المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أب ..وضمير ..وابنة



سماح شيط
11/01/2008, 08:48 AM
أب ..وضمير ..وابنة
انسكبت كلماتها صقيعا دوى في أذني ...وتبعته حشرجة صوتها المكلوم الممتلئ أسى ...مرت بعد ذلك ثواني صمت كأنها دهر ....
انتفضت كعصفور ذبيح وصرخت ...مالذي حصل ؟ ....لم تجب ..
نظرت في سماعة الهاتف علَي أرى وجهها فألمس من تعابيره معان تريحني ..غير أن تلك السماعة العمياء ماكانت لتبصر أبدا ...أعدتها لأذني وصرخت من جديد أمي ....أجيبي ..
قررت التخلي عن صمتها وشهقت بدموع سمعتها تحفر خديها وتناهت كلماتها إلى سمعي تقول : أبوك متعب ويجب أن أسافر حالا ...
قلت لها: انتظري ...أعود معك .
لم تقبل ...أصرت على بقائي لأتم امتحاني ...ووجدتني أتلوى من ألم الحيرة وأتأرجح بين شوقي الخائف على أبي وبين أبواب المستقبل التي بت قريبة جدا من عبورها .....
وبسرعة حزمت أمري وطلبت منها أن تنتظر وصولي للمنزل...
نصف ساعة وأنا ألتهم طريق العودة وأعد السيارت المحيطة بي ودمعات صغيرة تولد للحياة وتختفي فورا ومن خلالها أنظر للسائق ويستحلفه قلبي أن يزيد السرعة .....
ووجدت نفسي أصعد درج العمارة وأدخل باب المنزل فأرى وجه أمي وقد غطاه وشاح دامع ...
أعلنت لها أني عائدة معها ...وهممت بلملمة أغراضي وأوراقي المبعثرة ومن أمام عيني يمر شريط عمر مضى وقد امتلأ ضحكات وحنان .....
أوقفتني أمي بيدها وأجلستني بهدوء ورددت : ابقي الان ..إن لم يتحسن تعودين ...رفعت إليها رأسا مثخنا بطعنات الأيام وتركت عيني تتحدثان ماطاب لهما الكلام .....
سمعتني أمي دون أن أحرك لساني فعادت تجيب :لن يكون سعيدا وأنت تتركين امتحانك .....إن لم يتحسن تعودين
استسلمت لكلماتها ووجدت في نفسي عزاء لشوقي الخائف ومبررا مقنعا لعبور بوابات المستقبل وبت أشيح بقلبي عن ضميري الذي يلكمني دون رحمة وأتشاغل بالامتحان والدروس لأسكت فمه الثائر أبدا .......
في اليوم الثاني هاتفتها وكلي أمل أن يسمع كلمة إنه يتحسن ...
ردت أمي وقالت :جلطة خفيفة ووعدنا الطبيب أنه سيتحسن
رمقني بنظراته الساخرة فأشحت بوجهي والدموع تتقاطر متألمة
وفي اليوم الثالث أملت نفسي بتحسنه وهاتفت أمي فقالت : إنه يتألم ..
لم أجرؤ على النظر في عيني هذاالقابع داخلي أينما ماكنت وأشحت بوجه كسته دموع نادمة ...
استيقظت في اليوم الثالث وتجرأت على القول له :صباح الخير ..صدقني اليوم سيتحسن ..ولم أنتظر منه الاجابة ..بل تشاغلت عنها بسماعة الهاتف وضغطي على الازرار لتجيب أمي من الطرف الآخر وتقول : إنه يبكي من الألم ..
وهنا لم يعد يكتفي بنظراته الغاضبة بل سورني بصعقات كهربائية أعادت إلى ذاكرتي صورة اللعبة الصغيرة التي أحضرها لي أبي حين بكيت من الألم أيضا ....
عانقت الوسادة وبللتها بدموع لوم غاضب ونمت نوما طويلا متألما ...
في اليوم الرابع رن الهاتف ..نظرت إليه فشبك يديه ووقف ينتظر ساخرا ..رفعت السماعة وعبرها قالت أمي : إنه يستند على أخيك ويستطيع المشي ..
أغلقت سماعة الهاتف ورأيته وقد استل عصاه وقبل أن أنبس ببنت شفه أرسل عبرها صعقاته الكهربائية لأرى من جديد وجه أبي القلق وأنا بين يديه يسرع بي الى الطبيب ..
في اليوم الخامس أمسكت سماعة الهاتف لتقول لي أمي :إنه يتحسن حقا هاقد بدأ يأكل دون ألم ..
في تللك اللحظة عادت للتشكل صورة عرفتها منذ زمن ليس ببعيد ..
إنها صورة أبي حين يدخل البيت متلاحقة أنفاسه وحاملا بيده الخبز والطعام مغلفين حبا وحنانا ....
أخذت نفسا عميقا كما لم أفعل يوما ....وأخرجته تنهيدة تائهة ..
أغمضت عيني وحملقت في ذلك القوي الرابض في كياني متوسلة له أن يوقف تلك الصعقات .....
رفعت يدي إلى السماء وأطلقت لدموعي العنان فتسابقت كجياد ملتهبة ..
وبانكسار القلب وذل النفس ناجيت ربي ورجوته أن ارحمهما كما ربياني صغيرا ....

غفران طحّان
12/01/2008, 01:05 AM
غاليتي
ربّما فاضت دموعي وأنا أتلهف لمعرفة النهاية
قصّة ناجحة وسبب نجاحها هو عزفها على حدث شخصي
فجاءت ممتلئة بدفقات شعوريّة صادقة
أبعد الله عنك وعن والديك أي أذى
فقط أرى أنّ العنوان يحتاج إلى تعديل
ربّما يكون ضمير فقط
هو مجرّد رأي
ولك الخيار غاليتي
مع خالص حبّي

سماح شيط
12/01/2008, 06:58 AM
الغالية غفران
والله ردك أثلج صدري و زاد مرورك الجمال في قلبي
تقبلي فائق احترامي وتقديري

ابراهيم عبد المعطى داود
12/01/2008, 08:27 PM
المبدعة / سماح
تحية عاطرة
منتهى الإحساس الجياش .. الفائض بدفقاته الحارة على الجهات الأربع
ليمتلأ العالم كله احساسا علويا .. وعاطفة لامثيل لها .. الخير .. الوفاء
القلق .. اللهفة .. حب الأب ..
صورة حية رسمتها أنامل فنانة رومانسية عظيمة .. تحلم بالمثل العليا
وتعشق القيم .
خالص ودى وتقديرى
ابراهيم عبد المعطى داود

لبنى ياسين
12/01/2008, 08:42 PM
الغالية سماح:
جميل التقاط موقف كهذا وبعثرة تفاصيل تلك المشاعر لنتفاعل معها كقراء.
مثل الغالية غفران اجد ان العنوان يقدم لنا القصة قبل ان نقرأها وربما كان الافضل ان يختبئ الحدث وراء العنوان لا أمامه.
طبعا هو رأي شخصي وبامكانك اهماله.
مودتي
لبنى

محمود عادل بادنجكي
13/01/2008, 12:08 AM
اشتغال جميل.. يحفز على المتابعة بشغف
يترافق مع تراكيب مبدعة..
هنّة بسيطة.. لن تفقدنا المتعة
"رددت : ابقي الان..والصحيح.. ابقِ

تحيّاتي الطيّبات

سماح شيط
13/01/2008, 04:41 PM
الاستاذ الكريم ابراهيم عبد المعطي داوود
أخجلتني والله يا سيدي الكريم بكلماتك القوية الصادقة ...وسعدت جدا بها
لم أتخيل أن تفعل قصتي كل هذا فلا زلت مبتدئة جدا على هذا الطريق

ومع ذلك أحببت كلمة مبدعة وفنانة رومانسية عظيمة ..رغم اني شهقت اول ما قرأت هذه الكلمات
تحياتي الكبيرة لك
وتقبل فائق اجترامي وتقديري

سماح شيط
13/01/2008, 04:41 PM
الاستاذ الكريم ابراهيم عبد المعطي داوود
أخجلتني والله يا سيدي الكريم بكلماتك القوية الصادقة ...وسعدت جدا بها
لم أتخيل أن تفعل قصتي كل هذا فلا زلت مبتدئة جدا على هذا الطريق

ومع ذلك أحببت كلمة مبدعة وفنانة رومانسية عظيمة ..رغم اني شهقت اول ما قرأت هذه الكلمات
تحياتي الكبيرة لك
وتقبل فائق اجترامي وتقديري

سماح شيط
13/01/2008, 04:43 PM
الغالية جدا الأديبة لبنى ياسين
شعرت بالفخر حقا لمرورك الكريم على قصتي وتفاعلك الجميل معها
سآخذ بالتأكيد رايك بعين الاعتبار وسأفكر في موضوع العنوان
لك مني كل الاحترام والتقدير

سماح شيط
13/01/2008, 04:43 PM
الغالية جدا الأديبة لبنى ياسين
شعرت بالفخر حقا لمرورك الكريم على قصتي وتفاعلك الجميل معها
سآخذ بالتأكيد رايك بعين الاعتبار وسأفكر في موضوع العنوان
لك مني كل الاحترام والتقدير

سماح شيط
13/01/2008, 04:45 PM
الأخ الكريم محمود
سعدت جدا بمرورك الكريم وتعقيبك اللطيف الذي أثراني حقا
تقبل فائق تقديري واحترامي

سماح شيط
13/01/2008, 04:45 PM
الأخ الكريم محمود
سعدت جدا بمرورك الكريم وتعقيبك اللطيف الذي أثراني حقا
تقبل فائق تقديري واحترامي

طارق عليان
14/01/2008, 12:47 AM
الاخت سماح شميط
اثمن قصتك الرائعة وأضم صوتي معك ايضا:
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
دمت بخير

طارق عليان
14/01/2008, 12:47 AM
الاخت سماح شميط
اثمن قصتك الرائعة وأضم صوتي معك ايضا:
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
دمت بخير

سماح شيط
14/01/2008, 06:58 AM
الأخ الكريم طارق عليان
شكرا لمرورك الجميل على قصتي المتواضعة والذي أثراها حقا
تقبل فائق احترامي وتقديري

سماح شيط
14/01/2008, 06:58 AM
الأخ الكريم طارق عليان
شكرا لمرورك الجميل على قصتي المتواضعة والذي أثراها حقا
تقبل فائق احترامي وتقديري

انس حداد
14/01/2008, 02:23 PM
مشاعر حساسة
لغة دافئة
عبارات منمقة رغم انها صدرت وقت الازمة

رفعت إليها رأسا مثخنا بطعنات الأيام وتركت عيني تتحدث ماطاب لها الكلام .....ابارك لك عملك الجديد ياســــــــــــــــــــــــــماح

سماح شيط
14/01/2008, 06:19 PM
الأخ الكريم أنس
أشكر مرورك المتجدد على أعمالي المتواضعة والذي يثريها بتعليقاتك اللطيفة ...
تقبل فائق احترامي وتقديري

انس حداد
17/01/2008, 02:26 PM
عزيزتي سماح
اعمالك ليست متواضعة
لا ابدا بل تنم عن حس مرهف وتذوق للغة
وتشي بصفاء داخلي و رقة متاصلة

لاتبخسي نفسك وشخصيتك قوتها وميزاتها

سماح شيط
17/01/2008, 04:50 PM
الأخ الكريم أنس
في كل مرة أقرأ ردودك أجد نفسي أمام ناقد أدبي كبير له باع طويل في هذا المجال ...
شكرا جزيلا على تشجيعك المستمر والذي أفخر به حقا
وكلماتك الأخيرة أخجلتني حقا وشعرت انها موجهة لشخص تعرفه منذ فترة
تقبل فائق احترامي وتقديري

فايزة شرف الدين
19/01/2008, 01:45 AM
:good: الحبيبة / سماح
القصة ارتدت ثوب مزدان بالدرر .. وقد كنت في منتهي الواقعية ، عندما تعمقت في نفس الأبنة، وهي تصارع ضميرها من أجل مستقبلها .
إنك قد عدت بي إلي الوراء وأنا في السنة النهائية من الجامعة .. وحلمت في رؤيا لي أن والدي توفته المنية .. بالفعل رأيت علامات الموت جليةعلي وجهه ، عندما عدت إلي بيتنا لزيارة عائلتي ، وعلمت أنه سيموت .. ثم جاءني خبر موته مع آخر محاضرة .. يومها جلست في السيارة التي يجب أن تقلني إلي بلدتي ، وقد حفرت الدموع والألم أخاديد على وجهي .. انسابت دموعي غزيرة في صمت ، وقد تبدد أملي أني سأري أبي حيا مرة أخري .
كانت وفاته قبيل امتحانات آخر السنة بأيام قليلة جدا ، وكان علي أن أمتثل للحزن ويغلبني ، كما غلب أختي الصغري ، وكانت معي في نفس الكلية .. فرسبت .. وإما أن أكون قوية وأحقق ما كان يصبو إليه ، وهو التفوق والعلم ، الذي كان يسعى إليه ، ويراه في .. لقد عادت إلي ذكري وفاة أبي .. وتمثلت أمامي مع نصك الرائع .
تمنياتي لك بالسعادة

ابراهيم ابويه
19/01/2008, 03:22 AM
نزعتك الهتشكوكية في الحكي زادت النص المفعم بالصدق رونقا وجمالا.كثيرة هي النهايات المفجعة,غير ان نهاية قصتك اعادت الدفء والطمأنينة الى القارئ...اتمنى ان يطيل الله في عمره .كما اتمنى ان تزيدين في سرد قصصك الوردية علها تخفف من النهايات الاليمة التي اعتادت ايامنا عليها.
تحياتي الصادقة.

سماح شيط
19/01/2008, 05:04 AM
أستاذتي الكبيرة فايزة
لا أعرف كيف أصف جمال عبق الياسمين الذي امتلآت به رئتي وأنا أقرأ ردك الوافر بالحنان
كلمة الحبيبة عنت لي الكثير يا سيدتي ...
وأسأل الله تعالى أن يسكن والدكم الكريم فسيح جناته ...ويغفر لنا جميعا ذنوبنا ويرزقنا حسن الختام
شكرا لجمال روحك التي صورت لك جمال نصي
شرفني مرورك جدا
تقبلي فائق احترامي وتقديري

سماح شيط
19/01/2008, 05:07 AM
أخي الكريم ابراهيم ابويه
سعدت جدا بمروركم الكريم على نصي والذي زاده تعليقكم اشراقا ...
غير اني لم افهم معنى كلمة الهتشكوكية فهل تتكرمون بشرحها لي
وتقبل فائق احترامي وتقديري

فايزة شرف الدين
20/01/2008, 01:30 AM
الحبيبة / سماح
لقد فهمت ما يرمي إليه الأخ الكريم إبراهيم ، من كلمة هتشكوكية .. وهي كناية عن الأديب والمخرج العالمي ألفريد هتشكوك ، وكان مشهورا بقصص المغامرات والبوليسية ، وكانت تأخذ طابع الحركة مع التشويق ، والنهايات الغير متوقعة ، ومن قصصه القصيرة قصة الطيور ، وتم إخراجها فيلم، و كثيرا ما يأتي في التليفزبون .. وأعتقد أن الأخ إبراهيم يعني .. أن قصصك تأخذ طابع التشويق والنهايات المثيرة .
أرجو أن يتقبل مروري

محمود ريا
20/01/2008, 02:00 AM
تسحقنا عجلة الحياة فننسى أننا لسنا آلات تسير على قدمين وأن هناك عواطف جميلة نحو الأب والأم لا بد من حمايتها من غدر الزمان، فتأتي نصوص كهذه لتضعنا وجهاً لوجه مع إنسانيتنا التي تكاد تذيبها "الحضارة".
بوركتِ أختي على إعادتنا إلى الأيام الجميلة.
محمود

ابراهيم ابويه
20/01/2008, 05:09 AM
الحبيبة / سماح
لقد فهمت ما يرمي إليه الأخ الكريم إبراهيم ، من كلمة هتشكوكية .. وهي كناية عن الأديب والمخرج العالمي ألفريد هتشكوك ، وكان مشهورا بقصص المغامرات والبوليسية ، وكانت تأخذ طابع الحركة مع التشويق ، والنهايات الغير متوقعة ، ومن قصصه القصيرة قصة الطيور ، وتم إخراجها فيلم، و كثيرا ما يأتي في التليفزبون .. وأعتقد أن الأخ إبراهيم يعني .. أن قصصك تأخذ طابع التشويق والنهايات المثيرة .
أرجو أن يتقبل مروري

بكل تاكيد اقبلها يا اختاه...ليس لي شرح بعد ما جاد به قلمك الجميل....تحياتي.:fl:

نزار ب. الزين
20/01/2008, 05:27 AM
بدأت روائعك بالتوالي يا ابنتي سماح
لوحة رائعة رسمتها يمينك المرهفة ، لحالة صراع ذاتي ، بين الحب البنوي الدافق و الواجب الملزم ، أقصوصة حبكتيها بمهارة و بلغة مكينة ، اشد على يدك مهنئا
دمت متألقة
نزار

سماح شيط
20/01/2008, 06:29 AM
الاستاذ الكريم نزار
اسعدني مروركم الجميل على قصتي فازدادت جمالا واشراقا
شكرا على دعمكم الطيب الممتلئ حنانا
وتقبلوا فائق احترامي وتقديري

سماح شيط
20/01/2008, 06:30 AM
بصراحة يا اخي ابراهيم ابويه
احببت وصفة الهتشكوكية التي اطلقتها على نصي
اصابتني بفخر يجغلني ارغب بكتابة المزيد
شكرا لك

سماح شيط
20/01/2008, 06:32 AM
الاخ الكريم محمود ريا
ماكانت هذه النصوص لتدق ابواب انسانية ماتت
نحياتي الكبيرة لنفس لازالت تعبق بالصفاء
تقبل فائق احترامي وتقديري

سماح شيط
30/01/2008, 05:07 AM
دمتم بحفظ الرحمن