المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معلقة 2 : هدى .. والذئب الإسرائيلي : حكاية من غزة : لطفي زغلول



لطفي زغلول
30/01/2008, 10:41 AM
معلقة ثانية .. على جدران العروبة
تحت ظلال حصار غزة
حكاية هدى
والذئب الإسرائيلي

لطفي زغـلول

www.lutfi-zaghlul.com

يا أيها الأطفال !
في عالمِ العروبةِ الغافي على الضلال
في عالمٍ محنطِ الرجال
قد جئتكم من وطنِ الجراح
أوغلَ في دمائه السفاح
وصال في أوصالِه .. وجال

يا أيها الأطفال !
قد جئتكم .. أحكي لكم حكاية
ليست منَ الخيال
حكايةً .. حروفُها تسبحُ في الدماءِ ..
فالدماء قد كان نزيف جرحها ..
حبر حكايانا .. ولا يزال
والمطر المدرار .. يروي عطش السهول والجبال
يصحو ترابها على الدماء
تغفو سماؤها على الدماء
والحال ذات الحال في الجنوب والشمال

يا أيها الأطفال !
قد جئتكم .. أحكي لكم حكاية ..
تعلم الأجيال .. كيف تصنع الشهادة الأبطال
وكيف يصبح الفداء غاية ..
وراية .. تحملها الأجيال للأجيال فالأجيال
وآية .. يقرأها الأبرار في الأسحار والآصال

يا أيها الأطفال !
فلتعذروني إن أكن أسهبت .. والحديث طال
فإنما خلاصة الحكاية ..
تكون في النهاية

هدى صبية فلسطينية
ومثلها الآلاف والآلاف والآلاف
يمسون .. يصبحون ..
تحت رحمة الجلاد والسياف

كانت هدى .. تلهو مع الأطفال
تبني لها بيتا من الرمال
تسأل موج البحر : هل يأتي نهار ..
لا يعود فيه محتل ولا احتلال
وكل طفل في بلادي ..
كل يوم .. يسأل السؤال

وفجأة .. داهمها الذئب من البحر ..
من البر .. من الجو ..
فلون المدى بالموت والخراب
في لحظة لم يُبق من أحبابها ..
أيا من الأحباب
لم يبقِ من هدى سوى ..
ملحمة تجترُّ في آهاتِها ..
الأشجان والأحزان والعذاب
وهذه شريعة الذئاب
شريعة الأدغال

يا أيها الأطفال !
تصوروا .. تصوروا
أن العروبة التي بوعدها .. قد بشروا
رجالها من وعدهم .. تحرروا
تغيروا .. تحجروا ..
ناموا على هوانهم ..
ما عادت القدس .. ولا الأقصى ..
ولا الصخرة من أوطانهم ..
لم يعد الدم الفلسطيني في حسبانهم

عيونهم .. لا تذرف الدموع
قلوبهم .. لا تعرف الخشوع
لا يذكرون الله .. في ضلالهم
إستمرأوا لغيره الركوع

يا أيها الأطفال !
ما كنت يوما أدعي
ولا ذرفت في مهب الريح غالي ادمعي
لكنها الحقيقة ..
إن فلسطين يتيمة .. فلا أم .. ولا أب ..
ولا شقيق واحد لها .. ولا شقيقة
يا أيها الأطفال !
آباؤكم .. لا يأبهون بالدم المسال
الدم في نزيفه شلال
الحال في صروفها زلزال
آباؤكم .. تغيرت دروبهم ..
تفحمت قلوبهم .. تسرطنت جيوبهم
فلم يعودوا يوقدون شمعة
أو يذرفون دمعة
أسى على مصير شعب آمن يغتال
على فلسطين .. على الأقصى الذي ..
ما عاد في حسبانهم ..
له يشد .. ثالث الرحال


يا أيها الأطفال !
عذرا لكم .. فقد تكون قصتي ..
ليست بذات بال
في عالم العروبة اللاهث خلف المال
القابع اليدين والرجلين في الأغلال
من شرقه لغربه .. مقطع الأوصال
لكنني رغم الأسى .. ناديتكم .. ناشدتكم
فأنتم الوعد .. وأنتم معقد الآمال

أيمن أحمد رؤوف القادري
30/01/2008, 11:59 PM
الشاعر المتجذر في التراب
لطفي زغلول
السلام عليكم
قصيدة مؤلمة رغم هدوئها الظاهر....
وإذا قلت
"فقد تكون قصتي ..
ليست بذات بال"
فإن هذا قمة المأساة، وذروة الأزمة...
حمى الله هذه الحنجرة
وصان هذا القلم
لئلا يدركه ما أدرك أقلاماً بيعت في المزاد!
أهنئك.

ناهد يوسف حسن
08/03/2008, 05:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الأستاذ لطفي زغلول :
فعلا لم يعد يجدي التوجه لمن رضي بالحياة الهادئة ونسي ثالث الحرمين الشريفين
فلنتوجه لمن يعقد عليهم الأمل
سلمت ياشاعرنا الكبير
ناهد حسن