تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خُوَاء



وديع العبيدي
03/02/2008, 03:09 PM
خُوَاء

وديع العبيدي
wadiobeadi@hotmail.co.uk

..
مثلَ غيرِكِ
أنتِ
تحترفينَ الكذبَ
عَلى الاقنومِ السابعِ
وتنسينَ
ملائكةَ السّلطاتِ الأرضيّة.
لُغتكِ
ليسَ لها قاموسٌ
أوْ فقهٌ نحوِيٌّ
كلُّ لحظةٍ في عمرِكِ
زمنٌ منفصلٌ عنْ ذاتِهِ.
دولتكِ
ليسَ لها قانونٌ
أوْ عرْفٌ رَسميٌّ
الرغبةُ سلطانكِ
وَمزاجُكِ
سيدُ كلِّ الأحكام.
*
تعِدينَ كثيراً..
وتبتسمينَ بلا تقويمٍ
كيف ينسى منْ جفّ ربيعُُهُ..
أن يتوقفَ عن العدّ أو الوعْد
أن يتململَ في الصّمتِ
ولا يخشى الغرَقَ..
على طرفِ الليلِ
ينبتُ عودٌ أجوفُ
تعذبُهُ
رائحةُ حريفِكِ
(تلكَ أيامٌ نتداولُها)
ووَراءَ السّاعةِ
رقاصٌ أعمى
تسوطهُ اللّحظاتُ.
*
لسْت بلا قلبِ
أو جسَدٍ
أو روحِ
أمارسُ تمريناً ملكياً
كي أخرجَ منْ طقسِكِ
وأقترفَ التفكيرَ
*
مبكراً صحوتُ مِنَ النومِ
ومتأخراً ذهبتُ إلى المدرسةِ
الجَرَسُ لمْ يدقّ
والمعلمونَ لم يَحضَروا
اننّي الآنَ في الصفّ الثالثِ.
*
غَيابٌ تتوزّعُهُ بقعُ ضوءٍ
ولوحةٌ تدنسُها ضرباتُ فرشاةٍ
عيناكِ السّاقطتانِ منَ أقصَى العَالمِ
يَلزمُهُما تعديلُ مَسَاقطِ الضوءِ
مثلَ جرمٍ منفلتٍ منْ بناتِ نعشٍ
هَاربٌ مِن ذاتِهِ في الذّواتِ
فيمَا طفلُ المَجرّةِ
مُنشغِلٌ بِذرّاتِ غبارِهِ.
*
لا بُدّ مِنْ تعريفٍ جديدٍ للكوليج
كلمةٍ أخرى مِثلَ الجّامِعَةِ
كمَا حفرَها سليمان
في نَشيدِ الانشادِ
" الوكفُ المُتتابعُ في يومٍ ممطرٍ
والمرأةُ المُشاكِسَةُ سِيّان،
مَنْ يكبَحُ جماحَها يكبَحُ الرّيحَ،
وَيمينُهُ تقبِضُ عَلى زَيتٍ.
الحَديدُ بِالحَديدِ يُحَدّدُ
الانسانُ يُحَدّدُ وَجهَ صاحِبِهِ
مَنْ يُحْي تينةً يَأكلُ ثَمَرَتَها
وَحَافظُ سيّدِهِ يُكرّمُ.
كمَا في المَاءِ الوَجهُ لِلوجهِ
كذلكَ قلبُ الانسانِ للانسانِ."
فلْتزْهُري جَيداً أيّتها النهاياتُ
انتعشِي يا ضَلالاتُ
لِتتثاقلْ غُصونكِ بالثمرِ يَا نِكاياتُ
ُلتنغلقِ الدائرة
مثلَ رَغيفٍِ أسودَ تحتَ سَقفِ يتيمٍ
الليلُ وَالجَسَدُ سِيّانَ
ومثلَ عَمُودِ مِلْحٍ
لا يَلتفِتُ
وَلا يَنتظرُ
......
"لوْ دَققْتَ الأحمَقَ
في هاون بَينَ السّميدِ بِمِدَقّ
لا تَبْرَحُهُ حَمَاقتهُ"!
*
في الثامن والعشرين من غربة لندن
يناير 2008