المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا حمار، أنت فانديك وأنا الحمار



د. محمد عبدو
11/01/2008, 10:44 PM
" يا حمار، أنت فانديك وأنا الحمار!"

ينقل عن أحد أساتذة الجامعة اللبنانية، أن " فانديك" مؤسس الجامعة الأمريكية في بيروت قد دُعي في أحد الأيام إلى وليمة طعام. وكان فانديك من الأطباء المرموقين الذين يحظون بالاحترام، لذا عمد مضيّفوه إلى تكريمه بحرارة والاحتفاء به؛ نظرا لما يكنونه له من تبجيل، وأخذوا – في أثناء الطعام – يلحون عليه لتناول المزيد. وبعد الانتهاء من تناول الطعام، قدّموا أنواعا من الفاكهة والحلوى ورجوه أن يتناول منها. ولم تمض ساعة من الوقت حتى أحس فانديك بالأذى وبآلام شديدة في بطنه.

وحيث لم تكن وسائل النقل في ذلك الوقت غير الحصان والبغل والحمار، فقد طلب أن يُجهّز له حماره كي ينقله إلى منزله.

وفي طريق العودة وصل إلى نهر، فأحس أن حماره عطشان، فترجّل عنه، وشرع الحمار بشرب الماء. وفي تلك اللحظة استذكر عبارات المودة والمحبة التي أحاطه بها ضيوفه وإلحاحهم عليه حتى اضطر أن يقدم رغبة الآخرين على حاجته- كفايته من الطعام - ، فأكل حتى وجِعه بطنه، عندها التفت إلى حماره، وهو يقول يخاطبه:

اشرب، بحياتي عليك.. أرجوك اشرب!

لا حظ فانديك أن حماره كان يتهيأ للحركة دون اكتراث بما قال له بعد أن شرب كفايته من الماء. وعلى أي حال... فقد باء إلحاحه بالفشل وذهبت جهوده – مع الحمار- أدراج الرياح.

انتبه فانديك إلى نقطة دقيقة؛ إذ لاحظ أن حماره على رغم كل ما ينطوي عليه من جهل وفقدان للعقل، فقد اعتمد حاجته مِلاكا في شربه الماء، ولم يُعْن برغبة صاحبه ورجائه.

هذه الملاحظة قادته إلى أن يصيح دون إرادة منه:

" يا حمار، أنت فانديك وأنا الحمار!"

هذه الحادثة، تبين أن الإنسان الذي يمضي أسير الهوى، ما أيسر ما يرتكب أعمالا يعرف بنفسه أنها تنتهي بضرره تماما، بل إنه يقترف من الأعمال ما لا تقترفه البهائم.

وأنا اغتنم هذه المناسبة لطرح الأسئلة التالية:

لماذا لم يخلق الإنسان كاملا؟

لماذا نجد علماء كبار مثل ألكسيس كاريل الحامل لجائزتين من جوائز نوبل، والذي جهد جهده لمعرفة الإنسان ووضع علما سماه " علم الإنسان"؛ يصف الإنسان بأنه " ذلك الإنسان المجهول"؟

لماذا لم تودع رسالة التكامل في طبيعة الإنسان؟

لما أودعت في الإنسان الميول الحيوانية؟

وقبل ذلك كله، ما هو الإنسان؟

أسئلة أنقلها مباشرة على الهواء إلى الحكماء

تحية إنسانية

لمن أراد الاطلاع على قصة فانديك فهي موجودة في كتاب فلسفت وحى ونبوت بالفارسية، لمؤلفه محمد ري شهري

:tired:

د. محمد عبدو
15/01/2008, 04:15 PM
معرفة الإنسان طرحت بصيغة موضوع علمي وفلسفي منذ زمان أرسطو حت الآن. والقاعدة تقضي بأن يكون الإنسا ن معروفا، بيد أنه كلما ازداد الاقتراب إلى القرن الأخير، أصبح لغز الإنسان أكثر تعقيدا وبدا محاطا بمزيد من الألغاز.

إن معرفة أصول تكامل الإنسان وإدراكها هي عملية غير ممكنة من دون معرفة الإنسان

لماذا عجز مفكرون كبار في علم الإنسان المعاصر عن معرفة حقيقة الإنسان؟ حتى أن بعضهم أصيب بالإحباط وخيبة الأمل، بحيت مات ولم يقدم حتى تعريفا له؟ .

د. محمد عبدو
15/01/2008, 04:15 PM
معرفة الإنسان طرحت بصيغة موضوع علمي وفلسفي منذ زمان أرسطو حت الآن. والقاعدة تقضي بأن يكون الإنسا ن معروفا، بيد أنه كلما ازداد الاقتراب إلى القرن الأخير، أصبح لغز الإنسان أكثر تعقيدا وبدا محاطا بمزيد من الألغاز.

إن معرفة أصول تكامل الإنسان وإدراكها هي عملية غير ممكنة من دون معرفة الإنسان

لماذا عجز مفكرون كبار في علم الإنسان المعاصر عن معرفة حقيقة الإنسان؟ حتى أن بعضهم أصيب بالإحباط وخيبة الأمل، بحيت مات ولم يقدم حتى تعريفا له؟ .

طارق آغا
15/01/2008, 04:38 PM
إن أطاع الله فهو فوق الملائكة وإن عصاه فهو أدنى من الحيوان

طارق آغا
15/01/2008, 04:38 PM
إن أطاع الله فهو فوق الملائكة وإن عصاه فهو أدنى من الحيوان

د. محمد عبدو
17/01/2008, 10:54 PM
أخي الكريم طارق

قد يصير رفيقا للملأ الأعلى من الملائكة إن تخلق بأخلاقهم وتحلى بمحاسنهم، فإنهم على بساط القرب، فمن ضرب إلى شبه من صفاتهم نال شيئا من قربهم بقدر ما نال من أوصافهم المقربة لهم إلى الحق تعالى.

فأما أن يصير فوقهم عليهم السلام، فلا

تحية ملائكية
:fl:

طارق آغا
18/01/2008, 03:30 PM
أشكر الأخ الكريم محمد عبده على ملاحظته وأتمنى إبداء الرأي دائماً فهذه يسعدني
ولكن هذا ليس رأيي يا أخي، بل كلام جمهرة من علماء المسلمين ومنهم الدكتور راتب النابلسي، وأذكر أيضاً أن هناك قولاً لسيدنا علي رضي الله عنه في هذا.
فنحن البشر لدينا كل المغريات وقد حملنا الأمانة ولا نعبد الله ونحن بعيدين عن الشر والمغريات والشهوات بينما يعبد الملائكة الله جبلياً من غير مقاومة للشهوات والنزوات...

وجزاك الله خيراً وبارك بك