المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزمن .. أفكار للحوار (1 - 3 )



حسن سلامة
05/02/2008, 10:18 AM
الزمن

حسن سلامة

h_salama_51@yahoo.com


( 1 )

هنا محاولات لمعرفة كُنه الزمن ، التوقيت ، وارتباطه بالمكان ..
وصولا إلى أسئلة مهمة :
هل نستطيع اختزال الزمن ..؟
هل يتوقف لفترة ما ( قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم ) ..؟
هل يتمدد عمر الإنسان إلى مئات السنين مثل سيدنا نوح ..؟
لماذا تكون اللحظات طويلة وقصيرة في آن .. ؟ (الحزن والفرح / أو الانتظار والاستعجال ).
هل تستطيع أيها القارئ / القارئة / الإجابة على تساؤلي الشخصي البسيط :
أنا أبلغ من العمر 55 عاما ، ماذا يعني لك ذلك كمعلومة أو كحس وجداني ..؟
ماذا يعني لك اذا قلت إنني سأبلغ في العام المقبل 54 عاما ..؟!!
ماذا يعني لو كذبت عليك مسبقا وقلت إن عمري 45 عاما ..؟!!
في التو واللحظة لا يعنيك ذلك شيئا .. نعم
لكن إذا أمهلتك للإجابة ، فإنك ستشغل عقلك وكل مخزونك المعرفي لتقول بينك وبين نفسك ( ماذا أهدف من السؤال ) لحظتها تجيب من عقلك وتضيف مفاهيم عدة ، لها علاقة بالمدة الزمنية والحالة الاجتماعية والوطن ، وما إلى ذلك من أمور مادية ومعنوية تتعلق بالسائل وما يربطك به ..
هذا صحيح ، لكنك ستصمت ( باستغراب ) حتما حين أقول لك : إنني سأحتفل في العام المقبل برقم يقل سنة عما ذكرت لك ..!
لماذا ..؟؟
هل تسمح لي أن أدير ظهري للوقت ، أليس يأتي من الشرق ..؟ مع الشمس ..؟!!
هل لديك مانع ..؟!
هل هذا من الحكمة أم من الجنون ..؟!
إذا كان من الحكمة ، تقبل مني ذلك ونتناقش ..
وإذا كان من الجنون ، لماذا قالوا : خذ الحكمة من أفواه المجانين ..؟!!
لندخل سوية في عمق الزمن الذي أرى ، وكلي أمل في الوصول إلى الحقائق الكونية .. إلى معرفة اليوم الرباني ، واليوم ( الذي نعد ) والهنيهة بين الكاف والنون .. والفوائد التي نجنيها من ذلك ..

( 2 )

الزمن يعني الفاعل ..
الفاعل هنا هو العاقل / الأنا ، الإنسان ، هو الذي يصنع الزمن ، ضمن المكان ، وفق ما يرى من بزوغ الشمس والقمر ، من المشرقين إلى المغربين .. وبانتهاء الإنسان / أنا / نحن ، لا يعني الزمان أو المكان بعد ذلك شيئا .. لأننا سنكون في زمان آخر وفي مكان آخر مختلفين حتماً وغير معلومين لحواسنا المستخدمة الآن .. بعد أن ( تذوق النفس الموت ) وتصعد الروح تاركة الجسد ( الحيز المادي ) في مكانه الأصلي ، في الحيز الأصل الأول الذي جاء منه ( منها وإليها ) ..
الزمن ، مخلوق / بمؤشراته / منذ خلق الله سبحانه وتعالى الكون ، والكواكب ( التي تهوي ، لثقل كتلتها / رجما للشياطين ) والنجوم المنيرة المشتعلة ..والمصابيح ، منها الشمس والقمر / بحسبان / وبكل هذه المؤشرات الحسية البصرية استطاع الإنسان حساب الوقت / الزمن ، وفقا لما يراه الأقرب والأكثر تأثيراً / الشمس والقمر :
{ وجعلنا الليل و النهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم و لتعلموا عدد السنين و الحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا.. } الإسراء / 12
{ وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار ..} إبراهيم 33
وفهمنا من ذلك الموجود ، كيفية حساب السنة الشمسية والقمرية بفارق أيام معدودات .. ( ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا ) الكهف / 25 .
كما فهمنا الفصول وحركة الزمن وتبدل أحوال المكان ..
{ الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون.. } الرعد / 2
هل نعلم أننا نتحرك بسرعة 1667 كيلومترا في الساعة دون أن نشعر ، نتيجة هذا الجري / لأجل مسمى ..؟!
كيف .؟
الأرض تدور حول محورها كل 24 ساعة ، ومحيط الأرض عند خط الاستواء يساوي 40 ألف كيلومتر ، فإذا قسمنا المسافة على الوقت نعرف السرعة نحو 1667 كم / ساعة ..!

( 3 )

على المستوى البشري هو فردي، شخصي حتما / ينتهي الإنسان الفرد فلا يعني أي شيء بعد ذلك شيئا ، فيتماهى زمن الفرد ، ذاك المخزن في ذاكرته ، في المكان .. من هنا نفهم ترابط الزمان والمكان معا .. ففي هذا المكان الملموس زمان في الوعي بمؤشر ثابت ، متحرك يتناوب بانتظام ، فهو غير نسبي في هذه الحالة ( الشمس والقمر بحسبان / وفي فلك يسبحون ) ولأن حركة السباحة تلك دائرية بالضرورة ( ليست بيضاوية قطعا ، لأن الجاذبية ثابتة وليست نابضة تشد وترخي بقوة مختلفة ) ، فإن سمة الانتظام موجودة ومتكررة ، فإن لم تكن كذلك يختل توازن الكتلة ، ويختل الزمن ، فنرى خطوط الشهب المغيرة ( عبارة عن رؤيتنا لخط سير مواقع النجوم .. أو الكواكب وانعكاس الضوء عليها ، خلال سرعتها الشديدة ) ونستطيع إدراك تواصل الضوء في خطوط من ملاحظة الطريق العام من مسافة عالية أو بعيدة / من الطائرة مثلا ، أو من خلال لاعب الأكروبات الذي يحرك كتلة ملتهبة على طرفي عصا أو طرف خيط طويل ، فتتشكل خطوط دائرية من الضوء ..
يجب أن نعلم هنا أن سرعة الضوء 300 ألف كيلومتر في الثانية ، لذلك حين تصلنا صورة الشهب ، فإنها تكون حدثت منذ آلاف السنين ، وما نراه ليس إلا مواقعها .. ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) الواقعة / 75.

( يتبع )

حسن سلامة
05/02/2008, 10:18 AM
الزمن

حسن سلامة

h_salama_51@yahoo.com


( 1 )

هنا محاولات لمعرفة كُنه الزمن ، التوقيت ، وارتباطه بالمكان ..
وصولا إلى أسئلة مهمة :
هل نستطيع اختزال الزمن ..؟
هل يتوقف لفترة ما ( قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم ) ..؟
هل يتمدد عمر الإنسان إلى مئات السنين مثل سيدنا نوح ..؟
لماذا تكون اللحظات طويلة وقصيرة في آن .. ؟ (الحزن والفرح / أو الانتظار والاستعجال ).
هل تستطيع أيها القارئ / القارئة / الإجابة على تساؤلي الشخصي البسيط :
أنا أبلغ من العمر 55 عاما ، ماذا يعني لك ذلك كمعلومة أو كحس وجداني ..؟
ماذا يعني لك اذا قلت إنني سأبلغ في العام المقبل 54 عاما ..؟!!
ماذا يعني لو كذبت عليك مسبقا وقلت إن عمري 45 عاما ..؟!!
في التو واللحظة لا يعنيك ذلك شيئا .. نعم
لكن إذا أمهلتك للإجابة ، فإنك ستشغل عقلك وكل مخزونك المعرفي لتقول بينك وبين نفسك ( ماذا أهدف من السؤال ) لحظتها تجيب من عقلك وتضيف مفاهيم عدة ، لها علاقة بالمدة الزمنية والحالة الاجتماعية والوطن ، وما إلى ذلك من أمور مادية ومعنوية تتعلق بالسائل وما يربطك به ..
هذا صحيح ، لكنك ستصمت ( باستغراب ) حتما حين أقول لك : إنني سأحتفل في العام المقبل برقم يقل سنة عما ذكرت لك ..!
لماذا ..؟؟
هل تسمح لي أن أدير ظهري للوقت ، أليس يأتي من الشرق ..؟ مع الشمس ..؟!!
هل لديك مانع ..؟!
هل هذا من الحكمة أم من الجنون ..؟!
إذا كان من الحكمة ، تقبل مني ذلك ونتناقش ..
وإذا كان من الجنون ، لماذا قالوا : خذ الحكمة من أفواه المجانين ..؟!!
لندخل سوية في عمق الزمن الذي أرى ، وكلي أمل في الوصول إلى الحقائق الكونية .. إلى معرفة اليوم الرباني ، واليوم ( الذي نعد ) والهنيهة بين الكاف والنون .. والفوائد التي نجنيها من ذلك ..

( 2 )

الزمن يعني الفاعل ..
الفاعل هنا هو العاقل / الأنا ، الإنسان ، هو الذي يصنع الزمن ، ضمن المكان ، وفق ما يرى من بزوغ الشمس والقمر ، من المشرقين إلى المغربين .. وبانتهاء الإنسان / أنا / نحن ، لا يعني الزمان أو المكان بعد ذلك شيئا .. لأننا سنكون في زمان آخر وفي مكان آخر مختلفين حتماً وغير معلومين لحواسنا المستخدمة الآن .. بعد أن ( تذوق النفس الموت ) وتصعد الروح تاركة الجسد ( الحيز المادي ) في مكانه الأصلي ، في الحيز الأصل الأول الذي جاء منه ( منها وإليها ) ..
الزمن ، مخلوق / بمؤشراته / منذ خلق الله سبحانه وتعالى الكون ، والكواكب ( التي تهوي ، لثقل كتلتها / رجما للشياطين ) والنجوم المنيرة المشتعلة ..والمصابيح ، منها الشمس والقمر / بحسبان / وبكل هذه المؤشرات الحسية البصرية استطاع الإنسان حساب الوقت / الزمن ، وفقا لما يراه الأقرب والأكثر تأثيراً / الشمس والقمر :
{ وجعلنا الليل و النهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم و لتعلموا عدد السنين و الحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا.. } الإسراء / 12
{ وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار ..} إبراهيم 33
وفهمنا من ذلك الموجود ، كيفية حساب السنة الشمسية والقمرية بفارق أيام معدودات .. ( ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا ) الكهف / 25 .
كما فهمنا الفصول وحركة الزمن وتبدل أحوال المكان ..
{ الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون.. } الرعد / 2
هل نعلم أننا نتحرك بسرعة 1667 كيلومترا في الساعة دون أن نشعر ، نتيجة هذا الجري / لأجل مسمى ..؟!
كيف .؟
الأرض تدور حول محورها كل 24 ساعة ، ومحيط الأرض عند خط الاستواء يساوي 40 ألف كيلومتر ، فإذا قسمنا المسافة على الوقت نعرف السرعة نحو 1667 كم / ساعة ..!

( 3 )

على المستوى البشري هو فردي، شخصي حتما / ينتهي الإنسان الفرد فلا يعني أي شيء بعد ذلك شيئا ، فيتماهى زمن الفرد ، ذاك المخزن في ذاكرته ، في المكان .. من هنا نفهم ترابط الزمان والمكان معا .. ففي هذا المكان الملموس زمان في الوعي بمؤشر ثابت ، متحرك يتناوب بانتظام ، فهو غير نسبي في هذه الحالة ( الشمس والقمر بحسبان / وفي فلك يسبحون ) ولأن حركة السباحة تلك دائرية بالضرورة ( ليست بيضاوية قطعا ، لأن الجاذبية ثابتة وليست نابضة تشد وترخي بقوة مختلفة ) ، فإن سمة الانتظام موجودة ومتكررة ، فإن لم تكن كذلك يختل توازن الكتلة ، ويختل الزمن ، فنرى خطوط الشهب المغيرة ( عبارة عن رؤيتنا لخط سير مواقع النجوم .. أو الكواكب وانعكاس الضوء عليها ، خلال سرعتها الشديدة ) ونستطيع إدراك تواصل الضوء في خطوط من ملاحظة الطريق العام من مسافة عالية أو بعيدة / من الطائرة مثلا ، أو من خلال لاعب الأكروبات الذي يحرك كتلة ملتهبة على طرفي عصا أو طرف خيط طويل ، فتتشكل خطوط دائرية من الضوء ..
يجب أن نعلم هنا أن سرعة الضوء 300 ألف كيلومتر في الثانية ، لذلك حين تصلنا صورة الشهب ، فإنها تكون حدثت منذ آلاف السنين ، وما نراه ليس إلا مواقعها .. ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) الواقعة / 75.

( يتبع )

محمود النجار
05/02/2008, 12:59 PM
موضوع مهم ، وخصوصا من جانب الطرح الفلسفي وجانب حديث النفس الذي أبدع حسن سلامة في طرحه على هذه الشاكلة .. !
مسألة الزمن وأبعاده ونسبيته من الموضوعات الشائكة الجميلة التي يمكن أن يقال فيها الكثير ؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي : " قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا الدهر بيدي الأمـر ، أقلب الليل والنهار " ، وهو حديث صحيح أخرجه الشيخان .
لكنني دائم التفكير في معنى هذا الحديث ، ولم أتقبل حتى اللحظة أن الحديث يعني بالضرورة أن الله هو الدهر بهذا المعنى البسيط المباشر ، كما فسره العلماء ، وأنظر للأمر على أن الله هو مسير الزمن وأن الدهر في الحديث الشريف ليس بمعنى الوقت الذي تحدث فيه الأحداث ، بل هو أبعد من ذلك وأعظم وأجل .. إنني أفهم الدهر هنا على أنه الزمن الذي حدثت في الأحداث الكونية العظمى كخلق السماوات والأرض ورفع السماوات العلى ويوم القيامة ، وما إلى ذلك .. وفيما جاء على لسان الشافعي رضي الله عنه قوله :
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان هجانا
وهو هنا لم يجرّم إعابة الزمان بقدر ما أوضح مكمن الخلل فيمن يعيبون الزمان ، على أن الخلل فيهم ، وليس في الزمن ، وقد كنت قرأت للشافعي نفسه ( إن صح النسب له ) بيتا يعتب فيه على الزمن ، ليس حاضرا في ذهني الآن .. !
ما أتصوره في هذا الجانب أن الدهر يأتي بمعنيين : أحدهما الأزل إلى ما لا نهاية وهو ما يمكن أن نطلق عليه ( الدهر الأعظم ) الذي ورد في الحديث الشريف ، وثانيهما ( الزمن البسيط ) الذي تقع فيه الأحداث الصغيرة ، والله تعالى أعلم ، وهو ما يدفعني إلى النظر في معنى الحديث كالتالي : ( أنا الدهر بيدي ) على تقدير ( أن الدهر بيد الله ، وليس أن الله هو الدهر) ، كأن نقول ـ ولله المثل الأعلى ـ ( أنا الصدق أعلمه للناس ) ، أو( أنا الصدق أمره محسوم لدي ) .. وإلا لما اكتفى الشافعي بالعتاب لمن تذرعوا بعيوب الزمن ، والله تعالى أعلم .

وقد تكون لي عودة لمتابعة ما طرحه الأستاذ حسن من إضاءات تستحق الوقوف طويلا ..

محمود النجار

محمود النجار
05/02/2008, 12:59 PM
موضوع مهم ، وخصوصا من جانب الطرح الفلسفي وجانب حديث النفس الذي أبدع حسن سلامة في طرحه على هذه الشاكلة .. !
مسألة الزمن وأبعاده ونسبيته من الموضوعات الشائكة الجميلة التي يمكن أن يقال فيها الكثير ؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي : " قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا الدهر بيدي الأمـر ، أقلب الليل والنهار " ، وهو حديث صحيح أخرجه الشيخان .
لكنني دائم التفكير في معنى هذا الحديث ، ولم أتقبل حتى اللحظة أن الحديث يعني بالضرورة أن الله هو الدهر بهذا المعنى البسيط المباشر ، كما فسره العلماء ، وأنظر للأمر على أن الله هو مسير الزمن وأن الدهر في الحديث الشريف ليس بمعنى الوقت الذي تحدث فيه الأحداث ، بل هو أبعد من ذلك وأعظم وأجل .. إنني أفهم الدهر هنا على أنه الزمن الذي حدثت في الأحداث الكونية العظمى كخلق السماوات والأرض ورفع السماوات العلى ويوم القيامة ، وما إلى ذلك .. وفيما جاء على لسان الشافعي رضي الله عنه قوله :
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان هجانا
وهو هنا لم يجرّم إعابة الزمان بقدر ما أوضح مكمن الخلل فيمن يعيبون الزمان ، على أن الخلل فيهم ، وليس في الزمن ، وقد كنت قرأت للشافعي نفسه ( إن صح النسب له ) بيتا يعتب فيه على الزمن ، ليس حاضرا في ذهني الآن .. !
ما أتصوره في هذا الجانب أن الدهر يأتي بمعنيين : أحدهما الأزل إلى ما لا نهاية وهو ما يمكن أن نطلق عليه ( الدهر الأعظم ) الذي ورد في الحديث الشريف ، وثانيهما ( الزمن البسيط ) الذي تقع فيه الأحداث الصغيرة ، والله تعالى أعلم ، وهو ما يدفعني إلى النظر في معنى الحديث كالتالي : ( أنا الدهر بيدي ) على تقدير ( أن الدهر بيد الله ، وليس أن الله هو الدهر) ، كأن نقول ـ ولله المثل الأعلى ـ ( أنا الصدق أعلمه للناس ) ، أو( أنا الصدق أمره محسوم لدي ) .. وإلا لما اكتفى الشافعي بالعتاب لمن تذرعوا بعيوب الزمن ، والله تعالى أعلم .

وقد تكون لي عودة لمتابعة ما طرحه الأستاذ حسن من إضاءات تستحق الوقوف طويلا ..

محمود النجار

لطفي منصور
05/02/2008, 02:00 PM
الزمن أخي حسن مرتبط بأمور كثيرة هي التي تحدد مفهومة ، وانطباع أحدنا عنه وعن كنهه وماهيته .. ورغبتنا في أن يطول أو ينحسر بسرعة البرق .
إنه مرتبط بالعمل والانجاز والرضى والفرح والسعادة ولحظات الانتصار وما يصاحبها من ارتياح وانشراح .. فنتعلق به محبين له مقبلين عليه متمنين عدم زواله ... فمثل هذا الزمن امتلأ عطاء وانجازا ، فحفته الفرحة والغبطة واحتضنته السعادة ولفّه السرور ، فأصبح صديقنا، وغدا حبيبنا نتغنى بجماله وإقباله ولا نتمنى ذهابه وزواله .

فنهاره جميل وليله سعيد وهواؤه عليل ... ليل لا نعد نجومه همّا ولا يضايقنا سواده غما ، بل إننا نستمتع بنجومه ونتغنى بنشوة انتصاراتنا ، واحتفالنا بنجاحاتنا ... فلا تجد متبرما منه ولا ساخطا عليه ولا هاربا منه ، ولا مزورّا بطوله وقسوته ... فهو الحبيب والصاحب والصديق .......
وهو أيضا مرتبط بالفشل والسخط والحزن والتعاسة ولحظات الهزيمة وأيامها وآلامها ، من قهر وألم وتبرم وتشاؤم وضيق ...... فنناصب هذا الزمن العداء فنهرب أو نحاول الهرب منه ساخطين مقهورين متبرمين ، متمنين زواله أو زوالنا هروبا منه وخوفا من مآسيه ومصائبه فهو جالب المصائب والكوارث .....
هذا زمن نهاره قاس طويل ، وليله مخيف ثقيل ، نعد نجومه من أرق وهمّ ، ونشكو طوله من ألم وغم ،
وعندها نراه قرينا للموت .. فنخاف من طول أعمارنا في زمن لا يعرف إلا القسوة ، والبطش ،...
فمن هنا نرى أن نظرتنا إلى الزمن تختلف من شخص إلى آخر....
وإذا كان للزمن من حلاوة فلأنه أتاح لنا التعرف على الأفاضل وأصحاب الأصالة فنشكره ... لنقول لك تحية لك أخي حسن سلامة على مواضيع تتطرحها يفخر بها زماننا والأزمنة القادمة ..
والخلاصة أن زماننا عبارة عن لحظات عابرة إذا ما قيس بالزمن السرمدي في الآخرة حيث الحياة الأبدية فلنغتنم هذه اللحظات لذلك الزمن الأبهى والأشهى ..
دمت كبيرا بعطائك شابا بهمتك شيخا بحكمتك طفلا بطيبتك وحسن نيتك ...
أخوك / لطفي منصور

لطفي منصور
05/02/2008, 02:00 PM
الزمن أخي حسن مرتبط بأمور كثيرة هي التي تحدد مفهومة ، وانطباع أحدنا عنه وعن كنهه وماهيته .. ورغبتنا في أن يطول أو ينحسر بسرعة البرق .
إنه مرتبط بالعمل والانجاز والرضى والفرح والسعادة ولحظات الانتصار وما يصاحبها من ارتياح وانشراح .. فنتعلق به محبين له مقبلين عليه متمنين عدم زواله ... فمثل هذا الزمن امتلأ عطاء وانجازا ، فحفته الفرحة والغبطة واحتضنته السعادة ولفّه السرور ، فأصبح صديقنا، وغدا حبيبنا نتغنى بجماله وإقباله ولا نتمنى ذهابه وزواله .

فنهاره جميل وليله سعيد وهواؤه عليل ... ليل لا نعد نجومه همّا ولا يضايقنا سواده غما ، بل إننا نستمتع بنجومه ونتغنى بنشوة انتصاراتنا ، واحتفالنا بنجاحاتنا ... فلا تجد متبرما منه ولا ساخطا عليه ولا هاربا منه ، ولا مزورّا بطوله وقسوته ... فهو الحبيب والصاحب والصديق .......
وهو أيضا مرتبط بالفشل والسخط والحزن والتعاسة ولحظات الهزيمة وأيامها وآلامها ، من قهر وألم وتبرم وتشاؤم وضيق ...... فنناصب هذا الزمن العداء فنهرب أو نحاول الهرب منه ساخطين مقهورين متبرمين ، متمنين زواله أو زوالنا هروبا منه وخوفا من مآسيه ومصائبه فهو جالب المصائب والكوارث .....
هذا زمن نهاره قاس طويل ، وليله مخيف ثقيل ، نعد نجومه من أرق وهمّ ، ونشكو طوله من ألم وغم ،
وعندها نراه قرينا للموت .. فنخاف من طول أعمارنا في زمن لا يعرف إلا القسوة ، والبطش ،...
فمن هنا نرى أن نظرتنا إلى الزمن تختلف من شخص إلى آخر....
وإذا كان للزمن من حلاوة فلأنه أتاح لنا التعرف على الأفاضل وأصحاب الأصالة فنشكره ... لنقول لك تحية لك أخي حسن سلامة على مواضيع تتطرحها يفخر بها زماننا والأزمنة القادمة ..
والخلاصة أن زماننا عبارة عن لحظات عابرة إذا ما قيس بالزمن السرمدي في الآخرة حيث الحياة الأبدية فلنغتنم هذه اللحظات لذلك الزمن الأبهى والأشهى ..
دمت كبيرا بعطائك شابا بهمتك شيخا بحكمتك طفلا بطيبتك وحسن نيتك ...
أخوك / لطفي منصور

حسن سلامة
05/02/2008, 06:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الأستاذ محمود النجار

تحية صادقة ،
هذا مدخل للموضوع ، وهناك ستة أجزاء أخرى .. حاولت في البداية إثارة الاسئلة ، حتى يكون القارئ شريكى الحريص على هذه الافكار ..
ثم ، اشكرك على لفت انتباهي لكلمة وردت خطأ .. فقمت بتصحيحها ..
وأود الإشارة لى ملاحظة علمية معروفة ، هي أن النجوم مصدر إشعاع وطاقة ، بينما الكواكب عاكسة للضوء ، لكن في حال رؤيتنا للشهب التي هي رجم للشياطين ، فنحن نرى مسار / مواقع حركة هذه الشهب بالسرعة الفائقة ، وقد وصلتنا بسرعة الضوء مما يدل على حدوث الفعل منذ زمن ..

نأمل انتظار الأجزاء المتبقية لمعرفة تفاصيل أكثر .. ولي عودة للتعليق على مداخلتك المهمة ..

لك المجد

حسن

محمد حسين العيسى
06/02/2008, 06:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أرجو من الاخوة الافاضل ممن لديه علم في نظرية اينشتاين في النسبية (النظرية النسبية) ان يطرحها الى جانب الطروحات الاخرى مع رجائي بشرحها مبسطة ما امكن.
وقد ورد في استنتاجات النظرية ان السير بسرعة كبيرة يمكن مقارنتها بسرعة الضوء تسبب تطاول الزمن في المركبة المتحركة بالنسية لمراقب ثابت (نسبيا)، أي ان المسافر الشاب يعود بعد ان يمر عليه عام واحد ويعود شابا (بفارق عام واحد) ليجد المراقبين قد مرت عليهم أعوام كثيرة وصاروا شيبا بعد شبابهم عندما غادرهم.
وبذلك فان النسبية حققت (نظريا ) امكانية السفر الى الامام في الزمن (الى المستقبل)، ولكنها لا تزال تعجز عن تقديم المبدأ النظري للسفر خلفا (الى الماضي).

وللحديث بقية....

تقبلوا احترامي

حسن سلامة
10/02/2008, 10:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي العزيز / لطفي

أيها الإنسان الفاضل الرقيق

نأمل دائماً أن نحظى بقليل من الراحة والطمأنينة ، وبعض السعادة ..
حديثك يمكن ان اضعه في ( الآن والتو ) في هذه اللحظة الزمنية التي هي اليوم ..
هنا ، في هذا اليوم/ اللحظة / ندمج الماضي وما يمكن أن نتخيله غداً أو ما نطمح إليه ..
الماضي فعلناه وانتهى ، المستقبل / سوف / غير مضمون القدوم بالنسبة للفرد ، وهذا يخضع للإرادة الربانية ..
أتمنى لك لحظة سعيدة رائعة ..

حسن سلامة
10/02/2008, 10:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم الدكتور محمد حسين العيسى
الطبيب الجراح المحترم

نظرية إينشتاين التي حققت (نظريا ) امكانية السفر الى الامام في الزمن (الى المستقبل)، ولكنها لا تزال تعجز عن تقديم المبدأ النظري للسفر خلفا (الى الماضي).لا تعنيني بأي شكل من الاشكال .. عندنا في القرآن الكريم كل ما يعنينا من زمن ، والكثير من العلوم الاخرى ..
في حقيقة الأمر : من المستحيل السفر إلى الامام لأن الأمام هو المستقبل ( علم الغيب ) وإن كانت هناك تفاصيل لليوم الآخر والجنة والنار ، فذلك ايضاً من أمر الرحمن الذي يمنح ما يشاء من علمه للبشر ..
السفر إلى الماضي ، ماذا يعني ، أهو الذاكرة والعبرة ( كما ورد في قصص القرآن ) هل هو الحلم / في المنام ، حيث اختزال الماضي واختزال المكان ..
على كل حال ، الزمن الذي أحاول الوصول إليه ، يدور حول ما يمكن أن يستفيد منه المرء / بمعرفة كـُنه الوقت ، وكيفية الإمساك به ، والتساؤل ( حول / وضربنا على آذانهم سنين عددا ) وهو شأن له علاقة بحاسة السمع والنوم ..!
وبصفتك طبيب جراح ، وهذا يسعدني ويفيدني ، فنحن نعلم أن الجسد ( أجزاء حية مترابطة ) حتى خلية الدم تبقى نابضة للحظات بعد خروجها من الجسد ، وكذلك ورك الجمل ، وقلب الأرنب ., ..
ويقول الاطباء أن فايروس الانفلونزا غير معروف ( ويشفى المرء منه بعد ثلاثة أيام ) فإذا كان هذا الكلام علمياً ، نستطيع التحدث عن عمر الفايروس / ثلاثة أيام ، ونحاول اختزالها إلى يوم أو لحظات .. ( البحث في هذا لاحقا بعون الله ) ..

أخي
شكراً لك ونأمل التواصل في هذا الشأن ، ونأمل الاطلاع على الحلقات ( 4 - 6 ) على الرابط :



http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=24816