غالب ياسين
26/12/2007, 05:33 PM
هناك فارق كبير بين دعاة كبار أو علماء أجلاء يظهرون على شاشات التلفزة بفضل علمهم وشهرتهم التي ملأت الأرض وبين أدعياء اشتهروا وأصبحوا "نجوماً" من خلال شاشات التلفزة ، أما النوع الأول فأولئك نجلهم ونقدرهم ونأخذ منهم ما تطمئن إليه قلوبنا ، وخير مثال على هؤلاء العلماء هو الشيخ الجليل الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله ، أما النوع الآخر ، فهم شيوخ التلفزة والفضائيات الذين أريد لهم استكمال دور "نجوم" الفتنة والردة ، من ممثلين وممثلات وناعقين وناعقات ومخرجين ومخرجات ومدعين فكر ومدعيات وغيرهم من أدوات الشر المسلط على الشعوب العربية والإسلامية.
في إحدى المرات استوقفتني جملة قالها "النجم" خالد الجندي عبر إحدى الفضائيات وهي "اشهد تعني أشاهد" فتابعت كلامه وإذا به يقول - حسب ذاكرتي وليس حرفياً - حينما يقول المسلم "أشهد أن لا اله إلا الله" فإنه يعني أنه يرى الله الواحد فهنا - حسب شيخ التلفزة - أشهد بمعنى أشاهد ثم استرسل الجندي في شطحاته اللغوية الجديدة. حينها قررت أن أتابع لقاءاته التالية لأتبين إلى أي حد وصل العلم الحديث على أيدي مشايخ الفتنة.
في لقاء آخر مع مقدمة برامج كاسية عارية وجدت جندينا هذا قد تصدر باب الإفتاء ، ويحدثها وهي غير محتشمة ويمازحها ويتكلم بشكل هزلي لا يليق بمسلم من العامة فضلاً عمن يدعي العلم الشرعي ، فجو اللقاء لا يمت إلى الإسلام بصلة ، وأسلوبه في الحديث كغيره من أدعياء الدعوة ، فالتهريج ليس من أسلوب الدعاة وان أعجب مقدمة البرنامج وكاد يغمى عليها من الضحك عدة مرات ، وان أعجب الجماهير الغافلة التي برمجت على تناول لعقة العسل في كأس من السم ، كما أن "الشيخ" خالد الجندي كما غيره ممن أتحدث عنهم يدخلون الكلمات الانجليزية في سياق أحاديثهم ولا ادري لماذا ، فهل تاهت الكلمات عند "مشايخ" الغفلة ؟؟ ، لا لم تته ، لأنهم يتفضلون علينا بترجمتهم الفورية لتلك الكلمات ، ولكنهم يريدون أن يظهروا للآخرين أن الإسلام "إسلامهم" فيه تهريج وفيه غزل وفيه تبسيط للأمور وتفريط وباختصار يريدون أن يطمئنوا الغرب أن الإسلام الذي يخشوه في طريقه إلى إعادة التأهيل حتى يكون مقبولاً لديهم على أيدي دعاة الفتنة. إسلامنا لا يدعو إلى التجهم والعبوس بل إلى التبسم والبشاشة في وجه الآخرين ولكن ضمن حدود الشرع والأدب والمعقول.
وبعيداً عن نقد الأسلوب الهابط فإنني سأستعرض واعلق على بعض ما سمعته من "الشيخ" خالد الجندي هداه الله. أما بالنسبة إلى ما ذكرته آنفاً حول الفرق بين "أشهد" و"أشاهد" ، فالفرق كبير جداً ، فان كانت الشهادة حسب مفهوم الجندي فهي شهادة كاذبة وشهادة زور ، ولا اعتقد أن الإنسان يدخل الإسلام بكذبة أو بشهادة زور ، وإلا فكيف لأحد الادعاء أنه يشاهد الله ؟؟ ، وحتى لا ننتظر تفسيرات المهرجين والممثلين فإن "أشهد" حسب المعاجم اللغوية وهنا أكتفي بـ "لسان العرب" ، حيث ورد "أشهد أن لا إله إلا الله" تعني أعلم وأبين ، و"شهد الله أنه لا إله إلا هو" تعني : علم الله ، أو قال الله ، أو كتب الله ، فـ "أشهد" في الشهادتين لا تعني إطلاقاً أرى أو أشاهد وان كان لدى الجندي دليلاً فليأتنا به.
يقول الجندي : "من لم يصل على النبي فلا صلاة له ولا صيام" ويؤكد ذلك بلهجته الخاصة ويقول بما معناه "إذا سمعت اسم محمد صلى الله عليه وسلم ولم تصل عليه فلا تتعب نفسك بالصلاة والصيام فلن يقبل منك" ، ولا أعرف من أين أتى بذلك "الشيخ" خالد الجندي ، أليست الصلاة على النبي محمد وآله هي في كل صلاة لنا ؟؟؟ هل كانت الصلاة على الرسول ركناً من أركان الإسلام ؟؟؟ وكيف يبطل صوم المسلم إن هو لم يصل على محمد صلى الله عليه وسلم إذا ذكر اسمه أمامه ؟؟ ، وهل يجوز للمصلي أن يصلي على النبي إذا مر اسمه في آية ؟؟ فمثلاً : هل يجوز للإمام أن يقول "وما محمد صلى الله عليه وسلم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل" ؟؟ بدلاً من {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ} من الآية 144 آل عمران ، وهناك آيات عديدة فيها اسم النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز لنا إدخال الصلاة على النبي فيها أثناء قراءة القرآن.
يقول الجندي في موضع آخر "نحن لا نجيب عن الأسئلة السياسية ، ولا نتدخل في أحكام القضاء ولا نناقش قضايا دينية غير إسلامية ، فنحن لا نناقش عقيدة المسيحيين ولا اليهود ، هذه أمور عقدية خاصة بغير المسلمين ولا نتدخل فيها مصداقاً لقوله "لكم دينكم ولي دين" ...انتهى كلام خالد الجندي. من خلال هذه الفقرة يبين خالد الجندي طبيعة الدور المطلوب منه ومن أمثاله وان لم يكن دقيقاً في تعبيره ، فالسياسة لا يتدخل فيها ما دام على رأس الهرم السياسي طاغية يخرج الناس من عبادة الله إلى عبادة الحكام ، لا يتدخل فيها ما دام الحديث عن السياسة يكشف دور الحكام في بيع الأوطان وجعلها مستباحة لأمريكا وإسرائيل ، هناك لا يتدخل في السياسة ولكن لو انقلب الأمر وأصبحت مصر محكومة من قبل جماعة الإخوان مثلاً لوجدناه أول من يتفرغ للسياسة للإنقلاب على الحكام الجدد ولإعادة الحكم لأمريكا أو من يمثلها ، وهو يقول أنه لا يتدخل في أحكام القضاء ، طبعاً ، فهل يستطيع الطعن في الأحكام المجرمة التي تصدر ضد الجماعات الإسلامية ؟؟ هل يستطيع الطعن في الأحكام القضائية التي تقمع الحريات وتعتدي على الصحافة ؟؟ ، ويقول أيضاً أنه لا يتدخل في قضايا دينية غير إسلامية كعقيدة المسيحيين أو اليهود ، ولكن هناك فرق بين القضايا الدينية غير الإسلامية بشكل عام وبين عقيدتهم بشكل خاص ولا دخل للآية {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} (الكافرون آية 6) بالموضوع ، فلا نستطيع أن نناقش النصارى حول حكم شرب الخمر وأكل لحم الخنزير فهذا شأنهم ولكن علينا تبيان أن عقيدتهم باطلة إن أردنا دعوتهم لدخول الإسلام أو صد الحملات التنصيرية وإلا فما الفائدة من أن تكون داعياً إلى الله ؟؟ ، فهل المطلوب من رجل الدعوة أن يدعو المسلمين فقط للعودة إلى إسلامهم أم أن المطلوب منه أن ينشر دين الله في الأرض ؟؟ ، وان لم يكن مطلوباً من المسلم مناقشة عقيدة النصراني أو اليهودي فلماذا انزل الله تعالى : {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}(التوبة آية 30). وهناك آيات لا مجال لذكرها في هذه العجالة ولكن لا شك أن "الشيخ" خالد الجندي قرأها وعلم أن المطلوب منه هو نشر الإسلام بين غير المسلمين وتبيان عقيدتهم الباطلة ولكنه زاغ عن الحق.
لا شك أن سياسة تضليل الشعوب وتركيعها تقتضي تنوع الأساليب والطرق ، فعبر الفضائيات وهي اخطر الأدوات المستخدمة ضد الإسلام والمسلمين يجب أن يكون هناك عدة أبواب ليدخل إليها الضحية وعلى كل باب شياطين متخصصين ، وأنا في هذا المقال أشرت إلى الباب الأول ، وهو الباب المخصص لفتنة المسلم الملتزم فلا بد من استخدام أدعياء الإسلام الذين يفرغون الإسلام من مضمونه ويميعوه ، ويعمل على رفع شأن هؤلاء حتى يكون لهم حضور كبير في المجتمع ثم ينفثون سمومهم ، والداعية أو الدعي عمرو خالد أصدق مثال والذي نفث سمه في نهاية المطاف وقال "لن أتردد في مصافحة وزيرة خارجية إسرائيل" ، هذا هو المطلوب في نهاية المطاف ، أناس يتحدثون باسم الإسلام ، لهم جماهيرهم ، يدعون إلى التطبيع مع "إسرائيل" والرضوخ لأمريكا وتثبيت أنظمة الحكم الضالة والسكوت عن إباحية الفضائيات وقذارتها.
ربما يحتج البعض بأن هؤلاء الدعاة قد تمكنوا من إعادة الناس إلى الإسلام وقد يضربون مثلاً بـ "فنانات تائبات" ، وهذا صحيح ولكن نفعهم لا يقاس بفداحة ضررهم وتضليلهم ، ثم بالنسبة للفنانات التائبات فهن قلة قليلة ، أعتقد أن أي "فنانة" تتوب بحق لا تظهر على شاشة التلفاز الذي كان سبباً في فتنتها ولو كن صادقات لكرهن رؤية جهاز التلفاز ذاته ، ولكن كثيرات يعدن بحجة لقاءات دينية ثم برامج دينية ثم أفلام دينية ثم تعود حليمة لعادتها القديمة.
د. عصام شاور
كاتب فلسطيني
http://www.alhaqaeq.net/?rqid=200&secid=8&art=82489
12/26/2007
في إحدى المرات استوقفتني جملة قالها "النجم" خالد الجندي عبر إحدى الفضائيات وهي "اشهد تعني أشاهد" فتابعت كلامه وإذا به يقول - حسب ذاكرتي وليس حرفياً - حينما يقول المسلم "أشهد أن لا اله إلا الله" فإنه يعني أنه يرى الله الواحد فهنا - حسب شيخ التلفزة - أشهد بمعنى أشاهد ثم استرسل الجندي في شطحاته اللغوية الجديدة. حينها قررت أن أتابع لقاءاته التالية لأتبين إلى أي حد وصل العلم الحديث على أيدي مشايخ الفتنة.
في لقاء آخر مع مقدمة برامج كاسية عارية وجدت جندينا هذا قد تصدر باب الإفتاء ، ويحدثها وهي غير محتشمة ويمازحها ويتكلم بشكل هزلي لا يليق بمسلم من العامة فضلاً عمن يدعي العلم الشرعي ، فجو اللقاء لا يمت إلى الإسلام بصلة ، وأسلوبه في الحديث كغيره من أدعياء الدعوة ، فالتهريج ليس من أسلوب الدعاة وان أعجب مقدمة البرنامج وكاد يغمى عليها من الضحك عدة مرات ، وان أعجب الجماهير الغافلة التي برمجت على تناول لعقة العسل في كأس من السم ، كما أن "الشيخ" خالد الجندي كما غيره ممن أتحدث عنهم يدخلون الكلمات الانجليزية في سياق أحاديثهم ولا ادري لماذا ، فهل تاهت الكلمات عند "مشايخ" الغفلة ؟؟ ، لا لم تته ، لأنهم يتفضلون علينا بترجمتهم الفورية لتلك الكلمات ، ولكنهم يريدون أن يظهروا للآخرين أن الإسلام "إسلامهم" فيه تهريج وفيه غزل وفيه تبسيط للأمور وتفريط وباختصار يريدون أن يطمئنوا الغرب أن الإسلام الذي يخشوه في طريقه إلى إعادة التأهيل حتى يكون مقبولاً لديهم على أيدي دعاة الفتنة. إسلامنا لا يدعو إلى التجهم والعبوس بل إلى التبسم والبشاشة في وجه الآخرين ولكن ضمن حدود الشرع والأدب والمعقول.
وبعيداً عن نقد الأسلوب الهابط فإنني سأستعرض واعلق على بعض ما سمعته من "الشيخ" خالد الجندي هداه الله. أما بالنسبة إلى ما ذكرته آنفاً حول الفرق بين "أشهد" و"أشاهد" ، فالفرق كبير جداً ، فان كانت الشهادة حسب مفهوم الجندي فهي شهادة كاذبة وشهادة زور ، ولا اعتقد أن الإنسان يدخل الإسلام بكذبة أو بشهادة زور ، وإلا فكيف لأحد الادعاء أنه يشاهد الله ؟؟ ، وحتى لا ننتظر تفسيرات المهرجين والممثلين فإن "أشهد" حسب المعاجم اللغوية وهنا أكتفي بـ "لسان العرب" ، حيث ورد "أشهد أن لا إله إلا الله" تعني أعلم وأبين ، و"شهد الله أنه لا إله إلا هو" تعني : علم الله ، أو قال الله ، أو كتب الله ، فـ "أشهد" في الشهادتين لا تعني إطلاقاً أرى أو أشاهد وان كان لدى الجندي دليلاً فليأتنا به.
يقول الجندي : "من لم يصل على النبي فلا صلاة له ولا صيام" ويؤكد ذلك بلهجته الخاصة ويقول بما معناه "إذا سمعت اسم محمد صلى الله عليه وسلم ولم تصل عليه فلا تتعب نفسك بالصلاة والصيام فلن يقبل منك" ، ولا أعرف من أين أتى بذلك "الشيخ" خالد الجندي ، أليست الصلاة على النبي محمد وآله هي في كل صلاة لنا ؟؟؟ هل كانت الصلاة على الرسول ركناً من أركان الإسلام ؟؟؟ وكيف يبطل صوم المسلم إن هو لم يصل على محمد صلى الله عليه وسلم إذا ذكر اسمه أمامه ؟؟ ، وهل يجوز للمصلي أن يصلي على النبي إذا مر اسمه في آية ؟؟ فمثلاً : هل يجوز للإمام أن يقول "وما محمد صلى الله عليه وسلم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل" ؟؟ بدلاً من {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ} من الآية 144 آل عمران ، وهناك آيات عديدة فيها اسم النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز لنا إدخال الصلاة على النبي فيها أثناء قراءة القرآن.
يقول الجندي في موضع آخر "نحن لا نجيب عن الأسئلة السياسية ، ولا نتدخل في أحكام القضاء ولا نناقش قضايا دينية غير إسلامية ، فنحن لا نناقش عقيدة المسيحيين ولا اليهود ، هذه أمور عقدية خاصة بغير المسلمين ولا نتدخل فيها مصداقاً لقوله "لكم دينكم ولي دين" ...انتهى كلام خالد الجندي. من خلال هذه الفقرة يبين خالد الجندي طبيعة الدور المطلوب منه ومن أمثاله وان لم يكن دقيقاً في تعبيره ، فالسياسة لا يتدخل فيها ما دام على رأس الهرم السياسي طاغية يخرج الناس من عبادة الله إلى عبادة الحكام ، لا يتدخل فيها ما دام الحديث عن السياسة يكشف دور الحكام في بيع الأوطان وجعلها مستباحة لأمريكا وإسرائيل ، هناك لا يتدخل في السياسة ولكن لو انقلب الأمر وأصبحت مصر محكومة من قبل جماعة الإخوان مثلاً لوجدناه أول من يتفرغ للسياسة للإنقلاب على الحكام الجدد ولإعادة الحكم لأمريكا أو من يمثلها ، وهو يقول أنه لا يتدخل في أحكام القضاء ، طبعاً ، فهل يستطيع الطعن في الأحكام المجرمة التي تصدر ضد الجماعات الإسلامية ؟؟ هل يستطيع الطعن في الأحكام القضائية التي تقمع الحريات وتعتدي على الصحافة ؟؟ ، ويقول أيضاً أنه لا يتدخل في قضايا دينية غير إسلامية كعقيدة المسيحيين أو اليهود ، ولكن هناك فرق بين القضايا الدينية غير الإسلامية بشكل عام وبين عقيدتهم بشكل خاص ولا دخل للآية {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} (الكافرون آية 6) بالموضوع ، فلا نستطيع أن نناقش النصارى حول حكم شرب الخمر وأكل لحم الخنزير فهذا شأنهم ولكن علينا تبيان أن عقيدتهم باطلة إن أردنا دعوتهم لدخول الإسلام أو صد الحملات التنصيرية وإلا فما الفائدة من أن تكون داعياً إلى الله ؟؟ ، فهل المطلوب من رجل الدعوة أن يدعو المسلمين فقط للعودة إلى إسلامهم أم أن المطلوب منه أن ينشر دين الله في الأرض ؟؟ ، وان لم يكن مطلوباً من المسلم مناقشة عقيدة النصراني أو اليهودي فلماذا انزل الله تعالى : {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}(التوبة آية 30). وهناك آيات لا مجال لذكرها في هذه العجالة ولكن لا شك أن "الشيخ" خالد الجندي قرأها وعلم أن المطلوب منه هو نشر الإسلام بين غير المسلمين وتبيان عقيدتهم الباطلة ولكنه زاغ عن الحق.
لا شك أن سياسة تضليل الشعوب وتركيعها تقتضي تنوع الأساليب والطرق ، فعبر الفضائيات وهي اخطر الأدوات المستخدمة ضد الإسلام والمسلمين يجب أن يكون هناك عدة أبواب ليدخل إليها الضحية وعلى كل باب شياطين متخصصين ، وأنا في هذا المقال أشرت إلى الباب الأول ، وهو الباب المخصص لفتنة المسلم الملتزم فلا بد من استخدام أدعياء الإسلام الذين يفرغون الإسلام من مضمونه ويميعوه ، ويعمل على رفع شأن هؤلاء حتى يكون لهم حضور كبير في المجتمع ثم ينفثون سمومهم ، والداعية أو الدعي عمرو خالد أصدق مثال والذي نفث سمه في نهاية المطاف وقال "لن أتردد في مصافحة وزيرة خارجية إسرائيل" ، هذا هو المطلوب في نهاية المطاف ، أناس يتحدثون باسم الإسلام ، لهم جماهيرهم ، يدعون إلى التطبيع مع "إسرائيل" والرضوخ لأمريكا وتثبيت أنظمة الحكم الضالة والسكوت عن إباحية الفضائيات وقذارتها.
ربما يحتج البعض بأن هؤلاء الدعاة قد تمكنوا من إعادة الناس إلى الإسلام وقد يضربون مثلاً بـ "فنانات تائبات" ، وهذا صحيح ولكن نفعهم لا يقاس بفداحة ضررهم وتضليلهم ، ثم بالنسبة للفنانات التائبات فهن قلة قليلة ، أعتقد أن أي "فنانة" تتوب بحق لا تظهر على شاشة التلفاز الذي كان سبباً في فتنتها ولو كن صادقات لكرهن رؤية جهاز التلفاز ذاته ، ولكن كثيرات يعدن بحجة لقاءات دينية ثم برامج دينية ثم أفلام دينية ثم تعود حليمة لعادتها القديمة.
د. عصام شاور
كاتب فلسطيني
http://www.alhaqaeq.net/?rqid=200&secid=8&art=82489
12/26/2007