المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رأى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فى عملية الانسحاب الإسرائيلى من غزة



عمرو زكريا خليل
03/01/2008, 01:32 PM
هآرتس 2/9/2005

رأى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فى عملية الانسحاب الإسرائيلى من غزة

زئيف شيف
ترجمة / عمرو زكريا خليل

غير معروف لليوم السبب الرئيسى وراء تغيير أرييل شارون لرؤيته الاستراتيجية الأمنية وتحولها الى النقيض وطرحه لخطة الانفصال عن قطاع غزة وشمال الضفة الغربية. بالتأكيد هناك أسباب لذلك لكن يبدو أنه توصل فى النهاية الى استنتاج: أنه على الرغم من الانجازات التى حققتها إسرائيل فى محاربتها للإرهاب فإنها غير قادرة على القضاء عليه. وأدرك شارون أيضاً أن الإحتلال يسئ الى صورة إسرائيل أمام العالم ويزعزع المجتمع والاقتصاد الإسرائيلى.
على الرغم من صمت شارون حول هذا الموضوع إلا أن موقف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية واضح. فجهاز "الشاباك" برئاسة أفى ديختر لم يؤمن بعملية الانفصال ونظر الى كل شئ من منظور أمنى وركز مجهوداته فى احباط العمليات الفدائية وإقامة الجدار العازل. أما جهاز الموساد فقد التزم الصمت ولا يذكر أن مائير داجان رئيس الموساد قد أبدى رأيه حول عملية الانفصال حتى فى مناقشات الجهاز الداخلية.
أما موشيه(بوجى) ياعلون رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلى السابق فقد كان موقفه سلبياً فى البداية ذلك لكون خطة الانفصال أحادية الجانب ولاعتقاده أن الانفصال سيساعد على الارهاب. فالتقديرات الأولية حول الانفصال تم اعدادها فى حياة الرئيس الراحل ياسر عرفات، الذى سخر من خطة شارون للانفصال قائلاً أن إسرائيل ستخلى بعض المستوطنات الخاوية وأن هدفها من العملية هو إحكام السيطرة على الضفة الغربية. ولقد كان التحول فى موقف ياعلون بعد إرسال الرئيس الأمريكى بوش خطاب ضمانات لإسرائيل، بذلك تجسدت "الخسارة الباهظة" للفلسطينيين بسبب أفعالهم.
وعلى العكس فقد أيد وزير الدفاع شاؤول موفاز على الفور عملية الانسحاب الكامل من قطاع غزة وشمال الضفة.
موقف قسم المخابرات فى هيئة الأركان العسكرية كان أكثر تعقيداً. فقد كان تقدير جهاز المخابرات العسكرية "أمان" ان الشعب الفلسطينى سيرى فى عملية إخلاء المستوطنات نصراً كبيراً وسيزعم المتشددون أنهم بالقوة فقط سيحملون إسرائيل على الانسحاب من الاراضى المحتلة. ولقد قدر "أمان"، على عكس ياعلون، أن الارهاب القادم من غزة سوف يتقلص مع احتمال ازدياده فى الضفة الغربية. ويرى "أمان" أن فرصة إسرائيل لتطوير قدراتها الأمنية قد زادت وأن الشرعية الدولية التى تساند الارهاب (المقاومة الفلسطينية) ستتقلص فى أعقاب الانسحاب من غزة وإن اتخاذ مبادرة سياسية من شأنها أن تقلل من ارتباط إسرائيل بنزوات التنظيمات الفلسطينية المتطرفة حول اتفاق التهدئة. كما تعتقد المخابرات العسكرية "أمان" أن هناك مشكلة سياسية ظهرت فى الأردن. فالأردن يعتبر عملية الانفصال وإقامة الجدار بمثابة تهديد ديموغرافى لها مما سيدفعها الى التدخل على الأرض.

أما التأييد الدولى لخطة الانفصال فمرتبط بعدم اعتبار المجتمع الدولى لهذه الخطوة نهاية لعملية المباحثات مع الفلسطينيين أو أنها مجرد خدعة لنقل المستوطنين من غزة الى الضفة الغربية. وتشير المخابرات العسكرية الى أن الصراع مع الفلسطينيين مستمر حتى بعد عملية الانسحاب من غزة وأن ذلك ليس انفصالاً تاماً لأن جزء من المسؤلية الاقتصادية للفلسطينيين يقع على عاتق إسرائيل حتى بعد الانسحاب.
من الواضح أن جهاز المخابرات العسكرية "أمان" كان يفضل أن يكون الانفصال أحادى مع التنسيق مع الجانب الفلسطينى، وهذا ما تم بالفعل بمساعدة الجانب الأمريكى وبعض الهيئات الدولية.