المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حياة وإنجازات القس مارتن لوثر كينغ (الإبن)



الدكتور أسعد الدندشلي
21/01/2008, 08:27 PM
حياة وإنجازات القس مارتن لوثر كينغ (الإبن)
محطات هامة في مسار مارتن لوثر كينغ:
1929 ولادة مارتن لوثر كينغ في 15 كانون الثاني.
1935 ـ 1944 فترة من الدراسة الابتدائية والثانوية.
1947 التخرج من معهد اللاهوت.
1948 رسامة كينغ كاهنا مساعدا لوالده.
1953 زواجه من كوريتا سكوت .
1954 الحكم الشهير بأن التمييز العنصري في المدارس غير دستوري.
1955ـ 1956 أزمة الباصات وصدور حكم آخر بالمساواة بين الركاب السود والبيض.
1957 صدور تشريعات عن الكونغرس أدت إلى انشاء
مفوضية للحقوق المدنية.
1958 صدور كتاب "خطوات نحو الحرية: قصة مدينة
مونتغومري".
1959 الذهاب إلى الهند لدراسة أساليب غاندي في اللاعنف.
1960 العودة إلى أتلانتا.
1961 "الركاب الأحرار" وصدور حكم بأن التمييز في
الباصات التي تنقل المسافرين عبر الولايات هو مخالف
للدستور.
1964 كينغ يحصل على جائزة نوبل للسلام، واغتيال "مالكوم X ".
1965 ـ 1967 فترة من الاضطرابات وأعمال الشغب ضد السود، خصوصا من منظمة "كوكس كلان " ومثيلاتها.
1968 اغتيال كينغ في مامفيس في 4 نيسان/إبريل، فغيبه الموت عن 39عاما.
الصرخة الأولى

في صباح يوم الثلاثاء البارد من الخامس عشر من شهر كانون الثاني \ يناير 1929م في مدينة اتلانتا في ولاية جورجيا ولد الطفل مارتن لوثر كينج بعد معاناة صعبة لوالدته أثناء حمله وبعد ساعات من المخاض والعذاب وتوتر كاد يفتك بالأب الأسود، ولم تخل ولادته من الصدمة في الوهلة حيث ظن الجميع أنه ولد ميتا، إلا أن صفعة قوية من يد الطبيب للوليد القادم أعادت الأمل للجميع، وليشق مارتن الطفل الأمريكي ذو الجذور التي تمتد بعيدا في التربة الأفريقية، حيث اقتلع جدوده من قارتهم ليباعوا ويشتروا في العالم الجديد، ليكونوا في خدمة السيد الأبيض على مدى ردح طويل من الزمن استغلت فيها أجسادهم وأرواحهم أبشع استغلال ...
تمكن الأب كينج الذي كان ذو تطلعات وأحلام عريضة بعد أن تلقى العلوم في كلية "مور هاوس" من أن يصير راعيا لكنيسة صغيرة، وقد عاش بعد زواجه في بيت صهره "وليامز" الذي كان رفيق عمره أيضا في النضال من أجل الحقوق المدنية للزنوج، والتي تابع فيها النضال مارتن على درب أبيه وجده وليصير لاحقا أشهر دعاة العدالة والمساواة المدنية لحقوق الزنوج...

كانت مدينة اتلانتا التي نشأ فيها الطفل مارتن لوثر تعج بأبشع مظاهر التفرقة العنصرية وأشكال التمييز، ولطالما كان مارتن الصغير يبكي عاجزا عن عدم تفسير رفضه وأسباب نبذه من قبل أترابه وأقرانه من الأولاد البيض، وكان يسمع صيحات أمهاتم وهن يمنعن أولادهن من اللعب معه بكل وضوح وقسوة، ولكنه مع الوقت بدأ يدرك السر وحل اللغز، فكان دائما يتذكر قول أمه : لا تدع هذا يؤثر عليك بل لا تدع هذا يجعلك تشعر بأنك أقل من البيض فأنت يا مارتن لا تقل عن أي شخص آخر.
عام 1935 دخل المدرسة وتلقى دروسه الابتدائية والثانوية حتى عام 1944، حيث نجح في امتحان الدخول إلى معهد اللاهوت في اتلانتا قبل ان ينهي دراسته الثانوية. وفي عام 1947 تخرج من ذلك المعهد متخصصا بالوعظ، فيما تابع دروسا في علم الاجتماع، وعيّن مساعدا لوالده الكاهن التابع للكنيسة المعمدانية في أتلانتا. وفي 25 شباط من العام التالي (1948) تمت سيامته كاهنا. وفي حزيران حصل على شهادة الاختصاص في علم الاجتماع.
عاش مارتن لوثر كينغ حياة شبه هادئة في الفترةالتالية، وتزوج من كوروتا سكوت في مدينة ماريون بولاية ألاباما 1953.

الصرخة الثانية


في 17أيار 1954 حقق السود "انتصارا" هاما عندما حكمت المحكمة العليا بأن التمييز العنصري ضد الطلاب السود في المدارس الرسمية هو أمر غير دستوري، وكانت تلك الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل.
وفي 31 تشرين الأول 1954 عين مارتن لوثر الأب ابنه كاهنا في مدينة مونتغومري في ألاباما التي شهدت في العام التالي ما عرف بـ "أزمة الباصات". فقد جاء في قوانين ولاية ألاباما انه لا يحق للسود الجلوس في الأماكن التي يجلس فيها البيض في الباصات. وفي الأول من كانون الأول 1955 رفضت امرأة سوداء ان تتخلى عن مقعدها في أحد الباصات لرجل أبيض فاعتقلتها الشرطة. كانت المرأة خياطة في الثالثة والأربعين من عمرها تعمل في معمل للثياب بوسط مدينة مونتغومري، وتدعى روزا باركس، كانت في طريق عودتها من عملها إلى البيت في ذلك اليوم من كانون الأول عام 1955. متأبطة أكياس عدة مليئة بهدايا عيد الميلاد، صعدت روزا باركس إلى حافلة النقل العام في مدينتها مونتغومري، وتوجهت، بشكل تلقائي إلى القسم الخلفي من الحافلة، ذلك القسم الذي كان مخصصاً (بحسب أصول قانونية وعرفية كانت تبدو أزلية في ذلك الوقت) للسود، أو الـ"نيغرو"، بحسب المصطلح العنصري المتعجرف.
لم تجد روزا باركس مقاعد فارغة في القسم الخلفي من الحافلة. فتقدمت قليلاً، إلى الوسط تقريباً، وجلست هناك في مقعد خالٍ، انطلق الباص في جولته المعتادة بين المحطات، وأخذ ركاب جدد يصعدون، بينهم عدد من الركاب البيض. ثم، وبعد حين، علا صوت السائق فجأة، قائلاً: "النيغيرز إلى الخلف"، وأعقب نداءه ذاك بتعليمات تأمر بإخلاء "مقاعد البيض" حتى ولو عنى ذلك وقوف الركاب السود الذين لم يجدوا مقاعد في القسم الخلفي، طيلة الرحلة، وهي فعلت ذلك عن سابق تصور، روزا باركس رفضت الانصياع وبتصميم، إذ كانت، وهي العضو الناشط بفرع مدينتها لـ"الرابطة الوطنية من أجل تحسين أحوال الملونين" (أن إي إي سي بي)، قد وعدت نفسها بتحدي التمييز العنصري في الأمكنة العامة برفضها إخلاء مقعدها في الحافلة العامة لراكب أبيض، لمجرد أنه أبيض وهي سوداء، تم توقيف روزا باركس تحت تهمة "انتهاك قوانين المواصلات" في مدينة مونتغومري، بولاية ألاباما، جنوب الولايات المتحدة الأميركية.
تقرر جلب السيدة بارك إلى المحكمة في أول يوم اثنين، هي التي أوقفت في بحر الأسبوع، قبل اثنين المحاكمة ذاك، وخلال عطلة السبت والأحد، بدأت أوساط السود في مدينة مونتغومري تغلي غضباً وتتحضر للدفاع عن رمز الحرية الجديد، روزا باركس. اجتمعت كافة الحركات المناهضة للتمييز العنصري في المدينة في اليوم نفسه وانتخب أعضاؤها بالإجماع مارتن لوثر كينغ رئيسا لتجمعهم الذي أطلقوا عليه اسم " جمعية تطوير مونتغومري". وقرروارفع الدعوى لاثبات عدم دستورية قوانين التمييز العنصري في الباصات.
بدأ القس الشاب مارتن لوثر كينغ جونيور العمل فوراً، معلناً المقاومة المدنية السلمية في خطوة تحرك أولى تلخصت بدعوة رعيته السوداء في مونتغومري إلى مقاطعة حافلات النقل المشترك.. فردت الشركة بأن أوقفت رحلاتها إلى الأحياء ذات الغالبية السوداء.


ألهم كينغ الأمريكيين وألهب مشاعرهم بأحلامه الخاصة بالعدالة والمساواة العرقية

تابع مارتن لوثر كينغ ورفاقه نضالهم من اجل الحقوق المدنية للسود في الولايات المتحدة، وراحوا يحرزون الانتصارتلو الانتصار، ففي 9 ايلول 1957 وافق الكونغرس على مشروع قانون الحقوق المدنية وكان من نتيجة ذلك إنشاء مفوضية الحقوق المدنية كهيئة مستقلة، وإنشاء دائرة للحقوقالمدنية تابعة لوزارة العدل.
من جهة أخرى تابعت الشرطة مضايقاتها لكينغ، فادعى عليه أحد أفرادها بتهمة "عدم الامتثال"، وحكمت عليه المحكمة (4 ايلول 1958) بغرامةمالية، رفض دفعها، ولكن مدير الشرطة قام بذلك رغم معارضة كينغ، في محاولة منهلاظهار عدم التحيز ضد المناضلين من اجل الحقوق المدنية، وبعد أيام ظهر كتاب كينغالشهير "خطوة نحو الحرية: قصة مدينة مونتغومري".
في السنة التالية (1959) قام كينغ مع زوجته بزيارة إلى الهند حيث امضيا فترة في دراسة أساليب غاندي في اللاعنف،وبعد عودته (1960) انتقل مجددا إلى مدينة اتلانتا حيث عمل مع والده في إدارةالكنيسة المعمدانية هناك، ولكن مذكرة توقيف صدرت بحقه بتهمة تزوير المستنداتالضرائبية لعامي 1956 و1958 فاعتقل وحوكم وظهرت براءته من التهم الموجهة إليه، كما ادعي عليه بتهمة الجلوس في مكان عام لا يحق للسود الجلوس فيه واعتقل وسجن .
بعد ذلك شهد عام 1961 تشكيل مجموعة "الركاب الأحرار" الذين أعلنوا عن عزمهم على ركوب الباصات التي تنقل الركاب فيما بين الولايات والتي كانت مشمولة بقوانين التمييز العنصري، فأصدرت المحكمة العليا حكما بأن التمييز العنصري في الباصات غير دستوري (أيار 1961) فقامت المجموعة الأولى من "الركابالأحرار" باستخدام الباص الذي ينقل الركاب من واشنطن إلى ولاية الميسيسيبي،غير انجماعات من المتعصبين العنصريين هاجمت الباص وأحرقته في ألاباما، كما قامت مجموعاتأخرى بالاعتداء بالضرب على الركاب الذين استقلوا باصا آخر لمتابعة الرحلة فيبيرمنغهام، وفي النهاية قامت الشرطة باعتقالهم عند وصولهم إلى مدينة جاكسون في الميسيسيبي وأمضوا ما بين 40 و 60 يوما قيد الاعتقال.
في السنوات التالية (1962ـ 1963) تعرض كينغ للمزيد من حملات المضايقة والإعتقال بتهم تافهة لا تستوجب في العادة التوقيف أو السجن، ولكن مع بداية العام 1964 بدأت أعمال الشغب تتكاثر فيمختلف أنحاء البلاد وخصوصا مع ازدياد أعمال العنف التي ارتكبها العنصريون من أعضاء منظمة "كوكس كلان" ومثيلاتها، وراح الضحايا من السود يسقطون في هارلم ونيوجرسيوايلينوا وبنسلفانيا.
في 10 كانون الاول 1964 نال كينغ جائزة نوبل للسلام،اعترافا بجهوده الحثيثة لمنح السود حقوقهم المدنية باستخدام الوسائلالسلمية.

وتتالت الإنتصارات

عطلة قومية بذكرى الملهم كينغ
يكرم الأمريكيون ذكرى القس مارتن لوثر كينغ جونيور بتخصيص يوم عطلة قوميةيحتفلون فيه بذكراه في ثالث يوم اثنين من شهر كانون الثاني/يناير من كل عام،حيث ألهم كينغ الأمريكيين وألهب مشاعرهمبأحلامه الخاصة بالعدالة والمساواة العرقية. ويواصل اليوم حمل رسالة مارتن لوثركينغ عدد لا يحصى من الأفراد والمنظمات، بما في ذلك "مركز كينغ"، في مدينة أطلنطاعاصمة ولاية جورجيا الجنوبية...

عام 1965 شهد انتصارا آخر حين وقع الرئيس نيكسون القانون الذي يمنح السود حق الاقتراع في الانتخابات، ولكنه شهد أيضا اغتيال المناضل الأسود المعروف باسم : مالكوم X .
فيما تابع العنصريون البيض أعمال الشغب لإرهاب السود وثنيهم عن مطالبتهم بحقوقهم، فكانوا يتصدون للمظاهرات السلمية التي يقوم بها هؤلاء، والتي صارت مختلطة باشتراك الكثير من المعتدلين البيض فيها.
وكانت أسوأ أعمال الشغب ماحصل في مدينة ديترويت بين 23 و30 تموز 1967 وحصد أكثر من 43 قتيلا و 324 جريحا، مما دفع الزعماء السود: مارتن لوثر كينغ وفيليب راندولف وروي ويلكينز وويتني يونغ إلى توجيه نداء بوقف أعمال العنف.
في الرابع من شهر نيسان 1968 وأثناء جولة لمارتن لوثر كينغ في مدينة مامفيس، وفيما كان يخطب في الجماهير المحتشدة أمام الفندق الذي كان مقيما فيه، أطلق عليه قناص النار فأصابه في عنقه، ثم توفي في المستشفى بعد ساعات قليلة،، فغيبه الموت عن 39عاما، منهيا بذلك حياة مليئة بالكفاح والنضال من أجل الحقوق المدنية.

الدكتور أسعد الدندشلي
21/01/2008, 08:27 PM
حياة وإنجازات القس مارتن لوثر كينغ (الإبن)
محطات هامة في مسار مارتن لوثر كينغ:
1929 ولادة مارتن لوثر كينغ في 15 كانون الثاني.
1935 ـ 1944 فترة من الدراسة الابتدائية والثانوية.
1947 التخرج من معهد اللاهوت.
1948 رسامة كينغ كاهنا مساعدا لوالده.
1953 زواجه من كوريتا سكوت .
1954 الحكم الشهير بأن التمييز العنصري في المدارس غير دستوري.
1955ـ 1956 أزمة الباصات وصدور حكم آخر بالمساواة بين الركاب السود والبيض.
1957 صدور تشريعات عن الكونغرس أدت إلى انشاء
مفوضية للحقوق المدنية.
1958 صدور كتاب "خطوات نحو الحرية: قصة مدينة
مونتغومري".
1959 الذهاب إلى الهند لدراسة أساليب غاندي في اللاعنف.
1960 العودة إلى أتلانتا.
1961 "الركاب الأحرار" وصدور حكم بأن التمييز في
الباصات التي تنقل المسافرين عبر الولايات هو مخالف
للدستور.
1964 كينغ يحصل على جائزة نوبل للسلام، واغتيال "مالكوم X ".
1965 ـ 1967 فترة من الاضطرابات وأعمال الشغب ضد السود، خصوصا من منظمة "كوكس كلان " ومثيلاتها.
1968 اغتيال كينغ في مامفيس في 4 نيسان/إبريل، فغيبه الموت عن 39عاما.
الصرخة الأولى

في صباح يوم الثلاثاء البارد من الخامس عشر من شهر كانون الثاني \ يناير 1929م في مدينة اتلانتا في ولاية جورجيا ولد الطفل مارتن لوثر كينج بعد معاناة صعبة لوالدته أثناء حمله وبعد ساعات من المخاض والعذاب وتوتر كاد يفتك بالأب الأسود، ولم تخل ولادته من الصدمة في الوهلة حيث ظن الجميع أنه ولد ميتا، إلا أن صفعة قوية من يد الطبيب للوليد القادم أعادت الأمل للجميع، وليشق مارتن الطفل الأمريكي ذو الجذور التي تمتد بعيدا في التربة الأفريقية، حيث اقتلع جدوده من قارتهم ليباعوا ويشتروا في العالم الجديد، ليكونوا في خدمة السيد الأبيض على مدى ردح طويل من الزمن استغلت فيها أجسادهم وأرواحهم أبشع استغلال ...
تمكن الأب كينج الذي كان ذو تطلعات وأحلام عريضة بعد أن تلقى العلوم في كلية "مور هاوس" من أن يصير راعيا لكنيسة صغيرة، وقد عاش بعد زواجه في بيت صهره "وليامز" الذي كان رفيق عمره أيضا في النضال من أجل الحقوق المدنية للزنوج، والتي تابع فيها النضال مارتن على درب أبيه وجده وليصير لاحقا أشهر دعاة العدالة والمساواة المدنية لحقوق الزنوج...

كانت مدينة اتلانتا التي نشأ فيها الطفل مارتن لوثر تعج بأبشع مظاهر التفرقة العنصرية وأشكال التمييز، ولطالما كان مارتن الصغير يبكي عاجزا عن عدم تفسير رفضه وأسباب نبذه من قبل أترابه وأقرانه من الأولاد البيض، وكان يسمع صيحات أمهاتم وهن يمنعن أولادهن من اللعب معه بكل وضوح وقسوة، ولكنه مع الوقت بدأ يدرك السر وحل اللغز، فكان دائما يتذكر قول أمه : لا تدع هذا يؤثر عليك بل لا تدع هذا يجعلك تشعر بأنك أقل من البيض فأنت يا مارتن لا تقل عن أي شخص آخر.
عام 1935 دخل المدرسة وتلقى دروسه الابتدائية والثانوية حتى عام 1944، حيث نجح في امتحان الدخول إلى معهد اللاهوت في اتلانتا قبل ان ينهي دراسته الثانوية. وفي عام 1947 تخرج من ذلك المعهد متخصصا بالوعظ، فيما تابع دروسا في علم الاجتماع، وعيّن مساعدا لوالده الكاهن التابع للكنيسة المعمدانية في أتلانتا. وفي 25 شباط من العام التالي (1948) تمت سيامته كاهنا. وفي حزيران حصل على شهادة الاختصاص في علم الاجتماع.
عاش مارتن لوثر كينغ حياة شبه هادئة في الفترةالتالية، وتزوج من كوروتا سكوت في مدينة ماريون بولاية ألاباما 1953.

الصرخة الثانية


في 17أيار 1954 حقق السود "انتصارا" هاما عندما حكمت المحكمة العليا بأن التمييز العنصري ضد الطلاب السود في المدارس الرسمية هو أمر غير دستوري، وكانت تلك الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل.
وفي 31 تشرين الأول 1954 عين مارتن لوثر الأب ابنه كاهنا في مدينة مونتغومري في ألاباما التي شهدت في العام التالي ما عرف بـ "أزمة الباصات". فقد جاء في قوانين ولاية ألاباما انه لا يحق للسود الجلوس في الأماكن التي يجلس فيها البيض في الباصات. وفي الأول من كانون الأول 1955 رفضت امرأة سوداء ان تتخلى عن مقعدها في أحد الباصات لرجل أبيض فاعتقلتها الشرطة. كانت المرأة خياطة في الثالثة والأربعين من عمرها تعمل في معمل للثياب بوسط مدينة مونتغومري، وتدعى روزا باركس، كانت في طريق عودتها من عملها إلى البيت في ذلك اليوم من كانون الأول عام 1955. متأبطة أكياس عدة مليئة بهدايا عيد الميلاد، صعدت روزا باركس إلى حافلة النقل العام في مدينتها مونتغومري، وتوجهت، بشكل تلقائي إلى القسم الخلفي من الحافلة، ذلك القسم الذي كان مخصصاً (بحسب أصول قانونية وعرفية كانت تبدو أزلية في ذلك الوقت) للسود، أو الـ"نيغرو"، بحسب المصطلح العنصري المتعجرف.
لم تجد روزا باركس مقاعد فارغة في القسم الخلفي من الحافلة. فتقدمت قليلاً، إلى الوسط تقريباً، وجلست هناك في مقعد خالٍ، انطلق الباص في جولته المعتادة بين المحطات، وأخذ ركاب جدد يصعدون، بينهم عدد من الركاب البيض. ثم، وبعد حين، علا صوت السائق فجأة، قائلاً: "النيغيرز إلى الخلف"، وأعقب نداءه ذاك بتعليمات تأمر بإخلاء "مقاعد البيض" حتى ولو عنى ذلك وقوف الركاب السود الذين لم يجدوا مقاعد في القسم الخلفي، طيلة الرحلة، وهي فعلت ذلك عن سابق تصور، روزا باركس رفضت الانصياع وبتصميم، إذ كانت، وهي العضو الناشط بفرع مدينتها لـ"الرابطة الوطنية من أجل تحسين أحوال الملونين" (أن إي إي سي بي)، قد وعدت نفسها بتحدي التمييز العنصري في الأمكنة العامة برفضها إخلاء مقعدها في الحافلة العامة لراكب أبيض، لمجرد أنه أبيض وهي سوداء، تم توقيف روزا باركس تحت تهمة "انتهاك قوانين المواصلات" في مدينة مونتغومري، بولاية ألاباما، جنوب الولايات المتحدة الأميركية.
تقرر جلب السيدة بارك إلى المحكمة في أول يوم اثنين، هي التي أوقفت في بحر الأسبوع، قبل اثنين المحاكمة ذاك، وخلال عطلة السبت والأحد، بدأت أوساط السود في مدينة مونتغومري تغلي غضباً وتتحضر للدفاع عن رمز الحرية الجديد، روزا باركس. اجتمعت كافة الحركات المناهضة للتمييز العنصري في المدينة في اليوم نفسه وانتخب أعضاؤها بالإجماع مارتن لوثر كينغ رئيسا لتجمعهم الذي أطلقوا عليه اسم " جمعية تطوير مونتغومري". وقرروارفع الدعوى لاثبات عدم دستورية قوانين التمييز العنصري في الباصات.
بدأ القس الشاب مارتن لوثر كينغ جونيور العمل فوراً، معلناً المقاومة المدنية السلمية في خطوة تحرك أولى تلخصت بدعوة رعيته السوداء في مونتغومري إلى مقاطعة حافلات النقل المشترك.. فردت الشركة بأن أوقفت رحلاتها إلى الأحياء ذات الغالبية السوداء.


ألهم كينغ الأمريكيين وألهب مشاعرهم بأحلامه الخاصة بالعدالة والمساواة العرقية

تابع مارتن لوثر كينغ ورفاقه نضالهم من اجل الحقوق المدنية للسود في الولايات المتحدة، وراحوا يحرزون الانتصارتلو الانتصار، ففي 9 ايلول 1957 وافق الكونغرس على مشروع قانون الحقوق المدنية وكان من نتيجة ذلك إنشاء مفوضية الحقوق المدنية كهيئة مستقلة، وإنشاء دائرة للحقوقالمدنية تابعة لوزارة العدل.
من جهة أخرى تابعت الشرطة مضايقاتها لكينغ، فادعى عليه أحد أفرادها بتهمة "عدم الامتثال"، وحكمت عليه المحكمة (4 ايلول 1958) بغرامةمالية، رفض دفعها، ولكن مدير الشرطة قام بذلك رغم معارضة كينغ، في محاولة منهلاظهار عدم التحيز ضد المناضلين من اجل الحقوق المدنية، وبعد أيام ظهر كتاب كينغالشهير "خطوة نحو الحرية: قصة مدينة مونتغومري".
في السنة التالية (1959) قام كينغ مع زوجته بزيارة إلى الهند حيث امضيا فترة في دراسة أساليب غاندي في اللاعنف،وبعد عودته (1960) انتقل مجددا إلى مدينة اتلانتا حيث عمل مع والده في إدارةالكنيسة المعمدانية هناك، ولكن مذكرة توقيف صدرت بحقه بتهمة تزوير المستنداتالضرائبية لعامي 1956 و1958 فاعتقل وحوكم وظهرت براءته من التهم الموجهة إليه، كما ادعي عليه بتهمة الجلوس في مكان عام لا يحق للسود الجلوس فيه واعتقل وسجن .
بعد ذلك شهد عام 1961 تشكيل مجموعة "الركاب الأحرار" الذين أعلنوا عن عزمهم على ركوب الباصات التي تنقل الركاب فيما بين الولايات والتي كانت مشمولة بقوانين التمييز العنصري، فأصدرت المحكمة العليا حكما بأن التمييز العنصري في الباصات غير دستوري (أيار 1961) فقامت المجموعة الأولى من "الركابالأحرار" باستخدام الباص الذي ينقل الركاب من واشنطن إلى ولاية الميسيسيبي،غير انجماعات من المتعصبين العنصريين هاجمت الباص وأحرقته في ألاباما، كما قامت مجموعاتأخرى بالاعتداء بالضرب على الركاب الذين استقلوا باصا آخر لمتابعة الرحلة فيبيرمنغهام، وفي النهاية قامت الشرطة باعتقالهم عند وصولهم إلى مدينة جاكسون في الميسيسيبي وأمضوا ما بين 40 و 60 يوما قيد الاعتقال.
في السنوات التالية (1962ـ 1963) تعرض كينغ للمزيد من حملات المضايقة والإعتقال بتهم تافهة لا تستوجب في العادة التوقيف أو السجن، ولكن مع بداية العام 1964 بدأت أعمال الشغب تتكاثر فيمختلف أنحاء البلاد وخصوصا مع ازدياد أعمال العنف التي ارتكبها العنصريون من أعضاء منظمة "كوكس كلان" ومثيلاتها، وراح الضحايا من السود يسقطون في هارلم ونيوجرسيوايلينوا وبنسلفانيا.
في 10 كانون الاول 1964 نال كينغ جائزة نوبل للسلام،اعترافا بجهوده الحثيثة لمنح السود حقوقهم المدنية باستخدام الوسائلالسلمية.

وتتالت الإنتصارات

عطلة قومية بذكرى الملهم كينغ
يكرم الأمريكيون ذكرى القس مارتن لوثر كينغ جونيور بتخصيص يوم عطلة قوميةيحتفلون فيه بذكراه في ثالث يوم اثنين من شهر كانون الثاني/يناير من كل عام،حيث ألهم كينغ الأمريكيين وألهب مشاعرهمبأحلامه الخاصة بالعدالة والمساواة العرقية. ويواصل اليوم حمل رسالة مارتن لوثركينغ عدد لا يحصى من الأفراد والمنظمات، بما في ذلك "مركز كينغ"، في مدينة أطلنطاعاصمة ولاية جورجيا الجنوبية...

عام 1965 شهد انتصارا آخر حين وقع الرئيس نيكسون القانون الذي يمنح السود حق الاقتراع في الانتخابات، ولكنه شهد أيضا اغتيال المناضل الأسود المعروف باسم : مالكوم X .
فيما تابع العنصريون البيض أعمال الشغب لإرهاب السود وثنيهم عن مطالبتهم بحقوقهم، فكانوا يتصدون للمظاهرات السلمية التي يقوم بها هؤلاء، والتي صارت مختلطة باشتراك الكثير من المعتدلين البيض فيها.
وكانت أسوأ أعمال الشغب ماحصل في مدينة ديترويت بين 23 و30 تموز 1967 وحصد أكثر من 43 قتيلا و 324 جريحا، مما دفع الزعماء السود: مارتن لوثر كينغ وفيليب راندولف وروي ويلكينز وويتني يونغ إلى توجيه نداء بوقف أعمال العنف.
في الرابع من شهر نيسان 1968 وأثناء جولة لمارتن لوثر كينغ في مدينة مامفيس، وفيما كان يخطب في الجماهير المحتشدة أمام الفندق الذي كان مقيما فيه، أطلق عليه قناص النار فأصابه في عنقه، ثم توفي في المستشفى بعد ساعات قليلة،، فغيبه الموت عن 39عاما، منهيا بذلك حياة مليئة بالكفاح والنضال من أجل الحقوق المدنية.

خالد ساحلي
23/01/2008, 07:03 PM
السلام عليكم و رحمة الله
الفاضل الدكتور أسعد : لا شك حياة قصيرة لكنها مليئة بالانجازات العظيمة ، حياة كلها مبدأ دفاع عن قضية الحق في الموساواة ورفض التمييز بين الجنس و العرق و اللون و الدين.
شكرا لهذه المعلومات القيمة.
تحياتي

الدكتور أسعد الدندشلي
24/01/2008, 06:44 AM
الأستاذ خالد ساحلي المحترم
تحية الود والإحترام أشكر لك مرورك وقراءة الموضوع، وأشكر لك ملاحظاتك واهتمامك، لأن شخصية كهذه استطاعت أن تقف بوجه المظالم والظلم الأعنف والأبشع الذي هو التمييز العنصري، وما أحوجنا في بلادنا لوقفات ضد الطائفية والمذهبية والمصالح الفئوية الضيقة والتي برأي هي التي تعيق مسيرة شعبنا والتي هي تطمس أفكار وعطاءات مبدعينا، وأيا كان الظالم وأيا كانت القوة المواجهة لإرادة الحق والعدالة والمساواة، فإن الحلم بتحقيق الأهداف يبقى، وما مارتن لوثر كينغ إلا مثالا على الإرادة حتى كان النصر، وإن كان الثمن حياته التي تناثرت بعدها أضواء ووهجا وحققت لبني جنسه من الزنوج حقهم في المساواة والحقوق المدنية رغم عنفوان الولايات المتحدة نفسها
مع محبتي واحترامي صديقي خالد المحترم
د. أسعد الدندشلي

الدكتور أسعد الدندشلي
24/01/2008, 06:44 AM
الأستاذ خالد ساحلي المحترم
تحية الود والإحترام أشكر لك مرورك وقراءة الموضوع، وأشكر لك ملاحظاتك واهتمامك، لأن شخصية كهذه استطاعت أن تقف بوجه المظالم والظلم الأعنف والأبشع الذي هو التمييز العنصري، وما أحوجنا في بلادنا لوقفات ضد الطائفية والمذهبية والمصالح الفئوية الضيقة والتي برأي هي التي تعيق مسيرة شعبنا والتي هي تطمس أفكار وعطاءات مبدعينا، وأيا كان الظالم وأيا كانت القوة المواجهة لإرادة الحق والعدالة والمساواة، فإن الحلم بتحقيق الأهداف يبقى، وما مارتن لوثر كينغ إلا مثالا على الإرادة حتى كان النصر، وإن كان الثمن حياته التي تناثرت بعدها أضواء ووهجا وحققت لبني جنسه من الزنوج حقهم في المساواة والحقوق المدنية رغم عنفوان الولايات المتحدة نفسها
مع محبتي واحترامي صديقي خالد المحترم
د. أسعد الدندشلي