المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زفرة حافلة ..



مي جمعة
13/01/2008, 12:16 AM
زفرة حافلة
تملكت النفوس التي رأتهما رائحة عنبر .. عين مرتاحة ... قلب مطمئن .. أمل بالمستقبل ... بل حتى تفاؤل بالحياة .. كان يحضن طفله الذي لم يتجاوز الثالثة من عمره .. شعره أشقر منساب على كتف والده .. وترامى كلاهما في جنبات نوم لعلهم يحلمون بشيء يُفرح ...
تتمايل الحافلة هنا وهناك .. وتقف في الشارع القصير عشرات المرات لتركب نفوس آخرى تحلم حتى بمثل هذه الراحة .. كانوا يمرون ويُطلقون ابتسامة لم تكتمل لتلحقها تنهيدة عنيدة...!
قالها بقلب حاني : " هيا يا عائشة .. سأسبقكم لأشغل السيارة " أجابته بكل ثقة : " دقائق قليلة ، ونعدك بعدم التأخير " ... تسير السيارة بكل ثقة على شارع جميل .. وكان ذلك الشارع ملّون بألوان الطيف السبعة .. يملأ العين طمأنينة يعكسها القلب بهدوء وراحة ليكون حتى أكثر عطفاً على أطفاله .. ومع عائلته .. وحتى مع موظفيه الكسالى ..!
يلعب أحمد بمقعده من الخلف .. يمسك يده وهو يلقي نكات طريفة وكأنه يجلس في صالون ساخر .. وكان الجميع يضحك ويبتهج بهذه الرفقة .. عائشة وزوجها .. أحمد وأخوه الصغير .. سيارة في شارع طويل مطمئن .أضاءت الشمس بضياء ها .. قبل توديعة الغرب من نافذة تلطخت بتراب الغيث .. الزائر الأول .. عقله وروحه وحتى قلبه مازال معلقاً بتلك الحياة .. فإذ بزوجته تعبس بوجهه وتخبره بأن قنية الماء المقطر أصبحت على الأرض .. تحرك رأسه بحركات لا إرادية .. ولو استطاع لأغلق عينيه .. أو حتى قلعهما من محجرهما الذي أصبح كبيراً .. وغير متناسب مع عينيه الصغيرتين ...!
" عائشة حبيبتي الأولى .. وزوجتي الوحيدة ... ووالدة أطفالي .. تعبك يتعبني تعب مزدوج .. وأن أشقى أهون عليّ من أن أراكِ تخبريني بأنك منهكة ..هيّا .. هّيا .. لا تدخلي إلى المطبخ .. جهزّي نفسك لنذهب إلى أفخر مطعم .. والطلب عليكِ وهوني عليكِ ما بعده .. هّيا يا أولاد جهزوا أنفسكم .. ولا تتعبوا ماما .. سأساعدكم ..!"
أرجوكما انغلقا يا عيني .. لا أريد أن أخرج .. تخالفانه وتفتح عينيه مرة آخرى كوردة تتفتح فلم تلحق أن تفرح بنفسها .. وإذ بالأيدي تتلقفها بعد قطفها بطريقة مؤلمة .. وبآخر النهار تكون في مختبر الحب لتجربة إذا كان المحب يشعر بالمحبوبة .. او المعشوق يذوب بعشق تلك الهائمة ..!؟
فإذ بأحد المارة .. الذي صعد لتوه إلى الحافلة يطلب منه أن يرفع رأس ابنه الذي مال إلى درجة أن أصبح منتصفه العلوي خارج مقعد أبيه الذي يحتويه بصدره وجسده .. أطلق زفرة وأعاد تصحيح جلوس طفله وكاد يغلق عينيه .. وإذ بطفله الآخر الذي يجلس أمامه مع زوجته عائشة ينظر إليه وينتظر تلك النكات التي كان يطرحها الأب ببهجة .. فلم يجد إلا بسمة صفراء .. ليتها ما انطلقت لانها بعثت كل الألم والحسرة والغصة التي تخفيهم خلفها لذلك الرضيع الحبيب ...
كاد أن ينسى لماذا هو في الحافلة ...؟ فلديه سيارة حمراء فاخرة ( موديل السنة ) ولماذا يريد أن يذهب إلى بيت أهل زوجته عائشة والآن موعد الغداء .. وقد كان بالأمس عندهم وقد تناول غذاء الأمس معهم ..؟!
لربما تخجل القلوب من أفعال .. ولكن الأجساد لا تقبل إلا بالخذلان عند ذهاب كرامة الإنسان .. عند انهيار طموحه .. وغرقه بواقع مرير .. وغياب أحلام اليقظة ...!

مي جمعة

الحاج بونيف
18/01/2008, 09:37 AM
وما أصعب أن يفقد الإنسان كرامته..
قصة تعالج موضوعا اجتماعيا حول تصرفات بعض الناس الذين يبخلون حتى عن أنفسهم، ويعيشون عالة على الغير.
هناك هنات مثل:
وترامى كلاهما لعلهم يحلمون... والصواب : لعلهما يحلمان.
أضاءت الشمس بضياءها، والصواب: بضيائها.
قلعهما من محجرهما الصغير الذي أصبح كبيرا.......، والصواب: اقتلعهما من محجريهما اللذين أصبحا كبيرين.. وغير متناسبين الخ.
يتعبني تعب مزدوج، والصحيح تعبا مزدوجا..

مثل هذه الأخطاء تؤثر على جمالية النص.
كل الود والاحترام أختي مي

مي جمعة
21/01/2008, 02:14 PM
جزيتم عنا خير الجزاء على هذه الملاحظات القيمة ....
بانتظار المزيد من النقد ...
مروركم لن ينتهي عندما تتركوا الملاحظات الاخوية ..