المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأزمنة المتعرية



سناء لهب
29/01/2008, 06:34 PM
الأزمنة المتعرية





يلد المكان من كل واحد منا اثنين، نتلون بدهشة الأزمنة المتعرية في الحلم، نذوق جرح المسافة هروبا واغترابا في زمن الإرهاق...وكل ما تبقى أن أجمعك في خاطري زقزقة تحاول أن تبقى..التهلكة يا صديقي تجثم فوق أصابعي وأسرَّتي تنزف عتمة وأنا اكتب لك..ومن شرياني انتفض والميت بي ينتصر ...لن أعلو صدرك..ولن أترجل عن آلامي كي أتعلم جهات الأرض..

لا احتاج سيدي الا رمشا يثبتني فوق خطاياك، وينثرني فوق سمائك..لا احتاج جسدا كي اعبرك، بل احتاج دهرا يتكاثر بي كي التصق بروحك..وأنا اكتب لك اشعر بالبنفسج يتسرب في دمي، وقشعريرة تحتل عروقي واتذاوب ببطء وحرية...منذ عرفتك سيدي وأنا أطفئ بالرذاذ نار الزمن وتتفتح روح الأمكنة...ملعونة هذه الغربة التي اجتثتك من امام عيني لترحل بك حيث تشاء...ملعون هذا القدر الذي استباح أحلامنا وقتلها ببرودة سفاح...ملعون كل من قتل في داخلنا الآمال ليحولنا لمجرد أشباح..
سيدي أنا الطفلة التي سرقت قفاز الفرح...وأنت البصمة الوحيدة المكتشفة التي تشبهني...أتيت أليك وكلي يبحث عن وطن والمطر من أصابعك يهطل ووجهك للبحر ووجهي للسماء نبني قلاعا لحظية من الرمل ونحفر الدرب للبحر ليهدمها سريعا، ننتشي عميقا نقتتل بجنون طفولي لنختمها ببكاء طاهر ونازف..

سيدي لن اهرب من هذيانك ... تقدم مني بلا ذعر وشاركني مهازل الذاكرة المشروخة وانتفاضة الشرايين الضجرة في مدن منسية وأخرجني من جاذبية المكان والزمان وهيّمني في غاباتك لتغتالني بالرعشات..الموعودة.
انسحق..أتساقط زعتراً يندب أفعال التوبة وأتموسق طقوسا تتلمسني وتتجمهر لهفتي في وادي اللقاح كي تطفو رايتي ويتم هطولي، وترتاح طواحيني من خفقان الذبح ونعود في الصباح الى مدينة لا يسكنها سوى الضوضاء والواقع ونحن....

واقع نصف ضحكاته بكاء ونصف وجهه قناع...نصفه حب والنصف الآخر كراهية، منشطه الجنسي اسمه الخيانة، في قصور الرماد يقيم..

أه يا صديقي كم حاولت أن أصادقه فكنت كما يصادق الجرح رصاصة أدمته..حاولت أن أصادق موتي به لأكتشف معنى للحياة معه، فصارت التنهدات تهطل من الأشجار.. والشوارع تنتحب بأبجدية مراوغة زئبقية لا تقول شيئا..

وفي القلب بكاء متأهب لانتحاب لا يجد صوته في مدائن الملح المشتعل بالدم المهدور والفرح المذبوح..


تقدم مني يا صديقي وخذني بحضنك المز نر باللهاث أو حصارك المزنر بالحكاية، هذا الانكسار تماما كما الأسطورة أو حتما كما انا وأنت


وان كان ما بيننا خطيئة..اللهم الا هذه التوبة!!!!!!!!


سناء لهب