المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصراع الحضاري بين الغرب المسيحي المتصهين والأمة العربية الإسلامية



الناصر خشيني
01/02/2008, 11:57 AM
الصراع الحضاري بين الغرب المسيحي المتصهين والأمة العربية الإسلامية

--------------------------------------------------------------------------------

لقد انتهت الحرب العالمية الثانية كما هو معلوم للقاصي و الداني بهزيمة ساحقة لقوى اوروبية كانت
تنافس على السيطرة الكلية على العالم وانتصرت قوى أخرى هي أساسا قوى إستعمارية و هيمنية
إلا أن العالم قد انقسم وقتها إلى كتلتين شيوعية أو إشتراكية وتضم الإتحاد السوفياتي و منظومة الدول الإشتراكية و مجموعة من دول العالم الثالث وجدت في هذه المنظومة من يساعدها في مواجهة الغطرسة
الإستعمارية ورأسمالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية وتنتهج الفكر الليبرالي كفلسفة في الحياة والرأسمالية كنمط إقتصادي و الديمقراطية الغربية كأسلوب سياسي وقد تمكنت هذه المجموعة
و بوسائل متعددة أثناء الحرب الباردة مع منظومة القوى الإشتراكية أن تطيح بهذه المنظومة وتتمكن من القضاء على رمز الإقتدار في هذه المنظومة أي الإتحاد السوفياتي حيث أمكن نهائيا القضاء على وحدته إلى الأبد وتفكيك المنظومة بالثورات التلفزيونية والبيضاء و البرتقالية إلى آخر الألوان التي اخترعها الغرب لهم فكان ماكان من انتصاب قطب عالمي واحد بإمكانه أن يتصرف في العالم على هواه فكانت الولايات المتحدة الأمريكية هي التي صعدت على الركح واستلمت بطريقة الكوبوي قيادة العالم فتصرفت فيه كما تشاء ودون رادع إلى أن جاءت أحداث 11 09 2001 سواء كانت بفعل القاعدة أو كانت بفعل غيرها فإن الغرب استغلوا هذه الأحداث لشن حرب صليبية جديدة على الإسلام و المسلمين بدعوى محاربة الإرهاب وذلك أن العالم قد أسلم نهائيا أموره بيد الغرب و لم يبق لهم اي منافس من شأنه أن يزعجهم سوى الإسلام فلا بد من القضاء عليه واخترعوا ذريعة الإرهاب باعتبار أن الإرهاب مدان لدى الجميع و لاأحد في العالم يقبل به و لكن ماهو الإرهاب
و هل هناك تعريف موحد للإرهاب متفق عليه فالجهاد في فلسطين والعراق إرهاب بالمنطق الغربي والصهيوني وبنفس هذا المنطق الأعرج فإن الوجود الصهيوني في فلسطين مشروع و الوجود الأمريكي في العراق مشروع وكل من يتصدى لهما فهو إرهابي أما تقتيل الناس و إبادتهم بالأسلحة الفتاكة وتدمير بيوتهم على رؤوسهم فهو عمل حضاري بمثل هذا المنطق يتعامل معنا الغرب بحيث إنهم بعد الإطاحة بالمنظومة الإشتراكية لم يعد أمامهم سوى الإجهاز على هذا العدو الماثل أمامهم وهو الإسلام والمسلمين فإذا انهوه استقام لهم حكم العالم نهائيا وحسب رغباتهم ومصالحهم .
إن معظم الدول الغربية والصهيونية العالمية تتربص بالإسلام شرا و تتحرك في مواجهة أمتنا في إطار ديني و بمؤثرات دينية ظاهرة أو مستترة و إن اختلفت التسميات ( 1)فالأحزاب المسيحية موجودة
في كل دول العالم المسيحي وإسرائيل موجودة استنادا إلى خرافات وأساطير دينية لا تقبلها علمانيتهم و مع ذلك تجد المساندة منهم وبكل قوة وذلك أن هذه الأساطير الدينية اليهودية وهي تشويه للشريعة ومعارضة لله هي التي تحرك معظم السياسة الأمريكية و الأوروبية الرأسمالية التي ترتدي على حضارتها وسياستها و استعمارها الجديد رداء الديانة المسيحية .
ثم إذا نظرنا إلى هذه المنطقة منذ بضعة آلاف من السنين وعلى ضفاف النيل و الفرات فإن قصص الملوك و المجتمعات و حركة الحياة و العمارة تدور كلها حول الدين وفي القرآن إشارة إلى أول قتال نشب على وجه الأرض بين قابيل و أخيه هابيل ولدي آدم عليه السلام على عقيدتهما الدينية قال
تعالى ( وآتل عليهم نبأبني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما و لم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك
قال إنما يتقبل الله منالمتقين لئن بسطت إلي يديك لتقتلني ما أنا بباسط يدي لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ) 27 و28 المائدة
تتضمن هذه القصة تصورا كاملا لحياة الإنسان من وجهة النظر الدينية كان حول العقيدة الدينية حيث
إن القربان هو دلالة الشكر لله ولكنه في شكله ومادته ثمرة عمل في موارد الطبيعة التي أنعم الله بها على الإنسان وقاعدة العمل هي دار الإقامة الأرض أو الوطن وهكذا كان صراع الأخوين محوره الخلاف على العقيدة و الوطن وإن أحد الأخوين أراد أن يحقق الأمن لنفسه بأن يزيح عن الأرض من يعتقد أن له عقيدة مقبولة غير عقيدته وإن الأخ الآخر أراد أيضا أن يحقق الأمن لنفسه عند الله الذي آمن به فرفض أن يقتله وهو قادر عليه .
ونواصل مع القرآن الكريم في هذا السياق حيث يحدثنا أن الصراع ضرورة اجتماعية تلجأ إليها المجتمعات البشرية لحل مشكلاتها المادية و المعنوية قال تعالى ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض و لكن الله ذو فضل على العالمين ) 251 البقرة لذلك فالقتال مشروع إذا كان يستهدف إلغاء الباطل و إقامة الحق قال تعالى ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ) 111 التوبة في هذه الآية نص صريح على شرعية القتال في سبيل الله و غن هذا يشمل حكم الدين في الإسلام و المسيحية و اليهودية و سبيل الله معناها العقيدة و الوطن وما نتج عنهما من قيم حضارية في مختلف مجالات الحياة لأن ( الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله و الذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطانكان ضعيفا ) 76 النساء
فالقتال في سبيل الله تعني القتال من أجل المؤمنين ليقيموا عقيدتهم على أرضهم دون عدوان منهم أو
عليهم ولذلك لم يأذن الإسلام بقتال غير المسلمين إلا في حالتين حددهما قوله تعالى ( لا ينهاكم الله
عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم إن الله يحب
المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين و أخرجوكم من دياركم و ظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون ) 8 . 9 الممتحنة
فالحالة الأولى محاولة غير المسلمين إكراه المسلمين بالقتال على الردة عن دينهم و التخلي عن قيمهم
و حضارتهم والثانية قيام غير المسلمين بإخراج المسلمين من ديارهم أو المساعدة على ذلك أو نهب ثرواتهم وكل هذا حاصل من الغرب جهارا نهارا ولا يحتاج إلى أدلة فالشواهد العديدة ماثلة أمام أعيننا في فلسطين و العراق بما لا يدع مجالا للشك ولكن هل المسلمون و العرب اليوم طلاب حرب وقتال ؟
لا و ألف لا وذلك أن الإسلام دين السلام والتسامح والمحبة وفي نفس الوقت يضمن لمنتسبيه حقهم المشروع في الدفاع عن أنفسهم إذا ما استهدفوا بأي عدوان كما يحقق لهم العزة والكرامة ومن ذلك أن تخبط إسرائيل في فلسطين وعدم قدرتها على إحكام السيطرة على الأوضاع الأمنية وغيرها سواء في الأرض المحتلة في فلسطين أو في لبنان حيث خرجت مهزومة مدحورة من قبل مجموعة صغيرة من شباب المقاومة اللبنانية الباسلة وكذلك تخبط الولايات المتحدة الأمويكية في العواق وأفغانستان حيث أذاقها رجال المقاومة البواسل الأمرين وأسقطوا كل أحلامها في أوحال دجلة و الفرات لذا فإن مسألة توازن القوة العسكوية لم تعد واردة بشكل موضوعي أمام إرادة الشعوب و خاصة إذا كانت مسلحة بسلاح معنوي هام جدا كالإسلام .
ولكن مع ذلك نقول لكل هؤلاء المعتدين لسنا طلاب حرب فنحن نريد أن نعيش على أرضنا آمنين
ومستثمرين لكل خيراتها لأنفسنا دون عدوان منكم علينا أومنا عليكم فقط ندعوكم إلى الإنسحاب من أراضينا طوعا وتقديم كل التعويضات عن الخسائر المادية و المعنوية التي تسببتم فيها ولا عداوة بيننا وبينكم

هدى الجيوسي
01/02/2008, 04:54 PM
( لا ينهاكم الله
عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم إن الله يحب
المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين و أخرجوكم من دياركم و ظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون ) 8 . 9 الممتحنة
فالحالة الأولى محاولة غير المسلمين إكراه المسلمين بالقتال على الردة عن دينهم و التخلي عن قيمهم
و حضارتهم والثانية قيام غير المسلمين بإخراج المسلمين من ديارهم أو المساعدة على ذلك أو نهب ثرواتهم وكل هذا حاصل من الغرب جهارا نهارا ولا يحتاج إلى أدلة فالشواهد العديدة ماثلة أمام أعيننا في فلسطين و العراق بما لا يدع مجالا للشك ولكن هل المسلمون و العرب اليوم طلاب حرب وقتال ؟
لا و ألف لا وذلك أن الإسلام دين السلام والتسامح والمحبة وفي نفس الوقت يضمن لمنتسبيه حقهم المشروع في الدفاع عن أنفسهم إذا ما استهدفوا بأي عدوان كما يحقق لهم العزة والكرامة

بارك الله فيك الكريم على هذه الرؤية الواضحة لدين الخير والتسامح، ودين العزة والكرامة.
تقديري وإحترامي.

طه خضر
01/02/2008, 07:16 PM
تكمن العلة الكبرى في عقول وأفكار السواد الأعظم من الأعراب الذين ينساقون وراء الآلة الإعلاميّة الغربيّة ويتأثرون بها أيما تأثـّر؛ فما يقوله الغرب أو زعمائه أو حتى الرعاع والدون فيه بات مسلما به عند من أقنعتهم العقليّة الشيطانيّة الغربيّة بأنهم عالم ثالث ولا خير فيهم إن لم يتبعوا الغرب بكل ما يقول وهذا مصداق الحديث النبويّ الذي أشار إلى أنه سيمر على المسلمين زمن يتبعون فيه أعدائهم حتى إن دخلوا جحر ضب ٍ دخلوه وراءهم، وسبحان مسبب الأسباب؛ فقد تحقق هذا القول وبحذافيره ..

احترامي وتقديري ..