المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زواج الشرقي من أجنبية



وديع العبيدي
05/02/2008, 02:36 PM
فابيولا بدوي

زواج الشرقي من أجنبية هو كيل بمكيالين


ما أكثر الاتهامات المتبادلة بين النساء والرجال في مجتمعاتنا، وبين الاثنين والمجتمع من حيث التفرقة في المعاملة وأسلوب التنشئة وغيرهما. ولأن التعميم هو دائما أسلوب الحمقى في الحكم على الأشياء، فإنه ليس من الطبيعي كوني أنثى أن أرى عيوب الدنيا قد خص بها الله الرجال. فالخطأ والصواب هما سمتان بشريتان بصرف النظر عن النوع.

لكني هنا أتوقف أمام ظاهرة بعينها تكشف إلى حد كبير حجم الازدواجية التي يحيا بها الرجل الشرقي، وهي تتعلق باختياره لشريكة حياته. فنراه يسأل ويدقق ويدين ويصدر الأحكام حينما يقرر الارتباط بفتاة شرقية مثله، وليته أيضا يتمكن من رصد الأحلام التي داهمتها قبل أن يتقدم لخطبتها كي يحللها ويقيمها ويقرر بناء عليها. بينما نجد الحال مختلفاً تماما حينما ينوي نفس الشخص الارتباط بفتاة غربية، حيث تتبخر الهواجس حول الماضي واختلاف السلوكيات والملبس والاختلاط، ولو أردنا شيئا من الصدق، حتى شرط العذرية نجده لا يتوقف أمامه على الإطلاق بل يتنازل عنه عن طيب خاطر، على الرغم من رفضه المطلق التنازل عنه أو قبوله حتى في الحالات الشرعية مثل المطلقة والأرملة. كيف تتبخر العادات والتقاليد والشرف والمبادئ والشروط القاسية التي تربى عليها في مجتمعه هكذا ببساطة؟.

الحقيقة أن كل هذا يتهاوى أمام الفتاة الغريبة، ليحل محلها شعارات مناقضة تماماً، فماضيها هو ملك لها وحدها، أو أنها كانت تتصرف تبعا لمفاهيم بلادها التي تمنحها مساحات لا نهائية من الحرية، الفتاة الغربية حينما تقتنع وتختار لا تخطئ، وكأن الشرقية لا حاكم لها ولا رابط، إلى آخر الحجج الواهية التي نسمعها تتردد أمامنا. وفي كل الحالات يتزوجها ويحيا سعيدا بها ومعها، بل ومتباهيا أمام أهله ومعارفه بأنه قد حظي بشقراء من بلدان العالم الأول، وأنها فضلته هو ابن البلدان النامية على شباب بلادها وكأنه قد حقق بذلك اختراقا نحو العالمية.

هذه ليست دعوة كي لا يدقق الشاب الشرقي حينما يختار شريكة حياته فهذا حقه أولا وأخيرا، وأيضا ليس هجوما على من يرتبط بأجنبية لأنه شأن خاص، لكنه تساؤل مشروع حول معايير الزواج في بلادنا، ومبدأ الكيل بمكيالين الذي يمارسه الرجل والمجتمع الشرقي كله فيما يخص اختيار الزوجة. هذا في الوقت الذي نجد فيه غالبية الفتيات الشرقيات تختار شريكها بمعايير واحدة لا تختلف، وكلها تتمركز حول الرجولة والكرم والحنان ومراعاة الله فيها وفي أولادها في المستقبل.

*نقلا عن جريدة "الوطن" السعودية