتي وأعمالي" كل هذه الثرثرات تخرج من أوراقها التي بعثرت عليها أفكارها .الشخوص يخرجون من حنايا الورق. تنظر في صورة جبران في الكتاب تشعره قريب وكأن القرن الذي فصل بينهما قرن من لحظة عابرة . اليقظة الأخيرة ! ومن ماذا هل هي نائمة أم غافلة ؟ أهي اليقظة من البقاء طفلة تحب أن تنتظر حلوى العيد؟ أم اليقظة من الانتظار الطويل لرحلة بحث جديدة عن الذات أم و أم ؟ لا تدري لكنها بالتأكيد تستشعر بثقل الماضي وبطول الليل الذي نامته لقرون طويلة تحيك قصيدة لم تنتهي وتفخر برثاء كليب! واليمامة التي نست أنوثتها ... تقف الحدود وتتقاطع وكأن العالم أما م عينيها مسرح ... وأول مشهد تحضره هو مشهد وفاة انكيدو .. ملحمة جلجامش هي الأخرى من عمر الذاكرة ... الشخوص تتسارع والايقاع يزداد وتنفتح الذاكرة على كهف عميق لطالما نست الدخول اليه بعد أن عرفت حضارة المباني والقصور.. الكهف مظلم تدخل أكثر وأكثر . على الجدران قصة الحضارة الأولى وقصة ولادتها الأولى ... ورموز الكتابة ومفاتيح من زمن غابر ... مخطوطات حمورابي وتراث من هنا وهناك " أين أنا ؟ تغوص أعمق وتفتش وتبقى تركض داخل ذاك الكهف تنفتح الدهاليز ويفضي الطريق الى بحيرة مضيئة لم تكن تعلم أن في أعماقها هكذ نقاء ... تفيق من الحلم ويتداعى كل المشهد كأنه شريط مسجل وتحمل كتاب جبران وتنهض وتستيقظ...
تمسك بيدها القلم وتكتب ...عندما تستيقظ المحبة يموت كل شئ...
ناهد تاج هاشم
تمسك بيدها القلم وتكتب ...عندما تستيقظ المحبة يموت كل شئ...
ناهد تاج هاشم