المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة حول تأثيرات الحصار على جودة حياة المواطنين في غزة



محسن الإفرنجي
29/01/2008, 01:27 PM
في دراسة حول تأثيرات الحصار على جودة حياة المواطنين في غزة
84% من الأسر اضطروا إلى تغيير أنماط حياتهم المعيشية
95% من أفراد الأسر أوضاعهم النفسية تأثرت سلبا لتحويل القطاع إلى سجن كبير

غزة – محسن الإفرنجي:
دفع الحصار الإسرائيلي بنحو 84% من الأسر الفلسطينية إلى تغيير أنماط حياتهم فيما تنازل 93% منهم عن المتطلبات المعيشية اليومية فيما عبر 95% من أفراد الأسر تحديدا في غزة عن استيائهم البالغ لتحويل القطاع إلى سجن كبير يقيمون فيه على مدار الليل و النهار.
وأظهرت أحدث دراسة حول الحصار و تأثيراته الاقتصادية و الاجتماعية و علاقتها بجودة حياة الأسرة الفلسطينية أن تأثيرات الحصار السلبية طالت كافة مناحي الحياة و أثرت على المجتمع بصورة بالغة و جمدت حراك الحياة الفاعلة فيه.
وقال معد الدراسة د.سمير قوتة رئيس قسم علم النفس بالجامعة الإسلامية بغزة:"إن مستقبل الأسرة الفلسطينية في خطر حقيقي في ظل استمرار الحصار" و إزاء المعطيات المقلقة التي أظهرتها الدراسة مشيراً إلى أنها رفعت درجة التوتر و اليأس و عدم الاطمئنان للمستقبل لدى المواطنين.
وذكر أنه كلما زاد تأثير الحصار على النواحي الاجتماعية و الاقتصادية كلما انخفضت جودة الحياة للأسرة في كافة مستوياتها.
وأوضح د.قوتة أن معظم نتائج الدراسة سجلت مؤشرات سلبية خاصة على الأطفال و المرضى و الطلبة و العاطلين عن العمل بما انعكس على سلوكهم و زاد من حدة توتراتهم و اضطرابهم.
وشملت الدراسة 244 رب أسرة بمتوسط عمري ( 38 ) عاما موزعين على مدن و مخيمات و قرى قطاع غزة باستخدام مجموعة أدوات لقياس المستوى الاقتصادي و الاجتماعي إلى جانب اختبار منظمة الصحة العالمية لجودة الحياة.
مرضى بلا دواء..!
وبينت نتائج الدراسة أن 47% من المرضى في غزة غير قادرين على الحصول على الدواء اللازم لهم بعد أن أحكمت إسرائيل سيطرتها على المعابر و منعت دخول قوافل المساعدات الطبية لمستشفيات غزة فيما زادت معاناة 38% من المرضى جراء عدم تلقيهم الخدمات الطبية.
وعلى صعيد التأثيرات الاجتماعية فقد خفت الزيارات الاجتماعية بين المواطنين بنسبة 79% بسبب تردي الأوضاع المالية و الاجتماعية و امتنع معظم المستطلعة آراؤهم عن التأخر خارج البيت لظروف العمل أو غيره في وقت أثر فيه الحصار بنسبة 92% على سلوك المواطنين بخصوص المناسبات الاجتماعية.
وبسبب الحصار المتواصل لم يجد 95% من المواطنين الأشياء و البضائع التي يبحث عنها في وقت ارتفعت فيه الأسعار بدرجة 99% و قل دخل المواطنين العاملين الشهري بنسبة 68% فيما توقف 45% منهم عن العمل و جمد 77% من العاملين في قطاع البناء أعمالهم و لم يتمكنوا من مواصلته لعدم وجود المواد الأساسية للبناء من أسمنت و حديد و غيرها.
وخيم الحزن على 96% من المواطنين جراء استماعهم لشكاوى الناس و معاناتهم المتزايدة مما أوجد لديهم حالة مستديمة من القلق و الخوف و التوتر.
وللأطفال نصيبهم الوافر..!وحسب دراسة رئيس قسم علم النفس فإن للأطفال نصيبهم الوافر جراء هذا الحصار و لكن بصورته السلبية على أوضاعهم الصحية و الاجتماعية و النفسية.
فقد أظهرت النتائج أن 51% من الأطفال لم تكن لديهم الرغبة في المشاركة في أية نشاطات تذكر كما أن 47% منهم لم يعودوا قادرين على أداء الواجبات المدرسية و العائلية فيما بدأت الأوجاع تغزو أجساد 41% حيث أسبح 48% منهم يعانون من انخفاض الطاقة لسوء التغذية.
ولم تتوقف حدود معاناة الأطفال جراء الحصار عند هذا الحد فبدت علامات الخوف على 61% منهم و علامات الغضب بدأت تظهر على 455 منهم أما مشاكل النوم فقد اشتكى منها 43% من الأطفال الذي أصبح 63% منهم لديهم أعرض القلق.
وبسبب أوضاع الحصار القاسية على الأطفال بلغت نسبة التغيب عن المقاعد الدراسية 40% بينما عانى 50% من الطلبة غير المتغيبين من مشاكل في التركيز خلال الدراسة.
قدرة فائقة على الاحتمال
ولكن كيف استطاع المواطنون احتمال كل الضغوطات الناجمة عن الحصار و الحفاظ على سير حياتهم اليومية و إن كانت بوتيرة أقل؟ يقول د.قوتة في تفسيره لذلك:"المجتمع الفلسطيني معجزة في مقدرته الفائقة على الصبر و الاحتمال و قدرته على إيجاد آليات للتوافق".
وأوضح أن المواطنين في ظل أزمة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة لجأوا إلى التغلب على هذه المشكلة من خلال العودة إلى أساليب الحياة البدائية من استخدام الشموع و مصابيح الكيروسين و الأحطاب في الإنارة و التدفئة في وقت تعززت فيه العديد من مظاهر التكاتف الاجتماعي.
وأضاف:"يبقى الأمل قائما و هو مهم جدا للصحة النفسية للإنسان مع إدراكه لمعنى و طبيعة الصراع مع الاحتلال" بما يزيد من مقدرته على مواصلة مسيرة الحياة و البحث الدائم عن حلول للتغلب على المشكلات التي تواجهه و تشكل خطرا على حياته.
وأشار إلى النتائج التي أظهرتها الدراسة سبقت الحصار الإسرائيلي المشدد الأخير بأيام مؤكداً أن التأثيرات الاقتصادية و الصحية و الاجتماعية ستكون أخطر في ظل ما يتعرض له المواطنون من حرمانهم من أبسط مقومات الحياة الطبيعية السليمة.

**************************

محسن الإفرنجي
29/01/2008, 01:27 PM
في دراسة حول تأثيرات الحصار على جودة حياة المواطنين في غزة
84% من الأسر اضطروا إلى تغيير أنماط حياتهم المعيشية
95% من أفراد الأسر أوضاعهم النفسية تأثرت سلبا لتحويل القطاع إلى سجن كبير

غزة – محسن الإفرنجي:
دفع الحصار الإسرائيلي بنحو 84% من الأسر الفلسطينية إلى تغيير أنماط حياتهم فيما تنازل 93% منهم عن المتطلبات المعيشية اليومية فيما عبر 95% من أفراد الأسر تحديدا في غزة عن استيائهم البالغ لتحويل القطاع إلى سجن كبير يقيمون فيه على مدار الليل و النهار.
وأظهرت أحدث دراسة حول الحصار و تأثيراته الاقتصادية و الاجتماعية و علاقتها بجودة حياة الأسرة الفلسطينية أن تأثيرات الحصار السلبية طالت كافة مناحي الحياة و أثرت على المجتمع بصورة بالغة و جمدت حراك الحياة الفاعلة فيه.
وقال معد الدراسة د.سمير قوتة رئيس قسم علم النفس بالجامعة الإسلامية بغزة:"إن مستقبل الأسرة الفلسطينية في خطر حقيقي في ظل استمرار الحصار" و إزاء المعطيات المقلقة التي أظهرتها الدراسة مشيراً إلى أنها رفعت درجة التوتر و اليأس و عدم الاطمئنان للمستقبل لدى المواطنين.
وذكر أنه كلما زاد تأثير الحصار على النواحي الاجتماعية و الاقتصادية كلما انخفضت جودة الحياة للأسرة في كافة مستوياتها.
وأوضح د.قوتة أن معظم نتائج الدراسة سجلت مؤشرات سلبية خاصة على الأطفال و المرضى و الطلبة و العاطلين عن العمل بما انعكس على سلوكهم و زاد من حدة توتراتهم و اضطرابهم.
وشملت الدراسة 244 رب أسرة بمتوسط عمري ( 38 ) عاما موزعين على مدن و مخيمات و قرى قطاع غزة باستخدام مجموعة أدوات لقياس المستوى الاقتصادي و الاجتماعي إلى جانب اختبار منظمة الصحة العالمية لجودة الحياة.
مرضى بلا دواء..!
وبينت نتائج الدراسة أن 47% من المرضى في غزة غير قادرين على الحصول على الدواء اللازم لهم بعد أن أحكمت إسرائيل سيطرتها على المعابر و منعت دخول قوافل المساعدات الطبية لمستشفيات غزة فيما زادت معاناة 38% من المرضى جراء عدم تلقيهم الخدمات الطبية.
وعلى صعيد التأثيرات الاجتماعية فقد خفت الزيارات الاجتماعية بين المواطنين بنسبة 79% بسبب تردي الأوضاع المالية و الاجتماعية و امتنع معظم المستطلعة آراؤهم عن التأخر خارج البيت لظروف العمل أو غيره في وقت أثر فيه الحصار بنسبة 92% على سلوك المواطنين بخصوص المناسبات الاجتماعية.
وبسبب الحصار المتواصل لم يجد 95% من المواطنين الأشياء و البضائع التي يبحث عنها في وقت ارتفعت فيه الأسعار بدرجة 99% و قل دخل المواطنين العاملين الشهري بنسبة 68% فيما توقف 45% منهم عن العمل و جمد 77% من العاملين في قطاع البناء أعمالهم و لم يتمكنوا من مواصلته لعدم وجود المواد الأساسية للبناء من أسمنت و حديد و غيرها.
وخيم الحزن على 96% من المواطنين جراء استماعهم لشكاوى الناس و معاناتهم المتزايدة مما أوجد لديهم حالة مستديمة من القلق و الخوف و التوتر.
وللأطفال نصيبهم الوافر..!وحسب دراسة رئيس قسم علم النفس فإن للأطفال نصيبهم الوافر جراء هذا الحصار و لكن بصورته السلبية على أوضاعهم الصحية و الاجتماعية و النفسية.
فقد أظهرت النتائج أن 51% من الأطفال لم تكن لديهم الرغبة في المشاركة في أية نشاطات تذكر كما أن 47% منهم لم يعودوا قادرين على أداء الواجبات المدرسية و العائلية فيما بدأت الأوجاع تغزو أجساد 41% حيث أسبح 48% منهم يعانون من انخفاض الطاقة لسوء التغذية.
ولم تتوقف حدود معاناة الأطفال جراء الحصار عند هذا الحد فبدت علامات الخوف على 61% منهم و علامات الغضب بدأت تظهر على 455 منهم أما مشاكل النوم فقد اشتكى منها 43% من الأطفال الذي أصبح 63% منهم لديهم أعرض القلق.
وبسبب أوضاع الحصار القاسية على الأطفال بلغت نسبة التغيب عن المقاعد الدراسية 40% بينما عانى 50% من الطلبة غير المتغيبين من مشاكل في التركيز خلال الدراسة.
قدرة فائقة على الاحتمال
ولكن كيف استطاع المواطنون احتمال كل الضغوطات الناجمة عن الحصار و الحفاظ على سير حياتهم اليومية و إن كانت بوتيرة أقل؟ يقول د.قوتة في تفسيره لذلك:"المجتمع الفلسطيني معجزة في مقدرته الفائقة على الصبر و الاحتمال و قدرته على إيجاد آليات للتوافق".
وأوضح أن المواطنين في ظل أزمة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة لجأوا إلى التغلب على هذه المشكلة من خلال العودة إلى أساليب الحياة البدائية من استخدام الشموع و مصابيح الكيروسين و الأحطاب في الإنارة و التدفئة في وقت تعززت فيه العديد من مظاهر التكاتف الاجتماعي.
وأضاف:"يبقى الأمل قائما و هو مهم جدا للصحة النفسية للإنسان مع إدراكه لمعنى و طبيعة الصراع مع الاحتلال" بما يزيد من مقدرته على مواصلة مسيرة الحياة و البحث الدائم عن حلول للتغلب على المشكلات التي تواجهه و تشكل خطرا على حياته.
وأشار إلى النتائج التي أظهرتها الدراسة سبقت الحصار الإسرائيلي المشدد الأخير بأيام مؤكداً أن التأثيرات الاقتصادية و الصحية و الاجتماعية ستكون أخطر في ظل ما يتعرض له المواطنون من حرمانهم من أبسط مقومات الحياة الطبيعية السليمة.

**************************