المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بقايا امرأة من زمن الحب



حفيظة طعام
07/02/2008, 01:22 PM
بقايا امرأة من زمن الحب
فارقها منذ أيام طويلة بحكم سفره...
ظلت هي تنتظره على أمل العودة ،ولما طال غيابه وتجاوز حد الليالي المتفق عليها لعودته أضافت له من الزمن والعمر والأيام لتجد له أعذارا رفضها عقلها .وتقبلها قلبها الذي يحبه
لكن الغياب طال وتجاوز الحدود وفوقها .
لقد غير قلبها مسار خفقاته في هذه الليلة ...
بدأت تشعر بقلق رهيب عليه في هذه الليلة بالذات لأنه حز عليها فراقه في مناسبة عملت أن تعيش لحظاتها الجميلة معه وتكرر معه ذكراها الحميمية...
هذه الليلة غريبة من نوعها في حياتها،لم يحدث من قبل أن خفق قلبها بالخوف لان حبيبها كان جسر أمان بالنسبة لها...هكذا ...من اجله
كانت ليلة باردة لكنها لم تشعر ببرودة الطقس، لفت شالا ابيضا حول جسدها ووقفت بقامتها الطويلة تطل من الشباك لم تكن إلا هي والظلام وحبيبها الغائب .
شعرت بنوبات سعال تتسلل إلى جسدها في غفلة من روحها المحبة والشاردة ،أقفلت النافذة وتراجعت إلى الوراء تجر أذيال هزيمة مراقبة فاشلة.
من الجدار المقابل لها أطلت عليها صورة زوجها المعلقة عليه،عندها توقفت كمن لم يمش من قبل وحدقت فيها
عشقا
هياما
ذوبانا
حزنا.....................
وامتدت يدها المرتجفة نحو الصورة تنزعها برهبة وخشوع عانقتها بالرموش، بالعيون، بكيانها المنهار، عبدتها ركعت لها....كمن يركع لإله..؟؟؟
من عينيها سالت دموع ساخنة،ومن حنجرتها المبحوحة والجريحة صدر صوت متسائل أين أنت أيها الحبيب...؟؟لمن تركتني يا أغلى الناس؟؟كيف أذنت لك بالرحيل؟؟ أي ارض تحتوي جسدك الطاهر؟ أين أنت يا نقي؟؟وعانقت الصورة بشدة وكأنها تريد إدخالها إلى أعماق صدرها.
مرت الليالي والأشهر والسنوات وطال غياب الحبيب، من يومها ذبلت الأزهار،وحزنت الأطيار،واتخذت الغربان من سطح البيت أعشاشا لها وتظل تحوم حوله تنشد حزنا عميقا رسمته تضاريس امرأة أنهكها الغياب ،البعد والشوق ،وحده الألم يعتصر جسدها يريد أن يخرج كل زبدة من الحياة ،من وجهها غارت الابتسامة واكتحلت عيناها بالدموع.
هي ألان بقايا حب مقوس القوام ،منهك القوى ،مبعثر الأشلاء...
بعد عشرين سنة لم تفعل شيئا سوى انتظاره والبحث عنه وسط الفوضى وركامات الدنيا،وسط اللاجدوى،وسط تقلبات قلبها.
ظلت تنبش عنه الأرض بأظافرها وتسال عنه في زمن شحت فيه العواطف،وأصبح الحب فيه مسخرة القوم،وحكاية فكاهية يلتفون حول موائدها في سهراتهم،يلوكون انهزاما تهم ،ويطلقون قهقهات في السماء تنسيهم دموعا وجراحا قهرتهم ذات يوم .
كيف يمكن لها أن تطلق طيفه وذكراه مازالت تحرقها،كيف يمكن لها تخطي عتبة حميمية أشيائه التي تحسرها من جميع النواحي؟؟؟في الركن الأيمن من غرفتها يقبع معطفه الأسود ،وفوق المكتب كتبه أقراصه مذكراته،علبة سجائره.....
وفي الشتاء ...؟؟ في الشتاء كانت تسكنها رعشته.شتاء من دون الحبيب قهر
ظلم
حرام
جنحة
من أين لها بدفء يحميها، بالأمس كان يطوقها تحت معطفه الأسود ،كانت تشعر بالأمان وهي تحتمي بوبره كقطة
ما أحبت الشتاء إلا حبا لهذا المعطف الذي كان يكتسي لمحة حب وهو يلبسه،كم احتواهما هذا المعطف؟؟كم شهد مواعيدهما الغرامية الصادقة،لقد احتوى رائحتهما وجرحهما وفرحهما ....لمعطفه سر رهيب ؟؟
هي أشياؤه تهاجمها،تطاردها ،تخنقها،...وهي ذاكرة تسكنها وتعشش فيها لتجعل منها مجرد بقايا امرأة من زمن الحب.
من مذكرات غرفتي
حفيظة

حفيظة طعام
07/02/2008, 01:22 PM
بقايا امرأة من زمن الحب
فارقها منذ أيام طويلة بحكم سفره...
ظلت هي تنتظره على أمل العودة ،ولما طال غيابه وتجاوز حد الليالي المتفق عليها لعودته أضافت له من الزمن والعمر والأيام لتجد له أعذارا رفضها عقلها .وتقبلها قلبها الذي يحبه
لكن الغياب طال وتجاوز الحدود وفوقها .
لقد غير قلبها مسار خفقاته في هذه الليلة ...
بدأت تشعر بقلق رهيب عليه في هذه الليلة بالذات لأنه حز عليها فراقه في مناسبة عملت أن تعيش لحظاتها الجميلة معه وتكرر معه ذكراها الحميمية...
هذه الليلة غريبة من نوعها في حياتها،لم يحدث من قبل أن خفق قلبها بالخوف لان حبيبها كان جسر أمان بالنسبة لها...هكذا ...من اجله
كانت ليلة باردة لكنها لم تشعر ببرودة الطقس، لفت شالا ابيضا حول جسدها ووقفت بقامتها الطويلة تطل من الشباك لم تكن إلا هي والظلام وحبيبها الغائب .
شعرت بنوبات سعال تتسلل إلى جسدها في غفلة من روحها المحبة والشاردة ،أقفلت النافذة وتراجعت إلى الوراء تجر أذيال هزيمة مراقبة فاشلة.
من الجدار المقابل لها أطلت عليها صورة زوجها المعلقة عليه،عندها توقفت كمن لم يمش من قبل وحدقت فيها
عشقا
هياما
ذوبانا
حزنا.....................
وامتدت يدها المرتجفة نحو الصورة تنزعها برهبة وخشوع عانقتها بالرموش، بالعيون، بكيانها المنهار، عبدتها ركعت لها....كمن يركع لإله..؟؟؟
من عينيها سالت دموع ساخنة،ومن حنجرتها المبحوحة والجريحة صدر صوت متسائل أين أنت أيها الحبيب...؟؟لمن تركتني يا أغلى الناس؟؟كيف أذنت لك بالرحيل؟؟ أي ارض تحتوي جسدك الطاهر؟ أين أنت يا نقي؟؟وعانقت الصورة بشدة وكأنها تريد إدخالها إلى أعماق صدرها.
مرت الليالي والأشهر والسنوات وطال غياب الحبيب، من يومها ذبلت الأزهار،وحزنت الأطيار،واتخذت الغربان من سطح البيت أعشاشا لها وتظل تحوم حوله تنشد حزنا عميقا رسمته تضاريس امرأة أنهكها الغياب ،البعد والشوق ،وحده الألم يعتصر جسدها يريد أن يخرج كل زبدة من الحياة ،من وجهها غارت الابتسامة واكتحلت عيناها بالدموع.
هي ألان بقايا حب مقوس القوام ،منهك القوى ،مبعثر الأشلاء...
بعد عشرين سنة لم تفعل شيئا سوى انتظاره والبحث عنه وسط الفوضى وركامات الدنيا،وسط اللاجدوى،وسط تقلبات قلبها.
ظلت تنبش عنه الأرض بأظافرها وتسال عنه في زمن شحت فيه العواطف،وأصبح الحب فيه مسخرة القوم،وحكاية فكاهية يلتفون حول موائدها في سهراتهم،يلوكون انهزاما تهم ،ويطلقون قهقهات في السماء تنسيهم دموعا وجراحا قهرتهم ذات يوم .
كيف يمكن لها أن تطلق طيفه وذكراه مازالت تحرقها،كيف يمكن لها تخطي عتبة حميمية أشيائه التي تحسرها من جميع النواحي؟؟؟في الركن الأيمن من غرفتها يقبع معطفه الأسود ،وفوق المكتب كتبه أقراصه مذكراته،علبة سجائره.....
وفي الشتاء ...؟؟ في الشتاء كانت تسكنها رعشته.شتاء من دون الحبيب قهر
ظلم
حرام
جنحة
من أين لها بدفء يحميها، بالأمس كان يطوقها تحت معطفه الأسود ،كانت تشعر بالأمان وهي تحتمي بوبره كقطة
ما أحبت الشتاء إلا حبا لهذا المعطف الذي كان يكتسي لمحة حب وهو يلبسه،كم احتواهما هذا المعطف؟؟كم شهد مواعيدهما الغرامية الصادقة،لقد احتوى رائحتهما وجرحهما وفرحهما ....لمعطفه سر رهيب ؟؟
هي أشياؤه تهاجمها،تطاردها ،تخنقها،...وهي ذاكرة تسكنها وتعشش فيها لتجعل منها مجرد بقايا امرأة من زمن الحب.
من مذكرات غرفتي
حفيظة

محمد فؤاد منصور
07/02/2008, 04:11 PM
عزيزتى حفيظة
فى لغة منسابة كنبع رائق قرأت نصك الأول بالنسبة لى ولمت نفسى على تكاسلها فى اكتشاف كل ذلك الجمال ، تعبير قوى عن عاطفة مشبوبة فى نص يفيض رقة ..تقبلى تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :fl:

محمد فؤاد منصور
07/02/2008, 04:11 PM
عزيزتى حفيظة
فى لغة منسابة كنبع رائق قرأت نصك الأول بالنسبة لى ولمت نفسى على تكاسلها فى اكتشاف كل ذلك الجمال ، تعبير قوى عن عاطفة مشبوبة فى نص يفيض رقة ..تقبلى تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :fl:

فايزة شرف الدين
07/02/2008, 08:50 PM
:fl:الأخت / حفيظة
أهلا بك عضوة فى منتدى واتا . قصة تفيض بالحب والإيثار , بل عشق لدرجة التفاني في الآخر ، وزهد الحياة بعد رحيله .. ولعل هذا الحبيب بين أحضان أخرى ، سادرا عن هذه المرأة الوفية .
عباراتك أنسابت رائعة مشحونة بعاطفة متأججة .. مع أني في أعماقي ، أتساءل كيف لمرأة أن تتحمل أن تعيش هذه الحياة على ذكرى رجل خذلها وخذل أنوثتها ؟ !
لي عتاب ، وقد يكون هذا رأي شخصي ، ولكن هذا معتقدي الديني .. في استخدام عبارات الركوع كأنه إله .. فالمرء لا يركع إلا لله وحده , لأن مثل تلك العبارات تحمل شركا خفيا وربما ظاهرا ، يا ليتنا نستغني عنها في إبداعنا .
مع ذلك لازلت معجبة بك كمبدعة قديرة .
تقبلي خالص مودتي

حفيظة طعام
09/02/2008, 01:48 PM
عزيزتى حفيظة
فى لغة منسابة كنبع رائق قرأت نصك الأول بالنسبة لى ولمت نفسى على تكاسلها فى اكتشاف كل ذلك الجمال ، تعبير قوى عن عاطفة مشبوبة فى نص يفيض رقة ..تقبلى تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :fl:
************************************************** **********************************
المحترم استاذي العزيز فؤاد
سررت بمورورك الكريم .
نثرت الورد بين حروفي
احتراماتي

حفيظة طعام
09/02/2008, 01:50 PM
:fl:الأخت / حفيظة
أهلا بك عضوة فى منتدى واتا . قصة تفيض بالحب والإيثار , بل عشق لدرجة التفاني في الآخر ، وزهد الحياة بعد رحيله .. ولعل هذا الحبيب بين أحضان أخرى ، سادرا عن هذه المرأة الوفية .
عباراتك أنسابت رائعة مشحونة بعاطفة متأججة .. مع أني في أعماقي ، أتساءل كيف لمرأة أن تتحمل أن تعيش هذه الحياة على ذكرى رجل خذلها وخذل أنوثتها ؟ !
لي عتاب ، وقد يكون هذا رأي شخصي ، ولكن هذا معتقدي الديني .. في استخدام عبارات الركوع كأنه إله .. فالمرء لا يركع إلا لله وحده , لأن مثل تلك العبارات تحمل شركا خفيا وربما ظاهرا ، يا ليتنا نستغني عنها في إبداعنا .
مع ذلك لازلت معجبة بك كمبدعة قديرة .
تقبلي خالص مودتي
************************************************** ********************
الغالية المحترمة
اختي فايزة
مرورك مسك وعنبر
تشرفت بلقائي روحي مع روحك النقية
حفيظة

ابراهيم خليل ابراهيم
13/02/2008, 09:23 PM
الاخت الغالية
تملكين روعة التعبير
لقد فرحت كثيرا عندما قرات ابداعك الجميل
من هنا .. من القاهرة ارسل لك تحية معطرة ياابنة البلد الحبيب

حفيظة طعام
15/02/2008, 10:19 PM
الاخت الغالية
تملكين روعة التعبير
لقد فرحت كثيرا عندما قرات ابداعك الجميل
من هنا .. من القاهرة ارسل لك تحية معطرة ياابنة البلد الحبيب
************************************************** ***************************
استاذي العزيز ابراهيم
فرحت انا الاخرى بمرورك الكريم
الذي انعش احرفي وبعث فيها الحياة
الاجمل ما نثرت من ورود يا ابن البلد الشقيق
حفيظة

حفيظة طعام
15/02/2008, 10:19 PM
الاخت الغالية
تملكين روعة التعبير
لقد فرحت كثيرا عندما قرات ابداعك الجميل
من هنا .. من القاهرة ارسل لك تحية معطرة ياابنة البلد الحبيب
************************************************** ***************************
استاذي العزيز ابراهيم
فرحت انا الاخرى بمرورك الكريم
الذي انعش احرفي وبعث فيها الحياة
الاجمل ما نثرت من ورود يا ابن البلد الشقيق
حفيظة

مصطفى ابووافيه
22/02/2008, 06:12 PM
الاخت الفاضله / حفيظه
وجبه رائعه من المشاعر بكافة اشكالها قدمت الينا على مائده من الابداع الراقى والاسلوب السلس -- كانت خير ذاد لعواطفنا الكامنه تحت غطاء الشيخوخه -- تعاطفنا مع تلك الزوجه العاشقه وشعرنا بحبها يسرى فى اعماقنا -- وتركت لنا الحريه لنصب جام غضبنا على ذلك الزوج -- او نلتمس له الاعذار -- ربما ما منعه من العوده قدر اكبر منه
احييك على روعة ابداعك
مصطفى ابووافيه

بديعة بنمراح
24/02/2008, 12:32 AM
الأخت المبدعة حفيظة
بهي هو حرفك، رقيقة أحاسيسك.
أهلا بك مبدعة متألقة و قلما نابضا بالعطاء.
كل الود

أحمد الشافعي
25/02/2008, 12:03 AM
أخي العزيز وصديقي العزيز
بوركت وبورك قلمك . كان من زملائي في كلية دار العلوم الشاعر الفلسطيني محمد عز الدين المناصرة متعه الله بالصحة وكان لي محاولات شعرية ولكنها كانت فاشلة فآثرت السلامة ، وكنت من رواد الندوات الشعرية ، لذا فأنا أقدر كل حرف يكتبه شاعر لأنه اقتطع من ذات نفسه هو جزء من دمه ولحمه، هو فلذة كبده على الورق وفي مسامع السامعين . صديقي . نحن في زمن البكم والصم والعمي . لا بصيرة ولا نخوة ولا مرؤة عند من يتولونا ــ خداعا ــ أمرنا . هم في بلهنية من العيش والرغد يتمرغون في ثرواتنا يبنون القصور والفيلات على طريق الاسماعيلية الصحراوي وأرض الميراج وصحاري سيتي . ويتملكون الأراضي الصحراوية ويبعونها بالملايين للمغفلين من أمثالنا . قابلت هذا الأسبوع رجلا كان من الممكن أن يكون في مصاف الشهداء كجندي في كتيبة من لواء كنت أنا أحد ضباطه الاحتياط . تصور أنه يعمل سباكا بعد انتهاءعمله في أحد منشآتنا الصناعية، صحيح أنه يمتلك بيتا صغيرا يستره . . . غيره من اللصوص لم يفعلوا خردلة من عمل، وأصبحوا من الملاك وأصحاب العقارات لو أن هؤلاء يتبرعـون بــ 10% من أملاكهم لما كان في وطننا فقير ولا محتاج ...
أحمـد الشافعي

مريم محمود العلي
28/02/2008, 04:32 PM
حفيظة طعام
اشتقت لمذكرات غرفتك
سررت بقراءة نصك واستمتعت بجمال اللغة والاسلوب
تحياتي لك