المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمرأة وتسعة مطارات -2



حنين عمر
27/11/2006, 04:53 PM
أمرأة وتسعة مطارات -2
/// مغامرات حنين عمر ///
الحلقة الثانية

نظرت الى ساعتي، كان موعد طائرتي المتجهة الى البحرين ما يزال بعيدا، فقررت أن أضيع قليلا في أكبر مطار اوروبي بعد أن اشتريت بعض الشوكولا و البطاقات البريدية وبطاقة هاتفية...
عند بطاقات البريد الملونة وقفتُ أمام نفسي طويلا لأسترجع عناوين أصدقاء يستحقون أن أرسل اليهم محبتي عبر البريد الالماني، اكتشفت أنني نسيت جميع العناوين عدا عنوان بيتي، فأرسلت بطاقة الى نفسي ... بطاقة عدتُ قبل وصولها وتسلمتها نفسي بنفسها فيما بعد.

اخرجت البطاقة الهاتفية من جيبي ونظرت إليها بحزن... بمن سأتصل يا ترى، ولم اشتريتها رغم أن جهازي النقال دولي ويمكنني أن أتصل متى أشاء بمن أشاء ما دام والدي طيبا معي وسيعتني بملء رصيدي ...
تظاهرت أنني لا أعرف، لكنني في عمق روحي أعرف لم اشتريت تلك البطاقة الخضراء ذات الخمسة اورو ... لأنني كنت أشعر بحاجة ماسة إلى الإحساس بأني فعلا الان بعيدة بآلاف الكيلومترات عن عروبتي !!!

اقتربت من الهاتف العام، أدخلت البطاقة وانتظرت الخط لأدق رقم صديق قديم كان من المفترض أن ينتظرني في مطار مسقط ، تساءلتُ لماذا طلبتهُ لأؤكد موعدنا مع أني كنت متأكدة أنه من المستحيل أن ينساه...؟؟؟
رن هاتفهُ عشرين مرة ولم يرد... انتبهت إلى ساعتي من جديد، لم يستيقظ بعد!!!
اين أجد صديقا مستيقظا في ذلك الوقت؟؟؟
تذكرتُ صديقا قديما آخر يقيم في الولايات المتحدة، وأدرت رقمهُ بسرعة ليهطل صوته فوق أنفاسي وأنا أقول له: هل عرفت من أنا ومن أين أكلمك؟
ضحك صديقي الذي عرفني من نبرة صوتي المميزة، وتوقع أني أكلمه من مكان ما ضائع على الكرة الأرضية .
لكن المكالمة الهاتفية كان عليها أن تنتهي مع رجل مشغول دائما أكثر من اللازم ، يتعب ويجاهد لارضاء نزواتي الجنونية في كل مرة أطلبه فيها ويسرق من وقته الوقت للثرثرة مع آنسة مغامرة... وكان عليّ أنا ايضا أن اجد شيئا آخر يشغلني.
سحبت البطاقة وخبأتها في جيب الجينز وقادني قدري إلى مقهى غريب، طلبت منه فنجان شاي و الكثير من السكر كالعادة... فقدم لي فنجانا زجاجيا انعكست أشعة الشمس الأولى عبره لتتلألأ بين أصابعي...
كان منظرها مدهشا وهي تنزلق مشكلة دوائر من النور فوق أناملي التي اشتهت أن تكتب لحظتها، ولا أعلم سر شهوتها المتمردة، اشتهت أن تكتب عني وعن شحوبي الصباحي المنعكس في زجاج الطاولة، وعن طعم السكر الذي تسرب من الفنجان عبر شفاهي الى دمي، وعن رؤى مضت ترقص ما بيني وبين سماء المانيا.
بحثت عن ورقة ما في جيبي ، وجدت ظرف رسالة سلموني اياها في مطار الجزائر، فأخرجت قلمي لأبدأ الكتابة....كتابة قصيدة فرانكفورت، غير متوقعة أبدا ما سيحدث بعدها...!
يتبع/

قصيدة فرانكفورت

فرانكفورت

فرانكفورت
وفنجانُ شاييّ
وسكّر حزني
وملعقةٌ من ضياعي الجميلْ
أفكّر فيكَ...
وهل قد يفيد البكاءُ
إذا كنتَ في بسمة المستحيلْ ؟؟؟

أفكّر فيكَ
لعلي سأصبح أجمل هذا المطارْ
لعلّ ابتعادي...
سيمنح للإغتراب القرارْ
ويرفع عنّي دخان احتراقي
ويمسح عنّي مياه اشتياقي
ويُدخلني في الهدوءِ الطويلْ

فرانكفورت
وتُشرق شمسي بغير وطنْ
وما من جديدٍ
فكلُّ الدّروب تؤدي لوجه الشجنْ
وكلُّ المطارات صارت صديقةَ عمري
وأنتَ الغريبُ الذي لا يعودُ
ويتركُ...
فوق الأصابع رقمًا بعيدا
وآثار حبرٍ وهيلْ...


فرانكفورت
24/ 8/ 2006

اشرف الخريبي
01/12/2006, 10:27 PM
هناك حلقة اولى بالضرورة يجب قراءتها ايضا
ارجو تضمين الحلقة الأولى هنا
اشرف

دينا سليم
02/12/2006, 11:15 AM
استمتعت بالقراءة يا زميلتي حنين عمر .
اتحفينا أكثر فأعماقك مليئة بالعبارات الشيقة.
بانتظارك المزيد
تحياتي

حنين عمر
07/04/2007, 06:50 PM
:)
الحلقة الاولى يا استاذ اشرف هي اخر حلقة سأضعها في المسلسل
عليك ان تتابعني اذن
:fl:
شكرااااا

حنين عمر
07/04/2007, 07:07 PM
العزيزة دينا

كم اسعدني مرورك الجميل يا صديقتي

محبتي لروحك