المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موسوعة المرأة.. العراق.. صفحات مشرقة من تاريخ النساء



وديع العبيدي
06/02/2008, 01:53 PM
فاروق سلوم

زها حديد 2008 : الفنتازيا اهم من العمارة


زها حديد .. تفتت الأشكال لتضيء بفكرتها الخالصة عن الكيان المعماري المتخيل ، انها ترمي اية احتمالات بصرية عادية.. بعيدا ، وقد تعودت ان ترى العالم ببصيرة خاصة ومفكّكة ؛ و تصمم مشاريع غرائبية لعمارة الغد بحيث يتغير مفهوم الفضاء .. مثلما يتغير مفهوم الوظيفة وتتحول المشاريع تلك الى مواقع تشبه النصب .. حيث تضيءملامح الهوية الخاصة للمكان العام ...
الفنتازيا .. الفنتازيا :
انها منشغلة بتفكيك ماهو قائم ولذلك لايلمح المتابع لمشاريع حديد الاّ تطويحات فردية مستقلة لترمي فلسفتها على جسد مقاربات مفتته لتصميم المشروع .. اي مشروع ، انها تنتمي الى رؤية تفكيكية هي غالبا بصيرة متقدمة لرؤية العمارة – او المبنى مرسوما ومتخيلا اكثر مما هو تصور المشروع قائما . يقول استاذها منذ عام 1977 وشريكها فيما بعد ريم كولهاس : ان تصاميم زهاء عمل مشفر ، عمل دلالي فيه اكثر سحرية من اتساق المشروع مع بيئته الى عبور المشروع مصمما فوق تاريخ البيئة المحيطة الى مستقبلها الآتي .. لذلك لاينبغي قراءة مشاريع زها التصميمية من خلال عصرها .. انها تظهر اليوم من اهم رواد العمارة العالمية اليوم بكل لتجاهاتها وفرديتها ايضا .. ولكي تؤكد زها حديد الرؤيا ذاتها تعلق على انتخابها من بين سيدات العالم الذين سيؤثرون في مستقبل العالم خلال 2008 كما في الفيغارو الفرنسية قائلة : الفنتازيا اهم من العمارة .. اذ ما ان يرى المصمم مشروعه على الورق حتى يصير وديعته الذاتية .. اي مسار تصوره المستقبلي لسحرية المكان واية ستراتيجية لاتحتوي على خيال اوسع من المبنى هي ستراتيجية مغايرة لفكرتي عن العمارة ..
ان تفتيت زهاء حديد لفضاءات عمارتها ، هو نمط من تفكيك بنى ، واعادة صياغتها في انساق متقلبة في الأفضية المصممة او في الأحياز وعلاقاتها مع بعض حتى لتبدو الواجهات التي تخططها هي اهم عمل تصميمي له طابع التشكيل ولكن بأبعاد ثلاثية . ان القيمة التصميمية لمشاريع زها تأتي من خلال ماتشتغل عليه من بنى معمارية متغيرة ان في المنظور او في المبتغى بحيث تتأكد رؤيتها الذاتية كمصممة مثلما تتأكد امكانية التأويل الثري لدى المتلقي حين يتأمل سيرة المشروع من خلال تصاميمه وابعاده وطاقة المصممة على تفتيت كل ثابت الى ماهو دائم الحركة .
كل ايحاءات اشتغالات زها حديد تمنح احساسا رمزيا بالأشياء.. وذلك نمط من استثنائية الأستنتاج .. استثنائية الشعوريقوم المدرك غالبا على مطلق من افكار وتأويلات هي صنعة فنتازيا الذات بغية استيعاب منهجيتها ولنقل برنامجها وهي تشتغل على مشاريع مقترحة . المرسى المقترح في ابوظبي ، ومشروع الجسر المصمم في دبي ، هما نموذجان لأستيعاب تاريخ المكان ومن ثم اختصار هويته الى رموز ودلالات تحفظ ارث العمارة المحلية وتطلقها الى مسافات زمانية بأتجاه الغد ، لكن دون ان يبدو ذلك ملمحا معماريا متعارضا مع طبيعة المكان ..
المبنى المركزي لشركة بي ام دبليو في لايبزك هو من مشروعاتها لعام 2005 يشكل في قراءة تصميماته ترجمة جريئة لمتطلبات مؤسسة غير عادية في ادائها العالمي من الناحية الوظيفية لكنها اختصرت ذلك الأيقاع الغلوبالي الى منحى رمزي في التصاميم وانفتاحها الداخلي .. اي انها وقد الغت الحدود الداخلية للوظيفة قد اعطت في ذات الوقت الخصوصية المطلوبة لأتمام تلك الوظائف دون فقدان الأستقلالية من جهة والتواصل من جهة اخرى . انها تعتمد على رسم نماذج تصميمية تقوم على فلسفة دمج البنى التصميمية ولكنها في ذات الوقت تبددو خارج نسق الوحدة التصميمية للمشروع منسرحة مربكة ولكنها متقنة في اقتراحها . وغالبا تأخذنا تصميات ومشاريع زها حديد الى منحنيات معرفية عبر كيانات بليغة في لغتها المعمارية . نحن ازاء معمارية ذات اصرار في رؤية مستقبلية للعمارة وقد جمعت عناصر الأرث المعرفي للعمارة الحديثة لترسم ملامحها الذاتية الفذة في تأسيسات فردية مابعد حداثية ـ مشروع المحطة وموقف السيارت مثلا – ستراسبورغ 2007 ، هذا مشروع مقترح تصميميا لكنه في شكله المخطط يكتشف المكان اي انه وسط بيئة معمارية تاريخية يرسم فضاء مقترحا هو كناية عن فسحة مشغولة بالوحدات التي تؤدي وظائف المشروع لكنها افضية مفتوحة تعطي معنى الأتساع لنقل دلالة الأتساع في حيّز مكاني مكثف بسبب طبيعته المحيطة ..

مشاريع ورؤى لاتتوقف :
المتابع لمشاريع زها المصممة والمنجزة يكتشف انه ازاء مشاريع و رسوم ومخططات غاية في البناء التركيبي ، حتى لتبدو انها صعبة الفهم – مركز ماغيز / سكوتلندا 2006 ويشكل واحد من مشاريعها القائمة الأولى بكل دلالته الرمزية لكنه يؤدي وظائف حضارية .. ووظائف تقليدية لسكان مدينيين منشغلين ببرامج متقنه حيث تعطيهم زها فرصة للتأمل وصحيح ان فهم عمارة زها حديد هنا يبدو صعبا لكنه يمكن قبولها وادراكها بسهولة طاغية لمجرد التخلص من الفهم المسبق للعمارة ووظائفها .. والبعد قليلا عن تأسيسات مدارسها في اعماقنا من متراكم معياري يقوم على الحساب والدقة ولاينطوى على الروح ... لقد فككت المعمارية معايير التصميم واقامت افقا معماريا يتواصل من خلال الأيحاء ..التأمل .. التأويل ..
وربما يتساءل المتخصص عن جدوى ذلك ميدانيا لكننا نقول ان التصميم الخارجي لوجهات مقترحه يعطيك احساسا بالصعوبة في التلاؤم لكن مداخل المكان وبنيته الداخلية تعطيك احساسا بالتكامل والأنتماء .. نموذج مركز فانية للعلوم – المانيا 2006 منظومة مؤسساتية مقترحة لأستيعاب وظائف محددة .. لكن الفنتازيا غيرت الحركة الداخلة ، غيرت مفاهيم العلاقة الوظيفية وجعلتها اكثر يسرا ولكن بتوزيع مختلف يجد المقيّم المعماري رينهارد تسمرمان : انها قد تغير العلاقات الأدارية هنا مستقبلا ويا تي ذلك بفعل طبيعة المقترح المصصم الذي يلخص الفعاليات ويكثفها دون تقييد مسبق بحيث ينعكس التغيير الأداري المتوقع من خلال ما تفرضه العمارة مابعد - حديثة هنا ...
كانت التخطيطات التي تقدمها زها حديد دائما تخطيطات صادمة و مستفزة لأنها تصميمات ومقترحات مرسومة بتقنية ورؤية غير تقليديتين ، حيث تتوحد الأجزاء المصصمة في افضية وظيفية رابطة لما يناظرها مع منجزها المعماري والتصميمي الضخم القائم على فكرة تغيير طبيعة الكتلة الخارجية لكسر رتابة البيئة المعمارية المحيطة . لكنها رغم غرابة الرسوم وتضليلها تشتغل على الحفاظ على طاقة المبنى لأستيعاب الحركة المقترحة . وفي الرسوم تكتسي الواجهة عناصر بيئية تجعل المبنى المقترح ايقاعا متنوعا لتسلسل البيئة المحيطة وبهذه الطريقة كانت المعمارية تثير اسئلة لجان التقييم في المسابقات الكثيرة التي فازت فيها في المنافسات والجوائز وبخاصة جائزة بريتزكر – 2004 والتي تعادل جائزة نوبل ولكنها تقدم في اطار العمارة ، حيث تبدو مشاريع زها كاسرة لأطر التصميم متحدية لعناصر البناء ، مطلقة الفناء المحيط لحركة دائمة و مقترحة مهما كانت البيئة مكتظة بعمارة مسبقة
فمثلا – مركز موسكو الدولي للأعمال - 2007 هو مشروع متقاطع مع بيئته لكنه يشكل استنتاجا معماريا لما اثمره المكان بعد عقود ليكون هذا المشغل المقترح مبنى مستقبليا قائما وسط هوية كانت بحاجة الى تاطير لوجودها ..... ان رسوم المبنى افقيا هو تسلسل نمطي لعناصر مصممة ولكن ايقاع حركة تلك العناصر يتغير وينعكس على الواجهة وهي غالبا من مواد حديثة تحفظ للبيئة ادائها مثلما تحفظ للتقنيات اداءا خاصا وناجحا في التنفيذ ..
ان اسلوب تنفيذ رسوماتها وتخطيطاتها يمتلك غرابة خاصة ، حيث يبدو كل مقترح هنا هو استثناء ، وكل عمارة هنا هوا جتراح لمشاكسة مضادة لكل مألوف ..
كل شيء يبدو فريدا واستثتنائيا ، غرائبيا وصادما لكن مشروع زها حديد الغرائبي هذا يشتغل على انجاز مقتربات مشتركة مع عمارة راسخة وقائمة ، ومع فلسفة ومنهجية اشتغلت طويلا على قولبة المفاهيم كلها .. حتى المفاهيم المعمارية الحديثة ، وهي تعتبر العمارة مابعد الحداثة اشتغال منهجي لأعادة العمارة الحديثة من توجهها الذاتي الى درجة الشخصة الى سياقها العام ، بحيث تقول : ان مشروعاتي في وظائفها مشاريع عامة لكنها تحمل لمستي الخاصة التي تطمح الى تغيير العلاقات بشكل متطور .. انا لااغفل الطبيعة الأنسانية للعمارة لكني اريد ان تحمل العمارة مغزى جماليا وجدليا لايتوقف ... حتى لتبدو مشاريعها ومقترحاتها بنى تشكيلية نحتية تعطي اشارت المكان وتؤطره ..
ان زهاء حديد – 1950 بكل ماتحمله روحها العراقية المبدعة والملتبسة تثير موجة من الجدل الصعب والحوارات الكثيفة حول جدوى التفكيك في تصميمات معمارية تنتمي الى عمارة مابعد الحداثة كما تثير موجة من النقد المسبق لمؤسسات معماريه ترى من الصعوبة بمكان تلقي مقترحاتها المعمارية دائما .. وهي مشاريع تتسع دائرتها في كل انحاء العالم لكن البعض من النقاد يرى ان ذلك يحصل دون وقت اضافي لكي تستوعب هذه الصدمة المعمارية التي تشكل تيارا مؤثرا لايتوقف يقوم على الألغاء و التشويش والخلق في ذات الوقت ..
ان مشاريع زها حديد اليوم في امريكا والمانيا وفرنسا واسبانيا وروسيا واسكندنافيا وبريطانيا وتايوان ونيبال وهونغ كونغ واسطنبول وقبرص ودول اخرى كثيرة تشكل معيارا معماريا
مختلفا ..لا فضاءا معماريا مألوفا هنا ولا مبتنى عاديا ؛ كل شيء يقوم على الخلخلة في المفاهيم مقابل انجاز مقترحات تصميمية عصية ومركبة وحديثة .. ومفاجئة الى درجة .. القبول - مقترح جسر على نهر ايبرو اسبانيا 2008 .. مشروع لفنتازيا التواصل الممكن ..
وهي تحمل اليوم صفة ( عبقرية ) التي اقترحتها الفيغارو الفرنسية مطلع هذا العم تنشغل على اتمام مشروع لأحدى اكبر دور الأزياء العالمية لأنجاز هيكل متحرك للعرض بمساحة كبيرة لكنه قابل للتغيير والتركيب المتحرك .. ذلك ان فنتازيا الحركة المعمارية في تصميمات زها حديد هي تجاوز لفكرة المبنى المقترح عند الأنشاء الى فكرة السحر التصميمي المفتت لكل ماهو مسبق وعادي .. وبهذه الطريقة يكون مقترح المعمارية مفاجئا ومستوعبا لوظيفته وهو يطلق جماليات جديدة ولكنها جماليات مشاكسة .. فهل تتقبل العمارة بكتلتها التاريخية القديمة ..عمارة مربكة ومشوشة الى هذا الحد .. اظن ان الصفات التي تطلق على المعمارية زها حديد ومشاريعها الملتبسة ترد بطريقة خاصة .. ايضا .

وديع العبيدي
06/02/2008, 01:56 PM
عدنان حسين أحمد

غمامة زها حديد تهبط على ضفة التيمز


إحتضنت الواجهة الأمامية لصالة الإحتفالات الملكية في " ساوث بانك " في لندن العمل التركيبي الجديد " غمامة مدينية " للمصممة والمهندسة المعمارية العراقية زها حديد. وقد توافق إفتتاح هذا العمل التركيبي مع معرضها الإستعادي الشامل الذي ينظّمه متحف التصميم في لندن. تتكون هذه " الغمامة " من " 150 " قطعة كونكريتية سوداء مصقولة ومربوطة مع بعضها البعض ببراغٍ حديدية. إن اللافت للنظر في هذا التكوين الذي يهدم الفواصل بين العمارة والتصميم والهندسة والنحت هو إنسيابية المادة الكونكريتية الصلبة، ورشاقتها التي إستمدتها الفنانة زها حديد من مخيلتها المرنة أصلاً، ولهذا فقد شكلّت المعالم الخارجية للقطع الكونكريتية وصاغتها عبر أشكال مرنة، منسابة، لدنة، وكأن الحجر الصلد مادة مطواعة لينة قابلة للمطِّ والتطويل. يزدان جدار الغمامة بعدد كبير من الثقوب التي يمكن الإفادة منها بواسطة المؤثرات الضوئية التي تمنح التكوين أبعاداً بصرية مضافة إذا ما أرخى الليل سدوله. إن ما يميز أي عمل معماري أو فني لزها حديد هو حركته، وإنسيابيته، وغياب الأشكال التقليدية فيه، وبالذات العمودية والأفقية منها، وهيمنة الميوعة " الفوضوية " التي تشي بالقلق، والخلخلة، وعدم الإستقرار، لكن المتمعن في أي عمل لها، سواء أكان تخطيطاً، أو رسماً، أو تكويناً، أو بناءً معمارياً كبيراً سيجد من دون عناء كبير أن هناك بنية قوية جداً قائمة على مبدأ تفكيكي يخلخل قناعة المتلقي القائمة على أشكال تقليدية مألوفة إستمدها من " ثنائية الأشكال الأفقية العمودية " وإعتاد عليها وألِفها، بينما لم يعتد على الأشكال الفوضوية المائعة والمتشظية في كل الزوايا المتاحة والممكنة، خاصة وأن مهندستنا الفنانة تنزع الى التماهي مع البيئة التي تحيط بعملها، وتطوّقه من جهاته الأربع. ورب سائل يسأل عن السبب الذي يدفع زها الى العزوف عن الأشكال التقليدية القديمة التي تتضارب كلياً مع مخيتلها المجنحة التي تجد ضالتها في كل ما هو جديد، وغريب، وحداثي، وما بعد حداثي أيضاً. صرّحت زها ذات مرة قائلة: " إن التخطيطات الهندسية التقليدية لا تستطيع أن تنقل " مشاعرها " المتطرّفة أبداً، وفضاءاتها المنسابة، لكن رسوماتها، وتخطيطاتها الجريئة تفلح في نقل تلك المشاعر المنفلتة. " ولا شك في أن هذه المشاعر المتمردة على الأشكال التقليدية تحتاج الى وقت طويل كي يفهمها عامة الناس أو يستسيغونها في الأقل، ولهذا السبب تلوذ المهندسة الفنانة بالرسوم التجريدية أو الإنطباعية القائمة على مخيلتها الخاصة التي تجنح الة الفرادة والإستفزاز أحياناً. ذات مرة عرض عليها المعماري الهولندي المشهور كولهاس إِثر تخرجها عام 1977 من " الجمعية المعمارية AA" أن تكون شريكة له في مكتبه المعماري الخاص، لكنها سرعان ما إنفصلت عنه، ولم يتذمر هذا المبدع الكبير، بل وصف سلوكها بالقول " إنها كوكب يدور في فلكه الخاص ". وعلى رغمٍ من أن وعيها المعماري قد تشكَّل على أسسٍ حداثية، وبنائية، وسوبرماتية، إلا أنها تنتمي كلياً الى تيار " الحداثة الجديدة " أو الحداثة الباروكية حيث يصعب تحديد نقطة الإرتكاز ظاهرياً في الأقل. ولهذا فقد قال كازامير مالفيتش ذات مرة " نستطيع أن نُدرك الفضاء حينما نتحرر من الأرض، وعندما تختفي نقطة الإرتكاز ". يمكن الإستدلال على إفادتها من التجريد الزخرفي للحروف العربية وتوظيفها بطريقية تجمع بين " التفكيكية والتركيبية المُشار إليهما سلفاً " كما أنها تحاول إستثمار البيئة، والإفادة منها في إستنباط أشكال جديدة. وربما يتذكرنا " الغمامة المدينية " بعافتها الثلجية المستمدة من نتوء واقعي وإن كانت مُحاطة بغلالة عجائبية. تحتشد السيرة الذاتية لزها حديد بنحو ثلاثين جائزة عالمية غير أننا سنتوقف عند جائزتين مهمتين وهما " جائزة البريتزكر " التي تُمنحها " مؤسسة هيات المالكة لسلسة فنادق ريجينسي " لأحد المعماريين الأحياء، وتبلغ قيمتها المادية " 100.000 " دولار مقرونة بميدالية برونزية. وقد اشادت لجنة التحكيم بالمنجزات العمرانية التي حققتها زها حديد ووصفتها بأنها " إسهامات هامة وباقية للبشرية " وقد حصلت على هذه الجائزة بعد " كفاح طويل ". وهي للمناسبة أول امرأة وأصغر مشاركة تحصل عليها منذ تأسيسها عام 1979. وتقارن غالباً بجائزة " نوبل " الشهيرة حيث أُسندت إليها بعد فوزها في مسابقة تشييد " مركز روزنثال للفن الحديث في سينسيناتي في أوهايو " عام 2004. أما الجائزة الثانية التي نالتها حديثاً فهي جائزة " توماس جيفرسون للهندسة المعمارية " لعام 2007 إذ مُنحت إليها تثميناً لمساهمتها الجدية والمتفردة في حقل الهندسة المعمارية. وجدير ذكره أن هذه الجائزة تُمنح سنوياً منذ عام 1966 وقد فاز بها خيرة المعماريين في العالم وبضمنهم زها حديد. لا بد من الإشارة في خاتمة المطاف الى عدد من الشواخص العمرانية التي أنجزتها حديد خلال رحلتها المعمارية الطويلة نسبياً من بينها مبنى شركة سيارات بي أم دبليو الألمانية في لايبزك، منصة التزحلق في مدينة أنزوبروك في النمسا، محطة إطفاء الحريق في مدينة فايل الألمانية، محطة الترام في سترايبورغ، المركز الإعلامي في دوسولدوروف، مبنى الأوبرا في كارديف، المكتبة الوطنية في كيوبك في كندا، مركز الفن الحديث في روما، صالة الفلهورمونيكا في الليكسمبورغ وغيرها من الشواهد العمرانية التي تكشف عن عبقرية المعمارية الفنانة زها حديد.

عن..

الحوار المتمدن - العدد: 2165 - 2008 / 1 / 19