المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فأر البهجة للمصريين "رؤية شعبوية غير مصنفة لانتصارات مجتمعية مزيفة"



محسن رشاد أبو بكر
16/02/2008, 04:45 AM
فأر البهجة للمصريين
"رؤية شعبوية غير مصنفة لانتصارات مجتمعية مزيفة"

فى أزمان غابرة كانت جدتى تقول (الفار بيلعب فى عبى) للتعبير عن قلق من شئ ما سيئا قد يحدث ، فى أزمان كان الحزن فيها عزيزا وكانت البهجة هى الكلمة السائدة ، حتى فى أحلك الظروف كان المصريون يضحكون ، واشتهروا بالنكتة الحلوة.

أما الآن وبعد أن اعتاد المصريون الحزن والغم واللامبالاة بكل ما حولهم ، وندرت عليهم البهجة فى ظروف معيشية قاسية ممزوجة بالفساد والرشوة والمحسوبية وغلاء الأسعار ، فقد أصبح الفأر الذى قد يلعب فى صدورهم ، فأرا للبهجة ، حينما يتحرك ويقفز داخل ثنايا ثيابهم ، يعرفون أنها البهجة الشحيحة آتية ولن يهدأ لذلك الفأر جفن قبل أن يلتهم حصته من البهجة.


وبينما كان فأر البهجة فى قلوب المصريين نائما كسولا هزيلا لا يجد ما يقتات عليه ، أطلق الحكم صافرة النهاية للمونديال الأفريقى معلنا فوز مصر بكأس البطولة ليستيقظ الفأر ويلتهم وجبة دسمة يقفز على أثرها قفزات سريعة ليست متوالية ، ولكنها متوازية فى قلوب المصريين بمختلف طوائفهم ، أوقد النار فى قلوبهم الطيبة فخرجوا بالملايين يجوبون الشوارع رافعين العلم المصرى ، ينفلتون –لساعات قليلة – من وطأة الحياة اليومية بين مطرقة غلاء الأسعار ، وسندان الفساد والمحسوبية فى كل مناحى الحياة ، سهروا للصباح فى الشارع تحت ظروف الطقس البارد جدا ، يقتنصون ما زاد عن حاجتهم من البهجة ، احتسابا لأيام سوداء قاتمة لن يجد فيها فأرهم ما يقتات عليه ، فيمارسون ثانية ما اعتادوا عليه - منذ عقود - من حزن وغم.

أبو بكر

محسن رشاد أبو بكر
16/02/2008, 04:45 AM
فأر البهجة للمصريين
"رؤية شعبوية غير مصنفة لانتصارات مجتمعية مزيفة"

فى أزمان غابرة كانت جدتى تقول (الفار بيلعب فى عبى) للتعبير عن قلق من شئ ما سيئا قد يحدث ، فى أزمان كان الحزن فيها عزيزا وكانت البهجة هى الكلمة السائدة ، حتى فى أحلك الظروف كان المصريون يضحكون ، واشتهروا بالنكتة الحلوة.

أما الآن وبعد أن اعتاد المصريون الحزن والغم واللامبالاة بكل ما حولهم ، وندرت عليهم البهجة فى ظروف معيشية قاسية ممزوجة بالفساد والرشوة والمحسوبية وغلاء الأسعار ، فقد أصبح الفأر الذى قد يلعب فى صدورهم ، فأرا للبهجة ، حينما يتحرك ويقفز داخل ثنايا ثيابهم ، يعرفون أنها البهجة الشحيحة آتية ولن يهدأ لذلك الفأر جفن قبل أن يلتهم حصته من البهجة.


وبينما كان فأر البهجة فى قلوب المصريين نائما كسولا هزيلا لا يجد ما يقتات عليه ، أطلق الحكم صافرة النهاية للمونديال الأفريقى معلنا فوز مصر بكأس البطولة ليستيقظ الفأر ويلتهم وجبة دسمة يقفز على أثرها قفزات سريعة ليست متوالية ، ولكنها متوازية فى قلوب المصريين بمختلف طوائفهم ، أوقد النار فى قلوبهم الطيبة فخرجوا بالملايين يجوبون الشوارع رافعين العلم المصرى ، ينفلتون –لساعات قليلة – من وطأة الحياة اليومية بين مطرقة غلاء الأسعار ، وسندان الفساد والمحسوبية فى كل مناحى الحياة ، سهروا للصباح فى الشارع تحت ظروف الطقس البارد جدا ، يقتنصون ما زاد عن حاجتهم من البهجة ، احتسابا لأيام سوداء قاتمة لن يجد فيها فأرهم ما يقتات عليه ، فيمارسون ثانية ما اعتادوا عليه - منذ عقود - من حزن وغم.

أبو بكر