المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشهيد عمر المختار رمزٌ خلّد التاريخ سيرته !!



بنت الشهباء
26/09/2006, 11:29 AM
الشهيد عمر المختار رمزٌ خلّد التاريخ سيرته !!..

"وعندما حضر أمام مكتبي تهيأ لي أن أرى فيه شخصية آلاف المرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية. يداه مكبلتان بالسلاسل, رغم الكسور والجروح التي أصيب بها أثناء المعركة, وكان وجهه مضغوطا لأنه كان مغطيا رأسه (بالجرد) ويجر نفسه بصعوبة نظراً لتعبه أثناء السفر بالبحر, وبالإجمال يخيل لي أن الذي يقف أمامي رجل ليس كالرجال له منظره وهيبته رغم أنه يشعر بمرارة الأسر, ها هو واقف أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ وواضح."
غراتسياني: لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة الفاشستية !!؟
أجاب الشيخ: من أجل ديني ووطني.
غراتسياني:ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه!! ؟
فأجاب الشيخ:
لا شيء إلاّ طردكم … لأنكم مغتصبون، أمّا الحرب فهي فرض علينا, وما النصر إلاّ من عند الله....
غراتسياني: لمَ لكَ من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك أنْ تأمر الثوّار بأنْ يخضعوا لحكمنا ويسلّموا أسلحتهم !!؟؟...
فأجاب الشيخ: لا يمكنني أن أعمل أيّ شيء … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أنْ أقسمنا أن نموت كلّنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلّم أو نلقي السلاح…
ويستطرد غرستياني حديثه "وعندما وقف ليتهيأ للانصراف كان جبينه وضّاء كأنّ هالة من نور تحيط به, فارتعش قلبي من جلالة الموقف ,أنا الذي خاض معارك الحروب العالمية والصحراوية ولقبت بأسد الصحراء. ورغم هذا فقد كانت شفتاي ترتعشان ولمْ أستطع أنْ أنطق بحرف واحد, فأنهيت المقابلة وأمرت بإرجاعه إلى السجن لتقديمه إلى المحاكمة في المساء, وعند وقوفه حاول أن يمدّ يده لمصافحتي ولكنّه لم يتمكن لأنّ يديه كانت مكبّلة بالحديد."

ترى عن من يتحدث الفاشيستي غرستياني يا أمّة الإسلام والعرب ,وأهلنا في العراق وفلسطين ووو!!؟؟....
إنّه يتكلم عن رمز شهد له التاريخ عظمة جهاده!!...
يتكلّم عن رجل كان له عظمة باهرة في تاريخ النضال ,والكفاح ضد المستعمر الإيطالي في ليبيا ..
رجل حمل الإسلام عقيدة مخلصة في قلبه وفكره ليكون ناراً ونوراً ...
أجل ناراً ونوراً !!...
نوراً يضيء به القلوب المستعدّة لإجابة داعي الله ورسوله ..
وناراً يرهب بها الأعداء , لتحرق الظالم المعتد الجبان الذي يريد أن يَحول دون انتشار هذا النور ..
رجلاً عقد العزم على أن يجاهد بماله ونفسه وبدنه في سبيل تحرير بلده ..
فكان صفحةٌ مضيئةٌ لمن أراد أنْ يتعلّم درس البذل والتضحية في سبيل نصرة وطنه ..

إنّه الشهيد:

عمر المختار
فقد تناولته ألسنة العلماء , ومشايخ القبائل, وأعيان المدن بالثناء منذ نعومة أظفاره ..
السيد المهدي يصف لنا عظمة هذا الرجل فيقول :
" لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم ".
ولد الشهيد عام 1862 م في قرية صغيرة /جنزور/ بمنطقة دفنة في الجهات الشرقية من برقة التي تقع شرقي ليبيا على الحدود المصرية..
عاش يتيماً , وتلقّى تعليمه على يد المجاهد الإمام- السيد المهدي السنوسي -, فدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية, وحفظ القرآن ...
علامات النجابة والرزانة والوقار ظهرت عليه منذ حداثة سنه , ونعومة أظفاره فاستحوذ على رضا معلّميه وأساتذته ...ومنحه الله قول الحق ولسان الصدق وعذوبة اللسان دون خوفٍ ولا وجل , حين كان يقف خطيباً معلّماً ليأخذ لبّ مستمعيه , ويشدّهم إليه ...
لمْ يأبَ لنفسه إلاّ أن يكون مناضلاً حرّاً في الدفاع عن حرمة أرض وطنه , وطرد المستعمر منه ... فعاش مناضلاً مكافحاً... ومجاهداً عظيماً ...وتوالت انتصاراته العظيمة ولم يرضَ لنفسه الذلّ والهوان حين طُلب منه عقد الصلح مع المستعمر ..
وفي 19حزيران 1929م ُطلب منه أن يتفاوض مع المستعمر من أجل وقف نزيف الدم في وطنه فاستجاب لهم .. لكنه علم أنّ هؤلاء لا يعرفون عهداً ولا ذمّةً ولا وفاءً .. وأنّهم يريدون الغدر بالمجاهدين وبوطنه .. بل عرضوا عليه الاستسلام مقابل إغراءات كبيرة , وأموال طائلة وطلبوا منه مغادرة البلاد إلى الحجاز ...
ترى هَلْ سيقبل أمْ سيرفض هذه العروض الكبيرة !!؟؟...
كيف سيقبل هذا المجاهد البطل الشريف أن يخون وطنه ودينه وشعبه ,ويضع يده مع صاحب الظلم والطغيان والاحتلال !!؟؟..
عاهد نفسه على مواصلة الكفاح والجهاد في سبيل الله لنيل إحدى الحسنيين ..
تُرى كيف استطاع هذا المجاهد أنْ يضيء بعظمة سيرته التاريخ الإنساني !!؟؟..
كيف استطاع أن يترك له مكانا في ذاكرة التاريخ , وضمير الأمّة !!؟؟...
أما يجب علينا يا أهلنا في العراق , وفي فلسطين , وفي كل مكان أنْ نعلم أنّ من يخون شعبه ,وأهله سيكون مكانه في مذابل التاريخ !!؟؟؟؟؟؟؟؟؟...........
أما يجب أن نعلم بأن هؤلاء المغتصبين لا يعرفون الوفاء والعهد والأمانة والسلام !!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.......
وقع الشيخ الجليل ,والمجاهد البطل أسيراً في أيدي الغزاة – وكان قد بلغ من العمر ثلاثة وسبعون عاما- وصدر في حقّه الحكم بالإعدام ,
وهو يقول لهم قولته العظيمة :
"إن الحكم إلا لله … لا حكمكم المزيف ... إنا لله وإنا أليه لراجعون".

هاهو الآن يصل إلى حتفه , وهو قرير العين , ومنشرح الصدر ..
وصل إلى ساحة الحكم وعيون الأمة تهاب صموده أمام الظالم المعتد الجبان ..
أيّ مجاهد شامخ هذا الشيخ الجليل الذي سطر التاريخ اسمه بين صفحاته !!؟؟؟..
أيّ ثبات ومضاء , وأيّ فداء وتضحية حملها بين جنبات صدر سطور حياته !!؟؟ ...
انطلق به ركب الظالم المعتد , وقد شدّ عليه بوثاق البغي والطغيان إلى ساحة الحكم أمام أعين أمته ..
لمْ يغمض عينيه , ولمْ يهاب عدوه , بل ظهر على وجهه ابتسامة الرضا والقضاء بقدر ربه خالقه ...
عشرون ألفا من أهل بلده تجمّع أمام ساحة الحكم , وأمر المحتل بإخراج كلّ المعتقلين من السجون ليشهدوا تنفيذ حكم المغتصب الجبان في حقّ شيخهم المجاهد ..
الطائرات تحلق في الفضاء بأزيز مجلجل حتّى لا يتمكن الشيخ البطل من مخاطبة الجموع الحاشدة من أهل وطنه ...
لكن التاريخ يا أمّة الإسلام والعرب يشهد بأنّ هذا البطل العظيم قد خلد اسمه بين صفحات النضال والتاريخ الإنساني , ووصل صوت لسان حقه إلى كل من أبى الظلم والعدوان على حرمة وطنه ودينه !!!.....



بقلم : ابنة الشهباء

سرجون محمد
25/09/2007, 02:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
]http://www.dll3.net/get-9-2007-1sdrgn50.gif[/]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

رغد الخالد
25/09/2007, 01:18 PM
إبنة الشهباء

اسمحي لي عزيزتي أن أضيف بعض الصور للشيخ عمر المختار

http://www.dll3.net/get-7-2007-nnade3ad.jpg

لحظة إعدامه رحمه الله

http://images.panet.co.il/articles/30012006-161357-2.jpg

طه خضر
07/10/2007, 11:34 PM
سبحان الله منذ استشهاده في عام 1931 وإلى الآن ، حكم وساد جبارة وخرج علينا مهرجين ومشاهير لا حصر لهم وكلهم مضوا وغابوا وطوت جيفهم مزابل التاريخ ، اما من خلد التاريخ ذكرهم ولا زال الناس يترحمون عليهم لبيض صنائعهم فقلائل هم بل يعدون على الأصابع ...!!

بنت الشهباء
23/10/2007, 11:22 PM
أخي الكريم سرجون محمد
وأختي العزيزة رغد فاضل
لكما الشكر على هذا المرور الطيب


أخي الفاضل : طه خضر
صدقت والله أي وربي .... هؤلاء هم رموز الأمة , وأعلامها , ورجالها !!!...
مثل هؤلاء الرجال الأشداء الذين ناضلوا وجاهدوا في سبيل نيل الحرية , والدفاع عن دينهم وحرمة بلادهم لا يمكن إلا أن يذكرهم الأجيال على مر الزمان والتاريخ ... لأن اسمهم خالدا مخلدا سيبقى ...
أما هؤلاء الذين باعوا ديارهم وأوطانهم , ووقفوا مع عدوهم الذي انتهك حرمات ديارهم , وهتك الأعراض , ونهب الثروات لا يمكن أن يكون مكانهم إلا في مذابل التاريخ , وسيلعنهم الأجيال على مر العصور والأزمان ....
إن الشهيد عمر المختار هو رمز من رموز الأمة العربية الإسلامية....
وستبقى صورته صورة البطل الذي رفض أن يستسلم للخونة والمستعمر ...
صورة البطل الذي حمل السيف ليدافع عن شرف دينه , وعزة وكرامة وطنه ...
صورة البطل الذي وقف شامخًا رافعا رأسه , وحبل المشنقة يلف حول رقبته وهو يردد :
لن أستسلم , ولن أخون , ولن أركع لمن هم دوننا ..
وهل منا من ينسى القصيدة الخالدة المخلدة لأمير الشعراء
أحمد شوقي وهو يرثي
الشهيد عمر المختار :

ركزوا رفاتك في الرمال لــواء//
يستنهض الوادي صــباح مساء


يا ويحهم نصبــوا منارا من دم//

توحي إلى جيل الغد البغــضاء


ما ضر لو جعلوا العلاقة في غد//

بين الشعــوب مــودة وإخاء


جرح يصيح على المدى وضحية//

تتلمس الحــرية الحمـــراء


يأيها السيـف المجـــرَّد بالفلا//

يكسو السيوف على الزمان مضاء


تلك الصحارى غمد كل مهــند//

أبلى فأحسن في العـــدو بلاء


وقبور موتى من شــباب أمية//

وكهولهم لم يبرحــوا أحــياء


لو لاذ بالجــوزاء منهم معقل//

دخلوا على أبــراجها الجوزاء


فتحوا الشمال سهـوله وجباله//

وتوغلوا فاستعــمروا الخضراء


وبنوا حضارتهم فطاول ركنها//

دار الســلام وجــلّق الشماء


خُيّرت فاخترت المبيت على الطوى//

لم تبن جاها أو تلم ثــراء


إن البطولة أن تمـوت مـن الظما//

ليس البطـولة أن تعب الماء


أفريقيا مـهد الأسـود ولحــدها//

ضجت عليك أراجـلا ونساء


والمسلمون على اختـلاف ديارهم//

لا يملكون مع المصاب عزاء


والجاهلية مـن وراء قبــورهم//

يبكون زيد الخــيل والفلحاء


في ذمة الله الكـــريم وحفظه//

جسد ببرقة وسـّد الصحراء


لم تبق منه رحى الوقائع أعظما//

تبلى ولم تبـق الرماح دماء


كرفات نسر أو بقــية ضيغم//

باتا وراء السافيات هــباء


بطل البداوة لم يكن يغزو على//

تنك ولم يك يركب الأجواء


لكن أخو خيل حمى صهواتها//

وأدار من أعـرافها الهيجاء


لبى قضاء الأرض أمس بمهــجة//

لم تخـش إلا للســــماء قضاء


وافاه مرفــوع الجــبين كـأنه//

سقــراط جرّ إلى القضـاة رداء


شيــخ تمالك سـنه لم ينفــجر//

كالطــفل من خوف العقاب بكاء


وأخو أمور عاش في ســرائها//

فتغـــيرت فتوقع الضـــراء


الأسد تزأر في الحديد ولن ترى//

في السجن ضرغاما بكى استخذاء


وأبي الأسير يجــر ثقل حديده//

أسـد يُجـــرّز حـية رقـطاء


عضت بساقيه القيـــود فلم ينؤ//

ومشت بهــــيكله السنون فناء


تسعون لو ركبت مناكب شاهـق//

لترجــلت هضبــاته إعــياء


خفيت عن القاضي وفات نصيبها//

مــن رفــق جــند قادة نبلاء


والسن تعصف كل قـلب مهذب//

عرف الجـــدود وأدرك الآبـاء



دفعــوا إلى الجــلاد أغلب ماجدا//

يأسو الجراح ويُعلـق الأسراء


ويشاطر الأقــران ذخر ســلاحه//

ويصف حول خــوانه الأعداء


وتخيروا الحـــبل المهــين منية//

لليث يلفظ حــوله الحــوباء


حرموا الممات على الصوارم والقنا//

من كان يعطي الطعنة النـجلاء


إني رأيت يــد الحضارة أولعـت//

بالحــق هــدما تـارة وبناء


شرعت حقوق الناس فـي أوطانهم//

إلا أبــاة الضيم والضعــفاء


يأيها الشعب القـــريب أسامع//

فأصوغ في عمر الشهيد رثاء


أم ألجمت فاك الخطوب وحرمت//

أذنيك حين تخاطب الإصـغاء


ذهب الزعيم وأنت باق خـــالد//

فانقد رجـالك واختر الزعماء


وأرح شيوخك من تكاليف الوغى//
واحـمل على فتيانك الأعـباء


أحمد شوقي
( ديوان الشوقيات )