المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزء الثاني من الباب الثاني عشر من كتاب تلاش للأديب الباكستاني ممتاز مفتي



إبراهيم محمد إبراهيم
24/01/2008, 07:11 AM
الجزء الثاني من الباب الثاني عشر
الشيوعية والله :
قلت للسيد " ماو " أثنـاء حديثي معه : إذا سمحت لي يا سيدي بسؤال . قال : بالتأكيد . قلت : ما الحكمة من وراء أن تجعـل حركتك " الشيوعية " بلا إله ؟!. فابتسم قائلاً : لقد أثير هذا السؤال في أحد اجتماعاتنا ، وكان هنـاك اختلاف في الآراء ، البعض يؤيد الإله ، والبعض الآخر يؤيد غيره ، ولهذا تقرر تأجيل البت في الموضوع إلى الجلسة التالية ، حيث يقدم كل فريق رأيه مكتوباً .
قال " ماو " : لقد درست الفلسفة ، وقرأت عن كل الأديان ، ولهذا فإنني على يقين من أنه لا يمكن أن يقام إله وراء الشيوعية سوى " إله الإسلام " ، ومن هنا أعددت مقالاً عن هذا الموضوع حتى أقدمه في الجلسات التالية .
ولا أدري كيف علم الإنجليز ببرنامجنا هذا ، فاستكتبوا علماء الدين في الهند فتاوى ضد الشيوعية ، وكانت فتاوى متشددة للغاية ، وأسقطوا مئات الآلاف من هذه الفتاوى في شكل منشورات من الطائرات ، وكانت النتيجة أنه عندما بدأت جلستنا كان هناك منشور أمام كل عضو من الأعضاء ، ولهذا لم يعد موضوع قراءة مقالي وارداً أصلاً .
سأل " قدرت الله شهاب " السيد " ماو " : هل أستطيع أن أستشهد في كلامي بما قلت الآن ؟!. فهز " ماو " رأسه بالنفي قائلاً : ليس في حياتي .
وذات يوم سألت " قدرت الله شهاب " قائلاً : افترض أن اقتراح " ماو " بأن يكون " إله الإسلام " هو " إله الشيوعية " الرسمي كان قد قبل ، فماذا تكون النتيجـة !. أجاب " قدرت الله شهاب " قائلاً : إن " الشيوعية " لا تقبل الله أبداً ، لأنها إذا قبلته ستضطر إلى قبول الإسلام أيضاً معه ، وبالتالي تفقد شخصيتها وتميزها .
انقلبت كل التدابير (4) :
لقد أعدّ قساوسة ورهبان النصارى في أوروبا وأمريكا برنامجاً منظماً لنشر وزرع الكراهية والنفور والاحتقار للإسلام ، فجعلوا كثيراً من الكتاب والمفكرين والعلماء والزعماء يصدرون بيانات وتصريحات ومؤلفات تنم عن احتقار الإسلام ، ونشروا كل هذا في وسائل الإعلام ، ونجح برنامجهم هذا إلى حد كبير ، لكن الشعوب الأوروبية في أثناء ذلك تطورت كثيراً ، وعرفوا الآن لماذا تنشر مثل هذه الأدبيات التي تحتقر الإسلام دون سبب أو دليل ، ولفت هذا أنظارهم إلى الإسلام ، وثارت بداخلهم رغبة في التعرّف عليه ، أي أن الدعايات الكاذبة ضد الإسلام جاءت بنتائج إيجابية له في شكل تعاطف معه .
لقد ظلت الجرائد والكتب الغربية لفترة طويلة تصف المسلمين بـ " المحمديين " ، ويقصدون أن " محمداً " هو الذي أبدع هذا الدين وشكّله ، وأن القرآن ليس كتاب وحي ، وإنما هو من تأليف " محمد " ، ولم يكونوا يكتبون " محمد " هكذا " MOHAMMAD ، وإنما كانوا يكتبونها هكذا " MOHAMMET " ، وكانت هذه الـ " T " علامة على التحقير .
غيّروا الشخصية :
وكما يقول بعض المسلمين الأجانب (5) الجدد إن مجالس الحكماء من العلماء المسيحيين والصهاينة اكتشفوا أن نشر الادعاءات الكاذبة عن الإسلام لا فائدة منه ، بل على العكس يأتي بنتائج عكس التي يتوقعونها ، ولهذا يصبح من الأيسر تغيير وجهة المسلمين وتفكيرهم ، وهناك طريقتان لتغيير وجهة المسلمين وتفكيرهم ، إحداهما عن طريق نشر التعليم الغربي ، وجعل الحضارة الغربية نوعاً من التقاليع والموضة ، وتقديمها على أنها النموذج الراقي ، وسوف تتراجع اهتمامات المسلمين بدينهم بتأثير من الأفكار الغربية ، وسيعتقدون أن الدين أمر غير ضروري ، وستصبح نظرتهم إلى الحياة نظرة مادية علمانية .
أما الطريقـة الثانيـة فهي تشويـه صـورة الإسلام ، وجعل الإسلام بمثابة مجموعة من " الطقوس " ، مثله مثل الأديان الأخرى ، وجذب انتباه المسلمين بعيداً عن العلم والعقل والبحث ، وصرفهم إلى العبـادات الشكليـة ، وشغلهـم بأمـور " الخــانقــاهــات " ونظام " المرشدين " و " والمريدين " (6) ، وبالتالي تضعف عقيدتهم ، ويسيرون على طريق الأوهام والخرافات ، فيعتقدون في التعاويذ والأحجبة ، والوظائف والأوراد ، ثم إن الأهم من ذلك في هذه الطريقة الثانية هو تشكيل جماعة " محتكري الدين " والأوصياء عليه الأميين ، والذين يشغلون المسلمين بمتاهات الأمور الفرعية والقضايا الثانوية .
وقد نجح الغرب في مخططاته هذه ، وهو يشعر تماماً بمدى نجاحه هذا ، ولهذا فقد اجتمع الملك الفرنسي " لويس السابع " بعد أن أطلق المسلمون سراحه بالمسئولين الأوروبيين المسيحيين ، وأعدوا مخطط عمل يهدف إلى القضاء على الإسلام ، وإحكام سيطرة الأوروبيين على المسلمين ، ولا يزال هذا المخطط محفوظاً إلى اليوم في المطابع ، وخلاصة بنود هذا " المخطط " كما يلي :
1 – زرع الفرقة والخلاف بين المسلمين .
2 – تعميق هذه الفرقة وهذا الخلاف .
3 – العمل على استحالة أن يتولى الحكم في الدول الإسلامية حكام صالحون .
4 – تقوية الفساد في الدول الإسلامية ومدّ يد العون له ، وترسيخ مبدأ الرشوة ومحاباة الأقارب بين المسئولين .
5 – إفساد أخلاق المسئولين بالنساء .
6 – إضعاف عقيدة الجهاد لدى المسئولين .
7 – اتّباع سياسة التفريق بين الدول العربية .
ومما لا شك فيه أن الدول الأوروبية نجحت تماماً في مخططها التخريبي هذا ، وأكبر نجاح حققته كان في ميدان التعليم ، فوضعوا نظاماً تعليمياً يخلق الميول العلمانية داخل شباب المسلمين ، فينظرون إلى الدين على أنه نظام ضيق الأفق ، ويخجلون من دينهم وثقافتهم . لقد أحكمت الثقافة المختلطة الغربية المتداخلة قبضتها علينا ، وأصبحت اللغة الإنجليزية والثقافة الغربية بالنسبة لنا مثالاً يحتذى .
اللغة القومية (7) :
عندما رحلت بريطـانيـا عن شبـه القارة الهندو باكستانية عام 1947م كان في مدينة " لاهور "(8) ثلاث مدارس إنجليزيـة فقط ، واليوم يوجد بها أكثر من ثلاثة آلاف مدرسة إنجليزية ، والأولاد في مدارس " إسلام آباد " لا يستعدون لامتحان الثانوية العامة الحكومية ، وإنما لامتحان " O.LEVEL " و " A.LEVEL " ، ومناهجهم الدراسية يتم إعدادها في جامعة " أكسفورد " و " كمبردج " .
لقد مضى على استقلالنا ثمانية وأربعون عاماً (9) كاملة ، ومع ذلك فليس لنا حتى اليوم لغة قومية ، ولقد صبغ هذا الموضوع بالصبغة السياسية حتى بدا وكأن قضية اللغة القومية هذه لن تحل أبداً ، ونتيجة ذلك أن الطبقة الحاكمة لدينا ستظل تدور في فلك اللغة الإنجليزية ، وستبقى الإنجليزية في اعتقادهم دلالة على الوضع المتميز ، ولن يقيم مسئول حكومي في " إسلام آباد " على الدرجة الوظيفية ( 20 ) مثلاً علاقات مع مسئول آخر على الدرجة الوظيفية ( 18 ) ، وسيشعر الموظف الأعلى درجة بإهانة إذا ما كانت له علاقة بموظف أقل درجة ، وانقسمت المدارس والكليات إلى فئات مختلفة ، والذين درسوا باللغة الإنجليزية يحتقرون الذين درسوا باللغة الأردية .
الأوضاع في منتهى السوء ، والظلام الحالك يعم الدول الإسلامية .... لكن انتظر ... هناك شعاع يبرق وسط هذا الظلام الدامس ، وتتناهى إلى الأسماع أصوات علماء ومفكري المسلمين العالميين ، إنهم يسألون مسلمي العالم : يا إخواننا ، هل نحن مسلمون ؟!. إن شعاع النهضة واليقظة يتسلل إلينا .
أيها السادة ، لقد عرفنا بحركات ومخططات الغرب المعادية للإسلام ، لكن هذا لا يعني أن الشعوب الغربية نفسها تمتلئ تعصباً ضد الإسلام ، فنحن نظل نبحث وننقب عن عيوب أهل الغرب ، ولكن الحقيقة هي أننا لا نستطيع أن ننكر أن أهل الغرب ليسوا منافقين ، وأنهم من الناحية الفكرية أمناء .
الحكومات والشعوب :
أيها السادة ، إنني أتحدث عن الشعوب الغربية ، وليس عن الحكومات الغربية ، فلقد ساءت صورة أمريكا في نظرنا اليوم بسبب السياسات المتعصبة للحكومة الأمريكية ومستشاريها اليهود ، حتى اسم أمريكا نفسه أصبح كريهاً لدرجة تنسى معها شعوبنا أن الحكومة الأمريكية شيء ، والشعب الأمريكي شيء آخر .
الجو المليء بالتعصب :
ونفس الأمر ينطبق أيضاً على باقي حكومات الدول الغربية وشعوبها ، وإذا كانت فكرة الشعوب الغربية عن الإسلام ليست جيدة ، فإن هذا راجع إلى ذلك الجو المليء بالتعصب ضد الإسلام بسبب الدعايات الكاذبة التي تنشرها القوى المعادية للإسلام في السر والعلن منذ قرون ، تماماً مثلما يخلق الهنادكة من الطبقات العليا جواً مليئاً بالكراهية والنفور ضد المنبوذين في الهند .
إن أهل الغرب لا يعرفون الإسلام على حقيقته ، وفكرتهم عن الإسلام تكون إما من خلال تأثرهم بالقصص المزعومة التي اختلقها رجال الدين المسيحيون واليهود عن الحروب الصليبية ، أو من خلال ما يستنتجونه مما يرونه من سلوك غير مستقيم لبعض الذين يقولون عن أنفسهم أنهم مسلمون .
وفي بلادنا نحن أيضاً ، خلق " محتكرو الدين " جواً من التعصب ضد أهل الغرب متهمين إياهم بأنهم أعداء الدين ، علمانيون ، معربدون ، لا أخلاق لهم ، يبيحون العري والشذوذ والجنس .
يقولون إنه كان هناك معرض للصور واللوحات ، وكان كثير من الناس يستمتعون بمشاهدة المعروض منها ، وأمام صورة من هذه الصور وقف " برنارد شو " ، ووقفت معه سيدة عجوز . نظرت السيدة بتمعن إلى الصورة وقالت : إنني ألمح العري في ثنايا هذه الصورة ، فما رأيك يا سيد " شو " ؟!. فأجابها " شو " : يا سيدتي ، إنني لا أستطيع أن أقول شيئاً عن الصورة ، لكني متأكد من مسحة الإباحية في عينيك !.
سادتي ، إن الحقيقة هي أننا جميعاً نبحث عن الحق ، وأهل الغرب أيضاً مشغولون بالبحث عن الطريق المستقيم ، الطريق الذي يقود الإنسان إلى الخير والفلاح ، وقد يخطئ الباحث عن الطريق فيرتاد طريقاً آخر ، لا عامداً ولا متعمداً ، وإنما سهواً ونسياناً ، وأهل الغرب في أيامنا محبطون من الدين ، لأن فظائع كثيرة قد ارتكبت باسم الدين ، فتحول أهل الغرب إلى العلمانية ، لكنهم مع ذلك تجاهلوا حقيقة كبرى في السابق ، ولا يزالون يتجاهلونها حتى اليوم أيضاً .
الله :
أيها السادة ، لا فرق إن آمنت بدين أو لم تؤمن ، ولكن الفرق شاسع إن لم تؤمن بالله ، فإن لم تؤمن بالله ، ذلك الخالق العظيم الذي خلق الكائنات ، فإن هذه الكائنات بعظمة خلقها تصبح مجرد امتداد واتساع لا يربطها شيء ببعضها البعض ، مجرد شيء لا معنى له ولا هدف ، تيار جارف أعمى لا وجهة له ولا مقصد ، وظهر صدفة إلى حيّز الوجود .
إنني في حيرة شديدة ، إذ كيف يؤمن مفكرو الغرب وعلماؤهم ، وحتى عامتهم بأن خلق الكائنات مجرد صدفة ، وهم المغرمون بالفكر والعقل ، المهتمون بالوعي والشعور !!. ولا يمكن أن يكون هناك مثل هذا التنظيم الرائع في شيء خلق صدفة . وإذا لم يكن في هذه الكائنات تنظيم وترتيب هكذا ، فلا فائدة إذن من البحث والتحقيق !. فلماذا ينهمك أهل الغرب إذن في البحث والتحقيق إلى درجة تنسيهم أنفسهم .
قالت لي الدكتورة " شمشاد هارون " بعد أن أكملت تعليمها في ميدان علم النفس في الولايات المتحدة الأمريكية وعادت إلى باكستـان :يا مفتي ، أريد أن أكتب كتاباً صغيراً عن الصلاة .
الصلاة :
قلت : يا سيدتي ، هناك عشرات الكتب عن الصلاة ، وسوق الأردية (10) يعج بمثل هذه الكتب ، فماذا ستكتبين أنت عن الصلاة ؟!. قالت : كل الكتيبات الموجودة في السوق عن الصلاة تقول لنا أية آية نقرأها ، وماذا نقول في الركوع ، وماذا نقرأ في السجود ، إنها تخبرنا بطريقة أداء الصلاة ، ولكن لا يوجد حتى اليوم كتاب عن الصلاة نفسها !.
قلت : يا سيدتي ، إن الصلاة أمر من الله ، فصلي ، وأدي الفرض وأريحي نفسك ، ماذا ستكتبين عن الصلاة !. قالت : لم يكتب أحد عن الصلاة أبداً باعتبار أنها تحمي صحة الإنسان وتحافظ عليها ، ولم يكتب عنها أحد باعتبار أهميتها للصحة العقلية والصحة النفسية أيضاً . أما أئمتنا فإنهم يكتبون " الصلاة " ، وليس عن " الصلاة " ، فإن كتبوا شيئاً عنها لوّحوا لنا بالثواب والعقاب ، وأخرجوا عفريت الخوف لنا (11) ، وبدلاً من أن يمنحوا الناس السكينة والاطمئنان أصابوهم بالاضطراب والخوف . يا سيد مفتي ، إن الصلاة راحة نفسية عظمى (12) .
المحرومون :
سألت الدكتورة : لقد قضيت سنوات طويلة في أمريكا ، وعشت فيها حياتك بالمعنى الحقيقي للحياة . قطعت الدكتورة حديثي قائلة : هه ، كل شيء متوفر في أمريكا ، إلا الحياة بمعناها الحقيقي . الناس هناك محرومون من الحياة الحقيقية .
قلت متعجباً : كيف هذا ؟!. كيف يتوفر لدى الناس كل شيء ، وفي نفس الوقت يكونون محرومين من الحياة الحقيقية !. قالت : لا أدري كيف هذا ، ولكن هذا هو الواقع ، فليس في حياتهم سوى شيئان فقط ، هما العمل والترفيه ، وقد استغرقتهم دوامة العمل والترفيه هذه بحيث لا يجدون فرصة لشيء آخر . لقد حاصرتهم المادية من كل اتجاه ، لا وقت لديهم ليفكروا ما هذه الدوامة التي يدورون في فلكهـا ، ولماذا ، ومـا هـو الهـدف ، وما هو المصير !!. والدكتورة " شمشاد " صادقة فيما تقول .
هوامش
4 - هذا العنوان جزء من بيت شعر مشهور لشاعر الأردية الكبر " مير تقي مير " ، والبيت كاملاً هو :
التى هو كئين سب تدبيرين كجهـ نه دوا نــ كام كيا **
ديكها اس بيمارىء دل نــ آخر كام تمام كيا .
معنى البيت : انقلبت كل التدابير ولم يؤثر الدواء بشيء ، أرأيت ، لقد قضى علينا مرض القلب " العشق " هذا .
ومير تقي مير من كبار شعراء الأردية في القرن الثامن عشر الميلادي ، وله عدة دواوين ، بالإضافة إلى عدة مثنويات .
5 - يقصد بالأجانب هنا من أهل الغرب .
6 - يقصد التصوف السلبي الذي لا عمل فيه ، ويعتمد على اعتزال الناس والجلوس في الخانقاهات ، ولا يتعداها إلى الانشغال بخدمة الناس وإصلاحهم .
7 - الإشارة إلى اللغة الأردية ، وهي اللغة القومية لباكستان بلد المؤلف .
8 - من أقدم مدن باكستان ، وثاني أكبر مدينة بها الآن ، وتعد المركز العلمي الأكبر بها ، ويطلقون عليها " قلب باكستان " .
9 - أي منذ عام الاستقلال 1947م ، وحتى عام تأليف هذا الكتاب 1995م .
10 - سوق الأردية ( اردو بازار ) سوق كبير قديم لبيع الكتب القديمة والجديدة على السواء وفي مختلف ميادين العلم والمعرفة ، ويوجد في منطقة لاهور القديمة خلف الحرم الجامعي القديم لجامعة البنجاب بمدينة لاهور .
1 - في الأصل ( بندر كى طرح نجانا : أن يجعله يرقص كالقرد – خوف كا بندر نجانا : أن يجعل قرد الخوف يرقص ) ، وهي محاورة تعني نهاية الظلم والمضايقة للآخرين بالخوف أو بغيره .
12 - " واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين " – سورة البقرة – 45 .

إبراهيم محمد إبراهيم
24/01/2008, 07:11 AM
الجزء الثاني من الباب الثاني عشر
الشيوعية والله :
قلت للسيد " ماو " أثنـاء حديثي معه : إذا سمحت لي يا سيدي بسؤال . قال : بالتأكيد . قلت : ما الحكمة من وراء أن تجعـل حركتك " الشيوعية " بلا إله ؟!. فابتسم قائلاً : لقد أثير هذا السؤال في أحد اجتماعاتنا ، وكان هنـاك اختلاف في الآراء ، البعض يؤيد الإله ، والبعض الآخر يؤيد غيره ، ولهذا تقرر تأجيل البت في الموضوع إلى الجلسة التالية ، حيث يقدم كل فريق رأيه مكتوباً .
قال " ماو " : لقد درست الفلسفة ، وقرأت عن كل الأديان ، ولهذا فإنني على يقين من أنه لا يمكن أن يقام إله وراء الشيوعية سوى " إله الإسلام " ، ومن هنا أعددت مقالاً عن هذا الموضوع حتى أقدمه في الجلسات التالية .
ولا أدري كيف علم الإنجليز ببرنامجنا هذا ، فاستكتبوا علماء الدين في الهند فتاوى ضد الشيوعية ، وكانت فتاوى متشددة للغاية ، وأسقطوا مئات الآلاف من هذه الفتاوى في شكل منشورات من الطائرات ، وكانت النتيجة أنه عندما بدأت جلستنا كان هناك منشور أمام كل عضو من الأعضاء ، ولهذا لم يعد موضوع قراءة مقالي وارداً أصلاً .
سأل " قدرت الله شهاب " السيد " ماو " : هل أستطيع أن أستشهد في كلامي بما قلت الآن ؟!. فهز " ماو " رأسه بالنفي قائلاً : ليس في حياتي .
وذات يوم سألت " قدرت الله شهاب " قائلاً : افترض أن اقتراح " ماو " بأن يكون " إله الإسلام " هو " إله الشيوعية " الرسمي كان قد قبل ، فماذا تكون النتيجـة !. أجاب " قدرت الله شهاب " قائلاً : إن " الشيوعية " لا تقبل الله أبداً ، لأنها إذا قبلته ستضطر إلى قبول الإسلام أيضاً معه ، وبالتالي تفقد شخصيتها وتميزها .
انقلبت كل التدابير (4) :
لقد أعدّ قساوسة ورهبان النصارى في أوروبا وأمريكا برنامجاً منظماً لنشر وزرع الكراهية والنفور والاحتقار للإسلام ، فجعلوا كثيراً من الكتاب والمفكرين والعلماء والزعماء يصدرون بيانات وتصريحات ومؤلفات تنم عن احتقار الإسلام ، ونشروا كل هذا في وسائل الإعلام ، ونجح برنامجهم هذا إلى حد كبير ، لكن الشعوب الأوروبية في أثناء ذلك تطورت كثيراً ، وعرفوا الآن لماذا تنشر مثل هذه الأدبيات التي تحتقر الإسلام دون سبب أو دليل ، ولفت هذا أنظارهم إلى الإسلام ، وثارت بداخلهم رغبة في التعرّف عليه ، أي أن الدعايات الكاذبة ضد الإسلام جاءت بنتائج إيجابية له في شكل تعاطف معه .
لقد ظلت الجرائد والكتب الغربية لفترة طويلة تصف المسلمين بـ " المحمديين " ، ويقصدون أن " محمداً " هو الذي أبدع هذا الدين وشكّله ، وأن القرآن ليس كتاب وحي ، وإنما هو من تأليف " محمد " ، ولم يكونوا يكتبون " محمد " هكذا " MOHAMMAD ، وإنما كانوا يكتبونها هكذا " MOHAMMET " ، وكانت هذه الـ " T " علامة على التحقير .
غيّروا الشخصية :
وكما يقول بعض المسلمين الأجانب (5) الجدد إن مجالس الحكماء من العلماء المسيحيين والصهاينة اكتشفوا أن نشر الادعاءات الكاذبة عن الإسلام لا فائدة منه ، بل على العكس يأتي بنتائج عكس التي يتوقعونها ، ولهذا يصبح من الأيسر تغيير وجهة المسلمين وتفكيرهم ، وهناك طريقتان لتغيير وجهة المسلمين وتفكيرهم ، إحداهما عن طريق نشر التعليم الغربي ، وجعل الحضارة الغربية نوعاً من التقاليع والموضة ، وتقديمها على أنها النموذج الراقي ، وسوف تتراجع اهتمامات المسلمين بدينهم بتأثير من الأفكار الغربية ، وسيعتقدون أن الدين أمر غير ضروري ، وستصبح نظرتهم إلى الحياة نظرة مادية علمانية .
أما الطريقـة الثانيـة فهي تشويـه صـورة الإسلام ، وجعل الإسلام بمثابة مجموعة من " الطقوس " ، مثله مثل الأديان الأخرى ، وجذب انتباه المسلمين بعيداً عن العلم والعقل والبحث ، وصرفهم إلى العبـادات الشكليـة ، وشغلهـم بأمـور " الخــانقــاهــات " ونظام " المرشدين " و " والمريدين " (6) ، وبالتالي تضعف عقيدتهم ، ويسيرون على طريق الأوهام والخرافات ، فيعتقدون في التعاويذ والأحجبة ، والوظائف والأوراد ، ثم إن الأهم من ذلك في هذه الطريقة الثانية هو تشكيل جماعة " محتكري الدين " والأوصياء عليه الأميين ، والذين يشغلون المسلمين بمتاهات الأمور الفرعية والقضايا الثانوية .
وقد نجح الغرب في مخططاته هذه ، وهو يشعر تماماً بمدى نجاحه هذا ، ولهذا فقد اجتمع الملك الفرنسي " لويس السابع " بعد أن أطلق المسلمون سراحه بالمسئولين الأوروبيين المسيحيين ، وأعدوا مخطط عمل يهدف إلى القضاء على الإسلام ، وإحكام سيطرة الأوروبيين على المسلمين ، ولا يزال هذا المخطط محفوظاً إلى اليوم في المطابع ، وخلاصة بنود هذا " المخطط " كما يلي :
1 – زرع الفرقة والخلاف بين المسلمين .
2 – تعميق هذه الفرقة وهذا الخلاف .
3 – العمل على استحالة أن يتولى الحكم في الدول الإسلامية حكام صالحون .
4 – تقوية الفساد في الدول الإسلامية ومدّ يد العون له ، وترسيخ مبدأ الرشوة ومحاباة الأقارب بين المسئولين .
5 – إفساد أخلاق المسئولين بالنساء .
6 – إضعاف عقيدة الجهاد لدى المسئولين .
7 – اتّباع سياسة التفريق بين الدول العربية .
ومما لا شك فيه أن الدول الأوروبية نجحت تماماً في مخططها التخريبي هذا ، وأكبر نجاح حققته كان في ميدان التعليم ، فوضعوا نظاماً تعليمياً يخلق الميول العلمانية داخل شباب المسلمين ، فينظرون إلى الدين على أنه نظام ضيق الأفق ، ويخجلون من دينهم وثقافتهم . لقد أحكمت الثقافة المختلطة الغربية المتداخلة قبضتها علينا ، وأصبحت اللغة الإنجليزية والثقافة الغربية بالنسبة لنا مثالاً يحتذى .
اللغة القومية (7) :
عندما رحلت بريطـانيـا عن شبـه القارة الهندو باكستانية عام 1947م كان في مدينة " لاهور "(8) ثلاث مدارس إنجليزيـة فقط ، واليوم يوجد بها أكثر من ثلاثة آلاف مدرسة إنجليزية ، والأولاد في مدارس " إسلام آباد " لا يستعدون لامتحان الثانوية العامة الحكومية ، وإنما لامتحان " O.LEVEL " و " A.LEVEL " ، ومناهجهم الدراسية يتم إعدادها في جامعة " أكسفورد " و " كمبردج " .
لقد مضى على استقلالنا ثمانية وأربعون عاماً (9) كاملة ، ومع ذلك فليس لنا حتى اليوم لغة قومية ، ولقد صبغ هذا الموضوع بالصبغة السياسية حتى بدا وكأن قضية اللغة القومية هذه لن تحل أبداً ، ونتيجة ذلك أن الطبقة الحاكمة لدينا ستظل تدور في فلك اللغة الإنجليزية ، وستبقى الإنجليزية في اعتقادهم دلالة على الوضع المتميز ، ولن يقيم مسئول حكومي في " إسلام آباد " على الدرجة الوظيفية ( 20 ) مثلاً علاقات مع مسئول آخر على الدرجة الوظيفية ( 18 ) ، وسيشعر الموظف الأعلى درجة بإهانة إذا ما كانت له علاقة بموظف أقل درجة ، وانقسمت المدارس والكليات إلى فئات مختلفة ، والذين درسوا باللغة الإنجليزية يحتقرون الذين درسوا باللغة الأردية .
الأوضاع في منتهى السوء ، والظلام الحالك يعم الدول الإسلامية .... لكن انتظر ... هناك شعاع يبرق وسط هذا الظلام الدامس ، وتتناهى إلى الأسماع أصوات علماء ومفكري المسلمين العالميين ، إنهم يسألون مسلمي العالم : يا إخواننا ، هل نحن مسلمون ؟!. إن شعاع النهضة واليقظة يتسلل إلينا .
أيها السادة ، لقد عرفنا بحركات ومخططات الغرب المعادية للإسلام ، لكن هذا لا يعني أن الشعوب الغربية نفسها تمتلئ تعصباً ضد الإسلام ، فنحن نظل نبحث وننقب عن عيوب أهل الغرب ، ولكن الحقيقة هي أننا لا نستطيع أن ننكر أن أهل الغرب ليسوا منافقين ، وأنهم من الناحية الفكرية أمناء .
الحكومات والشعوب :
أيها السادة ، إنني أتحدث عن الشعوب الغربية ، وليس عن الحكومات الغربية ، فلقد ساءت صورة أمريكا في نظرنا اليوم بسبب السياسات المتعصبة للحكومة الأمريكية ومستشاريها اليهود ، حتى اسم أمريكا نفسه أصبح كريهاً لدرجة تنسى معها شعوبنا أن الحكومة الأمريكية شيء ، والشعب الأمريكي شيء آخر .
الجو المليء بالتعصب :
ونفس الأمر ينطبق أيضاً على باقي حكومات الدول الغربية وشعوبها ، وإذا كانت فكرة الشعوب الغربية عن الإسلام ليست جيدة ، فإن هذا راجع إلى ذلك الجو المليء بالتعصب ضد الإسلام بسبب الدعايات الكاذبة التي تنشرها القوى المعادية للإسلام في السر والعلن منذ قرون ، تماماً مثلما يخلق الهنادكة من الطبقات العليا جواً مليئاً بالكراهية والنفور ضد المنبوذين في الهند .
إن أهل الغرب لا يعرفون الإسلام على حقيقته ، وفكرتهم عن الإسلام تكون إما من خلال تأثرهم بالقصص المزعومة التي اختلقها رجال الدين المسيحيون واليهود عن الحروب الصليبية ، أو من خلال ما يستنتجونه مما يرونه من سلوك غير مستقيم لبعض الذين يقولون عن أنفسهم أنهم مسلمون .
وفي بلادنا نحن أيضاً ، خلق " محتكرو الدين " جواً من التعصب ضد أهل الغرب متهمين إياهم بأنهم أعداء الدين ، علمانيون ، معربدون ، لا أخلاق لهم ، يبيحون العري والشذوذ والجنس .
يقولون إنه كان هناك معرض للصور واللوحات ، وكان كثير من الناس يستمتعون بمشاهدة المعروض منها ، وأمام صورة من هذه الصور وقف " برنارد شو " ، ووقفت معه سيدة عجوز . نظرت السيدة بتمعن إلى الصورة وقالت : إنني ألمح العري في ثنايا هذه الصورة ، فما رأيك يا سيد " شو " ؟!. فأجابها " شو " : يا سيدتي ، إنني لا أستطيع أن أقول شيئاً عن الصورة ، لكني متأكد من مسحة الإباحية في عينيك !.
سادتي ، إن الحقيقة هي أننا جميعاً نبحث عن الحق ، وأهل الغرب أيضاً مشغولون بالبحث عن الطريق المستقيم ، الطريق الذي يقود الإنسان إلى الخير والفلاح ، وقد يخطئ الباحث عن الطريق فيرتاد طريقاً آخر ، لا عامداً ولا متعمداً ، وإنما سهواً ونسياناً ، وأهل الغرب في أيامنا محبطون من الدين ، لأن فظائع كثيرة قد ارتكبت باسم الدين ، فتحول أهل الغرب إلى العلمانية ، لكنهم مع ذلك تجاهلوا حقيقة كبرى في السابق ، ولا يزالون يتجاهلونها حتى اليوم أيضاً .
الله :
أيها السادة ، لا فرق إن آمنت بدين أو لم تؤمن ، ولكن الفرق شاسع إن لم تؤمن بالله ، فإن لم تؤمن بالله ، ذلك الخالق العظيم الذي خلق الكائنات ، فإن هذه الكائنات بعظمة خلقها تصبح مجرد امتداد واتساع لا يربطها شيء ببعضها البعض ، مجرد شيء لا معنى له ولا هدف ، تيار جارف أعمى لا وجهة له ولا مقصد ، وظهر صدفة إلى حيّز الوجود .
إنني في حيرة شديدة ، إذ كيف يؤمن مفكرو الغرب وعلماؤهم ، وحتى عامتهم بأن خلق الكائنات مجرد صدفة ، وهم المغرمون بالفكر والعقل ، المهتمون بالوعي والشعور !!. ولا يمكن أن يكون هناك مثل هذا التنظيم الرائع في شيء خلق صدفة . وإذا لم يكن في هذه الكائنات تنظيم وترتيب هكذا ، فلا فائدة إذن من البحث والتحقيق !. فلماذا ينهمك أهل الغرب إذن في البحث والتحقيق إلى درجة تنسيهم أنفسهم .
قالت لي الدكتورة " شمشاد هارون " بعد أن أكملت تعليمها في ميدان علم النفس في الولايات المتحدة الأمريكية وعادت إلى باكستـان :يا مفتي ، أريد أن أكتب كتاباً صغيراً عن الصلاة .
الصلاة :
قلت : يا سيدتي ، هناك عشرات الكتب عن الصلاة ، وسوق الأردية (10) يعج بمثل هذه الكتب ، فماذا ستكتبين أنت عن الصلاة ؟!. قالت : كل الكتيبات الموجودة في السوق عن الصلاة تقول لنا أية آية نقرأها ، وماذا نقول في الركوع ، وماذا نقرأ في السجود ، إنها تخبرنا بطريقة أداء الصلاة ، ولكن لا يوجد حتى اليوم كتاب عن الصلاة نفسها !.
قلت : يا سيدتي ، إن الصلاة أمر من الله ، فصلي ، وأدي الفرض وأريحي نفسك ، ماذا ستكتبين عن الصلاة !. قالت : لم يكتب أحد عن الصلاة أبداً باعتبار أنها تحمي صحة الإنسان وتحافظ عليها ، ولم يكتب عنها أحد باعتبار أهميتها للصحة العقلية والصحة النفسية أيضاً . أما أئمتنا فإنهم يكتبون " الصلاة " ، وليس عن " الصلاة " ، فإن كتبوا شيئاً عنها لوّحوا لنا بالثواب والعقاب ، وأخرجوا عفريت الخوف لنا (11) ، وبدلاً من أن يمنحوا الناس السكينة والاطمئنان أصابوهم بالاضطراب والخوف . يا سيد مفتي ، إن الصلاة راحة نفسية عظمى (12) .
المحرومون :
سألت الدكتورة : لقد قضيت سنوات طويلة في أمريكا ، وعشت فيها حياتك بالمعنى الحقيقي للحياة . قطعت الدكتورة حديثي قائلة : هه ، كل شيء متوفر في أمريكا ، إلا الحياة بمعناها الحقيقي . الناس هناك محرومون من الحياة الحقيقية .
قلت متعجباً : كيف هذا ؟!. كيف يتوفر لدى الناس كل شيء ، وفي نفس الوقت يكونون محرومين من الحياة الحقيقية !. قالت : لا أدري كيف هذا ، ولكن هذا هو الواقع ، فليس في حياتهم سوى شيئان فقط ، هما العمل والترفيه ، وقد استغرقتهم دوامة العمل والترفيه هذه بحيث لا يجدون فرصة لشيء آخر . لقد حاصرتهم المادية من كل اتجاه ، لا وقت لديهم ليفكروا ما هذه الدوامة التي يدورون في فلكهـا ، ولماذا ، ومـا هـو الهـدف ، وما هو المصير !!. والدكتورة " شمشاد " صادقة فيما تقول .
هوامش
4 - هذا العنوان جزء من بيت شعر مشهور لشاعر الأردية الكبر " مير تقي مير " ، والبيت كاملاً هو :
التى هو كئين سب تدبيرين كجهـ نه دوا نــ كام كيا **
ديكها اس بيمارىء دل نــ آخر كام تمام كيا .
معنى البيت : انقلبت كل التدابير ولم يؤثر الدواء بشيء ، أرأيت ، لقد قضى علينا مرض القلب " العشق " هذا .
ومير تقي مير من كبار شعراء الأردية في القرن الثامن عشر الميلادي ، وله عدة دواوين ، بالإضافة إلى عدة مثنويات .
5 - يقصد بالأجانب هنا من أهل الغرب .
6 - يقصد التصوف السلبي الذي لا عمل فيه ، ويعتمد على اعتزال الناس والجلوس في الخانقاهات ، ولا يتعداها إلى الانشغال بخدمة الناس وإصلاحهم .
7 - الإشارة إلى اللغة الأردية ، وهي اللغة القومية لباكستان بلد المؤلف .
8 - من أقدم مدن باكستان ، وثاني أكبر مدينة بها الآن ، وتعد المركز العلمي الأكبر بها ، ويطلقون عليها " قلب باكستان " .
9 - أي منذ عام الاستقلال 1947م ، وحتى عام تأليف هذا الكتاب 1995م .
10 - سوق الأردية ( اردو بازار ) سوق كبير قديم لبيع الكتب القديمة والجديدة على السواء وفي مختلف ميادين العلم والمعرفة ، ويوجد في منطقة لاهور القديمة خلف الحرم الجامعي القديم لجامعة البنجاب بمدينة لاهور .
1 - في الأصل ( بندر كى طرح نجانا : أن يجعله يرقص كالقرد – خوف كا بندر نجانا : أن يجعل قرد الخوف يرقص ) ، وهي محاورة تعني نهاية الظلم والمضايقة للآخرين بالخوف أو بغيره .
12 - " واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين " – سورة البقرة – 45 .