المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معلقة .. على جدران الصمت العربي : لطفي زغلول



لطفي زغلول
23/01/2008, 04:58 PM
معلقة أولى
على جدران العروبة

لطفي زغلول


أشكو إليك يا إلهي أمةً
مزريةً أحوالُها .. مخيّبة
لا عرباٌ عاربةٌ ..
باتت .. ولا مستعربة
تحتلُّ ما بين شعوبِ الأرضِ أدنى مرتبة
تمشي على عكازةٍ
ذليلةً عليلةً .. هامتُها محدودبة
عن كلِّ أسبابِ الرقيِّ والمضيِّ ..
والعلوِّ والسموِّ .. والإباءِ أضحت مضربة
ببؤسِ حالِها .. وما آلت إليهِ من هوانٍ معجبة

قد رهنت بلادَها
وضيّعت أمجادَها
ونصّبت مولىً لها .. جلادَها
ماتت جراحُها .. فلم تعدْ تحسُّ أنها
محكومةٌ .. مكلومةٌ .. مظلومةٌ
شقيةٌ معذبة
كلُّ سهامِ الغدرِ والحقدِ لها مُصوّبة

مرت عليها ألفُ ألفِ تجربة
لم تستفدْ لو مرةً من تجربة
كأنها عديمةُ التفكيرِ ..
أو ليسَ لديها ذرةٌ من موهبة
الناسُ في بلادِهم تغيّروا
تحرّروا تطوّروا تنوّروا
ولم تزلْ ترقدُ في قمقمِها معلبة

عشرونَ شعباً أويزيدُ ..
ضاعَ في وحلِ الضياعِ .. إسمُها ..
تاريخُها .. أمجادُها
لم يبقَ إلاّ جسمُها
خيراتُها حكرٌ على جلادِها مُطوّبة
تائهةٌ .. ضلّت إلى برّ الرشادِ دربّها
للشرقِ مرةً تشدُّ رحلَها .. وغالباً مغرِّبة
عما يدورُ تحتَها وفوقَها
وغربَها وشرقَها .. مُغيّبة
من قدميها أفلست .. لراسِها
تسرطنَ الإفلاسِ في إحساسِها
صارَ الهوانُ حجرَ الأساسِ في أساسِها
تنامُ كي تصحو ..
على ذاتِ الحياةِ المُجدبة

باعت فلسطينَ ومَن بها احتمى
وفرّطت بالقدسِ .. بالأقصى .. بكلِّ مُنتمى
وقبلَها .. غرناطةٌ وقُرطبة
قد رضيت بالذلِّ والهوانِ والخنا
وأن توصفَ .. إرهابيةً مُخرّبة

يا ويحَها كيفَ اكتست بعقدةِ النقصِ
كما لو أنّها .. عباءةٌ مُقصّبة
ربّاهُ ما عادت حياةُ منتمٍ إليها .. حلوةً وطيبة
ربّاهُ أخشى أن تكونَ استمرأت
دونيةَ الشعورِ ..
والإحساسُ بالقصورِ ..
صارَ عندها هوايةً مُحبّبة

محمود النجار
23/01/2008, 05:10 PM
قد رهنت بلادَها
وضيّعت أمجادَها
ونصّبت مولىً لها .. جلادَها
ماتت جراحُها .. فلم تعدْ تحسُّ أنها
محكومةٌ .. مكلومةٌ .. مظلومةٌ
شقيةٌ معذبة

نعم أخي لطفي
لقد ضاعت البلاد .. وضاعت الأمجاد ..
ونصب علينا من لا يخشى الله فينا ..
والأمة انتكأت جراحها مرارا حتى لم تعد تحس بالجراح ..
لم تعد تحس بذلها وعارها وهوانها ..
لها الله أمة نقعوها في الذل حتى لم تعد تحس بذلها .. !
يحضر المتنبي اليوم بقض صوته وقضيضه ليقول :
من يهن يسهل الهوان عليه .... مــا لجـرح بميت إيـلام
سلم قلمك أخي لطفي ولا فض لك فم ..


محمود النجار

لطفي منصور
23/01/2008, 05:11 PM
أخي الشاعر الفذ شاعر الحب والوطن لطفي زغلول ..... تحيّة
إنها قصيدة موجعة لصدقها ...
هكذا أصبح حالنا ...
ضياع تغييب ......
متى نصحو من سبات ؟؟؟!!!
متى نلتف بكرامة لنا سبقت وحضارة لنا سلفت ..
لله درك ما أصدق هذا الحرف وما أشد وعيه لما جرى ويجري ..
دمت متألقا أخي الكريم .

لطفي منصور

د.عمرخلوف
23/01/2008, 06:15 PM
أستاذنا الشاعر لطفي زغلول

أنت في هذه القصيدة طبيب، أعمَلَ مبضعه الرهيف تشريحاً لواقع الأمة، كاشفاً أدواءها، ومشخّصاً عيوبها، وأحوالها، وذلّها، وهوانها، وما تبع كل ذلك من ويلات أقعدتها عن مجارات الأمم ...
وعلى الرغم من نظرة التشاؤم التي تعتور القصيدة فهي بلا شك صرخة رفض واستنكار لواقع الحال، ودعوة صادقة إلى تجاوز هذا الواقع، والانقلاب عليه..
فعسى الله أن يأتي بالفرج من عنده..

دمت مبدعاً
ولك خالص تحياتي




عن كلِّ أسبابِ الرقيِّ والمضيِّ ..
والعلوِّ والسموِّ .. والإباءِ أضحت مضربة
----------------------
ربّاهُ ما عادت حياةُ منتمٍ إليها .. حلوةً وطيبة



أرجو النظر في إيقاع المقطعين المبينين أعلاه، مع الشكر
عمر خلوف

أيمن أحمد رؤوف القادري
23/01/2008, 08:22 PM
الأستاذ لطفي زغلول
السلام عليكم
لا فض فوك
أبيات تتنفض من أكفان المأساة لتزأر في وجه التجبّر
وعاطفة مشبوبة، غير مشوبة،
فارفع هتافك، إنه الحسام الصاعق
واضرب بقلمك، إنه الرشاش الغاضب
مع التحية والتقدير

عمر طرافي البوسعادي
23/01/2008, 09:11 PM
مهازل العرب تترى وهوانهم يزداد كل يوم ذلة بعد ذلة
لذا وجبت التربية والتوعية في أبناء يعرب بعودتهم لله وحده والسنة النبوية الراشدة وثمة يحدث النصر بإذن الله فكيف ينصرنا ونحن مبتعدون عن نهجه وسنة نبيه ؟,,,,
شاعرنا القدير المكرم المفضال لطفي بورك شعرك ونبضك فهو محيي للقلوب
محبك البوسعادي

صهيب نبهان
24/01/2008, 01:30 AM
..


فعلاً أستاذنا الفاضل

هي عُقدة نقصٍ تلف الرقابَ وما هي إلا استكمالٌ لعباءاتِ الذل والهوان

كل الود لقلمٍ شاعرٍ كهذا

..

إياد عاطف حياتله
30/01/2008, 07:37 PM
أجدت التشخيص والله أيّها الشاعر الفذ
ولكن
ما زال في هذه الأمّة من لا يستمرئ الهوان
والأمل معقود على رصاصهم

مع التحيّة والحب

محمد ملوك
02/02/2008, 06:04 PM
كلمات رائعة
في وصف أحوال مشينة
هي بالفعل معلقة
لا فض فوك
تحيتي ومودتي