المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جذور الربيع المرتحلة (قصة قصيرة



سماح شيط
31/12/2007, 04:18 AM
الى اعضاء واتا الكرام
سعيدة بانضمامي اليكم ويسعدني جدا التفاعل معكم
:fl:


جذور الربيع المرتحلة
رحل ذلك الوجه المضيئ الباسم ،وسقطت رندا في حيرة قاتلة واندهاش مطبق ،وكلما أمعنت التفكير في سبب يقنع عقلها الفتي زادها التفكير ضياعا و إرباكا .
إنها تذكر جيدا كيف أنها استيقظت ذات يوم لتجد أنها لم تعد تلك الطفلة المدللة المحبوبة التي يبسم لضجيج طفولتها ثغر أبيها الحنون وتضيء قسمات وجهه الأسمر وخديه الممتلئتين حيوية وقوة ...تتفجر من تلك القسمات كل معاني الألفة والحب والأمان ....كيف لا... .وهو الأب الذي احتضن خوفها الطفولي من المجهول ولاعبَ روحها المغردة وبهره ذكاؤها الغض...فأمست وأصبحت رفيقة أيامه الوردية ...يعطران الصباح ياسمينا وضحكات , وفي المساء لاتجد إلاه قمرا منيرا ..
هو الأب والصديق والحب وهي زنبقته الفواحة دوما ..يطرب لهمساتها الناعمة ويتنشق عبير براءتها وتفرحه اهتماماتها الصغيرة ..حتى بات هذا الرجل وهو في الخمسين من عمره يشارك ابنته ذات الست سنوات كل شغفها وألعابها ،ويحاورها رغم حداثة سنها عن جمال الإله وماخلق وروعة النبل والقيم .تتلقى كل كلمة منه كأنها دستور لايقبل الحوار والتغيير ،إنما هو قرآن يتلى لما تجد فيه من الإخلاص والوفاء والصدق ..فالحب بين تلك الصغيرة وأبيها حب دافق رقراق عذب يزداد تدفقه قوة مع مضي الأيام وتمتد جذوره في قلبها الصغير لتزهر أشجاراً ورياحين .
تلك الأيام الخوالي التي استمر عبقها يعطر سنوات عمرها المليئة بالأحزان ..
أيام لن تعود أبدا ...وكلما حدَّقت في الماضي أكثر تنشقت عبير تلك المحبة ولمست دفء هاتيك اليدين واشتاقت للعينين الطيبتين والشعر الأسود المضيء ....
أصبح الماضي السعيد دنيا غير التي تحياها الآن وأبطاله أناس لم تعد تعرفهم فلا الأيدي الحانية بقيت ولاعيون الطفلة عاشت ...
كلاهما مضى واختفى ....
وقلبها الفتي لازال قريبا من عهد البراءة والزهور ..لم يعتد بعد مرور السنين وتغير الأحوال ....رفض كل الحواجز التي فُرضت والقصور التي أُقصيت ..ولم تقبل بأي حال أن تستيقظ لتجد أن أباها رحل ولازال يعيش ....وماعاد يلاعبها وهي تجلس قربه ..
ففجأة تغير كل شيء ،وغاصت في بحور المجهول،وباتت أيامها كالحة سوداء مؤلمة شديدة البرودة شديدة القتامة مريرة الوحدة وطال شتاء تلك الأيام ولما ينته.
استمرت رندا في بحثها عن أسباب تقنعها ..تطفؤ لهيب روحها المستعر ..تجهد في طرق الأبواب وتذليل العقبات غير أنها تفشل باستمرار ،ومع كل فشل جديد تزداد حدة الشتاء ضراوة وقسوة ويوما بعد يوم نفدت كل عيدان الثقاب ..
نفدت العيدان عندما أدركت بلاهة العادات وفراغ التقاليد وقوة الجهل المستحكم في عقول الناس ..احترقت جميعا عندما قررت أن تحاور أباها كما اعتادت في صغرها مشيرة إلى أنه أخطأ في قرار اتخذه ..
فنهرها بشدة ..صعقتها ..آلمتها ..
إنها تذكر تماما ذلك اليوم الذي ارتدت فيه أجمل ثيابها واشترت أحلى الهدايا وتجهزت لحضور حفل دعتها إليه صديقتها تشاركها فيه فرحة نجاحها .
ذهبت إليه وردة مضيئة باسمة مليئة بالأمنيات والمباهج وكعادتها قالت له :أبي أريدك أن توصلني عند داليا ...
التفت إليها مستغربا مستفهما ، وقال: داليا ؟!!.... لماذا ؟!
أجابت بثقة: أقامت حفلة ودعتني إليها .....
لم يخطر ببالها في تلك اللحظات سوى ما اعتادت عليه دوما وهو أن تمسك إصبعه بيدها الصغيرة ويغادران المنزل سوية ....
ففاجأها قوله : نحن لانحضر حفلات ...
اتسعت عيناها من الدهشة ....حملقت فيه طويلا ..لم تفهم ...لم تعِ ما سمعت ...اعتقدت للحظات أنه يمازحها ..فتسمرت في مكانها لتتلاحق كلماته تباعا بقوة وصرامة ..
هيا ألم تسمعي ؟؟
فتحت فاها لتسأل: لماذا ؟
لم يسعفها الوقت
زادت حدته وقال : ولاكلمة ..
تأكدت أنها لم تكن تحلم وأن ما يحصل إنما هي حقيقة واقعة .
نفذت رندا طلب أبيها وغادرت غرفة الجلوس مطأطئة الرأس مصابة بخذلان كبير ...وتدور في رأسها آلاف الأسئلة و قلبها ممتلئ بآلاف العبرات لاتدري أين تسكبها وقد اعتادت أن تفعل في حضن كبير ليس لسعته حدود ....
حملت الهدية ودخلت غرفتها ....بدلت ملابسها وجلست حزينة تقلب الهدية الجميلة بين يديها وتتخيل الحفلة البهية بحلواها اللذيذة وموسيقاها الصاخبة ورقصات الفتيات وضحكاتهم التي تملأ أرجاء المنزل ...
وتفكر أكثر وتتساءل أكثر وماعادت تجد جوابا شافيا ،فتناست الموضوع وفتحت قصة تبحر في عوالم الخيال فيها علها تحلق بعيداعن واقعها المحير ....
اعتقدت رندا في بداية تعارفها مع العالم الجديد أنها الوحيدة التي تعيش دوامته ويؤلمها تناقضه ..ورويدا رويدا أدركت أن أفكار أبيها وليدة مجتمع متناقض مزدوج لامكان فيه لمن يقرر الخروج على أعرافه ونواهيه .ولايكون الأب حاميا
لعرينه إلا بفرض الأعراف الهوجاء التي سبق ولاقت عنده قبولا ... بهذا فقط وجدت أنها تستطيع أن تلتمس بعض العذر له ....فالمجتمع الذي تعيش فيه لايرحم من يتجرأ عليه ،وربما احتاج أبوها بعض الشجاعة ليعطي فتاته الصغيرة حرية لم تحظ بها من قبل أمه أو أخواته بل وحتى بناته الأخريات اللواتي سبقنها إلى هذه الحياة.
وتوالت الأحداث المحيرة والمواقف التي لاتجد لها تفسيرا ..بدأت تعتاد الصمت والتفكير الطويل ....تستنجد بهما أن يعيداها إلى سابق عهود الرضى والقبول،وأوامر الأب تنهال دون توقف : فمرة لاتناقشي وأخرى أغلقي التلفاز وحينا هذه الأغاني لاتناسب الفتيات ...
وتستمر في تنفيذ الأوامر التي لاتفهم جدواها ....
وجملة واحدة يُجاب بها على كل الأسئلة المحيرة والمواقف الغامضة :
لقد كبرت يا صغيرة......
ويوما بعد يوم ...وبعد المزيد والمزيد من الحيرة
بدأت رندا تغير مسيرة حياتها المنطلقة ....تتوقف قليلا بدل أن تقتحم غمار الأمور .....لم تعد تتكلم كثيرا عن أحلامها وأهدافها ومشاريعها الضخمة ....
تغير الكثير مما اعتادت عليه في طفولتها ....
وشيئا فشئيا بدأت تتنازل عن الكثير من الأحلام وتحملها من قفص أمنياتها المعلق على جدار قصرها الصغير الآخذ بالتآكل وتطلقها من نافذة غرفتها ترفرف حرة علها تجد سربا يحملها إلى عالم الواقع .
وصدر الحكم الأخير ..الحكم الأليم ..وأُقصيت ذكريات الماضي السعيد بعيدا مشكلة لوحة دافئة حريرية تضم الأب الطيب بشعره الأسود الكثيف يلاعب عيني ابنته الضاحكتين في بستان الأمنيات ....
وعُلقت تلك اللوحة على جدار الماضي وأُديرت لها الظهور لتتابع رندا المسير إلى المستقبل المجهول ،فإذا أرادت استرجاع ذكرى الدفء الفريد فما عليها إلا أن تدير ظهرها لتلقي نظرة شوق محروق وابتسامة دامعة تعانق فيها اللوحة الأسطورية .وتعود لتتابع السير من جديد في شتائها القارص واثقة من إيجاد أعواد ثقاب جديدة ..

محمود عادل بادنجكي
31/12/2007, 05:14 AM
الأخت سماح:
أرحب بك.. وأسجل حضوراً على أمل عودة قريبة إن شاء الله

سماح شيط
31/12/2007, 05:52 AM
الأخ الكريم محمودسعدت بمرورك الكريم ويشرفني عودك الحميد

فايزة شرف الدين
04/01/2008, 02:49 AM
الأخت / سماح
أهلا بك في منتدى واتا ..لقد لفت نظري تعليقك الجزل على قصتي .. هذا هو النص الثاني الذي أقرأه لك ، ففي الأول مزجتي بين فن القصة واللغة الشعرية ,, وفي هذا لنص يبدو أنك قد تأثرت بالأدباء العظام الكلاسيك ,, فعباراتك متينة ، وإن كان هناك بعض الهنات النحوية ، ويوجد بالمنتدى من هم أقدر مني لتصحيحها ,, وبعض العبارات القليلة تحتاج تغيير في الصياغة مثل .. وعُلقت تلك اللوحة على جدار الماضي وأُديرت لها الظهور لتتابع .. فيبدو أنك تقصدين أدرات ظهرها هي وليس ظهورها
وخديه الممتلئتين حيوية وقوة .. خديه هنا مذكر فلا داعي لتاء التأنيث .
القصة في منتهى الواقعية .. وكنت موفقة جدا في أيصال الفكرة ، والجو النفسي للفتاة ، بعدما تبدلت معاملة والدها ، من الحنان والتفاهم إلي النقيض ، وذلك بعد أن رأى علامات الأنوثة ، التي كثيرا ما تتهم المرأة بها وربما تكون وبالا عليها .
خالص محبتي

سماح شيط
04/01/2008, 03:44 AM
الأخت الغالية فايزة
شرفني كثيرا تعليقك الكريم وملاحظاتك القيمة التي بالتأكيد ستؤخذ بعين الاعتبار
وسعدت جدا بنجاحي في إيصال الفكرة التي أردتها عبر قصتي ....
شكرا لكلماتك الندية دوما

نزار ب. الزين
06/01/2008, 11:42 PM
الأخت الفاضلة سماح
فاجأني تماما نصك ، فأنت قاصة بارعة
متمكنة من أدواتك
معنى و مبنى
أشد على يدك مهنئا و إلى الأمام
نزار
هناك بعض الأخطاء ، و أنصحك بإعادة قراءة النص أكثر من مرة قبل نشره
ورقصات الفتيات وضحكاتهم : وضحكاتهن
تطفؤ - تطفئ
لتزهر أشجاراً ورياحين : أشجارا و رياحينا

سماح شيط
07/01/2008, 01:49 AM
الأستاذ الكريم نزار
حقا أنا فخورة جدا بتعقيبك الذي أثرى روحي وأعطاني دفعة ثقة قوية للأمام
أحببت كلمة قاصة بارعة وإن كنت أراها كبيرة جدا علي فلا أزال في بداية البدايات ....
شكرا لدعمك الطيب ولنصائحك الغالية التي بالتأكيد سآخذ بها بكل سرور ...
وفي الحقيقة ليس لي في المنتدى بعد سوى هذا النص والنص المعنون وأعود إلي ...أيضا يشرفني جدا رأيكم الكريم فيه إذا كان لديكم مزيد من وقت
ولكم مني كل الاحترام والتقدير
سماح[/size]

انس حداد
08/01/2008, 07:33 AM
النص اكثر من رائع ولغته رصينة ومبشرة بقاصة واعدة
وان كان لي من تعليق فهو الخوض اكثر في عقلية الاب، فأنت قد عذرتيه بعض الشيء لمجاراته المجتمع مع ان مجاراة المجتمع في هكذا تقاليد بالية
لاتنفع

ابارك لك عملك وشكرا

سماح شيط
08/01/2008, 02:25 PM
الأخ الكريم أنس
سعدت جدا بتعليقكم اللطيف الذي أعطاني دفعة جميلة للأمام
وفعلا ملاحظتكم في مكانها وجاءت في بالي اثناء كتابة القصة غير اني وجدت ان مجال القصة القصيرة لا يتسع للتطويل ولايحتمل اكثر من التركيز على موقف او فكرة واحدة وكانت الفكرة الاكثر فوزا هي ان الفتاة من حقها ان تعيش بحرية ومنطق ....
لكم مني كل الاحترام والتقدير
وساكون سعيدة جدا لو شرفتم نصي الثاني بتعليقكم ايضا

محمود عادل بادنجكي
11/01/2008, 11:45 PM
أخت سماح:
لغة سهلة متماسكة, وأسلوب شيّق لطرح مشكلة اجتماعيّة مسيطرة.
بداية موفّقة
تحيّاتي

سماح شيط
12/01/2008, 07:00 AM
الاخ الكريم محمود
شكرا لمرورك الجميل
ورايك الذي أثراني بالتاكيد
تقبل فائق احترامي وتقديري

ابراهيم عبد المعطى داود
14/01/2008, 11:25 PM
المبدعة العزيزة / سماح
تحية عاطرة
فى نص شاعرى جميل تنساب كلماته فى عذوبة ورقة ,
ينتقل بين الماضى الجميل الى الحاضر المقلق ثم المستقبل المجهول ,
والخوف منه , ولم تخاف راندا وهى تنتقل من مرحلة الى مرحلة ؟
صحيح أن بينهما تناقض واضح لكن لاعليها الآ الإذعان لسطوته وجبروته ,
الزمن لايرحم مبدعتنا الغالية ,
والمجمل العام : نص ثرى باللمحات الذكية والجمال اللغوى والتمكن الواضح ,
وتقبلى خالص ودى
ابراهيم عبد المعطى داود

سماح شيط
15/01/2008, 08:07 AM
الأستاذ الكريم إبراهيم عبدالمعطي
اقف خجلة جدة امام كلماتك اللطيفة
اطراؤك هذا يعطيني ثقة فيما اكتب
شكرا لمرورك الكريم دوما
تقبل فائق احترامي وتقديري

مي جمعة
22/01/2008, 12:02 AM
واقع حقيقي ... وربما عانيت بناتنا كثيرا من النصيحة بأسلوب سيء ... الخوف من العادات والتقاليد ( طبعا ليس كلها ) ولكن هناك ليس بها شيء من الحرمة ولكن يقال عيب ... وآخرى في ديننا محرمة ولكنها ليس عيب لأنها موجودة في المجتمع ... مفارقات مؤلمة للكبير فكيف للصغير ...!
كلماتك العذبة والوصف المتسلسل والقصة محبوكة بموقف جميل .. والتحول بوصفه الدقيق ووجود حوار بسيط كله يويد قولي .... بأنك حقاً مبدعة ...
حفظك الله أخيتي ...

مي جمعة
22/01/2008, 12:02 AM
واقع حقيقي ... وربما عانيت بناتنا كثيرا من النصيحة بأسلوب سيء ... الخوف من العادات والتقاليد ( طبعا ليس كلها ) ولكن هناك ليس بها شيء من الحرمة ولكن يقال عيب ... وآخرى في ديننا محرمة ولكنها ليس عيب لأنها موجودة في المجتمع ... مفارقات مؤلمة للكبير فكيف للصغير ...!
كلماتك العذبة والوصف المتسلسل والقصة محبوكة بموقف جميل .. والتحول بوصفه الدقيق ووجود حوار بسيط كله يويد قولي .... بأنك حقاً مبدعة ...
حفظك الله أخيتي ...

سماح شيط
22/01/2008, 08:32 PM
الغالية مي
شرفني مرورك كثيرا وسعدت جدا بكلماتك الجميلة التي اعطتني دفعة حقيقية
اتمنى ان تستمري بابداء رايك الذي يهمني جدا
تقبلي احترامي

الدكتور أسعد الدندشلي
22/01/2008, 09:41 PM
الزميلة سماح
بداية شكرا على مجهودك، أملا لك المزيد من العطاء ...
لقد قررت في نهاية القصة أن تتصالح الشخصية -بطلة قصتك- مع الأب، لكن الأزمة النفسية بقيت متواصلة ولم تغلق لأنها تستمد حيويتها من المجتمع القائم المعاش، وحسنا فعلتي إذ شرعتي للتغيير القادم لا محالة إلى مجتمعنا، بل وأنك بشرتي به فالشتاء ينقضي والربيع قادم...
ثانية تحياتي وأطيب الأمنيات
د. أسعد الدندشلي

سماح شيط
23/01/2008, 06:07 AM
الدكتور اسعد
سعدت جدا بمروركم الكريم على قصتي
وسعيدة بنظرة التفاؤل والتغيير التي تصل دوما من بين سطوري
تقبل فائق احترامي وتقديري

مصطفى ابووافيه
29/01/2008, 05:52 PM
الاخت الفاضله / سماح شيط
مرحبا بك فى المنتدى وواضح جدا انك قاصه رائعه متمكنه -- بالتأكيد وجودك سيثرى المنتدى
اسمحى لى ان انحاز الى جنسى وادافع عن الاب -- لا تنسى ان الذى يحكمنا ليس عادات وتقاليد فقط -- بل هناك جانب دينى -- كل الاديان وليس الدين الاسلامى فقط تضع من القواعد ما يحد من الحريه الذائده التى نشاهدها فى المجتمعات المفتوحه والتى نتشدق بها للاسف -- ربما مأساة تلك الفتاه انها شعرت بالتغير فجأه -- كان لابد من التدرج
ارحب بك مرة اخرى واشكرك على مواساتى فى مرضى ولك تحياتى
مصطفى ابووافيه

صلاح م ع ابوشنب
30/01/2008, 02:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخت سماح شيط
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القصة فى مجملها تبشر بنشوء قاصة واعدة والموضوع هام وهو كثيرا ما يدور فى رؤس الفتايات . هناك بعض الملاحظات ( فكلما امعنت التفكير فى سبب يقنع عقلها زادها التفكير ضياعا وارباكا ) عبارة جيدة .. لكن اين الخبر هنا .. اقصد انها كلما امعنت التفكير فى سبب يقنع عقلها بماذا ؟ لم اعرف ! .. على الجانب الاخر يجب على بطلة قصتك ان تفرق اولا بين مرحلة الطفولة ومرحلة البلوغ والوصول الى الانوثه الكاملة .. ولا بد من وجود فصل بين الفكر الغربى المتحرر والفكر الشرقى المحكوم لا اقول بعادات وتقاليد توصف ظلما بأنها عقيمه كما يدعى الكثيرون الذين وجدوا ان ظهورهم لابد أن يكون على اكتاف الطعن فى تقاليدهم وموروثاتهم وعاداتهم التليدة ، بينما نجد ان الله تبارك وتعالى لم يسلخ العرب من تقاليدهم وعاداتهم عدا الزميم منها ، وانما اقرها وأمر بالسير عليها واتباعها وهذا يتجلى فى قوله تعالى ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) ، فقوله تعالى هنا :( وأمر بالعرف ) انما المقصود به هو احترام التقاليد والعادات الموروثه والسير عليها وعدم اجتثاثها الا المزموم منها كما سبق ان قلت .. وهذا راجع الى ضعف شديد فى الالمام بالثقافه الدينة ، التى لا يمكن فصلها بحال من الاحوال عن المجتمع ، فالمجتمع أى مجتمع توأم ثقافته لا ينفصلان ، وان انفصلا فسوف يشكل كل منهما بمفرده مسخا لا ملامح له وليست فيه ميزة واحدة عدا انه يرضى الغرب والمستغربين فكرا وثقافة . وفى غمرة تحضرنا وانطلاقنا نحو الامام لا يجب ان ننسى ان هناك دينا يحكما وأى دين انه الدين الاعظم قاطبة .. لا بد من احترامه وتوقيره واتباع تعاليمه ففيها الرقى وفيها الرفعة ومن ابتغى فى غيره الرفعه فقد نزل بنفسه الى الحضيض . حزنت الفتاة ودخلت الى غرفتها لرفض ابيها السماح لها بحضور الحفل الذى فيه حسبما تقول هى (( الموسيقى الصاخبه ورقصات الفتايات وضحكاتهم التى تملأ ارجاء المنزل )) .. كان لديه حق فيما فعل .. لكن الخطا الوحيد الذى ارتكبه هو طريقه تعامله مع ابنته وهذه نصيحة لكل الاباء والامهات انه يجب عليهم عند رفض الطلب تبيان السبب بأسلوب راقى ومقنع وبشكل متحضر بحيث لا يظهر فيه الامر وانما يبنى على الشرح وحسن الارشاد . لى ملاحظة اخيرة وهى ان وضع النقاط يحتاج فى بعض الجمل الى اعادة نظر . الى الامام الى الامام فلقد سعدت بالقراءة ..
مع تحياتى ،،،
صلاح ابوشنب

سماح شيط
30/01/2008, 05:16 AM
الاخ الكريم مصطفى ابو وافيه
شرفني مروركم الكريم جدا
ولقد نبهني تعليقكم الى ضرورة اشارتي على اهمية الدين الاسلامي والتناقض الحاصل بين تعاليمه احيانا وبين عادات الناس وتفضيل العادات على ذلك
وسعدت ايضا ان فكرتي في منع الفتاة من شيء دون اقناعها انما هو امر خطأ ويجب تصحيحه ويتطلب تصحيحه تصحيح نظرتنا للمراة ككل وكما جاء بها الاسلام ايضا لانه لم يوجد ارقى من الاسلام في تعامله مع المرأة
شكرا لتعليقكم الكريم والذي أثراني حقا

سماح شيط
30/01/2008, 05:19 AM
الأخ الكريم صلاح
سعدت جدا بمرورك الكريم وبملاحظتك القيمة التي أثرتني
فعلا يا استاذي انا كنت ارغب في ايصال فكرة عن الخطأ الذي يرتكبه الاهل في عدم توضيح الاسباب او بطريقة الرفض التي تخلق عند الاطفال شعور التمرد والذي لايكون موجها بشكل صحيح فيضر اكثر ما ينفع ولو اتبعو الدين الاسلامي بشكل صحيح في نصحهم لاولادهم كما يتبعونه في فرض الاحكام لربحوا كثيرا
شكرا لمرورك الكريم وتقبل فائق احترامي

محسن رشاد أبو بكر
03/02/2008, 03:33 AM
القاصة المبدعة / سماح شيط
على الرغم من طول القصة إلا أننى تابعتها بشغف ، لى من البنات اثنتان ، أتمنى ألا أصبح يوما ما ماض جميل بالنسبة لهما وأنا لا زلت على قيد الحياة ، قصتط تقطر ألما على أحوال العديد من البنات فى ظل عادات وتقاليد بالية وثقافة أبوية تعطى الحق لأولى الأمر بشكل عام فى فرض آرائهم دون حوار.

دمتى بخير
أبو بكر

سماح شيط
03/02/2008, 07:33 PM
الأخ الكريم محسن
من كل قلبي سعيدة بقراءة كلماتك التي أثلجت صدري لأني شعرت بنجاح كبير في لفت نظر أب الى اهمية هذا الموضوع
وتفاعلك الجميل دليل على ان الخير والوعي لازالا موجودان في هذا العالم
اجد في سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام مواقف ابوية جديرة بالتوقف عندها
دمت بكل خير وحفظك الله لبناتك وحفظهما لك
تقبل تحياتي

علاء الدين حسو
13/03/2008, 06:06 PM
مرحبا سماح
هو من اجمل نصوصك صنعة ، وحبكة ، اعجبني جداهذا التعبير (كلاهما مضى واختفى ...)
قصة اختارات اللحظة التي تم فيها التحول من نقطة الى اخرى من مرحلة الى اخرى عرضت لنا وجهة نظر البنت ووجهة نظر الاب بمهارة
تحية ومودة

بديعة بنمراح
13/03/2008, 07:28 PM
أسجل عبوري على نصك الجميل.
و إعجابي بما قرأت
لك الود و التقدير

نانيس خطاب
13/03/2008, 11:35 PM
الأخت سماح قصة جميلة وجديدة من نوعها وفى مفرداتها
ولكنى مع الأستاذ صلاح
أن الطفلة عندما تصبح فتاة يجب وضع المحازير لها
وهذا فى الدين وليس العرف والتقاليد فقط
وأظن أن هناك تبريرات للجمل زيادة عن النص مثل (دلت ملابسها وجلست حزينة تقلب الهدية الجميلة بين يديها وتتخيل الحفلة البهية بحلواها اللذيذة وموسيقاها الصاخبة ورقصات الفتيات وضحكاتهم التي تملأ أرجاء المنزل)فالحفل وأضح بكلمته عن شرحه
ومثل (ورويدا رويدا أدركت أن أفكار أبيها وليدة مجتمع متناقض مزدوج لامكان فيه لمن يقرر الخروج على أعرافه ونواهيه .ولايكون الأب حاميا )
فقد أزاد الكلام توضيحا عن المجتمع
تمتع بقرظاه قصتك
وأتمنى لك التوفيق والسعادة
شكرا لك
روح الحب

رباب كساب
14/03/2008, 12:35 AM
العزيزة : سماح شيط

تحياتي لك ولنصك ولموضوعك الذي طالما أرقني ولكني كنت أعجز عن كتابته أو بمعنى أوضح أرفض التفكير فيه من الأساس .

حين نرفل في واقع التقاليد حين تفاجئنا الأنوثة المتوقعة والمنتظرة نجد الدنيا قد تبدلت والحياة اختلفت وتلك الضفائر المنسدلة تعلمت أن تحكم وأنت تتوارى خلف جدر اللآت الكثيرة والممنوعة .

تقاليد وأعراف وحكم لا تعرف غير اعتقال الفكر والحلم .

شكرا لك سيدتي

تقبلي ودي واحترامي

سماح شيط
15/03/2008, 05:15 PM
الأخ الكريــــــــــــــــــــــــم علاء
شكرا لمرورك الذي يثريني دوما ....
سعدت جدا بقدرة النص على الوصول بافكاري الى القارئ .....
شكرا لمرورك الجميل دوما
وتقبل فائق احترامي

سماح شيط
15/03/2008, 05:15 PM
الأخ الكريــــــــــــــــــــــــم علاء
شكرا لمرورك الذي يثريني دوما ....
سعدت جدا بقدرة النص على الوصول بافكاري الى القارئ .....
شكرا لمرورك الجميل دوما
وتقبل فائق احترامي

سماح شيط
15/03/2008, 05:16 PM
الأديبة الجميلة دوما بديعة
أشعر أن في الصفحة جمالا من نوع متفرد عندما يلتمع اسمك فيها
استمري بإزهار الفرح في قلبي
وتقبلي فائق احترامي

سماح شيط
15/03/2008, 05:16 PM
الأديبة الجميلة دوما بديعة
أشعر أن في الصفحة جمالا من نوع متفرد عندما يلتمع اسمك فيها
استمري بإزهار الفرح في قلبي
وتقبلي فائق احترامي

سماح شيط
15/03/2008, 05:21 PM
الأخت الكريمة نانيس خطاب
لقد برقت في قلبي سعادة غامرة وانا اقرا كلماتك اللطيفة
وبالنسبة لفكرة انه لابد من وضع المحاذير للفتاة
فبعد ان قرات تعليقك أعدت قراءة القصة فلم اجد اي دعوة مني لتفلت الفتاة او عدم وضع المحاذير لها
وانما وجدت ان قصتي تدعو الى وجود منطق وعدالة في التعامل واحتواء فراغ الفتاة العاطفي قبل ان نطلب منها ان لا تبتعد عن الطريق القويم
والشريعة الاسلامية ومعاملة رسول الله عليه الصلاة والسلام اكبر دليل على صحة كلامي
فلم تكن المراة يوما اكثر حرية وعزا كما كانت في عهد الرسالة الاولى
اتمنى ان اكون قد وفقت في ايصال الفكرة
وتقبلي فائق حبي وتقديري واحترامي

سماح شيط
15/03/2008, 05:21 PM
الأخت الكريمة نانيس خطاب
لقد برقت في قلبي سعادة غامرة وانا اقرا كلماتك اللطيفة
وبالنسبة لفكرة انه لابد من وضع المحاذير للفتاة
فبعد ان قرات تعليقك أعدت قراءة القصة فلم اجد اي دعوة مني لتفلت الفتاة او عدم وضع المحاذير لها
وانما وجدت ان قصتي تدعو الى وجود منطق وعدالة في التعامل واحتواء فراغ الفتاة العاطفي قبل ان نطلب منها ان لا تبتعد عن الطريق القويم
والشريعة الاسلامية ومعاملة رسول الله عليه الصلاة والسلام اكبر دليل على صحة كلامي
فلم تكن المراة يوما اكثر حرية وعزا كما كانت في عهد الرسالة الاولى
اتمنى ان اكون قد وفقت في ايصال الفكرة
وتقبلي فائق حبي وتقديري واحترامي

عبد العزيز غوردو
08/06/2008, 02:49 PM
قصة، أو بالأحرى صفحة من مذكرات، رشيقة...

للوأد ألف وجه ووجه.. قلتها في مناسبات عدة...

وهذه مناسبة أخرى لتكرارها...

قرأت واستمتعت.. وأضم صوتي لصوت الأستاذ نزار في ضرورة مراجعة النص...

دام بهاء حرفك سماح...

ومودتي

عبد العزيز غوردو
08/06/2008, 02:49 PM
قصة، أو بالأحرى صفحة من مذكرات، رشيقة...

للوأد ألف وجه ووجه.. قلتها في مناسبات عدة...

وهذه مناسبة أخرى لتكرارها...

قرأت واستمتعت.. وأضم صوتي لصوت الأستاذ نزار في ضرورة مراجعة النص...

دام بهاء حرفك سماح...

ومودتي

عبد العزيز غوردو
08/06/2008, 02:49 PM
قصة، أو بالأحرى صفحة من مذكرات، رشيقة...

للوأد ألف وجه ووجه.. قلتها في مناسبات عدة...

وهذه مناسبة أخرى لتكرارها...

قرأت واستمتعت.. وأضم صوتي لصوت الأستاذ نزار في ضرورة مراجعة النص...

دام بهاء حرفك سماح...

ومودتي

سماح شيط
26/06/2008, 08:50 PM
الرائع الاستاذ عبد العزيز
للوأد ألف وجه ووجه .....
ومع ذلك......
طالما أن العروق فينا تنبض والدماء تفور ولدينا أعين للبصيرة فسيكون ديدننا قول الشاعر
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر

أشكر مرورك الذي يحمل لي دوما كل الفرح