حنين عمر
27/11/2006, 04:48 PM
غدا عيد ميلادي، ولا اعرف لم أشعر مسبقا انه لن يكون يوما جميلا....غدا عيد ميلادي ولا أعلم لم أشعر أنني عصفور صغير فقد قدرته على التحليق ليلتحق بسربه بينما راح الشتاء يزحف نحوه بعباءة من فراغ متجمد....
ربما هو شعورٌ غريبٌ حملته ذاكرتي طوال السنة الماضية التي بدات بعثرة كادت تقتلني...وها هي في اخر رحيلها تمد أمامي طريقا مليئا بالحفر والمصاعب....
بالواقع انا لست فتاة سعيدة كما يترآى للناس...انا مجرد مريضة نفسية تعاني من ازمة حادة في القلب....ازمة لا تمنعني من اعتلاء درجات منزلنا فقط...انما ايضا من غلق نوافذ النزيف التي تفتح اجنحتها فوق اوراقي..لاكتب عن الحب...عن الفرح....عن الحلم....وعن اشياء ليست دائما ما اريد ان اقوله تماما
وحدها اليد التي نحبها هي من تؤلمنا حينما تطعننا
هل تعرفين يا حنين بماذا احلم ؟؟؟
احلم بالكثير من الاطفال القادمين نحوي لا اعرف من اين..حاملين في ايديهم قطع شوكولا وتتبعهم الفراشات الملونة....
احلم بعالم له طعم الفانيلا والفراولة والضوء....يكون لي فيه وطنُ من الياسمين اسكن فيه وانسى التفكير في المنافي البعيدة
احلم برجل احبه اكثر من ذلاتي...وامارس عليه امومتي المبكرة وطفولتي المتأخرة...اجعله مرة يمشط شعري الطويل ويشبلك فيه المشابك الماسية...ومرة اجبره على تناول طعامه بمساعدتي...اجلس معه وارفع الشوكة الى فمه ..لاقف عند حدود عينيه لحظة قبل أن اصل الى شفاهه....لأطبع قبلة صغيرة عليها بعد الملعقة الاخيرة....
احلم بحياة جميلة وناعمة ومستقرة....لا يكون الخوف فيها ثالثنا ولا المنفى رابعنا ولا المسافات البعيدة واقعا لا يمكن ان نفر منه سوى بضعة لحظات تنتهي على هامش الم داخلي يكبر في كل يوم قليلا اكثر
احلم بعطره الذي سيصاحبني الى اخر لحظة في حياتي....يغمرني في غيابه وفي وجوده ليعتني بجعلي اجمل امرأة واشهى امرأة ...وانجب تلميذات القباني....
احلم بان يجعلني الله اقرب قليلا اليه....ان يجمع دموعي في ذاكرة بعيدة ولو لوقت قليل كي يمنحني اغنية جميلة ارددها اثناء تسكعي في شوارع مدن لا اعرف اسماءها....وان يطرح في يدي بعض السحر الجميل الذي استطيع به ان اغير هندسة الاكتئاب على الارض...فاجعل مساحة الحزن اصغر قليلا ومساحة الحب اوسع قليلا....
احلم بأن اكون امرأة بكل ما في المعنى من رقي وحضارة....امرأة تتقن لعبة الحب ولعبة الشعر ولعبة فتح ابواب اغلقتها مشاعرنا الانسانية وصاغتها في علامات المستحيل.
احلم ان اغمض عيوني الليلة وانا استقبل عامي الثالث والعشرين.....لاستيقظ غدا واجد كل شيء على ما يرام
اعرف في النهاية انه لا شيء سيكون على ما يرام....وان الامر يسوء في كل يوم اكثر....وانني لن استطيع الافلات من قبضة الحقيقة....ولا من قبضة الفقد والنزيف والكتابة....لكنني رغم ذلك سأنام و أحلم الليلة....سأحلم رغم كل شيء.
لقد جاء نزار اليّ ليلة امس وقال لي:...من خسر كل شيء لا يمكنه ان يخسر اي شيء...وانت يا صغيرتي ولدت حاملة خسارتك ذات تشرين خريفي حزين....
لقد ولدت فعلا في ليلة حزينة....لم يعش من كل اطفال عيادة القديسة
"Anna"
المطلة على البحر الابيض سواي مما جعلهم يحكموت بموتي قبل ان اولد ويقيدونني في دفتر الموتى....كنت صغيرة لم تتعب امها عند ولادتها....تقول امي انني خرجت الى العالم بضحكة منها...فلماذا سموها حنين ؟؟؟
لأنها محكومة بالبقاء الى الابد...حالة منفى
في النهاية...ماذا يمكن ان يحدث لي أكثر سوءا مما يحدث الآن ؟؟؟
لا شيء....لا شيء...لا شيء...لذا سانام الليلة وأحلم رغم كل شيء
hanin
6/7/2006
ربما هو شعورٌ غريبٌ حملته ذاكرتي طوال السنة الماضية التي بدات بعثرة كادت تقتلني...وها هي في اخر رحيلها تمد أمامي طريقا مليئا بالحفر والمصاعب....
بالواقع انا لست فتاة سعيدة كما يترآى للناس...انا مجرد مريضة نفسية تعاني من ازمة حادة في القلب....ازمة لا تمنعني من اعتلاء درجات منزلنا فقط...انما ايضا من غلق نوافذ النزيف التي تفتح اجنحتها فوق اوراقي..لاكتب عن الحب...عن الفرح....عن الحلم....وعن اشياء ليست دائما ما اريد ان اقوله تماما
وحدها اليد التي نحبها هي من تؤلمنا حينما تطعننا
هل تعرفين يا حنين بماذا احلم ؟؟؟
احلم بالكثير من الاطفال القادمين نحوي لا اعرف من اين..حاملين في ايديهم قطع شوكولا وتتبعهم الفراشات الملونة....
احلم بعالم له طعم الفانيلا والفراولة والضوء....يكون لي فيه وطنُ من الياسمين اسكن فيه وانسى التفكير في المنافي البعيدة
احلم برجل احبه اكثر من ذلاتي...وامارس عليه امومتي المبكرة وطفولتي المتأخرة...اجعله مرة يمشط شعري الطويل ويشبلك فيه المشابك الماسية...ومرة اجبره على تناول طعامه بمساعدتي...اجلس معه وارفع الشوكة الى فمه ..لاقف عند حدود عينيه لحظة قبل أن اصل الى شفاهه....لأطبع قبلة صغيرة عليها بعد الملعقة الاخيرة....
احلم بحياة جميلة وناعمة ومستقرة....لا يكون الخوف فيها ثالثنا ولا المنفى رابعنا ولا المسافات البعيدة واقعا لا يمكن ان نفر منه سوى بضعة لحظات تنتهي على هامش الم داخلي يكبر في كل يوم قليلا اكثر
احلم بعطره الذي سيصاحبني الى اخر لحظة في حياتي....يغمرني في غيابه وفي وجوده ليعتني بجعلي اجمل امرأة واشهى امرأة ...وانجب تلميذات القباني....
احلم بان يجعلني الله اقرب قليلا اليه....ان يجمع دموعي في ذاكرة بعيدة ولو لوقت قليل كي يمنحني اغنية جميلة ارددها اثناء تسكعي في شوارع مدن لا اعرف اسماءها....وان يطرح في يدي بعض السحر الجميل الذي استطيع به ان اغير هندسة الاكتئاب على الارض...فاجعل مساحة الحزن اصغر قليلا ومساحة الحب اوسع قليلا....
احلم بأن اكون امرأة بكل ما في المعنى من رقي وحضارة....امرأة تتقن لعبة الحب ولعبة الشعر ولعبة فتح ابواب اغلقتها مشاعرنا الانسانية وصاغتها في علامات المستحيل.
احلم ان اغمض عيوني الليلة وانا استقبل عامي الثالث والعشرين.....لاستيقظ غدا واجد كل شيء على ما يرام
اعرف في النهاية انه لا شيء سيكون على ما يرام....وان الامر يسوء في كل يوم اكثر....وانني لن استطيع الافلات من قبضة الحقيقة....ولا من قبضة الفقد والنزيف والكتابة....لكنني رغم ذلك سأنام و أحلم الليلة....سأحلم رغم كل شيء.
لقد جاء نزار اليّ ليلة امس وقال لي:...من خسر كل شيء لا يمكنه ان يخسر اي شيء...وانت يا صغيرتي ولدت حاملة خسارتك ذات تشرين خريفي حزين....
لقد ولدت فعلا في ليلة حزينة....لم يعش من كل اطفال عيادة القديسة
"Anna"
المطلة على البحر الابيض سواي مما جعلهم يحكموت بموتي قبل ان اولد ويقيدونني في دفتر الموتى....كنت صغيرة لم تتعب امها عند ولادتها....تقول امي انني خرجت الى العالم بضحكة منها...فلماذا سموها حنين ؟؟؟
لأنها محكومة بالبقاء الى الابد...حالة منفى
في النهاية...ماذا يمكن ان يحدث لي أكثر سوءا مما يحدث الآن ؟؟؟
لا شيء....لا شيء...لا شيء...لذا سانام الليلة وأحلم رغم كل شيء
hanin
6/7/2006