نحن مختلفون شئنا أم أبينا...

[ندى يزوغ]

نحن ثقافة تتحدث بسيميائية الأيدي.. و نتلذذ بالشواء يوم عيد الأضحى دون إحساس بالذنب اتجاه أحباب (بريجيت باردو)..نحلم أن نعيش دون أن ندفع ضرائب قاسية لجلاد يربت على أكتافنا معلنا عن حبه.. و عن رغبته في حمايتنا من أنفسنا.. جلاد يريد أن يرسخ فكرة الخواء في داخلنا.. يريد أن يجعل منا فيروسا أو وباء يحطم الإنسانية..قنبلة قد تنفجر في أي حين.. إذا لم يحطها أعوان الجلاد بمضاداتهم الحيوية المجانية بالطبع..فالجلاد ينتمي إلى دولة الانتماء الصحي عندها بالمجان..و الدواء بالطبع بالمجان..فمرة يقدم الدواء جرعات..و مرات عديدة يعطي الجلاد الكبير أوامره و هو في إحدى مصايفه العالمية الشهيرة بضرورة البتر.. لأنه لا حل لهذا الطاعون الذي يتنافى و حقوق الإنسان..فالجلاد لا مصالح له و لا شغل له و لا رجاء في الدنيا إلا خدمة الإنسانية و العدالة و الديمقراطية..و كل مصطلحات الخير و القضاء على الشر و المرض و العنصرية و المسلم من الديانات و الإفريقي من القارات و الفطن من الدول النامية....لا شغل له هذا البريء براءة إخوان يوسف من الدم المعلق على قميص أخيهم..نعم لا شغل له إلا سعادة الذين يريدون العيش دون منافس قوي..فهؤلاء المرضى لمحهم الجلاد و قد بدؤوا بالتعافي ..تنبأ لهم بنقاهة قد تجعلهم يستفيقون و يغادرون السرير إلى ما رجعة..فاستكثر العافية على هؤلاء المرضى..استكثر عليهم أن يعيشوا صحاحا معافين..فقرر بث سم قتال..فقرر استئصال حرية الاختلاف..و حرية الأديان و الثقافات و تعدد التقاليد و العادات و إماتة (أنا غيرك)..مقترحا بديلا هجينا محاولا أن يهبه المصداقية كالعادة..
ندى يزوغ..المغرب..