المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أين القبائل..: لنبدأ من جديد (19-20)



الدكتور أسعد الدندشلي
15/01/2008, 09:35 PM
أين القبائل..: لنبدأ من جديد (19-20)
نص مفتوح على خواطر وجدانية
.................................
19- في الصحراء أجثو
على نفسي
أنسى أصابعي في الرمال
وأغرسُ رأسي
في الكثبانْ
ليس لي من وجهةٍ
لم يعد في مخيلتي اسمٌ
لأي مكانْ
الطرقات مسمّياتٌ
لأشياء كما الأوثانْ
عبدناها مرةً ثم
تغيّرَ الإيمانْ
في الصحارى أعرفُ
كم من الأصنام مرّت
في روحي منذ غابر
الأزمانْ
في ثنايا الموج الرمليّْْ
تداعبُ الريح ظلي
يختفي مني القدمانْ
من خلف لا آثار تدل!
ومن أمامي أفقٌ لا يعرف
حداً لشطآنْ
لا صهيلُ خيلٍ ولا جري
عيسٍ(9)
وليس في الأفق رائحة
لنهبٍ، أو لغزوٍٍ، أو لتباشير
قبائلٍ مقبلة على حربٍ
عوانْ(10)
لا يحمل الليل ومضاً
ولا بصيص نيرانْ
السماء تغازلني،
تخلع ماعليها من وقار
تلامسني في عريها
تشع النجوم، أنا وهي
عاشقانْ
في البطاح(11) القريبة
لا ديمةُ (12) تنهمر
ولا الماءُ في جريانْ
لا هودجٌ تلاعب الصبا
ضفائرَه، ولا الأظعان
تخشى من هوانْ!
لا عدوٌ لظباءٍ، لا ارتعاشات
قلب، لا خفقانْ!
تغافلني السماء تنسلّ مني
وأتمتم تعويذة الإطمئنانْ
ألهث خلفها، أعبث بأوهامي
أجازف باستحضار الأنس
والجانْ
أستنفر حواسي وخوفي
وما لم يكن في الحسبانْ
"أراكةٌ" (13) آنس بشوكها
أنثني على ساقها من قرٍّ(14)
وخواءْ
صارت لي أجمّة(15) وروضة
بعد أن أقفر المكانْ
خطفت عينيّ السهوبُ الصفر
أبحث عن حبة رُطبَة (16)
لا ذروةُ أعتليها، أستدلّ
منها في هذه الظلماء
أصحو!
أين القبائل!
تبدّل من ها هنا العنوانْ
خلَت الصحارى من الفرسانْ
فعلامَ صوت الضحايا من
سبايا النساء ينتحب
في المكانْ!
هل البيد قد ارتوين من
عذريّ الأرجوانْ!
هل كفّ الرجال
عن الثأر الغرائزيّ
وولائم الأبدانْ
وحلّ بديل الحبّ
الأحزانْ!
مشت النساء إلى
كهف الذكورية
قسرا، فطوعا
فانتحر الأمانْ
من أي القبائل أنت!
من كبيرها كنت أو صغيرها
الأمران لا يختلفانْ
من أي العشائر أنت!
من جنوبها كنت أو من الشمال
الأمران لا يختلفانْ
أشمّ فيك رائحة ذاك الجسد
الذي عبق بالخطايا
وما استكانْ
وهبته الأرض عشقها،
فزنى
وخان فيها المثوى
والمضجعَ
لا يريم (17)عن غيِّه
ولم يخشَ
في غروره موجعَ ...
بَرِمَ(18) من رخاءٍ ونعمةٍ
حتى جفاه النومُ مخدعَ
فصار التعسُّف(19) هدايةََ
والشنآن (20) بين البريّة(21)
هوايةَ ومطامع
فتناثروا حبّات رمل في قبضة
إعصارْ
ظعنت أخلاقهم لا تعرف منهم
وجوها من ادبارْ
يذكي(22) النأي(23) بينهم أحقاداً
لا فسحة فيها لمحبين وأنصارْ
تسري العداوة في جسومهم
كما الليل يعدو خلف النهارْ
حزني على أمّة تورث بنيها
إقتتالا وشجارْ
حزني على أمة سجينة
أورثت بنيها الإسارْ(24)
وحزن أحزاني عليها
أنها أمة اقتاتت الآباء
والجدود،
وأقامت بين كل حجرة
وأخرى رسما وحدود!

20- عجبتُ لها تسلب
العمر تفرم الروح
وتبقى المطلبا
لا أغفر لنبض أو لخفق
ولا لطرف إن لم يكن
في صوبها
تعاركني الأشواق حتى
أنهكتني وصارالقلب
وصبا
تسائلني عن العشق
قلت هو الموت فيها
لا عجبا!
أثقلتني بهموم العيش
جرّعتني الحزن جُنُبَا
مالت عني بوجهها
تراودني النفس
أن أعرف سببا للجفا!
ربما كان هيامي
ذاك السبب!
ربما كان لسوء
حظي، لمّا عليّ
الدهر انقلب
بقيت للوفاء في
ذكرها على البعد
كسير النظرات
حينا، وحينا طربا
لم أحظ بجاه، ولم أكدّس
بعض الذهبا
وفد العشاق إليها بكثرة
أجانبا وعربا
استباحها بعضهم
وآخر استرق النظر
من خلف الحجب
وأبناء لها أوثقوا ساقيها
والذراعين، والقلب فيها
قد نُكِبَ
علمهم سادتهم:
أنه هكذا يكون اللعب
صاروا فتاتا في فئات
توزّعوا العقائد والتمائم
مشربا
تقودهم ثلة لا تعرف
خلقا، ولا مذهبا
ركبوا دماء شبيبتهم
فصارت الدماء مطايا
لهم ومراكبا
إن استراحوا من قتال
وعادوا عن غيّهم لفترة
صبّوا أحقادهم شتما
وخطبا
شاشاتٌ وبثٌ تبث السمومَ
وصحف كبيارق الموت
تثير الحنق والفتن
ما إن تهدأ الجراح،
حتى يعود المنون إلى
ساحاتهم أكثر اندفاعا
وصخبا
خدّروا الضمائر بمسكنات
كلّ يدّعي الحقَّ حقيقةً
إلى صفّه كذبا
لبنان أرض الشهادات
تناثرت فلذاته أشلاءً
كما المجرّات تفتّت
شهبا
أنطقوا السطور بتأويلات
وتفسيرات عجزت عن
إدراكها الكتب
سنّوا سننا وشرائع
لم يقضِ بها ربٌّ،
جزَّأوا الأرض والنفوس
إربا
أطفأوا الأمان والسلام
ودقّوا طبولَهم تحاربا
إيهٍ بلادي، حبيبتي!
لم تصنك صلاة ولا دعاء
ثكلى أو أرملة
ودمع الرجال بات عشية
الوداع شاحبا
إيهٍ بلادي حبيبتي!
أنت في جزعٍ والبنون
شتات
والحقُّ يُدبر عاتبا!
أرض الشهادة والقرابين!
إلى متى يبقى الموت
فيك ضاربا
نوحي وتوجعي!!
كما مهد عيسى، وعروس
الرافدين أنينا وتندُّبا
مات الضمير، وتاريخنا
في عهدكم
بماء المجارير كُتِبَا
تشمخون برؤوس فارغات
والنفوس في مستنقعات
آسنة تنسكبا
تعصرني الأوجاع
وتأكل مني القلب والكبد
لوما على أحوالنا وتعتّبا
(يتبع).....

الدكتور أسعد الدندشلي
15/01/2008, 09:35 PM
أين القبائل..: لنبدأ من جديد (19-20)
نص مفتوح على خواطر وجدانية
.................................
19- في الصحراء أجثو
على نفسي
أنسى أصابعي في الرمال
وأغرسُ رأسي
في الكثبانْ
ليس لي من وجهةٍ
لم يعد في مخيلتي اسمٌ
لأي مكانْ
الطرقات مسمّياتٌ
لأشياء كما الأوثانْ
عبدناها مرةً ثم
تغيّرَ الإيمانْ
في الصحارى أعرفُ
كم من الأصنام مرّت
في روحي منذ غابر
الأزمانْ
في ثنايا الموج الرمليّْْ
تداعبُ الريح ظلي
يختفي مني القدمانْ
من خلف لا آثار تدل!
ومن أمامي أفقٌ لا يعرف
حداً لشطآنْ
لا صهيلُ خيلٍ ولا جري
عيسٍ(9)
وليس في الأفق رائحة
لنهبٍ، أو لغزوٍٍ، أو لتباشير
قبائلٍ مقبلة على حربٍ
عوانْ(10)
لا يحمل الليل ومضاً
ولا بصيص نيرانْ
السماء تغازلني،
تخلع ماعليها من وقار
تلامسني في عريها
تشع النجوم، أنا وهي
عاشقانْ
في البطاح(11) القريبة
لا ديمةُ (12) تنهمر
ولا الماءُ في جريانْ
لا هودجٌ تلاعب الصبا
ضفائرَه، ولا الأظعان
تخشى من هوانْ!
لا عدوٌ لظباءٍ، لا ارتعاشات
قلب، لا خفقانْ!
تغافلني السماء تنسلّ مني
وأتمتم تعويذة الإطمئنانْ
ألهث خلفها، أعبث بأوهامي
أجازف باستحضار الأنس
والجانْ
أستنفر حواسي وخوفي
وما لم يكن في الحسبانْ
"أراكةٌ" (13) آنس بشوكها
أنثني على ساقها من قرٍّ(14)
وخواءْ
صارت لي أجمّة(15) وروضة
بعد أن أقفر المكانْ
خطفت عينيّ السهوبُ الصفر
أبحث عن حبة رُطبَة (16)
لا ذروةُ أعتليها، أستدلّ
منها في هذه الظلماء
أصحو!
أين القبائل!
تبدّل من ها هنا العنوانْ
خلَت الصحارى من الفرسانْ
فعلامَ صوت الضحايا من
سبايا النساء ينتحب
في المكانْ!
هل البيد قد ارتوين من
عذريّ الأرجوانْ!
هل كفّ الرجال
عن الثأر الغرائزيّ
وولائم الأبدانْ
وحلّ بديل الحبّ
الأحزانْ!
مشت النساء إلى
كهف الذكورية
قسرا، فطوعا
فانتحر الأمانْ
من أي القبائل أنت!
من كبيرها كنت أو صغيرها
الأمران لا يختلفانْ
من أي العشائر أنت!
من جنوبها كنت أو من الشمال
الأمران لا يختلفانْ
أشمّ فيك رائحة ذاك الجسد
الذي عبق بالخطايا
وما استكانْ
وهبته الأرض عشقها،
فزنى
وخان فيها المثوى
والمضجعَ
لا يريم (17)عن غيِّه
ولم يخشَ
في غروره موجعَ ...
بَرِمَ(18) من رخاءٍ ونعمةٍ
حتى جفاه النومُ مخدعَ
فصار التعسُّف(19) هدايةََ
والشنآن (20) بين البريّة(21)
هوايةَ ومطامع
فتناثروا حبّات رمل في قبضة
إعصارْ
ظعنت أخلاقهم لا تعرف منهم
وجوها من ادبارْ
يذكي(22) النأي(23) بينهم أحقاداً
لا فسحة فيها لمحبين وأنصارْ
تسري العداوة في جسومهم
كما الليل يعدو خلف النهارْ
حزني على أمّة تورث بنيها
إقتتالا وشجارْ
حزني على أمة سجينة
أورثت بنيها الإسارْ(24)
وحزن أحزاني عليها
أنها أمة اقتاتت الآباء
والجدود،
وأقامت بين كل حجرة
وأخرى رسما وحدود!

20- عجبتُ لها تسلب
العمر تفرم الروح
وتبقى المطلبا
لا أغفر لنبض أو لخفق
ولا لطرف إن لم يكن
في صوبها
تعاركني الأشواق حتى
أنهكتني وصارالقلب
وصبا
تسائلني عن العشق
قلت هو الموت فيها
لا عجبا!
أثقلتني بهموم العيش
جرّعتني الحزن جُنُبَا
مالت عني بوجهها
تراودني النفس
أن أعرف سببا للجفا!
ربما كان هيامي
ذاك السبب!
ربما كان لسوء
حظي، لمّا عليّ
الدهر انقلب
بقيت للوفاء في
ذكرها على البعد
كسير النظرات
حينا، وحينا طربا
لم أحظ بجاه، ولم أكدّس
بعض الذهبا
وفد العشاق إليها بكثرة
أجانبا وعربا
استباحها بعضهم
وآخر استرق النظر
من خلف الحجب
وأبناء لها أوثقوا ساقيها
والذراعين، والقلب فيها
قد نُكِبَ
علمهم سادتهم:
أنه هكذا يكون اللعب
صاروا فتاتا في فئات
توزّعوا العقائد والتمائم
مشربا
تقودهم ثلة لا تعرف
خلقا، ولا مذهبا
ركبوا دماء شبيبتهم
فصارت الدماء مطايا
لهم ومراكبا
إن استراحوا من قتال
وعادوا عن غيّهم لفترة
صبّوا أحقادهم شتما
وخطبا
شاشاتٌ وبثٌ تبث السمومَ
وصحف كبيارق الموت
تثير الحنق والفتن
ما إن تهدأ الجراح،
حتى يعود المنون إلى
ساحاتهم أكثر اندفاعا
وصخبا
خدّروا الضمائر بمسكنات
كلّ يدّعي الحقَّ حقيقةً
إلى صفّه كذبا
لبنان أرض الشهادات
تناثرت فلذاته أشلاءً
كما المجرّات تفتّت
شهبا
أنطقوا السطور بتأويلات
وتفسيرات عجزت عن
إدراكها الكتب
سنّوا سننا وشرائع
لم يقضِ بها ربٌّ،
جزَّأوا الأرض والنفوس
إربا
أطفأوا الأمان والسلام
ودقّوا طبولَهم تحاربا
إيهٍ بلادي، حبيبتي!
لم تصنك صلاة ولا دعاء
ثكلى أو أرملة
ودمع الرجال بات عشية
الوداع شاحبا
إيهٍ بلادي حبيبتي!
أنت في جزعٍ والبنون
شتات
والحقُّ يُدبر عاتبا!
أرض الشهادة والقرابين!
إلى متى يبقى الموت
فيك ضاربا
نوحي وتوجعي!!
كما مهد عيسى، وعروس
الرافدين أنينا وتندُّبا
مات الضمير، وتاريخنا
في عهدكم
بماء المجارير كُتِبَا
تشمخون برؤوس فارغات
والنفوس في مستنقعات
آسنة تنسكبا
تعصرني الأوجاع
وتأكل مني القلب والكبد
لوما على أحوالنا وتعتّبا
(يتبع).....

الدكتور أسعد الدندشلي
18/02/2008, 11:02 AM
حضرات الزميلات والزملاء الأعزاء شكرا على التعليقات، والقراءة ، ولكن أود أن أوجه شكرا لكل زوار واتا المجهولين الذين يقرأون بشغف أيضا وأنا أحيي فيهم هذا التواصل والإستمرارية مع واتا وخاصة أبناء الجاليةالعربية الأمريكية الذين تحدثوا إلى في الموضوع ، مع وافر محبتي واحترامي وتقديري لكم جميعا...
د. أسعد الدندشلي

الدكتور أسعد الدندشلي
18/02/2008, 11:03 AM
حضرات الزميلات والزملاء الأعزاء أود أن أوجه شكرا لكل زوار واتا المجهولين الذين يقرأون بشغف أيضا وأنا أحيي فيهم هذا التواصل والإستمرارية مع واتا وخاصة أبناء الجاليةالعربية الأمريكية الذين تحدثوا إلى في الموضوع ، مع وافر محبتي واحترامي وتقديري لكم جميعا...
د. أسعد الدندشلي

زحل الخفاجي
21/02/2008, 09:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لست أهلا كي أ ُحي روعة هذا السيف فأنا هاوية تحبو بين الحروف

وجع الكلمات صارخ يُكتم المارة ولا يترك لديهم نبس كي تنقش حروفهم سمة الصمت

رهيب ما ضربت به هنا أستاذي الفاضل

تقبل جل أحترامي وتقديري

الدكتور أسعد الدندشلي
24/02/2008, 08:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لست أهلا كي أ ُحي روعة هذا السيف فأنا هاوية تحبو بين الحروف

وجع الكلمات صارخ يُكتم المارة ولا يترك لديهم نبس كي تنقش حروفهم سمة الصمت

رهيب ما ضربت به هنا أستاذي الفاضل

تقبل جل أحترامي وتقديري

زميلتي زحل الخفاجي المحترمة
تحية طيبة، وعرفت أنك عضوا جديدا في واتا فأهلا بك صديقة وزميلة وأختا، أشكرك على مرورك وقراءة الموضوع وأشكرك على تعليقك الرائع، الذي ينضح بمعان ومعان سامية وكبيرة، تدل على عمق ما تختزنينه في أعماق مشاعرك أيتها الزميلة، لذا فأنت أهلا وخيرا وبركة معنا...
ثانية أشكرك وأهلا وسهلا ومرحبا
مع محبتي واحترامي وتقديري