أشرف نبوي
27/01/2008, 09:36 AM
وقف ساهما وهواء البحر البارد يداعب ملابسه,,قطرات المياه المتناثرة من ارتطام الموج بصخور الكورنيش ,, تطال وجهه ,, طفرت دمعه ساخنة من عينيه ,, شقت طريقها عبر وجنتيه وسقطت ,,, عندما رفع وجهه للسماء ,, تساءل في حيره إلي متي ,,, زفر آهة ,,, وصدي سؤاله مازال يتردد في جنبات الفضاء ,,
حتى أمس كان سعيدا بملابسه البسيطة ,, حذائه الذي لم يفكر في تغييره قرابة العام ,, هيئته الرثة لم تكن تعني له الكثير ,, كان يؤمن بما يقول ويردد المهم الجوهر,, هو الأفضل دوما ,, خلال الثلاث سنوات المنصرمة ,,, محبوب ,, له الكثير من الأصدقاء ,, يفتخرون بوجوده بينهم ,, انتخبوه أخيرا لرئاسة احدي جمعيات النشاط بالكلية ,, ليته ما وافق.
في أول اجتماع إلتقاها ,, جميله ,, هادئة ,,, بسيطة رغم ما يبدو عليها من علامات الثراء ,,, بعد انتهاء الاجتماع ,, وكزه زميله وجاره في الاجتماع ثم غمز بعينه وهو يشير إليها ,,, لم يفهم ,, بعد يومين إلتقاها ,, نظراتها كلها إكبار واحترام ,, حياها مبتسما ومضي في طريقه ,,, سأله صديقه بعد أسبوع ,,, الأخبار إيه ؟ ,, لم يفهم ما يعني,, أعاد السؤال البرنسيسه ,, ازدادت حيرته وطغت علامات الاستفهام علي وجهه ,,, ضحك صديقه وهو يحثه علي الحديث ,,,, اخبارك مع بنت المليونير ,, تلعثم ,, تقصد؟؟ ,,, رد صديقه في سخريه نعم اقصد ,, ألا تعرف أنها بنت صاحب اكبر مصانع الحلويات في البلد ... ؟ فغر فاه في ذهول ,, تركه صاحبه بعد أن ضاق من صمته ,,,
أذهلته المفاجئة لكنها أحزنته ,, هكذا لا أمل حتى في الاقتراب منها ,, مرت الأيام وهي علي حالها تقابله بابتسامه ,, يحترق خجلا أمام نظراتها وهو يراها تهبط من سيارتها في باحة الكلية ,, أثوابها لم ير أيا منها عليها لمرتين متتاليتين ,,, اتجهت اليوم صوبه ,, حدثته بلهجة جديه ,, طلبت منه اصطحابها للقاء احد الكتاب الذي سيكون ضيفا بإحدى الندوات التي يقيمها احد الفنادق الكبرى ,, لقد أخذت منه موعدا لعقد ندوة مماثله تشرف عليها الجمعية ,,, يجب أن تقوم بتقديم الدعوة بصفتك رئيسا للجمعية ,,, سألها عن موعد الندوة ومكانها ,, ابتسمت وهي تعرض أن تمر عليه لاصطحابه في طريقها ,, اعتذر في لطف ,, ودعها علي أن يلقاها أمام الفندق ,,,,
ها هو الآن لا يفصله عن الموعد سوي نصف ساعة ,,, فكر في هيئته الرثة وملابسه البسيطة ,, حاول أن يتراجع ,, أن يهرب ,, سخر من نفسه ,, منذ متي والهروب طريقته في معالجة أموره ,, استجمع شجاعته ,, سار متجها إلي الفندق ,, نظر إلي ساعته في قلق ,,, اقتربت سيارتها في هدوء ,, لمحها تنزل ,, أناقتها ,, حليها ,, رائحة عطرها ,,, سيمفونية رائعة من الألوان الهادئة والعطر الراقي ,, ابتسمت وهي تشير إليه ,, تعثرت خطواته وهو يهم بالدخول ,, عالم حالم ,, ردهات الفندق المتلألأه بأنوار كريستاليه ,, انحناءات الموظفين مع الابتسامات الهادئة اصطحبتهم حتى القاعة التي يقصدانها ,,, ظل منشغلا طوال الندوة ,,, حين انتهي الضيف ,, قام الجميع لتناول العشاء علي شرف الضيف ,, جلس في مواجهته ,, بعد عبارات التعارف والترحيب ,, قدم إليه الدعوة ,, قبلها شاكرا ,, ساد صمت للحظات قبل أن تهمس داعية إياه لاصطحابها في نزهه بعد انتهاء العشاء ,, شعر بقشعريره تسري في جسده ,, سقطت منه ملعقته ,,, اضطرب, حاول مد يده لالتقاطها ,, ناولته أخري وهي تبتسم ,, ويدها الأخرى تصده في رقه عن الانحناء ,, كررت كلماتها وهي تنظر إلي عينيه ,, زاد اضطرابه ,, أومئ برأسه وهو يرد بالإيجاب ,,, اصطحبته عند خروجهما إلي سيارتها ,, سارت بموازاة الكورنيش ,,, لأول مره يراه من خلال زجاج السيارة ,,, وبهذه السرعة ,,, مختلف ,, مصطنع ,,,, حتى الرذاذ الذي كان يبلل وجهه افتقده ,, كان يشعر بأنه جزء من هذا البحر,,, طال صمته ,, ابتسمت وهي تحاول أيجاد طرف لحديث يشق الصمت السائد بينهما ,, كلماته المقتضبة يغلب عليها الحياء ,, أوقفت السيارة ,, ابتسمت وهي تهم بالنزول متجهة إلي البحر,, تعلم كم هو عاشق له ,,, تبعها في هدوء ,, صمت للحظه ثم أردف ,,, تري أصحيح أن السماء تلامس البحر كما يظهر لأعيننا ,, ردت وهي تنظر إلي عينيه ,, ربما إذا كانت أرادة البحر والسماء أقوي مما بينهم من مسافة ,,, اطرق للأرض وهو يردد ليت للبحر أرادة ,, كالإرادة التي للسماء ..
تمـت
حتى أمس كان سعيدا بملابسه البسيطة ,, حذائه الذي لم يفكر في تغييره قرابة العام ,, هيئته الرثة لم تكن تعني له الكثير ,, كان يؤمن بما يقول ويردد المهم الجوهر,, هو الأفضل دوما ,, خلال الثلاث سنوات المنصرمة ,,, محبوب ,, له الكثير من الأصدقاء ,, يفتخرون بوجوده بينهم ,, انتخبوه أخيرا لرئاسة احدي جمعيات النشاط بالكلية ,, ليته ما وافق.
في أول اجتماع إلتقاها ,, جميله ,, هادئة ,,, بسيطة رغم ما يبدو عليها من علامات الثراء ,,, بعد انتهاء الاجتماع ,, وكزه زميله وجاره في الاجتماع ثم غمز بعينه وهو يشير إليها ,,, لم يفهم ,, بعد يومين إلتقاها ,, نظراتها كلها إكبار واحترام ,, حياها مبتسما ومضي في طريقه ,,, سأله صديقه بعد أسبوع ,,, الأخبار إيه ؟ ,, لم يفهم ما يعني,, أعاد السؤال البرنسيسه ,, ازدادت حيرته وطغت علامات الاستفهام علي وجهه ,,, ضحك صديقه وهو يحثه علي الحديث ,,,, اخبارك مع بنت المليونير ,, تلعثم ,, تقصد؟؟ ,,, رد صديقه في سخريه نعم اقصد ,, ألا تعرف أنها بنت صاحب اكبر مصانع الحلويات في البلد ... ؟ فغر فاه في ذهول ,, تركه صاحبه بعد أن ضاق من صمته ,,,
أذهلته المفاجئة لكنها أحزنته ,, هكذا لا أمل حتى في الاقتراب منها ,, مرت الأيام وهي علي حالها تقابله بابتسامه ,, يحترق خجلا أمام نظراتها وهو يراها تهبط من سيارتها في باحة الكلية ,, أثوابها لم ير أيا منها عليها لمرتين متتاليتين ,,, اتجهت اليوم صوبه ,, حدثته بلهجة جديه ,, طلبت منه اصطحابها للقاء احد الكتاب الذي سيكون ضيفا بإحدى الندوات التي يقيمها احد الفنادق الكبرى ,, لقد أخذت منه موعدا لعقد ندوة مماثله تشرف عليها الجمعية ,,, يجب أن تقوم بتقديم الدعوة بصفتك رئيسا للجمعية ,,, سألها عن موعد الندوة ومكانها ,, ابتسمت وهي تعرض أن تمر عليه لاصطحابه في طريقها ,, اعتذر في لطف ,, ودعها علي أن يلقاها أمام الفندق ,,,,
ها هو الآن لا يفصله عن الموعد سوي نصف ساعة ,,, فكر في هيئته الرثة وملابسه البسيطة ,, حاول أن يتراجع ,, أن يهرب ,, سخر من نفسه ,, منذ متي والهروب طريقته في معالجة أموره ,, استجمع شجاعته ,, سار متجها إلي الفندق ,, نظر إلي ساعته في قلق ,,, اقتربت سيارتها في هدوء ,, لمحها تنزل ,, أناقتها ,, حليها ,, رائحة عطرها ,,, سيمفونية رائعة من الألوان الهادئة والعطر الراقي ,, ابتسمت وهي تشير إليه ,, تعثرت خطواته وهو يهم بالدخول ,, عالم حالم ,, ردهات الفندق المتلألأه بأنوار كريستاليه ,, انحناءات الموظفين مع الابتسامات الهادئة اصطحبتهم حتى القاعة التي يقصدانها ,,, ظل منشغلا طوال الندوة ,,, حين انتهي الضيف ,, قام الجميع لتناول العشاء علي شرف الضيف ,, جلس في مواجهته ,, بعد عبارات التعارف والترحيب ,, قدم إليه الدعوة ,, قبلها شاكرا ,, ساد صمت للحظات قبل أن تهمس داعية إياه لاصطحابها في نزهه بعد انتهاء العشاء ,, شعر بقشعريره تسري في جسده ,, سقطت منه ملعقته ,,, اضطرب, حاول مد يده لالتقاطها ,, ناولته أخري وهي تبتسم ,, ويدها الأخرى تصده في رقه عن الانحناء ,, كررت كلماتها وهي تنظر إلي عينيه ,, زاد اضطرابه ,, أومئ برأسه وهو يرد بالإيجاب ,,, اصطحبته عند خروجهما إلي سيارتها ,, سارت بموازاة الكورنيش ,,, لأول مره يراه من خلال زجاج السيارة ,,, وبهذه السرعة ,,, مختلف ,, مصطنع ,,,, حتى الرذاذ الذي كان يبلل وجهه افتقده ,, كان يشعر بأنه جزء من هذا البحر,,, طال صمته ,, ابتسمت وهي تحاول أيجاد طرف لحديث يشق الصمت السائد بينهما ,, كلماته المقتضبة يغلب عليها الحياء ,, أوقفت السيارة ,, ابتسمت وهي تهم بالنزول متجهة إلي البحر,, تعلم كم هو عاشق له ,,, تبعها في هدوء ,, صمت للحظه ثم أردف ,,, تري أصحيح أن السماء تلامس البحر كما يظهر لأعيننا ,, ردت وهي تنظر إلي عينيه ,, ربما إذا كانت أرادة البحر والسماء أقوي مما بينهم من مسافة ,,, اطرق للأرض وهو يردد ليت للبحر أرادة ,, كالإرادة التي للسماء ..
تمـت