المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشروع مكتبة الاسرة



ايناس حمدي
25/11/2006, 03:47 PM
هدف مشروع مكتبة الأسرة طرح ثمار العبقرية الإبداعية و الفكرية و العلمية للمجتمع المصري الحديث، و فتح نوافذ علي الفكر و الإبداع العالمي بهدف وضع ثمار الإبداع و المعرفة -محلياً و عالمياً- في بؤرة ضمير المجتمع و تأصيلها في وجدانه و ربط الماضي بالحاضر من خلال تقديم روائع التراث العربي و الإسلامي، بالإضافة إلي تحفيز الأجيال الجديدة علي القراءة حتى أصبحت عادة، بل ضرورة تترسخ أهميتها في الأذهان من خلال كتب عظيمة الفائدة تباع بأسعار رمزية في متناول الملايين من أصحاب الدخل المتوسط، فساهم بذلك في حل مشكلة تعثر القراءة بسبب ارتفاع سعر الكتاب.

و لقد كانت مكتبة الأسرة و ما تزال تقدم مؤشراً مهماً للمظهر الحضاري الذي يصل الحاضر بالماضي و يبشر بقبس من نور المستقبل، إن هذا الإقبال الجارف علي القراءة الحرة في آلاف المكتبات و اقتناء ملايين الكتب التي صدرت في مكتبة الأسرة، إنما يدل علي الوعي العميق بأهمية الثقافة لدى الشعب المصري -أطفاله و شبابه و شيوخه- و رغبته الأكيدة في المعرفة.

لقد حرصت مكتبة الأسرة منذ البداية علي تقديم مختلف أفرع الثقافة، حيث أن مجتمع الغد لن يقوم إلا علي أساس حقيقي من المعرفة بكل فروعها، إبداعية كانت أم فكرية و تراثية كانت أم علمية، فبالمعرفة وحدها يمكن الدخول إلي قلب العصر الجديد الذي تعتبر ثورة المعلومات سمته الأساسية. و لذا كان من أهم الأفكار في هذا المشروع إتاحة الفرصة لهذا الجيل لاقتناء الكتب التي تعد من أهم منابع الفكر و الثقافة و الإبداع بأسعار رمزية للغاية، و هذا ما دفع الكتاب و المثقفين إلي اعتبار هذا المشروع مواجهة حضارية شاملة ضد جحافل الظلام و بعثاً لمجد الثقافة المصرية الحديثة إبداعاً و فكراً. يضع هذا العصر في الوضع الذي يستحق معه أن يوصف بأنه "أزهى عصور الثقافة المصرية علي الإطلاق، و أكثرها اهتماماً بالمعرفة كوسيلة لدخول المستقبل".

و ساعد المشروع علي تكوين مكتبة منزلية في كل بيت تسهم في التكوين الثقافي لأفراد الأسرة، وصولاً إلي نمط من التغير الاجتماعي ينقل أفراد المجتمع إلي حالة من المشاركة الفعالة في استيعاب معارف العصر و سلوكياته و التكيف مع ما يأتي به العصر من متغيرات علمية و فكرية و تكنولوجية.

إن أهداف المشروع كما أقرتها اللجنة العليا لمهرجان القراءة للجميع كما يلي :

أولاً : التشجيع علي القراءة علي أوسع نطاق بين جموع الشباب و المواطنين.

ثانياً : بعث الروح القومية و الشعور بالفخر بالثقافة المصرية الحقيقية، و ذلك من خلال تمكين الشاب و المواطن من الإطلاع علي الأعمال الأدبية و الإبداعية و الدينية و الفكرية التي صنعت مسيرته الحضارية و شكلت وجدانه و تقدمه الفكري.

ثالثاً : إشاعة الأفكار الحقيقية و الصادقة التي شكلت المسيرة الحضارية و مسيرة التنوير للشعب المصري في العصر الحديث، و كذلك القيام بخطوة عملاقة للمواجهة الثقافية مع الأفكار التي تنجو بالشباب نحو التطرف أو غيره.

رابعاً : تقديم أحدث الإنجازات العلمية بنشر أحدث مؤلفات العلماء التي تواكب التطور العلمي و التكنولوجي في العالم.

خامساً : التواصل مع الحضارات الأخرى من خلال الترجمة التي تقدم للنشء، حتى يطلع علي إنجازات الشعوب الأخرى في المجالات الأدبية و العلمية و الفكرية.

سادساً : نشر الوعي بالتراث العربي و الإسلامي و تأكيداً للهوية القومية، و ذلك من خلال تقديم عيون أعمال التراث المستنير. و كذلك تقوية الانتماء الوطني لدى الشباب بتعريفهم بمختلف مراحل التاريخ المصري منذ الفراعنة و حتى الآن.. و بالتالي يصبح الحاضر هو النتاج الطبيعي لمسيرة حضارية أسهمت في صنع تاريخ البشرية و إرساء قيمها الدينية و الاجتماعية و الفكرية و العلمية و غيرها.. و قد تجلى ذلك في سلاسل التراث و المصريات و الروائع و الأعمال الفكرية.

و قد واصلت مكتبة الأسرة تحقيق أهدافها و تطويرها حتى وصلت في سنة 2000 إلي مرحلة تقديم الموسوعات الكبرى، بصفتها مراجع أساسية يعود إليها أفراد الأسرة جميعاً، و أعمالاً أساسية لا غنى عنها لتعميق الوعي بالأفكار و المنجزات التي شكلت مسيرة الحضارة المصرية منذ فجر التاريخ، و كذلك الحضارة الإنسانية بشكل عام.

و كانت باكورة هذا الاتجاه الجديد في نشر الأعمال الموسوعية الكبرى ضمن سائر إصدارات مكتبة الأسرة، هي إعادة طبع موسوعة مصر القديمة لعالم المصريات الأشهر "سليم حسن" في 16 جزء، يتراوح عدد صفحات كل جزء بين 600 و 800 صفحة بثمن رمزي (خمسة جنيهات لكل جزء) و هذه الموسوعة التاريخية القيمة لا غنى عنها للمتخصصين و الدارسين لتاريخ مصر القديم و علومها و فنونها و ديانتها و حياتها الثرية و تطور الجوانب المختلفة لحضارتها. و هي مرجع لا غنى عنه للتزود بالمعرفة الشاملة حول هذه الحضارة التي شكلت فجر ضمير البشرية.

http://www.maktabetelosra.org/index.cfm