رسالة الى أمى (قصيدة من الواقع)

[عمرو زكريا خليل]

كتب هذه القصيدة شاب فقد أمه ولقد هزتنى لما فيها من أحاسيس تهز أى شخص فقد أمه. رحم الله أبائنا وأمهاتنا.
ولقد وقع الشاب بالبرنس

أمي ولدتِ من عائلة فقيرة مؤمنة محرومة من عطف الوالدين
صبرتِ وترعرعتِ وتعلمتِ الجلد على الحرمان رغـم الأنيـن
وأنجبتِ ستة عشرة نجمةً وقمراً وكانوا من الأبرار والمطيعين
أمي أنتِ ينبوع العطاء بالمحبـة والعطـف والـود والحنيـن
أمي لقد شربنا منكِ الحب والرحمة وجرى كالـدم بالشراييـن
لم ينضُب ينبوعكِ من العطاء رغـم مـرور الأيـام والسنيـن
عَلمتِنا التآخي وصلة الأرحـام بوجـودكِ وبعـد أن ترحليـن
أعظم سطور البر والوفـاء والحُـب كُنـتِ دائمـاً تُسطريـن
أمي كُنتِ شمسُنا الساطعة تُنير الدرب كي لا نتبـع الخاطئيـن
كُنتِ القمر بليلنـا ساهـراً يحنـو قلبُـكِ علينـا كالعاشقيـن
أمي نشكرُ الله أنكِ كُنتِ دائمـاً مـن الراكعيـن والساجديـن
وبمرضكِ رغمَ قسوتهُ لم يفتر لسانكِ وكُنـتِ مـن الشاكريـن
وقبل وفاتكِ بلحظاتٍ قليلـةٍ توضـأتِ وكُنـتِ مـن الحامديـن
ولكن سكرات الموت فاجأتكِ بغتة ًولم تُصلـي مـع المصليـن
وأشرق جبيُنكِ وكُنتِ كالنائمة وبسمةٌ مرسومةٌ على الشفتيـن
والسبابةُ مرفوعةٌ ترمزُ أنـكِ نطقـتِ الحمـدُ لله بالشهادتيـن
وأجتمع حولكِ أخوتي وأحفادكِ مودعين براعم وورود ورياحين
ففخراً لنا بكِ يا أمي رحلتِ طاهرةً نقيةً إلـى أعلـى علييـن
أمي ماذا نقولُ بعد رحيلكِ سوى أن يرحُمكِ أرحـم الراحميـن
ويُسكُنكِ جنة الخلـد مـع الأنبيـاء والشهـداء والصديقيـن
لقد تمزقت قلوبنا لهذا الفراق فصبـراً هذا أمُـر رب العالميـن
ونقولُ دائماً أن الحمدُ لله على قدرهِ فـي الأوليـن والآخريـن