زهرة زيراوي
09/02/2008, 07:02 PM
اتشيغيفارا يستريح
تخرج من مطار "شارل ديغول " و تتجه إلى" كاردي لست" تركب القطار المتجه نحو مدينة "شالون "
لم يكن في مقصورة الدرجة الأولى عدا هي و هو ، كان يتفرس جمالها ، عرف أنه جمال غير باريسي
أدركت أنه ينظر إليها ، تعرف من طريقة جلوسه و لباسه ، من ربطة العنق تحديدا ، من تعابير وجهه المترفعة ، من كل ما ينم عنه أنه كلونيالي ، ترفع عينيها إليه ، ثم و في سؤال يقصد منه ما لا يبدو عليه :
متى تنتهي الرحلة ؟....
بعد ساعة و نصف، هل أنت لبنانية ؟
أنا جزائرية
تعيشين في باريس ؟
كانت تتوثب كمن يخرج من معركة دامية ، يخرج ليستريح و يعود للمعركة .
لا لا باريس لا تلذ لي كثيرا ، لا تعجبني ،جئت من الجزائر .
قالتها و صمتت ، تعرف أنها لم تقل له الحقيقة ،هي قادمة من " كازا بلانكا " ، من استراحة المحارب ،
لقد أدمت الجزائر مناطقها الداخلية ، تنتظر أن تخف الندوب ،تحلم أن تعود إلى وطنها
يكسر سؤاله صمتها :
لا تعجبك باريس ؟ لماذا إذن جئت إليها ؟
جئت لزيارة أخي ،الذي غادرنا مرغمين ،ليعمل هنا في إحدى الشركات . زرت باريس العام الماضي ، أصبحت باريس وسخة ،عما كانت عليه منذ عشر سنوات ، و سريعة الإيقاع إلى حد الغثيان ،ثم ، ومزيدا في إذلاله ،سألته :
هل قرأت الحمامة ل "زوسكايند ؟ الأدب و الفن ينتقمان من السياسة
صمتت .... تنهدت ثم تابعت :
الجانب الروحي لا أكاد أحسه فيها
قالتها له و هي تعرف كم تحب باريس ، لقد ثبتها كاتب يوما في قلبها "باريس مدينة الجن و الملائكة "
تابعت :
باريس هاجمت بلدي الجزائر ،جرحها في الروح .
أجابها متعجبا من شراستها :
الجزائر مستقلة الآن
علقت على رده بتحد سافر
الجزائريون يرفضون أن يقولوا : إن بلادهم قد استقلت
لماذا ؟ سألها ، فردت :
لأنها دائما كانت حرة .
أن آخذ ما تمتلكه معنى أني أسرقك ، و ليس معنى ذالك أني أستعبدك ...أليس كذالك ؟
بدا الكلونيالي مرتبكا وهو يسمعها تتحدث عن مراحل من تاريخ بلدها المر
أما هي فقد كانت تحس أن امرأة مهزومة تجمع كل انشطارات تاريخها لتضرب بها كلونياليته .
هو الآخر لم يشعر في يوم من الأيام بأن كلونياليته تتضاءل بقدر ما جعلته هذه المحاربة اتشيغيفارية .
يحس أنه اليوم يتضاءل في حضرتها .
يعلن القطار عن الوصول إلى "شالون "
تنتبه إلى محطة القطار، ترى أخاها واقفا على الرصيف ينتظر ،تبتسم مشيرة له بيدها البضة و الناعمة ثم وهي
تقف ،يقف الكلونيالي ،يبدو لها و قد تجمع و انحنى انحناءة فيها كثير من الاعتذار، ربما عن تاريخ كله ،عن كل ما فعله الكولنياليون السابقون ،ثم وهي تخرج تقول له بفرنسية رامبو :
من يمنعك من أن تكون جزائريا ؟
من يمنعني من أن أكون باريسية ؟
الأرض كانت ملكا مشاعا
أ لسنا نحن الذين احترفنا الحدود
و الجغرافيات
ثم وهما يتصافحان يبتسمان ،يقول هو :
هذه هي باريس
تقول له هــــــــــــــــــــــــــــــــــــي:
أحب بلاد الجن و الملائكة
يفترقان و يكون كل منهما قد كسر شيئا بداخل صاحبه
باريس/ 2007
تخرج من مطار "شارل ديغول " و تتجه إلى" كاردي لست" تركب القطار المتجه نحو مدينة "شالون "
لم يكن في مقصورة الدرجة الأولى عدا هي و هو ، كان يتفرس جمالها ، عرف أنه جمال غير باريسي
أدركت أنه ينظر إليها ، تعرف من طريقة جلوسه و لباسه ، من ربطة العنق تحديدا ، من تعابير وجهه المترفعة ، من كل ما ينم عنه أنه كلونيالي ، ترفع عينيها إليه ، ثم و في سؤال يقصد منه ما لا يبدو عليه :
متى تنتهي الرحلة ؟....
بعد ساعة و نصف، هل أنت لبنانية ؟
أنا جزائرية
تعيشين في باريس ؟
كانت تتوثب كمن يخرج من معركة دامية ، يخرج ليستريح و يعود للمعركة .
لا لا باريس لا تلذ لي كثيرا ، لا تعجبني ،جئت من الجزائر .
قالتها و صمتت ، تعرف أنها لم تقل له الحقيقة ،هي قادمة من " كازا بلانكا " ، من استراحة المحارب ،
لقد أدمت الجزائر مناطقها الداخلية ، تنتظر أن تخف الندوب ،تحلم أن تعود إلى وطنها
يكسر سؤاله صمتها :
لا تعجبك باريس ؟ لماذا إذن جئت إليها ؟
جئت لزيارة أخي ،الذي غادرنا مرغمين ،ليعمل هنا في إحدى الشركات . زرت باريس العام الماضي ، أصبحت باريس وسخة ،عما كانت عليه منذ عشر سنوات ، و سريعة الإيقاع إلى حد الغثيان ،ثم ، ومزيدا في إذلاله ،سألته :
هل قرأت الحمامة ل "زوسكايند ؟ الأدب و الفن ينتقمان من السياسة
صمتت .... تنهدت ثم تابعت :
الجانب الروحي لا أكاد أحسه فيها
قالتها له و هي تعرف كم تحب باريس ، لقد ثبتها كاتب يوما في قلبها "باريس مدينة الجن و الملائكة "
تابعت :
باريس هاجمت بلدي الجزائر ،جرحها في الروح .
أجابها متعجبا من شراستها :
الجزائر مستقلة الآن
علقت على رده بتحد سافر
الجزائريون يرفضون أن يقولوا : إن بلادهم قد استقلت
لماذا ؟ سألها ، فردت :
لأنها دائما كانت حرة .
أن آخذ ما تمتلكه معنى أني أسرقك ، و ليس معنى ذالك أني أستعبدك ...أليس كذالك ؟
بدا الكلونيالي مرتبكا وهو يسمعها تتحدث عن مراحل من تاريخ بلدها المر
أما هي فقد كانت تحس أن امرأة مهزومة تجمع كل انشطارات تاريخها لتضرب بها كلونياليته .
هو الآخر لم يشعر في يوم من الأيام بأن كلونياليته تتضاءل بقدر ما جعلته هذه المحاربة اتشيغيفارية .
يحس أنه اليوم يتضاءل في حضرتها .
يعلن القطار عن الوصول إلى "شالون "
تنتبه إلى محطة القطار، ترى أخاها واقفا على الرصيف ينتظر ،تبتسم مشيرة له بيدها البضة و الناعمة ثم وهي
تقف ،يقف الكلونيالي ،يبدو لها و قد تجمع و انحنى انحناءة فيها كثير من الاعتذار، ربما عن تاريخ كله ،عن كل ما فعله الكولنياليون السابقون ،ثم وهي تخرج تقول له بفرنسية رامبو :
من يمنعك من أن تكون جزائريا ؟
من يمنعني من أن أكون باريسية ؟
الأرض كانت ملكا مشاعا
أ لسنا نحن الذين احترفنا الحدود
و الجغرافيات
ثم وهما يتصافحان يبتسمان ،يقول هو :
هذه هي باريس
تقول له هــــــــــــــــــــــــــــــــــــي:
أحب بلاد الجن و الملائكة
يفترقان و يكون كل منهما قد كسر شيئا بداخل صاحبه
باريس/ 2007