هشام السيد
27/11/2006, 06:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
فتوى على ذوقك !!!
المتتبع لمسيرة الفتوى بدءا من فضيلة الإمام محمد عبده ومروراً بالشيخ عبد المجيد سليم ووصولاً للشيخ الشعراوي والشيخ محمد الغزالي في مصر، وكذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب و سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في السعودية ، وغيرهم الكثير من علماء الدين في سائر البلاد الإسلامية ، يرى بجلاء ووضوح كم أفنى هؤلاء الأعلام من أعمارهم في تحصيل العلم وقراءة أمهات الكتب الدينية قبل أن تصدر عن أحدهم فتوى واحدة مهما كان حجمها ، والسبب في ذلك يرجع إلى أن هؤلاء أناس قدروا الله حق قدره ، فلم يتجرأ أي منهم على التفوه بفتوى تحليل أو تحريم قبل أن يكون عالماً بكل بواطن الأمور وما ستحدثه الفتوى من انعكاسات أو ردود أفعال .
وعندما ننظر إلى عدد السنوات التي قضاها هؤلاء الأفذاذ في خدمة دينهم ابتغاء مرضاة ربهم .. والمحصي لعدد الفتاوى التي صدرت عنهم يجد أنها تفوق الآلاف ، ومع ذلك لم يحدث مرة واحدة أن تسببت فتوى واحدة صادرة عن أي منهم في إحداث أية بلبلة أو ردة فعل معاكسة لمجريات الأحداث في أزمانهم والأزمان التالية لهم .
الآن وبعد هذا التقدم العلم والتقني الذي نعيشه ، أصبحت الفتوى عِرضاً مستباح لكل من أراد أن ينهل من معين الأموال التي تدفع للمفتيين أو من أراد أن ينال بعض من شهرة المطربين ، فوسائل الإعلام المختلفة من فضائيات و منتديات وخلافه تقدم كل هذه الحلول بدون عناء أو كلل ، كل ما عليك أن تجيد لغة الحديث والتلاعب بالألفاظ وتوظيف إشارات اليدين حتى توقع عقد احتكار مع إحدى الفضائيات لتصبح مفتياً خاصاً بها أو لأحد منتديات الإنترنت ، حتى أن الناس الآن يسمون الشيخ فلان (مفتى قناة ...... الفضائية) والشيخ فلان (مفتى منتدى ..... بالانترنت) .
وهنيئاً لأمة الإسلام بهذا الزيادة الرهيبة في عدد من يمتهنون الفتوى حتى أصبح عددهم يناهز أعداد المطربين!!! وأصبح للسائل فرصة الحصول على ( الفتوى التفصيل ) التي تطابق وتناسب احتياجاته فإن لم تناسبه فتوى الشيخ فلان في إحدى الفضائيات فعليه العمل بفتوى الشيخ فلان في الفضائية الأخرى !!! مما يوحي للمتهجمين على الإسلام بأننا غير متفقون حتى في فهمنا لديننا الواحد فكيف نتجرأ برفضنا لهم ونحن نعاني الخواء من داخلنا ؟؟!!!
ومن الشرور التي ابتليت بها أمة الإسلام ، هؤلاء النفر القليلون الذين يحصرون الدين الفسيح في جلباب قصير وكسرة من عود الأراك توضع في الفم ، وبعض من شعيرات متناثرة على وجنتيه هنا وهناك ، وبشرط ألا تمتد إلى هذه الشعيرات يد التهذيب أو التشذيب ، ثم قراءة كتاب لا يتعدى سعره - في أغلب الأحيان - العشرة جنيهات مصرية ، ومن ثم يصبح مفتياً ، يحلل ويحرم من منظور مغلق لا يتسع سوى لعقله وتأويله هو دون غيره.
وإذا أمعنا النظر قليلاً في شأن هؤلاء المتجرئين على تأويل كتاب الله وسنة رسوله بما تهوى أنفسهم تجد العجب العجاب . فلا تتعجب حين تسمع من أحدهم أن الصلاة في البنطلون لا تجوز ، أو أن إطالة الثياب هي تشبه بالكفار ، ثم لا يتوانى في أن يسوق لك الدليل الدامغ (من وجهة نظره) أن الحديث الشريف يقول ( من تشبه بقوم حشر معهم ) ، هكذا بدون مقدمات يصبح الإنسان كافراً في عرف هؤلاء لمجرد ارتدائه لباساً أطول من الكعبين قليلاً ، ويقيني أن الكعبين في تفسيرهم هي الركبتين ، لذا تجد ثيابهم لا تطول عن الركبتين ، في مشهد يجلب لهم السخرية وللإسلام العار والشنار . فهذه فرصة سانحة على طبق من فضة لمن أراد أن يتهكم على الإسلام وبيد أبنائه .
من هنا يحق لغيرنا أن ينعتوننا بأقذع الألفاظ ، ويحق لنا أن نتبرأ من هؤلاء الدخلاء على شرعنا الحنيف وديننا القويم ، ونأمل من الله العلي القدير أن يبعث لنا من عباده المخلصين من يجدد لهذه الأمة دينها ، رداً لاعتبارها وثأراً لكرامتها وإعلاءً لشأنها الذي أضير بفعل أبنائها ، وما ذلك على الله بعزيز .
هشام السيد
الرياض في الأربعاء 5/4/1427هـ الموافق 3/5/2006 م
فتوى على ذوقك !!!
المتتبع لمسيرة الفتوى بدءا من فضيلة الإمام محمد عبده ومروراً بالشيخ عبد المجيد سليم ووصولاً للشيخ الشعراوي والشيخ محمد الغزالي في مصر، وكذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب و سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في السعودية ، وغيرهم الكثير من علماء الدين في سائر البلاد الإسلامية ، يرى بجلاء ووضوح كم أفنى هؤلاء الأعلام من أعمارهم في تحصيل العلم وقراءة أمهات الكتب الدينية قبل أن تصدر عن أحدهم فتوى واحدة مهما كان حجمها ، والسبب في ذلك يرجع إلى أن هؤلاء أناس قدروا الله حق قدره ، فلم يتجرأ أي منهم على التفوه بفتوى تحليل أو تحريم قبل أن يكون عالماً بكل بواطن الأمور وما ستحدثه الفتوى من انعكاسات أو ردود أفعال .
وعندما ننظر إلى عدد السنوات التي قضاها هؤلاء الأفذاذ في خدمة دينهم ابتغاء مرضاة ربهم .. والمحصي لعدد الفتاوى التي صدرت عنهم يجد أنها تفوق الآلاف ، ومع ذلك لم يحدث مرة واحدة أن تسببت فتوى واحدة صادرة عن أي منهم في إحداث أية بلبلة أو ردة فعل معاكسة لمجريات الأحداث في أزمانهم والأزمان التالية لهم .
الآن وبعد هذا التقدم العلم والتقني الذي نعيشه ، أصبحت الفتوى عِرضاً مستباح لكل من أراد أن ينهل من معين الأموال التي تدفع للمفتيين أو من أراد أن ينال بعض من شهرة المطربين ، فوسائل الإعلام المختلفة من فضائيات و منتديات وخلافه تقدم كل هذه الحلول بدون عناء أو كلل ، كل ما عليك أن تجيد لغة الحديث والتلاعب بالألفاظ وتوظيف إشارات اليدين حتى توقع عقد احتكار مع إحدى الفضائيات لتصبح مفتياً خاصاً بها أو لأحد منتديات الإنترنت ، حتى أن الناس الآن يسمون الشيخ فلان (مفتى قناة ...... الفضائية) والشيخ فلان (مفتى منتدى ..... بالانترنت) .
وهنيئاً لأمة الإسلام بهذا الزيادة الرهيبة في عدد من يمتهنون الفتوى حتى أصبح عددهم يناهز أعداد المطربين!!! وأصبح للسائل فرصة الحصول على ( الفتوى التفصيل ) التي تطابق وتناسب احتياجاته فإن لم تناسبه فتوى الشيخ فلان في إحدى الفضائيات فعليه العمل بفتوى الشيخ فلان في الفضائية الأخرى !!! مما يوحي للمتهجمين على الإسلام بأننا غير متفقون حتى في فهمنا لديننا الواحد فكيف نتجرأ برفضنا لهم ونحن نعاني الخواء من داخلنا ؟؟!!!
ومن الشرور التي ابتليت بها أمة الإسلام ، هؤلاء النفر القليلون الذين يحصرون الدين الفسيح في جلباب قصير وكسرة من عود الأراك توضع في الفم ، وبعض من شعيرات متناثرة على وجنتيه هنا وهناك ، وبشرط ألا تمتد إلى هذه الشعيرات يد التهذيب أو التشذيب ، ثم قراءة كتاب لا يتعدى سعره - في أغلب الأحيان - العشرة جنيهات مصرية ، ومن ثم يصبح مفتياً ، يحلل ويحرم من منظور مغلق لا يتسع سوى لعقله وتأويله هو دون غيره.
وإذا أمعنا النظر قليلاً في شأن هؤلاء المتجرئين على تأويل كتاب الله وسنة رسوله بما تهوى أنفسهم تجد العجب العجاب . فلا تتعجب حين تسمع من أحدهم أن الصلاة في البنطلون لا تجوز ، أو أن إطالة الثياب هي تشبه بالكفار ، ثم لا يتوانى في أن يسوق لك الدليل الدامغ (من وجهة نظره) أن الحديث الشريف يقول ( من تشبه بقوم حشر معهم ) ، هكذا بدون مقدمات يصبح الإنسان كافراً في عرف هؤلاء لمجرد ارتدائه لباساً أطول من الكعبين قليلاً ، ويقيني أن الكعبين في تفسيرهم هي الركبتين ، لذا تجد ثيابهم لا تطول عن الركبتين ، في مشهد يجلب لهم السخرية وللإسلام العار والشنار . فهذه فرصة سانحة على طبق من فضة لمن أراد أن يتهكم على الإسلام وبيد أبنائه .
من هنا يحق لغيرنا أن ينعتوننا بأقذع الألفاظ ، ويحق لنا أن نتبرأ من هؤلاء الدخلاء على شرعنا الحنيف وديننا القويم ، ونأمل من الله العلي القدير أن يبعث لنا من عباده المخلصين من يجدد لهذه الأمة دينها ، رداً لاعتبارها وثأراً لكرامتها وإعلاءً لشأنها الذي أضير بفعل أبنائها ، وما ذلك على الله بعزيز .
هشام السيد
الرياض في الأربعاء 5/4/1427هـ الموافق 3/5/2006 م