ابراهيم ابويه
27/12/2007, 04:31 PM
السلام عليكم....ما يسمى بالجملة الاسمية عند النحاة العرب القدامى هو جملة تبتدئ باسم في اصل بنيتها العاملية.فكل جملة عندهم هي اسناد فيه عامل ومعمولات والاسم من جملة هذه المعمولات والاصل فيه عندهم الا يعمل.والعامل عندهم نوعان =لفظي ومعنوي.اللفظي هو الفعل والحرف,والاسم لا يعمل الا باشمامه رائحة الفعل كأن يكون مشتقا او مصدرا .فالجملة الاسمية تبتدئ باسم معمول فيه من عامل معنوي هو الابتداء ولا يعمل فيه عامل لفظي(اي لا يتقدمه).هذا من حيث التصور...اما من حيث التصنيف , فان النحاة قد صنفوا عدة تراكيب واعتبروها جملا اسمية.مثال=
1-الجمل البسيطة=الجملة المبتدئة باسم يتبعه وصف(زيد مريض.)=الجمل المبتدئة بوصف بعده اسم(أمريض زيد؟)=الجمل المبتدئة باسم بعده جار ومجرور(زيد في الدار.)
2-الجمل المعقدة(او الكبرى)=(زيد ضربته)(ضربته زيد)(زيد ابوه مريض).في هذه الجمل نجد ان المبتدا اما في صدر الجملة او في اخرها.وعند النحاة يكون المبتدا اما مقدما او مؤخرا عن المسند اليه.ان الفرق بين الجمل البسيطة الجمل المعقدة هو ان الاولى لا يمكن الاستغناء فيها عن المبتدا في حين يمكن ذلك في الجمل المعقدة او الجمل الكبرى.
هذا التصور يغيب -للاسف-عن فهم كثير ممن يكتبون في النحو العربي في العصر الحديث.فجملة (ضربته زيد)يؤولونها على انها جملة اسمية كما هو الحال في جملة(في الدار زيد).والسبب في ذلك اعتبارهم ان المبتدا يوجد في اصل البنية العاملية الا انه ينتقل الى اخر الجملة في السطح(زيد ضربته)(زيد في الدار),ويفسرون ذلك بكون المبتدا يكون في البنية العاملية وليس في اللفظ.,فالمفروض ان هناك بنية لها طرف اسمي وطرف حملي وهو ما ينوب عن الفعل=موضوع/محمول..sujet/predicat.الموضوع هو المركب الاسمي الذي يتقدم في اصل البنية العاملية خلافا للجملة الفعلية التي يتقدم فيها العامل.
هذه التراكيب الموجودة عند النحاة العرب القدامى كيف نحللها في النحو البسيط الذي نفترضه؟؟هناك في الواقع مشكلان(1)كيف ننظر الى الجملة الاسمية البسيطة؟هل هي جملة لا فعل فيها في اصل البنية العاملية ولا في سطحها؟؟بمعنى هل للمتكلم العربي امكانية الاختيار بين الجملة الفعلية والجملة الاسمية؟؟هل يملك فعلا هذا الاختيار بين البنيتين؟؟اذا كان الجواب بالايجاب فاللغة العربية -بهذا المعنى-معقدة اكثر من غيرها من اللغاتالطبيعية الاخرى نظرا لوجود هذه الازدواجيةفي البنيات على عكس الفرنسي او الانجليزي الذي ينطلق من خيار واحد هو ان جميع الجمل عندهم تحتوي على افعال.(2)المشكل الثاني يتعلق بالجملة الاسمية الكبرى التي توجد فيها جملة مدمجة داخل اخرى...كيف نحلل هذا النوع من الجمل باعتبارها مختلفة في بنيتها عن النوع الاول؟؟فالجملة البسيطة ليس فيها فعل في السطح وهناك جمل تشبهها في بنيتها ولكن توجد فيها افعال -خاصة فعل الكينونة(كان)- واوجه التشابه كثيرة ومعروفة عند النحاة ,لذلك اعتبروا فعل (كان) فعلا يدخل على الجملة الاسمية.فبالنسبة لهم ان الجملة الاسمية يسبقها شيئ فارغ هو الابتداء وقد يسبقها فعل هو (كان).فهناك العامل1 والمعمول1 الذي تاتي في المرتبة الثا نية والمعمول 2 ياتي في المرتبة الثالثة(كان-عامل1-زيد-معمول1-في الدار-معمول 2 ).ونجد عند النحاة نفس القيود التي تنطبق على المبتدا تنطبق كذلك على اسم كان .ونفس القيود التي تنطبق على الخبر تنطبق على خبر كان.لذلك قالوا بان -كان-لا تدخل على الجملة الفعلية .و-كان-هي فعل خاص يسمى فعل الرابطة copule اي الذي يربط المبتدا .
ان افتراض ان ما يسمى بالجملة الاسمية ليست كذلك لانها تتوفر على فعل في البنية العميقة وبالتالي سنعتبر ان المتكلم العربي ينطلق من خيار واحد ومن بنية اساسية واحدة .واذا كنت من دعاة بناء نحو بسيط للغة العربية كما سبق واوضحت ,فساقترح ما يلي...
ان جملة(زيد في الدار)ليست جملة اسمية فهي تتوفر على فعل في البنية العميقة.هذا الفعل قد يظهر او قد لا يظهرفي البنية السطحية باعتبار عنصر الزمن او الجهةaspect .ومن المعروف ان النحاة العرب القدامى لم يتحدثوا بتفصيل عن الزمن والجهة وكل ما نجده عندهم لا يتعدى اصطلاحات لا تعكس الزمن والجهة =الماضي -المضارع-الامر=.على اختلاف اللغات الاخرى كالفرنسية مثلا حيث نجد=present-futur- passé simple-passé composé-imparfait-plus que parfait-futur proche- passé recent...اذن باعتبار الزمن والجهة نفترض ان الفعل يمكن ان يظهر او لا يظهر.المهم انه موجود في البنية العميقة وان لم يظهر في السطح.لهذا كانت جملة(كان زيد مريضا)في العمق هي جملة (زيد مريض).لحل هذا المشكل سنفترض انه ليس هناك فرق بين بنية الجملة الفعلية وبنية الجملة الاسمية في البنية العميقة(الرجل ذهب/ذهب الرجل).هناك قاعدة واحدة للغة العربية هي=جملة=فعل+مركب اسمي +....و السلام عليكم اخواني اخواتي.
المصادروالمراجع=
-شرح الكافية للاستربادي رضي الدين.
-شرح الالفية لابن عقيل.
-الكتاب لسيبويه.
-شرح المفصل لابن يعيش.
المعجم العربي(نماذج تحليلية)د.عبد القادر الفاسي الفهري.
-aspects de la theorie syntaxique لنوام شومسكي.
-محاضرات السلك الثالث بكلية الاداب بالرباط.
1-الجمل البسيطة=الجملة المبتدئة باسم يتبعه وصف(زيد مريض.)=الجمل المبتدئة بوصف بعده اسم(أمريض زيد؟)=الجمل المبتدئة باسم بعده جار ومجرور(زيد في الدار.)
2-الجمل المعقدة(او الكبرى)=(زيد ضربته)(ضربته زيد)(زيد ابوه مريض).في هذه الجمل نجد ان المبتدا اما في صدر الجملة او في اخرها.وعند النحاة يكون المبتدا اما مقدما او مؤخرا عن المسند اليه.ان الفرق بين الجمل البسيطة الجمل المعقدة هو ان الاولى لا يمكن الاستغناء فيها عن المبتدا في حين يمكن ذلك في الجمل المعقدة او الجمل الكبرى.
هذا التصور يغيب -للاسف-عن فهم كثير ممن يكتبون في النحو العربي في العصر الحديث.فجملة (ضربته زيد)يؤولونها على انها جملة اسمية كما هو الحال في جملة(في الدار زيد).والسبب في ذلك اعتبارهم ان المبتدا يوجد في اصل البنية العاملية الا انه ينتقل الى اخر الجملة في السطح(زيد ضربته)(زيد في الدار),ويفسرون ذلك بكون المبتدا يكون في البنية العاملية وليس في اللفظ.,فالمفروض ان هناك بنية لها طرف اسمي وطرف حملي وهو ما ينوب عن الفعل=موضوع/محمول..sujet/predicat.الموضوع هو المركب الاسمي الذي يتقدم في اصل البنية العاملية خلافا للجملة الفعلية التي يتقدم فيها العامل.
هذه التراكيب الموجودة عند النحاة العرب القدامى كيف نحللها في النحو البسيط الذي نفترضه؟؟هناك في الواقع مشكلان(1)كيف ننظر الى الجملة الاسمية البسيطة؟هل هي جملة لا فعل فيها في اصل البنية العاملية ولا في سطحها؟؟بمعنى هل للمتكلم العربي امكانية الاختيار بين الجملة الفعلية والجملة الاسمية؟؟هل يملك فعلا هذا الاختيار بين البنيتين؟؟اذا كان الجواب بالايجاب فاللغة العربية -بهذا المعنى-معقدة اكثر من غيرها من اللغاتالطبيعية الاخرى نظرا لوجود هذه الازدواجيةفي البنيات على عكس الفرنسي او الانجليزي الذي ينطلق من خيار واحد هو ان جميع الجمل عندهم تحتوي على افعال.(2)المشكل الثاني يتعلق بالجملة الاسمية الكبرى التي توجد فيها جملة مدمجة داخل اخرى...كيف نحلل هذا النوع من الجمل باعتبارها مختلفة في بنيتها عن النوع الاول؟؟فالجملة البسيطة ليس فيها فعل في السطح وهناك جمل تشبهها في بنيتها ولكن توجد فيها افعال -خاصة فعل الكينونة(كان)- واوجه التشابه كثيرة ومعروفة عند النحاة ,لذلك اعتبروا فعل (كان) فعلا يدخل على الجملة الاسمية.فبالنسبة لهم ان الجملة الاسمية يسبقها شيئ فارغ هو الابتداء وقد يسبقها فعل هو (كان).فهناك العامل1 والمعمول1 الذي تاتي في المرتبة الثا نية والمعمول 2 ياتي في المرتبة الثالثة(كان-عامل1-زيد-معمول1-في الدار-معمول 2 ).ونجد عند النحاة نفس القيود التي تنطبق على المبتدا تنطبق كذلك على اسم كان .ونفس القيود التي تنطبق على الخبر تنطبق على خبر كان.لذلك قالوا بان -كان-لا تدخل على الجملة الفعلية .و-كان-هي فعل خاص يسمى فعل الرابطة copule اي الذي يربط المبتدا .
ان افتراض ان ما يسمى بالجملة الاسمية ليست كذلك لانها تتوفر على فعل في البنية العميقة وبالتالي سنعتبر ان المتكلم العربي ينطلق من خيار واحد ومن بنية اساسية واحدة .واذا كنت من دعاة بناء نحو بسيط للغة العربية كما سبق واوضحت ,فساقترح ما يلي...
ان جملة(زيد في الدار)ليست جملة اسمية فهي تتوفر على فعل في البنية العميقة.هذا الفعل قد يظهر او قد لا يظهرفي البنية السطحية باعتبار عنصر الزمن او الجهةaspect .ومن المعروف ان النحاة العرب القدامى لم يتحدثوا بتفصيل عن الزمن والجهة وكل ما نجده عندهم لا يتعدى اصطلاحات لا تعكس الزمن والجهة =الماضي -المضارع-الامر=.على اختلاف اللغات الاخرى كالفرنسية مثلا حيث نجد=present-futur- passé simple-passé composé-imparfait-plus que parfait-futur proche- passé recent...اذن باعتبار الزمن والجهة نفترض ان الفعل يمكن ان يظهر او لا يظهر.المهم انه موجود في البنية العميقة وان لم يظهر في السطح.لهذا كانت جملة(كان زيد مريضا)في العمق هي جملة (زيد مريض).لحل هذا المشكل سنفترض انه ليس هناك فرق بين بنية الجملة الفعلية وبنية الجملة الاسمية في البنية العميقة(الرجل ذهب/ذهب الرجل).هناك قاعدة واحدة للغة العربية هي=جملة=فعل+مركب اسمي +....و السلام عليكم اخواني اخواتي.
المصادروالمراجع=
-شرح الكافية للاستربادي رضي الدين.
-شرح الالفية لابن عقيل.
-الكتاب لسيبويه.
-شرح المفصل لابن يعيش.
المعجم العربي(نماذج تحليلية)د.عبد القادر الفاسي الفهري.
-aspects de la theorie syntaxique لنوام شومسكي.
-محاضرات السلك الثالث بكلية الاداب بالرباط.