المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا ،،،، إرهــــابي



بنت الشهباء
25/11/2006, 01:11 AM
أنا ،،،، إرهــــابي

الغربُ يبكي خيفـةً
إذا صَنعتُ لُعبـةً
مِـن عُلبـةِ الثُقابِ .
وَهْـوَ الّذي يصنـعُ لي
مِـن جَسَـدي مِشنَقَـةً
حِبالُها أعصابـي !
والغَـربُ يرتاعُ إذا
إذعتُ ، يومـاً ، أَنّـهُ
مَـزّقَ لي جلبابـي .
وهـوَ الّذي يهيبُ بي
أنْ أستَحي مِنْ أدبـي
وأنْ أُذيـعَ فرحـتي
ومُنتهى إعجابـي ..
إنْ مارسَ اغتصـابي !
والغربُ يلتـاعُ إذا
عَبـدتُ ربّـاً واحِـداً
في هـدأةِ المِحـرابِ .
وَهْـوَ الذي يعجِـنُ لي
مِـنْ شَعَـراتِ ذيلِـهِ
ومِـنْ تُرابِ نَعلِـهِ
ألفـاً مِـنَ الأربابِ
ينصُبُهـمْ فـوقَ ذُرا
مَزابِـلِ الألقابِ
لِكي أكـونَ عَبـدَهُـمْ
وَكَـيْ أؤدّي عِنـدَهُـمْ
شعائرَ الذُبابِ !
وَهْـوَ .. وَهُـمْ
سيَضرِبونني إذا
أعلنتُ عن إضـرابي .
وإنْ ذَكَـرتُ عِنـدَهُـمْ
رائِحـةَ الأزهـارِ والأعشـابِ
سيصلبونني علـى
لائحـةِ الإرهـابِ !

**

رائعـةٌ كُلُّ فعـالِ الغربِ والأذنابِ
أمّـا أنا، فإنّني
مادامَ للحُريّـةِ انتسابي
فكُلُّ ما أفعَلُـهُ
نـوعٌ مِـنَ الإرهـابِ !

**

هُـمْ خَرّبـوا لي عالَمـي
فليحصـدوا ما زَرَعـوا
إنْ أثمَـرَتْ فـوقَ فَمـي
وفي كُريّـاتِ دمـي
عَـولَمـةُ الخَـرابِ
هـا أنَـذا أقولُهـا .
أكتُبُهـا .. أرسُمُهـا ..
أَطبعُهـا على جبينِ الغـرْبِ
بالقُبقـابِ :
نَعَـمْ .. أنا إرهابـي !
زلزَلـةُ الأرضِ لهـا أسبابُها
إنْ تُدرِكوهـا تُدرِكـوا أسبابي .
لـنْ أحمِـلَ الأقـلامَ
بلْ مخالِبـي !
لَنْ أشحَـذَ الأفكـارَ
بـلْ أنيابـي !
وَلـنْ أعـودَ طيّباً
حـتّى أرى
شـريعـةَ الغابِ بِكُلِّ أهلِها
عائـدةً للغابِ .

**

نَعَـمْ .. أنا إرهابـي .
أنصَـحُ كُلّ مُخْبـرٍ
ينبـحُ، بعـدَ اليـومِ، في أعقابـي
أن يرتـدي دَبّـابـةً
لأنّني .. سـوفَ أدقُّ رأسَـهُ

إنْ دَقَّ ، يومـاً، بابـي !


أحمد مطر

ليلى الزنايدي
25/11/2006, 02:37 PM
رائعة هذه القصيدة الغاضبة....
ذكرتني بأخرى للشاعر نزار قباني ..نعم أنا إرهابي..

fizaziabdeslam
25/11/2006, 06:05 PM
حين يعترف الإنسان أنه أصبح إرهابيا فهذا خير دليل على تمرده على مفهوم المصطلحات التي لم تعد تطيقها القواميس و لا المعاجم..ترى أليس من ثامن المعجزات حين لا يصدق المرء مفهوم الإرهاب عند بوش وزبانيته، وهو يردد مقولته اللعينة: من ليس معنا فهو ضدنا...؟ أي إرهاب أكثر من إرهاب الأنانية الفرعونية..أما حين يقول المبدع :أنا إرهابي، فاعلموا أنه في لحظة استثنائية، يجلد الذات وهو يستحضر عالما جبانا لا يستطيع المواجهة..أجل إنه المبدع الذي يروم الخلاص ولا خلاص إلا عبر مثالة الاستعارة..عبر الكلمة التي قد لا تسعفه، وبكل تأكيد أن الكلمات في غالب الأحيان لا تسعف، فيتبنى المبدع مفهوم: دعوا الإبداع يتولى الكلام..متى كان المبدع إرهابيا؟ المبدع بني أمي حارس مملكة الموت..إنه برزفون زمانه..المبدع هبة روحانية لا يأويها فضاء، وصيحة ثكلى في زمن النخاسة..فلا تصدقوا مقولة الإرهاب، إلا في سياق الامبريالية وسدنتها..
عبد السلام فزازي

بنت الشهباء
25/11/2006, 11:55 PM
وهل هناكَ أروع من هذا التمرد على الظلم والبغي والطغيان !!!؟؟؟...

أشكركِ أختي ليلى الزنايدي

بنت الشهباء
25/11/2006, 11:56 PM
أجل والله يا أخي الشهم

عبد السلام فزازي
حين يعترف الإنسان بأنه إرهابي فذلك دليل على أنه في حالة سوية ...
حالة سوية تحاول أن تفكّ الطوق عن أعناقها , وتنطلق إلى ما وراء حدود الظلم والطغيان , والفساد والقتل والتشريد ...
أما آن لنا أن ننتفض بعد أن كتبنا وجفّ المداد , وبكينا فنضب الدمع ...
الغضب في قلوب الأحرار يزداد لهيبه ليحرق كل منافق جبان , وخائن سافل ...
كل واحد منّا يتساءل ويقول : أمن الممكن أن نتعاون على الإثم والعدوان !!!؟؟؟...
أم نتحالف مع من سلب منّا كرامتنا , ونهب ثرواتنا , واعتدى على أعراضنا بحجة محاربة الإرهاب !!!؟؟؟....
أيّ إرهاب !!!؟؟؟.....
إرهاب من رفض الذلّة والمهانة التي أصابت الأمة !!!؟؟؟...
قالوا لنا نريد لكم الحرية ونشر الديمقراطية في بلادكم !!!....
أيّ حريّة أسألكم بالله جلبوها لبلادنا !!!؟؟؟...
إنهم يساومون في حق الأمم , ويزايدون على بيع الشعوب في سوق النخاسة , ويقتلون وينهبون ويسرقون بحجة نشر الحرية !!...

أنرضخ لهم , ونعمل ونفعل ما يقولون ويتشدقون به !!!؟؟؟...
أما آن لكِ يا أمة الحق والقوة والإيمان أن تعلمين بأن من يسير في القافلة أعزل فستأكله الذئاب , وتنهش أعراضه الوحوش !!؟؟؟......


تحيّة للأحرار والنشامى

ريمه الخاني
21/02/2007, 12:57 PM
سلمت يمينك

تركي عبد الغني
21/02/2007, 02:08 PM
أحمد مطر الشاعر الصارخ الرافض لكل العباءات المهترئة

الشاعر المحب للوطن المتربص بالأذناب

تحية

وتحية لك سيدتي على اختيارك وذوقك الراقي

سلم القائل والناقل

بنت الشهباء
22/02/2007, 12:03 AM
ونتمنى يا أخي الكريم
الشاعر المبدع
تركي عبد الغني
أن نسمع كثيرا وكثيرا مثل هذه الصرخات المدوّية
وأن لا تسكت الأقلام , وتجفّ الصحف
بعدما طال ليل ظلام الأمة , وأصبحت تابعة لمن هم دونها ,
تلهث وراء كل عميل منافق , وعدو لدود

لكَ مني جزيل الشكر والاحترام يا شاعرنا الأبي الحر

إسماعيل صباح
23/02/2007, 05:07 PM
الأخت الفاضلة(الإرهابية) بنت الشهباء :ـ

دعاني العنوان للدخول فدخلت واستمتعت بنقلك المميز . وأما عن الإرهاب فهو شرف وقربة لله أن نكون إرهابيين كما أراد لنا ربنا . في قوله :ـ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم . وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ـ الآية فمن يتأمل السياق القرآني للآية يدرك أن الله أمرنا بالإعداد للإرهاب وإخلاص النية في ذلك قربة نتقرب بها لله عز وجل. ونفتخر ونشرف بنعتنا بالإرهاب إن كان في ذلك إغاظة للكفار ومن دونهم من المنافقين الذين يعلمهم الله ولا نعلمهم ؟ شكرا لك أيتها الإرهابية المسلمة.
. أخوك الإرهابي المسلم

عادل العاني
23/02/2007, 09:40 PM
الأخت بنت الشهباء

بوركت على نقلك هذه الإعترافات المشرفة لشاعرنا الكبير أحمد مطر.

ولأن العرب إرهابيون ... كلنا إرهابيون

ولأن الإسلام إرهاب ... كلنا إرهابيون

ولأن الحرية إرهاب ... كلنا إرهابيون

وتستمر حلقات " الإرهاب " وتعريفاته وتستمر اعترافاتنا.

تحياتي وتقديري

بنت الشهباء
24/02/2007, 12:46 AM
الأخت الفاضلة(الإرهابية) بنت الشهباء :ـ

دعاني العنوان للدخول فدخلت واستمتعت بنقلك المميز . وأما عن الإرهاب فهو شرف وقربة لله أن نكون إرهابيين كما أراد لنا ربنا . في قوله :ـ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم . وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ـ الآية فمن يتأمل السياق القرآني للآية يدرك أن الله أمرنا بالإعداد للإرهاب وإخلاص النية في ذلك قربة نتقرب بها لله عز وجل. ونفتخر ونشرف بنعتنا بالإرهاب إن كان في ذلك إغاظة للكفار ومن دونهم من المنافقين الذين يعلمهم الله ولا نعلمهم ؟ شكرا لك أيتها الإرهابية المسلمة.
. أخوك الإرهابي المسلم

أخي الإرهابي الحر الأبيّ
إسماعيل صباح
ودخلت لأرى ردًا نزيهًا , جريئًا قويًّا , لا يهاب قولته , ولا يخش إلا الله ربّه
وهو ينادي بأعلى صوته :
لي فخرٌ وعزّة أن أكون
إرهابيّ
سنرهب الظلم والعدو بكلمتنا
سنقطع يد العميل بإرهابنا
لن نعد نستسلم لمن هم دوننا
أسمعتم بأننا قررنا أن نتحرر من قيودنا
لنعلن لكم بأننا اليوم نحن إرهابيون
بصوت لسان قلمنا , وجرأة قولنا
وأشكركَ أخي الإرهابي المعتز بكلمته ودينه

بنت الشهباء
24/02/2007, 01:03 AM
الأخت بنت الشهباء

بوركت على نقلك هذه الإعترافات المشرفة لشاعرنا الكبير أحمد مطر.

ولأن العرب إرهابيون ... كلنا إرهابيون

ولأن الإسلام إرهاب ... كلنا إرهابيون

ولأن الحرية إرهاب ... كلنا إرهابيون



وتستمر حلقات " الإرهاب " وتعريفاته وتستمر اعترافاتنا.

تحياتي وتقديري

أجل يا أخي الشاعر الحر والأبي الملتزم
عادل العاني
إنها اعترافات مشرّفة لكنها تحزّ في الكبد , وتدمي القلب لما وصل إليه حال أمتنا من ذل وهوان وعار , وقد تكالبت من كل صوب وحدب الأعداء والعملاء والمنافقين حولنا ...
أين نحن الآن يا أخي الشاعر , وفي أي موقع نقف , وعلى أي أرض نعيش !!!؟؟؟....
والله إن كنت أقول لكَ : لا ندري
فهذه هي الحقيقة المرّة التي نحن عليها اليوم
نعود ونقول ما لنا !!؟؟...
أنبقى في مكاننا , أم سنحمل السلاح وندافع عن حقوقنا !!؟؟؟..
وأي سلاح نحمله اليوم بين أيدينا !!؟؟؟...
والله يا أخي لا نرى سوى الأقلام ترتفع سنامها , ونسمع صلصلة أصواتها وكأنها تنادينا :
مالكم صامتون !!؟؟؟..
وممن تخافون !!!؟؟؟..
ألم أن تعلموا بأن الله أقسم بالصحف والسطور !!؟؟..
الكلمة أمانة استخلفكم الله عليها !!؟؟؟...
فلا تهنوا وتحزنوا ما دمتم قد سلكتم بداية طريق الحق ضد الباطل والطغيان والظلم .......

د.ابراهيم ابوزيد
28/02/2007, 01:10 PM
أنا ،،،، إرهــــابي
نَعَـمْ .. أنا إرهابـي .
أنصَـحُ كُلّ مُخْبـرٍ
ينبـحُ، بعـدَ اليـومِ، في أعقابـي
أن يرتـدي دَبّـابـةً
لأنّني .. سـوفَ أدقُّ رأسَـهُ

إنْ دَقَّ ، يومـاً، بابـي !


أحمد مطر

نعم هذى هى الكلمة الرصاصة

وهذا هو أحمد مطر

سلمت يمينك بنت الشهباء

د. لينة
28/02/2007, 05:16 PM
شكرا لك أيتها الإرهابية المسلمة.
. أخوك الإرهابي المسلم

بسم الله

أتساءل أخوتي وانا منكم وفيكم ترى لو كنتم تعيشون في الغرب هل تتجرأون على التلفظ بها

بارك الله بكم..

د. جمال مرسي
28/02/2007, 09:58 PM
الأخت الكريمة أمينة :

شكرا لك أختي الكريمة على نقل هذه اللافتة
و كل لافتات أحمد مطر تستحق القراءة
فليتك تنقلين المزيد منها




الأخت الفاضلة د. لينا
على ما يبدو من ردك أنك تعيشين في الغرب
فنسأل الله أن يعيتكم
و لكن أختي الكريمة هو أصبحوا يتهموننا جميعا .. كل الشرقيين و المسلمين بصفة خاصة
بهذه التهمة و يلصقونها بالإسلام و أهله و جندوا لها من شياطينهم من يشاؤون .
الأمر سيان إذن أختي الكريمة أكنا في الغرب أم في الشرق
فالكل عندهم سواء .. الكل إرهابي في نظرهم
فدعي الشعراء ينفسون عن أنفسهم حتى لو كان الأمر على سبيل المداعبة
و لك و للجميع الود

بنت الشهباء
28/02/2007, 11:51 PM
شاعرنا المتألق
الدكتور إبراهيم أبو زيد
والأخت الحبيبة
الدكتورة لينة
والشاعر المتأدب
الدكتور جمال مرسي
الكلمة الحرّة ستؤتي أكلها , وينضج ثمرها , وتترعرع أغصانها , ولو بعد حين
ولا يمكن لها أن تموت أبدًا
ما دامت لا تخاف إلا من الله ربها
فالكلمة أمانة في أعناقنا , وقد استخلفنا الله عليها
فكيف بنا أن نسكت عن الظلم والبغي والطغيان بعدما أقسم الله بالأقلام التي بين أيدينا !!؟؟؟..
بل سنرهب بها كل العملاء والأعداء والجبناء
ونسأل الله أن يجعل لنا لسان صدق في الآخرين ولا يخزنا يوم يبعثون
إنه سميع مجيب

تحية إرهابية ملتزمة

عبدالوهاب القطب
01/03/2007, 05:31 AM
اختي بنت الشهباء
قصيدة رائعة من روائع
هذا الشاعر العملاق
اشكرك عليها
واقول كما قال اخي جمال
هل من مزيد

تحياتي القلبية
وسلمت
عبدالوهاب القطب

بنت الشهباء
01/03/2007, 10:43 AM
ولكَ مني جزيل الشكر والاحترام يا شاعرنا المتألق
عبد الوهاب قطب
على مرورك الكريم الطيب

ودمت بخير

بنت الشهباء
01/03/2007, 10:50 AM
قصيدة رائعة
لشاعر الحرية
أحمد مطر
بعنوان


ما أصعب الكلام - 1



شكراً على التأبين والإطراء
يا معشر الخطباء والشعراء
شكراً على ما ضاع من أوقاتكم
في غمرة التدبيج والإنشاء
وعلى مداد كان يكفي بعضه
أن يغرق الظلماء بالظلماء
وعلى دموع لو جرت في البيد
لانحلت وسار الماء فوق الماء
وعواطف يغدوا على أعتابها
مجنون ليلى أعقل العقلاء
وشجاعة باسم القتيل مشيرة
للقاتلين بغير ما أسماء
شكراً لكم؛ شكراً؛ وعفواً إن أنا
أقلعت عن صوتي وعن إصغائي
عفواً؛ فلا الطاووس في جلدي ولا
تعلو لساني لهجة الببغاء
عفواً؛ فلا تروي أساي قصيدة
إن لم تكن مكتوبة بدمائي
عفواً؛ فإني إن رثيت فإنما
أرثي بفاتحة الكتاب رثائي
عفواً؛ فإني ميت يا أيها
الموتى؛ وناجي آخر الأحياء
**
ناجي العلي لقد نجوت بقدرة
من عارنا،وعلوت للعلياء
إصعد؛ فموطنك السماء؛ وخلنا
في الأرض إن الأرض للجبناء
للموثقين على الرباط رباطنا
والصانعين النصر في صنعاء
ممن يرصون الصكوك بزحفهم
ويناضلون براية بيضاء
ويسافحون قضية من صلبهم
ويصافحون عداوة الأعداء
ويخلفون هزيمة؛ لم يعترف
أحد بها، من كثرة الآباء
اصعد فموطنك المرجى مخفر
متعدد اللهجات والأزياء
للشرطة الخصيان؛ أو للشرطة
الثوار؛ أو للشرطة الأدباء
أهل الكروش القابضين على القروش
من العروش لقتل كل فدائي
الهاربين من الخنادق والبنادق
للفنادق في حمى العملاء
القافزين من اليسار إلى اليمين
إلى اليسار إلى اليمين كقفزة الحرباء
المعلنين من القصور قصورنا
واللاقطين عطية اللقطاء
اصعد؛ فهذي الأرض بيت دعارة
فيها البقاء معلق ببغاء
من لم يمت بالسيف مات بطلقة
من عاش فينا عيشة الشرفاء
ماذا يضيرك أن تفارق أمة
ليست سوى خطأ من الأخطاء
رمل تداخل بعضه في بعضه
حتى غدا كالصخرة الصماء
لا الريح ترفعها إلى الأعلى ولا
النيران تمنعها من الإغفاء
فمدامع تبكيك لو هي أدركت
لبكت على حدقاتها العمياء
ومطابع ترثيك لو هي أنصفت
لرثت صحافة أهلها الأجراء
تلك التي فتحت لنعيك صدرها
وتفننت بروائع الإنشاء
لكنها لم تمتلك شرفاً لكي
ترضى بنشر رسومك العذراء
ونعتك من قبل الممات؛ وأغلقت
باب الرجاء بأوجه القراء
وجوامع صلت عليك لو أنها
صدقت لقربت الجهاد النائي
ولأعلنت باسم الشريعة كفرها
بشرائع الأمراء والرؤساء
ولساءلتهم : أيهم قد جاء
منتخباً لنا بإرادة البسطاء؟
ولسائلتهم: كيف قد بلغوا الغنى
وبلادنا تكتظ بالفقراء؟
ولمن يرصون السلاح؛ وحربهم
حب؛ وهم في خدمة الأعداء؟
وبأي أرض يحكمون وأرضنا
لم يتركوا منها سوى الأسماء؟
وبأي شعب يحكمون، وشعبنا
متشعب بالقتل والإقصاء؟
يحيا غريب الدار في أوطانه
ومطارداً بمواطن الغرباء
لكنما يبقى الكلام محرراً
إن دار فوق الألسن الخرساء
ويظل إطلاق العويل محللاً
ما لم يمس بحرمة الخلفاء
ويظل ذكرك بالصحيفة جائزاً
مادام وسط مساحة سوداء
ويظل رأسك عالياً مادمت
فوق النعش محمولاً إلى الغبراء
وتظل تحت"الزفت" كل طباعنا
مادام هذا النفط في الصحراء

بنت الشهباء
01/03/2007, 10:56 AM
ما أصعب الكلام - 2


القاتل المأجور وجه أسود
يخفي مئات الأوجه الصفراء
هي أوجه أعجازها منها استحت
والخزي غطاها على استحياء
لمثقف أوراقه رزم الصكوك
وحبره فيها دم الشهداء
ولكاتب أقلامه مشدودة
بحبال صوت جلالة الأمراء
ولناقد "بالنقد" يذبح ربه
ويبايع الشيطان بالإفتاء
ولشاعر يكتظ من عسل النعيم
على حساب مرارة البؤساء
ويجر عصمته لأبواب الخنا
ملفوفة بقصيدة عصماء
ولثائر يرنو إلى الحرية
الحمراء عبر الليلة الحمراء
ويعوم في "عرق" النضال ويحتسي
أنخابه في صحة الأشلاء
ويكف عن ضغط الزناد مخافة
من عجز إصبعه لدى "الإمضاء"
ولحاكم إن دق نور الوعي
ظلمته؛ شكا من شدة الضوضاء
وسعت أساطيل الغزاة بلاده
لكنها ضاقت على الآراء
ونفاك وهو مخمن على الردى
بك محدق فالنفي كالإفناء
الكل مشترك بقتلك؛ إنما
نابت يد الجاني عن الشركاء
**
ناجي، تحجرت الدموع بمحجري
وحشا نزيف النار لي أحشائي
لما هويت متحد الهوى
وهويت فيك موزع الأهواء
لم ابك؛ لم أصمت؛ ولم أنهض
ولم أرقد؛ وكلي تاه في أجزائي
ففجيعتي بك أنني تحت الثرى
روحي؛ ومن فوق الثرى أعضائي
أنا يا أنا بك ميت حي
ومحترق أعد النار للإطفاء
برأت من ذنب الرثاء قريحتي
وعصمت شيطاني عن الإيحاء
وحلفت ألا أبتديك مودعاً
حتى أهيئ موعداً للقاء
سأبدل القلم الرقيق بخنجر
والأغنيات بطعنة نجلاء
وأمد رأس الحاكمين صحيفة
لقصائد... سأخطها بحذائي
وأضم صوتك بذرة في خافقي
وأضمهم في غابة الأصداء
وألقن الأطفال أن عروشهم
زبد أقيم على أساس الماء
وألقن الأطفال أن جيوشهم
قطع من الديكور والأضواء
وألقن الأطفال أن قصورهم
مبنية بجماجم الضعفاء
وكنوزهم مسروقة بالعدل
واستقلالهم نوع من الإخصاء
سأظل أكتب في الهواء هجاءهم
وأعيده بعواصف هوجاء
وليشتم المتلوثون شتائمي
وليستروا عوراتهم بردائي
وليطلق المستكبرون كلابهم
وليقطعوا عنقي بلا إبطاء
لو لم تعد في العمر إلا ساعة
لقضيتها بشتيمة الخلفاء
**
أنا لست أهجو الحاكمين؛ وإنما
أهجو بذكر الحاكمين هجائي
أمن التأدب أن أقول لقاتلي
عذراً إذا جرحت يديك دمائي؟
أأقول للكلب العقور تأدباً
دغدغ بنابك يا أخي أشلائي؟
أأقول للقواد يا صديق؛ أو
أدعو البغي بمريم العذراء؟
أأقول للمأبون حين ركوعه
حرماً؛ وأمسح ظهره بثنائي
أأقول للص الذي يسطو على
كينونتي : شكراً على إلغائي؟
الحاكمون هم الكلاب؛ مع اعتذاري
فالكلاب حفيظة لوفاء
وهم اللصوص القاتلون العاهرون
وكلهم عبد بلا استثناء
إن لم يكونوا ظالمين فمن ترى
ملأ البلاد برهبة وشقاء
إن لم يكونوا خائنين فكيف
مازالت فلسطين لدى الأعداء
عشرون عاماً والبلاد رهينة
للمخبرين وحضرة الخبراء
عشرون عاماً والشعوب تفيق من
غفواتها لتصاب بالإغماء
عشرون عاماً والمواطن ماله
شغل سوى التصفيق للزعماء
عشرون عاماً والمفكر إن حكى
وهبت له طاقية الإخفاء
عشرون عاماً والسجون مدارس
منهاجها التنكيل بالسجناء
عشرون عاماً والقضاء منزه
إلا من الأغراض والأهواء
فالدين معتقل بتهمة كونه
متطرفاً يدعوا إلى الضراء
والله في كل البلاد مطارد
لضلوعه بإثارة الغوغاء
عشرون عاماً والنظام هو النظام
مع اختلاف اللون والأسماء
تمضي به وتعيده دبابة
تستبدل العملاء بالعملاء
سرقوا حليب صغارنا؛ من أجل من
كي يستعيدوا موطن الإسراء؟
هتكوا حياء نسائنا؛ من أجل من
كي يستعيدوا موطن الإسراء؟
خنقوا بحرياتهم أنفاسنا
كي يستعيدوا موطن الإسراء؟
وصلوا بوحدتهم إلى تجزيئنا
كي يستعيدوا موطن الإسراء؟

بنت الشهباء
01/03/2007, 11:01 AM
الشاعر الكبير أحمد مطر.

عن الشاعر
ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات، ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته، وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي.
وكان للتنومة تأثير واضح في نفسه، فهي -كما يصفها- تنضح بساطة ورقّة وطيبة، مطرّزة بالأنهار والجداول والبساتين، وبيوت الطين والقصب، واشجار النخيل التي لا تكتفي بالإحاطة بالقرية، بل تقتحم بيوتها، وتدلي سعفها الأخضر واليابس ظلالاً ومراوح.
وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.
وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت (القبس) الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الإنتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء.
وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا.
وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.
ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه.
ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال، قريباً منه على مرمى حجر، في صراع مع الحنين والمرض، مُرسّخاً حروف وصيته في كل لافتـة يرفعها.

http://www.ahmedmatar.jeeran.com/bage%201.htm